حصاد وزارة الثقافة فى 2024.. أكثر من 120 ألف نشاط ثقافى وفنى استفاد منها 11 مليون مواطن

كتب : اللواء

شهد عام 2024 العديد من الأنشطة الثقافية والفعاليات التى شملت المواطنين فى مختلف أنحاء الجمهورية، وشهدت أيضا تكريم مئات المبدعين وإصدار أكثر من ألف عنوان بجانب الاهتمام بالتراث المادى واللامادى.، وذلك وفقا لتقرير خاص من وزارة الثقافة سرد أنشطة الوزارة بقطاعاتها المختلفة خلال 2024.

التراث اللامادى

شهد هذا العام تسجيل عناصر جديدة للتراث اللامادى المصرى فى اليونسكو، حيث تم تسجيل «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافى غير المادى لليونسكو كجهد مشترك بين ١٦ دولة عربية، وهى: مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، السودان، المملكة العربية السعودية، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر. ويأتى هذا فى إطار التزام الدول العربية بصون التراث الثقافى المشترك وتعزيز هويتها الثقافية على الساحة العالمية.

كما نجحت مصر فى تسجيل عنصر آخر من تراثها الثقافى، وهو «آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها»، فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى بمنظمة اليونسكو.

«بداية جديدة لبناء الإنسان»

فى إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، التى تهدف إلى تعزيز التنمية الثقافية والفنية على مستوى الجمهورية، شاركت الوزارة فى تنفيذ هذه الأنشطة عدة قطاعات تابعة لها، مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة، المركز القومى لثقافة الطفل، مشروع مسرح المواجهة والتجوال، الهيئة المصرية العامة للكتاب، قطاع الفنون التشكيلية، ومكتبات مصر العامة. وأسفرت هذه الأنشطة عن تقديم أكثر من ١٣.٧٣٧ فعالية استفاد منها أكثر من ١.٢٨٠.٨٨٦ مواطنًا فى مختلف أنحاء الجمهورية، مما يعكس التزام الوزارة بتوسيع نطاق وصول الأنشطة الثقافية والفنية إلى كافة شرائح المجتمع.

قصور الثقافة

قدمت الهيئة أكثر من ٩٠ ألف نشاط ثقافى وفنى، استفاد منها قرابة ٤ ملايين مواطن فى مختلف أنحاء الجمهورية. وتنوعت الفعاليات بين مشروعات تطوير البنية التحتية الثقافية، أنشطة العدالة الثقافية، تعزيز القيم الإيجابية، تنمية الموهوبين والنابغين، وحماية التراث الثقافى.

حيث واصلت الهيئة تطوير ورفع كفاءة العديد من المواقع الثقافية فى كافة محافظات الجمهورية، وتم افتتاح ٣ مواقع جديدة خلال العام، هى: مسرح فوزى فوزى الصيفى بأسوان، المسرح الصيفى بمدينة الطور فى جنوب سيناء، وقصر الإبداع الفنى بالحى السابع فى مدينة ٦ أكتوبر. وتستمر الهيئة فى تطوير العديد من المواقع الأخرى لتوسيع نطاق الوصول للأنشطة الثقافية والفنية فى مختلف أنحاء الجمهورية.

نفذت الهيئة مجموعة من الفعاليات الموجهة لخدمة المناطق الأكثر احتياجًا، فى إطار برنامج «العدالة الثقافية»، بهدف تعزيز الوصول للخدمات الثقافية فى القرى والمناطق النائية. شملت الأنشطة تنفيذ ٣٣٦ فعالية فى إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، استفاد منها ٢٥ ألف مواطن، و٣٥٢ فعالية ضمن مبادرة «أنت الحياة»، التى استهدفت ٧٠ ألف مواطن فى ١٧ محافظة. كما نفذت الهيئة ٥٠٠٠ فعالية ضمن برنامج «الإسكان الآمن بديل العشوائيات» فى ٨ محافظات، و٦٠٠ فعالية فى برنامج «المسارح المتنقلة» فى ٥ محافظات.

نظمت الهيئة ٢٠٠٠ فعالية لدعم ذوى الإعاقة، شملت تكريم المتفوقين، عروض مسرحية وفنية، وتنظيم فعاليات بمناسبة اليوم العالمى لذوى الهمم. كما حققت فرق الهيئة نجاحات كبيرة فى المهرجانات الدولية، مثل فوز فرقة «النور» فى مهرجان «أولادنا» لفنون ذوى القدرات، وجائزة خاصة لفرقة الإسكندرية الاستعراضية.

دار الأوبرا المصرية

قدمت دار الأوبرا بكافة مسارحها بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، فعاليات ثرية ومتنوعة بلغت أكثر من ١٠٠٠ حدث فنى وثقافى حضره ما يزيد عن مليون مشاهد. فعلى المسرح الكبير أقيم أكثر من ١٤٠ حفلًا، وشهد المسرح الصغير أكثر من ١٨٣ حفلًا، واحتضن مسرح الجمهورية أكثر من ٧٥ حفلًا، وأقيم أكثر من ٥٤ حفلًا على المسرح المكشوف، ٨٠ حفلًا بمعهد الموسيقى العربية و١٣ حفلًا على مسرح النافورة. استقبل مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» ما يزيد عن ١٢٠ حفلا، و٥٨ حفلًا بأوبرا دمنهور. كما وصل النشاط الفكرى والثقافى طرح الرؤى والقضايا الفكرية والإبداعية من خلال الصالون الثقافى، الأمسيات الشعرية، اللقاءات الفكرية، الندوات العامة، نادى السينما، ونادى فنون الأوبرا، وتضمن أكثر من ٨٠ نشاطًا، إلى جانب أكثر من ٦٠ معرضًا للفنون التشكيلية بقاعتى صلاح طاهر وزياد بكير. كما تنوعت الفعاليات ما بين مهرجانات محلية ودولية، وفعاليات التبادل الثقافى بين مصر ودول العالم المتعددة، وحفلات أوركسترا القاهرة السيمفونى، وفرقة أوبرا القاهرة، وفرقة باليه أوبرا القاهرة، وفرقة الرقص المسرحى، وفرقة فرسان الشرق للتراث، وأوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية.

دار الكتب والوثائق القومية

قامت دار الكتب والوثائق القومية بإصدار مجموعة من العناوين الجديدة التى تغطى مجالات متنوعة من العلوم والمعرفة. شملت هذه الإصدارات العديد من الكتب فى فروع الكيمياء، الصيدلة، التراث المصرى، الأدب، والتاريخ، مثل «شرح ديوان شذور الذهب فى الكيمياء لأبى القاسم السيماوى»، و«التقريب فى أسرار التركيب، ج٤»، إلى جانب مجموعة من المجلات والدوريات التى تعكس التنوع الثقافى والفكرى.

كما تم إصدار عدد من المجلدات الهامة مثل «تراث مصر»، و«محاضر الدستور ١٩٢٣ ج١ وج٢»، و«مجلة تراثيات»، بالإضافة إلى كتب مميزة مثل «دور المرأة المصرية فى النضال الوطنى (١٩١٩ – ٢٠٢٢)» و«بحوث إفريقية (السودانيون فى الجيش المصرى)»، مع إصدارات فى الأدب العربى مثل «ديوان عمدة الشعراء» و«المختار من المنتسب والمغترب فى لغة العرب».

وفى مجال إعادة نشر التراث الثقافى، قامت الدار بإعادة طباعة مجموعة من الكتب القيّمة التى تساهم فى الحفاظ على التراث العربى، منها «نهاية الأرب فى فنون الأدب»، و«عيون الأخبار»، و«عجائب الآثار». هذه الكتب تمثل مرجعًا هامًا فى العديد من التخصصات الثقافية والعلمية.

بالإضافة إلى ذلك، أصدرت الدار أيضًا مجموعة من الأعمال الببليوجرافية التى توثق المعلومات الثقافية والإعلامية مثل «البرلمان المصرى فى الصحافة العربية والأجنبية» و«ببليوجرافية كورونا»، وذلك لتوثيق مختلف الأحداث والظواهر المعاصرة.

وفى مجال أدب الأطفال، أصدر مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع للدار عددًا من المجلات الخاصة التى تناولت قضايا أدب الطفل المعاصر، مثل «أدب الطفل والجمهورية الجديدة» و«تشكيل الوعى لمواجهة الشائعات»، بالإضافة إلى تنظيم ورش وندوات تهدف إلى تعزيز ثقافة الأطفال.

وفى مجال الحفاظ على التراث الثقافى، قام مركز الترميم بالدار بإجراء أعمال تعقيم وتجليد لعدد من المقتنيات القيمة التى تشمل كتبًا مطبوعة، دوريات، ومخطوطات، حيث تم تنفيذ أعمال ترميم إليكترونى ويدويًا، مع تسجيل وصيانة العديد من الوثائق القيمة.

الهيئة المصرية العامة للكتاب

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال العام نحو ٥٠٠ عنوان فى كافة فروع المعرفة، منها «أقسام مصر الجغرافية فى العهد الفرعونى»، «مقدمة فى ضبط المصطلح السينمائى فى اللغة العربية»، «المقالات والخطب والأحاديث»، «وفى محبة يعقوب الشارونى»، «قراءات فى كتابة يوسف إدريس»، «كتاب الأغانى»، «فجر الضمير»، «موسوعة مصر القديمة»، «الثقافة طوق نجاة»، «أبو الهول»، «القاهرة شوارع وحكايات»، «الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة عام ١٩٧٣»، «من أدب التمثيل الغربى»، «فن النحت الملكى فى مصر القديمة عصر الدولة الوسطى»، «الاستراتيجية والأمن القومى وجهان لعملة واحدة»، و«حرب أكتوبر ١٩٧٣ بين الحقائق والأكاذيب».

وللأطفال، أصدرت الهيئة مجموعة كبيرة من المؤلفات من بينها: «أجمل حكاياتنا العربية»، «زهرة السعادة»، «حكايات ايسوب الثعلب المكار»، «البخلاء للجاحظ»، «عسل ونار»، «الصحارى المصرية»، «نقطة سواء»، «صندوق الحكايات»، «فى بيتنا قطة»، «حجرة الساحرات»، «قصتي»، «احترس يا عمر». كما أصدرت الهيئة مجلات متنوعة مثل «عالم الكتاب»، «أدب ونقد»، «علم النفس»، «إبداع»، «فنون»، «العلم والحياة»، «الفكر المعاصر»، و«فصول».

ومن بين إصدارات سلسلة «ما»، صدر كتاب «ما القانون»، «ما الذكاء الاصطناعي»، «ما التكنولوجيا»، «ما الدستور»، وغيرها من الإصدارات. استأنفت الهيئة إصدار ذخائر سلاسل الهيئة التى سبقت وتعطلت مثل «الألف كتاب الثاني»، وسلسلة «أدباء القرن العشرين»، إلى جانب استحداث سلاسل جديدة مثل سلسلة «عقول»، وسلسلة «ديوان الشعر المصري» التى نفدت الطبعة الأولى منها، وسلسلة «حكايات النصر»، ونشر أعمال لكبار المفكرين المصريين.

قطاع المسرح

قدّم قطاع المسرح أكثر من ٥٠٠ ليلة عرض مسرحى فى مختلف محافظات الجمهورية، استفاد منها نحو ٦٠٠ ألف مشاهد. تضمن البرنامج عروضًا متنوعة، بما فيها أكثر من ٢٠٠ عرض ضمن مشروع «مسرح المواجهة والتجوال» الذى جاء فى إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، حيث جاب هذا المشروع ١٥ محافظة ليصل إلى القرى الأكثر احتياجًا.

كما تم عرض نحو ٤٠ فيلمًا سينمائيًا، بالإضافة إلى تنظيم عدد كبير من الندوات وورش العمل والأمسيات الفنية التى أثرت المشهد الثقافى بشكل كبير. من أبرز الأنشطة التى نظمها القطاع، النسخة الثامنة من برنامج «هل هلالك» على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، والتى استمرت ١٥ ليلة عرض متتالية، بالإضافة إلى النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» التى تضمنت عدة فروع فنية مثل الغناء، التلحين، التأليف، والتوزيع الموسيقى. فى إطار فعاليات وزارة الثقافة الصيفية «ثقافتنا فى إجازتنا»، أطلق القطاع فعاليات برنامج «صيف قطاع الإنتاج»، الذى تواصل لمدة ١٣ ليلة عرض.

البيت الفنى للمسرح

سجل البيت الفنى للمسرح إنتاج ١٣ عرضًا مسرحيًا جديدًا بالإضافة إلى عدة أمسيات رمضانية، تضمنت عروضًا مثل «رصاصة فى القلب» لفرقة المسرح القومى، و«السمسمية» لفرقة مسرح المواجهة والتجوال، و«حازم حاسم جدًا» لفرقة مسرح الإسكندرية. كما تم إعادة تقديم ١٠ عروض مسرحية من أبرز الأعمال الفنية.

وحصلت فرق البيت الفنى على عدة جوائز فى الدورة ١٧ من المهرجان القومى للمسرح المصرى، وكان من أبرزها فوز عرض «فريدة» بجائزتى «أحسن ممثلة» و«أحسن مخرج» فى مهرجان جرش للمونودراما بالأردن.

أما مشروع «مسرح المواجهة والتجوال»، فقد حقق نجاحًا كبيرًا من خلال تقديم أكثر من ٢٠٠ ليلة عرض فى ١٧٠ قرية من ١٥ محافظة فى إطار مبادرة «حياة كريمة»، وشاهد تلك العروض أكثر من ٥٠٠ ألف مواطن. قدّم البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية ٧ عروض مسرحية غنائية استعراضية جديدة، مثل «قمر الغجر» و«عامل قلق»، التى تم عرضها على مسارح «البالون» بالعجوزة، و«قاعة صلاح جاهين»، وغيرها. كما شاركت فرق البيت فى العديد من الفعاليات الكبرى التى نظمتها وزارة الثقافة على مدار العام.

القومى للسينما

ساهم المركز القومى للسينما فى دعم المهرجانات السينمائية، بما فى ذلك مهرجان الغردقة لسينما الشباب، ومهرجان الإسكندرية السينمائى. كما أطلق عددًا من نوادى السينما فى مكتبات مصر العامة بالمحافظات، وقام بعرض ٣٥ فيلمًا سينمائيًا فى المركز الثقافى السينمائى.

مركز الهناجر للفنون

انتج مركز الهناجر ٣ عروض مسرحية جديدة، بالإضافة إلى تنظيم ١٢ لقاء ثقافى شهريًا لملتقى الهناجر الثقافى. كما استضاف المركز العديد من المعارض الفنية والفعاليات الثقافية، ومنها معارض للفنانين التشكيليين ونماذج مصغرة.

مكتبة القاهرة الكبرى

نظمت مكتبة القاهرة الكبرى أكثر من ٩٠ ندوة ثقافية لمناقشة قضايا المجتمع المختلفة، بالإضافة إلى ورش فنية ومعارض فنية متنوعة، شملت مجالات مثل الفن التشكيلى والخط العربى. كما نظمت المكتبة ٢٠ جولة ثقافية وسياحية لعدد من الأماكن الأثرية، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «اعرف بلدك».

قطاع الفنون التشكيلية

تنوعت فعاليات القطاع لتشمل ما يقرب من ١٢٠٠ نشاط فنى وثقافى، توزعت بين معارض فردية وجماعية، وورش عمل، وندوات، وعروض وحفلات فنية، استقطبت جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار والاهتمامات، مما يعكس النجاح الكبير فى الوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع.

فى إطار المبادرات المجتمعية، نظم القطاع ١٧ جولة ثقافية وفنية ضمن مبادرتى «بستان الإبداع» و«أنت مش لوحدك»، والتى تهدف إلى دمج الفنون فى الحياة اليومية وتعزيز التواصل مع الفئات المختلفة. كما نظمت ٩ ورش فنية ضمن مبادرة «حياة كريمة»، و١٨١ ورشة فى مجال الحرف والفنون التراثية، إلى جانب إقامة ١٨ معرضًا لمنتجات الحرف التراثية، استفاد منها نحو ٤٠ ألف مواطن، مما يعكس اهتمام القطاع بالتراث المصرى ودوره فى الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.

على الصعيد الدولى، كانت مشاركة القطاع فى الدورة الـ٥٩ لبينالى فينيسيا الدولى للفنون من أبرز محطات العام، حيث قدم الفنان وائل شوقى العمل الفنى «دراما ١٨٨٢»، الذى لاقى إشادة كبيرة من النقاد والجمهور، وأصبح من أكثر الأعمال جذبًا واهتمامًا فى هذه الدورة. كما أعلن القطاع عودة ترينالى مصر الدولى لفنون الطبعة الفنية «الجرافيك» بعد توقف دام ٢٠ عامًا، إلى جانب الاستعداد لتنظيم الدورة الثالثة لبينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل، مما يؤكد التزام القطاع بدوره الريادى فى المشهد الفنى العالمى.

شهد العام أيضًا تنظيم العديد من المعارض والصالونات البارزة، مثل نسختين من صالون الشباب (الدورتين ٣٤ و٣٥)، والمعرض العام فى دورته الـ٤٤، وصالون القاهرة الـ٦٠، الذى تزامن مع الاحتفال بمرور ١٠٠ عام على تأسيس جمعية محبى الفنون الجميلة. كما أقيم معرض فنى وبحثى مميز بعنوان «فى صحبة محمود سعيد»، وملتقى القاهرة الدولى لفنون الخط العربى فى دورته التاسعة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية.

اختُتم العام بمعرض «بكرا اللى جاي»، الذى استعرض حصاد عام من مبادرة «بستان الإبداع»، ومعرض «حصاد برنامج النشاط الصيفى – ثقافتنا فى إجازتنا»، اللذين جسدا نجاح القطاع فى توظيف الأنشطة الثقافية لتعزيز الوعى الفنى بين الأجيال الشابة. بهذا الكم الهائل من الفعاليات والإنجازات، يؤكد قطاع الفنون التشكيلية دوره المحورى فى إثراء الثقافة المصرية، ودعم الإبداع الفنى، والحفاظ على التراث الفنى، مع تعزيز حضور مصر على الساحة الثقافية العالمية.

صندوق التنمية الثقافية

قدم الصندوق مجموعة متنوعة من البرامج الإبداعية بمراكز الإبداع التابعة له، حيث أقيم ٢٦٠ حفلًا فنيًا شارك فيها عدد كبير من الفنانين والفرق الموسيقية، واستقطبت ما يقرب من ٢٥ ألف مشارك. فى مجال المسرح، تم تقديم ١٥٤ ليلة عرض لمسرحيات واستوديوهات الممثل، حضرها حوالى ١٨ ألف مشاهد، مما يعكس التفاعل الكبير مع الفنون المسرحية. كما نظم الصندوق ٣٦٥ ندوة وصالونًا ثقافيًا، استفاد منها ٢٠ ألف مشارك، فى إطار نشر الوعى الثقافى وتوسيع قاعدة المستفيدين.

لم يغفل الصندوق الفنون التشكيلية، حيث أقام حوالى ٤٠ معرضًا فنيًا حضرها ٥ آلاف زائر، إلى جانب تنظيم مسابقات لاكتشاف ورعاية الموهوبين فى مختلف المجالات الثقافية والفنية. كما ساهم فى تنظيم ٤ فعاليات قومية ودولية بارزة، منها «سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت»، «ملتقى الأقصر الدولى للتصوير»، «مهرجان الحرية للمسرح»، و«مهرجان مواسم المسرح الجامعى».

على صعيد التعليم الفنى والتراثى، احتفل الصندوق بتخريج الدفعة الرابعة من «مبادرة صنايعية مصر» والدفعة الثانية من طلبة مدرسة «خضير البورسعيدي» لفنون الخط العربى والزخرفة. كما نظم فعاليات بارزة، منها «ملتقى القاهرة للحرف التراثية والتقليدية – أيادى بلادي»، و«الملتقى الدولى لفن الخط العربى» فى دورته التاسعة.

شارك الصندوق بمعروضات من مركز الحرف بالفسطاط فى معارض كبرى، منها «تراثنا»، «ديارنا»، ومعرض «القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية»، بالإضافة إلى المعرض العربى للأسر المنتجة بقصر القبة.

واستضاف الصندوق فعاليات متنوعة مثل «مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصيني»، «أيام القاهرة الدولى للمونودراما»، احتفالات سفارة مالطا بعيدها القومى، و«ملتقى رؤية لأفلام الشباب» فى دورته الخامسة بالتعاون مع المركز القومى للسينما.

أكاديمية الفنون

نظمت الأكاديمية ٣٦ ورشة عمل تنوعت بين ورش مخصصة لتطوير ملف الجودة باعتباره أولوية رئيسية، وورش أخرى استهدفت تقديم خدمات تعليمية وفنية للطلاب والجمهور المهتمين بمختلف أشكال الفنون.

فى إطار دعم الفنون البصرية، استضافت الأكاديمية ٧ معارض متميزة فى قاعاتها المختلفة، مثل قاعة مختار عبد الجواد وقاعة ثروت عكاشة. تضمنت هذه المعارض فعاليات بارزة مثل ملتقى عيون الدولى السابع للفنون التشكيلية تحت عنوان «لحظة»، ومعرض الصور الفوتوغرافية «رمضان فى عيون فنان»، ومعرض «عاشق للجنوب»، مما أتاح مساحة للفنانين لعرض إبداعاتهم للجمهور.

وسعت الأكاديمية شبكة شراكاتها من خلال توقيع ٩ بروتوكولات تعاون مع جامعات ومؤسسات رائدة، من بينها الجامعة البريطانية وجامعة بدر، إلى جانب شركات متخصصة فى التكنولوجيا والإبداع. هذه الخطوات تعكس توجه الأكاديمية نحو تعزيز دورها كمؤسسة متجددة تنفتح على أحدث التطورات فى مجال الفنون والتكنولوجيا.

شاركت الأكاديمية فى مهرجانات فنية محلية ودولية، مثل مهرجان المسرح العالمى فى دورته الـ٣٩، ومهرجان الفيمتو آرت الدولى للأفلام القصيرة، ومهرجان «أهالينا الصيفي» الذى نظمته وزارة الثقافة بمدينة هيها بالشرقية. كما شارك طلاب المعهد العالى للفنون المسرحية فى المهرجان القومى للمسرح المصرى، حيث حققوا إنجازًا مشرفًا بفوزهم بعشر جوائز متنوعة.

على صعيد المسابقات، تميز طلاب الأكاديمية بحصدهم درع التميز للعام الخامس على التوالى فى مسابقة «إبداع»، إلى جانب ٢٠ جائزة فردية. فى مجال السينما، حيث فاز فيلم «بحر» من إنتاج المعهد العالى للسينما بجائزة أفضل فيلم فى مهرجان الفيلم القصير بتونس، بينما حصل فيلم «فقه أمي» على جائزة أفضل فيلم بمهرجان بردية لسينما الومضة. تميز طلاب المعهد العالى للباليه فى نهائيات كأس العالم للرقص فى دبى، كما شارك طلاب الأكاديمية فى ملتقى نغم المسرح، محققين حضورًا بارزًا.

ضمن جهود دمج ذوى الإعاقة فى المشهد الفنى، نظمت الأكاديمية معرض «نغمات لونية»، الذى عرض أكثر من ٤٠ لوحة أبدعها فنانون من ذوى الهمم. كما أنتجت الأكاديمية عرض العرائس «فرحة»، وهو الأول من نوعه المخصص للأطفال من ذوى الهمم، لطرح قضاياهم وتسليط الضوء على التحديات التى يواجهونها. وشهد اليوم العالمى لمتحدى الإعاقة فعاليات وورشًا فنية متنوعة أظهرت التزام الأكاديمية برعاية هذه الفئة ودمجها فى المجتمع الفنى.

العلاقات الثقافية الخارجية

استطاع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية تسهيل مشاركة العديد من الفرق والعروض المسرحية، السينمائية، والموسيقية المصرية فى المهرجانات الدولية البارزة. ومن أبرز المهرجانات التى شاركت فيها الفرق المصرية «مهرجان أطفال السلام» فى المغرب، «مهرجانى المونودراما وجرش» فى الأردن، بالإضافة إلى ورشة رسوم متحركة فى صربيا. كما شارك القطاع فى عدد من الاجتماعات والمنتديات الثقافية الدولية، مثل اللجنة المصرية الرومانية فى بوخارست، والمنتدى الثقافى فى روسيا، مما أسهم فى تعزيز علاقات مصر الثقافية مع تلك الدول.

بجانب مشاركة مصر فى المهرجانات العالمية، نجح القطاع فى استضافة عدد من الفرق والمشاركين فى الفعاليات الثقافية الدولية التى نظمتها مصر، مما يعكس قدرة مصر على استقطاب الفعاليات الدولية. من أبرز هذه الفعاليات «مهرجان القاهرة السينمائى الدولي»، «مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية»، «مهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون»، إلى جانب «مهرجانى سماع والطبول»، والعديد من الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى التى تبرز الريادة الثقافية المصرية.

ختامًا تأتى هذه الإنجازات فى إطار حرص قطاع العلاقات الثقافية الخارجية على تعزيز مكانة مصر الثقافية فى مختلف أنحاء العالم، وتوسيع دائرة التعاون الثقافى مع الدول الشقيقة والصديقة. ويواصل القطاع جهوده فى دعم الثقافة المصرية وتعزيز دورها كجسر للتواصل بين الشعوب.

الأكاديمية المصرية للفنون بروما

شاركت الأكاديمية المصرية للفنون بروما فى تنظيم الجناح المصرى بالدورة الـ٦٠ من بينالى فينيسيا للفنون، حيث تم عرض العمل الفنى المتميز «دراما ١٨٨٢» للفنان وائل شوقى، والذى لاقى استحسان الحضور. كما افتتحت الموسم الثقافى والفنى بحضور السفير بسام راضى، سفير جمهورية مصر العربية فى إيطاليا، وعدد من الشخصيات البارزة من الدوائر الدبلوماسية والثقافية الأوروبية. وشمل حفل الافتتاح عروض التنورة والرقصات الفولكلورية المصرية، بالإضافة إلى محاضرة عن «علم المصريات»، أمسية شعرية، ومعرض لمقتنيات الأكاديمية، واختُتم الحفل بتقديم مأكولات مصرية تعكس الهوية الثقافية وتوطد الروابط مع المجتمع الأوروبى. استضافت الأكاديمية المنشد محمود التهامى فى حفل فنى مميز، كما أقامت حفلة موسيقية لعازف البيانو الإيطالى الشاب توماسو مارينو من كونسيرفتوار سانتا شيشيليا بروما، بالإضافة إلى احتفالية بمناسبة مرور ١٥٥ عامًا على تأليف أوبرا «عايدة» للمؤلف الإيطالى جوزيبى فيردى، بمشاركة مجموعة من الفنانين العالميين.

احتفالًا بيوم شادى عبد السلام، عرضت الأكاديمية فيلم «المومياء» بعرضين خاصين، مع ورشة تدريبية لأطفال المدارس عن الحضارة المصرية القديمة، فى خطوة لتعزيز الوعى الثقافى بين الأجيال الجديدة. كما فتحت الأكاديمية أبوابها لطلاب المدارس لزيارة المتحف الدائم لمستنسخات الملك «توت عنخ آمون»، مما يعزز فهم الحضارة المصرية القديمة لدى الشباب.

نظمت الأكاديمية ندوة عن المهندس الإيطالى إرنيستو فيروتشى، تخللها عرض كتاب «أنا فيروتشي» للمؤلفة فلافيا أورساتى، ومحاضرة للناقد الفنى جوسيبى بوناكورسو، واختُتمت بمعرض صور فوتوغرافية لأعمال فيروتشى الهندسية فى مصر. كما أقامت الأكاديمية حفلًا موسيقيًا بمناسبة أعياد الميلاد بمشاركة السوبرانو المصرية العالمية أميرة سليم وعازف البيانو باسكال روزيه، واختتمت فعاليات العام بالاحتفال بمرور ٩٥ عامًا على إنشاء الأكاديمية المصرية للفنون بروما.

الأعلى للثقافة

نظم المجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور أشرف العزاوى، من خلال إداراته ولجانه المتعددة، مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة، بواقع ما يقرب من ٧٠٠ فعالية، ما بين ندوات تثقيفية، ومبادرات توعوية، ومسابقات، إلى جانب تنظيم حفل لتكريم ١١٦ من الحاصلين على جوائز الدولة فى الفترة ٢٠١٩-٢٠٢٤، وتنظيم النسخة الرابعة من جائزة الدولة للمبدع الصغير وتوزيع جوائزها على ٣٤ فائزًا، كما أطلق مبادرة «دوائر الإبداع (CREATIVE CIRCLES)»، والتى بلغ عدد المتدربين المستفيدين منها ٥٠ متدربًا، بالتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة واتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية – ممول من الاتحاد الأوروبى. بمحافظات شمال الصعيد فى محافظتى الفيوم وبنى سويف.

القومى لثقافة الطفل

نظم المركز القومى لثقافة الطفل، التابع للمجلس الأعلى للثقافة، مجموعة متنوعة من الفعاليات المتخصصة المقدمة للطفل، بواقع ما يزيد عن ٢٠٠٠ فعالية، تنوعت ما بين ندوات تثقيفية، شملت موضوعات: التوعية الأثرية والتواصل المجتمعى بالقاهرة التاريخية، الأخلاق البيئية، وكيفية الحفاظ على البيئة، حكايات الانتصار، حقوق الطفل، اليوم العالمى للوالدين، التربية الإيجابية للأطفال، الغذاء الصحى والأطعمة المصنعة، بالإضافة إلى ورش لتنمية المهارات لأبنائنا من ذوى الهمم، والمشاركة فى الملتقيات المحلية والدولية المرتبطة بالطفل، وتقديم مجموعة من العروض والحفلات الفنية المتنوعة، الورش الأدبية، والألعاب الرياضية، والورش التدريبية، مع الاهتمام بالمشاركة الجادة فى الاحتفالات بالأيام العالمية والمحلية والمناسبات القومية، وإقامة المسابقات والمبادرات الفنية والأسابيع الثقافية المتنوعة للطفل محليًا ودوليًا، مع تنظيم عدد كبير من القوافل الثقافية، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات معنية بالطفل بمختلف محافظات الجمهورية والمناطق النائية والحدودية.