اليوم 9 مارس .. بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد .. الشهادة شرف واصطفاء رباني
الشهداء 5.. تعرف على فضل الشهيد في القرآن والسنة

اليوم 9 مارس ..بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد .. الشهادة شرف واصطفاء رباني

كتبت : مناأحمد
تُعرف الشهادة في سبيل الله بأنها حالة شريفة تحصل للعبد عند الموت، لها سبب، وشرط، ونتيجة، وقد وعد الله المحسنين من عباده الصالحين أجرا عظيما، ودرجة عالية، وعظم أجورهم بأن ضاعف الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إلى ما شاء الله عظيم الكرم، وخص الله الشهداء بمنازل لا يصلها غيرهم، وقد أعد الله سبحانه وتعالى للشهداء مكانة عليا في جنانه، كما كرمهم بالرحمة والمغفرة، ويبقيهم الله سبحانه وتعالى أحياء يرزقون في رحابه.
إن الله – سبحانه وتعالى – قد أوجدنا في هذه الحياة لطاعته وعبادته وإقامة دينه في الأرض، وحدّ لنا أعمارًا وآجالًا محدودة لخوض هذا الاختبار الذي سنسلم الأمانة في نهايته القريبة لله -عز وجل – ، مرتحلين إلى الدار الآخرة؛ لنجازى على أعمالنا وما قدّمنا في هذه الحياة من خيرٍ أو شر، وهذه هي الحقيقة التي سيعيشها كل مخلوق، كما قال تعالى: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون} [سورة العنكبوت:٥٧].
والمهم في كل هذه الحكاية هو كيف ستكون الخاتمة والنهاية، كما قال صلى الله عليه وسلم: “إنّما الأعمال بخواتيمها” (رواه البخاري)، وإن أعظم وأشرف خاتمة يكرم الله -عز وجل – بها عبده هي خاتمة الشهادة بالقتل في سبيل الله تعالى، وهي أعظم ما يعطيه الله لعباده الصالحين، كما جاء في الحديث الصحيح أنّ رجلًا جاء إلى الصّلاة ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم – يصلّي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهمّ آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصّالحين، قال: فلمّا قضى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم – الصلاة، قال: من المتكلم آنفًا؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: إذًا يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله” (رواه الحاكم وصححه).
وهذه الخاتمة المشرّفة هي الخاتمة التي تمناها النبيون والصديقون والصالحون، وسعوا في طلبها جادّين، وعلى رأسهم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، الذي قال في الحديث: “والذي نفس محمد بيده، لوددت أنّي أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثمّ أغزو فأُقتل، ثمّ أغزو فأُقتل” (رواه مسلم).
وذلك لما في الشهادة من شرفٍ عظيم ومقامٍ رفيع، يجعل من يكرم به يتمناه مرةً بعد مرة. قال صلى الله عليه وسلم: “ما من أحدٍ يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وأنّ له ما على الأرض من شيء، غير الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع، فيقتل عشر مرّاتٍ، لما يرى من الكرامة” (رواه مسلم)، وفي رواية البخاري: “لما يرى من فضل الشهادة”.
ويكفي أن تتأمل هذا الحديث؛ لتدرك عظمة الشهادة في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: “للشهيد عند الله ست خصال، يُغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويُزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفّع في سبعين من أقاربه” (رواه الترمذي).
إنّ السعي لطلب الشهادة في سبيل الله هو خير قرار يتخذه المؤمن، بل هو خير العيش في هذه الحياة، كما قال – صلى الله عليه وسلم – في الحديث: “من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة، طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانّه” (رواه مسلم).
بل إن الجهاد وطلب الشهادة في سبيل الله تعالى هو الحياة الحقيقية في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [سورة الأنفال:٢٤].
وقد فسّر كثير من العلماء الحياة والإحياء المذكور في الآية بأنه الجهاد في سبيل الله، قال الإمام القرطبي: “المراد بقوله لما يحييكم: الجهاد، فإنه سبب الحياة في الظاهر، لأن العدو إذا لم يُغز غزا، وفي غزوه الموت، والموت في الجهاد الحياة الأبدية” تفسير القرطبي (٧/٣٤٨)، وهذا مصداق قول الله تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قُتلوا في سبيل اللّه أمواتًا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون} [سورة آل عمران:١٦٩].
لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم – بعد أن يعدّ خطة المعركة ويأخذ بالأسباب المتاحة، يحفّز الصحابة -رضوان الله عليهم – أن يستبسلوا في القتال ويتعرضوا للشهادة، وفي هذا المعنى قال النبي -صلى الله عليه وسلم – مشوّقًا ومشجّعًا أصحابه: “أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصفّ الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبّطون في الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربّك، فإذا ضحك ربّك إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه” (رواه أحمد، وهو في صحيح الجامع:١١٠٧).
أنّ الشهادة مراتب، أعلاها القتل في سبيل الله في ميدان المعركة، وأن من مات بالميتات المذكورة في الأحاديث وهو موحدٌ الله -عز وجل -، فله مرتبةٌ من مراتب الشهادة في سبيل الله، ورحمة الله واسعة، وفضله عظيم، يؤتيه من يشاء بعدله وحكمته ورحمته.
وختامًا، أسأل الله العلي العظيم أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه، وأن يكرمنا بالشهادة في سبيله، مقبلين غير مدبرين، ومثخنين في أعدائه أعداء الدين، والحمد لله رب العالمين.
الشهداء خمسة أنواع:
– النوع الأول هو من مات في سبيل الله عز وجل وهو يحارب عن دينه وعن وطنه.
– النوع الثاني من الشهداء هو المبطون.
– النوع الثالث المطعون.
– النوع الرابع الغريق.
– النوع الخامس صاحب الهدم.
وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ورد عنْ أبي هُرَيْرةَ، ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه متفقٌ عليهِ..
أجر الشهيد عند الله تعالى:
– جعل الله سبحانه وتعالى روح الشهيد تطوف في ظل عرشه في جوف طير أخضر يرتاد أنهار الجنة.
– يمنحه الله الشفاعة بسبعين من أقاربه.
– يحظى بشرف دخول الجنة مع الأولين.
– تفوح من دمه رائحة المسك ويحليه الله عز وجّل من حلية الإيمان.
الدليل على ذلك في القرآن الكريم:
جاء ذكر الجهاد وفضل الشهادة في سبيل الله تعالى في القرآن الكريم، فقال تعالى في كتابه العزيز: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا أتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}.
الدليل في السنة النبوية:
وفي الحَديثِ الذي يرويهِ أبو هُريرَةَ عن رسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام قولُه: (ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم قالوا، يا رسولَ اللَّهِ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ، إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذاً لقليلٌ قالوا، فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ).
من فضائل الشهيد
جاء في األحاديث الصحيحة أن الشهيد يغفر له كل شيء إال الدين، فالشهيد الذي قتل في سبيل الله صابرا محتسبًا مقبًال غير مدبر؛ يغفر له كل شيء، كما قاله النبي عليه الصالة والسالم- إال الدين
قال: فإن جبرائيل أخبرني بذلك وأن صاحب الدين ال يضيع حقه، بل يرضيه الله عن حقه، ويعطيه حقه يوم القيامة
وال يضيع عليه شيئًا، والشهيد يغفر له كل شيء، لكن الدين الذي عليه الله يقضيه عنه لا يضيع على صاحبه، نعم.
»الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونور هم واشهد أن لاالله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا ُمحمدا عبده ورسوله،اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلَى آِله وصحبه،ومن تبعهم باحسات الى يوم الدين .
»إن الشهادة منزلة عظيمة ودرجة عالية وهي أسمى غايات النبالء، وأعظم أمنيات الشرفاء، حين يبذل الشهيد روحه
يبذل الشهيد روحه الزكية فداء لدينه وأهله ووطنه، لذلك كان نبينا »بقول إن الشهادة منزلة عظيمة ودرجة عالية وهي أسمى غايات النبالاء، وأعظم أمنيات الشرفاء، حين يبذل الشهيد روحه الزكية فداء لدينه وأهله ووطنه، لذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم.