الدكتور مفيد شهاب بقلم اللواء دكتور/ سمير فرج 

كتب : اللواء

علم من أعلام القانون الدولي ليس في مصر، فحسب، وإنما على مستوى العالم العربي، من مواليد مدينة الإسكندرية. حصل على تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة ليسيه فرنسيه بالإسكندرية، ثم ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، بتقدير امتياز وكات ترتيبه الأول على دفعته. سافر، بعد ذلك، في بعثة إلى فرنسا، لمدة ست سنوات، حصل، خلالها، على درجة الدكتوراه في القانون الدولي، من جامعة السوربون في باريس، ثم دبلوم معهد الدراسات العليا الدولي في روما.

بعد عودته إلى مصر، انضم لأعضاء هيئة التدريس في كلية الحقوق، وتدرج في المناصب الأكاديمية، حتى أصبح رئيساً لجامعة القاهرة، كما شغل عدة مناصب، منها، المستشار القانوني للصندوق العربي الاقتصادي التابع لجامعة الدول العربية بالكويت من عام 1978 إلى عام 1984، وساهم في تعديل ميثاق جامعة الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة، وأعدّ مشروع إنشاء محكمة العدل العربية عام 1985.

بالإضافة لذلك، فقد شارك كمحكم دولي في عدد من القضايا الدولية مثل مشكلة جزر حنيش بين اليمن وإريتريا، ممثلاً عن اليمن أمام محكمة التحكيم الدولية في لندن، وانتهت المحاكمة لصالح اليمن عام 1998، وكذلك قضية جزر حوار بين البحرين وقطر، والتي مثل البحرين فيها، وانتهت لصالحها عام 2001.

من أبرز محطات حياته المهنية والوطنية كان عضويته في اللجنة القانونية في مشكلة طابا من عام 1985 إلى عام 1988، والتي انتهت لصالح مصر. كذلك تعيينه كقاضٍ في المحكمة الدائمة للتحكيم الدولي عام 1988، ثم تعيينه بمجلس الشورى، وانتخابه عضواً في مجلس الشعب عام 2010. وعضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو منذ عام 1997 حتى 2004، ثم وزيراً للتكنولوجيا والبحث العلمي في مصر، ووزيراً للشؤون القانونية والمجالس النيابية. وقد عيّنه الرئيس مبارك ممثلاً لمصر في مؤتمرات القمة، مثل القمة العربية سنة 2008، والقمة العربية في الدوحة 2009، والقمة الفرانكوفونية أربع مرات، وقمة الساحل والصحراء ثلاث مرات. ولعل أهم جائزة حصل عليها هي جائزة النيل المصرية، في عام 2019، التي تعد أرقى وسام في مصر.

من كل هذه الدراسات والمناصب العالمية نرى أنه حالة فريدة في المجتمع المصري من الناحية العلمية والأكاديمية. ولقد شرُفت بالاشتراك معه، عدة مرات، في محاضرات خاصة بذكرى تحرير سيناء، حيث تعرفت على الجانب الشخصي والإنساني له، فوجدته شخصاً متواضعاً للغاية، عاشق لتراب هذا الوطن، زاهداً في المناصب … فيا ليتنا نرى شباب مصر يتخذه قدوة، ومثلاً أعلى، لنرى نموذج الدكتور مفيد شهاب يتكرر فيها.

Email: sfarag.media@outlook.com