من آن لآخر..جمهورية الإنسانية والشرف وقفت مصر منفردة فى وجه طوفان التهجير.. بقلم عبد الرازق توفيق
من آن لآخر..جمهورية الإنسانية والشرف وقفت مصر منفردة فى وجه طوفان التهجير.. بقلم عبد الرازق توفيق

كتب : اللواء
فى زمن عزت فيه الإنسانية وغاب عنه الشرف وعالم يتصارع يأكل فيه القوى الضعيف لا رحمة ولا احترام للمبادئ والقوانين أو حتى للإنسان.. مؤامرات ومخططات وأوجاع وآلام تشعر أننا لسنا أمام عالم طبيعى بل هو أقرب إلى الغابة.. لكن ورغم ذلك تتجلى إنسانية وشرف الدولة المصرية التى أرسى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى قواعد العدل والمساواة والإنسانية والاحترام والصدق والشرف.. ليس فى الداخل فحسب ولكنها عقيدة راسخة تمتد آثارها إلى التعاملات والعلاقات الدولية.. لذلك استحقت الجمهورية الجديدة التى بناها وأسسها المصريون خلال الـ12 عاماً الأخيرة أن تكون جمهورية الشرف والإنسانية.. رغم ما يخيم على البشرية من ضباب الشر والأطماع والأوهام وسرقة ونهب مقدرات الدول الضعيفة والتآمر على أمن واستقرار الأوطان واحالتها إلى الفوضى.
فى السنوات الأخيرة تجلت الإنسانية المصرية فى العديد من المواقف والعلاقات الدولية خاصة فى ظل ما تشهده بعض الدول الصديقة والشقيقة من أزمات قاسية.. لكن اليد المصرية دائماً تمتد بالخير والدعم وتتعامل بشرف وإخوة وصدق فما قدمته مصر خلال عامين من العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أمر يجب ان نتوقف عنده طويلاً.. فلم تخن مبادئها ومواقفها الحاسمة وتجسد ذلك رفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم وبذلت جهوداً مكثفة وواصلت الليل بالنهار من أجل الفلسطينيين وخاضت معارك سياسية ودبلوماسية ضارية سواء فى حشد المجتمع الدولى نحو موقفها أو التعامل بكبرياء وشموخ وندية مع حلفاء الكيان الصهيونى وداعمى أوهامه ومخططاته ورفضت إغراءات غير مسبوقة بعشرات المليارات من الدولارات وامتيازات أخرى كان يمكن أن تنقل اقتصادها إلى آفاق جديدة لكن شرف الدولة المصرية أغلى من كنوز الدنيا ولا يقدر بثمن
بالإضافة إلى أنها قدمت ملحمة دعم إنسانى لم يعرفه العالم منذ 30 عاماً قدمت حتى الأيام الأخيرة من العدوان 600 ألف طن من المساعدات الإنسانية متعددة ومتنوعة توفر احتياجات الشعب الفلسطينى.. ليس هذا فحسب بل فتحت أبوابها وسخرت امكانياتها الطبية والصحية لعلاج عشرات الآلاف من الفلسطينيين خاصة الأطفال الذين تعرضوا لجرائم صهيونية بشعة ولم تكن «ريتاج» الطفلة الفلسطينية وكلماتها فى حق مصر وقيادتها إلا عنواناً لإنسانية «مصر- السيسى».. ولم يكن استقبال الرئيس للطفلة الفلسطينية ريتاج إلا مشاعر من الصدق وكشف لمشاعر صادقة ومواقف شريفة وإنسانية تمثل جوهر العقيدة المصرية وعطاء المصريين للأشقاء الفلسطينيين على مدار عقود طويلة فهى الدولة الوحيدة التى وقفت منفردة فى وجه طوفان الضغوط التى حاولت تنفيذ مخطط التهجير وسلب الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
نجيب ميقاتى رئيس الوزراء اللبنانى السابق يروى فى احدى المقابلات الإعلامية عن الموقف الإنسانى للرئيس عبدالفتاح السيسى عندما التقاه فى احدى الفعاليات السياسية اقترب من الرئيس السيسى وأخبره ان لبنان فى حاجة إلى أدوية لعلاج «الكوليرا» لأن هناك نقصاً حاداً فى هذه الأدوية.. يقول ميقاتى لم تمض ساعات حتى وصلت إلى لبنان طائرة محملة بـ27 طناً من الأدوية تزيد على الاحتياجات التى نريدها..
هذه هى مصر وهذا هو زعيمها الذى يتعامل بشرف وإنسانية ويقف بكل امكانيات مصر العظيمة وثقلها لدعم الأشقاء والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيهم.. ولم يخرج من مصر مجرد تصريح سيىء لأى دولة صديقة أو شقيقة بل تمتد أياديها بالخير والدعم والنوايا والجهود الصادقة للحفاظ على وحدة الدول الشقيقة وهذا ما يتجلى فى مواقف ودور مصر فى دعم الأشقاء فى ليبيا والسودان ولبنان وسوريا واليمن.. ولا نريد سوى أن يكونوا على قلب رجل واحد للحفاظ على أوطانهم..
لسنا لنا أهداف سوى الخير والأمن والاستقرار للدول الشقيقة.. لم يعرف عنا التدخل أو التخريب أو التدمير أو بث الفتنة.. أو دعم التدمير والفرقة والانقسام أو العمل على تقسيم بل نكافح ونحارب على كافة الجبهات السياسية والدبلوماسية من أجل أن ترى الحلول السياسية والتفاوضية طريقها لوضع حد ونهاية لهذه الأزمات حتى يحافظوا على وحدة وسلامة أراضيهم وأوطانهم ومقدراتهم وثرواتهم ويتفرغوا للبناء والتنمية.. نريد لهم السلام.
يد مصر ممدودة دائماً للصديق والشقيق هى رسول الإنسانية والدعم وما تقدمه مصر للشقيقة السودان نموذج للتضامن العربى الفريد.. بل هى دار للأشقاء الباحثين عن الأمن والأمان سواء السوريون أو السودانيون أو اليمنيون وقبلهم العراقى والليبى والكويتى.. لأننا نؤمن تماماً أننا أشقاء وأوطاننا واحدة.. ومصر الكبيرة هى قبلة الشقيق والصديق.
«ريتاج» الطفلة الفلسطينية الجميلة التى طلبت ان تصافح وتقبل رأس الرئيس السيسى فنادى عليها خلال احتفالية «وطن السلام» عنوان جميل ورقيق وإنسانى يليق بعظمة مصر ويبعث برسائل نبيلة وشريفة.. فـ «ريتاج» كانت نموذجاً من بين عشرات الآلاف التى خففت مصر أوجاعهم وأعادتهم بفضل الله للحياة من جديد.. كما حفظت لهم أرضهم ووطنهم وقدمت الخير والدعم والمساعدات الإنسانية.. ونجحت فى ايقاف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى الشقيق.
جمهورية الإنسانية تجلت فى رحلة بناء مصر الجديدة فى القضاء على العشوائيات والانتظار وفيروس «سى» والحماية الاجتماعية فى المشروع الأعظم «حياة كريمة» لتطوير وتنمية الريف المصرى فى وسائل مواصلات ونقل آدمية وحضارية فى إسكان اجتماعى فى أمن واستقرار فى وطن قوى وقادر على حماية أبنائه فى إنسانية تتدفق بصدق قلب قائد عظيم تجاه شعبه.. فلم يخذلهم أبداً ودائماً جابر خواطرهم.. يدافع بقوة فى سبيل أن يكون وطنهم دائماً فى المقدمة وما المتحف المصرى الكبير إلا رمز وعطاء للإنسانية وهدية للعالم.



