المصريون ينفقون 17.5 مليار جنيه على المضادات الحيوية ومسكنات الألم في 9 أشهر بسبب سوء الاستخدام

كتب : اللواء

أنفق المصريون نحو 17.5 مليار جنيه على المضادات الحيوية (Antibiotics) ومسكنات الألم (المبيعة عبر الصيدليات) خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بحسب بيانات رصدتها مؤسسة عالمية للمعلومات الصيدلانية، اطلعت عليها “العربية Business”.

أظهرت البيانات، أن المصريين استهلكوا 216.7 مليون عبوة مضاد حيوي خلال الفترة من يناير إلى نهاية سبتمبر الماضي بقيمة بلغت 13.9 مليار جنيه.

يعادل إنفاق المصريين على المضادات الحيوية نحو 9.5% من إجمالي الإنفاق على الأدوية المبيعة في الصيدليات خلال الفترة المذكورة والمقدرة بنحو 147.1 مليار جنيه.

وتصدر المضاد الحيوي أوغمنتين (Augmentin) قائمة المضادات الحيوية الأعلى مبيعًا في السوق المصرية، إذ تجاوزت مبيعاته 5.3 مليون عبوة بقيمة 741.6 مليون جنيه خلال أول 8 أشهر من العام الحالي.

وتوقع رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة صيادلة القاهرة، محفوظ رمزي، ارتفاع مبيعات المضادات الحيوية في مصر 4 مليارات جنيه خلال الربع الأخير من العام الحالي، لتصل إلى مستوى 18 مليار جنيه بنهاية العام، بالتزامن مع زيادة انتشار نزلات البرد والأنفلونزا.

وأشار رمزي إلى سوء استخدام واضح للمضادات الحيوية في مصر، خاصة مع التوسع في استخدامها دون داعٍ لعلاج الأمراض التي تنشأ عن العدوى الفيروسية، مثل الإنفلونزا ونزلات البرد، فهي تستخدم لقتل البكتيريا أو إبطاء نموها وتكاثرها.

“وتصنّف مصر ضمن الدول الأعلى استهلاكا للمضادات الحيوية في العالم من حيث عدد الوحدات المبيعة.. كل مواطن في مصر يستهلك عبوتين على الأقل سنويًا وهي نسبة كبيرة”، بحسب رمزي.

وأشار رئيس لجنة التصنيع الدوائي إلى صعوبة توصل الشركات العالمية إلى مضادات حيوية جديدة كل عام، مقارنةً بالمستحضرات الأخرى المعالجة لأمراض السكر والضغط، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة مقاومة البكتيريا.

“استهلاك المضادات الحيوية دون داعٍ لا يضر المريض فقط بل يشمل التأثير البيئة المحيطة بالكامل، حتى غير المستخدمين للمضادات الحيوية، خاصة أن ذلك يؤدي إلى تحوّر البكتيريا وزيادة مقاومتها، وهو الأمر الذي يضعف قدرة المضادات الحيوية في مواجهتها”، وفقًا لرمزي.

مسكنات الألم

كشفت البيانات عن ارتفاع مبيعات مسكنات الألم في مصر إلى نحو 3.6 مليار جنيه خلال الفترة من يناير إلى نهاية سبتمبر الماضي، وهي قيمة تعادل 2.5% من إجمالي مبيعات الأدوية خلال نفس الفترة.

ويعد مستحضر كتافلام (cataflam) أعلى مسكنات الألم مبيعًا في مصر، حيث بلغت مبيعاته 6.9 مليون عبوة بقيمة 472 مليون جنيه خلال أول 8 أشهر من 2024.

ويرى رمزي أن هناك سوء استخدام أيضًا في تناول مسكنات الألم في مصر، وأن ذلك تسبب في زيادة مبيعاتها لهذا المستوى رغم انخفاض أسعارها مقارنة بالمضادات الحيوية.

“المصريون استهلكوا 103 ملايين عبوة من مسكنات الألم حتى سبتمبر الماضي، وهي نسبة كبيرة جدًا مقارنة بعدد السكان، خاصة أن بعض العبوات تحتوي على 3 شرائط”، بحسب رمزي.

وفي منتصف نوفمبر الماضي، قال رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية في مصر، علي عوف لـ”العربية Business” إن إجمالي مبيعات الأدوية في مصر خلال أول 10 أشهر من العام الجاري بلغت 170 مليار جنيه.

وأضاف عوف أن متوسط مبيعات الأدوية في مصر ارتفع إلى حدود 20 مليار جنيه شهريًا بعد موافقة هيئة الدواء المصرية على زيادة أسعار مئات الأدوية، بعد تحرير سعر صرف الجنيه المصري في مارس الماضي.

تضم السوق المصرية نحو 17 ألف مستحضر دوائي تنتج عبر أكثر من 170 مصنعاً للدواء، ومئات الشركات المصنعة لدى الغير، بحسب تقديرات غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات وشعبة الأدوية بالغرف التجارية.