أخبار عاجلةمقالات وابداعات

الامن الثقافى (٢٢) ملاحظات مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجانات المزاريطة(!) بقلم محمد نبيل

الامن الثقافى (٢٢) ملاحظات مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجانات المزاريطة(!) بقلم محمد نبيل

الامن الثقافى (٢٢) ملاحظات مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجانات المزاريطة(!) بقلم محمد نبيل
الامن الثقافى (٢٢) ملاحظات مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجانات المزاريطة(!) بقلم محمد نبيل

كتب : اللواء

نادرا ما ندر ان تأتى الثقافة متناغمة مع امرين ؛ الاول هو اتفاقها التام مع توجه الدولة – الرسمى- عندما اعلن رئيس جمهوريتنا الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ وحتى الان موقف مصر الداعم – والثابت- لاهالينا واخواننا فى فلسطين ومؤخرًا فى لبنان، فقد اكدت السياسة المصرية دعم مصر المطلق لحقوق الشعب الفلسطينى ورفضنا الاعتداء على الانسانية والارض فى فلسطين ثم لبنان، والأمر الثانى الذى صادفت تطابقه مع الثقافة كان اتفاق الثقافة مع الوجدان العام للجمهور المصرى والحس الشعبى المؤيد ايضا لفلسطين ولبنان، كم كانت المسافات بعيدة وشاسعة بين ما تقدمه الثقافة وما يتصدر توجيهات الدولة المصرية وايضا وما يموج به الوجدان الشعبى، حتى اننا كنا نستشعر انها لم تكن ثقافتنا المعبرة عن دولتنا وشعبنا فى معظم أحوالها ، انما ان يأتى مهرجان القاهرة الدولي السينمائي بهذا المعنى والمبنى المتطابقان والمتشابهان مع موقف مصر الرسمى والشعبي هذا أمر يستحق الاهتمام والملاحظة، فربما كان فى هذا المهرجان رسائل ودلالات تستحق الفحص والتبصر.

واولها؛ بدأ من إرجاء اقامة المهرجان فى العام الماضى نوفمبر ٢٠٢٣ بقرار من وزير الثقافة السابقة الفنانة الدكتورة نفين الكيلانى لان توقيته كان مواكبا لأحداث القتل (الاستشهاد) لاطفال ونساء وشيوخ وعجائز وشباب ورجال فلسطين (العزل)، وبالطبع كانت المهرجانات التى تنكر (استشهاد) هؤلاء الأبرياء وتصر على تنفيذ مجرياتها واقامة فعالياتها خارج الحد الجغرافى والسياسى المصرى (قريبا او بعيدا) لهى تفتقد اهم مضامين الثقافة وهى القيم الانسانية ومبادىء العروبة، لكننا – والحمد لله- جاء قرار الإرجاء من وزيرة الثقافة موافقا لموقف الدولة المصرية وتوجه شعبها، وحزنت مصر على شهداء العروبة.
رغم ثقل ومكانة مهرجان القاهرة الدولي السينمائي الذى يمتد فى تاريخ المهرجانات ليتصدر مصاف زمرة الاوائل منذ (٤٥) عاما ورغم ان اتاحة المنافسة السينمائية عربياً وافريقيا ودوليا فى هذا المهرجان ما يعطى الفرصة الأكبر لهؤلاء الذين يسعون بجد وكد فى صناعة السينما والاستثمار فيها على مستوى الدوائر العربية والافريقية والإقليمية فجمهور مصر واعى ويمتلك ذائقة فنية قلما يجدها منتجوا السينما ومستثمروها لدى شعوب بلدان اخرى، فمصر قد صنعت السينما بعد فرنسا مباشرة بأيام معدودة من عرض فيلما صامتاً للأخوين «لوميير» ديسمبر ١٨٩٥ فى الصالون الهندي بمقهى (الجراند كافيه) بشارع كابوسين بباريس ، ولم تمر سوى ايام معدودات حتى عرضت مصر فيلمها الاول في مقهى (زواني) بالإسكندرية في يناير ١٨٩٦ ثم في 28 يناير ١٨٩٦ في سينما (سانتي)كان أول عرض سينمائي بالقاهرة،فالعرض السينمائي الثالث فى بورسعيد عام ١٨٩٨

وافتتحت أول سينما ل«لوميير» بالإسكندرية وذلك في منتصف يناير ١٨٩٧ وحصل على حق الامتياز «هنري ديللو سترولوجو» ليقدم عروضه السينمائية بين بورصة طوسون وتياترو الهمبرا، ووصل إلى الإسكندرية المصور الأول لدار لوميير «بروميو» وقام بتصوير «ميدان القناصل» بالإسكندرية وميدان محمد علي وهكذا كان أول تصوير سينمائي لبعض المناظر المصرية وتم عرضها بدار سينما لوميير، واعتبر 20 يونيو ١٩٠٧ هو بداية الإنتاج السينمائي المصري.

و حتى ظهور أول فيلم روائي فلم ١٩١٧ من إنتاج الشركة السينمائية الإيطالية – المصرية وهو فيلم (الشرف البدوي) و تلاه فيلم (الأزهار القاتلة)… وهنا كان بداية ظهور الإخراج والتمثيل المصرى من نصيب محمد كريم.
ومنذ هذا التاريخ وحتى ٢٠١٧ قدمت السينما المصرية أكثر من أربعة آلاف فيلم هى الرصيد الحقيقى للدراما السينمائية ليست المصرية انما العربية ايضا (!).

ولان القاعدة الذهبية فى الفن تقول ؛ “يجب ان يستمر العرض”
ونعود إلى ثانى الملاحظات؛
وهنا كانت المعادلة التى حققتها ثقافة مصر من خلال وزيرها الدكتور احمد فؤاد هنو الذى اقدم على اقامة المهرجان المؤجل منذ العام الماضى ويكون ايضا فى العرض ذات اهداف وأسباب الإرجاء وهى المسؤلية، مسولية الثقافة المصرية تجاه قضايا عروبتها ، فأصرت وزارة الثقافة على ان يتصدر – بداية- شعار يمثل علم فلسطين على صدر المهرجان وجميع الحضور، وهذه سابقة لم يقدمها مهرجان او فاعلية فنية او أدبية من المحيط إلى الخليج سوى ثقافة مصر ، وجاءت فى كلمة وزير الثقافة بما هو متطابق مع موقف السياسة المصرية- الرسمى وايضًا متناغم مع حالة الوجدان العآم الشعبى .

كذلك كان الافتتاح اللافت للاهتمام والمثير للانتباه من تقديم فرقة فنون الغزاوية الشعبية بأنغام وكلمات (انا دمى فلسطينى) .

وثالثا ؛ كان فيلم الافتتاح فيلم «أحلام عابرة» والذى شاهده حشد من الكبار والشباب ما بين الجمهور المتذوق لجمال الفن وعذوبة العروبة وايضًا زمرة من النقاد والإعلاميين وطلبة اكاديمية الفنون وعدد من المهتمين بصناعة السينما، وتدور الأحداث حول، «سامي» وهو صبي فى الثانية عشر من عمره، يبحث عن حمامته الزاجلة، وينطلق في رحلة عبر مدن وقرى فلسطين، مؤمنا بأن طائره قد عاد إلى صاحبه الأصلي، وعبر الخط الأخضر الفاصل بين فلسطين والعدو الصهيونى يلتقي سامى بفلسطينيين آخرين ويبدأ كل منهم فى سرد حلمه وحكاياته.

ورابعا ؛ كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للمخرج الفلسطيني يسرى نصر الله بجائزة «الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر»،

وخامسا ؛ كان لإعلان رئيس المهرجان ان رعاة المهرجان هم من اصحاب رأس المال الوطنى – منفردين- ما أعادنا إلى الخالد الرائع طلعت حرب ذاك المستثمر المؤمن بقضايا وطنه وعروبته وصاحب استوديو مصر إلى جانب الكثير من المؤسسات البنكية والسياحية والاقتصادية ، ومقاطعة تلك العلامات التجارية التى تدعم الاحتلال الصهيونى فى قتله لشهداء فلسطين ولبنان، وربما فى دعاية من خلال المهرجان للمنح المصرى وتدعيم أبنائنا من العاملين فى مداراته، وتوجها من وزارة الثقافة بالدعاية الإنتاجية الوطنية وليست الاستهلاكية الوافدة.

وسادسا ؛ وكان المشهد الجديد على الواقع الثقافي واللافت للانتباه – بحق- هو حضور وزير سابق بجوار وزير حالى ، فجاورت الدكتورة نيفين الكيلانى الدكتور احمد فؤاد هنو فى مشهد تعودناه من رئيسنا المشير عبد الفتاح السيسى الذى دائما ما يصحب ويقدم فى كثير من الفعاليات القومية والدينية الرئيس السابق المستشار عدلى منصور وايضا كان الراحل المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (رحمه الله ورحم والدينا) وهذا ما تعلمناه فى قواتنا المسلحة المدرسة العليا للوطنية إذا دائما ما يكرم القائد الحالى سابقه مجسدا مبادىء وقيم الوفاء وأسس إكمال المسيرة فى رقى وتحضر بالغين ، لكن ان تنتقل تلك الروح الايجابية فى وزارة الثقافة لهو أمر يستحق التقدير بعد الملاحظة (!) ويستوجب المداومة والاستمرار لتعلن الثقافة رسالة جديدة اخرى فى قيم الوفاء واستكمال الخطى ، كما أعلنت من خلال مهرجان القاهرة الدولي السينمائي رسائلها الوطنية والعروبية .

ملاحظة ؛ كما افرد معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته (٥٥) يوما كاملا للثقافة الفلسطينية، نعتقد انه تنظرنا مفاجأة اكبر فى المعرض القادم (٥٦).

وسابعا؛ غاب عن الحضور نجمات كبيرات وشابات وقد افلت نجماتهن بحجة تزامن مشاركتهن بمهرجان كما مهرجان المزاريطة (مع الاعتذار) بلا لون ورائحة وطعم(!).
تحيا مصر الجمهورية الجديدة ، مرحبا بالثقافة الوطنية الجديدة، مصر عادت شمسك الذهب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى