عهد من الله ووعد من الجيش.. مصر ستظل آمنة وسالمة.. المتحدث العسكرى فى ضيافة «حوار أخبار اليوم» : مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات فى توقيت واحد
منظومة الإعلام العسكرى وحماية الأمن القومى

عهد من الله ووعد من الجيش.. مصر ستظل آمنة وسالمة.. المتحدث العسكرى فى ضيافة «حوار أخبار اليوم» : مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات فى توقيت واحد

القيادة السياسية أدركت التحديات مبكرًا واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى
القوات المسلحة المصرية.. جيش وطنى شريف يدافع ولا يعتدى
مغرضون يحاولون زعزعة استقرار المجتمع عبر نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة
القوات المسلحة تعزز قنوات الاتصال مع وسائل الإعلام لضمان تدفق المعلومات الصحيحة
كتب : اللواء
شدد العقيد أ.ح غريب عبد الحافظ غريب، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة المصرية، أن القوات المسلحة لن تسمح بأى تهديدات لسيادة الدولة وأمنها واستقرارها، مؤكدًا أن أفرع الجيش المختلفة فى أتم الجاهزية للتعامل مع أى تطور مهما كان. وأوضح المتحدث العسكرى فى حواره لـ«مائدة أخبار اليوم للحوار» أن مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى توقيت واحد إلا أنها ستبقى فى أمن وأمان بحفظ الله تعالى، مضيفًا أن القوات المسلحة المصرية تمثل جيشًا وطنيًا شريفًا يدافع عن أراضى بلاده بفداء وروح عالية، ولا يعتدى على أراضى الآخرين.
وقال العقيد أ.ح غريب عبد الحافظ: «إن حكمة القيادة السياسية أدركت التحديات التى تواجه البلاد منذ وقت مبكر، واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى، وبدأ التخطيط لمواجهة هذه التحديات حتى قبل وقوعها، بما فى ذلك تطوير منظومات التسليح عبر خطط طويلة المدى، وسط تحديات كبيرة تتعلق بشراء السلاح ومواكبة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية».
اقرأ أيضًا| المتحدث العسكري: سقوط طائرة هليكوبتر أثناء التدريب بمنطقة الشلوفة.. واستشهاد ضابطين
وأضاف أن تهديد الأمن القومى لم يعد قاصرًا على البعد العسكرى التقليدى، بل اتسع ليشمل أبعادًا أخرى تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع من خلال نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، وبالتالى يجب التفريق بين الإعلام الذى يعبر عن حرية الرأى والإعلام الموجه المدعوم دوليًا الذى يستهدف زعزعة استقرار الدولة، وهو ما يتطلب من القوات المسلحة التواصل الفعال والمستمر لتعزيز قنوات الاتصال مع كافة وسائل الإعلام لضمان تدفق المعلومات الصحيحة والموثوقة من مصدرها الرسمى فى الوقت المناسب.. وإلى نص الحوار:
القوات المسلحة تتبنى استراتيجية شاملة للتطوير تشمل الفرد والتسليح والتدريب
أرض الفيروز ما زالت محط أنظار وأطماع المغرضين
«أخبار اليوم»: تواجه مصر فى الوقت الراهن العديد من التحديات الإقليمية والعالمية، وهو ما يظهر جليًا فيما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث وصراعات تفرض على الدولة المصرية التعامل مع هذه التحديات بمسؤولية ويقظة شديدة.. كيف ترون هذه التحديات؟
المتحدث العسكرى: عبقرية المكان للدولة المصرية فرضت على البلاد تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى توقيت واحد، وهو ما لم تشهده مصر فى تاريخها من قبل، هذه التحديات ظهرت بشكل واضح بعد عام 2011، إلا أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى كان لهما الدور البارز فى كشف المؤامرات التى كانت تُحاك ضد مصر عبر سنوات عديدة، ليُظهر للعالم مدى الاستهداف الذى تتعرض له الدولة المصرية، إلا أن مصر تبقى فى أمن وأمان بحفظ الله تعالى، فقد كُتب لمصر أن تكون محط أنظار وأطماع العالم عبر العصور.
ومن المؤكد أن الجيش المصرى يختلف عن سائر جيوش العالم؛ فهو جيش وطنى شريف يدافع دون اعتداء، لم يسبق له لا فى التاريخ القديم ولا الحديث أن اعتدى على أراضى الآخرين، بل على العكس عبر فترات زمنية مختلفة نجده يخوض معارك للدفاع عن البلاد، كان آخرها الحرب ضد الإرهاب التى استمرت لمدة عشر سنوات، ولذلك يجب أن نكون مؤهلين نفسيًا ومستعدين للتحديات الجديدة دون قلق، وإنما بالطمأنينة والثقة فى أن الله كتب لمصر أن تكون فى أمن وأمان، ففى حرب أكتوبر 1973 رغم الفروق الهائلة فى التسليح والقدرات حينذاك استطاعت عقيدة المقاتل المصرى تحقيق النصر وفرض إرادتها على العالم أجمع.
وأود الإشادة هنا بحكمة القيادة السياسية التى أدركت التحديات منذ وقت مبكر واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى، فبدأت التخطيط لمواجهة هذه التحديات حتى قبل وقوعها، بما فى ذلك تطوير منظومات التسليح عبر خطط طويلة المدى، فشراء الأسلحة لا يعتمد فقط على الموارد المالية، بل هى عملية تتداخل فيها معادلات دولية معقدة، وأحيانًا يتطلب تصنيع قطعة السلاح سنوات طويلة، والتخطيط المسبق كان ضروريًا لمجابهة التحديات الخفية، وذلك وسط تحديات كبيرة تتعلق بشراء السلاح ومواكبة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، فنحن لدينا حدود واسعة تتطلب تأمينًا مستمرًا، فعلى الاتجاه الغربى نتعامل مع حالة عدم الاستقرار فى ليبيا، مما زاد من الأعباء على الدولة والجيش، بينما على الاتجاه الجنوبى واجهنا أزمات حرب السودان، وفى الوقت ذاته تأمين البحر وخطوط الملاحة وقناة السويس وتأمين عبور السفن فى القناة يمثل تحديات أخرى تفرض علينا التخطيط المسبق وبذل الجهود الكبيرة.
التحديات التى تواجه الدولة
«أخبار اليوم»: لا تقتصر التحديات التى تواجهها الدولة المصرية على التحديات الخارجية فقط، فهناك تحديات داخلية أخرى لا تقل خطورتها وأهميتها عن التحديات الخارجية.. فما تعليقكم؟
المتحدث العسكرى: بالفعل الدولة المصرية تواجه أيضًا العديد من التحديات الداخلية، بداية من توفير احتياجات المواطنين الغذائية والاحتياجات المتعلقة بالسكن، ومواجهة الأزمات فى سيناء التى ما زالت محط أنظار وطمع، وذلك كله لا يقل أهمية عن التحديات الخارجية، وبالتالى الأمر يتطلب مواجهة شاملة.
وفى الحقيقة أن الحرب ضد الإرهاب تتطلب تعاملًا فريدًا، والجيش المصرى لا يتعامل مع الأهداف بشكل تقليدى، بل بروح عالية واحترام لحياة المدنيين، إذ إن هناك عمليات كثيرة تم إلغاؤها لأن الإرهابيين كانوا يحتمون بمدنيين، وهذا يطيل أمد المعركة لكنه يعكس إنسانية القوات المسلحة المصرية على مدار التاريخ الحديث والقديم، وقد واجهت القوات المسلحة المصرية تحديات غير عادية، بدءًا من مجابهة الإرهاب على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، مرورًا بمواكبة التطور السريع فى التسليح والتدريب، وصولًا إلى دعم جهود الدولة فى التنمية الشاملة من خلال استغلال إمكانياتها.
وأود الإشارة إلى أن القوات المسلحة المصرية منذ عام 2011 لا تقتصر مهمتها على المهام العسكرية البحتة، بل تحملت مسؤوليات إضافية، فالجيش المصرى واجه تحديات متزامنة فى سيناء، ففى الحرب على الإرهاب كان مطلوبًا منا تطهير المناطق ومقاومة الإرهاب، وفى الوقت نفسه ضمان استمرار الحياة الطبيعية فى قرى سيناء التى كانت شبه متوقفة، كما كان يجب الحفاظ على سير المشروعات التنموية وفق جداولها المحددة، لأن تعطيلها كان هدفًا رئيسيًا للعناصر الإرهابية، وهذا الوضع المعقد يتطلب منا خوض معركة ضد الإرهاب فى قرى آهلة بالمدنيين، مع الحفاظ على حياة المدنيين وسير الحياة بشكل طبيعى، بينما تستمر المشروعات التنموية والمؤسسات المدنية فى العمل دون انقطاع، معادلة صعبة لكن القوات المسلحة تعمل دائمًا بشكل علمى وتستفيد من كل معركة، بدءًا من العمليات المختلفة وصولًا إلى العملية الشاملة ضد الإرهاب، وكل عملية تُضاف فيها دروس مستفادة تساعدنا على التطوير وتحسين خططنا لتحقيق الأهداف المنشودة، ونتيجة لهذه الجهود أصبحت التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب محط أنظار العالم، وحرصت دول عديدة على إجراء تدريبات مشتركة معنا للاستفادة من خبرتنا فى هذا المجال، خاصة أن الدولة المصرية نجحت فيما فشلت فيه دول كبرى أخرى.
وإلى جانب مواجهة التهديدات والتحديات الداخلية والخارجية، تبنت القوات المسلحة استراتيجية شاملة للتطوير تشمل الفرد والتسليح والتدريب، مما جعلها تحظى بتقدير كبير من دول العالم فى مجال مكافحة الإرهاب، مع العلم أنه يوجد حجم كبير من الضغوط التى تُمارس فى الغرف المغلقة على الدولة المصرية وعلى قواتها المسلحة، وفى ظل القيادة السياسية الحكيمة كانت الدولة واعية بهذه الضغوطات الخفية التى تتسم بظاهرة الاستنزاف وإطالة أمد المعارك، كما هو الحال فى الحروب الحديثة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب على غزة، والحرب فى السودان، حيث انهارت بعض الدول نتيجة لهذه الحروب، لذلك من الضرورى فهم طبيعة التحديات التى تواجهها الدولة وكيفية التغلب عليها وإدارة الأزمات بشكل صحيح، ومن هنا تأتى أهمية معركة الوعى التى تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، خاصة مع ضعف الإمكانيات مقارنة بحجم الإنفاق الهائل الذى يُخصص لنشر الشائعات.
معركة الوعى
«أخبار اليوم»: على مدى سنوات عديدة، تخوض مصر معركة متعددة الجبهات لتنمية الوعى المصرى ليكون السلاح الأبرز والأقوى لدحض الشائعات والأكاذيب التى يروجها المغرضون ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية.. فما أبرز الجهود المبذولة فى هذا الشأن؟
المتحدث العسكرى: الوعى يمثل تحديًا رئيسيًا، حيث لم يعد تهديد الأمن القومى قاصرًا على البعد العسكرى التقليدى، بل اتسع ليشمل أبعادًا أخرى تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع من خلال نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، لذا يجب التفريق بين الإعلام الذى يعبر عن حرية الرأى والإعلام الموجه المدعوم دوليًا الذى يستهدف زعزعة استقرار الدولة، علمًا بأن حجم الإنفاق على الشائعات يعكس مدى استهداف وعى المواطن، مما يتطلب من القوات المسلحة التواصل الفعال والمستمر لتعزيز قنوات الاتصال مع كافة وسائل الإعلام لضمان تدفق المعلومات الصحيحة والموثوقة من مصدرها الرسمى فى الوقت المناسب قدر الإمكان.
والحقيقة أن اللقاءات المباشرة مع الشباب تساهم فى تنمية وعيهم، حيث تختلف الحقائق فى الواقع عن العالم الافتراضى الذى نعيش فيه من خلال الهواتف المحمولة والأخبار غير الموثوقة، والاستنزاف الذى تتعرض له الدولة فى مواجهة الشائعات يتطلب جهودًا كبيرة للرد عليها وتفنيدها، فالرد على الشائعات هو رد فعل وفى غياب المبادأة ستضيع الفرصة للسيطرة على الساحة، ونجاح القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973 كان بسبب تحقيقها المبادأة والمفاجأة، وكذلك فى حربها ضد الإرهاب منذ عام 2011 وحتى القضاء عليه فى سيناء، والإعلام كسلاح رئيسى للدولة يلعب دورًا محوريًا فى مواجهة حملات هدم الأمم من خلال الشائعات.
شائعات مغرضة
«أخبار اليوم»: خلال الأيام الماضية، ترددت العديد من الشائعات المغرضة حول مرور سفن حربية فى قناة السويس، وقد تعاملت مؤسسات الدولة مع هذه الشائعات بحسم وحزم.. فما تفسيركم لترويج مثل هذه الشائعات بين الحين والآخر؟
المتحدث العسكرى: البعض استغل عبور سفن حربية فى قناة السويس لإثارة الفتن دون إدراك القوانين الدولية التى تكفل حرية الملاحة. والحقيقة أنه لا ينبغى الالتفات إلى الشائعات ولا الانشغال بتكذيبها بشكل متكرر، فلدينا أعمال كثيرة بحاجة إلى الإنجاز، فالقوات المسلحة تخوض معركة تنموية غير مسبوقة فى سيناء، ويشهد الجميع حجم التحول الذى تحقق، فاليوم لدينا مساحات زراعية متزايدة، ومساكن جديدة، وبنية تحتية متطورة تشمل شبكات صرف صحى حديثة ومدارس ومعاهد أزهرية وغيرها، حتى العقلية القبلية التى كانت تمثل تحديات كبيرة تغيرت، وذلك بفضل تحرك الأزهر بقوافله والكنيسة أيضًا لضمان تنمية متكاملة تشمل الأفراد والمشروعات، وذلك كله يتم بحكمة كبيرة لتجنب الوقوع فى الاستنزاف.
وهيئة قناة السويس ملتزمة تمامًا باتفاقياتها الدولية، والقوات المسلحة تقوم بواجبها فى تأمين المجرى الملاحى وفق مهامها المحددة.
وينبغى الإشارة إلى أن القوات المسلحة تتبنى استراتيجية جديدة لمواجهة التهديدات والتحديات المحتملة، وهى تدرك تمامًا أهمية دور الإعلام فى نشر الوعى، فتهديد الأمن القومى لم يعد يقتصر على البعد العسكرى التقليدى.
ودور الأسرة أساسى فى هذه المعركة، ويجب أن يكون لكل فرد دور فى بناء الوعى من خلال التواصل المباشر مع أفراد أسرته وأبنائه ومحيطه الاجتماعى، النتيجة قد لا تكون فورية لكنها تراكمية ومؤثرة على المدى البعيد، وأفراد القوات المسلحة يحملون أعباء كبيرة بجانب مهامهم الأساسية مثل التأمين والتدريب وغيرها، فهم أيضًا يعملون فى مشروعات التنمية الشاملة فى الدولة، حيث يتولى كل قائد مشروعًا يشرف عليه حتى إتمامه.
استراتيجية شاملة
«أخبار اليوم»: ماذا عن الجهود المبذولة فيما يتعلق بتطوير الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة؟
– المتحدث العسكرى: معرفة حجم العدو تمثل أولى خطوات مواجهته بالإمكانيات المتاحة، والعنصر البشرى يظل عاملًا مهمًا، ولهذا ركزت القيادة العامة للقوات المسلحة على تطوير الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة التى تركز على 3 محاور تتضمن الفرد، التسليح، والتدريب كجزء من استراتيجيتها الشاملة، وقد قمنا بتنويع مصادر السلاح ومررنا بمراحل متقدمة من التدريب سواء على المستوى الداخلى أو على مستوى التدريب المشترك والعابر، وقد تم تنفيذ 124 تدريبًا مشتركًا وعابرًا بين عامى 2019 و2024، على الرغم من التحديات العالمية مثل جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية التى أدت إلى تراجع تدريبات كثيرة فى العالم، لكن الكثير من الدول كانت حريصة على التدريب مع القوات المسلحة المصرية خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، وهو درس رئيسى فى هذه التدريبات المشتركة على مستوى تدريب الفرد.
وقد وجه رئيس الجمهورية بتوقيع اتفاقيات التوأمة والبروتوكولات بين الكليات العسكرية والجامعات المصرية، مما يتيح للطلاب العسكريين الحصول على شهادات جامعية، وهذا يعزز قدرتهم على اتخاذ القرار بمنتهى الدقة بشكل علمى مدروس بعناية ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز التواجد الميدانى والمتابعة الدقيقة لجميع المستويات داخل المؤسسة العسكرية، وهذا الحرص شمل جميع أفراد الجيش بدءًا من أصغر جندى فى مراكز التدريب من أجل توفير أعلى مستويات الجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية.
وفى إطار تعزيز الجاهزية، قام القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع ورئيس أركان حرب القوات المسلحة بالذهاب بنفسهم لتفقد الحالة الإدارية ومتابعة أداء الوحدات العسكرية فى عدة زيارات ميدانية، وكان التركيز الأساسى فى هذه الزيارات على الجندى والفرد المقاتل، بداية من تدريبه مرورًا بالتأكد من جاهزيته التامة وفهمه الكامل لمهامه، والحقيقة أن الحوار المباشر بين القادة والمتدربين يعد علامة فارقة فى حرص القيادة على الاطمئنان على كفاءة الأفراد، خاصة أن القوات المسلحة لا تملك رفاهية الإهمال فى ظل التهديدات المتزايدة.
كما أن التدريب المكثف أصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية القوات المسلحة لضمان الجاهزية المستمرة، حيث يتم التركيز على تطوير مهارات الأفراد فى كافة المجالات العسكرية، وهو ما يعزز من قدرة القوات المسلحة على الرد السريع والفعال فى مختلف المواقف، وهذا الاهتمام الكبير بالتدريب يعكس حرص القيادة على أن يكون كل فرد على دراية تامة بمسؤولياته وجاهز لتنفيذ المهام على أكمل وجه.
وشهدت القوات المسلحة تطورًا ملحوظًا فى مختلف الأفرع العسكرية، خاصة فى القوات الجوية والبحرية، وكان من أبرز الإنجازات التى تم تحقيقها هو تشكيل أسطولين بحريين شمالى وجنوبى، كل منهما مزود بقدرات متقدمة تسمح له بتنفيذ المهام العسكرية بفعالية وكفاءة عالية، وكما شاهدنا فى عملية «ردع» كيف شاركت جميع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة (الجوية، البحرية، الدفاع الجوي) بتناغم وتزامن كامل، ما يؤكد أن هناك استراتيجية مدروسة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش المصرى وتأمين المصالح الوطنية.
معرفة حجم العدو تمثل أولى خطوات مواجهته بالإمكانيات المتاحة
حول آلية إصدار البيانات المتعلقة بالقوات المسلحة، أوضح المتحدث العسكرى أن القوات المسلحة تعتمد فى إصدار بياناتها الرسمية على منهجية دقيقة ومدروسة تقوم على ضمان توثيق وتدقيق المعلومات قبل النشر.
وأكد على حرص القوات المسلحة على إمداد الرأى العام بكافة المعلومات المؤكدة من خلال وسائل الإعلام طبقاً للمنهجية المذكورة.
وأضاف: هناك فرق شاسع بين المصدر الرسمى للمعلومات والمصادر غير الرسمية وغير الموثقة، فالبيانات الصادرة عن القوات المسلحة تراعى الدقة الشديدة، مع الوضع فى الاعتبار تداعيات الأمن القومى.
وأشار إلى أنه يتم إصدار البيانات الخاصة بالحوادث بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية وبشكل سريع، لضمان الحد من إنتشار الشائعات من جهة وإمداد الإعلام بالمعلومات الوافية والموثقة عن الحادث من جهة أخرى.
الجاهزية العالية ضمان للتعامل مع أى تهديد
فيما يخص التغيرات السياسية والإقليمية المحتملة، أكد المتحدث العسكرى على الاستعداد لمواجهة أى تطورات قد تطرأ على الصعيدين الإقليمى والدولى، وأن القوات المسلحة تعمل جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية الأخرى لضمان تأمين البلاد والتصدى لأى تهديدات لأمننا القومى.
وأكد أن الجيش المصرى قادر على مواجهة أى تحديات مهما كانت معقدة، وقد أثبت قدرته على ذلك فى ظروف صعبة للغاية، ففى حرب أكتوبر 1973 واجه ببراعة غير مسبوقة وروح قتالية عالية تكنولوجيا كانت متفوقة للغاية، والضمان الوحيد لذلك هو اصطفاف الشعب المصرى خلف قواته المسلحة.
وأضاف المتحدث العسكرى أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بأى تهديد لسيادة الدولة أو استقرارها، وأن كل خطوة نخطوها يتم دراستها بعناية وبشكل علمى قائلاً: «نحن نراقب الوضع على جميع الجبهات وفى أتم الجاهزية للتعامل مع أى تطور مهما كان».
وقد حرصت القوات المسلحة على تنفيذ إستراتيجية شاملة للتطوير بدءً من الفرد المقاتل بإعتباره الركيزة الأساسية لبناء جيش وطنى قوى، مروراً بمواكبة التطور المتسارع فى نظم وأساليب القتال وتنوع مصادر التسليح، وانتهاءً بامتلاك أحدث المقومات من العلوم والتكنولوجيا ونظم التسليح لدعم قدراتها القتالية والفنية للوفاء بالمهام المكلففة بها فى تأمين حدود الدولة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية حفاظاً على الأمن القومى المصرى فى ظل ما تفرضه الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية من تحديات
سيناء درع مصر الحامى على الحدود الشرقية
حول الأحاديث المتداولة بشأن سيناء وصفقة القرن والتواجد الإسرائيلى القريب من الحدود المصرية، أكد المتحدث العسكرى أن موقف الدولة المصرية – متمثلاً فى قيادتها السياسية – واضح فى هذا الشأن، حيث صرح الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة فى كثير من المحافل الدولية أن سيناء أرض مصرية خالصة ولا يمكن المساس بها.
كما أكد على أن مصر ترفض أى حلول تُفرض من الخارج على حساب أمنها القومى، وأن الدولة ستظل ملتزمة بحماية مصالحها وحدودها بكل قوة، مع الحفاظ على سيادتها الوطنية وعدم القبول بأى ترتيبات إقليمية تتعارض مع إرادة الشعب المصرى.
وأكد المتحدث العسكرى على أن القوات المسلحة لديها ثوابت لا تحيد عنها، أهمها الحفاظ على الأمن القومى المصرى، الذى يُعد خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه تحت أى ظرف. وأوضح أن التدريب المستمر والجاهزية هى على رأس أولويات القيادة العامة للقوات المسلحة لمواجهة كافة التحديات الأمنية والتعامل مع كافة السيناريوهات المتوقعة.
يد تحمى.. وأخرى تبنى
أكد المتحدث العسكرى أن القوات المسلحة تساهم بما لديها من إمكانات فى جهود التنمية الشاملة للدولة، كما أوضح أن التنظيمات الإرهابية استهدفت تعطيل مسيرة التنمية فى سيناء كأحد أهدافها الرئيسية من خلال عمليات تخريبية وهجمات مباشرة على العاملين فى المشروعات القومية، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة اتخذت خطوات استباقية لضمان استمرار العمل فى هذه المشروعات، مع تأمين المعدات والكوادرالبشرية ما أسهم فى تنفيذ المشروعات وفق الجداول الزمنية المخططة.
وأوضح أن العملية الشاملة لمكافحة الإرهاب لم تكن مجرد تحرك عسكرى بل جزءً من استراتيجية متكاملة تهدف إلى معالجة مسببات الإرهاب من جذورها، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية شملت ثلاثة محاور رئيسية: المحور الأول أمنى وعسكرى، حيث ركّزت القوات المسلحة فى هذا المحور على القضاء المباشر على مصادر التهديد، وشمل ذلك تدمير الأنفاق التى كانت تستخدم فى تهريب الأسلحة، وتفكيك مخازن الذخيرة وقطع خطوط التمويل والإمداد عن العناصر الإرهابية، كما تم تعزيز التواجد الأمنى لضمان استقرار المنطقة.
المحور الثانى تنموى، حيث لعبت القوات المسلحة دورًا محوريًا فى تنفيذ مشروعات تنموية كبرى فى سيناء، تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وخلق فرص عمل، ما يسهم فى منع التنظيمات الإرهابية من إستغلال الأوضاع المعيشية لاستقطاب الأفراد، وهذه الجهود التنموية لم تكن مجرد استجابة آنية بل جزءً من رؤية طويلة المدى لتحقيق استقرار مستدام فى المنطقة.
ومن واقع المسئولية الوطنية فالقوات المسلحة تقوم بتسخير كافة إمكانياتها لدعم جهود الدولة فى التنمية المستدامة والإرتقاء بالأحوال المعيشية للمواطنين.
ولأن القيادة السياسية تولى لسيناء إهتمام خاص، تم تكليف القوات المسلحة إعتباراً من 30/6/2013 بتنفيذ عدد (460) مشروع تنموى لخدمة كافة مجالات التنمية الشاملة فى شبه جزيرة سيناء وحدها بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المدنية منها عدد (33) مشروع من المشروعات القومية الكبرى مثل: إنشاء أنفاق للسيارات أسفل قناة السويس فى (السويس، شمال الإسماعيلية، جنوب بورسعيد) – تطوير ميناء العريش البحرى – الميناء التجارى بمنطقة شرق بورسعيد بطول 5كم – إنشاء كوبرى السكة الحديد الشرقى بمنطقة الفردان – رفع كفاءة وتشغيل مطار العريش كمطار مدنى – رفع كفاءة وتطوير العديد من محطات الكهرباء لخدمة مدن وقرى سيناء، فضلاً عن مشروعات البنية التحتية والمشروعات التنموية الأخرى.
المحور الثالث اجتماعى، وفيه أطلقت القوات المسلحة مبادرات لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، وتضمنت هذه المبادرات تنظيم حفلات زفاف جماعية شمل توفير الدعم المادى والتجهيزات اللازمة للشباب المقبلين على الزواج، وهذا النشاط يعكس حرص القوات المسلحة على بناء نسيج إجتماعى قوى ومستقر، وتجاوز عدد المستفيدين من مبادرات الزواج فى المنطقة الشمالية فقط 1080 شابا وشابة، مما ساهم فى تعزيز التماسك الاجتماعى والحد من الفقر.