“بيان العقبة” بشأن سوريا يؤكد دعم بناء دولة موحدة
بلينكن: ندعم حكومة مستقبلية في سوريا يختارها السوريون كافة

“بيان العقبة” بشأن سوريا يؤكد دعم بناء دولة موحدة

كتب : اللواء
اجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، السبت، في مدينة العقبة الأردنية، لبحث التطورات التي شهدتها البلاد على مدار الأسابيع الماضية.
وتضم لجنة الاتصال، الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر وأمين عام جامعة الدول العربية.
كما شارك في الاجتماع وزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، ودولة قطر.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع:
- الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له واحترام إرادته وخياراته.
- ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية.
- يجب توفير الدعم الإنساني الذي يحتاجه الشعب السوري.
- الالتزام بتعزيز مكافحة الإرهاب ومنع خطره على أمن سوريا والمنطقة والعالم ويشكل دحره أولوية جامعة.
- التشديد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيز قدرتها.
- إدانة توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق.
- الدعوة لحوار وطني شامل وتكاتف الشعب السوري لبناء دولة حرة آمنة ومستقرة وموحدة.
- دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا والعمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا.
- دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة.
اتفاق عربي على دعم انتقال سلمي للسلطة في سوريا
دعا وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والأمارات والبحرين وقطر اليوم السبت في ختام إجتماعهم في العقبة أقصى جنوب المملكة إلى عملية سياسية سلمية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وقال الوزراء في بيانهم الختامي إنهم اتفقوا وبحضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط على “دعم عملية انتقالية سلمية سورية – سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته”.
وأيد الوزراء تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري تتيح الانتقال إلى نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة.
وأكدوا على ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
كما جددوا الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته في ضوء أنه يشكل خطرا على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم ويشكل دحره أولوية جامعة، داعين إلى “الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى”.
كما أدان الوزراء “توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه واعتباره “احتلالا غاشما وخرقا للقانون الدولي”، مطالبين بانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدانة الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا.
وذكر دبلوماسيون عرب حضروا المحادثات أنهم يسعون للحصول على تأكيدات من تركيا بأنها تدعم عملية سياسية شاملة تحول دون تقسيم سوريا على أسس طائفية.
ولدى تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي مصالح متضاربة عندما يتعلق الأمر ببعض فصائل المعارضة. واشتبك معارضون مدعومون من تركيا في شمال سوريا مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها الأكراد.
وقوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على بعض أكبر حقول النفط في سوريا، هي الحليف الرئيسي في التحالف الأميركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية، وهي جماعة تعدها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي خاض قتالا ضد الدولة التركية لمدة 40 عاما وتحظره أنقرة.
وفي سياق متصل تحتضن الأردن اليوم السبت اجتماعا حول سوريا يشارك فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وممثل الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم السبت إن الولايات المتحدة أجرت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام الإسلامية التي سيطرت على الوضع في سوريا على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية، وذلك في إطار السعي الدولي المشترك لانتقال سلمي للسلطة في هذا البلد.
ولم يذكر الوزير تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، ولكن عدما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم بشكل مباشر، أجاب “اتصال مباشر – نعم”.
وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي اختطف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية.
وأضاف بلينكن “لقد ضغطنا على كل من كان على اتصال بنا بشأن أهمية المساعدة في العثور على تايس وإعادته إلى الوطن”.
وبدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا في 27 نوفمبر/تشرين الثاني انطلاقا من شمال سوريا، مكنها من دخول دمشق فجر الأحد وإعلان إسقاط الأسد بعد 13 عاما من نزاع دام في البلاد.
وكلّفت الهيئة الثلاثاء محمد البشير الذي كان يرأس “حكومة الإنقاذ” في إدلب، معقل فصائل المعارضة بشمال غرب البلاد، بتولّي رئاسة حكومة انتقالية.
بلينكن: ندعم حكومة مستقبلية في سوريا يختارها السوريون كافة
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إن واشنطن تدعم حكومة مستقبلية في سوريا يتم اختيارها من كافة السوريين.
وأضاف أن بلاده تدعم حكومة مستقبلية تمثل جميع السوريين.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إن واشنطن تدعم حكومة مستقبلية في سوريا يتم اختيارها من كافة السوريين.
وفي منشور على حسابه في منصة “إكس” قال بلينكن متحدثا عن اجتماع العقبة في الأردن والذي ضمّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا: “تحدثنا عن انتقال سياسي شامل بقيادة سورية”.
وأضاف أن بلاده تدعم حكومة مستقبلية تمثل جميع السوريين.
وكان المسؤول الأميركي قد صرّح يوم السبت بأن كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية اتفقوا على أن الحكومة الجديدة في سوريا يجب عليها احترام حقوق الأقليات.
وجاء تصريح بلينكن في أعقاب محادثات في الأردن واتصالات مباشرة مع قوات المعارضة التي أطاحت بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد بلينكن أن المسؤولين الأميركيين أجروا “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام وحثوها وجماعات معارضة أخرى على المساعدة في تحديد مكان الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اعتقل في سوريا في عام 2012.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة شاركت أيضا رؤيتها بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا مع الجهات الفاعلة في ذلك البلد.
وكان البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا قد أكد على “الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له واحترام إرادته وخياراته”.
كما شدد البيان على “ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية، وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاجه الشعب السوري، والالتزام بتعزيز مكافحة الإرهاب ومنع خطره على أمن سوريا والمنطقة والعالم، واعتبار دحره أولوية”.
وتضمن البيان “التشديد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيز قدرتها، وإدانة توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق”.
كما دعا “لحوار وطني شامل وتكاتف الشعب السوري لبناء دولة حرة آمنة ومستقرة وموحدة”.
واختتم البيان بالإشارة إلى “دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا والعمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا، ودعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة”.
بلينكن:واشنطن أجرت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام
كما افاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، السبت إن الولايات المتحدة أجرت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام التي سيطرت على الوضع في سوريا على الرغم من تصنيفها “منظمة إرهابية”، وذلك في إطار السعي الدولي المشترك لانتقال سلمي للسلطة في هذا البلد.
وصرح بلينكن للصحفيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية أقصى جنوب الأردن حضرها وزراء 8 دول عربية بالإضافة إلى وزراء خارجية فرنسا وتركيا والإتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا: “نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى”.
ولم يذكر الوزير تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، ولكن عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم بشكل مباشر، أجاب “اتصال مباشر – نعم”.
وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي اختطف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية.
وأضاف بلينكن: “لقد ضغطنا على كل من كان على اتصال بنا بشأن أهمية المساعدة في العثور على أوستن تايس وإعادته إلى الوطن”.
وشارك بلينكن في العقبة في محادثات جمعت كبار الدبلوماسيين العرب والأوروبيين بالإضافة إلى تركيا.
وأكد أن المشاركين سيصدرون بيانا مشتركا “اتفقنا فيه على أن عملية الانتقال يجب أن يقودها السوريون وأن يملكوا القرار فيها وأن تنتج حكومة جامعة وتمثل جميع مكونات سوريا”.
وشدد الوزير الأميركي على “وجوب احترام حقوق جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات والنساء. ويجب تمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.
وأضاف أن المشاركين اتفقوا أيضا على أن “مؤسسات الدولة يجب أن تستمر في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين السوريين”.
وأشار بلينكن إلى أن ثمة توافقا أيضا على ضرورة تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية وأن على سوريا أن تقيم علاقات سلمية مع جيرانها.
بلينكن يحذر السوداني من أي تصعيد لميليشيات إيران في سوريا
نقل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى بغداد الجمعة رسائل “تهديد” إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تضمنت تحذيرا من أي تصعيد محتمل للميليشيات الموالية لإيران على الأراضي السورية، على ما أكدته مصادر لموقع “شفق نيوز”، فيما يأتي هذا التحذير في ظل الوضع الجديد في سوريا، بينما رجحت تقارير أن تسعى طهران خلال الفترة المقبلة إلى مزيد تعزيز نفوذها في العراق الذي تعتبره مجالا حيويا وإزاحة أي طرف منافس لها بالاعتماد على الفصائل الموالية لها.
وبحسب المصدر نفسه فقد شدد بلينكن على أن “واشنطن ستعمل بكل قوة وحزم على إنهاء أي تأثير لتلك الفصائل، خاصة بعد قيامها بعمليات عابرة للحدود بضرب قواعد أميركية في سوريا واستهداف أهداف مختلفة داخل إسرائيل خلال الفترة الماضية”.
وحذر بلينكن السوداني من أن تنفذ الميليشيات العراقية أي أعمال عسكرية داخل سوريا بدفع من طهران، محملا حكومته مسؤولية أي تصعيد من قبل أذرع إيران.
وحثّ وزير الخارجية الأميركي رئيس الوزراء العراقي على ضرورة كبح جماح الميليشيات ونزع سلاحها، مشيرا إلى أنها باتت تهدد الأمن الإقليمي وليس العراق فحسب، متابعا أن واشنطن ستكثف جهودها لردع هذه الفصائل سواء عبر العقوبات أو الضربات.
ونفذت الفصائل الموالية لإيران بعد الحرب على غزة عشرات الهجمات على القواعد والمصالح الأميركية في العراق بذريعة التضامن مع القضية الفلسطينية، بينما واجهت حكومة السوداني انتقادات واتهامات بعجزها عن ردع أذرع طهران ووضع حد لتغولها وفشلها في كبح السلاح المنفلت.
وشنت واشنطن هجمات على عدد من مواقع الميليشات العراقية، ما أسفر عن مقتل عدد من قادتها، كما ضغطت على السوداني لوضع حد لاستهداف المصالح الأميركية على الأراضي العراقية.
وكشفت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أن بلينكن “طلب من السوداني منع إيران من إرسال أي أسلحة أو عتاد عسكري إلى سوريا عبر الأراضي العراقية”، ما من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد التي لا تزال في حالة هشة بعد سقوط نظام الأسد.
وأكّد بلينكن التزام واشنطن بأمن العراق وبمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بينما شدد السوداني على أن بغداد “تنتظر أفعالا لا أقوالا من السلطة الجديدة في سوريا”.
وشددت حكومة بغداد، التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، بعد سقوط الأسد على ضرورة احترام الإرادة الحرّة للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
وكثّفت بغداد جهودها الدبلوماسية في الأيام الأخيرة، إذ أجرى السوداني سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين عرب وأجانب للتشديد على “ضرورة التنسيق العربي المشترك والعمل على تعزيز الحوار بين جميع الأطراف السورية”، وفق مكتبه.
وما زال العراق وسوريا يعانيان من صدمة سيطرة “داعش” على مساحات شاسعة على أراضيهما اعتبارا من العام 2014 حين أعلن قيام الخلافة وأثار الرعب في المنطقة والعالم. وفي 2017، أعلنت بغداد دحر التنظيم بمساندة من تحالف دولي بقيادة واشنطن ثم اندحر في سوريا في العام 2019 أمام المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق وحوالي 900 في سوريا المجاورة. وبعد أشهر من المحادثات بين واشنطن وبغداد بشأن مستقبل القوات الأجنبية، تم الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف العسكري في موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/أيلول 2025.
وتنص خطة انتقالية على انسحاب التحالف من قواعد في العراق في مرحلة أولى تستمر حتى سبتمبر/أيلول 2025، ثم من إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي (شمال) بحلول الشهر نفسه من العام 2026.
ويتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه الشهر المقبل ولطالما شكك في جدوى نشر القوات الأميركية، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتراجع عن خطة بايدن أو سيغير إستراتيجيته في ضوء التطورات في سوريا.
اقناع أم تهديد ..تركيا: أقنعنا روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا لدعم الأسد
على صعيد اخر أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة والذي أفضى الى إسقاط بشار الأسد.
وأضاف “بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة”
واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وإيران، لكان “انتصار المعارضة استغرق وقتا طويلا، وكان هذا الأمر سيكون دمويا”.
وأوضح أن “الروس والايرانيين رأوا أن هذا الأمر لم يعد له أي معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلا (يستحق) الاستثمار. فضلا عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها”.
ووفق فيدان اليوم فإن السفارة التركية في دمشق ستستأنف عملها اليوم السبت، مضيفا أن الوفد الدبلوماسي توجه إلى سوريا.
وشدد أنه “نريد رؤية سوريا خالية من الإرهاب ولا تلقى الأقليات فيها معاملة سيئة. نريد حكومة شاملة في سوريا”.
وذكر فيدان أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم من تركيا سيزيد تدريجيا مع استقرار سوريا.
واعتبر أن القضاء على وحدات حماية الشعب هدف استراتيجي لتركيا.
وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد الماضي من إسقاط الأسد الذي فرّ إلى روسيا مع عائلته، بحسب وكالات الأنباء الروسية.
تحالف قوى الشر ..ترتيبات تركية سرية مع روسيا وإيران سرعت بسقوط الأسد
حول تداعيات اسقاط النظام السورى أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد وقد تفهموا موقفنا، فيما يأتي ذلك لينفي تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن الهجوم كان مفاجئا وأن الجانب الإيراني لم يكن على علم بالتطورات.
وقال في مقابلة مباشرة عرضتها قناة “إن تي في” التركية الخاصة إن “الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكريا في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا”.
وأضاف “بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة”.
واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وإيران، لكان “انتصار المعارضة استغرق وقتا طويلا، وكان هذا الأمر سيكون دمويا”.
وتتعرض روسيا وخاصة إيران لانتقادات واسعة من قبل بعض القوى المؤيدة للنظام السابق في المنطقة بالتخلي عن رأس النظام المنهار لكن الجانب الإيراني يؤكد أن الجيش السوري لم تكن له رغبة في القتال وأن هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد دون اخبار حتى المقربين منه دليل على عدم رغبته في مواصلة الحكم.
وتحدثت تقارير أن الرئيس السوري المخلوع خطط للهرب مع عائلته بمساعدة الروس دون اخبار شقيقه ماهر الاسد الذي فر بعد ذلك الى العراق عبر مروحية.
وقال الوزير التركي أيضا “لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلا (يستحق) الاستثمار. فضلا عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد سعى في الفترة السابقة للعمل على تطبيع العلاقات مع الاسد لكن الأخير رفض ذلك قبل انهاء الوجود التركي في شمال سوريا وقطع الدعم عن المعارضة المسلحة.
واكدت روسيا بعد هروب الأسد أن النظام السوري لم يعد قادرا على البقاء في ظل الضغوط العسكرية والاقتصادية وان على السوريين اختيار مستقبلهم بأنفسهم وان الروس لن يكونوا سوريين أكثر من السوريين أنفسهم.
وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته، بحسب وكالات الأنباء الروسية فيما مثل هروبه صدمة كبيرة لأنصاره.
وقد أبدت دول عدة، ولا سيما في المنطقة، قلقا حيال هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إسلامية ما زالت تصنفها دول غربية إرهابية رغم فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
واعتبر فيدان أن من “الطبيعي تماما” أن تكون هناك “مخاوف” كهذه حيال هيئة تحرير الشام، لكنه قال إنه “يجب إيجاد حل” لها. وأضاف “لا أحد يعرفهم أفضل منا، نحن نريد سوريا بلا إرهاب لا تشكل تهديدا لدول المنطقة”.
وأوضح أنه بوجود خطوط اتصال مفتوحة مع هيئة تحرير الشام، فإن تركيا تنقل هذه المخاوف مباشرة إلى الهيئة. وقال “نحن ننقلها إلى إدارة دمشق. ونقول لهم: إن تركيا التي تدعمكم منذ سنوات، وكذلك العالم، يتوقعان منكم ذلك إن واجبنا والاختبار (الموجود أمامهم) هو الاستجابة لهذه المخاوف”.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع.
برلمان كوريا الجنوبية يقرر عزل الرئيس
وصوّت 204 نواب لصالح المذكرة بينما عارضها 85 نائبا. وامتنع 3 نواب عن التصويت، وأُبطلت 8 بطاقات تصويت، وفق النتيجة التي أعلنها رئيس البرلمان.
ويعد يون ثاني رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يتم عزله بعد الرئيسة السابقة بارك كون-هيه في عام 2017.
وتم إلغاء المقترح الأول لعزل “يون” يوم السبت الماضي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني بعد أن قاطع معظم نواب حزب “سلطة الشعب” الحاكم الذي ينتمي إليه “يون” للتصويت، وفقا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.
وحتى الجمعة، أعرب 7 نواب من الحزب الحاكم علنا عن دعمهم لعزل “يون”.
وقدم الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي و5 أحزاب معارضة صغيرة أخرى يوم الخميس الاقتراح، وتم عرض المقترح في الجمعية الوطنية في اليوم التالي، حيث زعموا أن إعلان يون للأحكام العرفية ينتهك الدستور والقوانين الأخرى.
وأضيف إلى الاقتراح في الآونة الأخيرة مزاعم مفادها بأن قوات الأحكام العرفية والشرطة حاولت اعتقال المشرعين تحت قيادة الرئيس.
ترامب يرشح مدير منصته “تروث سوشيال” لمنصب استخباراتي رفيع
فى الشأن الامريكى رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يوم السبت، ديفين نونيس الذي يدير شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، لرئاسة مجلس استشاري للاستخبارات في البيت الأبيض.
وفي عام 2018 عندما كان رئيسا للجنة الاستخبارات، أصدر نونيس مذكرة مثيرة للجدل تقول إن مكتب التحقيقات الفدرالي تآمر ضد ترامب عندما كان يحقق في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.
وأضاف الرئيس المنتخب “سيعتمد ديفين على خبرته بصفته رئيسا سابقا للجنة الاستخبارات في مجلس النواب وعلى دوره الرئيسي في فضح خدعة روسيا لتزويدي بتقييمات مستقلة بشأن مدى فعالية وملاءمة أنشطة مجتمع الاستخبارات الأميركية”.
وأنشئ المجلس الاستشاري للاستخبارات في منتصف القرن العشرين لتقديم مصدر مستقل للمشورة بشأن فعالية بيانات مجتمع الاستخبارات.
ووصف ترامب المجلس بأنه يتكون من “مواطنين متميزين من خارج الحكومة الفدرالية”.

أكد الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال أن بلاده تمتلك القدرة على تمثيل القارة الأفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الرباط أثبتت التزامها بالدفاع عن مصالح المنطقة، بينما تقيم علاقاتها الوثيقة مع الدول الأفريقية وحرصها على تحقيق الرفاه لشعوبها من خلال تعزيز التعاون معها في مختلف المجالات، الدليل على أحقية المغرب بهذا المنصب.
وقال هلال خلال الدورة الـ13 للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد إن “المغرب بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس أثبت قدرته على تمثيل القارة والدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا”، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.
ولم تأت هذه المكانة من فراغ بل كانت ثمرة التزام المغرب بعمقه الأفريقي من خلال إقامة جسور التواصل والدخول في شراكات على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة، فضلا عن الدور البارز الذي لعبته الرباط في نشر الأمن الروحي في المنطقة عبر تكوين الأئمة في المغرب وإنشاء مساجد في العديد من البلدان الأفريقية، شكلت منارات لنشر قيم الإسلام السمحة.
قال هلال إن “المملكة مؤهلة لأن تصبح عضوا في مجلس الأمن لأنه وبكل بساطة فإن المعيار الأساسي للحصول على العضوية يتمثل في المساهمة في السلم والأمن في العالم، ولاسيما من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام”.
وسلط السفير المغربي الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة منذ الستينيات لتعزيز الأمن في المنطقة، لافتا إلى أن “المغرب من أكثر البلدان نشرا لجنوده في إطار مهام حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في جهات العالم الأربع”.
وراكمت المملكة خبرة هامة في مجال تدبير التحديات الأمنية والتنموية، وأثبتت قدرتها على تقديم حلول مبتكرة في إفريقيا، فيما تدلّ مبادرة الأطلسي التي أطلقتها الرباط لتعزيز وصول دول الساحل إلى الممر المائي الحيوي على أن المملكة تركز على تلبية الاحتياجات التنموية لبلدان المنطقة عبر مبادرات غير مسبوقة، في ظل معرفتها الدقيقة بالواقع الأفريقي.
وأشار هلال إلى أن “القوات المسلحة الملكية اضطلعت بدور أساسي وخاصة في إفريقيا، بفضل معرفتها بالثقافة الإفريقية واللغة والعمل الاجتماعي الذي توفره للسكان والنهوض بالحوار بين مختلف المجتمعات وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية”.
وفي ما يتعلق بالمعيار الثاني المتمثل في الديمقراطية أكد هلال أن “المملكة دولة الحق والقانون، ظلت متشبثة بالقيم الكونية واحترام ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة”.
وتابع أن “المغرب منخرط بشكل كبير في التعاون الثنائي والثلاثي الأطراف، إلى جانب جهوده ومبادراته في مجال الوساطة”، مشيرا إلى اعتراف الأمم المتحدة بدور المملكة في التعاون والدعم الإنساني.
وقال “من هنا، فإن للمغرب مؤهلات تخول له بشكل شرعي أن يحظى، في الوقت المناسب، بمقعد دائم في مجلس الأمن”.
وتدعو دول عديدة منذ سنوات إلى إصلاح هيكلية مجلس الأمن الدولي، في ظل إخفاق آليته الراهنة في ملفات عديدة تهدد السلم والأمن الدوليين.
وأعلنت الولايات المتحدة في 12 سبتمبر/أيلول الماضي دعمها لمقترح للرئيس جو بايدن، قبل عامين، بمنح مقعدين دائمين بالمجلس للدول الإفريقية.
ويتألف المجلس من 15 عضوا هم 10 دول يتم انتخابها دوريا و5 دول دائمة العضوية تمتلك سلطة النقض (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.
والمجلس هو المؤسسة الوحيدة التي لها سلطة اتخاذ قرارات تلتزم بتنفيذها الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة)، بموجب المادة 23 من ميثاق المنظمة الدولية.
وعزز المغرب طيلة الأعوام الماضية شراكاته مع الدول الأفريقية في إطار حرصه على إعطاء دفعة قوية للمسار التنموي في المنطقة، كما كان سباقا في مد يد العون للبلدان التي واجهت أزمات اقتصادية واجتماعية من خلال دعمها سواء في إطار برامج تعاون ثنائي أو المساعدات المالية.
ويترأس المغرب حاليا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي تتويجا لاعتراف دولي بجهوده في تأمين القارة وتسوية العديد من الأزمات، فضلا عن دوره البارز في إنهاء التوترات داخلها، معتمدا على دبلوماسية ناجحة تغلّب الحوار بعيدا عن المزايدات السياسية أو التدخل في الشؤون الداخلية.
البرلمان الأوروبي يوجه ضربة موجعة للوبي معادي للمغرب
فى سياق متصل طوى البرلمان الأوروبي صفحة المجموعة البرلمانية المشتركة التي تطلق على نفسها “مجموعة الصحراء الغربية”، في قرار يمثل ضربة موجعة لجبهة بوليساريو الانفصالية وداعمتها الجزائر بفقدانهما أحد أهم أذرعهما في المؤسسة التشريعية الأوروبية، فيما يشير هذا الإجراء إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ عمليا في إرسال إشارات واضحة على تمسكه بشراكته الإستراتيجية مع المغرب وصونها من أي تحرك للوبيات المعادية لمصالح المملكة.
ومنذ انطلاق الدورة البرلمانية الحالية للمؤسسة التشريعية الأوروبية فشلت الجزائر وبوليساريو في الدفع باتجاه إعادة تأسيس المجموعة التي عملت خلال الأعوام الأخيرة على ترويج الادعاءات والأكاذيب بهدف الإضرار بمصالح المملكة، بينما نجحت الدبلوماسية المغربية في إحباط كافة مخططاتها.
واتهمت الجبهة الانفصالية حزب العمال الاشتراكي الإسباني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بتجميد هذه المجموعة وهو ما لا يمت للواقع بصلة، إذ كشفت وسائل إعلام أيبيرية أن “تشكيلها يستوجب موافقة ثلاث مجموعات من أعضاء البرلمان الأوروبي”، موضحة أن “نواب حزبي الخضر واليسار صوتوا لصالحها، في حين سحبت الكتلة الاجتماعية الديمقراطية دعمها”، ما أدى إلى إنهاء وجودها داخل البرلمان الأوروبي.
ولطالما أثارت هذه المجموعة جدلا داخل الأوساط الأوروبية بسبب دعمها للطروحات الانفصالية، فيما نبهت العديد من الشخصيات والأحزاب من مغبة التشويش على العلاقات المتنامية بين التكتل والمملكة.
وقال ممثل جبهة البوليساريو لدى الاتحاد الأوروبي عمر منصور إن مجموعة دعم البوليساريو “موجودة في البرلمان الأوربي منذ أكثر من 20 عاما”، لافتا إلى أن “المجموعة الاشتراكية بسبب عضوية أغلبية أعضائها في الحزب الاشتراكي الإسباني لم تدعم إنشاء هذه المجموعة”، وفق موقع “اليوم 24” المغربي.
وينسف هذا القرار الأوهام التي نسجتها الجبهة الانفصالية على قرار محكمة العدل الأوروبية ببطلان اتفاقيتي الزراعة والصيد بين الرباط والتكتل وسعيها إلى استغلاله للفت الأنظار إليها في وقت تواجه فيه عزلة تتفاقم يوما بعد مع انفضاض أغلب داعميها من حولها واعتبارها كيانا غير شرعي.
ويقيم هذا التطور الدليل على أن الاتحاد الأوروبي بدأ عمليا في إثبات تمسكه بشراكته الإستراتيجية مع المملكة، ما يشير إلى أنه التقط الرسالة التي وجهها المغرب منذ نحو أسبوعين على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة الذي أكد أن بلاده تنتظر أفعالا لا أقولا تترجم حرصه على استمرار هذه الشراكة.
وجدد المغرب تمسكه بثوابته الوطنية ورفضه لأي اتفاقيات على حساب سيادته الترابية واستطاع فرض موقفه طيلة جولات التفاوض مع التكتل بشأن تجديد اتفاقية الصيد البحري.
ونجحت الدبلوماسية المغربية في التصدي للعديد من الحملات التي نفذتها لوبيات بعضها مدفوع من الجزائر عبر الترويج لادعاءات زائفة تهدف إلى التشويش على العلاقات الراسخة بين الاتحاد الأوروبي والرباط.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للمغرب بنحو 70 بالمئة من المبادلات التجارية، بينما تدعم العديد من دوله سيادته على صحرائه وتؤيد مقترح الحكم الذاتي تحت سيادته لإنهاء النزاع المفتعل.
أردوغان يعرض على البرهان الوساطة لحل الخلافات مع الإمارات
فى الشأن السودانى قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان في مكالمة هاتفية الجمعة أن أنقرة مستعدة للتوسط في حل الخلافات بين الحكومة السودانية والامارات والعمل على انهاء الحرب بين القوى السودانية وسط ترحيب من قبل قائد الجيش السوداني.
ولتبرير فشلهم العسكري أمام قوات الدعم السريع في العديد من المناطق اتهم الجيش السوداني أبوظبي مرارا بتقديم المساندة لقوات الدعم رغم نفي السلطات الإماراتية المتكرر لهذه الادعاءات التي لا تستند لدلائل حقيقية.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان ناقش مع البرهان في المكالمة الهاتفية العلاقات التركية السودانية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والعالمية حيث اقترح الرئيس التركي أن تتدخل أنقرة لحل الخلافات بين قائد الجيش السوداني والإمارات كما توسطت في نزاع بين الصومال وإثيوبيا، وفقا لما قالته الرئاسية التركية دون الخوض في التفاصيل.
ولم تعلق أبوظبي على تصريحات الرئيس التركي بشأن الوساطة فيما تؤكد السلطات الإماراتية وقوفها الى جانب الشعب السوداني داعية لوقف الحرب العبثية بين القوى العسكرية عبر الانخراط في عملية سياسية شاملة وايصال المساعدات الإنسانية للنازحين والمدنيين الفارين من الحرب.
وكانت الامارات ردت في مجلس الأمن مرارا على ادعاءات البرهان بشأن ارسال أسلحة لقوات الدعم مشددة على أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، كما أكدت بالأدلة القاطعة على أنها بذلت جهودا حثيثة لوقف الحرب وإحلال السلام في البلد.
ويأتي الموقف الاماراتي ردّا على مزاعم ساقها حينها مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث ادعى فيها بأن “الإمارات أشعلت الحرب في بلاده عبر دعم قوات الدعم السريع”، وأعلن حينها رفض الخرطوم مشاركة أبوظبي في أي تسوية للأزمة السودانية.
وفي يونيو/تموز الماضي بحث رئيس الإمارات مع رئيس مجلس السيادة السوداني سبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها فيما فهم حينها أنه استدعاء لوساطة اماراتية في الازمة السودانية.
وفي المقابل تعرف العلاقات التركية الإماراتية تطورا كبيرا بعد سعي أنقرة لتغيير سياساتها في المنطقة وقد أدى اردوغان زيارات عديدة للعاصمة الامارتية والتقى الرئيس محمد بن زايد ال نهيان وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية وتعزيز الشراكة.
ووفقا للرئاسة أكد الرئيس التركي للبرهان أيضا على المبادئ الأساسية لتركيا وهي حماية سيادة السودان ووحدة أراضيه، ومنع تحول البلاد إلى ساحة للتدخل الأجنبي والعمل على انهاء الحرب في محاولة للاستثمار في النزاع لتعزيز نفوذ أنقرة في القارة السمراء بعد نجاحها في التقريب بين مقديشو وأديس أبابا لنزع التوتر بينهما.
وبدوره ذكر بيان لمجلس السيادة الانتقالي “أبدى الرئيس أردوغان استعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في البلاد” مشددا على أن البرهان رحب “بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع، داعيا إلى تعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات”.
وتركيا التي تمتلك استثمارات هامة في السودان تسعى لتعزيز نفوذها بعد تراجعه هذا النفوذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية ساندها الجيش فيما بعد.
وكانت تقارير تحدثت في السابق عن تقديم الجيش التركي دعما عسكريا للجيش السوداني بما فيها مسيرات فيما أدى مسؤولون أتراك زيارات متكررة للخرطوم.
في المقابل أدى البرهان زيارة لأنقرة للبحث عن الدعم الاقليمي بعد أن تعرضت قوات الجيش لهزائم في عدد من الجبهات على يد قوات الدعم السريع في بداية النزاع.
مطالبة قوى مدنية سودانية بتشكيل حكومة منفى تخرج للعلن
ومن الهمس في الأروقة المغلقة تحول الحديث في السودان عن تشكيل حكومة منفى أو حكومة موازية إلى المجاهرة في العلن، حيث طرقت عليه بشدة قوة مدنية خلال الأيام القليلة الماضية.
ويدور الحديث عن تشكيل حكومة بعيدا عن الحكومة الحالية بقيادة مجلس السيادة الانتقالي الذي يدير شؤون البلاد، بعد مرور 20 شهرا على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” شبه العسكرية.
فمنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وأثار مقترح تشكيل حكومة منفى أو حكومة موازية قلقا وجدلا واسعا، عقب طرحه خلال اجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، في أوغندا بين 3 و6 ديسمبر/كانون الجاري.
وأحال التحالف، خلال اجتماعاته، قضايا العملية السياسية، وبينها “نزع الشرعية من الحكومة السودانية وتكوين حكومة منفى”، إلى آلية سياسية جديدة، لإجراء مزيد من الدراسة إثر اختلافات بين مكونات “تقدم”.
ورغم استمرار التناول المكثف لمسألة تشكيل حكومة منفى، إلا أن السلطات السودانية تلتزم الصمت ولم تصدر أي تعليق بشأنها.
وقال حمدوك الجمعة إن “قضايا الجبهة المدنية والعملية السياسية ونزع الشرعية أُحيلت إلى الآلية السياسية المختصة، مع التركيز على التشاور الواسع بين مكونات التحالف لتطوير رؤية موحدة تلبي طموحات الشعب السوداني”.
و”تقدم” تضم أحزابا ومنظمات مدنية، أبرزها أحزاب قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقا)، وتكونت بعد اندلاع الحرب بهدف توحيد المدنيين للعمل على إنهائها.
وقالت في البيان الختامي لاجتماعاتها “اندلعت حرب 15 أبريل/نيسان 2023 لتفاقم أزمة الشرعية وتؤدي لانهيار الدولة، وسعت سلطة بورتسودان (الحكومة الحالية) للادعاء بأنها تمثل الشرعية، وهو ادعاء باطل لا سند دستوري ولا سياسي ولا شعبي له”.
وتابعت أن الآلية السياسية لتقدم “ستعكف على مناقشة خياراته للحفاظ على وحدة السودان أرضا وشعبا وتحقيق السلام الدائم والشامل واستكمال ثورة ديسمبر المجيدة”، في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وبينما تحدث بعض قادة أحزاب “تقدم” عن تشكيل حكومة، أعلن حزب الأمة القومي – أكبر أحزاب التنسيقية – في 7 ديسمبر/كانون الاول الجاري رفضه تشكيل حكومة.
وأكد الحزب موقفه “الرافض لأي محاولات لتشكيل حكومة من أي طرف وفي أي مكان، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات التقسيم ويزيد من الاستقطاب”.
وفي 21 أغسطس/آب 2019 بدأ السودان مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات بداية عام 2024، وأن يتقاسم الجيش السلطة مع القوى المدنية والحركات المسلحة التي وقّعت اتفاق السلام في جوبا عام 2020.
لكن في 25 أكتوبر/أكتوبر 2021، فرض البرهان قائد الجيش ومجلس السيادة إجراءات استثنائية، بينها حل مجلس الوزراء والسيادة الانتقاليين.
واعتبر منتقدون ما حدث “انقلابا عسكريا” على ثورة 2019، بينما رأى البرهان أنه “تصحيح لمسار المرحلة الانتقالية”، ووعد بإعادة السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني، لكن هذا لم يحدث.
ومنذ الإطاحة بمجلس الوزراء برئاسة حمدوك، يقود السودان مجلس السيادة برئاسة البرهان.
ويدافع المطالبون بتشكيل حكومة منفى بأن الحكومة الحالية لا تسيطر على كل أجزاء البلاد، ما يمنح حكومة المنفى القدرة على إدارة الشؤون السياسية والخدمية في المناطق خارج سيطرة “حكومة بورتسودان” (الحالية).
إلا أن هذه الرؤية تجد معارضة من كثيرين، أبرزهم نقابة الصحفيين السودانيين، التي أعلنت في 11 ديسمبر/كانون الاول الجاري رفضها تشكيل حكومة منفى.
وقالت النقابة “شهدت الساحة السياسية في الأيام الماضية أصوات ودعوات إلى تشكيل حكومة، ونعتبر هذه الدعوات تهديدا خطيرا ومباشرا لوحدة البلاد وسيادتها، وتفتح الباب على مصراعيه أمام مخططات التقسيم”.
و”نرفض بشكل قاطع، وبأشد العبارات، هذه الدعوات التي تسعى إلى تمزيق نسيج الوطن تحت أي ذريعة كانت، ونؤكد أن وحدتنا الوطنية ليست محلا للمساومة أو العبث السياسي”، وفق البيان.
وتعدت مخاوف التقسيم النطاق المحلي، إذ حذر المبعوث الأميركي توم بيريليو من أن تشكيل مثل هذه الحكومة قد يؤدي إلى تقسيم السودان.
وأضاف بيريليو عبر منصة إكس في 7 ديسمبر/كانون الاول الجاري “الولايات المتحدة، تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن قيام بعض الفصائل والأفراد السودانيين بالدعوة الي إعلان هياكل حكم جديدة من جانب واحد”.
وقال إن من شأن مثل هذا الإجراء أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل عميق وتفتيت السودان”.
وفي 2011 انفصل جنوب السودان عن شماله، وشكل دولة جنوب السودان، وذلك عبر استفتاء شعبي دعمته دول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة.
وعن حكومة المنفى المقترحة، قال وزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح إن “مؤيدي الفكرة لم يستطيعوا أن يقدموا حيثيات مقنعة تجعلها مقبولة، كما أن مراجعة النتائج المتوقعة تجعل منها مغامرة قد تؤدي لنتائج كارثية”.

ورأى عبر فيسبوك، أن “أخطر هذه النتائج هو الإعلان الرسمي عن تقسيم البلاد، وهو شرٌّ يحاول العقلاء – قلوا أم كثروا – أن يجنبوه البلاد”.
ويسيطر الجيش والحكومة على 5 ولايات بالكامل من أصل 18، وهي نهر النيل والشمالية (شمال) والقضارف وكسلا والبحر الأحمر (شرق).
كما يسيطر بشكل شبه كامل على 3 ولايات هي سنار والنيل الأزرق (جنوب شرق) والنيل الأبيض (جنوب)، إلا من مناطق حدودية تشهد هجمات من “الدعم السريع”.
بينما تسيطر “الدعم السريع” على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) هي شرق وغرب وجنوب ووسط، فيما تشهد ولاية شمال دارفور معارك بين الجيش وحلفائه من حركات الإقليم المسلحة في مواجهة “الدعم السريع”.
أما ولايات الخرطوم والجزيرة (وسط) وكردفان الثلاث (شمال وجنوب وغرب) فهي مناطق معارك شرسة ومستمرة بين الطرفين وتتفاوت بينهما نسبة السيطرة على مدنها وقراها.
ويرى المحلل السياسي عثمان فضل الله أن “المجموعة الداعية لتشكيل حكومة منفى ليس لديها أسباب منطقية” مضيفا “إنما يدفعها أمران، الأول ضغوط خارجية راغبة في جسم له قدر من الشرعية المبنية على ثورة ديسمبر، ولا يوجد في الساحة الآن جسم يمكن أن يتعامل مع المجتمع الدولي غير تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)” .
أما “الدافع الثاني فهو رغبة قوات الدعم في كسب شرعية سياسية ولا يتأتى لها ذلك إلا بالضغط على تقدم للانجرار إلى حكومة محروسة ببندقيته”..
ويصف المحلل السياسي طارق عثمان “أي اتجاه لتكوين حكومة منفى أو حكومة موازية للحكومة الحالية” بأنه تلاعب بمستقبل السودان.
وينتقد عثمان “المقترح الذي تطرحه بعض المكونات المنضوية تحت تنسيقية تقدم وتروج له بكثافة” معتبرا أنه “محاولة للبحث عن شرعية لقوات الدعم السريع”.
ويتابع “الأصوات التي تسعى بكل جهدها هذه الأيام لها ارتباطات ما بالدعم السريع، لأن أي حكومة تُشكل في مناطق سيطرة الدعم ستكون محمية ببندقيته، ومَن يحميك لا يمكن أن تتجاوزه، فالقوة بيده”.
ويزيد بأن “تشكيل حكومة منفى أو حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع هو استنساخ لتجارب في دول مجاورة طالها التقسيم”.
ويختم بالتحذير من أن “هذه الخطوة في حال تمت فسيعني ذلك تقسيم البلاد وفرض أمر واقع من شأنه تعقيد أي مساع للحل التفاوضي”.

الاتحاد الأوروبي منفتح على التواصل مع السلطات الجديدة في سوريا
أعلن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة أنّ التكتّل يتطلّع لأن يجري قريبا اتصالات دبلوماسية مع السلطات الجديدة في سوريا والتي تقودها “هيئة تحرير الشام” الإسلامية المتشددة.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه إنّ “ما نفكّر فيه الآن هو إجراء اتصالات على المستوى العملاني ونأمل أن يحصل ذلك قريبا”.
وأكد أن هذه الاتصالات لن تتم “على المستوى السياسي، ولا على مستوى المسؤولين الكبار”، لافتا إلى أن للاتحاد الأوروبي قائما بالأعمال لسوريا مقرّه في بيروت.
وبعد هجوم استمر 11 يوما، سيطر تحالف من الفصائل المعارضة تقوده هيئة تحرير الشام على دمشق الأحد، منهيا بذلك أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
وأوضح المسؤول أنّ الاتحاد الأوروبي الذي يجتمع وزراء خارجيته الإثنين في بروكسل، “يريد توجيه رسائل إلى السلطة السورية الجديدة، وخصوصا حول احترام الأقليات وحقوق الإنسان ووحدة أراضي البلاد”.
ويبدي الأوروبيون خصوصا قلقا إزاء مصير الأقليات في بلد يشهد تعايشا صعبا بين السنة والعلويين والمسيحيين والأكراد.
والثلاثاء، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس من خطورة تكرار “السيناريوهات المرعبة” للعراق وليبيا وأفغانستان في سوريا وأعلن الاتحاد الأوروبي يومها أنه لا يجري “أيّ اتصال” بقادة هيئة تحرير الشام.
ولا يزال هذا التنظيم المتطرف مصنفا إرهابيا لدى الدول الغربية وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه وعلى قيادييه بموجب قرار للأمم المتحدة يعود إلى العام 2014، لكن هذا الإجراء لا يحول دون إجراء “اتصالات”، بحسب مصدر دبلوماسي أوروبي.
وثمة قلق أوروبي أيضا حيال إبقاء القاعدتين الروسيتين في سوريا أو عدمه، بينما قال المسؤول الأوروبي اليوم الجمعة “سنكون مسرورين جدا إذا قررت السلطات الجديدة إغلاق هاتين القاعدتين، لكن هذا القرار يعود إليها”.
ولروسيا قاعدتان في سوريا، جوية وبحرية، استخدمتهما خصوصا دعما للرئيس المخلوع بشار الأسد قبل فراره. وهما أيضا عامل حيوي لتأكيد النفوذ الروسي في المنطقة.
وأكدت موسكو هذا الأسبوع أنها على “اتصال” بالسلطات السورية الجديدة في شأن مصير قاعدتيها العسكريتين.
وفي سياق متصل قال أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إنه من السابق لأوانه التفكير في رفع العقوبات عن سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ما يدل على أن واشنطن لن تغير على الأرجح سياستها قريبا.
وقال السناتور جيم ريش، أبرز الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لرويترز “نحن جميعا سعداء حقا برحيل الأسد… عملنا على هذا الأمر لفترة طويلة جدا، وقد أُنجزت المهمة. ماذا سيأتي بعد؟ تلك هي المسألة”.
وتصنف الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة الجماعة الإسلامية منظمة إرهابية، كما تفرض الأمم المتحدة عقوبات عليها.
وأضاف ريش “من ثم، وبأخذ هذا في الاعتبار، يستدعي الأمر بالتأكيد تمهلا طويلا، لمراقبة ما سيحدث”، متابعا أن زعماء المعارضة أدلوا بتصريحات مشجعة حول الوحدة وحقوق الإنسان لكن يتعين التريث حتى تتضح طريقة سلوكهم.
وسيتولى ريش رئاسة لجنة العلاقات الخارجية التي تشرف على الدبلوماسية الأميركية بدءا من يناير/كانون الثاني حين يسيطر الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب دونالد ترامب على مجلس الشيوخ.
ويقول مدافعون إن إصدار إعفاءات وتصاريح سيحفز التنمية الاقتصادية والاستثمار الأجنبي، مما يوفر للحكومة الجديدة لقوات المعارضة التمويل الذي تتعطش إليه لإعادة الإعمار وإنشاء المؤسسات الحكومية.
لكن المعارضين يقولون إن المخاطر تظل كبيرة للغاية إلى أن يتأكدوا من سماح فصائل المعارضة بحقوق الإنسان، مثل حرية التعبير والاعتقاد، وعدم مهاجمة الأقليات. ودعا ديمقراطيون بارزون أيضا إلى توخي الحذر.
بدوره دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الجمعة إلى الحذر بشأن مستقبل سوريا، قائلا إن البلاد بحاجة إلى “حكم يمكن الوثوق به وغير طائفي ويمثل جميع السوريين”.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بعد مشاركة ستارمر في مكالمة هاتفية مع قادة مجموعة السبع “اتفق جميع الزعماء على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها طوال عملية الانتقال السياسي وفي المستقبل”.
ماكرون يعين رئيسا جديدا للحكومة في خضم أزمة سياسية
بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيسا للوزراء اليوم الجمعة، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو/حزيران وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.
ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاما وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر/كانون الأول.
وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.
وسيترأس بايرو “حكومة مصلحة عامة” وفق توصيات ماكرون، وسيواجه مهمة صعبة مع اعتبار موازنة عام 2025 أولوية، في وقت تعاني فرنسا ديونا هائلة.
وفي ظل غضب المزارعين وتكاثر الخطط الاجتماعية، فإن مستويات العجز والديون “واقع سيفرض على أي حكومة مهما كانت”، وفق ما حذّر ميشال بارنييه قبل إطاحته.
وفي انتظار اعتماد الموازنة الجديدة، ستنظر الجمعية الوطنية الاثنين في مشروع توافقي لـ”قانون خاص” يضمن استمرار عمل الدولة.
ويتعين على رئيس الوزراء الجديد أيضا التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة والتي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة بعد أن حل ماكرون الجمعية السابقة.
وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.
وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو التحاور مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل “إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل”.
وقال جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني “لن يحصل حجب ثقة مبدئيا” أما حزب فرنسا الأبية فأكد أنه معارضته للتعيين استنادا إلى أن بايرو لا ينتمي إلى صفوف اليسار.
وأظهر الحزب الاشتراكي، وبدرجة أقل الشيوعيون، بوادر انفتاح، ولكن ليس من المؤكد أنهم سيدعمون فرنسوا بايرو، فيما هدد الخضر بالسعي لسحب الثقة من رئيس الوزراء الجديد إذا استمر في السياسة نفسها وأبقى برونو ريتايو وزيرا للداخلية، معتبرين أنه يميني متشدد.
ويريد بايرو أن يجد خطوطا عريضة لـ”اتفاق تعاون ديموقراطي” يقضي بعدم لجوء الحكومة إلى المادة 49.3 من الدستور الفرنسي التي تسمح باعتماد قوانين من دون تصويت البرلمان، مقابل التزام المعارضة بعدم حجب الثقة عنها.
تم تفضيل بايرو الوسطي على أسماء أخرى جرى تداولها حتى آخر ساعات المشاورات، مثل رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف، والوزيرين من الجناح اليميني في الحزب الرئاسي سيباستيان لوكورنو وكاترين فوتران.
وترشح فرنسوا بايرو ثلاث مرات لرئاسة الجمهورية بين عامي 2002 و2012، من دون الوصول إلى الدورة الثانية على الإطلاق. وقد مهد تحالفه مع إيمانويل ماكرون عام 2017 الطريق لانتخاب أصغر رئيس في تاريخ فرنسا.
وعيّن حينذاك وزيرا للعدل، لكنه لم يبق في منصبه سوى 34 يوما في عام 2017 بسبب شبهة اختلاس أموال أوروبية، على خلفية دفع رواتب مساعدين برلمانيين من حزبه “موديم”.
وفي فبراير/شباط 2024، أصدرت محكمة ابتدائية حكما بإدانة الحزب، لكن تمت تبرئة بايرو، واستأنفت النيابة العامة الحكم.
ومنذ عام 2017، دأب بايرو، رئيس بلدية مدينة بو في الجنوب الغربي، على انتقاد السياسات العامة التي يراها يمينية للغاية، لكن من دون أن يتراجع أبدا عن دعمه لماكرون.
وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فرنسوا بايرو بتعيينه، قائلة عبر منصة إكس “دعونا جميعا نعمل معا من أجل أوروبا أقوى وأكثر قدرة على المنافسة وتمتلك الوسائل للدفاع عن نفسها”.