أخبار عاجلةمقالات وابداعات

الامن الثقافى والهوية الوطنية ..ترحيل الفلسطينيين وأراء جمال حمدان (2ـ 5) بقلم محمد نبيل

الامن الثقافى والهوية الوطنية ..ترحيل الفلسطينيين وأراء جمال حمدان (2ـ 5) بقلم محمد نبيل 

الامن الثقافى والهوية الوطنية ..ترحيل الفلسطينيين وأراء جمال حمدان (2ـ 5) بقلم محمد نبيل 
الامن الثقافى والهوية الوطنية ..ترحيل الفلسطينيين وأراء جمال حمدان (2ـ 5) بقلم محمد نبيل

كتب : اللواء

فى سيناء دارت رحى حرب اكتوبر 1973 ـ رمضان 1339 التى جاءت لتوقف وتفشل مخطط صهيونى بتهجير وترحيل من خلال خطة سرية لآلاف من أهل غزة إلى سيناء، وهكذا أعلنت هيئة الاذاعة البريطانية التابعة للمخابرات الإنجليزية والتى من المعروف أنها الشريك الأكبر فى تمويلها، وكان مع بدايات ١٩٧١ أكدت الوثائق محاولة الكيان المحتل تهجير أهل غزة إلى سيناء بعد عدوان ٦٧ بسبب عمليات المقاومة الفلسطينية من المعسكرات فى غزة ضد الاحتلال والتى فشل الاحتلال فى التصدى لها أو التعايش معها، ومع صعوبة مواجهة المشاكل الامنية المستعصية،

ولتخفيف حدة التوتر مع الفلسطينيين فى غزة كان المخطط السرى هو ترحيلهم إلى العريش بإشراف وزير النقل ـ حينها ـ شيمون بيريز، وهو المسئول عن نقل الالاف من الغزاويين إلى مبانى الجنود والضباط التى كانت للجيش المصرى قبل عدوان ٦٧ لكن كانت حرب إكتوبر عائق أمام التنفيذ، فتلك من نتائج نصر أكتوبر التى لم يتحدث أحد عنها مسبقا، حيث أفشلت مخطط الصهاينة فى تغير ديموجرافية الأرض فى فلسطين وفى مصر. لم يكن الشهيد جمال حمدان بعيدا عن تلك الأحداث وأخبارها فهو الباحث عن حقيقة اليهود الحاليين وكيف أنهم من قوميات وأعراق وأراضى غير تلك التى يدعون بأحقيتهم فيها بالباطل والزيف. بل وأن معركة استرداد الأرض “سيناء” بالقانون والدبلوماسية التى بدأت بسبب نصر أكتوبر، فالعدو لا يتفاوض إلا عندما ينكسر أو يعلم بقوة من أمامه،

ورفض البطل المصرى المنتصر أية ضغوط من جانب الصهاينة أو أية إغراءات لنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر، رفضا قاطعا، من منطلق حق الفلسطينيين فى البقاء بأرضهم، وأيضا حق المصريين الحفاظ على وحدة أرضهم، فعضدت قوة الجيش المصرى ودعّم انتصار أكتوبر من الموقفين السياسى والقانونى للمفاوض المصرى. ورغم أن فكرة التهجير الصهيونية بدأت منذ محاولات جون فوستر دالس الذى كان وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية فى عهد الرئيس دوايت أيزنهاور 1953 حتى 1959 في حين شغل شقيقه ألين ويلش دالاس منصب مدير المخابرات المركزية من عام 1953 إلى 1961 وكان لدالاس مواقف مؤثرة فى السياسة الخارجية الامريكية مع بداية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى ـ حينهاـ ،

كما اتخذ موقفا عدائيا ضد الشيوعية، وهو المهندس الحقيقى لتأسيس منظمة حلف شمال الأطلسى (ناتو)، وألف كتاب يشبه عنوان كتاب العظيم ليو تولوستوى “الحرب والسلام” وهو يشبهه فى العنوان وليس فى افكار المحتوى فالفارق كبير جدا، فكان لدالاس “الحرب أو السلام” قبيل وفاته وكان يرى بضرورة العنف فى سبيل سيادة أمريكا للعالم،

وناصر الكيان الصهيونى فكان ممن وظفهم الصهاينة فى الدعاية العالمية عن نقل اهل غزة لسيناء بعد حرب 48 وتحديدا منذ 1953 وكانت مبرراته أن غزة كانت تحت الحكم المصرى ـحينهاـ ولتحقيق الضغط على الفلسطينيين خطط الصهاينة لحرب تطهير وابادة ضد الفلسطينيين واول حروب الإبادة والإرهاب كانت فى “البريج” بقتل العشرات من أهالى غزة فى غارة ٢٨ اغسطس ١٩٥٣ بمخيم دير البلح لاجبارهم على ترك أرضهم والنزوح لسيناء، وكانت الغارة الثانية فى ٢٨ فبراير ١٩٥٥واجتاز الصهاينة خط الهدنة ـ

كما هو معتاد عنهم لا عهد لهم ـ وزرعت الألغام وفجرت محطة ومستودع للمياة لحرمان الفلسطينيين من مقدرات الحياة ـ ما أشبه الليلة بالبارحةـ وقتلت ٢٩ شهيد وأصابت ٣٣ جريح من أهالى غزة، بل وزرعت الفتنة بين أهالى غزة والجيش المصرى من خلال الحزب الشيوعى الفلسطينى بهدف شق الصف العربى. وبعد نصر أكتوبر كان الشهيد جمال حمدان ليس ببعيد عما يدور من جانب الصهاينة ضد مصر فسعى لفضحهم وكشف كذب ادعاءاتهم، وتحولت كتاباته وأبحاثه من علم الجغرافيا المجرد إلى ارتباطه بالسياسة والتاريخ والديموجرافيا والانثربولوجى ،
وهذا ما سنتعرض إليه فى القادم إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى