أخبار عاجلةاخبار عربية وعالمية

ما هي أبرز الرسائل الأساسية؟ خطاب ترامب

ما هي أبرز الرسائل الأساسية؟ خطاب ترامب

 ما هي أبرز الرسائل الأساسية؟ خطاب ترامب
ما هي أبرز الرسائل الأساسية؟ خطاب ترامب

كتب وكالات الانباء

“إجراءات سريعة وحازمة بلا هوادة” هكذا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول ثلاثة وأربعين يوماً من ولايته الثانية، وذلك خلال خطابه أمام جلسة مشتركة للكونغرس مساء الثلاثاء.

وفي أطول خطاب لجلسة مشتركة رئاسية في التاريخ، استعرض ترامب خططه بشأن الرسوم الجمركية العالمية، وتحدث عن “استعادة” قناة بنما من خلال استثمارات أميركية جديدة، وتعهد بـ “شن حرب” على عصابات المخدرات المكسيكية، ودعا غرينلاند إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة، كما ضغط بشدة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.

“إجراءات سريعة وحازمة بلا هوادة” هكذا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول ثلاثة وأربعين يوماً من ولايته الثانية، وذلك خلال خطابه أمام جلسة مشتركة للكونغرس مساء الثلاثاء.

وفي أطول خطاب لجلسة مشتركة رئاسية في التاريخ، استعرض ترامب خططه بشأن الرسوم الجمركية العالمية، وتحدث عن “استعادة” قناة بنما من خلال استثمارات أميركية جديدة، وتعهد بـ “شن حرب” على عصابات المخدرات المكسيكية، ودعا غرينلاند إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة، كما ضغط بشدة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.

في هذا السياق، نقل المجلس الأطلسي تحليلات من مجموعة متنوعة من المحللين والخبراء حول الرسائل التي بعث الخطاب وما تعنيه تلك السياسات للعالم.

في البداية، يرى المدير الأول لمركز الجغرافيا الاقتصادية في المجلس الأطلسي، ومستشار سابق في صندوق النقد الدولي، جوش ليبكسي، أن الجملة الأهم في خطاب الرئيس الأميركي حول التجارة لا تتعلق بالصلب أو الألمنيوم أو الزراعة، بل كانت عندما قال ترامب إن الرسوم الجمركية “تتعلق بحماية روح بلدنا”، مضيفاً أن هذه الكلمات يجب أن تكون بمثابة إنذار للعالم بأسره بأن ترامب جاد في فرض الرسوم الجمركية. فبالنسبة له، الأمر لا يقتصر على كونها أداة تفاوض فحسب. من المحتمل أنه في الأشهر القليلة المقبلة، قد نكون على أعتاب حرب تجارية عالمية.

وقال ليبسكي: “في خطاب الثلاثاء، سمعنا تفاصيل والتزامات أكثر من أي وقت مضى بشأن خطط الإدارة الأميركية لإحداث صدمة في النظام التجاري العالمي. البداية كانت بتطبيق الإدارة الأميركية لرسوم جمركية شاملة على المكسيك وكندا في وقت سابق من يوم الثلاثاء 4 مارس، وسيستمر الأسبوع المقبل (على ما يبدو) بفرض رسوم على الصلب والألمنيوم على مجموعة من “الأصدقاء والأعداء” على حد سواء، وفق تعبير ترامب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

وأشار المدير الأول لمركز الجغرافيا الاقتصادية في المجلس الأطلسي إلى أن الخطوة الأكبر، التي ستقلب القواعد التي تحكم التجارة العالمية منذ توقيع الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة (الجات) عام 1947، هي تعهده بفرض رسوم جمركية متبادلة على كل دولة في العالم. فهل سيمضي ترامب قدماً في ذلك؟ وهل ستشهد الأسواق ردة فعل قوية تدفعه إلى التراجع؟ هذا هو السؤال الذي ستطرحه جميع الدول بين الآن والثاني من أبريل، وهو الموعد الذي حدده ترامب لدخول هذه الرسوم المتبادلة حيز التنفيذ.

“لا يمكن الافتراض بأن ما عرضه مجرد موقف تفاوضي. فقد أوضح ترامب أن الأمر يتجاوز الاقتصاد بكثير”، وفقاً لجوش ليبكسي.

خطاب ترامب أمام الكونجرس.. أين الحقائق والأكاذيب؟

ترامب يلمح إلى إنهاء خلافه مع زيلينسكي

وقال المدير الأول لمركز أوراسيا في المجلس الأطلسي، وسفير أميركي سابق لدى أوكرانيا، جون إي. هيربست، إن خطاب ترامب سبقه توقعات بأنه سيستغل الفرصة للحديث عن موقفه تجاه أوكرانيا وسياسته لإنهاء حرب موسكو العدوانية على البلاد، لا سيما في ظل التبادل العلني الحاد بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكلٍّ من ترامب ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس داخل المكتب البيضاوي في 28 فبراير، إلى جانب القرار المثير للجدل للبيت الأبيض بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا مؤقتاً، ومنشور زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء الذي أعرب فيه عن أسفه لسوء الفهم الذي حدث خلال الاجتماع. وفي مساء الثلاثاء، لم يخيب ترامب التوقعات.

وأضاف: “بدأ ترامب خطابه بالإشارة إلى أن الانسحاب الكارثي لإدارة بايدن من أفغانستان ربما أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن اللحظة قد حانت لشنّ هجومه على أوكرانيا. وكان ذلك بمثابة إقرار غير مباشر بأن بوتين هو المسؤول عن بدء الحرب على أوكرانيا وتصعيدها الكبير في فبراير 2022، وهو تطور إيجابي مقارنة باتهامه الغريب في وقت سابق من هذا الشهر بأن زيلينسكي يتحمل بطريقة ما مسؤولية هذه الحرب”.

أشار ترامب إلى أنه تلقى يوم الثلاثاء رسالة من زيلينسكي تعرب فيها أوكرانيا عن استعدادها للانخراط في مفاوضات مع روسيا تحت قيادته، والتوقيع على اتفاقية المعادن الحيوية ذات المنفعة المتبادلة.

وأعرب ترامب عن امتنانه للرسالة، مشيراً إلى أنه مقتنع، بناءً على تواصله مع بوتين، بأن روسيا أيضاً تتطلع إلى السلام، رغم عدم وجود أي دليل علني على استعداد موسكو لتقديم التنازلات اللازمة لتحقيق سلام مستقر، بحسب إي. هيربست

.كما تطرق ترامب إلى نجاحه في تأمين الإفراج عن مارك فوغل، السجين الأميركي في روسيا، الذي كان حاضراً في القاعة. وقد اتخذ بوتين قراراً محسوباً بإطلاق سراح فوغل في بداية الإدارة الجديدة، في محاولة لتشجيع ترامب على التعامل مع روسيا بمرونة خلال مفاوضات السلام. ومع ذلك، فإن وصف ترامب الدافئ لرسالة زيلينسكي يوحي بأن الخلاف مع الرئيس الأوكراني قد أصبح من الماضي.

وقال جون إي. هيربست المدير الأول لمركز أوراسيا في المجلس الأطلسي:”إن تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، من المرجح ألا يستمر طويلاً. فإذا طال أمد هذا التعليق، فسيثير ذلك تساؤلات حول مدى جدية ترامب في تحقيق سلام مستقر”.

قانون الرقائق

وللتنافس بفعالية في عصر المنافسة الجيوسياسية المتزايدة والتغير التكنولوجي السريع، يصبح التخطيط طويل الأمد والبناء على الإنجازات المشتركة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أمراً ضرورياً، وفق ما يرى نائب رئيس المجلس الأطلسي لبرامج التكنولوجيا والاستراتيجية، غراهام بروكي، بحسب التقرير.

“فعلى سبيل المثال، أعلنت إدارة ترامب هذا الأسبوع أن شركة تايوان لأشباه الموصلات (TSMC) -أكبر مُصنّع للرقائق المتقدمة في العالم- ستستثمر 100 مليار دولار لتعزيز قدرتها التصنيعية داخل الولايات المتحدة. وقد بدأ هذا الجهد خلال الولاية الأولى لترامب، حيث ضغطت إدارته على الشركة لتوسيع إنتاجها في أميركا بهدف تعزيز مرونة سلاسل التوريد، وهو ما أسهم في ازدهار اقتصاد الذكاء الاصطناعي”.

“وقد استكملت إدارة بايدن هذا العمل عبر إقرار قانون الرقائق بدعم الحزبين، والذي مهد الطريق لاستثمار أولي بقيمة 65 مليار دولار من TSMC لتطوير القدرات التصنيعية داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك مصانع تنتج بالفعل رقائق 4 نانومتر، يُقال إنها مخصصة لشركات مثل آبل وإنفيديا وكوالكوم“.

وقال بروكي إن: “الحقائق المتعلقة بالسياسة الأميركية في مجال أشباه الموصلات تعكس قصة استمرارية وزخم متزايد. وكان بإمكان ترامب استعراض هذه القصة الحقيقية للنجاح، لكنه بدلاً من ذلك استغل خطابه أمام الكونغرس لانتقاد سياسة سلفه -التي بُنيت على سياساته هو- ووصف قانون الرقائق  بأنه “أمر مروع للغاية”.

وأضاف نائب رئيس المجلس الأطلسي لبرامج التكنولوجيا والاستراتيجية: “تمتلك الولايات المتحدة فرصة تاريخية لمواصلة البناء على أجندة تحظى بشعبية واسعة، بهدف الحفاظ على تفوقها التقني، غير أن ذلك سيتطلب تعاوناً مشتركاً بين الحزبين وقطاعات الصناعة المختلفة”.

سياسات غير تقليدية

من جانبه، أكد مستشار المركز العربي للدراسات والبحوث الاستراتيجية أبو بكر الديب  لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن خطاب ترامب يعكس إصراره على سياسات غير تقليدية، سواء تجاه حلفائه أو خصومه، مشيرًا إلى أن العالم قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة، قد تنهي النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، ليبدأ عهد جديد عنوانه “ترامب”. 

وأضاف أن الخطاب أظهر تنازلًا عن ثوابت السياسة الأميركية التي التزم بها الرؤساء السابقون، بمن فيهم بايدن، مما أدى إلى تراجع الهيبة التي كان يحظى بها المسؤولون الأميركيون لدى الشعب الأميركي. وأشار إلى أن الانقسامات الداخلية باتت واضحة، مع تصاعد الانتقادات العلنية للرؤساء الأميركيين وسياساتهم. 

من ناحية أخرى، رأى الديب أن علاقات التحالف السياسي والاقتصادي والأمني بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، مثل الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وحتى بعض الدول العربية، باتت مهددة بالانهيار. كما لفت إلى احتمال نشوء تحالف جديد بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب تصاعد الخلافات مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي والأوروبيين، مما قد يضعف أو يؤدي إلى انهيار حلف الناتو. 

وأشار إلى أن الحروب التجارية التي يتبناها ترامب قد تطيح بالاتفاقيات الاقتصادية الكبرى التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، وربما تؤدي إلى انهيار منظمة التجارة العالمية. كما نبه إلى أن ترامب يسعى إلى انسحاب الولايات المتحدة من العديد من المنظمات الدولية، ووقف التمويل والدعم، مما قد يعيد تشكيل دور أميركا على الساحة الدولية. 

وفيما يخص السياسة الخارجية، اعتبر الديب أن ترامب تبنى مواقف متشددة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق العديد من الشعوب، إلى جانب سعيه لتغيير التوازنات الاقتصادية والسياسية، مشيرًا إلى رغبته السابقة في ضم كندا والتأثير على اقتصادها، ومحاربة المكسيك، رغم أنهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة. 

ترامب يؤكد أمام الكونجرس: الحلم الأميركي لا يزال حيا

وختم بالقول إن ترامب شخصية متغيرة المزاج، وتحركاته لا تخضع للتحليل السياسي والاقتصادي التقليدي، بل أقرب إلى الشعبوية المطلقة. وأشار إلى أن فريقه يتبنى أفكاره دون معارضة، مما قد يدفع العالم نحو مرحلة ضبابية ومظلمة. ولفت إلى إمكانية نشوء تحالفات جديدة، مثل تقارب أوروبي-صيني، أو مصالحة بين أوروبا وروسيا، كنتيجة مباشرة لسياسات ترامب غير المتوقعة.

توجه واضح

في حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، قال  أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، إن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونغرس يعكس توجهًا واضحًا نحو إعادة ترتيب التحالفات العالمية وفقًا لمصالح الولايات المتحدة، ما يشير إلى استمرار تبني نهج الواقعية في السياسة الخارجية الأميركية. 

وأوضح عطيف أن تأكيد ترامب على ضرورة إعادة توزيع الأعباء داخل التحالفات، لا سيما حلف الناتو، يعكس رؤية ترى أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح المتغيرة، وليس على التزامات ثابتة أو مبادئ أخلاقية. وأضاف: “مطالبة واشنطن لحلفائها الأوروبيين بزيادة إنفاقهم الدفاعي تؤكد أن الولايات المتحدة تعيد النظر في طبيعة التزاماتها بناءً على ميزان القوى والمصالح المتبادلة.” 

وأشار إلى أن ربط ترامب مبادرة السلام في أوكرانيا باتفاقية اقتصادية يعكس توجهاً براغماتياً، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق مكاسب استراتيجية عبر أدوات الاقتصاد. مضيفاً: “هذا النهج يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الأوكراني، في ظل الضغوط الأميركية التي قد تفرض حلولاً سياسية بناءً على مصالحها الاقتصادية أكثر من الاعتبارات الإنسانية أو الجيوسياسية“.

فيما يخص العلاقة مع الصين، أكد الدكتور عطيف أن إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية إضافية يُبرز تصاعد استخدام القوة الاقتصادية كأداة لتحقيق أهداف سياسية. مستطرداً: “هذه السياسة تعكس رغبة واشنطن في احتواء الصين ومنعها من تجاوز النفوذ الاقتصادي الأميركي، مما يشير إلى أن الحرب التجارية بين البلدين ليست مجرد خلاف اقتصادي، بل صراع على الهيمنة العالمية”.

واشنطن تسعى لقطع الطريق أمام النفوذ الروسي

تدريبات جوية مشتركة تكشف الحضور الأميركي في ليبيا

 

فى الشأن الليبى عضو في اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 يقول إن إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية في ليبيا لا يمكن أن تتم إلا تحت قيادة سياسية شرعية ممثلة برئيس منتخب.

 

يعكس التعاون العسكري بين القوات الليبية والقيادة العسكرية الأميركية في افريقيا (افريكوم) والذي شمل مؤخرا تدريبات عسكرية مشتركة بين الجانبين تحرك واشنطن في اتجاه تكريس نفوذها وتأمين مصالحها في ليبيا في ظل منافسة حادة مع روسيا.

 ويأتي هذا التعاون بعد أسابيع من إعلان مجلس الأمن الدولي رفع حظر توريد السلاح الى ليبيا جزئيا من خلال السماح بدخول السفن والطائرات العسكرية إلى البلاد لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، فضلا عن السماح لأعضاء مجلس الأمن بتقديم مساعدات في التدريب والدعم التقني لقوات الأمن الليبية للمساعدة في توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية.

وأعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا الثلاثاء أن القوات الجوية الأميركية بدأت في تنفيذ “نشاط جوي” يهدف إلى “تعزيز التكامل العسكري بين شرق ليبيا وغربها”، مؤكّدة التزام الولايات المتحدة بمواصلة التعاون مع القوات الليبية لدعم استقرار البلاد.

وأشارت إلى أن هذه التدريبات، التي وُصفت بأنها “فريدة من نوعها”، شملت مراقبين جويين تكتيكيين عسكريين من غرب ليبيا وشرقها في محيط سرت، بهدف تعزيز إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية.

ومنذ أسابيع كثف مسؤولون عسكريون أميركيون وبريطانيون رفيعو المستوى زياراتهم إلى ليبيا، وقد شملت القادة العسكريين في طرابلس وبنغازي، بهدف إنشاء قوة عسكرية مشتركة من معسكري غرب ليبيا وشرقها، كانت آخرها زيارة أجراها نائب قائد أفريكوم الفريق جو برينان، في الأسبوع الأول من فبراير/شباط لكل من طرابلس وبنغازي وسرت، والتقى فيها أعضاء لجنة 5+5 العسكرية الليبية المشتركة.

 ويرى مراقبون أن واشنطن باتت تساوي بين طرابلس وبنغازي في نظرتها للواقع الليبي، وسط توجّس من توسع النفوذ الروسي في ليبيا والمنطقة لا سيما بعد نقل موسكو قاعدتها العسكرية البحرية من طرطوس السورية إلى مدينة طبرق، وذلك لعدة اعتبارات من بينها العلاقات المتميزة بين روسيا وسلطات شرق ليبيا.

وكانت تقارير أميركية قد كشفت عن توجه روسيا مؤخرا نحو قاعدة معطن السارة الجوية المهجورة في جنوب ليبيا، والتي تعتبر موقعا إستراتيجيا في المنطقة، مشيرة إلى أن الأقمار الاصطناعية رصدت بالفعل تحركات روسية حيث أظهرت عمليات تأهيل واسعة للمدارج الرئيسية التي غطتها الكثبان الرملية، بالإضافة إلى تطوير منطقة تجميع الطائرات غرب المدرج في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

ورغم الدور المحوري للجنة العسكرية المشتركة، فإنها لم تُكلف بعد بوضع تصور لهيكلة الجيش، إذ تعمل في بيئة تسودها الانقسامات الحادة ما يجعل قراراتها مكبلة بقيود المواقف المتباينة بين الفرقاء الليبيين، ما يعكس التحدي القائم في تحقيق التوحيد بين حكومتي الشرق والغرب.

ونقل موقع أخبار ليبيا 24 المحلي عن اللواء مختار النقاصة عضو لجنة 5+5 قوله إن إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية لا يمكن أن تتم إلا تحت قيادة سياسية شرعية، ممثلة برئيس منتخب قادر على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن هيكلة المؤسسة العسكرية وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وهي ملفات شائكة لم تستطع السلطات الحالية التعامل معها بحسم.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، قد أعلنت الأحد عن اتفاق على تشكيل مركز دراسات متخصص في مجالات أمن الحدود مشترك بين المؤسسات العسكرية في شرق ليبيا وغربها، يهدف إلى تقديم تحليلات دقيقة للمخاطر المتعلقة بأمن الحدود وتقديم حلول عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

علاقات تتطور بين باماكو وموسكو بسرعة

جولة روسية في افريقيا لاستثمار الفراغ الفرنسي عسكريا وأمنيا

وحول توسعات روسيا بافريقيا موسكو تسعى إلى ترسيخ نفسها كشريك موثوق به في مواجهة التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها القارة.

تعكس زيارة الجنرال يونس بك إيفكوروف نائب وزير الدفاع الروسي، إلى مالي الأهمية الاستراتيجية التي توليها موسكو لتعاونها العسكري مع باماكو ودول الساحل في استمرار لمساعيها لتعزيز نفوذها في القارة الإفريقية، منذ بدء انحسار النفوذ الفرنسي في المنطقة التي شهدت في السنوات الأخيرة انقلابات متتالية.

وشملت زيارة الجنوال إيفكوروف الثلاثاء لقاءات مع رئيس الفترة الانتقالية أسيمي غويتا ووزير الدفاع ساديو كامارا، حيث نُوقشت تنفيذ الاتفاقيات العسكرية وتوسيع الشراكة الأمنية.

وركزت المناقشات على تقييم التقدم المحرز في التعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى سبل تعزيز هذا التعاون لمواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل. كما تمت مناقشة آفاق تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة سابقاً في مجال التعاون العسكري الفني، بما في ذلك توريد المعدات العسكرية الروسية التي ساهمت في تعزيز القدرات العملياتية للقوات المسلحة المالية.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها حتى الآن، مؤكدين التزامهما بمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأشار الجانب المالي إلى أن التعاون مع روسيا، الذي شهد تطوراً ملحوظاً منذ عام 2021، ساعد في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد واستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية كانت خارجة عن سيطرة الدولة.

وأعلنت روسيا في 2021 تقديم دعم عسكري لمالي، شمل تزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية، بالإضافة إلى تدريب القوات المالية. يهدف هذا التعاون إلى تعزيز قدرات الجيش المالي في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة مع تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل.

وتأتي زيارة الجنرال إيفكوروف إلى مالي كجزء من جولة إفريقية أوسع تشمل أيضاً زيارات إلى غينيا الاستوائية وجمهورية أفريقيا الوسطى الذي بدأ الوجود الروسي فيها منذ عام 2017 من خلال إرسال مدربين عسكريين وتقديم مساعدات أمنية، مما ساهم في تعزيز نفوذها هناك.

 وفي وقت سابق من شهر مارس/آذار الحالي، وقع إيفكوروف اتفاقاً بشأن التعاون العسكري مع غينيا الاستوائية، مما يؤكد توجه روسيا نحو تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية في مجالات الدفاع والأمن.

يعكس التعاون العسكري بين روسيا ومالي، بالإضافة إلى تمدد موسكو في دول إفريقية أخرى، استراتيجية روسية تهدف إلى تعزيز حضورها في القارة السمراء وتحقيق مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، مع التراجع الغربي وخصوصا الفرنسي.

وعندما سحبت فرنسا قواتها أو قلّصت نفوذها، خصوصًا في دول مثل مالي، بوركينا فاسو، وجمهورية إفريقيا الوسطى، استغلت روسيا الفرصة وتدخلت روسيا عبر مجموعة “فاغنر” الأمنية لتقديم الدعم العسكري لهذه الدول مقابل النفوذ السياسي والاقتصادي.

وأبرمت اتفاقيات عسكرية مع دول إفريقية، مما منحها القدرة على إرسال مستشارين عسكريين وأسلحة، خصوصًا بعد انسحاب القوات الفرنسية. وفي مالي، استُبدلت القوات الفرنسية بقوات فاغنر التي ساعدت الحكومة في محاربة الجماعات المسلحة، وهو ما عزز العلاقات بين البلدين.

وقد دعمت روسيا الدعاية المناهضة للاستعمار الفرنسي من خلال وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعد في تأليب الرأي العام ضد باريس.

وعلى إثرها اندلعت مظاهرات في بعض الدول الإفريقية تطالب برحيل القوات الفرنسية، مثلما حدث في مالي وبوركينا فاسو.

وبفضل هذه الاستراتيجية، حصلت الشركات الروسية على عقود لاستغلال الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم في دول إفريقية، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه تراجع الشركات الفرنسية.

وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، استحوذت شركات روسية على عقود تعدين مهمة بعد تقارب الحكومة مع موسكو.

كما كثفت روسيا من القمم الإفريقية-الروسية، وعقدت شراكات استراتيجية مع عدة دول، مثل السودان والنيجر، لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري.

وبالإضافة إلى الجوانب العسكرية، أبدى روسيا ومالي اهتماماً بتوسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى مثل التنمية الاقتصادية والتبادلات الثقافية، مما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية على نطاق أوسع.

وأكدت السلطات المالية أن الشراكة مع روسيا ليست فقط أداة لتعزيز الأمن، بل أيضاً وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة في البلاد.

وتُعد زيارة الجنرال إيفكوروف إلى مالي خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الروسية-الإفريقية، حيث تسعى روسيا إلى ترسيخ نفسها كشريك موثوق به في مواجهة التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها القارة.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، بما يعكس التزامهما المشترك بتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى