سيجنال.. التطبيق الآمن الذى فضح أسرار الأمن القومى الأمريكى
بعد أزمة تسريب معلومات أمنية إعلام أمريكى: أعضاء كونجرس ديمقراطيون يطالبون بإقالة مستشار الأمن القومى ووزير الدفاع .. ترامب يعلق على فضيحة "سيجنال": خلل واحد فى شهرين لا يمثل مشكلة

سيجنال.. التطبيق الآمن الذى فضح أسرار الأمن القومى الأمريكى

كتب : وكالات الانباء
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما تتفاخر بأمنها القومي، فضحية تسريب محادثات خطة قصف دولة اليمن، حيث كشف جيفري جولدبرج رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، عن أن فريق الأمن القومى للرئيس دونالد ترامب أضافه عن طريق الخطأ إلى دردشة سرية للغاية عبر تطبيق “سيجنال” حول الضربات العسكرية الأمريكية فى اليمن، مفصحا عن معلومات بالغة الحساسية.
ماهو تطبيق سيجنال؟
سيجنال، هو تطبيق مراسلة خاصة تُديره مؤسسة سيجنال غير الربحية، ومقرها سان فرانسيسكو، و يُتيح سيجنال لمستخدميه تبادل الرسائل النصية والصوتية، وإجراء مكالمات صوتية ومرئية، وإرسال الصور ومقاطع الفيديو، والتواصل في محادثات جماعية، كما يُمكن الوصول إلى الخدمة عبر تطبيق الهاتف الذكي أو الكمبيوتر.
وقد تم إنشاء Signal على يد خبير التشفير ورائد الأعمال Moxie Marlinspike (اسم مستعار لـ Matthew Rosenfeld)، الذي شغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي للشركة من عام 2015 إلى عام 2022.
باع الثنائي شركة Whisper Systems إلى تويتر (المعروفة الآن باسم X) عام 2011، لكن مارلينسبايك واصل العمل على مشروعهما القائم.
وفي عام 2013، أسس شركة Open Whisper Systems غير الربحية مفتوحة المصدر، والتي أصدرت في عام 2014 النسخة الأولية من تطبيق Signal، والتي كانت تدعم المكالمات الهاتفية فقط.
في العام التالي، أضافت Signal ميزة الرسائل النصية إلى التطبيق، و في عام 2018، قدّم برايان أكتون، الذي شارك في تأسيس تطبيق المراسلة WhatsApp ولكنه ترك الشركة عام 2017، 50 مليون دولار أمريكي لإنشاء مؤسسة Signal غير الربحية بالتعاون مع مارلينسبايك.
وسيجنال منافسٌ لمشروع أكتون السابق، واتساب، الذى استحوذت عليه فيسبوك عام 2014، وقد واجه واتساب انتقاداتٍ لمشاركته بيانات المستخدمين مع فيسبوك، والتي كان الأخير يستخدمها لإنشاء إعلانات مُستهدفة.
على الرغم من أن واتساب يستخدم الآن التشفير التام، إلا أن ممارساته لا تزال موضع تدقيق من قِبَل المدافعين عن الخصوصية، وفي المقابل يحمي سيجنال، كل محادثة بتشفير تام، حيث لا يمكن الاطلاع على البيانات إلا للمشاركين في المحادثة.
تتيح ميزة “اختفاء الرسائل” فى سيجنال للمستخدمين تحديد مدة زمنية تظل فيها رسائلهم مرئية قبل حذفها من الدردشة، وتؤثر هذه الميزة على جميع المشاركين في الدردشة، على عكس حذف الرسالة الذى يؤثر على طرف واحد فقط.
يتطلب سيجنال من المستخدمين إدخال رقم هاتف لاستخدام التطبيق، ويمكنه تنبيههم عند انضمام أرقام من جهات اتصال هواتفهم إلى سيجنال، وقد أثارت كلتا الميزتين مخاوف بشأن الخصوصية لدى بعض المستخدمين.
بعد أزمة تسريب معلومات أمنية
إعلام أمريكى: أعضاء كونجرس ديمقراطيون يطالبون بإقالة مستشار الأمن القومى ووزير الدفاع
فى السياق ذاته ذكرإعلام أمريكي، إن أعضاء كونجرس ديمقراطيون يطالبون باستقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الدفاع بعد أزمة تسريب معلومات أمنية، وذلك حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، فى خبر عاجل لها.
ونفى مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية معرفته بكيفية انضمام صحفي لمجموعة اتصال أمنية عالية المستوى على تطبيق سيجنال.
ترامب يعلق على فضيحة “سيجنال”: خلل واحد فى شهرين لا يمثل مشكلة
من جانبه دعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مستشاره للأمن القومى، مايك والتز، بعد فضيحة سيجنال التى تم فيها إضافة رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” عن طريق الخطأ إلى محادثة خاصة رفيعة المستوى على تطبيق المراسلة، حيث كانت تناقش خطط عسكرية، وقال ترامب فى مقابلة هاتفية مع شبكة “إن بى سى نيوز”: “لقد تعلم مايكل والتز درسًا، وهو رجل صالح”.
تمثل تعليقات ترامب أول تصريحات له منذ نشر تقرير “ذا أتلانتيك”، والذى تناول بالتفصيل كيف أضيف الصحفى جيفرى جولدبرج عن غير قصد إلى محادثة جماعية على تطبيق مراسلة خاص، حيث كان يتم مناقشة خطط لشن ضربات عسكرية ضد الحوثيين وقال ترامب أن وجود جولدبرج فى المحادثة “لم يكن له أى تأثير على الإطلاق” على العملية العسكرية.
وعندما سئل عما قيل له حول كيفية إضافة جولدبرج إلى محادثة “سيجنال”، قال ترامب: “كان أحد مساعدى مايكل على الهاتف. كان أحد الموظفين لديه رقمه هناك”، وأعرب ترامب عن ثقته فى فريقه، قائلًا إنه لم يشعر بالإحباط من الأحداث التى أدت إلى نشر تقرير “ذا أتلانتيك”. قائلا: ” ما حدث هو الخلل الوحيد خلال شهرين وتبين انه ليس خطيرا”
أثار تقرير مجلة “ذا أتلانتيك” صدمة فى واشنطن يوم الاثنين. وطالب المشرعون الديمقراطيون البيت الأبيض بإجابات فى عدة رسائل، ووصفت إحداها مجموعة من الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ الوضع بأنه “نهج متهور بشكل مثير للدهشة تجاه الأمن القومي”.
وكتب كبار الديمقراطيين فى لجان القوات المسلحة والاستخبارات والشؤون الخارجية والرقابة بمجلس النواب رسالةً منفصلة، مطالبين بإجابات حول حالات أخرى ناقش فيها كبار المسؤولين قضايا الأمن القومى باستخدام خدمة الرسائل Signal أو أى تطبيق رسائل آخر لم يعتمد لنقل المعلومات السرية.
على الجانب الاخر، دافع مسؤولو البيت الأبيض عن المحادثة، حيث قال وزير الدفاع بيت هيجسيث يوم الاثنين أن “أحدًا لم يرسل خطط حرب”. كما قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن خطط الحرب لم تناقش ضمن المجموعة وانه لم يتم ارسال أى مواد سرية إلى المحادثة، وأضافت أنه “كما ذكر مجلس الأمن القومى، فإن البيت الأبيض يبحث فى كيفية إضافة رقم جولدبرج عن طريق الخطأ إلى السلسلة”.
ترامب ينفي تبادل أي معلومات سرية على دردشة “سيجنال”
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، للصحفيين إنه “لم يتم تبادل أي معلومات سرية” عبر مجموعة تطبيق “سيجنال” التي قال الصحفي جيفري غولدبرغ من مجلة “ذا أتلانتك” إنه تم إضافته إليها.
وأكد ترامب أن الأمن القومي الأميركي “أقوى من أي وقت مضى”، وأشاد بمستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي قال جولدبرج إنه أضافه إلى المجموعة، واصفًا إياه بأنه “رجل جيد جدًا”.
وأضاف ترامب: “إنه رجل جيد جدا، وسيواصل أداء عمله بشكل جيد”.
من جانبه، هاجم والتز، الذي كان حاضرا أيضا في الغرفة مع المرشحين لمناصب السفراء، الصحفي غولدبرغ، الذي سبق لترامب أن دخل في خلافات معه.
وقال مستشار الأمن القومي: “هناك العديد من الصحفيين في هذه المدينة صنعوا أسماءهم من خلال اختلاق الأكاذيب عن هذا الرئيس سواء ما يتعلق بـ‘خدعة روسيا’، أو الأكاذيب عن عائلات الجنود القتلى في المعارك”.
وتابع: “أما هذا الشخص تحديدًا، فأنا لم ألتقِ به، ولا أعرفه، ولم أتواصل معه قط، ونحن نحقق الآن لمعرفة كيف دخل هذا الرجل إلى المجموعة أصلاً”.
وختم ترامب بقوله: “أعتقد أن الهجوم على مايكل [والتز] كان غير عادل إطلاقا”.
مستشار الأمن القومي الأمريكي يعلن تحمله مسؤولية التسريب الأمني بشأن اليمن
بينماأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز الثلاثاء أنه يتحمل “كامل المسؤولية” عن الخرق الأمني الفاضح الذي حصل من جراء ضم صحفي من طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية ناقش خلالها عدد من كبار المسؤولين شن غارات ضد الحوثيين في اليمن
وقال والتز لشبكة “فوكس نيوز” في أول مقابلة له منذ انفجرت هذه الفضيحة “أتحمل المسؤولية كاملة، أنا من أنشأ هذه المجموعة” على تطبيق سيجنال للمراسلة، مرجحا أن يكون قد حفظ رقم هاتف الصحفي على هاتفه وهو يظنه شخصا آخر.

فى حين سخرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من إدارة الرئيس دونالد ترامب، عقب فضيحة مجلة ذا أتلانتيك التي أضيف رئيس تحريرها لمجموعة دردشة سرية تناقش خطط الهجوم على الحوثيين في اليمن.
كان رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك جيفري غولدبرغ قد كشف، الاثنين، عن إضافته عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق “سيغنال” تضم كبار مسؤولي إدارة ترامب يناقشون خلالها خططا عسكرية سرية للهجوم على الحوثيين في اليمن.
وكتبت كلينتون في منشور على منصة “إكس”: “لا بد أنك تمزح معي!”.
وأرفقت المنشور برمز تعبيري لعيون متوسعة، في سخرية مباشرة من الحادثة، وفقا لما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأضافت الصحيفة أن المجموعة أنشأها مستشار الأمن القومي مايك والتز، وشارك فيها وزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جيه دي فانس، واستخدمت منصة “سيغنال” التي تحذف رسائلها تلقائيا، مما أثار مخاوف بشأن انتهاك قانون السجلات الرئاسية.
وتعد هذه الحادثة محورية نظرا لأنها تأتي بعد 9 سنوات من حملة ترامب ضد كلينتون نفسها، التي اتهمت باستخدام خادم بريد إلكتروني خاص حين كانت وزيرة للخارجية، وهو ما استغله ترامب سياسيا بشكل واسع خلال حملته الانتخابية عام 2016.
وبحسب تقرير مجلة ذا أتلانتيك، فإن رئيس التحرير جيفري غولدبرغ تلقى دعوة للانضمام إلى مجموعة التراسل بشكل غير مقصود، حيث تم تداول تفاصيل حساسة حول الضربات المرتقبة على الحوثيين، بما يشمل تحديد الأهداف، الأسلحة المستخدمة، وتسلسل الهجوم.
وعلق السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، آندي كيم، على الواقعة قائلا: “هذا غبي للغاية وغير مسؤول. يجب أن يفقد الناس وظائفهم بسبب هذا، ويفضل أن يكون هيغسيث.”
في السياق ذاته، طالب السيناتور روبن جاليغو، خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن، باستقالة وزير الدفاع، قائلا: “كان غير مؤهل منذ البداية، وقد أثبت ذلك الآن بالفعل.”
أما مجلة “بوليتيكو”، فقد ذكرت في تقريرها أن المستشار مايك والتز بات المسؤول الأكثر عرضة للإقالة في إدارة ترامب بسبب مسؤوليته المباشرة عن إنشاء المجموعة وإضافة غولدبرغ إليها، ونقلت المجلة عن مصدر قريب من البيت الأبيض قوله: “الجميع هنا يتفق على أمر واحد: مايك والتز أحمق.”
وذكرت “بوليتيكو” أيضا أن ترامب لم يكن على علم بالتفاصيل حين سئل عنها، حيث قال: “لا أعرف شيئا عن القصة. ولست من كبار المعجبين بمجلة ذا أتلانتيك.”
ومن المقرر أن تدلي مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، الثلاثاء، بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بشأن التهديدات العالمية، وسط دعوات لفتح تحقيق فيدرالي حول ما إذا كانت هذه التسريبات تمثل خرقا لقوانين حفظ السجلات أو التعامل مع معلومات سرية.
خلافات وسرية غائبة.. ماذا كشفت تسريبات البيت الأبيض؟
في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل داخل أروقة الإدارة الأميركية، كشفت تسريبات خرجت من تطبيق “سيغنال” المشفر عن نقاشات حساسة بين كبار مسؤولي إدارة ترامب، بشأن توجيه ضربات عسكرية للحوثيين في اليمن.
التسريبات لم تفضح فقط خلافات حادة حول توقيت العملية ومآلاتها، بل أظهرت أيضًا خرقًا واضحًا لإجراءات السرية المعتمدة في التعامل مع معلومات مصنفة، بعدما تم إدراج صحفي عن طريق الخطأ في محادثة مغلقة يفترض أنها سرية للغاية.
قال مسؤولون أميركيون يوم الإثنين، إن كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب أجروا مناقشات مفصلة حول خطط أميركية سرية للغاية لشن ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، باستخدام تطبيق مراسلة تجاري، وأدرجوا عن طريق الخطأ صحفيًا ضمن المحادثة.
ووفقًا لمجلة “ذا أتلانتيك”، فإن المحادثات التي جرت عبر تطبيق “سيغنال” المشفر استمرت لعدة أيام، وتضمنت معلومات دقيقة حول الأسلحة والأهداف وتوقيت الهجوم. وقد تم الكشف عن هذه النصوص من قبل رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ، الذي أُضيف إلى المحادثة عن طريق الخطأ.
ترامب يعلق
وعندما سُئل الرئيس ترامب عن المقال في البيت الأبيض، قال: “لا أعرف شيئًا عن ذلك. لست من معجبي مجلة أتلانتيك“.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بريان هيوز، صحة المحادثة في بيان لصحيفة “وول ستريت جورنال”، لكنه لم يُجب عن أسئلة تتعلق بما إذا كانت المحادثة قد خرقت القوانين المتعلقة بالتعامل مع المعلومات المصنفة.
وقال هيوز: “في الوقت الحالي، يبدو أن سلسلة الرسائل التي تم الإبلاغ عنها حقيقية، ونحن نراجع كيفية إضافة رقم عن طريق الخطأ إلى السلسلة”، وفق “وول ستريت جورنال”
أضاف: “تُظهر هذه السلسلة تنسيقًا سياسيًا عميقًا ومدروسًا بين كبار المسؤولين. والنجاح المستمر للعملية ضد الحوثيين يدل على أنه لم تكن هناك تهديدات لأفراد قواتنا المسلحة أو لأمننا القومي”.
وتضم مجموعة المحادثة على تطبيق “سيغنال” التي ناقشت الضربات المخطط لها ضد الحوثيين 18 شخصًا، من بينهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، وزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جي دي فانس، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسينت، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ومستخدم يُعرف باسم “MAR”، والذي يُعتقد أنه وزير الخارجية ماركو روبيو.
جدوى الضربات
وخلال يومين من هذا الشهر، ناقشت المجموعة جدوى توجيه الضربات للحوثيين، حيث جادل المستخدم الذي عُرّف بأنه “فانس” بضرورة تأجيل العملية خشية أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات تخدم بالأساس طرق التجارة التي تخدم أوروبا.
وكتب المستخدم المعرف كنائب الرئيس: “لست متأكدًا أن الرئيس يدرك مدى التناقض بين هذا وبين رسالته الحالية حول أوروبا”.
وشكّلت الضربات التي قادتها الولايات المتحدة أول عملية عسكرية كبرى للإدارة الحالية، وبعد الموجة الأولى من الهجمات الأميركية في 15 مارس، تبادل أعضاء المجموعة التهاني.
ويأتي استخدام تطبيق “سيغنال” في وقت تؤكد فيه إدارة ترامب أنها تحاول حماية المعلومات السرية من خلال التضييق على التسريبات.
وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الثالث لترامب خلال ولايته الأولى: “لم أرسل أبدًا أي معلومات سرية إلا عبر نظام حكومي أميركي آمن. لا يوجد أي مبرر — إطلاقًا — لاستخدام أي نظام غير حكومي. هذا أمر مروع”.
وقال مسؤول سابق رفيع في الاستخبارات إن مثل هذا الخرق كان سيؤدي عادةً إلى تحقيق وإجراءات تأديبية. وأضاف: “في الظروف العادية، كان من المفترض أن يكون هناك تحقيق شامل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في سوء التعامل مع المعلومات السرية، وكان من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى استقالات، أو إقالات، وربما حتى تحقيقات جنائية”.
من جهتهم، اعتبر مسؤولون سابقون في إدارة ترامب أن إضافة صحفي إلى سلسلة الرسائل كان خطأ غير مقصود، لكنه غير ضار.
وقال غوردون سوندلاند، سفير ترامب لدى الاتحاد الأوروبي: “وسائل الإعلام ستحول هذا إلى قصة عن عدم الكفاءة أو قلة الخبرة، وهو ليس كذلك. في الماضي، كان تطبيق سيغنال آمنًا مثل العديد من الأنظمة المشفرة المصنفة على أنها سرية للغاية، لذلك لا أرى داعيًا لانتقاده”.
ملاحقة المُسرِّبين
وجعل وزير الدفاع من ملاحقة المُسرِّبين ومواجهة ما يصفه بالمعلومات المضللة أولوية في بدايات عمله في البنتاغون. وفي يوم الجمعة، أصدرت مكتبه مذكرة من صفحة واحدة تتعهد باستخدام جهاز كشف الكذب لتعقب “التسريبات غير المصرح بها” للمعلومات الحساسة المرتبطة بالبنتاغون.
ووفقًا لـمجلة “ذا أتلانتيك“، فقد رفض هيغسيث تأجيل العملية شهرًا، خوفًا من أن يؤدي تسريب محتمل إلى ظهور الإدارة بمظهر “غير الحاسم”. وقبل ساعتين من بدء الضربات، أرسل هيغسيث إلى المجموعة معلومات حساسة حول خطة الهجوم، بما في ذلك “حزم الأسلحة، الأهداف، والتوقيت”، بحسب المجلة.
كما تضمنت رسائل مجموعة سيغنال رموزًا تعبيرية (إيموجي) تمثل العلم الأمبركي والنار، من بين رموز أخرى. وكتب فانس في إحدى الرسائل: “سأقول دعاءً من أجل النصر”. وردّ عليه مسؤولان آخران بإيموجيات صلاة، حسب المجلة.
وكتب غولدبرغ أنه في البداية شكّ في أن تكون مجموعة المحادثة التي دُعي إليها بالخطأ حقيقية. وقال: “لم أكن أظن أنها حقيقية. ثم بدأت القنابل تتساقط”.
وأشار غولدبرغ إلى أن المقال لم يتضمن تفاصيل عملية الضربة، كما امتنع عن ذكر اسم مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية.
وبعد تواصله مع البيت الأبيض، الذي أكد وجود مجموعة المحادثة على “سيغنال”، نشر غولدبرغ مقاله يوم الإثنين، بعد أكثر من أسبوع من بدء الضربات.
وناقش مسؤولو الإدارة في رسائلهم ضرورة الحفاظ على سرية العملية في اليمن. وبعد الموجة الأولى من الضربات، قال هيغسيث للمجموعة: “نحن حالياً نظيفون من ناحية أمن العمليات”، في إشارة إلى مصطلح OPSEC، وهو اختصار لـ “أمن العمليات”.
وكانت حملة ترامب الأولى للرئاسة قد شهدت انتقادات متكررة لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بسبب استخدامها بريدًا إلكترونيًا شخصيًا لتلقي مراسلات رسمية، بعضها احتوى على معلومات مصنفة.
وكان والتز، الذي يبدو أنه كان له دور أساسي في تنظيم المحادثة حول الضربات، قد انتقد وزارة العدل قبل عامين لعدم تحقيقها مع سلفه، جيك سوليفان، لإرساله رسائل قال إنها سرية في عام 2016 إلى بريد كلينتون.
إخفاق
ووصف السيناتور الديمقراطي جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، التقرير بأنه “أحد أسوأ إخفاقات أمن العمليات والفطرة السليمة التي رأيتها على الإطلاق”.
كما انتقد النائب الجمهوري مايك لولر من نيويورك استخدام الإدارة لتطبيق سيغنال، وقال: “لا ينبغي مطلقًا نقل المعلومات السرية عبر قنوات غير آمنة — وبالتأكيد ليس إلى أشخاص لا يحملون تصاريح أمنية، بما فيهم الصحفيون. نقطة على السطر”. وأضاف عبر منصة X: “يجب وضع ضمانات تحول دون تكرار هذا الأمر مرة أخرى”.
وقد شنت الولايات المتحدة ضربات يومية ضد أهداف حوثية منذ الهجوم الأول في 15 مارس. ووفقًا لتقارير محلية، فقد استهدفت الضربات الأمريكية يوم الإثنين منشآت تخزين تحت الأرض، أنظمة صواريخ، منصات إطلاق طائرات مسيّرة، ومراكز تحكم يستخدمها الحوثيون وخبراء عسكريون أجانب.
وتهدف الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة إلى وقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية التي تعبر البحر الأحمر والمياه المجاورة. وقد أدت الهجمات، التي بدأت أواخر عام 2023 ردًا على الحرب في غزة، إلى تراجع كبير في حركة المرور عبر أحد أهم ممرات الشحن العالمية.
كشف صحفي أميركي مخضرم أن فريق الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب أضافه عن طريق الخطأ إلى دردشة سرّية للغاية حول الضربات العسكرية في اليمن، مفصحا عن معلومات بالغة الحساسية.
وبدأ مستشار الأمن القومي مايك والتز المحادثة عبر تطبيق “سيغنال”، وهو تطبيق مراسلة مشفر، وشملت المحادثة مستخدمين تم التعرف عليهم على أنهم نائب الرئيس جي دي فانس، وزير الخارجية ماركو روبيو، وزير الدفاع بيت هيغسث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد.
كما ضمّت المجموعة ممثلًا عن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، ومستشار ترامب ستيفن ميلر، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
أما جيفري جولدبرج، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، الصحفي المخضرم في واشنطن، فوجد نفسه مضافًا إلى المحادثة.
وكتب في ذا أتلانتيك: “من البديهي – لكني سأقوله على أية حال – أنني لم أُدعَ يومًا إلى اجتماع لجنة للمسؤولين في البيت الأبيض، وخلال سنواتي الطويلة في تغطية شؤون الأمن القومي، لم أسمع أبدًا عن عقد مثل هذا الاجتماع عبر تطبيق تجاري للمراسلة.”
القصة المذهلة كشفت أن وزير الدفاع بيت هيغسث، الذي كان سابقًا مذيعًا في “فوكس نيوز”، أفصح عن تفاصيل عملياتية قد تُعرض حياة أميركيين للخطر إذا وصلت إلى الأيدي الخطأ. وهو الآن يواجه تدقيقًا شديدًا بسبب هذا التقصير الفادح.
غولدبرغ روى القصة الغريبة، حيث بدأ يشك في أن المحادثة حقيقية، لكنه تأكد من واقعيتها عندما “بدأت القنابل تتساقط.”
واعترف قائلاً: “لم أستطع أن أصدق أن مستشار الأمن القومي للرئيس سيكون متهورًا إلى هذا الحد لدرجة إشراكي – أنا رئيس تحرير ذا أتلانتيك – في مناقشات كهذه مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بمن فيهم نائب الرئيس.”
جولدبرج لم يكشف عن جميع المعلومات التي وردت في المحادثة، مراعاةً للاعتبارات الأمنية.
خرق أمني مذهل
ولم يصدر رد فوري من البيت الأبيض على طلب للتعليق، ولكن لم يعترض أي من الشخصيات المذكورة في التقرير على محتواه.
وإذا صحّ ذلك، فإنه يُعد خرقًا أمنيًا مذهلًا.
كان ترامب قد أمر بتنفيذ الضربات ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، كتحذير لطهران. وكان الحوثيون يستهدفون سفنًا في البحر الأحمر تابعة لدول لها علاقات بإسرائيل، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا.
غولدبرغ ذكر أنه راوده الشك بأن تكون سلسلة الرسائل هذه “عملية تضليل معلوماتي”، إلا أنه لاحظ أن محتواها بدا واقعيًا، وبعض التفاصيل كانت دقيقة، مثل الرسالة التي ذكر فيها حساب جي دي فانس أنه سيغيب عن الاجتماع بسبب مشاركته في فعالية اقتصادية في ميشيغان – وهو ما كان حقيقيًا فعلًا.
وأعرب فانس عن تحفظاته حول العملية قائلاً: “لست متأكدًا أن الرئيس يدرك مدى التناقض بين هذه الخطوة ورسائله الحالية تجاه أوروبا. هناك خطر من ارتفاع أسعار النفط بدرجة متوسطة إلى حادة.”
وأضاف: “أنا مستعد لدعم إجماع الفريق، والاحتفاظ بمخاوفي لنفسي، لكن هناك حجة قوية لتأجيل هذا لمدة شهر، والعمل على تهيئة الرسائل التوضيحية حول أهمية الخطوة، ومعرفة وضع الاقتصاد حينها.”
ورد عليه هيغسث قائلاً: “نائب الرئيس، أفهم مخاوفك – وأدعم تمامًا طرحها على الرئيس. معظم هذه الاعتبارات صعب التنبؤ بها (الاقتصاد، السلام في أوكرانيا، غزة، إلخ). أعتقد أن إيصال الرسالة سيكون صعبًا على أي حال.”
وبعد مناقشة، قال فانس: “إذا كنت تعتقد أننا يجب أن ننفذ، فلننطلق. فقط أكره أن نُخرج أوروبا من الورطة مجددًا.”
غولدبرغ، الذي تابع المحادثة من خلال تطبيق “سيغنال”، كتب أنه “أُصيب بالذهول من أن أحدًا في المجموعة لم يلاحظ وجودي.”
وأشار أيضًا إلى أنه امتنع طواعية عن نشر بعض المعلومات التي وردت في رسالة طويلة من هيغسث، قائلاً إن مضمونها “كان من الممكن أن يُستخدم من قبل أعداء الولايات المتحدة لإلحاق الضرر بالقوات الأميركية وأفراد الاستخبارات.”
وكتب غولدبرغ: “ما سأقوله لتوضيح مدى التهور الصادم في هذه المحادثة، هو أن منشور هيغسث تضمن تفاصيل عملياتية للضربات المقبلة في اليمن، بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستُستخدم، وترتيب الهجمات.”
ورد عليه فانس: “سأصلي من أجل النصر.” وأضاف غولدبرغ أن اثنين من المستخدمين أضافوا رموزًا تعبيرية للصلاة.
وعندما أدرك أن توقيت الضربات الحقيقي سيكون عند الساعة 1:45 ظهرًا بتوقيت شرق أميركا، كتب أنه “انتظر في سيارته بموقف سوبر ماركت. وإذا كانت المحادثة حقيقية، فإن الأهداف الحوثية ستُقصف قريبًا.” وبالفعل، عند الساعة 1:55، شاهد على منصة “إكس” تقارير عن سماع دوي انفجارات في صنعاء.
وعاد إلى المحادثة ليجد سيلًا من الرموز التعبيرية ورسائل التهنئة.
وكتب والتز ثلاثة رموز: قبضة، علم أميركي، ونار. أما سوزي وايلز فكتبت: “أحسنتم جميعًا – وخصوصًا لمن في الميدان وقيادة القيادة المركزية! عمل رائع. الله يبارك.”
وأضاف ستيف ويتكوف خمسة رموز: يدان تصليان، عضلة مشدودة، وعلمان أميركيان.
غولدبرغ أشار إلى أنه غادر المجموعة طواعية، وتواصل مباشرة مع الأشخاص المعنيين ليسألهم عن الواقعة.
ورد براين هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، مؤكدًا صحة المحادثة، وقال: “تبدو هذه سلسلة رسائل أصلية، ونعمل حاليًا على مراجعة كيفية إضافة رقم عن طريق الخطأ إلى المحادثة. هذه السلسلة تُظهر تنسيقًا عميقًا ومدروسًا بين كبار المسؤولين. والنجاح المتواصل للعملية ضد الحوثيين يبرهن على عدم وجود تهديدات للقوات أو الأمن القومي.”