الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا
االجيش السوري يشن هجمات مضادة ويقتل 320 إرهابياً

الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

كتب : وكالات الانباء
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة الأحد إلى «وقف التصعيد» في سوريا، حاضّةً في بيان مشترك على حماية المدنيين والبنية التحتية.
االجيش السوري يشن هجمات مضادة ويقتل 320 إرهابياً
بدوره أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى شمال غرب البلاد، وشنّ غارات جوية على مدينة كبيرة، الأحد، في محاولة لدفع الفصائل المسلحة، التي سيطرت على حلب، ثاني أكبر المدن السورية، في هجوم مفاجئ خلال الأيام الماضية.
وشنت فصائل مسلحة، بقيادة جماعة “هيئة تحرير الشام” حملتهم، يوم الأربعاء، بهجوم مزدوج على حلب والمناطق الريفية حول إدلب، قبل التحرك نحو محافظة حماة المجاورة.
وأنشأ الجيش السوري، الأحد، “خط دفاعي قوي” في شمالي حماة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، في محاولة لإبطاء تقدم المسلحين.
وفي الوقت نفسه، شنت الطائرات الحربية غارات على مدينتي إدلب وحلب، وأعلن الجيش السوري مقتل 320 إرهابياً، وتدمير أكثر من 60 آلية حربية تابعة للفصائل المسلحة، خلال 24 ساعة في إدلب وحماة وحلب.
وأثار تصاعد القتال احتمال إعادة فتح جبهة عنيفة ومزعزعة للاستقرار أخرى في الشرق الأوسط، في وقت يشتبك فيه الجيش الإسرائيلي مع حركة حماس في غزة، وتنظيم حزب الله في لبنان، وهي صراعات تهدد بشكل متكرر بتوسيع الحرب الإقليمية.
كما يهدد هذا بإدخال روسيا وتركيا، وكل منهما مع مصالحها الخاصة لحمايتها في سوريا، في قتال مباشر عنيف ضد بعضهما البعض.
روسيا تدعم الجيش السوري في هجوم مضاد ضد الفصائل المسلحة
من جانبه أعلن الجيش الروسي، الأحد، أنه يساعد الجيش السوري في صد فصائل مسلحة، في 3 محافظات بشمال البلاد.
وقال الجيش الروسي في بيان مقتضب على موقعه إن “الجيش العربي السوري، بمساعدة من القوات الجوية الروسية، يواصل عمليته الهادفة إلى صد العدوان الإرهابي، في محافظات إدلب وحماة وحلب”.
واضاف “خلال اليوم الماضي، تم تنفيذ ضربات صاروخية وقصف على أماكن تجمع فيها ناشطون أو ضمت معدات”، لافتاً الى “تصفية 320 ناشطاً” على الأقل.
وأعلنت روسيا في وقت هذا الاسبوع أنها قصفت مواقع لفصائل مسلحة في سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنها استخدمت مقاتلات، ضربت أقساماً من حلب للمرة الأولى منذ 2016.
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم الفصائل المسلحة في سوريا
على صعيد الالعمليات الارهابية بسوريا ارتفعت حصيلة الهجوم الذي شنته فصائل معارضة، الأربعاء، في شمال سوريا، إلى 412 قتيلاً على الأقل، بينهم 61 مدنياً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد.
وأوضح المرصد أن الهجوم أسفر عن 214 قتيلاً في صفوف الفصائل المسلحة، و137 قتيلاً في صفوف قوات الجيش السوري، و61 قتيلا مدنياً، بينهم 17 سقطوا الأحد.
وفي السياق، سيطرت فصائل معارضة موالية لتركيا، الأحد، على مدينة تل رفعت الاستراتيجية في شمال سوريا، بعدما كانت في أيدي القوات الكردية، وذلك في هجوم منفصل عن ذلك الذي شنته هيئة تحرير الشام، وتمكنت خلاله من السيطرة على مدينة حلب، وفق المرصد.
وأفاد المرصد أن “فصائل موالية لتركيا سيطرت على مدينة تل رفعت”، القريبة من الحدود التركية، وعلى قرى وبلدات مجاورة لها.
وتقع تل رفعت في جيب تسيطر عليه القوات الكردية، وتحيط به مناطق تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا والجيش السوري. وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مراراً بشنّ هجوم على هذا الجيب.
وسيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، الأحد، على أحياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، لتصبح بذلك خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى، منذ اندلاع النزاع في العام 2011.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد عن هجوم موازٍ بدأته فصائل سورية موالية لأنقرة، السبت، في ريف حلب الشرقي، تمكنت خلاله من السيطرة على بلدتي السفيرة وخناصر الاستراتيجيتين، إضافة الى مطار كويرس العسكري، بعد اشتباكات خاضتها مع قوات الجيش السوري، أسفرت عن مقتل 9 من عناصرها على الأقل.
روسيا تقيل قائد قواتها في سوريا
على الصعيد العسكرى الروسىقال مدونون عسكريون روس، الأحد، إن موسكو أقالت سيرغي كيسيل، الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا، وذلك بعد اجتياح مسلحين مدينة حلب، في أكبر تحد للرئيس بشار الأسد منذ سنوات.
وروسيا من حلفاء الأسد الرئيسيين، وأوردت قناة (رايبار)، المقربة من وزارة الدفاع الروسية، ومدونة (فويني أوسفيدوميتيل) “المخبر العسكري”، نبأ إقالة كيسيل، البالغ 53 عاماً.
وطلبت رويترز من وزارة الدفاع الروسية التعليق. وأجرت روسيا عدداً من التغييرات غير المعلنة في صفوف الجيش منذ اندلاع حرب أوكرانيا.
وذكرت تقارير غير مؤكده أن الكولونيل جنرال ألكسندر تشيكو سيحل محل كيسيل.
العراق وإيران يبحثان تطورات سوريا وغزة
بينما أجرى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الأحد، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لبحث تطورات الأحداث في سوريا وغزة.
وذكر بيان للحكومة العراقية “أن السوداني وبزشكيان بحثا هاتفياً تطورات الأحداث في المنطقة، ولاسيما ما استجد منها في سوريا، وما يحدث في الساحة الفلسطينية، من حرب مستمرة وجرائم ضد المدنيين والمنشآت الحيوية في قطاع غزة””.
وأوضح البيان أن الجانبين أكدا أهمية استمرار الجهود وتنسيقها بين جميع دول المنطقة، من أجل وقف الحرب في غزة، والعمل على منع تداعي الأوضاع في سوريا، بشكل يهدد أمن المنطقة واستقرارها.
الأسد يطالب بدعم الحلفاء في صد الهجمات الإرهابية
بدوره أكد الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، “أهمية دعم الحلفاء” في التصدي للهجمات الإرهابية، في خضم هجوم واسع، تشنّه هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها في شمال البلاد، وخصوصاً في حلب.
ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تشديده، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على “أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج، وإفشال مخططاتها”، وذلك في أول اجتماع يعقده الرئيس السوري منذ بدء الهجوم في شمال سوريا.
وبيّنالأسد أن “الشعب السوري استطاع على مدى السنوات الماضية مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وهو اليوم مصمم على اجتثاثه أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج، وإفشال مخططاتها”.
وذكر البيان أن “الوزير عراقجي نقل رسالة من القيادة الإيرانية تؤكد موقف إيران الثابت إلى جانب سوريا في محاربتها للإرهاب، واستعدادها التام لتقديم شتى أنواع الدعم للحكومة السورية لأجل ذلك. منوهاً إلى أن سوريا واجهت سابقاً ما هو أصعب بكثير مما تواجهه اليوم، وأنها قادرة على تحقيق النصر ضد الإرهاب وداعميه. وجدد عراقجي التأكيد على تمسك بلاده بوحدة الأراضي السورية واستقرارها”.
حشود عسكرية في محيط حماة تقطع تقدم الفصائل المعارضة وسط سوريا
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على “دحر الإرهابيين” مهما اشتدت هجماتهم وأرسل تعزيزات مكثفة إلى محيط حماه أوقفت تقدم هيئة تحرير الشام وفصائل سورية حليفة لها بعد سيطرتها السبت على “غالبية” مدينة حلب ومطارها، وتقدمها في محافظتين مجاورتين، في تصعيد حمل البيت الأبيض مسؤوليته للأسد لاعتماده على روسيا وإيران.
وعزّز الجيش السوري انتشاره في محيط مدينة حماة وسط سوريا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، لمنع تقدم فصائل معارضة بعد سيطرتها على غالبية أحياء حلب.
وأفاد المرصد عن أن “قوات النظام أعادت ترتيب مواقعها العسكرية وتثبيت نقاط جديدة على أطراف مدينة حماة، وأرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى بلدات استراتيجية” في الريف الشمالي للمحافظة.
وجاء ذلك، في “إطار منع أي محاولة تسلل أو دخول محتمل من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة”، غداة سيطرتها السبت على بلدات استراتيجية في ريف حماة الشمالي.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية من جهتها أن وحدات الجيش العاملة في المنطقة أقدمت على “تعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق”.
وفي ضوء التصعيد، بحثت الدول الثلاث المعنية بالنزاع السوري، روسيا وايران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة، “التطور الخطير للوضع” في سوريا. وقالت طهران إن وزير خارجيتها سيزور سوريا الأحد ثم تركيا.
وقالت الولايات المتحدة السبت إن الأسد فقد السيطرة على حلب بسبب اعتماده على روسيا وإيران.
وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان بأن “اعتماد سوريا على روسيا وإيران”، إلى جانب رفضها المضي قدما في عملية السلام التي حددها مجلس الأمن الدولي عام 2015، قد “أوجدا الظروف التي تتكشف الآن”. وأضاف “في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة لا علاقة لها بهذا الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وهي منظمة مصنفة إرهابية”.
وبدأت الفصائل التي تشكل محافظة إدلب معقلها في شمال غرب سوريا، هجوما غير مسبوق الأربعاء على مناطق في محافظة حلب، وتمكنت ليل الجمعة من دخول مدينة حلب، للمرة الأولى منذ استعادة الجيش السوري بدعم روسي وإيراني السيطرة على المدينة بكاملها عام 2016 بعد سنوات من القصف والحصار.
وباتت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) تسيطر مع فصائل معارضة حليفة على “غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون”، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعدما تقدمت ليل الجمعة “من دون مقاومة كبيرة” من الجيش السوري، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وشاهد مصور فرانس برس مقاتلين مدججين بأسلحتهم يكبّرون أمام قلعة حلب التاريخية وآخرين يتجولون في ساحة رئيسية في المدينة. وقال رجل بثياب مدنية من دون كشف اسمه، وهو من سكان المدينة “هذا منزلي ومحلي. مرت عشر سنوات منذ آخر مرة كنت هنا”.
وأعلنت قيادة الفصائل حظر تجول في المدينة، من الخامسة عصر السبت حتى الخامسة من عصر الأحد “حفاظا على سلامة” السكان.
واستهدفت غارات روسية ليل الجمعة أحياء المدينة للمرة الأولى منذ 2016، وصباح السبت حي الفرقان “تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة” إلى الفصائل المقاتلة، وفق المرصد.
وقتل 16 مدنيا على الأقل السبت، بحسب المرصد، جراء “غارة شنّتها القوات الروسية على الأرجح، استهدفت سيارات مدنية لدى عبورها عند دوار الباسل”، إحدى النقاط التي تقدمت إليها الفصائل المقاتلة.
وأظهرت صور سيارات متفحمة بينها حافلة صغيرة لنقل الركاب، وجثثا على الطريق. وداخل سيارة، كانت امرأة جالسة في المقعد الخلفي وقربها حقيبة يد صغيرة، وتمت تغطية وجهها بسترة بعد مقتلها.
وتمكن مقاتلو الفصائل بعد ظهر السبت من السيطرة على مطار حلب، ثاني أكبر مطار دولي بعد دمشق، ليصبح أول مرفق جوي مدني تحت سيطرتهم.
وأسفرت العمليات العسكرية منذ الأربعاء عن مقتل 327 شخصا على الأقل، 183 منهم من هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة ومئة من عناصر الجيش السوري ومجموعات موالية له، إضافة إلى 44 مدنيا، وفق المرصد.
والسبت، أقرّ الجيش السوري بدخول الفصائل المقاتلة إلى مدينة حلب التي شكلت لسنوات معقلا رئيسيا لفصائل المعارضة قبل طردها منها عام 2016.
ونقلت وزارة الدفاع عن مصدر عسكري قوله “تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب” بعدما كان الجيش نفّذ عملية “إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع”.
وأفاد بحصول “معارك شرسة” سبقت دخولها إلى المدينة على “شريط يتجاوز 100 كيلومتر.. وارتقى خلال المعارك عشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء”.
إلى جانب حلب، تقدمت هيئة تحرير الشام والفصائل الناشطة معها إلى ريفي حماة الشمالي وإدلب الشرقي، حيث سيطرت على “عشرات البلدات الاستراتيجية”، بينها خان شيخون ومعرة النعمان (إدلب) واللطامنة ومورك وكفرزيتا (حماة).
وأفاد المرصد السوري عصر السبت بانسحاب الجيش السوري من مدينة حماة في وسط البلاد. لكن مصدرا عسكريا نفى ذلك وقال إن وحدات الجيش “تتمركز في مواقعها في ريفي المحافظة الشمالي والشرقي”. وأضاف “يقوم الطيران الحربي السوري والروسي الصديق باستهداف تجمعات الإرهابيين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم”.
وتثار تساؤلات حول التقدم السريع للفصائل الجهادية والمعارضة “من دون مقاومة” من القوات الحكومية. ولاحظت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة أن “خطوط النظام انهارت بوتيرة مذهلة فاجأت الجميع”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “النظام السوري يبدو في هذه اللحظة كأنه متروك من حليفيه الرئيسيين، إيران وروسيا التي اكتفت حتى الآن بشنّ غارات شكلية”.
وجاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر. وأرست الهدنة وقفا للأعمال القتالية إلى حد كبير رغم خروقات متكررة.
وفي دمشق، أعلنت الرئاسة السورية أن الأسد بحث خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني في “التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب”.
ونقلت عن السوداني تأكيده أن “أمن سوريا والعراق هو أمن واحد، مشددا على استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة الإرهاب وكافة تنظيماته”.
وقالت الخارجية الروسية في بيان السبت إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي هاكان فيدان بحثا في اتصال هاتفي “التطور الخطير للوضع في سوريا”. وأكدا “ضرورة تنسيق عمل مشترك لضمان استقرار الوضع” فيها.
وأجرى لافروف اتصالا مماثلا بنظيره الإيراني عباس عراقجي، توافق خلاله الطرفان على ضرورة “تكثيف الجهود المشتركة بهدف ضمان استقرار الوضع في سوريا”.
لاحقا، قال متحدث باسم الخارجية الإيرانية أن عراقجي “سيتوجه إلى دمشق الأحد لإجراء محادثات مع السلطات السورية”، قبل التوجه إلى تركيا لعقد “مشاورات حول القضايا الإقليمية، خصوصا التطورات الأخيرة”.
وأعلنت إيران السبت أن “عناصر إرهابية” هاجمت مقر قنصليتها في حلب، مع تأكيدها أن جميع أفراد الطاقم الدبلوماسي بخير.
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان جميع الأطراف إلى “حماية السكان المدنيين” في حلب. وقالت إن التطورات العسكرية “تظهر الحاجة، بعد مرور ثلاثة عشر عاما على بدء الحرب الأهلية السورية، إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية السورية دون تأخير، من أجل التوصل أخيرا إلى حل سياسي” ينهي النزاع.
وبدأ الهجوم الأربعاء خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام بسوريا.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.

إيران تجهز الدعم العسكري لمعركة حلب
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دعم بلاده “الحازم” لسوريا، وذلك قبيل زيارته دمشق في خضم هجوم واسع تشنّه هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها في شمال البلاد خصوصا في حلب، فيما ذكرت مصادر معارضة أن إيران تجهز لإرسال مقاتلين إلى حلب.
وقال عراقجي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) “سأتوجه إلى دمشق لأنقل رسالة إيران إلى الحكومة السورية”، وفحواها أن طهران “ستدعم بشكل حازم الحكومة والجيش السوريين”.
وأكد محللون أن الهجوم الأخير يخدم المصالح التركية، إذ يسعى إلى إنشاء منطقة آمنة لاحتضان اللاجئين السوريين، وهو ما يمثل أولوية قصوى لأنقرة. كما أن تركيا تسعى إلى الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، الذي يهدد أمنها القومي.
وأتت تصريحات عراقجي في يوم من المقرر أن يتوجه إلى سوريا، عشية زيارة إلى تركيا.
ويأتي الحراك الدبلوماسي الإيراني في ظل هجوم واسع تشنّه الفصائل المسلحة، وبعضها مدعوم من تركيا، في شمال سوريا منذ الأربعاء. وتمكنت الفصائل من السيطرة على معظم حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، والتقدم في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط).
وكان عراقجي اعتبر الجمعة أن الأحداث التي تشهدها سوريا هي جزء من “مخطط أميركي صهيوني يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وأمنها”، في تصريحات نقلتها وزارته.
وتأتي زيارته إلى دمشق غداة إعلان الخارجية الإيرانية تعرض القنصلية في حلب لهجوم نفذته “عناصر إرهابية”، من دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل حول الأضرار المحتملة التي لحقت بها.
وذكر تلفزيون سوريا المعارض استنادا لمصادر خاصة أن إيران تجهز ميليشيات أفغانية لإرسالها إلى محاور حلب للقتال ضد فصائل المعارضة بعد انهيار قوات الجيش.
وقالت المصادر إن الميليشيات تنتمي إلى لواء فاطميون وسيقودها ضباط من الحرس الثوري، موضحة أن هذا القرار جاء بعد التراجع الكبير لقوات الجيش ومحدودية القدرة الجوية الروسية، والخلافات داخل العراق حول القتال في سوريا.
والمعارك الجارية حاليا لم تشهد لها سوريا مثيلا منذ سنوات. فقد أتاح وقف إطلاق النار الذي رعته موسكو وأنقرة في عام 2020 عودة الهدوء نسبيا إلى شمال غرب البلاد، حيث تقع محافظة حلب بجوار آخر معقل رئيسي للفصائل المقاتلة المتحالفة مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في إدلب.
لكن الهدنة انهارت الأربعاء مع شن مقاتلي الفصائل هجوما مفاجئا مكنهم من السيطرة على مدينة حلب التي صارت الأحد خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع عام 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء التي كانت تنتشر فيها قوات النظام، بحسب المرصد السوري.
واستعادت الحكومة السورية السيطرة على جزء كبير من البلاد في عام 2015 بدعم من حلفائها الروس والإيرانيين، وفي عام 2016 على مدينة حلب بأكملها.
وعلى صعيد مواز، قالت مصادر أمنية تركية الأحد إن الجيش الوطني السوري، وهو جماعة معارضة سورية مسلحة مدعومة من تركيا، منع محاولة من جماعات كردية لإقامة ممر يربط منطقة تل رفعت بشمال شرق سوريا. كما سيطر على مطار كويرس العسكري بمحافظة حلب في إطار عملية “فجر الحرية”.
وأضافت المصادر أن جماعات مسلحة كردية، من بينها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، سعت لاستغلال انسحاب قوات الحكومة السورية من بعض المناطق في شمال البلاد كانت خاضعة لسيطرة قوات الأسد لتوسيع مناطق سيطرتها.
والمنطقة التي كانت سيقيم فيها مسلحون أكراد ممرا كانت ستربط مناطق في شمال شرق سوريا يسيطر عليها الأكراد بتل رفعت وهي منطقة استراتيجية تقع شمال غربي حلب.
وتشعر عدة دول اقليمية بالقلق من التطورات، وفي تعليقات بثها التلفزيون الرسمي، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن المملكة تدعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ودعا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع.

إيران توفد وزير خارجيتها وتدرس إرسال «مستشارين»… وإسرائيل تحشد عسكرياً على الحدود
بينما رفعت بعض دول الجوار حالة التأهب مع التطورات الميدانية في شمال سوريا، ارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي تشنّه فصائل معارضة منذ الأربعاء هناك إلى 412 قتيلاً على الأقل، بينهم 61 مدنياً، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأوفدت إيران وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد أمس، وسلّمه رسالة من «القيادة الإيرانية». وقال عراقجي عقب اللقاء، إنه تم التوصل إلى «تفاهمات جيدة»، خصوصاً بشأن تفاصيل الدعم الذي يجب تقديمه لسوريا.
كذلك، حذرت طهران، واشنطن، من استغلال الوضع في سوريا، وأشارت إلى احتمال إرسالها قوات «استشارية» إلى حلب، إذا تطلب الأمر. وفي هذه الأثناء، أعاد العراق انتشار قواته على الحدود مع سوريا، فيما ترأس رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني لبحث الأوضاع الأمنية في المنطقة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، حالة تحشيد عسكري على الحدود مع سوريا، بناء على القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري الأمني المصغر الذي دعا إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

«إعلان الكويت» يطالب بإنهاء حرب غزة
القمة الخليجية شدّدت على تغليب الحوار لحل الخلافات داخل المنطقة وخارجها
دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم الـ45 في الكويت أمس الأحد، إلى إنهاء الحرب في غزة، ووقف «جرائم القتل وتهجير السكان»، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان فتح الممرات الآمنة، مطالبين مجلس الأمن بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنعها، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
ورحّب القادة في «إعلان الكويت» باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، وأكدوا دعمهم للمساعي السعودية لتعزيز التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، وتحقيق السلام الدائم والشامل، وتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، مؤكدين ضرورة تغليب الحوار لحل الخلافات داخل المنطقة وخارجها.
وأكد أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في افتتاح أعمال القمة، ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وضمان فتح الممرات الآمنة، مؤكداً الموقف الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله، مشيداً «بالبوادر الإيجابية البنّاءة التي عبّرت عنها إيران نحو مجلس التعاون لدول الخليج العربية».
كما دعا العراق إلى تصحيح الوضع القانوني لاتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله، والعودة إلى العمل وفقاً لبروتوكول المبادلة الأمني لعام 2008.
وبعد ترؤسه وفد السعودية في القمة الخليجية، وصل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، إلى الإمارات في زيارة خاصة.
الحروب والتوترات الإقليمية تعزز مبيعات موردي الأسلحة الرئيسيين
تعززت مبيعات كبار موردي الأسلحة في العام الماضي بسبب الحرب في أوكرانيا وغزة والتوترات في آسيا، مع زيادات ملحوظة للشركات المصنعة في روسيا والشرق الأوسط، وفقا لتقرير لمعهد سيبري نُشر الاثنين.
وبلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 4,2%، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري). وهي كانت قد تراجعت في عام 2022 بسبب عدم قدرة هذه الشركات العالمية العملاقة على تلبية الزيادة في الطلب، لكن العديد منها تمكن من إعادة إحياء إنتاجه في عام 2023، حسب التقرير.
وفي دليل على هذه الطفرة في الطلب، حققت جميع هذه الشركات المئة مبيعات فردية تزيد عن مليار دولار في العام الماضي للمرة الأولى. وفي بيان، قال لورنزو سكارازاتو، الباحث بشؤون الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في برنامج سيبري، «كانت هناك زيادة ملحوظة في مبيعات الأسلحة عام 2023، ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه عام 2024». وأضاف أن مبيعات أكبر 100 مجموعة في العالم «لا تعكس حتى الآن حجم الطلب بالكامل، وقد أطلق عدد كبير من الشركات حملات توظيف، ما يدل على تفاؤلها بالمستقبل».
وأشار معهد سيبري إلى أن الشركات المنتجة الأصغر حجما كانت أكثر فاعلية في تلبية هذا الطلب الجديد المرتبط بالحرب في غزة وأوكرانيا والتوترات المتزايدة في شرق آسيا وبرامج إعادة التسلح في مناطق أخرى. وأوضح نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عددا منها متخصص في مكون واحد أو يبني أنظمة تتطلب سلسلة توريد واحدة»، ما يتيح لها الاستجابة في سرعة أكبر.
وسجلت المجموعات الأميركية، المنتجة الرائدة في العالم، ارتفاعا في المبيعات بنسبة 2,5% عام 2023، ولا تزال تمثل نصف عائدات الأسلحة في العالم، حيث تحتل 41 شركة أميركية لائحة أكبر 100 شركة في العالم. في المقابل، سجلت لوكهيد مارتن (-1,6%) وRTX (ريثيون تكنولوجيز سابقا، -1.3%)، أكبر مجموعتين للأسلحة في العالم، انخفاضا في المبيعات. وقال تيان إنهما «غالبا ما تعتمدان على سلاسل توريد معقدة ومتعددة المستويات، ما يجعلهما عرضة لتحديات سلسلة التوريد التي استمرت في عام 2023».
بايدن يزور أفريقيا للترويج لمشروع ينافس نفوذ الصين لنهب ثروات افريقيا التعدينية واحتكارها
على الصعيد السياسى والاقتصادى الامريكى يفي جو بايدن قبل انتهاء ولايته بوعد قطعه بزيارة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال فترة رئاسته، عبر التوجه هذا الأسبوع إلى أنغولا في زيارة تهدف إلى تأكيد الطموحات الأميركية في هذه القارة بمواجهة الاستثمارات الصينية الزائدة. ويصل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته إلى لواندا، الاثنين، في زيارة تستمر حتى الأربعاء، قبل أن يخلفه دونالد ترمب في البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني). وكان من المقرر أن يقوم الرئيس الديمقراطي، البالغ عمره 82 عاماً، بهذه الزيارة في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنه اضطر إلى إلغائها بسبب إعصار ضرب ولاية فلوريدا.
زيارة غير مسبوقة
وستكون هذه أول زيارة لرئيس أميركي إلى البلد النفطي المطل على المحيط الأطلسي. وقال مسؤول أميركي كبير، في حديث مع صحافيين إن «هذه الخطوة ليست متأخرة ولا من دون مغزى»، مضيفاً: «أعتقد بأنه بعدما بقينا سنوات خارج اللعبة، أعادنا الرئيس بايدن إليها». وسيبحث بايدن في لواندا استثمارات أميركية مختلفة في المنطقة، بدءاً بمشروع ضخم للسكك الحديدية يُعرف بـ«ممر لوبيتو»، يربط ميناء لوبيتو الأنغولي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، مع خط يتفرع عنه ويصل إلى زامبيا. والمشروع الممتد على مسافة 1300 كيلومتر، ويُنفذ بتمويل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سيشكل رابطاً استراتيجياً بين الميناء ومناجم الكوبالت والنحاس المعدنين الأساسيين لصنع منتجات التكنولوجيا المتطورة، ولا سيما بطاريات الجوالات الذكية، ويصفه بايدن بـ«أكبر استثمار أميركي في السكك الحديدية في أفريقيا على الإطلاق». وسيلتقي بايدن رئيس أنغولا جواو لورنكو، ويلقي كلمة يتناول فيها الصحة العامة والزراعة والتعاون العسكري، والحفاظ على الإرث الثقافي. وقال هيتور كارفالو، الخبير الاقتصادي في جامعة «لوسيادا» في لواندا، إنه «رغم أن الرئيس بايدن شارف على الخروج من البيت الأبيض، فإنه سيمثل الولايات المتحدة بكل ما لديها من وزن جيو – سياسي وجيو – اقتصادي»، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية».
وحضت منظمات حقوقية بايدن على طرح مسألة سجل أنغولا على صعيد حقوق الإنسان خلال زيارته. وقد أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته مؤخراً، بأن الشرطة الأنغولية «قتلت ما لا يقل عن 17 متظاهراً، بينهم قاصر في سياق حملة القمع» التي تمارسها ضد المعارضة. كما حضت «منظمة العفو» بايدن على أن يطلب من حكومة أنغولا «الإفراج فوراً عن خمسة معارضين معتقلين بصورة اعتباطية منذ أكثر من سنة». وقال المسؤول الأميركي بهذا الصدد إن بايدن «لم يتهرب يوماً من تناول التحديات المطروحة على الديمقراطية، ومن التزامه حيال الديمقراطية».
نفوذ الصين
يسعى بايدن لتأكيد الطموحات الأميركية في أفريقيا بوجه النفوذ الصيني المتنامي. وقال المسؤول للصحافيين إن الحكومات الأفريقية تبحث عن بديل للاستثمارات الصينية، في ظل ما تتضمنه من عواقب، ولا سيما «العيش في ظل ديون فادحة لأجيال». ويبلغ دين أنغولا تجاه الصين 17 مليار دولار، ما يشكل نحو 40 في المائة من إجمالي ديون البلد.
ويبدو أن لورنكو أيضاً يسعى لتنويع شراكات بلاده خارج الصين وروسيا. وفي هذا السياق، صوتت أنغولا في 2022 لصالح قرار في الأمم المتحدة يندد بالغزو الروسي لأوكرانيا. وعلقت سيزالتينا أبرو، عالمة الاجتماع في جامعة «أنغولا الكاثوليكية»، أن زيارة بايدن تُشكل بالتأكيد بالنسبة لرئيس أنغولا «تحقيقاً لحلمه بأن يكون هو من جاء بأول رئيس أميركي إلى أنغولا». لكن من غير المعروف إن كانت الاستثمارات الأميركية في أفريقيا ستستمر في عهد ترمب. وقالت أبرو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إن أبدى ترمب اهتماماً بأفريقيا وأنغولا مماثلاً لما أبداه في ولايته الأولى، فستشهد البرامج التي أطلقها بايدن انتكاسة». لكن أليكس فاينز، الباحث في معهد «تشاتام هاوس»، أكد أن على الرئيس المنتخب أن يتنبه إلى أن «أمام أنغولا ودول أخرى مثلها، شركاء كثر يمكنها الاختيار بينهم، في عالم يشهد منافسة زائدة من أجل الوصول إلى موارد أفريقيا الحيوية».
وما يهم في الأمر هو الإمدادات الهائلة من المعادن مثل النحاس والكوبالت، والتي توجد في الكونغو، وهي مكون رئيسي للبطاريات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. وتعد الصين اللاعب الأكبر في الكونغو، الأمر الذي أصبح مبعث قلق متزايدا لواشنطن.
وفي حين تأتي رحلة بايدن في الأيام الأخيرة من رئاسته، من المرجح أن يدعم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المشروع ويظل شريكا وثيقا لأنغولا عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير، وفقا لمسؤولين في إدارة ترامب السابقة.
والمشروع مدعوم من شركة ترافيغورا العالمية لتجارة السلع الأساسية ومجموعة موتا إنجيل البرتغالية للبناء وشركة تشغيل السكك الحديدية فيكتوريس. وقدمت مؤسسة تمويل التنمية الأميركية قرضا بقيمة 550 مليون دولار لإعادة بناء شبكة السكك الحديدية التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر (800 ميل) من لوبيتو إلى الكونغو.
وتفي زيارة بايدن بتعهد واحد من ضمن مجموعة واسعة من التعهدات التي قطعها لقارة أفريقيا. ولكن هناك تعهدات أخرى لم تتحقق بعد، مثل دعم حصول أفريقيا على مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتعكس زيارة بايدن تحولا في العلاقات الأميركية مع أنغولا بعد تاريخ معقد ودموي. فقد دعمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق الطرفين المتنافسين في الحرب الأهلية التي استمرت 27 عاما في البلاد.
وأقامت واشنطن علاقات مع أنغولا في عام 1993، بعد ما يقرب من عقدين من الزمان من حصولها على الاستقلال.
من هو مسعد بولس نسيب ترمب ومستشاره للشؤون العربية؟
على صعيد اختيارات ترامب لمساعديه اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم الأحد، مسعد بولس ليكون مستشاراً رفيعاً للشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط.
تقول الدكتورة مليحة فياض عن مسعد إنه «ابن رضيّ لوالديه، يتردّد دائماً للاطمئنان على والدته. وعندما مرض والده الذي رحل قبل نحو 12 سنة، كان لافتاً في عنايته به، لتأمين كل احتياجاته وراحته. إنه مثال للابن البارّ، وهذا أمر يكبّر القلب، وزاد من محبة وتقدير محيطه له».
التقى ابن مسعد (مايكل)، وابنة ترمب (تيفاني) من مارلا مابلز الزوجة الثانية لترمب، في جزيرة ميكونوس اليونانية، في نادي الممثلة ليندسي لوهان، وفقاً لما ذكرته مجلة «بيبول» في عام 2022.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، تزوج مايكل بولس، نجل مسعد بولس، وتيفاني ترمب في حفل كبير في منتجع ترمب «مار آلا غو» في فلوريدا، بعد خطبتهما في حديقة الورود بالبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترمب الأولى.
قلة في بلدة كفرعقا اللبنانية هم الذين يعرفون صهر ترمب؛ مايكل، عن قرب، فقد وُلد ببلدته في لبنان، ونشأ بنيجيريا، ودرس في أميركا.

الأهالي في كفرعقا يُثنون على عائلة بولس، ومعجَبون بتكاتفهم، وبحرص مسعد على العودة إلى لبنان باستمرار، هو وزوجته سارة زهير فضّول، وأولادهما: فارس ومايكل وصوفي وأوريان، بعد انتقالهم للعيش في لاغوس. «يغتنمون أي فرصة ليكونوا مع العائلة» التي تصفها الدكتورة ليلي مليحة فياض بأنها «أسرة متواضعة، وأصيلة، وودودة، لا تشبه في سلوكها الأغنياء الجدد». وتضيف: «إنهم أهل خير، وأبوابهم كانت دائماً مفتوحة للجميع، ولهم مكانة عالية في قلوب جيرانهم ومحيطهم».
دور مسعد بولس في حملة ترمب
ووفقاً لمسؤولين بحملة ترمب، في تصريحات، لوكالة «رويترز»، فإن مساعدة بولس أسهمت جزئياً في فوز ترمب في انتخابات ميشيغان؛ حيث عمل على إقناع مجتمع الأميركيين من أصل عربي أو مسلم في الولاية، والذي يضم نحو 300 ألف شخص، ودعموا بايدن بشكل ساحق في عام 2020 لكنهم عارضوا سياساته تجاه إسرائيل وغزة ولبنان – بالتصويت لترمب. وقال رابيول تشودري، مؤسس مجموعة «مسلمون من أجل ترمب»: «لعب بولس دوراً كبيراً في التواصل مع الناخبين المسلمين».
أمضى مسعد بولس أسابيع في ميشيغان وبنسلفانيا وولايات أخرى ذات كثافة سكانية كبيرة من الأميركيين العرب والمسلمين، مطمئناً الجماهير، خلال اجتماعات غداء وعشاء خاصة، بأن ترمب ملتزم بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط.
و«شارك مع مسعد بولس في دعم الحملة شقيقُه ميشال الذي ذهب من لبنان، وأخته فيفيان وابنتها، ولم يتمكن الشقيق الرابع فيليب من الالتحاق بهم، بسبب انشغاله في إدارة أعماله بين أفريقيا ولبنان»، وفق ما تخبر «الشرق الأوسط» الدكتورةُ ليلي مليحة فياض، صديقة العائلة المقرّبة. ومن عادة ترمب إشراك أقربائه وأنسبائه في حملاته الانتخابية.
الطموحات السياسية
يمكن أن يوفر الدور الجديد لبولس نوعاً من النفوذ السياسي الذي لم يتمكن من تحقيقه في لبنان، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال مصدر لبناني، لوكالة «رويترز»، إن بولس ترشّح للبرلمان اللبناني في عام 2018 جنباً إلى جنب مع مرشحين مُوالين لـ«حزب الله»، لكنه منذ ذلك الحين لم يرتبط باستمرار بأي حزب معين.
ويتمتع بولس بجذور قوية في كل من الولايات المتحدة ولبنان. وكان والده وجده من الشخصيات البارزة في السياسة اللبنانية، بينما كان حموه من الداعمين الرئيسيين لحركة «التيار الوطني الحر»، وهي حزب مسيحي تحالف لفترة مع «حزب الله».
وقالت ثلاثة مصادر، تحدثت مع مسعد بولس في الأشهر القليلة الماضية، وفقاً لوكالة «رويترز»، إنه كان يتواصل مع أطراف من مختلف أطياف المشهد السياسي اللبناني متعدد الأقطاب، وهي خطوة نادرة في بلد يعاني انقسامات عميقة بين الفصائل على مدار عقود.
وأضافت المصادر أن اللافت للنظر بصفة خاصة هو قدرته على الحفاظ على العلاقات مع «حزب الله». ولدى بولس علاقة صداقة مع سليمان طوني فرنجية، الحليف المسيحي لـ«حزب الله» ومرشحه للرئاسة اللبنانية.
وذكرت المصادر أن مسعد بولس على تواصل أيضاً مع حزب «القوات اللبنانية»، وهو فصيل مسيحي مناهض بشدة لـ«حزب الله»، كما أن له علاقات مع نواب مستقلين بالبرلمان.