نصر أكتوبر المجيد 1973 بعيون «الصحف العالمية».. انتصار لا مثيل له هز العالم
حرب أكتوبر .. ما الذي كشفت عنه وثائق الأرشيف الأميركي بعد نصف قرن؟
 
						نصر أكتوبر المجيد 1973 بعيون «الصحف العالمية».. انتصار لا مثيل له هز العالم

كتبت : منا احمد
حرب اكتوبر (حرب العاشر من رمضان حرب أكتوبر هي الحرب الرابعة التي واجهت فيها العرب إسرائيل، والتي تعد نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. في حرب أكتوبر 1973
بدأت الحرب في مصر في الساعة الثانية بعد الظهر بأول ضربة جوية من سلاح الجو المصري باتجاه الجيش الإسرائيلي، وقد نفذت 220 طائرة حربية مصرية الضربة الجوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة، عبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية؛ لتفادي الرادارات الإسرائيلية، وقد استهدفت المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي النفط ومخازن الذخيرة، وقد حققت 95٪ من أهدافها الموضوعة.
بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأتِ المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكلٍ مكثف؛ تحضيرًا وتأمينًا لعبور الجنود المشاة. وبدأ المهندسون في تعطيل الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل المستخدم في إشعال سطح مياه القناة، في الوقت نفسه فتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.
في تمام الساعة 20:30 اكتمل بناء أول جسرٍ ثقيلٍ، وفي تمام الساعة 22:30 اكتمل بناء سبع جسورٍ أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمةً الجسورَ السبعَ وإحدى وثلاثين معدية.
في تمام 18:30 بدأت مشاة في عبور القناة بعبور ألف ضابط وثلاثين ألف جندي من خمس فرق مشاه عبروا القناة، حتى عبر القناة 8,000 من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي.
في يوم 24 من أكتوبر صدر قرار بوقف إطلاق النار، طبقًا لقرار مجلس الأمن رقم 339، كما أصدر مجلس الأمن قراره رقم 340 الذي قضى بإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن القوات الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام 25 و26 و27 أكتوبر/تشرين الأول ولم يتوقفِ القتال فعليًا حتى يوم 28 أكتوبر حين تقرر عقد مباحثات الكيلو 101 بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
وببداية الحرب وحتى انتهائها قدمت القوات المسلحة المصرية أعظم صور البسالة والإقدام في معارك متتالية خاضتها ضد إسرائيل بدأتها بعبور القنال وهدم الأسطورة الكاذبة التي روج لها الجيش الإسرائيلي وهو خط بارليف مرورًا بمعارك ضارية في منطقة شرق القناة، وفي مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة.
توالت المفاوضات بين الطرفين التي باءت بالفشل، حتى جاءت معاهدة السلام بعد سنوات 1979، ورجوع الأراضي المصرية إليها عام 1982 إلا منطقة طابا التي رجعت بالكامل إلى السيادة المصرية في عام 1989.
عرض تقديمي عن أبطال مصر في 6 أكتوبر يعرض قائمة بأهم الأسماء التي أسهمت بدور كبير في تحقيق نصر أكتوبر.
نتائج حرب أكتوبر
- استرداد السيادة الكاملة المصرية على قناة السويس.
- استرداد قسم من مرتفعات الجولان التي تشمل مدينة القنيطرة ورجوعها إلى السيادة السورية.
- استرداد جميع الأراضي المحتلة في شبه جزيرة سيناء.
- تحطم أسطورة أن الجيش الإسرائيلي لا يُقهر حيث ظهر خطأ هذه المقولة في مدة زمنية بسيطة تبلغ ست ساعات فقط، وهي المدة التي استغرقها الجيش المصري في عبور قناة السويس وهدم خط بارليف.
- من نتائج حرب أكتوبر عودة الملاحة إلى شكلها الطبيعي في يونيو 1975.
- لحرب أكتوبر أثر بالغ على مستقبل مصر في جميع النواحي وكذلك سوريا.
- لحرب أكتوبر أثرها الذي لا يمكن إغفاله فيما يخص استقرار المنطقة العربية ومستقبل كل الدول العربية.
- أثرت حرب أكتوبر على العلاقات العربية بينها وبين القوى العالمية العظمى.
نصر أكتوبر المجيد 1973 بعيون «الصحف العالمية».. انتصار لا مثيل له هز العالم
أكتوبر 1973، كانت عناوين الصحف العالمية تعكس حالة من التوتر والاهتمام الكبير بالأحداث في الشرق الأوسط، خاصة مع اندلاع حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل. وتناولت الصحف تفاصيل الهجمات العسكرية، بدءاً من السادس من أكتوبر، وكيف أدت إلى تحول في موازين القوى بالمنطقة.
كما غطت التقارير ردود الفعل الدولية، حيث أعربت الدول الكبرى عن قلقها ودعت إلى التهدئة، في وقت كانت فيه الأزمات النفطية تتصاعد وتؤثر على الاقتصاد العالمي. وعكست العناوين كذلك تأثير الحرب على الرأي العام في الدول العربية والغربية، حيث شجعت على نقاشات واسعة حول الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
وتناولت الصحف دور الدبلوماسية في إنهاء النزاع، مسلطة الضوء على الجهود المبذولة من الأمم المتحدة والدول الكبرى لتحقيق وقف إطلاق النار، وكانت هذه الفترة واحدة من أكثر اللحظات تأثيراً في التاريخ الحديث، حيث شكلت بداية تحول جديد في السياسة الدولية والعلاقات بين الدول.
وتستعرض “بوابة أخبار اليوم”، أبرز ما تناولته الصحف العالمية خلال فترة حرب أكتوبر.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية 7 أكتوبر 1973
“إن المصريين والسوريين يبدون كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة، لقد حقق العرب نصراً نفيساً ستكون له آثاره النفسية.. إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصراً ضخماً لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب”.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية 7 أكتوبر 1973
“إن المصريين حققوا نصرًا نفسيًا على إسرائيل، استعادت مصر السيطرة على قناة السويس…انتصار لمصر لا مثيل له”.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية 8 أكتوبر 1973
“الحرب كانت الأكثر ضراوة منذ حرب 1948، وكان واضحا أنهم -الإسرائيليين- خسروا المبادرة في هذه الحرب، وتراجع الجيش الإسرائيلي بسبب النطاق الواسع للأسلحة المتطورة التي تم استخدامها في الحرب من قبل التحالف العربي”.
وكالة رويترز الأمريكية
“حرب أكتوبر كانت الوحيدة بين أربع حروب بين العرب وإسرائيل التي تفوق فيها المصريون على الإسرائيليين، كان عبور قناة السويس جريئاً وعبقرياً بإذابة السواتر الرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياه عالية الضغط، وإقامة الجسور العائمة.. وعبور الكوماندوز القناة في زوارق مطاطية مكشوفة”.
مجلة نيويوركر الأمريكية 11 أكتوبر 1973
“إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصرًا ضخمًا لا مثيل له، تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب”.
واشنطن بوست الأمريكية 12 أكتوبر 1973
“إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التي بنيت منذ عام 1967 وكانت هناك أسطورة أولاً تقول إن العرب ليسوا محاربين وأن الإسرائيلي (سوبرمان)، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك”.
مجلة نيوزويك الأمريكية 14 أكتوبر1973
“دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات اسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة و غسيلا مصريا على خط بارليف”.. “لقد وضح تمامًا أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب، وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء”.
10 أكتوبر 1973
“لقد واجه الإسرائيليون خصمًا يتفوق عليهم في كل شيء ومستعدًا لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت إسرائيل في نفس الوقت خصمًا أفضل تدريبًا وأمهر قيادة”.
مراسل وكالة الأسوشيتد برس تل أبيب 10 أكتوبر 1973
“لقد غيرت حرب أكتوبر – عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس، واجتاح خط بارليف – غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الأوسط بأسره”.
صحيفة الديلي تلجراف البريطانية 7/10/1973
” كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة إسرائيل العسكرية وعلى ذلك يمكن أن نفهم مدي التغيير الذي حدث عقب أن أثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير علي الرأي العام العالمي “.
صحيفة التايمز البريطانية أكتوبر 1973
“إن الأسبوع الماضي كان أسبوع تأديب وتعذيب لإسرائيل، ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم ، كما أن الإسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كلفتهم خسائر باهظة وأن المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين علي القتال”.
صحيفة الفينانشيال تايمز البريطانية 11/10/1973
“واضح ان العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل .. ومن المؤكد أن عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم .. وفي نفس الوقت ينتاب الإسرائيليين إحساس عام بالاكتئاب لدي اكتشافهم الأليم الذي كلفهم كثيراً أن المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنوداً لا حول لهم ولا قوة وتشير الدلائل الي أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط أمام القوات المصرية والسورية المتقدمة”.
صحيفة التايمز البريطانية 11/10/1973
“إن الشعور السائد في إسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب ، كما أن عدد اسري الحرب العائدين من مصر ، كان أكثر مما كان متوقعا ، الأمر الذي يعني وقوع الكثير من القتلى” .
صحيفة جويش كرونيكل البريطانية 14 اكتوبر 1973
“لقد اتضح أن القوات الإسرائيلية ليست مكونة – كما كانوا يحسبون – من رجال لا يقهرون ، إن الثقة الإسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لا تميل الي الحلول الوسط وأن هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب أكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الإسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه “.
صحيفة ديلي صن البريطانية 12/10/1973
“كانت (الفردان) شرق قناة السويس من أول المواقع التي استولت عليها القوات المصرية .. وعندها حقق المصريون أعظم انتصاراتهم واستعادوا أراضيهم منذ اليوم الأول .. وكست وجوهم أمارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار أمهامهم، وهكذا ذهب خط بارليف الإسرائيلي علي غير رجعة”.
صحيفة التايمز البريطانية 31/10/1973
“لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل”.
صحيفة ديلي ميل البريطانية 12/10/1973
” إن البحرية المصرية تفوقت على البحرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر، وخاصة في مجال الصواريخ».
مجلة الدفاع الفرنسية 11/9/1970
“إن مصر وخلفها سبعة ألاف عام من الحضارة تشتبك في حرب طويلة المدى مع إسرائيل التي تحارب اليوم لكي تعيش غدا، ثم لا تفكر أبدا فيما قد تصبح عليه حالتها في المستقبل البعيد نسبيا”.
صحيفة الفيجارو الفرنسية 20/10/1970
“إن حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام تل أبيب، فقد أثبتت أن امن إسرائيل لايمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية”.
(صحيفة لومانتيه الفرنسية) 18/10/1970
“لقد كان مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى ان يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة الى الأبد حيال احتلال اراضيها و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزا انتصارا و قضوا على الصورة السائدة عنهم”.
( صحيفة لوموند الفرنسية) 26/10/1970
” إن حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام تل أبيب ، فقد أثبتت أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية”.
صحيفة لومانتيه الفرنسية 17/10/1973
“لقد أعلن الجنرال إسحاق رابيين بأن لدي بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما في ذلك احتلال القطب الشمالي، ولكن يبدو أن احتمال الهجوم المصري الكاسح ظهيرة السادس من أكتوبر لم يكن واردا في احتمالات الإسرائيليين ولهذا دفعوا ثمنا غاليا” ..
( مجلة دير شبيجل الألمانية) 11 اكتوبر 1973
“إن الكفاح الذي يخوضه العرب ضد إسرائيل كفاح عادل .. إن العرب يقاتلون دفاعاً عن حقوقهم ، وإذا حارب المرء دفاعاً عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حرباً تحريرية ، أما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فإنها عدوان سافر”.
صحيفة تسايتونج الألمانية الديمقراطية 19/10/1973
“لقد فر الجنود الإسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون أنفاسهم وقد علت القذارة أبدانهم وشحبت وجوهم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح”.
صحيفة أنا بيللا الايطالية 30/10/1973
“لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة سنقطعهم إرباً إذا تجرأوا علي رفع إصبع في وجهنا “.
صحيفة علهمشمار الاسرائيلية 29/10/1973
” لقد اوجدت حرب اكتوبر مفهوماً يبدو إننا لم نعرفه من قبل (منهكى الحرب) ونعني به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التي خلفتها الحرب الضارية .. لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاذ الذخيرة”.
صحيفة هاآرتس الاسرائيلية 2/11/1973
“إننا – حتي يوم وقف إطلاق النار علي جبهة سيناء – لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري وأنه من المؤكد أنه حتي بدون التوصل الي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف أو تدمير الجيش المصري وبهذا يمكن القول أننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئاً”.
صحيفة هاآرتس الاسرائيلية 8/11/1973
” إن جولدا مائير اعترفت- في حديث لها بعد حرب أكتوبر- بأنها فكرت في الانتحار”.

حرب أكتوبر .. ما الذي كشفت عنه وثائق الأرشيف الأميركي بعد نصف قرن؟
فى سياق متصل واشنطن- قبل52 عاما، وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، شنّت القوات المصرية والسورية هجمات منسقة على قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء ومرتفعات الجولان، لتبدأ معها ما باتت تُعرف بـ”حرب أكتوبر” أو ما تطلق عليها واشنطن “حرب يوم الغفران”.
وانتهت هذه الحرب قبل انقضاء أكتوبر/تشرين الأول عندما فرضت واشنطن وموسكو، من خلال الأمم المتحدة، وقف إطلاق النار على الأطراف المتحاربة.
وتشير وثائق الأرشيف الأميركي المجمّعة من مكتبة الرئيس ريتشارد نيكسون والبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية -إضافة لوكالة الاستخبارات المركزية- إلى تأثير هذه الحرب وبشكل جوهري على العلاقات الدولية، ليس فقط من خلال اختبار متانة الانفراج في العلاقات بين الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة، ولكن أيضا من خلال إجبار الأخيرة على وضع الصراع العربي الإسرائيلي على رأس أجندة سياستها الخارجية.
ودفعت تبعات الحرب المباشرة، وعلى رأسها خطر عدم الاستقرار الإقليمي، وأزمات الطاقة، وتوتر علاقات القوتين العظميين، لجعل الدور العملي الأميركي بالمنطقة أمرا لا مفر منه في حسابات صانعي السياسة بالبيت الأبيض.
وتوفر المواد الأرشيفية الأميركية -التي رفعت عنها السرية خلال السنوات الأخيرة، والتي تُقدر بآلاف الوثائق- معلومات مهمة وتفاصيل دقيقة حول السياسات والتصورات والقرارات الأميركية خلال أيام حرب أكتوبر.
كما تتطرق هذه الوثائق لزوايا مهمة على شاكلة الأهداف المصرية والسورية، وعلاقات القوى العظمى مع الأطراف المتحاربة، وإخفاقات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، ودور موسكو وواشنطن في تصعيد القتال وتخفيفه، وتأثير شخصيات رئيسية -وقتذاك- مثل وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر والرئيس المصري أنور السادات.
الوثائق الأميركية التي رفعت عنها السرية، عكست التالي:
- فشل الاستخبارات الأميركية في إدراك التهديد الوشيك للحرب، ووفق مسؤول الاستخبارات بالخارجية راي كلاين “كانت الصعوبة التي واجهناها جزئيا أننا تعرضنا لغسيل دماغ من قبل الإسرائيليين الذين غسلوا أدمغة أنفسهم”.
- التحذيرات المسبقة من هجوم مصري سوري محتمل وتلقاها الإسرائيليون، ونصيحة كيسنجر لرئيسة الوزراء الإسرائيلي غولدا مائير لتجنب القيام بهجمات وقائية.
- الحالة الأولية من الارتباك في مجتمع الاستخبارات الأميركي فور وقوع القتال.
- قرارات كيسنجر المبكرة بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، وفي الوقت ذاته البقاء على اتصال مع القادة العرب، لتعظيم النفوذ الدبلوماسي الأميركي.
- تقليل كيسنجر في البداية من شأن التهديدات العربية بفرض حظر نفطي وخفض الإنتاج.
- صدمة كيسنجر ورفضه اتباع تعليمات نيكسون بالتنسيق المشترك مع الاتحاد السوفياتي لفرض تسوية سلمية.
- السجل الكامل لمحادثات كيسنجر في 20-22 أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع السوفيات والإسرائيليين حول قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.
- ضوء كيسنجر الأخضر الافتراضي للانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أممية.
- استخدام الرئيس السوفياتي السابق ليونيد بريجنيف للخط الساخن مع الولايات المتحدة للاحتجاج على انتهاكات وقف النار (الإسرائيلية) ومحاصرة الجيش الثالث المصري.
- رسالة بريجنيف في 24 أكتوبر/تشرين الأول التي أدت إلى رفع حالة الإنذار النووي الأميركي الأعلى، وتعرف بكود “ديفكون الثالث”.
- غضب كيسنجر من حكومات أوروبا الغربية التي رآها غير داعمة للسياسة الأميركية.
- قناعة وزير الخارجية الأميركي بأن الحرب وضعت بلاده في “موقع مركزي” بالشرق الأوسط، بينما “هزم” السوفيات.
- الاتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال الحرب.
- سجل المحادثات العاطفية بين كيسنجر ومائير حول ترتيبات وقف النار.
 
				



