عام جديد مع دعاء أول ليلة في رجب.. “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”
دعاء أول يوم بالسنة من قاله يوكل الله به ملكين يحرسانه.. تعرف عليه

عام جديد مع دعاء أول ليلة في رجب.. “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”

كتب : اللواء
دعاء أول ليلة في رجب، هو أحد الأدعية التي ترددها ألسنة قطاع كبير من المسلمين بالتزامن مع إعلان دار الإفتاء المصرية غرة شهر رجب لعام 1446 هجرياً، إذ يحرص كثيرون على أن تكون بداية الشهر المعظم بالعبادات والتقرب من الله عز وجل، فما هي صيغ دعاء أول ليلة في رجب؟
دعاء أول ليلة في رجب
وحول دعاء أول ليلة في رجب، فقد ورد على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية عدد من تلك الصيغ وهي كالتالي:
اللهم إنا نسألك خير شهر رجب ونعوذ بك من شره ونسألك فواتح الخير وجوامعه في هذا الشهر الفضيل.
اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي
يا رزّاق ارزقني رزقًا حلالًا تُكفيني به وتُرضيني، اللَّهم زد في مالي وولد اللَّهم إني أسألك بجلال وجهك أن تُحقق لي جميع أُمنياتي وترزقني الرّزق الحلال، ولا تُصعّب لي حاجةً ولا تُعظّم على أمرًا ولا تجعل مُصيبتي في ديني ولا تجعل الدّنيا أكبر همّي.
اللَّهم إني أسألك الصّبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنّصر على الأعداء ومُرافقة الأنبياء
– اللَّهم ارزقني علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كل سقم. اللَّهم أغننا برزقك الحلال عن الحرام، وبفضلك عمّن سواك.
– اللهم في شهر رجب، حقق لنا آمالنا التي استصعبنا تحقيقها بقوانين الدنيا فإنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.
اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ
اللهم أسألك السعادة والتوفيق وراحة البال اللهم واحفظ لي أبواي بحفظك وقر أعيننا يارب.
اللهم ارزقنا التوفيق، وزدنا علمًا وعملًا صالحًا، واجعلنا من المتقين المخلصين، اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
“اللهم اجعل أول رجب بداية لأجمل الأقدار”
“اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان”
“اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك”
“يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، أعطني من فضلك واصرف عني كل سوء”
«اللهُمّ إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ».
«اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ».
«اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ».
«يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقنا رزقا حلالًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين. حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله لراغبون».
«اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه».
«اللهم ارزقني علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء وسقم، يا من ترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما».
«اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلّا أنت».
«يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين».
مع أول ساعات العام الميلادى الجديد 2025، أوضحت دار الإفتاء أن هناك دعاء مأثورا وهو دعاء أول السنة أن يقول فى اول أيامها: “اللهم أنتَ الأبدى القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُنى إليك يا ذا الجلال والإكرام”، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقى، ويوكل الله به ملكين يحرسانه.
حكم دعاء أول العام وآخره
دعاءُ أولِ العام ودعاءُ آخره هما من أدعية الصالحين ومُجرَّبَاتهم، وهما من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، وقد كان يوصى بهما ويعلِّمُهما وينقُلُهما عن مشايخه إمامُ الحنابلة وشيخُهم فى وقته؛ الشيخُ الإمامُ الولى الصالحُ أبو عمر المقدسى محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلى [ولد سنة 528هـ، وتوفى سنة 607هـ]، وهو أخو الإمام العلامة الموفق بن قدامة [ت: 620هـ] صاحب كتاب “المغني” فى الفقه.
قال العلامة المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزى فى تاريخه “مرآة الزمان فى تواريخ الأعيان” : [وعَلَّمَنى دُعاء السَّنَة، فقال: ما زال مشايخنا يواظبون على هذا الدُّعاء فى أوَّل كلِّ سنة وآخرها، وما فاتنى طول عمري: أما أوَّل السنة فإنَّك تقول: “اللهم أنتَ الأبدى القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُنى إليك يا ذا الجلال والإكرام”، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقى، ويوكل الله به ملكين يحرسانه.
ومنذ ذلك الحين وأهل العلم من مختلف المذاهب والمشارب يتناقلون هذين الدعاءين ويوصون بهما فى أذكار العام من غير نكير، حتى نبتت هذه النابتة فجعلت الدعاء بهما بدعة، متهِمَةً الأمةَ وعلماءَها بالضلال من غير علم ولا تثبُّتٍ ولا فهم؛ كالادِّعاء بأن الكتب التى تذكر هذين الدعاءين ليست معتمدة ولا تهتم بتصحيح الحديث، وهى دعوى فاسدة نشأت عن عدم الاطلاع؛ فإن الكتاب المذكور فى السؤال هو “حاشية العلامة أبى عبد الله محمد بن المدنى كنُّون [ت: 1302هـ] فقيه أهل المغرب فى عصره، اختصر فيها حاشية العلامة محمد بن أحمد الرهونى [ت: 1230هـ] مفتى المالكية فى عصره، على شرح العلامة محمد بن عبد الباقى الزرقانى المالكى [ت: 1122هـ] خاتمة المحدثين بالديار المصرية، على متن العلامة الشيخ أبى المَوَدَّة خليل المالكى [ت: 776هـ]”، وهو من كتب المالكية المتفق على اعتمادها فى المذهب، والعلامة كنون نقلهما عن العلامة على الأجهورى شيخ المالكية، عن سبط ابن الجوزى، عن الشيخ أبى عمر المقدسى، ولم يدَّع أحدٌ ورودَهما فى الحديث الشريف حتى يُحتاجَ إلى الفحص عن سند روايتهما، ولم يدَّع أحد من علماء الحنابلة -فضلًا عن غيرهم- أنها بدعةٌ أو محرمة أو ما أشبه ذلك من الأحكام الهوجاء التى لا خطام لها ولا زمام.
الرد على دعوى أن دعاء أول العام وآخره بدعة
الحق أن هذه الدعوى الباطلة هى البدعة حقًّا؛ إذ حقيقتُها: حرمانُ المسلمين من تحويل الأوامر الشرعية المطلقة إلى برامج عمل يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية أو موسمية، والحيلولة بينهم وبين الانتظام فى الدعاء والعبادة حسب ما تمليه ظروفهم وأوقاتهم وأحوالهم، وتناسبه عاداتهم وأعرافهم؛ فإن الناس لو تُرِكُوا دون هذه الترتيبات الموسمية وبرامج العمل الحياتية التى تجعلهم على صلة بدينهم وذكر لربهم: لأدَّى بهم ذلك إلى الغفلة، وكل ذلك مَدْعَاةٌ لتقليل مظاهر الدعاء والعبادة فى حياة المسلمين، هذا مع كثرة المناسبات الاجتماعية ومواسم الاحتفال وما تموج به من لهو وانشغال عن ذكر الله تعالى وعبادته، فيضيع بذلك التوازن الذى أراد الشرعُ من خلاله أن يعمل المسلم لآخرته كأنه يموت غدًا، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا.
ومن اتهم المسلمين فقد تحجر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرع لهم فيه سعة، حيث أن الإسلام حث حثًّا مطلقًا على الدعاء، والأمر المطلق يقتضى عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، ومنع المداومة على الخير ضرب من ضروب الجهل والصدّ عن ذكر الله تعالى، والناهى عن ذلك قد سنَّ سنة سيئة فى المنع من فعل الخير وتنظيمه والمداومة عليه، مخالفًا بذلك ما ثبت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم مِن أن عمله كان ديمة، ومِن أن أحب الأعمال إلى الله أدومها كما ثبت فى “الصحيحين” وغيرهما، ولم يلتفت فى نهيه هذا إلى عواقب ما يقوله ويزعمه مِن صرف المسلمين عن المداومة على الدعاء.
وينبغى الحذر من الفتاوى الباطلة التى تطعن فى هذه الأدعية الجليلة وتصفها بالبدعة؛ بدعوى أنها لم تَرِدْ فى السُّنّة، فهى فتاوى مبتدعة لم يقل بها أحد من علماء الأمة، كما أنها تستلزم الطعن على علماء الأمة وصلحائها وسلفها وأئمتها، وهو عين ما يريده الأعداء من إبعاد المسلمين عن تراثهم وإفقادهم الثقة فى أئمتهم الهداة.