واشنطن تفتح خزائنها لإسرائيل: ملتزمون بـ”أمنها الاقتصادي” .. نتنياهو: حربنا ليست في قطاع غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط
الإنذار الأخير.. ترامب يهدد حماس: سنوفر لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة ..رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يعلن "2025 عام الحرب"

واشنطن تفتح خزائنها لإسرائيل: ملتزمون بـ”أمنها الاقتصادي”..نتنياهو: حربنا ليست في قطاع غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط
كتب :وكالات الانباء
أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت التزام الولايات المتحدة بـ”الأمن الاقتصادي لإسرائيل”، وذلك خلال لقائه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في واشنطن، الأربعاء.
وتلقى سموتريتش دعوة لزيارة الولايات المتحدة من قبل بيسنت في مكالمة هاتفية الشهر الماضي، وأوضح الوزير الأميركي أنه “مثلما اعتبر الرئيس دونالد ترامب أنه من المهم مقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بداية ولايته، كان من المهم بنفس القدر بالنسبة لي مقابلة سموتريتش”، لإظهار دعمه لإسرائيل.
وأكد بيسنت أنه “كجزء من التزام ترامب بأمن إسرائيل، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بنفس القدر بضمان الأمن الاقتصادي لإسرائيل”.
وقال لسموتريتش، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “ستكون جميع أبوابنا مفتوحة لك”.
وتأتي التصريحات تزامنا مع أضرار اقتصادية كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي، بسبب الحرب التي شنتها على جبهات متعددة على مدار أكثر من 15 شهرا.
وفي بيان مشترك بعد لقائهما، أكد الوزيران التزامهما القوي والمستمر بالشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال البيان: “هذا وقت حاسم لصياغة مستقبل اقتصادي جديد لكلا البلدين، وتعزيز القيادة العالمية للولايات المتحدة، ودور إسرائيل كشريك اقتصادي”.
نتنياهو: حربنا ليست في قطاع غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط
بينما ردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “حربنا ليست في قطاع غزة فقط، بل سنعمل على تغيير خريطة الشرق الأوسط.
وخلال حفل ترقية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زمير، قال نتنياهو: “بمساعدة أمريكا يحصل جيشنا على المزيد من الأسلحة، ونحن ملتزمون بعودة كافة الرهائن، وسنستعيدهم وسننتصر بالحرب”.
ولفت إلى “أننا خضنا حربا متعددة الجبهات وستكون نتائجها واضحة لأجيال قادمة وسنحقق كل أهداف الحرب ومنها القضاء على حركة حماس سلطويا ومدنيا”، مضيفا: “وصلنا إلى قمة جبل الشيخ بسوريا وغيرنا وجه الشرق الأوسط”.
وشدد نتنياهو على “أننا نستطيع الرد بقوة على كل من يهددنا”، محذرا من “قوة الرد بحرب شعواء على كل من يهددها”.
وأقيم حفل ترقية زمير إلى رتبة فريق في مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، ويتولى زمير منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بدلا من الجنرال هرتسي هاليفي، الذي استقال بسبب فشل الجيش في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
من هو رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد؟
يعتبر إيال زمير (58 عاما) شخصية عسكرية إسرائيلية مرموقة، حيث خدم في جيش البلاد لمدة 38 عاما وهو جنرال في سلاح المدرعات. وكان مرشحا مرتين لمنصب رئيس الأركان قبل تعيينه في هذا المنصب. وفي بداية عام 2023، تم تعيين زمير مديرا عاما لوزارة الدفاع. وفي السنوات الأخيرة، قاد زمير بانتظام وفودا عسكرية إسرائيلية إلى الولايات المتحدة ودول أخرى.
الإنذار الأخير.. ترامب يهدد حماس: سنوفر لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة
فى حين أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما سماه «إنذارًا أخيرًا» لحركة حماس لإطلاق سراح باقي المحتجزين في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية في نبأ عاجل.
وحذر «ترامب» في منشور عبر منصته «تروث سوشيال» حماس من أن أي تأخير سيؤدي إلى «نهاية محتومة» للحركة.
وقال ترامب: «أطلقوا سراح الرهائن الآن، وليس لاحقا، وأعيدوا جثث من قتلتم، أو سيكون هذا آخر تحذير لكم!»، مضيفًا أنه سيوفر لإسرائيل «كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة»، مشددًا على أنه لن يكون أي عنصر في حماس بمأمن إن لم تستجب الحركة لهذا الطلب.
و دعا ترامب قيادة حماس إلى «مغادرة غزة فورا» قبل فوات الأوان، ووجه رسالة مباشرة لسكان القطاع، قائلا: «مستقبل مشرق في انتظاركم، ولكن ليس إن احتفظتم بالرهائن، لأنكم حينها ستكونون في خطر!».
حماس ترد على تهديد ترامب بـ”الجحيم”
على الجانب الاخر قالت حركة حماس، الخميس، إن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها يشكل دعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف القانوع: “المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين هو دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء”.
وكان ترامب طالب حماس “بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا”، بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم، “وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم”.
وكتب على منصة “تروث سوشال”: “أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة، ولن يكون أي عنصر من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله”.
وتابع “وأيضا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، لكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!”.
وقال ترامب إنه سيكون هناك “جحيم” لاحقا إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
وجاء تحذير ترامب بمثابة تكرار لتهديدات سابقة صدرت عنه، بينما لم يحدد هذه المرة أيضا بالضبط الإجراء الذي قد يتخذه إذا لم تمتثل حماس.
ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في قطاع غزة، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 منهم.
وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين خرين غير معروف، بحسب موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي الذي أشار إلى أن من بين الرهائن المتبقين 5 أميركيين.
بدأت في يناير.. تفاصيل جديدة عن محادثات واشنطن وحماس
بينما كشفت تقارير إعلامية تفاصيل جديدة عن المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حركة حماس، بشأن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
والأربعاء أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مسؤولين أميركيين أجروا “محادثات ومناقشات مستمرة” مع مسؤولين من حماس، متخلين بذلك عن سياسة أميركية طويلة الأمد بعدم التعامل بشكل مباشر مع الحركة.
كما أكد مسؤول في حماس لوكالة “فرانس برس” إجراء اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، تناولت الافراج عن رهائن أميركيين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الوطنية العامة، وهي مؤسسة إعلامية أميركية غير ربحية مقرها الرئيسي في واشنطن، أن هذه المحادثات بدأت في يناير الماضي، واستمرت منذ ذلك الحين.
وأشارت الإذاعة إلى أنها المرة الأولى “المعروفة ” التي تتواصل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر مع حماس، منذ صنفتها منظمة إرهابية في عام 1997.
وبينما لم يحدد مسؤول في حماس، نقلت عنه الإذاعة الأميركية، ما إذا كانت تلك المحادثات قد جرت مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أو الحالي دونالد ترامب، علما أن أعضاء من كلا الفريقين كانوا حاضرين في محادثات وقف إطلاق النار في يناير قبل تولي ترامب منصبه، ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي أن أعضاء من إدارة ترامب شاركوا في محادثات مع حماس مؤخرا.
وقال البيت الأبيض ردا على سؤال عن المحادثات، إن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه تفويض بالحديث مباشرة مع حماس.
وقال مصدران أميركيان لـ”رويترز”، إن بوهلر أجرى محادثات مباشرة مع حماس في الدوحة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما لم تتضح بعد هوية الأشخاص الذين مثلوا حماس في المحادثات.
ولطالما تجنبت الولايات المتحدة التواصل المباشر مع الحركة، التي وضتعها وزارة الخارجية الأميركية على قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997.
وأتى الإعلان عن المحادثات قبيل تحذير شديد اللهجة من ترامب، بفتح أبواب الجحيم إن لم تفرج حماس عن جميع الرهائن المحتجزين.
وطالب ترامب حماس “بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا”، بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم، “وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم”.
وكتب على منصة “تروث سوشال”: “أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة، ولن يكون أي عنصر من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله”.
وتابع “وأيضا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، لكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!”.
وقال ترامب إنه سيكون هناك “جحيم” لاحقا إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
وجاء تحذير ترامب بمثابة تكرار لتهديدات سابقة صدرت عنه، بينما لم يحدد هذه المرة أيضا بالضبط الإجراء الذي قد يتخذه إذا لم تمتثل حماس.
ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في غزة، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 منهم.
وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين خرين غير معروف، بحسب موقع “أكسيوس” الذي أشار إلى أن من بين الرهائن المتبقين 5 أميركيين.
هيجسيث: ملتزمون بأمن إسرائيل.. وإيران تهديد للأمن الإقليمي
بدوره قال بيان صادر عن “البنتاجون”، يوم الإثنين، إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث أكد لنظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التزام الولايات المتحدة التام بأمن إسرائيل.
ووفق البيان فقد تحدث هيغسيث وكاتس “لمناقشة المصالح الثنائية والتطورات والفرص الإقليمية وأولويات المساعدة الأمنية”.
وأضاف أن هيغسيث أكد لأكد أن “الولايات المتحدة تظل ملتزمة بنسبة 100 بالمئة بأمن إسرائيل“.
وشدد هيغسيث وفق البيان على “الرابطة غير القابلة للكسر” القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
واتفق الوزيران بحسب البيان على أن “إيران لا تزال تشكل تهديدا للأمن الإقليمي” واتفقا على “العمل معا لمواجهة هذا التحدي”.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، أنه وقّع إعلانا لتسريع تسليم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل تبلغ قيمتها نحو أربعة مليارات دولار.
وذكر روبيو في بيان: “لقد وقعت على إعلان للإسراع في تسليم ما يقرب من 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل”، مذكرا بإلغاء حظر جزئي على الأسلحة كان قد فرضه الرئيس السابق جو بايدن.
وأشار روبيو إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تولت السلطة في 20 يناير، وافقت على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 12 مليار دولار، مضيفا أنها “ستواصل استخدام كافة الأدوات المتاحة لتلبية التزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه أمن إسرائيل، بما في ذلك سبل مواجهة التهديدات الأمنية”.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، أنه وقّع إعلانا لتسريع تسليم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل تبلغ قيمتها نحو أربعة مليارات دولار.
وذكر روبيو في بيان: “لقد وقعت على إعلان للإسراع في تسليم ما يقرب من 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل”، مذكرا بإلغاء حظر جزئي على الأسلحة كان قد فرضه الرئيس السابق جو بايدن.
وأشار روبيو إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تولت السلطة في 20 يناير، وافقت على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 12 مليار دولار، مضيفا أنها “ستواصل استخدام كافة الأدوات المتاحة لتلبية التزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه أمن إسرائيل، بما في ذلك سبل مواجهة التهديدات الأمنية”.
رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يعلن “2025 عام الحرب”
فى حين أفادت وسائل إعلام عبرية، الخميس، بأن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، أجرى عدة تغييرات في قيادة الجيش بعد ساعات من توليه منصبه خلفا لهرتسي هاليفي.
وقال موقع “واينت” إن زامير عين اللواء يانيف آسور قائدا للمنطقة الجنوبية، وإيتسيك كوهين رئيسا لقسم العمليات بالجيش الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن يبدأ آسور، الذي أنهى منصبه كرئيس اللجيش الإسرائيلي في نوفمبر الماضي، مهامه في وقت مبكر من الأسبوع المقبل ويحل محل اللواء يارون فينكلمان، في حين سيبدأ العميد كوهين – الذي سيتم ترقيته إلى رتبة لواء – مهامه في الأشهر المقبلة ويحل محل اللواء عوديد سيوك. وكوهين هو قائد الفرقة 162، وهي الفرقة الرئيسية التي قامت بالمناورة البرية في قطاع غزة.
وكان زامير أجرى مساء الأربعاء، محادثة افتتاحية مع هيئة الأركان العامة، عرض خلالها رؤيته وبرامجه عند توليه منصبه، والقرارات والأهداف التي حددها لتغيير وجه الجيش وتوسيعه – مع التركيز على تعزيز الجيش البري، الذي تآكل حجمه وتدريبه بشكل كبير في العقد الذي سبق الحرب، وفق تعبيره.
وقال زامير إن “عام 2025 سيكون عام الحرب، مع التركيز على غزة وإيران، وكذلك عام الحفاظ على الإنجازات وتعميقها في ساحات أخرى”.
وأكد رئيس الأركان على “أهمية قيمة النصر” في المعركة، وقال إن إعادة المختطفين هي التزام أخلاقي: “جيش الدفاع سيعمل على إعادتهم جميعا”. وقرر أن صور الرهائن ستبقى معلقة في مكتبه حتى يتم إطلاق سراحهم من الأسر في غزة.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، تولى زامير، مهام منصبه رسميا خلفا لهاليفي، الذي استقال في يناير الماضي، معلنا تحمل مسؤوليته عن هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وجرت مراسم تسلم زامير منصبه في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين على رأسهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وهاليفي.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يستشهد بالمزامير ويقر بالمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد الجنرال أيال زامير إدراكه للمسؤولية الثقيلة على عاتقه وأن ولايته تختلف عن سابقاتها بسبب 7 أكتوبر.
وخلال حفل ترفيعه وتوليه منصبه بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، قال زامير: “أتسلم اليوم قيادة جيش الدفاع بخشوع وتواضع، وأنا مدرك تمامًا للمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقي. هذه الولاية ليست كأي ولاية أخرى، فهي تأتي في لحظة اختبار تاريخي”.
وأضاف زامير، الذي يُعتبر الرئيس الرابع والعشرون لأركان الجيش الإسرائيلي: “في صباح 7 أكتوبر، فشل جيش الدفاع في مهمته. لن تُنسى من أعيننا صور أبنائنا وبناتنا الأبرياء وهم يفرون من حفلة في منطقة مفتوحة، مطاردين من قبل وحوش مفترسة. سنحمل في قلوبنا ذكرى العائلات التي دُمِّرت، ونظرات الرعب في عيون الأطفال وآبائهم الذين ذُبحوا وأُحرقوا”.
وتابع: “لن ننسى أبدا صرخات الذين استغاثوا طلبا للمساعدة في مواجهة الشر الشيطاني والقاسي للقتلة. لن نغفر ولن ننسى. هذه حرب وجود! وسنواصل القتال لاستعادة المخطوفين ودحر العدو.”
وأشار زامير إلى أن جيش الدفاع حقق إنجازات ملموسة في ساحة المعركة، حيث انتصر في معارك في غزة ولبنان، وقام بهجمات في اليمن وإيران. ومع ذلك، أكد أن “حماس”، التي وصفها بالإرهابية والدموية، لم تُدمر بالكامل رغم الضربات القوية التي تلقتها.
وأضاف: “المهمة الملقاة على عاتقي لم تكتمل بعد، وهي قيادة جيش الدفاع نحو النصر. كما ورد في سفر المزامير: سأطارد أعدائي وأدركهم، ولن أتراجع حتى فنائهم. هذه المهمة ستكون بالتعاون مع جميع أجهزة الأمن، وسنضرب بقوة هائلة كل من يحاول المساس بدولة إسرائيل ومواطنيها.”
وشدد زامير على أن إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا دائما، قائلا: “نحن محاطون بأعداء قساة وهمجيين يسعون إلى تدميرنا. لذلك، يجب علينا تعزيز وتقوية جدار الحديد لحماية دولتنا.”
واختتم كلمته بالقول: “ستظل دولة إسرائيل ديمقراطية ومزدهرة، وحصنا منيعا في بيئة معادية. يجب أن نعمل على إزالة التهديدات الوجودية في مهدها، والحفاظ على مستويات عالية من الجاهزية والحيطة في جميع الأوقات. لا يجوز لنا التوقف عن الوقوف في المرصاد، سواء كنا جنودا أو قادة.”
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين إيال زامير رئيسا للأركان خلفا لهاليفي
من جانبها صادقت الحكومة الإسرائيلية على تعيين إيال زامير رئيسا لأركان الجيش، فيما عبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إعجابه “بنهجه الهجومي” لافتا إلى أن “وجه الشرق الأوسط سيتغير” في ولايته.
وأكّد بيان مشترك، صدر مساء اليوم الأحد عن نتنياهو، ووزير أمنه، يسرائيل كاتس، أن “الموافقة على تعيين زامير رئيسا للأركان جاءت كتتويج لعملية اختيار مهنيّة ودقيقة، وتعكس الثقة الكبيرة بخبرته الغنية في قيادة الجيش الإسرائيلي في الوقت الحاضر”.
ولفت البيان إلى أن زامير سيتولى، بموجب القرار، مهام منصبه رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي في الخامس من مارس المقبل، ليحل بذلك خلفا لهرتسي هليفي.
وقال نتنياهو في البيان “حتى عندما كان إيال زامير يعمل سكرتيرا عسكريا لديّ، كنت معجبا بالتزامه تجاه البلاد، والتزامه تجاه الجيش الإسرائيلي، وبأنه يتبنى نهجا هجوميا”، على حد وصفه.
وأضاف “أنا أؤيد وأدفع بكلتا يديّ، إلى جانب وزير الأمن، تعيين إيال زامير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي”.
وتابع “أرجو أن نحقق خلال ولايته وربما في المستقبل القريب أيضا كل الإنجازات العظيمة التي ستغير ليس وضع إسرائيل فحسب، بل وجه الشرق الأوسط بأكمله أيضا”.
وذكر وزير الأمن الإسرائيلي في البيان ذاته، أن “تعيين إيال زمير في منصب رئيس الأركان يأتي فيما نواجه العديد من التحديات الأمنية”.
وأضاف أن “إسرائيل بحاجة إلى جيش قوي مظفر، وأنا مقتنع بقدرة إيال زامير على قيادة الجيش إلى انتصارات حاسمة في كافة الجبهات”.
وتابع “أنا على ثقة بأنه سيقود الجيش الإسرائيلي بحكمة ومسؤولية، وسيعمل على تطبيق الدروس المُستفادة من أحداث السابع من أكتوبر، بهدف تعزيز الجيش، ونجاحه هو نجاحنا”.
يأتي ذلك فيما يعتزم هاليفي، الذي شارفت ولايته على الانتهاء، استكمال التحقيقات الجارية في الجيش بشأن هجوم السابع أكتوبر 2023، وعرضها على الملأ خلال الأسبوعين المقبلين، وتشمل التحقيقات التحقيق في معارك السابع أكتوبر في كل منطقة بـ”غلاف غزة”، فضلا، عن التحقيق الأوسع نطاقا على المستوى الفشل الاستخباراتيّ، والليلة التي سبقت اندلاع الحرب.
وكان هاليفي قد أعلن في الواحد والعشرين من الشهر الماضي، في بيان له استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من مارس المقبل، كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق خارجية في إخفاقات 7 أكتوبر.
وبرر هاليفي استقالته بأنها تأتي “انطلاقا من الاعتراف بفشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر وفي النقطة الزمنية التي سجل فيها الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة ويتواجد في عملية تطبيق الاتفاق لتحرير المحتجزين”.
وجاءت استقالة هاليفي في ظل توتر العلاقات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، وخاصة كاتس، الذي رفض قرارات اتخذها هليفي، وبينها توجيه أوامر إلى هاليفي بإنهاء التحقيقات العسكرية حول إخفاقات الجيش في 7 أكتوبر، وعدم إجراء عملية تدوير مناصب في الجيش، وعدم تعيين ضباط برتبتَي لواء وعميد في مناصب جديدة.
وكان الخبراء والمحللون الإسرائيليون، قد علّقوا آمالا على أن زامير سينجح في إخراج الجيش الإسرائيلي من أزمته، ووصفوه بأنه جنرال “خبير”، وأنه الأكثر خبرة بين المرشحَين الآخرين للمنصب.
وشدد رئيس برنامج سياسة الأمن القومي في “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، عوفِر شيلَح، على أن زامير، بتعيينه في هذا المنصب، “يتلقى جيشا واقعاً في أزمة عميقة”.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي سجل نجاحات عملياتية ليست قليلة خلال السنة ونصف السنة الأخيرة، لكن استمرار الحرب بدون هدف واضح، وغياب خطة سياسية تمنح الفعل العسكري نتيجة وغاية لنهايته، وفشل القيادة العسكرية من خلال تأخير التحقيقات واستخلاص المسؤولية على إخفاق 7 أكتوبر، فقد أدى هذا كله إلى “تآكل جسدي وأخلاقي وعقلاني غير مسبوق”.
شتائم وإهانات في معركة كلامية حادة باجتماع أمني إسرائيلي في مكتب نتنياهو بسبب ملف الأسرى وقتال حماس
فى حين شهد اجتماع أمني في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مواجهة حادة تخللتها إهانات وشتائم بين مسؤولين أمنيين كبارا ووزراء، بسبب إدارة ملف الأسرى و القتال ضد حركة حماس.
وتستمر أزمة الثقة بين نتنياهو ورئيس جهاز الشاباك، رونين بار، والجنرال نيتسان ألون، المسؤول عن ملف الأسرى في الجيش الإسرائيلي، حيث يواصل نتنياهو إهانتهما والتشكيك في قدراتهما التحليلية، وذلك بعد أن قام بالفعل باستبدال فريق التفاوض في خطوة غير مسبوقة.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء أمس الأحد، عن مزيد من التفاصيل حول الطريقة التي تدار بها أطول حرب في تاريخ إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية، مثل إطلاق سراح الأسرى واستمرار القتال ضد حماس.
خلال الاجتماع، أعرب رونين بار عن استيائه من إدارة الملف، قائلاً: “الرأي العام يتعرض للتضليل. أريد أن أصدق أن هذا مجرد جهل. من المستحيل أن نطالب ترامب بإنهاء الحرب، فهذا غير مطروح على الإطلاق ولن يحدث”.
في المقابل، رفض الوزير رون ديرمر، المقرب من نتنياهو والذي تولى إدارة المفاوضات بعد إقالة بار، هذا الموقف، مؤكدا: “نحن لن نترك حماس في السلطة حتى ليوم واحد. لا يمكننا تحمل ذلك ولو لدقيقة واحدة. أنت لا تفهم الواقع، إنها منظمة إرهابية فعلت بنا ما حدث في السابع من أكتوبر”.
من جانبه، قدّم اللواء نيتسان ألون، الذي يتابع ملف الأسرى منذ بداية الحرب، وجهة نظر مختلفة، قائلاً للوزراء: “إذا رفضنا الحديث عن مطالب حماس، فلن يحدث أي تقدم في ملف الأسرى، ولن يتم إطلاق سراح أي مختطفين. يجب علينا التفاوض بواقعية لاستعادة بعض الرهائن. الأميركيون يضغطون عبر الوسطاء للمضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق”.
في خضم النقاش الحاد، قاطع ديرمر رئيس الشاباك بغضب، قائلا: “يجب عليكم تقديم معلومات استخباراتية واضحة.. هذا مجرد تحليل سياسي، وليس تقييما استخباراتيا. مع كامل احترامي، أنت تتحدث عن سيناريو غير موجود. دع رئيس الوزراء يتعامل مع هذا الأمر مع ترامب”.
ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على مجريات الاجتماع، قائلاً: “نحن لا نعلق على ما يقال في المناقشات المغلقة”. كما أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا مقتضبًا جاء فيه: “لا تعليق”.
وأعلنت حركة “حماس” الأحد، أن إسرائيل لن تحصل على أسراها في غزة إلا من خلال صفقة تبادل أسرى. وذلك ردا على نتنياهو الذي قال أن “حماس” وضعت شروطا غير مقبولة لتمديد وقف إطلاق النار في غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقالت حماس أنها ترفض تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع إسرائيل، مشددة على ضرورة تنفيذ جميع مراحله كما تم التوقيع عليها.
مصدر في حماس يعلن عن محادثات مباشرة مع إدارة ترامب حول صفقة شاملة تنهي الحرب
على الجانب الاخر أعلن مصدر في حركة “حماس” عن محادثات مباشرة مع إدارة ترامب حول صفقة شاملة تنهي الحرب.
وقال المصدر في تصريحات لـ”العربي الجديد“: “أجرينا محادثات استطلاعية قبل أسبوعين مع المبعوث الأميركي بوهلر”.
وأضاف: “المحادثات كانت تتعلق بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية، الأسرى الذين جرى الحديث عنهم جميعهم عسكريون وعددهم لا يقل عن 4”.
وتابع: “المحادثات مع بوهلر جاءت بعد طلب أمريكي بتقديم بادرة حسن نية”.
وختم قائلا: “المحادثات مع بوهلر لم تتطرق لمسائل أخرى، حماس طرحت الحديث حول صفقة شاملة لوقف الحرب”.
هذا وأفادت وكالة “أكسيوس” الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات مباشرة غير علنية مع حركة “حماس” حول إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين والتوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.
وتوجه جهود الإدارة الأمريكية نحو إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل. ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة وحركة حماس إلى أي اتفاق حتى الآن.
وفقاً لخطة السلام العربية.. ما مصير حماس بعد ستة أشهر؟
قال حسين عبد الحسين، زميل باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن خطة السلام العربية لغزة تهمش حكم حماس للقطاع، وكذلك السلطة الفلسطينية، لكن لمدة ستة أشهر فقط، استعداداً لتمكين السلطة الفلسطينية من العودة الكاملة إلى قطاع غزة.
وفي غضون ذلك، يتم تشكيل “لجنة إدارة غزة” والتي ستتألف من تكنوقراط وشخصيات غير فصائلية … لإدارة شؤون القطاع خلال “المرحلة الانتقالية”.
وأصدر مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخطة، في 91 صفحة، مقسمة إلى “السياق السياسي” و”التفاصيل الفنية”.
وأضاف الكاتب أن جوهر الخطة يتمثل في أن اللجنة المؤقتة غير الفصائلية لإدارة غزة ستكون لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر.
ولكن الخطة لا تشمل تفاصيل، حسب الكاتب. فعلى المدى القصير، دعت الخطة “المجتمع الدولي إلى دعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة في تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والحفاظ على الهدوء الحالي وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين”.
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع “آسيا تايمز” إن “دعوة القاهرة إلى دعم وقف إطلاق النار في غزة تتطلب الانتقال إلى “المرحلة الثانية”، والتي تتضمن “إنهاء دائماً للقتال في غزة وإعادة بناء القطاع المدمر بالحرب”، في حين تظل حماس في السلطة.
وكما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: “إذا بقيت حماس في غزة، فلن تكون إسرائيل على استعداد لإنهاء الحرب”.
وإذا انتهت الحرب وسُمح لحماس بالبقاء في غزة، فمن غير المرجح أن تتنازل الميليشيا الفلسطينية عن حكم القطاع.
مقترح إشكالي
ولفت الكاتب النظر إلى أن الخطة العربية تتضمن تأجيل نزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والميليشيات الأخرى إلى ما بعد إنشاء الدولة الفلسطينية. ومثل هذا الاقتراح إشكالي في حد ذاته.
يشار أن كل خطط السلام القائمة على حل الدولتين، منذ عام 1993، استندت إلى احتكار منظمة التحرير الفلسطينية، وفي نهاية المطاف السلطة الفلسطينية، للسلطة والوفاء بوعودها الأمنية لإسرائيل.
وذكر الكاتب أن كل هذه الخطط فشلت لأنها لم تتمكن من كبح جماح حماس، التي نفذت حملة تفجيرات انتحارية مزقت المجتمع والأمن الإسرائيليين طوال تسعينيات القرن العشرين، وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000.
وفقاً لمبعوث السلام الأمريكي آنذاك دينيس روس، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، أكبر مؤيد إسرائيلي لحل الدولتين، أراد لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات إرغام حماس على الاستسلام استلهاماً من “حادث سفينة ألتالينا”.
وكانت ألتالينا سفينة تحمل أسلحة إلى ميليشيا إرغون الإسرائيلية عام 1948. وقامت القوات الإسرائيلية التي تشكلت حديثاً بإغراق السفينة عندما رفضت ميليشيا إرغون الاستسلام والانضمام إلى القوات الإسرائيلية، وبالتالي تمكنت القوات الشابة من احتكار استخدام السلطة في قوة موحدة بأيدي دولة إسرائيل.
إسرائيل تعيدٌ تسليط الضوء على دور الدوحة في تسليح وتمويل حماس
رفضت قطر اليوم الأربعاء ما وصفتها بـ”اتهامات باطلة” صادرة عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي تعزو تنامي قوة حماس قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 غير المسبوق إلى أموال حصلت عليها الحركة من الدولة الخليجية.
وقال مكتب الإعلام الدولي القطري في بيان إن “الاتهامات الباطلة الصادرة عن جهاز أمن ‘شين بيت’ التي تربط المساعدات القطرية بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هي مثال آخر على التحريف المدفوع بالمصالح الذاتية في السياسات الإسرائيلية”.
ونشر جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” خلاصاته من تحقيق داخلي الثلاثاء أقر فيه بإخفاقاته في منع الهجوم الذي وقع عبر الحدود من غزة على جنوب إسرائيل وأشعل حربا تواصلت 15 شهرا في القطاع الفلسطيني.
وذكر التقرير أيضا أن “تدفّق الأموال القطرية ونقلها إلى الجناح المسلح للحركة كان من بين الأسباب الرئيسية لتقوية شوكة حماس، ما سمح لها بشن الهجوم”.
ورد البيان القطري “من المعروف جيدا في إسرائيل ودوليا أن جميع المساعدات التي تم إرسالها من قطر إلى غزة نُقلت بعلم الحكومات الإسرائيلية السابقة وأجهزتها الأمنية بما فيها شين بيت، وبدعمها وتحت إشرافها”، مضيفا أن “أي مساعدات لم تُسلّم إلى أي من جناحي حماس السياسي أو العسكري”.
واستضافت قطر مكتب حماس السياسي منذ العام 2012 بمباركة أميركية، لكن الخطوة أثارت اتهامات أيضا للإمارة الخليجية بدعم الفصائل الفلسطينية المسلحة، وهو أمر لطالما نفته الدوحة.
وترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع حماس كما قدمت خلال الأعوام الماضية مساعدات مالية للحركة لإدارة قطاع غزة بما يشمل رواتب الموظفين ومساعدات مالية للأسر.
ولعبت قطر دورا محوريا في ضمان التوصل إلى الهدنة الهشة في غزة إذ توسطت بين حماس وإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
ومنذ انتهت أول مرحلة للاتفاق نهاية الأسبوع، بعد ستة أسابيع من الهدوء النسبي الذي تم خلاله مبادلة رهائن إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين، وصلت الأطراف المعنية إلى طريق مسدود بشأن استمرار الهدنة.
وقال البيان القطري “في هذا المنعطف الحاسم، على شين بيت وأجهزة أمن إسرائيلية أخرى التركيز على إنقاذ من تبقى من الرهائن وإيجاد حل يضمن الأمن الإقليمي الطويل الأمد، بدلا من اللجوء إلى تكتيكات مضللة”.
وتابع أن “المزاعم بأن المساعدات القطرية وُجّهت لحماس كاذبة جملة وتفصيلا وتمثل دليلا على نية المتّهِمين إطالة أمد الحرب”.
وأسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، بينما أدى الرد العسكري الإسرائيلي في غزة إلى مقتل 48405 أشخاص على الأقل، معظمهم مدنيون أيضا، بحسب بيانات من الطرفين.
وفي غضون ذلك، يتم تشكيل “لجنة إدارة غزة” والتي ستتألف من تكنوقراط وشخصيات غير فصائلية … لإدارة شؤون القطاع خلال “المرحلة الانتقالية”.
وأصدر مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخطة، في 91 صفحة، مقسمة إلى “السياق السياسي” و”التفاصيل الفنية”.
وأضاف الكاتب أن جوهر الخطة يتمثل في أن اللجنة المؤقتة غير الفصائلية لإدارة غزة ستكون لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر.
ولكن الخطة لا تشمل تفاصيل، حسب الكاتب. فعلى المدى القصير، دعت الخطة “المجتمع الدولي إلى دعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة في تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والحفاظ على الهدوء الحالي وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين”.
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع “آسيا تايمز” إن “دعوة القاهرة إلى دعم وقف إطلاق النار في غزة تتطلب الانتقال إلى “المرحلة الثانية”، والتي تتضمن “إنهاء دائماً للقتال في غزة وإعادة بناء القطاع المدمر بالحرب”، في حين تظل حماس في السلطة.
وكما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: “إذا بقيت حماس في غزة، فلن تكون إسرائيل على استعداد لإنهاء الحرب”.
وإذا انتهت الحرب وسُمح لحماس بالبقاء في غزة، فمن غير المرجح أن تتنازل الميليشيا الفلسطينية عن حكم القطاع.
مقترح إشكالي
ولفت الكاتب النظر إلى أن الخطة العربية تتضمن تأجيل نزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والميليشيات الأخرى إلى ما بعد إنشاء الدولة الفلسطينية. ومثل هذا الاقتراح إشكالي في حد ذاته.
يشار أن كل خطط السلام القائمة على حل الدولتين، منذ عام 1993، استندت إلى احتكار منظمة التحرير الفلسطينية، وفي نهاية المطاف السلطة الفلسطينية، للسلطة والوفاء بوعودها الأمنية لإسرائيل.
وذكر الكاتب أن كل هذه الخطط فشلت لأنها لم تتمكن من كبح جماح حماس، التي نفذت حملة تفجيرات انتحارية مزقت المجتمع والأمن الإسرائيليين طوال تسعينيات القرن العشرين، وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000.
وفقاً لمبعوث السلام الأمريكي آنذاك دينيس روس، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، أكبر مؤيد إسرائيلي لحل الدولتين، أراد لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات إرغام حماس على الاستسلام استلهاماً من “حادث سفينة ألتالينا”.
وكانت ألتالينا سفينة تحمل أسلحة إلى ميليشيا إرغون الإسرائيلية عام 1948. وقامت القوات الإسرائيلية التي تشكلت حديثاً بإغراق السفينة عندما رفضت ميليشيا إرغون الاستسلام والانضمام إلى القوات الإسرائيلية، وبالتالي تمكنت القوات الشابة من احتكار استخدام السلطة في قوة موحدة بأيدي دولة إسرائيل.
معارضة إسرائيلية أميركية لمخرجات قمة القاهرة
الرياض – انتقدت إسرائيل خطة طرحتها دول عربية في قمة غير عادية بالقاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة، متهمة هذه الدول باستخدام الفلسطينيين “بيادق” ضدها طيلة 77 عاما، في توافق مع البيت الأبيض الذي علق على الخطة بأنها لا تعالج حقيقة أن القطاع غير صالح للسكن في الوقت الحالي، بينما أعلنت السعودية دعمها الكامل لمقررات القمة، فيما من الصعب التكهن إذا ما كانت هذه النتائج مؤثرة على أرض الواقع.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد وقت قليل من انتهاء القمة إن خطة إعادة الإعمار “لم تتناول” حقائق الوضع بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضافت الوزارة “لم يتم ذكر الهجوم الإرهابي الوحشي لحماس، والذي أسفر عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين واختطاف المئات، ولم تصدر أي إدانة لهذا الكيان الإرهابي القاتل”.
وجددت إسرائيل دعمها لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى الأردن ومصر، قائلة إن الدول العربية رفضتها دون إعطائها فرصة.
وانتقدت أيضا اعتماد البيان على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي قالت إنها “أظهرت في السابق فسادا ودعما للإرهاب”.
من جهته، قال البيت الأبيض إن “خطة إعادة إعمار غزة التي تبنتها الدول العربية لا تعالج حقيقة أن القطاع غير صالح للسكن في الوقت الحالي”.
وأضاف أن “الرئيس دونالد ترامب، متمسك بمقترحه لإعادة بناء غزة خالية من حماس”. وتابع “لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة”.
واختتمت القمة العربية الاستثنائية أعمالها الثلاثاء، بإصدار بيان ختامي أكدت فيه على أولوية استكمال وقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية، داعيةً مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات حفظ سلام لحماية الشعب الفلسطيني.
كما شددت على أن السلام يظل الخيار الاستراتيجي للعرب، وفقا لرؤية حل الدولتين.
وأعلنت السعودية دعمها الكامل لقرارات القمة العربية غير العادية “قمة فلسطين” التي عقدت في مصر والتي تهدف إلى تأكيد رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأوضح وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري في بيان لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة الاسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد رئيس المجلس الأمير محمد بن سلمان أن المجلس أكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن البيان الختامي للقمة العربية التي عقدت الثلاثاء في القاهرة اعتمد المشروع المصري لإعادة إعمار قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، ذكر أبو الغيط أن البيان الختامي للقمة دعا مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام في غزة والضفة الغربية.
وأدان مجلس الوزراء السعودي “قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، داعيا “المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة وتفعيل آليات المحاسبة الدولية وضمان الوصول المستدام للمساعدات”.
وحذّر القادة العرب في قمتهم من “أيّ محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني، كما دعوا إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة “منظمة التحرير الفلسطينية”، ما من شأنه تهميش حركة حماس غير المنضوية فيها.
وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.
ووفق الخطّة، سيصار إلى تشكيل لجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط لإدارة غزة، قبل أن تستعيد السلطة الفلسطينية سيطرتها على القطاع.
وخلال القمة، عرضت مصر خطة بقيمة 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات، وهو مبلغ يعادل تقديرات الأمم المتحدة، لإعادة بناء قطاع غزة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الخطة ستضمن بقاء سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة على أراضيهم، وذلك ردا على خطة الرئيس الأميركي لنقلهم إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
غير أنّ السيسي لم ينتقد خطة ترامب التي أثارت ردود فعل دولية معارضة مطلع شباط/فبراير الماضي، وأكد أن الرئيس الأميركي “قادر على وضع نهاية للتوترات في منطقتنا”.
ولاحقا أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أنّه سيطلب من منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع وزاري طارئ ستعقده في جدة الجمعة اعتماد خطة إعادة إعمار غزة.
وقال عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي إنّه “في السابع من آذار/مارس إن شاء الله القادم في جدة سيكون هناك اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي وسنسعى إلى اعتماد هذه الخطة أيضا حتى تكون خطة عربية وخطة إسلامية”.
وانعقدت القمة في وقت وصلت مفاوضات اتفاق الهدنة في قطاع غزة إلى طريق مسدود على ما يبدو، مع انتهاء المرحلة الأولى منه السبت بدون اتفاق على المرحلة الثانية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس والدولة العبرية حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا، وأعقبت هجوما غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وللانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء “نزعا كاملا للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا”.
وسيطرت حركة حماس على السلطة في غزة عام 2007، بعدما أطاحت إثر معارك طاحنة بحركة فتح والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس الذي يمارس مذاك سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عبّاس (89 عاما) في القمة إنّ “دولة فلسطين تتولى مهامها في قطاع غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، وقد تم تشكيل لجنة عمل لهذا الغرض”.
كما أعلن الرئيس الفلسطيني الاستعداد “لإجراء انتخابات عامة وتشريعية خلال العام المقبل، في حال توفرت الظروف في غزة والضفة والقدس الشرقية”.
ورحّبت حركة حماس باعتماد القمة خطة إعادة إعمار غزة، مؤيدة “تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة ملف الإغاثة وإعادة الإعمار وإدارة غزة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية”.
وبموجب الخطة، فإنّ هذه اللجنة ستعمل “تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة”.
وتركّز المرحلة الانتقالية في هذه الخطة على رفع الأنقاض وإزالة الألغام وتركيب مساكن مؤقتة لأكثر من 1.5 مليون شخص في القطاع.
وستتبع ذلك مرحلتان من إعادة الإعمار، تشمل الأولى بنى تحتية أساسية ومساكن دائمة، بينما تشمل المرحلة الثانية ميناء تجاريا ومطارا.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأييده القوي للخطة، وقال “أرحّب وأؤيد بشدّة مبادرة الجامعة العربية لتعبئة الدعم لإعادة إعمار غزة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في هذه القمة. إنّ الامم المتحدة مستعدة للتعاون التام في هذا المسعى”.
وانقضت في الأول من آذار/مارس المرحلة الأولى من الاتفاق، وقد شهدت إفراج حماس عن 33 رهينة بينهم 8 قتلى، فيما أطلقت إسرائيل سراح نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
ومع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي امتدت ستة أسابيع، لا تزال الخلافات بين الجانبين على التفاصيل تحول دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.
ووافقت الدولة العبرية ليل السبت الأحد على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق حتى نيسان/أبريل بناء على مقترح أميركي.