محادثات وقف النار في غزة والافراج عن الرهائن على حافة الانهيار
حماس: إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من غزة

محادثات وقف النار في غزة والافراج عن الرهائن على حافة الانهيار
كتب : وكالات الانباء
مصادر مصرية تحمل إسرائيل المسؤولية عن أي فشل محتمل لمفاوضات وقف النار في غزة واطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ذكر تقرير اعلامي قطري نقلا عن مصادر مصرية، أن المفاوضات التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة الرامية للتوصل لاتفاق لوقف النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، على وشك الانهيار.
وبحسب قناة العربي القطرية، ألقت المصادر المصرية باللوم على إسرائيل في تعثر المفاوضات، قائلة إنه إذا لم تغير الحكومة الإسرائيلية من سلوكها فإن المحادثات ستفشل بالفعل.
وكانت حركة حماس والحكومة الإسرائيلية قد تبادلتا الاتهامات مؤخرا بالمسؤولية عن تعثر المفاوضات وقالت كل منهما إن الطرف الآخر هو من يعطل سير المحادثات ويطرح شروطا جديدة.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بنقض التفاهمات السابقة التي على أساسها تجري المفاوضات، بينما يواجه ضغوطا داخلية للتوصل لاتفاق ينهي احتجاز الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة الفلسطينية، لكنه يصرّ في الوقت ذاته هو وفريقه الأمني والعسكري على مواصلة الضغوط العسكرية على قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، أبلغ مسؤولون في فريق التفاوض أفراد أسر الرهائن بوجود فجوة بينهم وبين الحكومة. وقالوا “في حين أن وجهة النظر المهنية لفريق التفاوض هي أنه يجب التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع الأسرى، أحياء أو أموات، فإن الوزراء يصرون على التوصل إلى اتفاق جزئي لا يتضمن إطلاق سراح سوى بعض الرهائن. لقد تم إرسال الفريق دون تفويض للتفاوض على إنهاء الحرب، على الرغم من حقيقة أن هذا هو المطلب الرئيسي لحماس في مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المائة”.
وفي حديثهم مع العائلات، قال المسؤولون إنهم تلقوا تعليمات بالتزام الصمت بشأن المفاوضات بينما أدلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريحات علنية لوسائل الإعلام الأجنبية ووعد بأن الحرب لن تنتهي.
وقال شاي وينكرت الذي اختطف ابنه عمر من مهرجان نوفا واحتُجز رهينة لمدة 450 يوما، في مقابلة مع موقع واي نت العبري، إن العائلة تعتقد أنه كان ينبغي التوصل إلى اتفاق بالفعل، مضيفا “لقد توصلوا إلى تفاهمات منذ فترة. يقولون إن الشروط صحيحة ولكنهم ظلوا يترددون منذ أشهر. ليس لدي أدنى شك في أن المفاوضات صعبة، لكنني أعتقد أن الجانبين يجب أن يجلسا في غرفة حتى يتصاعد الدخان الأبيض”.
وتابع “أعتقد أنه يجب إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن عمر من بين أولئك الذين يجب إطلاق سراحهم في المرحلة الإنسانية. في كل الأحوال، يجب أن تكون إسرائيل هي التي تقرر وليس حماس. يجب أن يكون هناك ضغط على الوسطاء: مصر وقطر”.
وتأتي هذه التطورات بينما قال سكان إن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات عسكرية منذ أسابيع في شمال غزة، أمرت السكان المتبقين في بلدة بيت حانون بإخلائها اليوم الأحد، بسبب ما تقول إنه إطلاق مسلحين فلسطينيين صواريخ من المنطقة.
وأضاف السكان أن أوامر الإخلاء تسببت في موجة نزوح جديدة، لكن لم يتضح بعد عدد الأشخاص المتضررين جراء هذه الأوامر.
وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية المستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا في شمال غزة تستهدف منع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من معاودة تنظيم صفوفهم. ويقول الجيش إن أوامر الإخلاء للمدنيين تستهدف إبعادهم عن الأذى.
ويقول مسؤولون فلسطينيون وآخرون من الأمم المتحدة إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع وإن عمليات الإخلاء تؤدي إلى تردي الأوضاع الإنسانية للسكان.
وأُخلي جزء كبير من المنطقة المحيطة ببلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في الشمال من السكان ودُمّر، مما أثار تكهنات بأن إسرائيل تنوي إقامة منطقة عازلة مغلقة بعد انتهاء القتال في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن توغله مجددا في بيت حانون أمس السبت. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إنه فقد الاتصال بالأشخاص الذين ما زالوا محاصرين في البلدة، ولم يتمكن من إرسال فرق إلى المنطقة بسبب عمليات التوغل الإسرائيلية.
وقال مسعفون في وقت لاحق، إن ضربة جوية إسرائيلية أودت بحياة سبعة أشخاص داخل منزل بالبلدة. ولم يصدر تعليق حتى الآن من جانب إسرائيل.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في شمال غزة يوم الجمعة. وقال الجيش إن مسلحين يستخدمون المستشفى، وهو ما تنفيه حماس.
وقالت منظمة الصحة العالمية على منصة إكس إن العملية العسكرية على المستشفى، أحد المرافق الطبية الثلاثة في شمال قطاع غزة، أدت إلى خروج آخر مرفق صحي كبير في المنطقة عن الخدمة.
وقالت وزارة الصحة إن بعض المرضى جرى إجلاؤهم من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي، الذي لا يعمل، ومُنع الأطباء من الذهاب إلى المستشفى معهم. ونُقل مرضى وموظفون آخرون إلى مرافق طبية أخرى.
وذكر مسؤولون بوزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأحد إن قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت الطابق العلوي من مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة بقرب قسم الأشعة.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون بوزارة الصحة إن غارات إسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع تسببت في مقتل 23 شخصا على الأقل اليوم الأحد. وقال الدفاع المدني في بيان إن إحدى هذه الغارات قتلت سبعة أشخاص وأصابت آخرين في مستشفى الوفاء في مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة استهدفت أعضاء “وحدة الدفاع الجوي” التابعة لحماس، الذين عملوا من مجمع المستشفى، مضيفا أن المكان لم يعد بمثابة مستشفى. وذكر أن المسلحين استخدموا المجمع لتخطيط وتنفيذ هجمات على القوات الإسرائيلية في المستقبل القريب.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع تسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 45300 فلسطيني، بالإضافة إلى نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير مساحات واسعة من القطاع.
حماس: إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من غزة
من جانبها قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، الأحد، إن “إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من قطاع غزة أو وقف هجومها العسكري”.
وبين أن “إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من القطاع ووقف العدوان والتفاوض يقف عند هاتين النقطتين”.
وتابع القيادي في حماس: “ذهبنا إلى أقصى مرونة بشأن الأسرى شريطة وقف العدوان والانسحاب الشامل والإغاثة والإعمار دون شروط”.
وبشأن موقف الإدارة الأميركية والوسطاء، قال حمدان: ” نحن نتطلع إلى نتائج إيجابية وليس رسائل إيجابية من الإدارة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار”.
وتابع: “أجرينا اتصالات مع الوسطاء ومع تركيا وأطراف أخرى لحشد موقف دولي يُلزم الاحتلال بوقف إطلاق النار”.
ولفت حمدان إلى أن: “ما يحدث من إبادة ومعاناة شديدة لشعبنا بسبب البرد والجوع يضع تساؤلًا حول وجود المنظومة الدولية”.
مكتب نتنياهو ينفي اقتراب التوصل إلى صفقة بشأن غزة مع حماس
بينما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تقريرا للقناة 12 الإسرائيلية، زعم أن إسرائيل وحماس، اقتربتا من التوصل إلى صفقة جزئية في غزة، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وزعم التقرير أن الطرفين اقتربا من صفقة تتعلق بالرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، “كبادرة حُسن نية” قبل بداية ولاية ترامب الجديدة.
وذكر التقرير نقلا عن مسؤولين مشاركين في المفاوضات بين حماس وإسرائيل، أن الحركة قد توافق على صفقة جزئية تطلق فيها سراح عدد محدود من الرهائن قبل تنصيب ترامب.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل”، إن مكتب نتنياهو اعتبر تقرير القناة 12 الإسرائيلية بأنه “كذبة كاملة”.
وتظاهر أكثر من ألف شخص في تل أبيب يوم السبت مطالبين بإطلاق سراح من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
ولا يزال حوالي 100 من المحتجزين في قبضة حماس، لكن من غير المعروف كم منهم لا يزالون على قيد الحياة.
ولم تسفر أشهر من المفاوضات التي كانت تهدف إلى الإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب عن أي نتائج حتى الآن.
ويتعرض نتنياهو لضغوط من شركائه المتطرفين والمتدينين المتشددين في الائتلاف الحاكم لرفض أي اتفاق مع حماس.
ويقول منتقدو نتنياهو إنه يهدف إلى تجنب سقوط حكومته بأي ثمن خشية محاكمته بتهم تتعلق بالفساد بمجرد ترك منصبه.
الرعب يسيطر على الحوثيين خوفاً من جواسيس إسرائيل
على صعيد اخر أكدت مصادر يمنية، الأحد، أن ميليشيا الحوثي بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين في عدد من المناطق خشية حدوث “اختراق إسرائيلي”، على خلفية تبادل الضربات بين إسرائيل والميليشيا الحوثية.
وقالت المصادر إنه “ضمن حالة الذعر التي يعيشها الحوثيون بفعل التهديدات الإسرائيلية باستهداف رموزها، كما حدث مع حزب الله اللبناني، نفذت الجماعة حملة اعتقالات طالت العشرات من المدنيين في صعدة وصنعاء والحديدة، حيث يُتهم هؤلاء بالسعي للحصول على معلومات عن أماكن وجود زعيم الجماعة وقادتها العسكريين”.
وأضافت المصادر أن “أجهزة المخابرات الثلاثة التي تديرها الجماعة، وهي (الأمن الوقائي، والأمن والمخابرات، واستخبارات الشرطة)، نفذت حملة اعتقالات في صنعاء وصعدة والحديدة”، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط“.
وأشارت المصادر إلى أن القيادي الحوثي مطلق المراني، وكيل جهاز الأمن والمخابرات والمسؤول عن محافظة صعدة وتأمين مواقع وتحركات عبد الملك الحوثي، أشرف على حملة الاعتقالات، التي تم خلالها اختطاف أعداد من المدنيين في منطقتي العبدين وغراز، الواقعتين على أطراف مدينة صعدة.
وأضافت: “الاعتقالات هدفها بث حالة من الرعب في وسط السكان لمنع أي تحركات شعبية مناهضة، واستباق حدوث أي انهيار شامل في سلطة الجماعة الانقلابية، كما حدث في سوريا”.