محمد نبيل الامن الثقافى (٢٤) تماثيل تزييف الوعى عابرة للحضارات .. بقلم محمد نبيل

محمد نبيل الامن الثقافى (٢٤) تماثيل تزييف الوعى عابرة للحضارات .. بقلم محمد نبيل

كتب : اللواء
نستكمل الحديث عن الحملات الثقافية العابرة للقارات والحضارات بهدف تزييف الوعى، وكان مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قد فرض ظرفه الزمانى على الحديث من خلال ملاحظات كانت ايجابية استوجبت الحديث عنها ضمن (الأمن الثقافى) ولا يمنعنا الحال من استمرار الحديث عن ملاحظاته السلبية من قبيل تصويب الاتجاه، وسيأتى فيما بعد تفنيد آليات الهجوم الثقافى على الوعى المصرى بهدف التشويه، فالتضليل، ثم الحلحلة، وانتهاءً بالبدل أو التغيير لإحلال نماذج غير حقيقية محل هويتنا الثقافية الوطنية، كما كان فى تكريم المخرجة «ماتى دايوب»، تابعة الشيخ أنتا دايوب السنغالى ١٩٢٣ – ١٩٨٦، مؤلف كتاب “الجذور الزنجية للحضارة المصرية” وسياتى الحديث عنه لاحقا وكذلك فيلم “10000 عام قبل الميلاد” المشوة للتاريخ المصرى القديم وكلا العملين ( الكتاب) و(الفليم) هما من نماذج آليات الهجوم على الحضارة المصرية القديمة وبالتالى هى محاولات ـ لم تلق صد أو مواجهة ـ للهجوم على الثقافة الوطنية.
ونستكمل استخدام أحد الوان الثقافة ومنها فن النحت فى تذخيره كأسهم تنال من الهوية الوطنية، وكان تمثال الحرية الذى تبدلت عبارته من (مصر تحمل الضوء لآسيا) إلى ( ٤ يوليو ١٧٧٦) لتتغير وجهة التمثال من قناة السويس إلى نيويورك، فقد كلفت فرنسا فريدريك بارتولدي لتصميم وبناء التمثال، وافتتح التمثال فى ٢٨ اكتوبر ١٨٨٦ بحضور رئيس امريكا جروفر كليفلاند… ولم يعد أحد يتحدث عن اصل التمثال ووجهته إلى قناة السويس من باريس بل إلى غرب الأطلنطى عند حافة القارة الأمريكية وكأنه صمم من البداية احتفالا باستقلال أمريكا عن بريطانيا العظمى …
وقبل عشر سنوات من تصميم هذا التمثال كانت الحكاية الحقيقية وهى التى بدأت برفض الخديوي إسماعيل عرض بارتولدي بتصميم وتنفيذ تمثال الفلاحة المصرية ليوضع بارتفاع يزيد عن 40 متر عند مدخل قناة السويس، وبذلك يكسب هذا المثّال النحات الفرنسى الشاب صيت ما بعده صيت من ان يكون تمثاله عند مدخل أهم شريان ملاحة عالمى، فضلا عن المقابل المالى، وبالطبع تبعية شهرته المقترنة بقناة السويس التى سوف تدر عليه من المكاسب المالية والأدبية مزيدا من الأعمل الفنية، وانهارت الأحلام عند رفض خديوى مصر، وطفحت الأحقاد عند الفنان الذى تخلى عن سمو الفن ورسالته، وهنا شرع فى تنفيذ مخطط انتقامى من مصر التى رفضت تمثاله، فبدأ فى تنفيذ تمثال فى ١٨٧٥ للعالم اللغوى الفرنسى الذى استطاع فى 27 سبتمبر 1822 من فك طلاسم ورموز حجر رشيد، وهو جون فرانسوا شامبليون (1790 ـ 1832) وذلك من خلال مقاونته النصوص التي كانت موجوده على حجر رشيد
وللحديث بقية ان شاء الله