الجيش الأمريكي ينقل منظومات دفاع جوي إلى إسرائيل وإيران تبلغ واشنطن ودول الشرق الأوسط بأنها سترد على أي هجوم إسرائيلي ضدها
إسرائيل تستقبل مئات الصواريخ في "يوم الغفران".. إسرائيل تحجب عن واشنطن تفاصيل الهجوم على إيران ... إسرائيل تستخدم روبوتات مفخخة في هجومها على جباليا .. وثائق سرية تكشف اتصالات حماس مع إيران وحزب الله قبل 7 أكتوبر .. إنفوغراف| 7 أكتوبر.. حصيلة ضخمة من القتل والتشريد والنزوح

الجيش الأمريكي ينقل منظومات دفاع جوي إلى إسرائيل وإيران تبلغ واشنطن ودول الشرق الأوسط بأنها سترد على أي هجوم إسرائيلي ضدها

كتب : وكالات الانباء
يعتزم الجيش الأمريكي نشر منظومات دفاع جوي أمريكية في إسرائيل، للمساعدة في اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، بحسب ما كشفت وسائل إعلام عبرية، السبت.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”: “ستنقل الولايات المتحدة على الفور بطاريات دفاع جوي إلى إسرائيل، للمساعدة في اعتراض الصواريخ الباليستية، والحماية من الهجمات الإيرانية”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “منظومة الدفاع الجوي، التي ستنشرها الولايات المتحدة في إسرائيل، من نوع ثاد”.
وتزداد المخاوف من إطلاق إيران لوابل جديد من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، مع استعدادات تجريها الأخيرة للرد على هجوم إيراني استهداف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، مطلع الشهر الجاري.
وأطلقت إيران 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، ضمن ما قالت إنه رد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، واغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وقائد في الحرس الثوري الإيراني، اغتيل برفقته.
وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية، في حال مهاجمة منشآت نووية أو نفطية إيرانية.
بينما صرح مصدر مطلع في طهران لشبكة “سي إن إن” اليوم السبت، أن إيران أبلغت الولايات المتحدة وبعض الدول في الشرق الأوسط بأنها سترد على أي هجوم جديد من جانب إسرائيل.
وأفادت مصادر مطلعة لشبكة “سي إن إن” بأن الحكومة الإيرانية انخرطت في جهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط لقياس ما إذا كان بإمكانها تقليص نطاق الرد الإسرائيلي على هجومها الصاروخي كما تسعى أيضا في حال فشلت جهود تقليص نطاق الرد الإسرائيلي إلى المساعدة في “حماية طهران” حسب ما ذكرته المصادر.
وقال مسؤول إسرائيلي للشبكة، يوم الجمعة، إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لم يتوصل بعد إلى قرار بشأن كيفية المضي قدما في ما يتعلق بالرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون بالتشاور مع تل أبيب أنهم لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية أو حقول النفط الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة تتشاور مع إسرائيل حول كيفية تخطيطها للرد على إيران، وأوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم “لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية أو حقول النفط”.
وقد تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، وأخبره أن “رد إسرائيل يجب أن يكون متناسبا”.
وأبلغت كل من الأردن وقطر والإمارات والسعودية الإدارة الأمريكية أنها لا تريد أن تستخدم الولايات المتحدة أو إسرائيل بنيتها التحتية العسكرية أو مجالها الجوي بأي عمليات هجومية ضد إيران.
قبل الضربة الإسرائيلية..إيران المتوترة تبحث عن مخرج دبلوماسي لتجنب التصعيد مع إسرائيل
بينما تبحث القيادة السياسية في إيران منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري عن مخرج دبلوماسي يجنبها ضربة إسرائيلية موجعة.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أمس الجمعة، عن مصادر مطلعة أن حكومة إيران متوترة للغاية ومنخرطة في جهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط سعياً للحد من رد إسرائيل على هجومها الصاروخي في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت المصادر، إن سبب قلق إيران شكها في قدرة الولايات المتحدة على إقناع إسرائيل بالتراجع عن ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية الإيرانية.
ومنذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، انخرطت الولايات المتحدة في مشاورات مع إسرائيل حول طبيعة الرد على هجوم إيران الأخير، وأوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية أو حقول النفط الإيرانية.
رد متناسب
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأربعاء الماضي، في أول اتصال بينهما منذ شهرين، وأخبره بأن على رد إسرائيل أن يكون “متناسباً”.
كما أعربت دول خليجية عن قلقها للولايات المتحدة من تبعات هجوم محتمل على منشآت النفط الإيرانية، وما قد يترتب عليه من خسائر اقتصادية، وأضرار بيئية على المنطقة بأكملها.
حرب مفتوحة
وحسب الشبكة، فإن إدارة بايدن تشعر بقلق عميق من تسبب الهجمات المتبادلة المستمرة بين إيران وإسرائيل، التي بدأت في وقت سابق هذا العام بعد أن ضربت إسرائيل قنصلية إيران في دمشق، في حرب إقليمية كبرى تجر الولايات المتحدة إليها أيضاً.
ويتمثل جزء كبير من مخاوف بايدن في تراجع نفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل. وعلى غرار حربها في غزة، تجاهلت إسرائيل دعوات الولايات المتحدة لضبط النفس في لبنان، حيث أسفرت حملة القصف المكثفة والهجوم البري الإسرائيلي عن أكثر من 1400 قتيل منذ أواخر الشهر الماضي.
ولم تتشاور إسرائيل أيضاً مع الولايات المتحدة قبل تفجيرات البيجر في لبنان وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله في الشهر الماضي، و قبل اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت، وإسقاط اقتراح وقف إطلاق النار الذي طرحته الولايات المتحدة وفرنسا قبل ذلك بـ 48 ساعة.
وأكد مسؤول إسرائيلي لسي إن إن أمس الجمعة، أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لم يتوصل بعد إلى قرار نهائي لضرب إيران. وقال مسؤول أمريكي، إنه في حين تضيق الفجوة بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية، فإنها قد لا تظل على هذا النحو.
ووفق الشبكة، لا تعتقد الولايات المتحدة أن إيران تريد التورط في حرب شاملة مع إسرائيل، وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن نتانياهو “هو الوحيد الذي يريد حرباً وإشعال المنطقة للبقاء في السلطة”.
لكن مسؤولًا قال إن الولايات المتحدة لا تزال تحث طهران، من خلال القنوات الخلفية، على التمهل في ردها إذا هاجمتها إسرائيل.
وأكد مسؤول أمريكي آخر، أن “الأصوات الرئيسية داخل إيران ستكون لها أفكار مختلفة للرد على هجوم إسرائيل المرتقب وكيف، والذي سيعتمد على حجم ونطاق الضربة الإسرائيلية المتوقعة”.
وأشار دبلوماسي عربي للشبكة، أن إيران كانت مهتمة خاصة بالحصول على مساعدة من السعودية لاستخدام نفوذها لدى واشنطن للتوصل إلى حل دبلوماسي للتصعيد مع إسرائيل.
إسرائيل تحجب عن واشنطن تفاصيل الهجوم على إيران
فى حين أكد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل تحجب عن واشنطن الكثير من المعلومات، حول طبيعة ردها على إيران، بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران بداية الشهر الجاري، في ظل محاولة الولايات المتحدة وضع قيود على الرد الإسرائيلي، للحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية.
ونقلت شبكة NBC الأمريكية عن مسؤولين قولهم إن “إسرائيل حددت أهدافها للرد، لكنها لم تشاركهم جدولاً زمنياً محدداً حتى الآن حول موعد الهجوم وطريقته”.
وقال المسؤولون إن “إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على معلومات، لكنهم حجبوا الكثير من التفاصيل حول الرد العسكري على إيران، حيث تستعد الولايات المتحدة للدفاع عن أصولها في المنطقة من أي هجوم مضاد فوري من إيران، لكن من غير المرجح أن تقدم دعماً عسكرياً مباشراً للعملية”.
وأضاف المسؤولون “ليس هناك ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية أو تنفذ عمليات اغتيال، والولايات المتحدة لا تعلم متى قد يأتي الرد الإسرائيلي، لكن الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز للهجوم في أي وقت، بمجرد صدور الأمر”.
وناقش وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، الخطوط العريضة للرد الإسرائيلي، بعد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي بشأن الرد، لكن غالانت لم يشارك الأهداف المحددة التي تمت مناقشتها في ذلك الاجتماع.
وقالت الشبكة الأمريكية: “واصل المسؤولون الأمريكيون حث الحكومة الإسرائيلية على جعل ردها متناسباً، والالتزام بالأهداف العسكرية، وتجنب منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر في انتظار رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي أطلق في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وقالت إيران إنه جاء رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وزعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت.
إسرائيل تستقبل مئات الصواريخ في “يوم الغفران”
بدوره قال الجيش الإسرائيلي، إن حزب الله اللبناني أطلق نحو 320 مقذوفاً من لبنان على إسرائيل في “يوم الغفران”، أقدس الأعياد اليهودية، الذي بدأ مساء الجمعة وانتهى ليل السبت.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: “خلال يوم الغفران في نهاية الأسبوع، نحو 320 مقذوفاً أطلقتها منظمة حزب الله، عبرت من لبنان إلى إسرائيل”.
وفي بيان منفصل، أعلن الجيش رصد مقذوفين عبرا من شمال غزة، حيث تخوض إسرائيل حرباً في مواجهة حركة حماس، باتجاه مدينة عسقلان، لكنهما سقطا في منطقة غير مأهولة.
وأشار الجيش الإسرائيلي، إلى أن قواته قصفت 280 “هدفاً إرهابياً”، في سياق عمليات قتالية في لبنان وقطاع غزة خلال يوم الغفران، أي من مساء الجمعة حتى مساء السبت.
وفي ذات السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، 5 مناطق جديدة على طول حدودها مع لبنان مناطق عسكرية مغلقة، فيما يخوض جيشها معارك ضد حزب الله.
وقال الجيش في بيان “بعد تقييم الوضع، تم إعلان زرعيت وشوميرا وشتوله ونتوعا وإيفين مناحيم في شمال إسرائيل مناطق عسكرية مغلقة”، مضيفاً “يُحظر دخول هذه المنطقة”.
إسرائيل تستخدم روبوتات مفخخة في هجومها على جباليا
آليات عسكرية محملة ببراميل تزن أطنانا من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية ويتحكم فيها الجيش الإسرائيلي عن بعد.
من جهتها استخدمت إسرائيل خلال هجومها البري المتواصل على محافظة شمال قطاع غزة لليوم السابع تواليا، سلاح “الروبوتات” المفخخة، ما أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين، بينما أكدت هيئات إغاثة دولية أن الآلاف محاصرون هناك.
وقال مصدر أمني فلسطيني، فضل عدم ذكر اسمه، أن الجيش الإسرائيلي استخدم خلال هجومه البري المتواصل على جباليا هذا السلاح لإيقاع أكبر حجم من الخسائر المادية والبشرية.
وأوضح أن “استخدام الروبوتات المفخخة قبل نحو يومين تسبب في تدمير مربع سكني كامل مكون من عدد من المنازل، في حي الفالوجا غرب مخيم جباليا”، فيما ظهر في مكان الانفجار بقايا برميلين متفجرين كانا داخل هذه الآلية.
وذكر المصدر الأمني أنها عبارة عن آليات إسرائيلية عسكرية محملة ببراميل تزن أطنانا من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية ويتحكم الجيش الإسرائيلي بها عن بعد.
وأوضح أن تفجير هذه الروبوتات يتم إما عن طريق الجيش أو عبر استهدافها من المقاتلين الفلسطينيين المسلحين.
وبيّن أن “إسرائيل تلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين، ضمن حرب إبادتها على القطاع”، مضيفا “لهذه الروبوتات قدرة تفجيرية هائلة، فهي قادرة على تدمير حارة سكنية كاملة”.
وقال المصدر الأمني إن استخدام هذا السلاح جرى لأول مرة خلال الاجتياح السابق لمخيم جباليا في مايو/أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند إسرائيلية بين المنازل السكنية.
ولفت إلى أن مقاتلين فلسطينيين اعتقدوا أن تلك الآلية مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها “روبوت يحمل براميل نارية متفجرة”.
وتشير تقديرات مسؤولي الصحة الفلسطينيين إلى أن عدد القتلى بجباليا في الأسبوع الماضي بلغ نحو 150.
وقال مسعفون إن الغارات الإسرائيلية أصابت الجمعة أربعة منازل في جباليا، مما أدى لمقتل نحو 20 شخصا وإصابة العشرات. وأرسل الجيش الإسرائيلي قواته إلى بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا المجاورة وأمر سكانها بإخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق آمنة جنوب القطاع.
ووثق مقطع فيديو، نشرته قناة الجزيرة القطرية في 22 مايو/الماضي، استخدام الجيش الإسرائيلي روبوتات مفخخة خلال اقتحام جباليا آنذاك.
وشن الجيش الإسرائيلي هجومه البري السابق على مخيم جباليا بين 12 و31 مايو/أيار الماضي واستمر لمدة 20 يوما، مخلفا دمارا هائلا في المكان.
ولليوم السابع على التوالي يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من الفلسطينيين.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في جباليا لمنع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة، وذلك بعد ساعات من شنّه هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.
لماذا قررت واشنطن تعديل خطتها إزاء الحرب في لبنان؟
من ناحية اخرى بعد دبلوماسية مكثفة على مدى أسابيع بهدف وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله اللبناني، استقرت الولايات المتحدة على نهج مختلف تماماً، وهو ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مساره، رغبةً في إضعاف حزب الله.
وقبل أسبوعين فقط طالبت الولايات المتحدة وفرنسا بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً لوقف الغزو الإسرائيلي للبنان، لكن هذه الجهود تعثرت بسبب اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وبدء العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، والغارات الجوية الإسرائيلية التي قضت على معظم قيادات الجماعة.
والآن تراجع المسؤولون الأمريكيون عن دعواتهم لوقف إطلاق النار بدعوى تغير الظروف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي قبل أيام: “ندعم إسرائيل في شن هذه الهجمات بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله، حتى نتمكن في نهاية المطاف من التوصل إلى حل دبلوماسي”.
ويعكس هذا التغيير في المسار التضارب في الأهداف الأمريكية المتمثلة في احتواء الصراع المتنامي في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته إضعاف حزب الله، المدعوم من إيران بشكل كبير. وهذا النهج الجديد عملي لكنه في الوقت ذاته محفوف بالمخاطر.
ومن المؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستستفيدان من إلحاق الهزيمة بعدو مشترك هو حزب الله الذي تستخدمه طهران لتهديد الحدود الشمالية لإسرائيل، غير أن تشجيع الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوسعة ينذر باندلاع صراع يخرج عن السيطرة.
وقال جون ألترمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تريد أن تؤدي الحملة الإسرائيلية إلى إضعاف قدرات حزب الله، بيد أن عليها أن توازن بين ذلك وبين احتمال “خلق فراغ” في لبنان، أو إشعال فتيل حرب إقليمية.
وأضاف أن نهج واشنطن يبدو كما يلي: “إذا لم تتمكن من تغيير النهج الإسرائيلي، فمن الأفضل أن تحاول توجيهه بطريقة بناءة”.
إجراء عادل
واندلع أحدث قتال بين إسرائيل وحزب الله حينما أطلق حزب الله صواريخ على مواقع إسرائيلية، عقب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وأشعل فتيل حرب غزة.
وفي ظل عدم إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحماس على مدى أشهر، بدأت إسرائيل في سبتمبر (أيلول) تكثيف قصفها لحزب الله، ووجهت ضربات مؤلمة للجماعة، بما شمل تفجير أجهزة اتصال لاسلكي “ووكي توكي وبيجر” تستخدمها الجماعة، مما أدى إلى إصابة الآلاف من أعضاء حزب الله.
وبعد مقتل نصر الله، الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه “إجراء عادل”، جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوته إلى وقف إطلاق النار على امتداد حدود إسرائيل مع لبنان.
ولكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفذت اجتياحها البري، وتخلت الولايات المتحدة في غضون أيام معدودات عن دعواتها لوقف إطلاق النار، وعبرت عن دعمها لحملة حليفتها إسرائيل.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، إن واشنطن ليس لديها أمل يذكر في تقييد إسرائيل، وإنها ترى فوائد محتملة في العملية.
وأردف “أحدثت بكل تأكيد زخما ربما رأت فيه الإدارة هذا الاعتقاد ‘فلنجعل من الضرورة فضيلة‘”، مضيفاً أن من المرجح أيضاً أن المسؤولين الأمريكيين يحتفظون بأفضلية لمحاولة الحد من الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي نفذته طهران الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر أوروبية مطلعة إنه لا توجد اليوم أي محادثات ذات مغزى لوقف إطلاق النار، وأضافوا أن الإسرائيليين سيمضون قدماً في عمليتهم في لبنان “لأسابيع إن لم يكن لأشهر”. وذكر مسؤولان أمريكيان أن ذلك قد يكون الإطار الزمني. وبالنسبة لواشنطن، قد تجلب الحملة الإسرائيلية فائدتين على الأقل.
والأولى، هي أن إضعاف حزب الله قد يحد من نفوذ طهران في المنطقة، ويقلل التهديد على إسرائيل والقوات الأمريكية.
وتعتقد واشنطن أيضاً أن الضغط العسكري قد يجبر حزب الله على وضع السلاح، وتمهيد الطريق لانتخاب حكومة جديدة في لبنان، من شأنها أن تهمش الجماعة اللبنانية، التي تلعب دورا كبيرا في لبنان منذ عقود.
وقال جوناثان لورد، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، والذي يعمل الآن في “مركز من أجل أمن أمريكي جديد” في واشنطن، إن ذلك سيكون صعب المنال.
وأضاف لورد: “من جهة، يشعر كثير من اللبنانيين بالانزعاج الشديد من وجود حزب الله في لبنان. لكن في الوقت نفسه.. يجري فرض هذا التغيير على لبنان عن طريق حملة عنيفة للغاية”.
استراتيجية محفوفة بالمخاطر
وقال مسؤولون أمريكيون الأسبوع الماضي إن الهدف النهائي هو تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي كلف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” بمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة حدوده الجنوبية مع إسرائيل خالية من الأسلحة، أو أي مسلحين بخلاف التابعين للدولة اللبنانية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن المحادثات مع الأطراف لتحقيق هذه الأهداف يمكن أن تتم في ظل استمرار القتال، على الرغم من تحذير محللين من أن الصراع يزيد بشكل كبير من خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً، خاصة وأن المنطقة تنتظر رد إسرائيل على الضربة الصاروخية الإيرانية.
وبعيدا عن احتمال اندلاع حرب قد تجر الولايات المتحدة، هناك مخاوف من أن يتحول لبنان إلى غزة أخرى.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ عام إلى تحويل غزة إلى أرض قاحلة، وأودت بحسب مسؤولي الصحة في القطاع بحياة ما يقرب من 42 ألف شخص. ونبه مسؤولون أمريكيون علنا إلى ضرورة ألا يكون الهجوم الإسرائيلي على لبنان شبيهاً للهجوم على قطاع غزة.
ورغم هذه المخاطر يرى ألترمان، الذي يرأس حالياَ برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن من غير المرجح أن تنجح الدبلوماسية في وقف القتال في أي وقت قريب.
وأضاف “يرى نتانياهو أن كل رهاناته تؤتي ثمارها، وأعتقد أن من الصعب على إسرائيل أن تشعر في هذه اللحظة بأنه يتعين عليها أن توقف ضغوطها العسكرية”.
وثائق سرية تكشف اتصالات حماس مع إيران وحزب الله قبل 7 أكتوبر
فى حين كشفت محاضر اجتماعات سرية لحركة حماس، أن زعيم الحركة في قطاع غزة خلال هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ورئيس المكتب السياسي الحالي للحركة يحيى السنوار، حاول إقناع حلفاءه بالانضمام للهجوم، أو مشاركة أكثر فعالية فيه.
وأظهر محاضر الاجتماعات، التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي، ونشرت فحواها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن “السنوار حاول إقناع حلفاء حماس، في إيران وحزب الله، بالانضمام إلى الهجوم، أو على الأقل الالتزام بمعركة واسعة مع إسرائيل، إذا نفذت حماس هجوماً مفاجئاً عبر الحدود”.
وأضافت الصحيفة أن “السنوار كان يأمل أن تؤدي هذه الهجمات إلى انهيار إسرائيل”، بحسب الوثائق التي صادرها الجيش الإسرائيلي من نفق لكبار قادة حماس في خان يونس جنوب قطاع غزة.
تخطيطات سرية
وبحسب الصحيفة، تتكون الوثائق من محاضر 10 اجتماعات تخطيطية سرية لمجموعة صغيرة من القادة السياسيين والعسكريين لحماس، في الفترة التي سبقت الهجوم.
وقالت: “تتضمن المحاضر 30 صفحة من التفاصيل حول الاستعدادات والاستراتيجيات، والتقييمات الرئيسية للمجموعة القيادية”.
وأضافت: “خططت حماس في البداية لتنفيذ الهجوم، الذي أطلقت عليه اسم (المشروع الكبير)، في خريف عام 2022، لكن الجماعة أرجأت تنفيذ الخطة، لأنها حاولت إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة”.
وأظهرت الوثائق أن “حماس حاولت إقناع إيران وحزب الله بأن الوضع الداخلي في إسرائيل، على خلفية الاضطرابات المثيرة للجدل التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإصلاح القضاء، يسمح بالتحرك نحو معركة استراتيجية ضد إسرائيل”.
وقالت الصحيفة: “في يوليو (تموز) 2023، أرسلت حماس مسؤولاً رفيع المستوى إلى لبنان، حيث التقى بقائد إيراني كبير وطلب المساعدة في ضرب المواقع الحساسة في بداية الهجوم”.
وأضافت “قال القائد الإيراني الكبير لحماس إن إيران وحزب الله يدعمانها من حيث المبدأ، لكنهما بحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير، كما أن حماس خططت لمناقشة الهجوم بمزيد من التفصيل في اجتماع لاحق مع أمين عام حزب الله في حينه حسن نصر الله”.
وأظهرت الوثائق أن “حماس كانت مطمئنة إلى الدعم العام من جانب حلفائها، ولكنها خلصت إلى أنها قد تحتاج إلى المضي قدماً دون مشاركتهم الكاملة في البداية، لمنع إسرائيل من نشر نظام دفاع جوي جديد ومتطور قبل وقوع الهجوم”.
محاولات إقناع
وقالت الصحيفة: “كان مدى معرفة إيران وحزب الله بالخطط الأولية لحماس أحد الألغاز المستمرة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وقد اكتسب السؤال صدى جديداً في الأسابيع الأخيرة، بعد غزو إسرائيل للبنان والضربات الإيرانية على إسرائيل”.
وأضافت “نفى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي علناً أن إيران لعبت أي دور في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كما تحدث مسؤولون أمريكيون عن معلومات استخباراتية تشير إلى أن كبار القادة الإيرانيين فوجئوا بالهجوم، الأمر الذي أثار الشكوك حول لعب إيران لدور مباشر في التخطيط”.
لكن قادة حماس تحدثوا على نطاق واسع عن الدعم الذي تلقوه من حلفائهم الإقليميين، وكانت هناك تقارير متفرقة ومتضاربة في بعض الأحيان تفيد بأن مسؤولين إيرانيين وحزب الله ساعدوا في التخطيط للهجوم وتدريب المقاتلين.
وقالت إيران إن “كل التخطيط واتخاذ القرار والتوجيه تم تنفيذه من قبل الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، وأي ادعاء يحاول ربطه بإيران أو حزب الله، إما جزئياً أو كلياً، لا أساس له من الصحة”.
وبحسب الصحيفة “جاء في محضر اجتماع في أغسطس (آب)، قبل شهرين من الهجوم أن نائب السنوار، خليل الحية، أبلغ مسؤولاً إيرانياً يدعى سعيد إيزادي أن حماس ستحتاج إلى المساعدة في ضرب بعض المواقع الحساسة خلال الساعة الأولى من الهجوم”.
وأضافت: “بدا قادة حماس متفائلين بأن حلفاءهم لن يتركوهم مكشوفي الظهر، لكنهم تقبلوا أنهم قد يحتاجون إلى تنفيذ الهجوم بمفردهم”.
وتابعت “في النهاية، لم تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر إلا بعد أشهر من هجوم حماس، ولم يأت حزب الله لمساعدة حماس إلا في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن بدأت إسرائيل في استعادة السيطرة على حدودها”.
فشل استخباري
وقالت “نيويورك تايمز”: “تشير الوثائق لأول مرة إلى العملية في يناير (كانون الثاني) 2022، عندما تظهر المحاضر أن قادة حماس ناقشوا الحاجة إلى تجنب الانجرار إلى مناوشات صغيرة للتركيز على المشروع الكبير”.
وأضافت “وجد ضباط الاستخبارات الإسرائيلية أن قادة حماس استخدموا مراراً وتكراراً نفس العبارة في سياقات مماثلة، لكن الضباط لم يفهموا معنى المصطلح حتى قرأوا الوثائق بعد الهجوم”.
وتابعت “لا تتضمن المحاضر قائمة واضحة بأسماء كل شخص حضر كل اجتماع، لكنها تشير إلى أن السنوار حضر كل المناقشات، بينما انضم نائبه إلى 3 على الأقل، كما ورد في المحاضر أسماء العديد من القادة العسكريين الذين تمت الإشارة إليهم فقط بأسمائهم الحركية، والذين حضروا الاجتماعات”.
وقالت الصحيفة “خلص محللون استخباراتيون إسرائيليون، وفقًا لعدة مسؤولين إسرائيليين وتقييم الجيش للوثائق، إلى أن كبار القادة العسكريين لحماس، محمد الضيف ومروان عيسى ومحمد السنوار، كانوا من بين أولئك الذين وردت أسماؤهم بالاسم المستعار”.
خطة الهجوم
وأظهرت الوثائق أن الخطط تضمنت ضرب 46 موقعاً تحرسها “فرقة غزة”، وهي الفرقة العسكرية الإسرائيلية التي تحرس حدود غزة، ثم استهداف قاعدة جوية رئيسية ومركز استخبارات في جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى المدن والقرى.
وقال قادة حماس المشاركون في التحضير للهجوم: “سيكون من الأسهل استهداف تلك المناطق السكنية إذا تم اجتياح القواعد العسكرية أولاً، وهو التنبؤ الذي ثبت صحته في 7 أكتوبر”.
وبحسب الوثائق فإنه “في إشارة إلى مدى سرية التحضير للهجوم، قرر السنوار وقادة الحركة إبقاء الخطط سرية عن العديد من مقاتلي حماس من ذوي الرتب الدنيا حتى ساعات قليلة قبل الهجوم”، وفقاً لمحاضر اجتماع يونيو (حزيران) عام 2023.
وفي نفس الاجتماع، ناقش السنوار أيضاً بإيجاز كيف أن “الهجوم الكبير” على إسرائيل من المرجح أن يتطلب تضحيات، على ما يبدو من سكان غزة العاديين، وكانت هذه هي المرة الأولى والوحيدة، التي تم فيها التلميح إلى المشقة التي قد يعاني منها المدنيون الفلسطينيون في الوثائق.
في ذكرى 7 أكتوبر.. هل عززت إسرائيل أمنها أم زرعت بذور صراع جديد؟
فى سياق اخر في ذكرى مرور عام على هجمات حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تتجدد التساؤلات حول مدى تأثير هذه الأحداث على السياسة الداخلية الإسرائيلية.
وبينما اعتبر بعض المراقبين أن القيادة الإسرائيلية استخدمت هذه الهجمات كذريعة لتعزيز نفوذها والاستمرار في سياسات الحرب، في ظل استغلال مشاعر الخوف وعدم الاستقرار، رأى آخرون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة كانت ضرورية لضمان الأمن والاستقرار لفترات قادمة.
لكن في ظل الأحداث الراهنة، يبدو أن القيادة تسعى إلى الإبقاء على نهج استمرار المعارك على مختلف الجبهات من خلال تبرير النهج العسكري والأمني كخيار وحيد لحماية البلاد، دون النظر في الحاجة إلى حلول سياسية شاملة.
أوقات عصيبة
ويقول البروفيسور يوسي ميكلبرغ، وهو زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، إن الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وسفك الدماء المروع الذي أعقبها سوف تشكل دائماً وقتاً عصيباً. وما يزيد الأمر سوءاً هو أن الحرب لا تزال مستعرة في قطاع غزة، ولم تتم إعادة الرهائن، ويعيش ملايين الفلسطينيين في ظروف غير إنسانية، وتصاعدت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى مزيد من إراقة الدماء والدمار. ويبدو أن المزيد من الألم أمر لا مفر منه من الهجوم الصاروخي الأخير والانتقام المحتمل بين إيران وإسرائيل.
وبحسب ميكلبرغ فإن فقدان الأرواح والدمار، وقبل كل شيء فقدان الأمل في مستقبل أفضل، أمر يدمي القلب. ومع ذلك، فهو أيضاً وقت للتفكير والحساب حول كيفية وصول كل من الإسرائيليين والفلسطينيين إلى أدنى نقطة على الإطلاق في علاقاتهما.
ويرى ميكلبرغ، أن هناك العديد من الأسباب وراء هذا الوضع المأساوي، لكن الأهم من بينها كان فشل القيادة على المستويين المحلي والدولي.
تغيير الخطاب الأمني
ويعود هذا الفشل إلى فترة أبعد بكثير من عام مضى. فقد أدت القرارات الفردية والجماعية بالسماح، وأحياناً التشجيع، على استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود طويلة إلى جعل المواجهة الأخيرة والأكثر دموية أمراً حتمياً في النهاية.
وعلى عكس ما قد يبدو، فإن الصراع هو ما يبقي على هذه القيادات، التي إما أن تكون تتمتع بالكفاءة أو متطرفة أو كلاهما، وتزدهر من خلال استغلال الصفات الإنسانية مثل الخوف وانعدام الثقة بالطرف الآخر لاكتساب السلطة والحفاظ عليها.
ولكسر هذه الحلقة، من الضروري تغيير الخطاب الأمني في إسرائيل بشكل جذري، وهو خطاب كان لفترة طويلة قائماً فقط على القوة العسكرية، دون رؤية سياسية للسلام والتعايش والمصالحة.
ويقول ميكلبرغ، إن هذا الأمر ممكن فقط مع إزاحة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن منصبه.
ومن المؤكد أن إنهاء حكمه لن يعالج الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، ولن يحل الجمود في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بين عشية وضحاها. لكن نهجه “الذي لا يتوقف عند شيء” من أجل البقاء السياسي قد ظل يلقي بظلاله على السياسة والمجتمع والشؤون الخارجية للبلاد في وقت يحتاج إلى التقدم في جميع هذه المجالات. إنه لا يزال العائق في السياسة الإسرائيلية، وبدون إزالته، لن تكون هناك مساحة للتغيير.
ومع ذلك، يجب أن تملأ هذه المساحة من قبل معارضة تقدم شيئاً أكثر جرأة من نسخة أكثر ليناً من حكومة نتانياهو وموقفها المعارض لحل الدولتين. وعلى مدى سنوات، كانت “الخطة الكبرى” لنتانياهو هي تقسيم القيادة الفلسطينية، مما يمنع أي اتفاق سلام يستند إلى حل الدولتين من أن يتحقق على الإطلاق.
وحتى الآن، فشلت قيادة المعارضة الإسرائيلية، بما في ذلك بيني غانتس، الذي يعتبر من قبل الكثيرين خليفة محتمل لنتانياهو، في تقديم هذه الرؤية المختلفة. ويمثل غانتس فقط نسخة أقل تصادمية من النهج الحالي. وبقي خطابه مركزاً على تعزيز القدرات العسكرية، بدلاً من معالجة سبب هذا الصراع، وهو الاحتلال.
وعندما تعرض البدائل، فإنها لا تدعم بأفعال. فقد صرح يائير لابيد، زعيم المعارضة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عامين أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدماً، ومع ذلك امتنع عن الإدلاء بصوته في تصويت حديث حول دولة فلسطين في الكنيست.
علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين يحتجون ضد ما يسمى بإصلاحات نتانياهو القضائية قد فصلوا بشكل مصطنع بين قضيتين مترابطتين، هما الدفاع عن ديمقراطية إسرائيل والعمل نحو حل الدولتين لمشكلة الإسرائيليين والفلسطينيين. والاحتلال هو واحد من الأسباب الرئيسية لتدهور ديمقراطية إسرائيل.
ومن خلال رفض المطالبة بإنهائه، لم يقدم غانتس وآخرون ممن عارضوا نتانياهو سوى تغييرات طفيفة على الوضع الراهن، بدلاً من تقديم رؤية بديلة للبلاد.
ما قبل 7 أكتوبر
وحتى قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كانت إسرائيل تشهد أزمة اجتماعية وسياسية ودستورية. فقد عززت الحكومة السادسة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، التي تأسست في ديسمبر (كانون الأول) 2022، هذه الانقسامات العميقة لضمان بقائها، من خلال تشكيل ائتلاف مع أكثر العناصر قومية وتطرفاً دينياً ومعادية للديمقراطية في إسرائيل.
ويجب على القيادة الجديدة أن تتبنى نهجاً معاكساً وتتعامل مع استياء العلمانيين تجاه الجماعات الدينية المتشددة حول متطلبات الخدمة العسكرية والتعليم، بدلاً من استغلاله. كما أن هناك حاجة لمواجهة الأسئلة الأساسية حول كيفية تعريف الدولة اليهودية.
وتحت ائتلاف نتانياهو، بقي الإعفاء الممنوح للشباب اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية قائماً إلى حد كبير، رغم قرار المحكمة العليا الذي يوسع التجنيد ليشملهم. كما سمح نتانياهو لحلفائه السياسيين بالبقاء معفيين من دراسة المواد الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء واللغات الأجنبية في المدارس.
والنتيجة هي استياء مفهوم من المكون العلماني (والأغلبية) من المجتمع الإسرائيلي بسبب عدم تكافؤ العبء المتمثل في المخاطرة بحياتهم من أجل أمن البلاد والمساهمة في ازدهارها. ويزداد هذا الاستياء حدة خلال الحروب والضغوط الاقتصادية المرتبطة بها.
واعتماد نتانياهو على شركائه في الائتلاف جعله يرضخ لهم عندما كان بحاجة إلى دعمهم.
وأدى ذلك إلى تسليمه السيطرة على وزارات رئيسية لليمين المتطرف، مما أتاح لهم توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتعميق الاحتلال، كجزء من هدفهم المتمثل في ضم الأراضي بالكامل.
لا تسامح
ويقول ميكلبرغ، إنه يجب على القادة الإقليميين والدوليين أيضاً أن يظهروا أنهم لن يتسامحوا مع توسع المستوطنات أو عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وحتى الآن، كانت العقوبات الدولية متفرقة، لكن يجب فرض المزيد من العقوبات على الأفراد والمؤسسات التي تسهم في ترسيخ وتوسيع الاحتلال.
كما يتطلب الأمر اتخاذ خطوات أكثر جرأة فيما يتعلق بتقرير المصير الفلسطيني. وهناك عدد لا يحصى من قرارات الأمم المتحدة والتصويتات والبيانات العامة حول الحاجة إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني (التي تعود إلى عام 1948)، لكن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل مجلس الأمن الدولي تم تعطيله من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة.
ويعتبر الاعتراف الرسمي الأمريكي والأوروبي بدولة فلسطين ضرورياً لكسر الجمود في عملية السلام. ولن يكون لهذا الاعتراف تأثير رمزي فقط، بل سيساعد أيضاً في إعادة التوازن في علاقات القوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مفاوضات السلام المستقبلية.
ويرى ميكلبرغ، أنه لا توجد عصاً سحرية لتغيير هذا الوضع بشكل جذري أو سريع، لكن قبل كل شيء، يتطلب الأمر من القوى والأصوات داخل المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني أن تكون شجاعة بما يكفي لاقتراح مقاربات جديدة. وهناك مقترحات إبداعية موجودة بالفعل، فأحد هذه النماذج هو اتحاد إسرائيلي فلسطيني، حيث تعمل إدارة مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين بجانب حكومات كل مجموعة على حدة. وإدخال مثل هذه الأفكار إلى الخطاب السياسي الإسرائيلي سيكون تحولاً قوياً عن الوضع الراهن الذي تسبب في الكثير من الدمار، حتى لو لم يتم تبنيها. ومن الضروري أن يتخذ الذين يرغبون في القيادة خطوات لكسر الجمود، وتعزيز التفاوض، والأهم من ذلك تقديم فرصة للسلام.
إنفوجراف| 7 أكتوبر.. حصيلة ضخمة من القتل والتشريد والنزوح
من جانبها شنت حركة حماس، في 7 من أكتوبر(تشرين الأول) 2023 هجوماً غير مسبوق تسبب في مقتل 1200 إسرائيلي واختطاف ما يزيد عن 200 آخرين، لكن ما لحق قطاع غزة من دمار، بعد هذا الهجوم وعلى مدار عام من الحرب، وُصف من قبل الأمم المتحدة بأنه الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
اليوم وبعد بعد مرور عام بالتمام والكمال على بدء الحرب، يرى مراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم ينجح في تحقيق أي من هدفيه المعلنين.
في المقابل، شهد قطاع غزة، دماراً واسعاً وسقط عشرات الآلاف من القتلى والضحايا الفلسطينيين.
خسائر غزة
طبقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، حتى تاريح كاتبة هذا التقرير بلغ عدد القتلى في قطاع غزة 41870 قتيلاً، وبلغ عدد الإصابات 97166 مصاباً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وبحسب تصريحات رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدني في غزة محمد المغير، مُسحت أكثر من 500 أسرة في قطاع غزة تماماً من السجلات المدنية، بعد مقتل جميع أفرادها.
وبالنسبة لأعداد النازحين، ذكر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو، إن “9 بين كل 10 أشخاص في غزة نزحوا عن ديارهم مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات 10 مرات”، منذ اندلاع الحرب.
وبحسب أرقام رسمية نزح قرابة 1.9 مليون شخص في غزة” كما أن “جميع سكان القطاع تقريباً بحاجة إلى المساعدة”.
وأكدت الأمم المتحدة أن “305 كيلومترات مربعة أي ما يقرب من 84% من مساحة قطاع غزة، خضعت لأوامر إخلاء قسري صادرة عن الجيش الإسرائيلي”.
وبحسب “الأونروا” أصبحت حرب غزة بعد مرور عام “كابوساً لا نهاية له” وبات القطاع مكاناً “غير صالح للعيش”ـ فيما يواجه سكان القطاع الأمراض والموت والجوع”، وأصبح سكان القطاع محاصرون ويعيشون كلهم في 10% من مساحة أرض القطاع.
ثلثا غزة متضرر
وأظهر تقريرٌ صدر عن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، أن أكثر من ثلثي إجمالي المباني في القطاع لحقت بها أضرار” وأشار التقرير الأممي إلى أن “نسبة 66% من المباني المتضررة في قطاع غزة والتي تشمل 163.778 مبنى في المجموع.
ويشمل ذلك 52,564 مبنى تم تدميره، و18,913 مبنى تضرر بشدة، و35,591 مبنى تضرر بشكل جزئي، بالإضافة إلى أضرار أخرى لحقت بـ56,710 مبانٍ تضررت بشكل معتدل.
وأفاد التقرير بأن المنطقة الأكثر تضرراً بشكل عام هي محافظة غزة، حيث تضرر 46.370 مبنى وتأثرت مدينة غزة بشكل ملحوظ، حيث دُمر في أكثر من 36.611 مبنى.
وقال المسؤول عن خدمة إزالة الألغام في الأمم المتحدة بير لودهامير إن “جعل غزة آمنة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عاماً”، مضيفاً أن “الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام”.
جحيم على الأرض
وتضرر القطاع الصحي في غزة بشكل كبير، إذ تسببت الحرب في خروج غالبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، وما ظل في الخدمة منها يعمل بقدرات محدودة وتحت ظروف قاسية للغاية، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.
وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أن القصف الإسرائيلي على غزة “حوّل القطاع الفقير الخاضع للحصار إلى جحيم على الأرض”.
وبحسب الأمم المتحدة تتطلب عمليات “إعادة الإعمار” عقوداً من الزمن وعشرات مليارات الدولارات.
وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن قطاع غزة سيحتاج إلى “80 عاماً لاستعادة جميع وحدات الإسكان المدمرة بالكامل”
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، ارتفاع عدد القتلى الصحافيين إلى 175 منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
خسائر إسرائيل
كشفت مصادر إسرائيلية، الإثنين، إحصائية جديدة عن عدد القتلى والجرحى بعد مرور عام على الحرب ضد حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان.
ووفقاً لمعهد التأمين الوطني في إسرائيل، قُتل 885 مدنياً بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، باستثناء العسكريين.
وفي الأسبوع الماضي، قُتل 7 إسرائيليين في هجوم مسلح نفذه فلسطينيان في يافا.
وأوضحت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن بين القتلى منذ بدء الحرب 578 رجلاً، و300 امرأة، و53 طفلاً ومراهقاً تحت الـ18 عاماً، إضافة إلى 72 أجنبياً، مؤكدة مقتل 3 آخرين خارج إسرائيل أيضاً.
وكشف التقرير أن 1078 أباً وأماً فقدوا طفلاً، بينهم 119 فقدوا جميع أطفالهم، كما أصبح 1880 إسرائيلياً دون أشقاء، في حين فقدت 12 أسرة أكثر من طفل.
وفي أعقاب هجمات 7 أكتوبر، اختطف مسلحون من حماس 217 مدنياً إلى قطاع غزة، عاد منهم نحو 143 مدنياً، بينما ما يزال 74 أحياء داخل القطاع.
ومنذ بداية الحرب، تلقى أكثر من 70 ألف شخص العلاج، بينهم 12 تعرضوا لبتر أطرافهم، كما أُصيب 647 أجنبياً بهجمات حركة حماس.
ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 42175 قتيلا
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتلت القوات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 49 شخصا، وأصيب 219 آخرين بجروح.
وبهذا يترفع عدد المصابين والجرحى جراء الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 98336 إصابة.
واليوم السبت، أفاد مراسلنا بأن هناك موجة نزوح لمئات العائلات من منطقة الصفطاوى في شمال قطاع غزة مع تقدم الدبابات الإسرائيلية للمنطقة وسط قصف مدفعي وإطلاق مكثف للنيران.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية ذكرت صباح اليوم أن غارات إسرائيلية على أحياء في شمال غزة أدت إلى مقتل 30 شخصا.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مساء الجمعة، مقتل 30 شخصا بضربات إسرائيلية في منطقة جباليا، شمالي قطاع غزة.
وقالت مصادر في الدفاع المدني إن ضربات عدة أصابت المدينة ومخيم اللاجئين فيها، إضافة إلى 8 مدارس تقع في المخيم وتؤوي نازحين.
بالأرقام… خسائر بشرية ومادية فادحة في الحرب الإسرائيلية على غزة
بينما أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت لمدة عام، والتي بدأت رداً على هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع النطاق في الجيب الساحلي المحاصر.
وفيما يلي بعض الأرقام التي توضح حجم الموت والدمار. استناداً لأرقام المصادر الحكومة الإسرائيلية ووزارة الصحة في غزة ووكالات الأمم المتحدة، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس»:
الضحايا:
عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة: أكثر من 41 ألف.
عدد الفلسطينيين الجرحى في غزة: أكثر من 96 ألف.
عدد القتلى في إسرائيل: نحو 1200
عدد المحتجزين رهائن في غزة: 251
عدد الرهائن الأحياء في غزة: 66، بما في ذلك 2 من قبل 7 أكتوبر.
عدد الأسرى في غزة الذين يُعتقد أنهم ماتوا: 35، بما في ذلك 2 من قبل 7 أكتوبر.
الجنود والمسلحين:
عدد المسلحين الذين يقول الجيش الإسرائيلي إنه قتلهم من حماس: أكثر من 17 ألف
عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر: أكثر من 720
عدد الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من غزة منذ 7 أكتوبر: أكثر من 9500
النزوح:
عدد الفلسطينيين النازحين في غزة: نحو 1.9 مليون.
نسبة سكان غزة الذين نزحوا: حوالي 90 في المائة.
عدد الإسرائيليين النازحين بسبب الهجمات من غزة في ذروتها: أكثر من 58 ألف.
عدد الإسرائيليين النازحين حالياً من الجنوب: نحو 5300
عدد الإسرائيليين النازحين حاليًا من الجنوب: نحو 5300
الدمار في غزة:
نسبة أراضي غزة الخاضعة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية: نحو 90 في المائة.
الدمار في غزة عدد المباني المتضررة: أكثر من 120 ألف.
عدد الوحدات السكنية المتضررة أو المدمرة: أكثر من 215 ألف.
نسبة المباني المتضررة أو المدمرة: 60 في المائة.
التكلفة الإجمالية المقدرة للأضرار الناجمة عن الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب: 18.5 مليار دولار.
الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة
نسبة الطرق الرئيسية المتضررة أو المدمرة: أكثر من 92 في المائة.
نسبة المرافق الصحية المتضررة أو المدمرة: أكثر من 84 في المائة.
نسبة مرافق المياه والصرف الصحي المتضررة أو المدمرة: 67 في المائة.
الكمية اليومية من المياه غير المعالجة والصرف الصحي المتدفقة إلى البحر من غزة: 60 ألف متر مكعب.
طول الشبكة الكهربائية المدمرة: 510 كيلومترات (320 ميلاً).
اقتصاد إسرائيل يتكبد خسائر فادحة بسبب حرب غزة وصلت لأكثر من 67 مليار دولار
من جهتها قالت الخبيرة الاقتصادية الإسرائيلية راكيفيت روسك أميناح، إن الحرب كلفت الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 67.3 مليار دولار حتى الآن.
وذكرت أميناح أنه “حتى الآن، كلفت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي بالفعل أكثر من 250 مليار شيكل، وتريد مؤسسة الدفاع زيادة سنوية لا تقل عن 20 مليار شيكل”.
“العجز أكبر بكثير، لدينا أشخاص تم إجلاؤهم وجرحى، والكثير من الاحتياجات الاقتصادية التي لا تحسب حتى في تكلفة الحرب”، وفق ما أفادت أميناح الرئيسة التنفيذية السابقة لبنك لئومي للقناة 12 الإسرائيلية.
وخفضت وكالة فيتش، هذا الأسبوع، التصنيف الائتماني لإسرائيل من “A+” إلى “A”، مشيرة إلى تفاقم المخاطر الجيوسياسية مع استمرار الحرب في غزة، وسط تهديدات بانتقالها إلى جبهات أخرى.
وأبقت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني على نظرتها المستقبلية لإسرائيل عند مستوى سلبي.
وقالت الوكالة في بيان صحافي: “إن خفض التصنيف إلى “A” يعكس تأثير استمرار الحرب في غزة، والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة والعمليات العسكرية على جبهات متعددة”.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني: “لقد تضررت المالية العامة ونتوقع عجزًا في الميزانية بنسبة 7.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024 وأن يظل الدين أعلى من 70% من الناتج المحلي الإجمالي في الأمد المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تتدهور مؤشرات الحوكمة للبنك الدولي، ما يؤثر سلبًا على الملف الائتماني لإسرائيل”.
وذكرت “فيتش”: “في رأينا، قد يستمر الصراع في غزة حتى عام 2025 وهناك مخاطر من اتساعه إلى جبهات أخرى. وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، قد يؤدي ذلك إلى إنفاق عسكري إضافي كبير، وتدمير البنية الأساسية، وأضرار أكثر استدامة للنشاط الاقتصادي والاستثمار، ما يؤدي إلى مزيد من التدهور في مقاييس الائتمان الإسرائيلية”.
وتقول الوكالة إن العوامل الأخرى التي تدفع إلى خفض التصنيف هي “الانقسام السياسي في البلاد، والضرورات العسكرية” التي تعرض تدابير التعزيز المالي الجديدة للخطر.
وتعتبر “فيتش” هي وكالة التصنيف الائتماني الثالثة الكبرى التي تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، بعد “ستاندرد آند بورز” و”موديز”.
كانت وكالة “فيتش” قد أزالت إسرائيل من قائمة “مراقبة التصنيف السلبي” في أبريل الماضي على الرغم من المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية للحرب في غزة.
وفي بداية الحرب في أكتوبر، وضعت وكالة “فيتش” تصنيف الديون السيادية لإسرائيل تحت المراقبة السلبية وحذرت من أن أي تصعيد كبير قد يؤدي إلى خفض التصنيف.
مسؤول أممي يخشى استهداف مطار وموانئ لبنان
حول احداث لبنان قال أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، أثناء زيارته لبيروت، إنه يشعر بالقلق من أن موانئ لبنان ومطاره قد يخرجان عن الخدمة، مما سيكون له عواقب وخيمة بشأن وصول الإمدادات الغذائية إلى البلاد، مع استمرار إسرائيل في هجومها.
وأضاف كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس: “ما رأيته وسمعته مدمر، لكن الشعور هو أن هذا يمكن أن يزداد سوءاً، وهذا يجب تجنبه”.
وناشد المسؤول الأممي الجميع لبذل كل الجهود الدبلوماسية الممكنة لمحاولة إيجاد حل سياسي للحرب، ولإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة.
وتابع سكاو: “لدينا مخاوف ضخمة، ونحتاج إلى الموانئ وطرق الإمداد للاستمرار في العمل”، مشيراً إلى أنه يعتقد أن السلطات الإسرائيلية قدمت “التزامات” بعدم إخراج الموانئ والمطار في لبنان عن الخدمة، ولكن هذه الأمور لا يمكن ضمانها، حسب تأكيده.
اليونيفيل ترفض طلبا إسرائيليا بإخلاء أغلب مواقعها
من جانبها رفضت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” الانسحاب إلى مسافة خمسة كيلومترات شمالاً داخل الأراضي اللبنانية بطلب من الجيش الإسرائيلي الذي استهدفها مرات عدة، بينما أعلنت ارتفاع عدد المصابين في حوادث إطلاق النار التي أثارت تنديدا واسعا، إلى 5 جرحى.
وقال أندريا تيننتي المتحدث باسم اليونيفيل في مقابلة مع فرانس برس “الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء بعض مواقعنا على الخط الأزرق ولكن كان هناك قرار بالإجماع بالبقاء، لأنه من المهم أن يظل علم الأمم المتحدة يرفرف عالياً” في جنوب لبنان حيث يبلغ عديد القوة الأممية قرابة 10 آلاف جندي.
وحذر من اندلاع نزاع أقليمي له آثار كارثية على الجميع، مضيفا “لا يوجد حل عسكري”، داعياً إلى مناقشات على المستويين السياسي والدبلوماسي من أجل تجنب كارثة.
وأضاف أنّ “الصراع بين حزب الله وإسرائيل ليس مجرد نزاع بين الدولتين، بل قد يتحول قريبا جدا إلى نزاع إقليمي له آثار كارثي على الجميع”.
ولدى اليونيفيل نحو 29 مركزا في الجنوب، وقد طلبت إسرائيل إخلاءها كلها ما عدا المقر الرئيسي الواقع في رأس الناقورة والذي سبق أن تعرض لإطلاق نار متكرر، خصوصا من جانب إسرائيل بحسب القوة الأممية.
وأفادت اليونيفيل اليوم السبت عن إصابة جندي بنيران غير معروفة المصدر الجمعة في جنوب لبنان، وهو الجريح الخامس في صفوف جنودها خلال يومين.
كما أكدت القوة الأممية إلحاق أضرار جسيمة بمبانيها في بلدة رامية جنوبي لبنان جراء قصف إسرائيلي في محيطها.
والجمعة أطقلت قوات إسرائيلية النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لليونيفيل مما أسفر عن إصابة فردين، في ثاني استهداف لقوة حفظ السلام الأممية في أقل من 24 ساعة.
ونددت العديد من الدول الأوروبية باستهداف اليونيفيل، بينما استدعت كل من فرنسا وإيطاليا السفير الإسرائيلي للاحتجاج على هذه الحوادث.
وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده “لن تقبل بأن يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجددا”، مشدّدا على أن “وقف تصدير السلاح المستخدم في غزة ولبنان هو الرافعة الوحيدة لإنهاء النزاعات”، مع تأكيده أن هذا الأمر لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى وضع حد لكل أشكال العنف ضد اليونيفيل في لبنان، كما عتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الضربات ضد قوة حفظ السلام “أمر مرفوض”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه أطلق النار في اتجاه تهديد قريب من موقع اليونيفيل في جنوب لبنان، فيما طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالعمل على “وقف فوري للنار” في بلده.
وفي سياق متصل أمر الجيش سكان 23 قرية في جنوب لبنان اليوم السبت بإخلاء منازلهم إلى مناطق شمالي نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط.
وشمل الأمر الذي صدر عبر بيان عسكري قرى في جنوب لبنان كانت أهدافا لهجمات إسرائيلية في الآونة الأخيرة، والكثير من هذه القرى بالفعل شبه خاوية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات حزب الله، مشيرا إلى أن الجماعة تستخدم هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات على إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل اليوم السبت زرعيت وشوميرا وشتوله ونتوعا وإيفين مناحيم مناطق عسكرية مغلقة وحظرت الدخول إليها.

الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم
بينما حذّر الجيش الإسرائيلي السبت سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم، واتهم حزب الله بأنه يستخدم سيارات الإسعاف في نقل عناصره وأسلحة.
تفصيلا، حذّر الجيش الإسرائيلي السبت سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم “حتى إشعار آخر”، مشيرا إلى أن القتال متواصل في المنطقة.
وكتب المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على منصة إكس أن الجيش “يواصل استهداف مواقع حزب الله في قراكم أو بالقرب منها”، موضحا “من أجل سلامتكم، يُمنع العودة إلى منازلكم حتى إشعار اخر
وشملت دعوة الجيش الإسرائيلي إخلاء منازل سكان 23 قرية في جنوب لبنان “بسبب وجودكم قرب عناصر ومنشئات وأسلحة تابعين لحزب الله”، على حد زعمه.
كما اتهم عناصر حزب الله باستخدام سيارات الإسعاف في نقل أسلحة والتنقل.
وقال إن الجيش الإسرائيلي “كشف مؤخرًا أن عناصر من حزب الله يستخدمون سيارات الإسعاف لنقل مخربين وأسلحة، لذا نحذر من استمرار هذه الظاهرة، وندعو الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم”.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ “الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها”.
ورد مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني على هذا الادعاء بالقول: “نعلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيفيل عن كل تحركاتنا ومهماتنا خصوصا عند التنقل على الحدود وذلك لتأمين حماية المتطوعين”.