أخبار عاجلةاخبار مصر

شيخ الأزهر ورئيس أذربيجان يؤكدان ضرورة الحشد لوقف العدوان على غزة ولبنان

"الطيب" لرئيس المجلس الأوربي: الأزهر خطا خطوات كبيرة للانفتاح على الآخر

شيخ الأزهر ورئيس أذربيجان يؤكدان ضرورة الحشد لوقف العدوان على غزة ولبنان

شيخ الأزهر ورئيس أذربيجان يؤكدان ضرورة الحشد لوقف العدوان على غزة ولبنان
شيخ الأزهر ورئيس أذربيجان يؤكدان ضرورة الحشد لوقف العدوان على غزة ولبنان

كتب : اللواء

التقى فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الإثنين، الرئيس إلهام علييف، رئيس أذربيجان، في مستهلِّ زيارة فضيلته للعاصمة باكو للمشاركة في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29).

وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لأذربيجان ولرئاسة مؤتمر الدول الأطراف على هذا التنظيم المتميز لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) والقمة العالمية لقادة وزعماء الأديان من أجل المناخ، داعيًا المولى عزَّ وجلَّ أن يكلِّلَ جهود القادة والعلماء المشاركين في هذا المؤتمر، وأن يؤتي ثماره المرجوَّة في مواجهة أخطر ما يهدِّد البشرية؛ أزمة تغير المناخ.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن تزامن زيارته لأذربيجان مع إعلان مدينة شوشة عاصمة للثقافة الإسلاميَّة لعام 2024، يحيي في نفوسنا ضرورةَ العمل على استعادة عالمنا الإسلامي لموقعه في النظام العالمي الجديد، وقدرتنا على الانطلاق من تراثنا الإسلامي العريق لتحقيق نهضة إسلامية شاملة في مختلف المجالات، وأنَّ أولى خطوات الانطلاق هي العمل على لمِّ شمل الأمة ووحدتها، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الأوحد لرقيها وتقدمها عملًا بقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا} وقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، مشيرًا إلى أن الأزهر ومجلس حكماء المسلمين يبذلان جهودًا كبيرةً في تحقيق الوحدة الإسلامية المرجوَّة من خلال عقد مؤتمر في مملكة البحرين لتعزيز الحوار بين مختلف مدارس الفكر الإسلامي، وبخاصة السنة والشيعة، للخروج بصوت إسلامي موحد قادر على التعبير عن موقف علماء الدين الإسلامي تجاه مختلف التَّحديات المعاصرة التي تواجه الأمة.

كما أكَّد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لرفع مستوى التعاون مع أذربيجان لتحقيق الأهداف المشتركة، وكذلك تعزيز أوجه التعاون بين مجلس حكماء المسلمين وإدارة مسلمي القوقاز بما يخدم مسلمي أذربيجان.

من جانبه، أعرب الرئيس الأذربيجاني عن امتنانه لتلبية شيخ الأزهر دعوة سيادته للمشاركة في COP29، وتقديره لجهود فضيلته في نشر قيم السلام العالمي والأخوة والتسامح، وأنَّه لا زال يتذكَّر الزيارة العزيزة التي قام بها للأزهر الشريف خلال العام الحالي، مؤكدًا أن زيارة شيخ الأزهر لأذربيجان تسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين خاصة في مجال الحوار بين الأديان، وتقديره للجهود التي يبذلها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تحقيق الوحدة الإسلامية، مؤكدًا أن أذربيجان لا تدخر جهدًا من أجل رفع مستوى التنسيق والتقارب بين الدول الإسلامية؛ انطلاقًا من إيماننا بأن العالم الإسلامي لن يستطيع النهوض والتقدم إلا بالتكامل والتنسيق الكامل بين مختلف مكوناته، وأنَّ مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي -الإسلامي يمثل خطوة مهمة في تعزيز وحدة الأمة وتقاربها، وأنَّ أذربيجان حريصة على المشاركة وبقوَّة في هذا الحدث الإسلامي المهم.

وأشار الرئيس الأذربيجاني إلى أن مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر الدول الأطراف COP29 لأول مرة هو تشريف لأذربيجان، وتعكس حرص أذربيجان الجاد في تنسيق التعاون بين القادة والزعماء الدينيين وصنَّاع القرار السياسي لرفع الوعي بخطورة أزمة تغير المناخ، واستنهاض كل الهمم من أجل إيجاد حلول واقعية لأخطر ما يهدِّد بقاء البشرية واستدامة الموارد الطبيعية للكوكب، مشيدًا بمبادرة “جناح الأديان” التي ينظِّمها مجلس حكماء المسلمين للمرة الثانية على التوالي في COP29، وثقته في أن يُسهمَ هذا الجناح المهم في تعزيز ونشر الوعي الديني تجاه الأزمات البيئيَّة والمناخيَّة.

واتَّفق الرئيس الأذربيجاني وشيخ الأزهر على أهمية استمرار حشد الجهود الدولية لمواصلة الضغط من أجل وقف العدوان على غزة ولبنان، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المعزول، ورفضهما الكامل للتعدي على ممتلكات منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وعرقلة عملها ومنعها من تقديم خدماتهم للفلسطينيين الأبرياء، ما أدَّى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المخيمات، واستشهاد أكثر من 40 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وتهجير قرابة المليوني شخص من منازلهم.

شيخ الأزهر

كما استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الإثنين، شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، في مقر إقامة فضيلته في العاصمة الأذربيجانية باكو؛ حيث أكد فضيلته أن هذا اللقاء فرصة للاستماع للهموم المتبادلة والآلام والمآسي الإنسانية التي تجاوزت كل حدود العقل والمنطق وندعو الله أن يعجل بنهايتها.

وقال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر الشريف خطا خطوات كبيرة للانفتاح على الآخر وبناء السلام العالمي، وأثمرت هذه الجهود في عدة مبادرات مهمة تهدف لوضع الأخوة والتعارف في أولويات العلاقات بين الشرق والغرب، قبل العلاقات الاقتصادية التي تقوم على تحقيق مصالح ومكاسب مادية، ولعل أبرز هذه الجهود التي استهدفت إنهاء الصراعات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، ولم تكن سهلة على الأزهر والكنائس في الغرب؛ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية بين الأزهر والفاتيكان، التي أخذت حقها من الذيوع والانتشار حتى اعتمدت الأمم المتحدة ذكرى توقيعها في الرابع من فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، مشيرًا إلى أننا كنا نظن أن هذه الجهود قادرة وكافية لوقف الأكاذيب التي انتشرت عن الإسلام في الغرب وغيرها من المزاعم التي تلبس ثوب الحقائق حينما يراد أنسنة الصراع مع الآخرين وخلق مبررات له.

 

وأعرب شيخ الأزهر عن أسفه في أن تأتي النتائج محبطة للغاية ومعاكسة تمامًا لحجم التوقعات، ولا زال “ازدواجية المعايير” هو المنهج الذي يتم التعامل من خلاله مع قضايا الشرق، وكأن الموازين العالمية الجديدة والقوانين الحاكمة في العلاقات الدولية، هي مناصرة مَن يملكون القوة المفرطة في السلاح والاقتصاد، والاستقواء على المستضعفين، والتجرد التام من فلسفة الأديان وأخلاقها، مؤكدًا أن ما نراه في غزة ولمدة تجاوزت ال 500 يوم، ما هو إلا خروج على ما أقرته الأديان والقيم والمواثيق الإنسانية والأخلاقية.

وأشار شيخ الأزهر أن الأمل كان معقودًا على أن تضطلع الكيانات الدولية الكبرى؛ كالاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، بدور مهم في هذا الصراع، إلا أن الواقع أثبت أن هناك انفصامًا كبيرًا بين التصريحات وبين ما يتبعها من أفعال، ففي الوقت الذي تتردد فيه بيانات الإدانة من بعض الدول الأوروبية للانتهاكات التي يرتكبها المحتل في غزة، دول أخرى لا زالت متورطة في تصدير السلاح إلى المحتل، وتقديم دعم لا متناهي ولا محدود لهذا الكيان، ومشاركته في قتل الأبرياء في غزة، وتغاضوا عما يسال أمام أعينهم من شلالات للدماء، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعد تناقضًا واضحًا في الموقف الأوروبي تجاه العدوان على غزة، كما أنه جاء معاكسًا لموقف الشعوب التي خرجت في كبرى ميادين العواصم الأوروبية وفي الجامعات الأمريكية، للمطالبة بوقف قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ الذين تجاوز عددهم ٤٠ ألف شهيد.

وصرح شيخ الأزهر “إن الله هو العدل، ومن واقع إيماني بعدله -جل وعلا- يمكنني القول إن من يصمت عن هذه الجرائم والمذابح اليوم، ستصيبه بعض منها غدًا أو بعد غد”، مشيرًا إلى أن التخاذل في دعم الفلسطينيين جعل الكثيرين يعتقدون بأنه لا حل لهذه الفوضى التي تقود العالم ولا توجد قوة تستطيع الوقوف في وجه هذا المحتل وردعه عن سفك المزيد من دماء الأبرياء وأن السبيل الوحيد لإقرار السلام اليوم هو بردع المعتدي بالقوة، مؤكدًا أن التوقف بالزمن عند السابع من أكتوبر، وتصويره بأنه بداية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأن ما تلاه هو ردة فعل، وكذلك تصوير ما يحدث في غزة بالحرب المتكافئة بين جيشين، هو ظلم بيِّن للقضية وللشعب الفلسطيني، وأن ما يحدث في غزة هو اعتداء جيش مدجج بأعتى الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا، على شعب أعزل لا يملك قوت يومه، والهدف من كل هذا أصبح معلنًا ولم يعد من قبيل الأسرار وهو قتل الأبرياء للاستيلاء على الأرض.

وأكد شيخ الأزهر أن الكثير من المسؤولين الغربيين لا يستطيعون تصور حقيقة ما يحدث في غزة، ولذا تتسم خطاباتهم بما يحاولون تسميته “الموضوعية والحيادية المجردة”، ويطلقون نداءات، ويصدرون بيانات يغلب عليها طابع الموازنة لتجنب نصرة طرف على طرف آخر، داعيًا الجميع للنظر فيما يعرض على فضيلته بشكل أسبوعي من طلبات تقدمها طالبات فلسطينيات هاربات من العدوان لمواصلة الدراسة في جامعة الأزهر، وحينما نتحدث معها نجد أن معظمهن إن لم يكن جميعهن لا يعلمون شيئًا عن أفراد عائلتهن، ولا يدرون مَن منهم فُقد، ومَن منهم لا يظل على قيد الحياة، مطالبًا المسؤولين الغربيين باستحداث خطاب جديد يتناسب مع حجم الفوضى والعبث بالإنسانية والواقع المرير في غزة، مشددًا فضيلته أن ضرورة أن يتنبه الجميع بأن هذا العدوان تسبب في خلق جدار سميك من الكراهية السوداء بين الشرق والغرب يحتاح إلى عشرات السنين لهدمه واستبداله بجسور من العلاقات القائمة على مبدأي الاحترام والمساواة بين الجميع.

من جانبه أكد شارل ميشيل، تقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لنشر الأخوة والتسامح، مؤكدًا أن شيخ الأزهر يمثل مرجعية دينية معتدلة حول العالم، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، وأن العالم في حاجة ماسة لصوت الأزهر المعتدل والمؤثر في نشر ثقافة التقارب والتعايش، مشيرًا إلى توافقه مع حديث شيخ الأزهر عن خطورة “ازدواجية المعايير” في التعامل مع الصراعات التي تحدث حول العالم، وضرورة وضع تقييمات محددة وتسميتها بأسمائها، فكما يتم وصف ما يحدث في أوكرانيا ب”جريمة حرب”، يجب أيضًا تسمية ما يحدث في غزة باسمه وهو أيضًا “جريمة حرب”.

وأكد شارل ميشيل أن وثيقة الأخوة الإنسانية هي رسالة أمل وإلهام للشعوب برغم الظروف القاسية التي يمر بها العالم، مشيرًا إلى أنه حرص على الإعلان عن دعم الاتحاد الأوروبي لها في مختلف المناسبات والمحافل الدولية، مؤكدًا ضرورة الاتحاد والتضامن من أجل وقف التمييز والكراهية المبنية على أساس ديني كالإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن قرار بعض الدول الأوروبية تصدير أسلحتها لإسرائيل هو قرار خاص بها، لكن الاتحاد الأوروبي أصدر قرارًا للمطالبة بمنع تصدير الأسلحة حتى تتوقف من انتهاكاتها للقانون الدولي.

وأكد شارل ميشيل تقديره لدور القادة الدينيين في خَلق فرص للتلاقي والتعارف بين مختلف الثقافات، والتوسط من أجل الوقف الفوري للحروب والصراعات، مشيرًا إلى أن أوروبا تحتاج إلى دعم الأزهر في تدريب الأئمة الأوروبيين، وفقًا لمنهجه الوسطي المعتدل الذي يجابه الفكر المتطرف، وينشر ثقافة قبول الآخر والتعايش، ويركز على القيم المشتركة.

شيخ الأزهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى