اليوم 14 اكتوبرذكرى معركة المنصوره الجويه سجلها التاريخ اطول معركة جوية
معركة المنصورة الجوية شهدتها سماء الدلتا المصرية فوق مطار المنصورة بين 200 طائرة حربية؛ 120 منها، من أنواع الفانتوم وسكاى هوك والميراج 2000، تابعة للعدو الإسرائيلى، و80 طائرة حربية مصرية، من طراز ميج 21، وسوخوى 7، والميراج 2000. دارت هذه المعركة لمدة 53 دقيقة حتى تحقق الانتصار لنسور القوات الجوية المصرية

اليوم 14 اكتوبرذكرى معركة المنصوره الجويه سجلها التاريخ اطول معركة جوية

كتبت : منا أحمد
تحدث اللواء الدكتور سمير فرج عن معركة المنصورة الجوية كشاهد عيان خاض حرب اكتوبر المجيدة كأحد ابطال حرب اكتوبر 1973 لنتعلم وندرس ونقتضى بهؤلاء الابطال جيل بعد جيل … تعد معركة المنصورة الجوية، التى دارت فوق سماء الدلتا المصرية، يوم 14 أكتوبر من عام1973، أهم المعارك الجوية فى التاريخ العسكرى الحديث، ليس بشهادتى، كأحد أبناء المؤسسة العسكرية المصرية، ولكن بشهادة أهل العلم والخبرة على مستوى العالم. فعندما نتحدث عن تلك المعركة العظيمة، دعونا نستمع إلى ما قاله الآخرون، خاصة فى بريطانيا، وتحديداً فى كلية كمبرلى الملكية لأركان حرب، التى درست فيها لمدة عام ونصف العام، بدءا من عام 1974.
كان من ضمن المناهج العملية للدراسة، تنظيم مشروع تدريبى، مشترك، مع كلية الأركان حرب الجوية البريطانية، فى براكنيل، لمدة أسبوع، لنتعرف خلاله على أساليب قتال القوات الجوية، وآليات التعاون، مع القوات البرية، فى أثناء عمليات القتال. فبدأت المحاضرات بالتعرف على نشأة، وتطور، القوات الجوية، بينما خصص جزء من المحاضرات، لدراسة أهم المعارك الجوية، والدروس المستفادة منها، فإذا بى أفاجأ بأن ظهر على شاشة العرض، أهم معركة جوية فى العصر الحديث، وهى «معركة المنصورة الجوية»، فشعرت بمزيد من الفخر والعزة، وأنا استمع إلى نظرة الغرب، لهذه المعركة، التى تعرضها أكبر كلية متخصصة فى الطيران الحربى، فى العالم.
تلك المعركة التى شهدتها سماء الدلتا المصرية، يوم 14 أكتوبر 73، فوق مطار المنصورة العسكرى، بين 200 طائرة حربية؛ 120 منها، من أنواع الفانتوم وسكاى هوك والميراج 2000، تابعة للعدو الإسرائيلى، و80 طائرة حربية مصرية، من طراز ميج 21، وسوخوى 7، والميراج 2000. دارت هذه المعركة لمدة 53 دقيقة، لتسجل كأطول، وأعنف، وأشرس، معركة جوية فى التاريخ العسكرى الحديث، ورغم التفوق العددى، والنوعى، لطيران العدو، فإن حجم الخسائر، بين صفوفه، وصلت إلى 17 طائرة إسرائيلية، بينما خسرت مصر خمس طائرات، اثنتان منها بسبب نفاد الوقود.
حظيت هذه المعركة باهتمام الدوائر العلمية، حول العالم، لعدة أسباب، أولها، لأنها كانت المرة الأولى التى يدور فيها قتال جوى، مباشر، بين طائرات روسية الصنع، وطائرات غربية الصنع. والسبب الثانى أنها أول معركة جوية تستخدم فيها أسلحة إلكترونية حديثة، والأسلحة الإلكترونية المضادة، خصوصاً التشويش على رادارات الطائرات من كلا الجانبين. أما السبب الثالث فلأنها أبرزت كفاءة عناصر التوجيه الأرضى، فى غرف عمليات المطارات المصرية والإسرائيلية، كما بزغ فيها كفاءة الأطقم الأرضية، خاصة على الجانب المصرى، التى نجحت، مع هذا الكم من الطائرات، فى الجو، طوال مدة المعركة. كما كان لاشتراك 4 مطارات حربية، مصرية، فى هذه المعركة، الفضل فى رفع تقييم القوات المصرية، لصعوبة تنسيق خروج الطائرات من تلك المطارات، وتوقيتات الاشتباك الجوى، والعودة بسلام، خاصة أن معظم المطارات فى الدلتا متقاربة، بعكس الطائرات الإسرائيلية، فكانت بعيدة، الأمر الذى يسهل السيطرة عليها. وكان للخبرة، المتراكمة، للقوات الجوية المصرية، فى التعامل مع قوات العدو، خلال حرب الاستنزاف، الفضل فى التفوق الفكرى، فى فهم لغة الخصم، حيث كان الفكر الإسرائيلى الجوى، يعتمد، دوماً، على الهجوم من خلال ثلاث موجات؛ تكون مهمة الموجة الأولى، إغراء المقاتلات المصرية، واستدراجها لاتجاهات بعيدة عن الأهداف المكلفين بالدفاع عنها، أما الموجة الثانية الإسرائيلية فكانت هى القوة الأساسية، المكلفة بالهجوم على الرادارات، ووحدات الدفاع الجوى المصرى، من الصواريخ والمدفعية، بينما تختص الموجة الثالثة بضرب الأهداف المحددة لها، كتدمير القواعد العسكرية المصرية.
بدأت «معركة المنصورة الجوية» فى الساعة الثالثة وخمس عشرة دقيقة، عندما أنذرت مواقع الرادارات المصرية، على ساحل الدلتا، باقتراب 20 طائرة، من طراز الفانتوم، من ناحية البحر المتوسط، لتجنب حائط الصواريخ المصرى، على الضفة الغربية لقناة السويس. فقررت قيادة القوات الجوية المصرية عدم اعتراض الموجة الأولى، مما أفشل مهمتها فى جذب المقاتلات المصرية، فعادت أدراجها، عبر البحر المتوسط، إلى القواعد الجوية الإسرائيلية. وفى الساعة الثالثة والنصف، أظهرت شاشات الرادارات المصرية، وجود 60 طائرة قادمة من ثلاثة اتجاهات، من ناحية البحر؛ بورسعيد، وبلطيم، ودمياط، فأقلعت 16 طائرة، ميج 21، من مطار المنصورة الجوى، ثم 8 طائرات من قاعدة طنطا الجوية، للتصدى لها. أعقب ذلك، بثمانى دقائق جاء، إنذار للقوات الجوية، باقتراب 16 طائرة إسرائيلية، قادمة من اتجاه البحر المتوسط، على ارتفاع منخفض، وبدأ القتال الجوى، فوق سماء دلتا نهر النيل، ليبدأ معه تدفق باقى الطائرات الإسرائيلية، واشتعلت السماء المصرية بأكبر معركة جوية، استخدم فيها الجانبان، أحدث ما يملكانه فى ترساناتهما الجوية، سواء المقاتلات، أو أجهزة التشويش اللاسلكى، والراداري.
وبعد المحاضرة التى استمرت لأكثر من ساعتين، تم فيها حساب توقيتات إقلاع الطائرات من المطارات الإسرائيلية، ووصولها للأهداف فوق دلتا نهر النيل، والإجراءات المضادة من القوات الجوية المصرية، خلص الخبراء العسكريون إلى أنه بالرغم من التفوق العددى، والنوعى، للطائرات الإسرائيلية، فإن خبرة المصريين، وكفاءتهم فى التغلب على الطائرات والأسلحة الإلكترونية الإسرائيلية المضادة، حسم المعركة لصالحهم … ومازلت أذكر شعور الفخر الذى عشته بين باقى زملائى من الضباط الإنجليز والضباط الآخرين من 42 دولة، وهم يتحدثون جميعاً عن عظمة الجيش المصرى، وقواته الجوية التى حققت هذا النصر العظيم، فى أطول وأعظم معركة جوية فى التاريخ العسكرى الحديث.
وهكذا استحق يوم 14 أكتوبر، أن يُخلد كعيد للقوات الجوية المصرية، التى تفتخر بأبنائها، ليس فى مصر، فقط، ولكن أمام العالم كله، فهم، حقاً، نسور السماء المصرية، وخير أجناد الأرض.
معركة المنصوره الجويه ، معركه جويه كبيره و طويله قامت بين الطيارات المقاتله المصريه و الاسرائيليه فوق شمال شرق الدلتا المصريه فى 14 اكتوبر 1973. قاد المعركه من الجانب المصرى محمد حسنى مبارك. قامت المعركه وقت حرب اكتوبر 1973 بعد ما عدت القوات البريه الخاصة بالجيش المصرى قناة السويس و اقتحمت خط بارليف على الجانب الغربى لقناة السويس تحت حماية الطيران المصرى و حائط صواريخ ضخم مضاد للطيارات قدر يحيد الطيران الإسرائيلىمن خلال ضرب مراكز الاتصال الالكترونية و تعطيل مراكز الاعاقة والتشويش للعدو الاسرائيلى .
فى 14 اكتوبر 1973 حاولت الطيارات الاسرائيليه الانقضاض على المطارات العسكريه و قواعد الصواريخ فى منطقة شمال شرق الدلتا حتى تطلع الطيارات و الدفاعات الجويه من الحرب فطلعت لها الطيارات المصريه من قواعد المنصوره و انشاص واتصدت ليها ، و قامت معركه كبيره اشتركت فيها حوالى 150 طياره و اظهر الطيارين المصريين كفاءه عاليه و قدرو يوقعو 17 طياره اسرائيليه فى ظرف 50 دقيقه ، و اضطرت الطيارات الاسرائيليه اللى نجت انها تفرغ حمولاتها و ترجع بخفى حنين لقواعدها بخساره كبيره من غير ما تقدر تحقق اهدافها.
معركة المنصوره الجويه كانت رابع غاره تشنها اسرائيل فى عمق مصر من بداية حرب اكتوبر ، الغارات اللى قبلها حصلت فى المنصوره و طنطا و الصالحيه فى 7 و 9 و 12 اكتوبر لكن الهجمات دى ما جابتش نتيجه و فى يوم 7 اكتوبر لوحده وقعت الصواريخ المصريه 22 طياره اسرائيليه. فى يوم 14 اكتوبر الغاره الاسرائليه شنتها 100 طياره فانتوم و سكاى هوك لضرب القاعده الجويه المصريه فى المنصوره.
بداية احداث المعركه
بدأت أحداث المعركه الساعه تلاته و ربع ظهرا بخبر للقياده الجويه المصريه بدخول 20 طياره فانتوم اسرائيليه من جهة البحر المتوسط و انها متجهه على بورسعيد و الدلتا قائد القوات الجويه المصريه وقتها محمد حسنى مبارك استلم الخبر و على الفور اعطى امر بطلوع 16 طياره ميج 21 المصريه بهدف حماية القاعده الجويه العسكريه بس من غير الاشتباك مع الطيارات الاسرائيليه.
اشتباكات حرب الاستنزاف فى اواخر الستينات ادت القياده المصريه خبره فى تكتيكات الطيران الاسرائيلى و طرق هجومه اللى عادة كانت بتم على تلت مراحل او موجات ، الاول تدخل موجه عشان تسحب وراها الطيارات و الدفاعات المصريه بعيد عن الهدف الرئيسى ، و بعدها تدخل موجه تانيه لضرب الدفاعات الارضيه ، ثم توصل الموجه التالته و هى الموجه الرئيسيه اللى طوالى بتروح تضرب الهدف المطلوب. على الاساس ذالك القياده الجويه المصريه كانت فاهمه التكتيك الاسرائيلى و عارفه ان الموجه اللى دخلت كانت بس لمجرد جر الطيارات المصريه بعيد عن الهدف المطلوب ضربه. فضلت الطيارات الاسرائيليه تلف و تدور عشان تجذب الطيارات المصريه على الفاضى ، و لما ما لقتش نتيجه خرجت من الاجواء المصريه عن طريق البحر المتوسط ، فبطبيعة الحال لم تكن تقدر تخرج من ناحية قناة السويس بسبب كثافة الدفاعات الصاروخيه المصريه هناك.
المعركه
على الساعه تلاته و نص الضهر قيادة الدفاع الجوى المصرى بلغت القياده الجويه بإن فيه ستين طياره اسرائيليه داخلين الاجواء المصريه من تلت اتجاهات من ناحية بلطيم و دمياط و بورسعيد. قائد القوات الجويه حسنى مبارك امر الطياريين اللى كانو فى الجو بالتصدى للطيارات المعاديه بهدف مهاجمة التلت تشكيلات الاسرائيليه و تفريق طياراتهم عن بعض ، و للمساعده طلعت ستة عشر طياره ميج 21 تانيه من قاعدة المنصوره و فوقيهم تمن طيارات من طنطا.
بعدها بتمن دقايق (الساعه 3.38) وصل خبر تانى بدخول موجه تالته بتتكون من حوالى 16 طياره اسرائيليه طايرين من نفس الاتجاه على ارتفاع منخفض فطلعت تمن طيارات ميج 21 من قاعدة المنصوره و عليهم تمانيه من قاعدة ابو حماد و تحولت السماء لكتلة من اللهب فالسما ازدحمت بعدد ضخم من الطيارات ، 160 طياره فانتوم و سكاى هوك اسرائيليه و 62 طياره ميج 21 مصريه.
حوالى الساعه اربعه الا خمسه الرادارات المصريه لقطت دخول موجه رابعه بتتكون من حوالى 60 طياره فانتوم و سكاى هوك اسرائيليه طايرين هما كمان على ارتفاع منخفض جداً من نفس الاتجاه. من المحتمل ان مهمة الطيارات دى كانت تشطيبيه لتدمير الاهداف اللى فشلت الموجه اللى قبلها فى تدميرها.
القياده الجويه المصريه امرت بتطليع طيارات تانيه للتصدى للطيارات الاسرائيلية ، فطلعت تمن طيارات ميج 21 من قاعدة أنشاص. لما قربت الطيارات الاسرائيليه من دكرنس فى الدلتا اشتبكت معاها الطيارات المصريه فى نفس الوقت اللى هربت فيه طيارات الموجه التالته فى اتجاه الشرق. المعركه فضلت شغاله و طلعت 20 طياره مصريه كانت نزلت عشان تمون. لما شاف قائد الموجه الاسرائيليه ان الموجه اللى قبله فشلت فى مهاجمة الاهداف المصريه على الارض و ان السما بقت مليانه بالطيارات المصريه بطريقه غير متوقعه هرب و بدخول الساعه اربعه و تمن دقائق خرجت كل الطيارات الاسرائيليه من المجال المصرى عن طريق البحر المتوسط و انتهت المعركه بإنتصار الطيارات المصريه اللى منعت الطيارات الاسرائيليه من تحقيق اهدافها بالكامل والتى سطرها التاريخ العسكرى كأطول معركة جوية فى التاريخ .
نتايج المعركه
المعركه كانت بين اقوى سلاحين طيران فى منطقة الشرق الاوسط ، و فيها قدرت الطيارات المصريه فى ظرف 50 دقيقه انها توقع 17 او 18 طياره اسرائيليه. امام ال 17 طياره اللى خسرتها اسرائيل و الفشل فى تدمير قواعد صواريخ الدفاع الجوى و المطارات ، قدرت الطيارات الاسرائيليه انها توقع تلت طيارات مصريه فقط ، و فيه طيارتين ما رجعوش بعد ما بنزينهم خلص ، و اتحطمت طياره و هى بتعدى فى وسط شظايا طيارة فانتوم اسرائيليه اتفرقعت فى الجو بعد ما ضربتها الطياره المصريه. من الطيارين المصريين اتنين استشهدو و الباقيين نجيو بالبراشوتات.
بتعتبر معركه المنصورة الجوية من أطول المعارك الجويه فى التاريخ و قدر الطيارين المصريين بطيارات ميج 21 انهم يوقعو فيها طيارات الفانتوم اللى كانت وقتها حديثه جداً ، و هذا فى حد ذاته كان انجاز كبير للطياريين المصريين اللى بإمكانيات الميج 21 قدروا يغلبو طيارات الفانتوم الحديثه وقتها و اللى كان بيقودها طيارين على مستوى عالى جداً لدرجة انه اتقال انهم ما كانوش اسرائيليين لكن بطبيعة الحال الطيارين الاسرائليين معروفين بمهارتهم وخبرتهم نتيجه لنوعية التدريبات اللى بيتلقوها.
هذةالمعركه لم تكن المعركه الجويه الوحيده فى حرب اكتوبر لكن بتعتبر اهمها و اكبرها. هدف اسرائيل كان تدمير القواعد الجويه المصريه و قواعد الصواريخ المضاده للطيارات عشان تهيمن على سما مصر و تقضى على القوات البريه المصريه فى سينا و منطقة قناة السويس اللى فى حالة نجاح اسرائيل حا تبقى من غير غطا جوى يحميها. اسرائيل ما قدرتش تحقق الهدف ده و انتهت حرب اكتوبر و مصر مهيمنه على مجالها الجوى بفضل براعة وبسالة القياده الجويه المصريه و الطيارين المصريين اللى استماتو فى الدفاع عن مصر وسماها.
انتصار الطيارات المصريه فى معركة المنصوره الجويه يوم 14 اكتوبر اصبح عيد سنوى للقوات الجويه المصريه اللى كان بيقودها وقتها حسنى مبارك.
انتهت حرب اكتوبرالمجيدة 1973 و تيقنت القيادات المصرية والاسرائيلية ان استمرار الحرب بينهم استمرار للصراع العربى الاسرائيلى وان ” الانتصار فى معركهاكتوبر 73 مهد الطريق للوصول لسلام بعد ذلك” واتخذ الرئيس الراحل محمد انور السادات قرار السلام الدائم ، و انعقدت اتفاقية سلام بين مصر و اسرائيل وفرت عليهم نزيف الدملكن ظل الاتنين اقوى قوتين جويتين فى منطقة الشرق الاوسط و دعمو اساطيلهم الجويه بأحدث الطيارات لمواجهة تحديات تانيه فى منطقه بيعمها دعاة الحروب و الدمار.