عندما هبطت طائرة الرئيس ماكرون في العريش بقلم اللواء دكتور/ سمير فرج

عندما هبطت طائرة الرئيس ماكرون في العريش بقلم اللواء دكتور/ سمير فرج

كتب: اللواء
توافق هذه الأيام، من شهر أبريل، ذكرى أغلى انتصارات شعبنا العظيم، وقواتنا المسلحة الباسلة، في العصر الحديث، وهو استعادة سيناء بالكامل، وكل حبة رمل فيها، بعدما احتلها العدو الإسرائيلي، إثر هزيمتنا في حرب ١٩٦٧، مثلما احتل، حينئذ، هضبة الجولان السورية، والضفة الغربية الأردنية، اللتان لازالتا، مع الأسف، تحت سيطرة العدو الصهيوني، الذي لم يكتف باغتصاب أراض عربية، بل استغل حالة الفوضى والفراغ السياسي في سوريا، حالياً، ليحتل أراض إضافية.
كانت سيناء، ولا زالت، مطمعاً للغزاة والحاقدين، منذ قديم الأزل، وحتى عصرنا الحديث، عندما حاولت الجماعات الإرهابية المتطرفة، جعلها مقراً للولاية الإسلامية، إلا أن مصر تصدت لتلك المخططات، وأحبطتها بحربها الجاسرة على الإرهاب، لمدة ست سنوات متواصلة، حتى طهرت أرض سيناء، وباقي أنحاء الجمهورية، منه، ومن خسته ونذالته.
ولقد كانت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للعريش، أكبر دليل على ذلك، وكأن هبوط طائرته، بسلام، في مطار العريش، إعلاناً للعالم كله، بأن العريش، بل وسيناء بأكملها، آمنة، ذلك المطار، الذي كان حتى الأمس القريب، مرماً لقذائف الكورنيت في يد الإرهابيين،. تزامنت زيارة الرئيس الفرنسي، مع تكرار إعلان الرفض المصري لمحاولات نتنياهو، والرئيس الأمريكي ترامب، لتهجير أهالي غزة، قسرياً، إلى سيناء. ذلك الرفض، القاطع، الذي أعلنه الرئيس السيسي، بأن سيناء، والأمن القومي المصري خطاً أحمر، وأيده أكثر من ١٠٥ مليون مصري.
وهنا لابد وأن نُشيد بقرار الرئيس السيسي، منذ توليه السلطة، بضرورة تأمين سيناء بالتنمية، فتم، في تلك الفترة، شق الأنفاق تحت قناة السويس لتصل سيناء بالوطن الأم، فصار العبور من وإلى سيناء يستغرق بعض الدقائق، بدلاً من ساعات الانتظار في قوافل المرور بين ضفتي قناة السويس، مثلما كان الحال من قبل، مع إنشاء شبكة طرق جديدة تغطي سيناء بالكامل. كما تم تطوير ورفع كفاءة ميناء العريش، وتشغيله بواسطة أبناء المحافظة.
يضاف لذلك إقامة مجمع الجفجافة الصناعي للرخام والجرانيت، لتصنيع وتصدير أجود أنواع الرخام، بدلاً من تصديره كمادة خام في صورة “بلوكات”، وكذلك مشروع زراعة نصف مليون فدان شرق الإسماعيلية، التي تستوعب الملايين من الأيدي العاملة من أبناء مصر، وكذلك تطوير بحيرة البردويل، ومعها سفن الصيد الجديدة، ومصنع الفوم والثلج، ومن خلال مطار البردويل يتم تصدير الإنتاج، صباح كل يوم، إلى أوروبا.
ولا ننسى توطين أهالي سيناء، حيث أمر الرئيس السيسي بتوفير المياه، أولاً، من خلال حفر الآبار، ثم إقامة القرى حولها، لانتقال الأهالي إليها، مع تخصيص 9 أفدنة، لكل أسرة، لزراعتها، وهو ما كان النواة لإقامة ثلاث مدن جديدة، ومتكاملة في سيناء، تضم المدارس، بجميع مراحلها، والجامعات، مع السماح لشباب سيناء، بالالتحاق بالكليات العسكرية وكليات الشرطة والحقوق.
وهكذا، تعدو سيناء نحو عصر جديد من التنمية، ليكون بداية تأمين سيناء.
Email: sfarag.media@outlook.com