وزير الأوقاف: مواجهة التطرف تبدأ بالفكر وتنتهي بالأمن الميداني

وزير الأوقاف: مواجهة التطرف تبدأ بالفكر وتنتهي بالأمن الميداني

كتب : اللواء
أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري أن البشرية مرت بعدة انفجارات معرفية، بدأت باختراع الطباعة الذي أحدث ثورة كبرى في سهولة الوصول إلى العلم والمعرفة،رغم ما صاحب ذلك من ضجيج ،تلا ذلك عصر الإعلام التقليدي ثم عصر القنوات الفضائية،وصولا إلى “ثورة السوشيال ميديا”، التي أفرزت تحديات كبيرة تمس الهوية والمستقبل، خاصة في الجانب الديني.
وأوضح الوزير خلال الندوة التي عقدتها الهيئة الوطنية للصحافة اليوم “الخميس” – أن العقود الماضية شهدت ظهور 40 تيارا متطرفا، تبدأ أفكارها بالتكفير ثم الجهاد، فالولاء والاستعلاء بالإيمان، وصولا إلى فكرة الخلافة والتمكين،مؤكدا أن القاسم المشترك بين هذه التيارات هو انطلاقها من هذه المبادئ الفكرية.
وقال إن مواجهة التطرف تتطلب تكاتف المؤسسات، مشيرا إلى أن الدور التنفيذي يقع على عاتق القوات المسلحة والشرطة لمواجهة العمليات الإرهابية على الأرض، في المقابل، تتحمل المؤسسات الفكرية المسؤولية الأكبر في تحقيق الأمن الفكري،مما يخفف العبء عن المؤسسات التنفيذية،مشددا على أهمية دور الفكر في مكافحة التطرف، معتبرا أن التصدي لهذه الأفكار هو الخطوة الأولى نحو حماية المجتمعات.
وأضاف وزير الأوقاف أن التيارات المتطرفة قامت بطباعة ونشر نحو ألف كتاب تكفر المسلمين،بما في ذلك الأزهر الشريف، الشعب المصري، الجيش، الشرطة، وعدد كبير من المؤسسات في العالم،واصفا هذه الكتب بأنها “المنجم الذهبي” لهذه التيارات، حيث تستند إليها لتنفيذ مخططاتها الإرهابية ونشر أفكارها الهدامة.
ولفت إلى أن تنظيم داعش وحده يمتلك أكثر من 15 ألف حساب نشط على وسائل التواصل الاجتماعي،مع افتتاح حسابات جديدة بكم هائل يوميا،مشيرا إلى أن هذه التيارات تستغل التكنولوجيا والسوشيال ميديا بفعالية كبيرة،مما يمنحها أسبقية في نشر أفكارها عبر العالم الرقمي.
وأكد ضرورة مواجهة هذا التحدي التكنولوجي، مشددا على أهمية تعزيز الوعي الفكري لمواجهة هذا النوع من التطرف،داعيا المؤسسات إلى التعاون في سد الفجوة التكنولوجية مع التيارات المتطرفة التي تستغل منصات التواصل لنشر الفكر الإرهابي وبث رسائلها المدمرة.
وأوضح أن تنظيم داعش يخطو خطوات متسارعة في استغلال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي،مما يشير إلى وجود خبراء على أعلى مستوى يدعمون هذه الأنشطة،وأن بعض الدول توظف التنظيمات الإرهابية، مثل داعش، لرسم خطط تخدم مصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك إنشاء قواعد عسكرية وتأمين مصادر الطاقة، أو للتأثير في واقع المنطقة لتحقيق أهداف سياسية.
ودعا إلى توحيد الجهود الدولية والفكرية لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد استقرار المجتمعات كافة.
وأوضح أن الحرب الفكرية اليوم لا تعتمد فقط على الأفكار المتطرفة، بل أيضا على الأدوات التكنولوجية الحديثة التي تغزو العقول بسهولة وبسرعة. ودعا إلى ضرورة تطوير استراتيجيات جديدة تجمع بين الجهود الفكرية، التربوية، والتكنولوجية لمواجهة هذه التأثيرات السلبية وحماية الأجيال القادمة من الوقوع فريسة للتطرف.