عبدالعاطي: الرئيس ثمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والوكالة الذرية

عبدالعاطي: الرئيس ثمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والوكالة الذرية

كتب: اللواء
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ثمن وبارك الاتفاق المهم الذي تم التوصل إليه اليوم الثلاثاء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم التوقيع عليه في القاهرة.
وأشار وزير الخارجية والهجرة إلى أن عراقجى وجروسي شرفا فى وقت سابق اليوم باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى لهما، في مقابلتين ثنائيتين، ثم فى لقاء مشترك.
وأعرب الوزير عن سعادته بالترحيب بوزير الخارجية الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى زيارتهما المشتركة الى مصر فى هذه المرحلة الحرجة والتى تأتي انعكاسا لحجم التعاون المثمر والايجابي، وأشار إلى أن مصر أكدت منذ عقود أنها تقف دائما إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم الثلاثاء مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي.
وأدان وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي العدوان الإجرامي الذي قامت به إسرائيل على دولة قطر، مؤكدا أن الغطرسة الإسرائيلية لن تحقق لها الأمن والاستقرار.
وقال إن مصر تشدد على أهمية خفض التصعيد في المنطقة، مؤكدا على مصر منذ عقود على أنها تقف دائما إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال وزير الخارجية والهجرة إنه انطلاقا من المبدأ الراسخ الذى تؤمن به مصر دائما بالعمل على الحفاظ على السلم والأمن الإقليمي وخفض التصعيد والتوتر في المنطقة، تابعت مصر باهتمام بالغ التطورات الاخيرة فى العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف أن مصر حرصت بتوجيهات مباشرة من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى على دعم جهود خفض التصعيد والتهدئة وتكثيف المساعي لإعادة التهدئة في المنطقة بعيدا عن أي من المواجهات التي قد تنعكس سلبا على أمن المنطقة بل والعالم أجمع.
وأشار وزير الخارجية إلى أننا شهدنا خلال الأسابيع الماضية توترا ملحوظا خاصة مع تفعيل بعض الآليات الدولية وما ترتب عليها من موافق متباينة إلا أنه ورغم هذه الأجواء استمرت الجهود المصرية والإقليمية لاستئناف الاتصالات بين الجمهورية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف وزير الخارجية ان الجانبين أبديا ارادة واضحة للحوار والتوصل إلى تفاهمات عملية تتيح استعادة الثقة المتبادلة.
وأعلن أن القاهرة استضافت اجتماعا إقليميا مهما بين وزير خارجية ايران ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث تم التوقيع على اتفاق اجراءات استئناف التعاون بين الجانبين والذى يمثل إطارا عمليا جديدا لاستعادة التعاون بين ايران والوكالة وتعزيز الثقة المتبادلة.
وقال الوزير إنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق العام بعد مشاورات مكثفة بين إيران والوكالة خلال الاسابيع الماضية، مشيرا إلى أن مصر تعرب فى هذا الصدد عن تقديرها البالغ وتثمينها وهو ما نقله السيد الرئيس اليوم للإرادة المشتركة والجادة والجهود المضنية التى قام بها الجانبان للتوصل إلى هذا الاتفاق.
وأعرب عن أمله أن يكون الاتفاق نقطة انطلاق حقيقية نحو مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين تتسم بمزيد من الشفافية فى التعامل مع القضايا الفنية ومعالجة الشواغل الأمنية المشروعة لجميع الأطراف وبما يسهم فى خلق مناخ يتيح نزع فتيل التوتر واعطاء الدبلوماسية المساحة التى تحتاجها وذلك انطلاقا من القناعة المصرية بأهمية دعم منظومة عدم الانتشار ونزع السلاح النووى وانه لا حلول عسكرية للأزمات.
وأكد وزير الخارجية أن مصر ترى أن توقيع اتفاق اليوم انما يعكس ارادة حقيقية من جانب ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية للعودة إلى مسار التعاون الفني وفى الوقت ذاته رسالة أمل إلى المجتمع الدولي مفادها ان التفاهم والحوار لايزالان ممكنين حتى فى احلك الظروف وأكثرها تعقيدا.
وشدد الوزير على اننا ندرك أن التحديات لم تنته بعد وأن الطريق ما يزال طويلا، فالاتفاق الذى تم التوقيع عليه اليوم هو بداية لمسار يتطلب التزاما جادا من الجميع رغم صعوبة الظروف الحالية، ويتطلب أيضا بيئة دولية مساعدة تدعم خذه الجهود بدلا من تقويضها.
وأعرب عن الأمل فى ان يفتح هذا الاتفاق الباب أمام خطوات إضافية من شأنها تجنب التصعيد وتقريب وجهات النظر مع الدول الأوروبية الثلاث وبما يسمح كذلك بالتوصل الى تفاهم يفضي إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تمهيدا للتوصل إلى اتفاق شامل ومرض ومستدام للملف النووي الإيراني وبما يحقق الامن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأكد أهمية تكثيف كافة الأطراف المعنية من جهودها لإيجاد حلول خلاقة ومبتكرة لتسوية المسائل العالقة في هذا الملف والعمل بكل صدق وجدية للتعامل مع الملف من جذوره وبالشكل الذى يعالج الشواغل الامنية لكل طرف وفى إطار يستند الى المبادئ الحاكمة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومن خلال العمل الدؤوب على تحقيق مبدأ عالمية تلك المعاهدة وبالاخص فى منطقة الشرق الاوسط التى لا تزال تضم دولة غير طرف فى المعاهدة رغم القرارات الدولية العديدة التى طالبت بانهاء هذا الخلل التعهدي فى المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن هذا التطور الإيجابي لا ينفصل عن الجهود الأوسع لتعزيز السلم والأمن فى منطقتنا ولا عن التزام مصر الثابت بالعمل على خفض التوتر وايجاد حلول دبلوماسية بعيدا عن منطق غطرسة القوة والإملاءات.
وشدد على أن اجتماع اليوم فى القاهرة ليس مجرد توقيعا على اتفاق بل هو أيضا خطوة سياسية ومعنوية هامة تعيد التأكيد على ان الحوار المباشر بين الأطراف هو السبيل الامثل لحا القضايا العالقة وهو دليل على ان العمل المشترك عندما يبنى على الاحترام المتبادل يمكن ان ينتج حلولا عملية تعزز الثقة.
وأكد أن مصر ستظل ملتزمة بدورها فى دعم الاستقرار الاقليمي والدولى فى اطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعمل على خفض التصعيد وتحقيق التهدئة.. لافتا إلى أن هذه الجهود تأتي تزامنا مع المساعي المبذولة للتوصل إلى وقف للكارثة وعملية الإبادة التي تجري بقطاع غزة وإنهاء المجاعة بما يسهم فى خلق المناخ المواتي لإحلال السلم والأمن في المنطقة. وشدد على أن مصر بقيادة الرئيس السيسي لن تدخر جهدا في دعم جهود خفض التصعيد.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن شكره لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسى على قيادته الحكيمة ولوزير الخارجية بدر عبد العاطي على كل ما قام به من جهد.
وقال الوزير الإيراني إنه قبل الحديث عن الاتفاق يشعر بالالتزام نحو الحديث عن العدوان الغاشم على الدوحة، وأضاف أننا ندين هذه الأعمال العدوانية بأشد العبارات ونتضامن مع الشعب الفلسطيني ودولة قطر ونتقدم بأحر التعازى لأسر الضحايا وكذلك لقطر، وندعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعلية لوقف النظام الإسرائيلي عن ارتكاب الفظائع في غزة، ولايقاف هذا النظام الذى يشكل تهديدا للسلم والأمن العالميين”.
وتابع أن اليوم خطوة عظيمة فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى من خلال الدبلوماسية، وأنه برغم العمليات الإجرامية فإن إيران ما زالت راسخة فى مواقفها وحقها فى تعزيز التعامل مع الوكالة الدولية. وقال إن الفظائع التي حدثت في يونيو الماضي واستهدفت المنشآت النووية الإيرانية هى عمليات إجرامية وغير قانونية.. والولايات المتحدة والنظام الاسرائيلى يجب أن يقعا تحت طائلة القانون الدولى بسبب الخسائر المادية والبشرية.
وأضاف أن إيران لن تنسى أبدا هذه الفظائع، لافتا إلى أن هذه الأفعال كان لها أثر سلبي في التعاون مع الوكالة.
وشدد الوزير الإيراني على أنه لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل في ظل استهداف المنشآت النووية وتدميرها، وأوضح أن إيران علقت العمل مع الوكالة بناء على موافقة المجلس الأعلى الإيراني بما يعكس سيادة إيران وكرامتها وحماية أراضيها وأمنها والحفاظ على إنجازاتها النووية.
وقال إنه فى ظل هذه التهديدات المستمرة فإن هذا العمل ليس خيارنا ولكنه تداعيات مباشرة للعدوان الغادر ضد المنشآت النووية الإيرانية، ولا توجد أي دولة يمكن أن تستمر في العمل بطريقة طبيعية عندما يتم استهداف البنى التحتية النووية بشكل متعمد.
وأضاف أن الإطار العام الحالي بين إيران والوكالة الدولية مخطط لظروف معينة لا يعتبر متجاوبا بشكل عملي مع هذه المواقف بسبب إسرائيل وأفعالها الإجرامية، ولهذا السبب انخرطت إيران والوكالة الدولية في محادثات مكثفة تهدف إلى إنشاء نموذج جديد فيما يتعلق بتنفيذ الضمانات الإيرانية من أجل تمكين الاستمرار فى التعاون.
وأشار إلى أن هذه المفاوضات والمحادثات تم تنفيذها بالتفاهم المشترك، وأن الضمانات والأنشطة ذات الصلة لا بد من حمايتها طالما أن النظام الإيراني يتم تناول مخاوفه بشكل جدي.
وأوضح عراقجي أنه أجرى اليوم مع مدير وكالة الطاقة الذرية جولة جديدة من المفاوضات من أجل انتهاء هذه التفاهمات المشتركة من أجل ضمان التعهدات الإيرانية فيما يتعلق بهذه العمليات التي حدثت ضد المنشآت النووية الإيرانية.. وتمكننا من إنهاء هذا الاتفاق.. ويمكننا أن نقول إن هذه الخطوات العملية فيما يتعلق بالضمانات وتنفيذها تعد متسقة تماما مع المجلس الإيراني والبرلمان وتشريعاته.. وتناول كل هذه الشواغل والمخاوف الايرانية.. وقدم إطار عمل لاستكمال التعاون لحماية حقوقنا.
ولفت إلى أن الاتفاق ينص على بعض النماذج الخاصة بالتعاون بما يعكس الموقف الأمني الذي تواجهه إيران وكذلك الوكالة الدولية ومتطلباتها الفنية، وهذا يضمن أن يستمر بين الطرفين بطريقة تحترم السيادة الإيرانية.
وقال إن التعاون بيننا لا يجب أن ينفصل عن الواقع على الارض وحماية أمن مواطنينا.. ورسالة إيران واضحة بأن إيران لن تقوض حقوقها وسيادتها وأمنها وفى نفس الوقت فإن إيران تظهر المسئولية التامة بالوصول إلى اتفاق من أجل استمرار التعاون مع الوكالة الدولية برغم الأعمال الغادرة.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن المجتمع الدولى والوكالة يجب أن يدينوا هذه الأعمال الغادرة ، مؤكدا أنه فى حالة اى اعمال ضد دولته وفى حالة إعادة فرض قرارات مجلس الأمن فإن إيران ستعتبر هذه الخطوات العملية منتهية.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي

وقال جروسي”إن ما تم تحقيقه لا يمكن أن يكون اتفاقا عاما ولكنها وثيقة فنية تشير إلى كيفية إستعادة التفتيش اللازم داخل إيران وفق اتفاقية منع الانتشار النووي وبما يتوافق مع اتفاقية الضمانات، وعلى المجتمع الدولي أن يستمع ويتفهم أن الظروف التي حدثت في يونيو الماضي صعبة ومعقدة بالنسبة لإيران”.
وأضاف “أن هناك ما يعرف بفن الوصول إلى السلام وهو مبدأ راسخ، ونحاول تخطي الصعوبات والعودة للسلام والأمن والالتزامات الدولية، وقد اتخذت إيران عددا من الخطوات التي نحترمها، ولدينا بعض الضمانات وعمليات إجرائية لتنفيذها ولابد من الجلوس والتفاهم المشترك لتحقيق الهدف المشترك للوصول إلى تنفيذ الاتفاقيات الدولية الهامة مثل اتفاقية منع الانتشار النووي”.
وتابع جروسي: “هذه خطوة في الطريق الصحيح ولكن لايزال هناك الكثير من الأمور التي لا يزال علينا تنفيذها بحسن نية ويمكن للبعض تقديم يد العون لنا”.
وقدم جروسي الشكر للدولة المصرية لتقديم الدعم والإعداد لهذه الجلسات وأن تكون الحافز والدافع لعقدها، مضيفا “أنه يتقدم بالشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لما قدمه للوصول إلى الاتفاق في هذه الأوقات العصيبة، وقد عملنا بنصائحه”.
ووصف جروسي ما تم اليوم من توقيع للاتفاق بأنه “يوم هام”، وقد وصلنا إلى الاتفاق على الكثير من الاجراءات التي يمكن أن نحققها سويا للوصول إلى تطبيق الاتفاقيات والسيرمعا وليس غلق الأبواب.