قال دكتور على عثمان شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر: إن رحلة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات الثابتة لرسول الله يقول الإمام بن حجر والجمهور من الفقهاء والمحدثين إن الإسراء والمعراج وقع فى ليلة واحدة بجسد رسول الله وروحه يقظة لا مناما، ذاكرا أن هذا الذى تواردت عليه الأخبار ولا ينبغى العدول عنه.
وأضاف أن رسل الله جاءت لتخبر عن الغيب الذى لايعرفه البشر ولا يقدرون على إدراكه بعقولهم التى تتحرك فى عالم المحسوسات ولا تدرك الغيب إلا عن طريق الوحى وهذا ماذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكه عندما عاد من رحلة الإسراء والمعراج عندما طلبوا منه دلائل محسوسة على صدقهم وقد رأى الرسول أشياء فى الطريق فأخبرهم بها ، وأخبرهم بمروره على بعير لقريش وأرشدهم إليها.
وأوضح أن من الأدلة على الإسراء والمعراج ما ورد فى سورة الإسراء(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، فهذه الآية تدل على ثبوت هذه المعجزة بالروح والجسد، فكلمة( سبحان) تفال عند الأمور العظام التى يتعجب منها، وقوله (الذى أسرى) تدل أن الله صاحب المعجزة وأن الله لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء، وقوله (بعبده) فكلمة العبد تطلق على الروح والجسد فهى لا يمكن أن تطلق على الروح فقط.
وكلمة (عبده) توضح أن الرسول صادق العبودية لله فيستحق هذه الخصوصية وأن يؤيد بهذه المعجزة.
وأكد أن رحلة الإسراء والمعراج لم تكن مناماَ ولو كانت مناماَ لقيل بروح عبده ولم يقل بعبده
وقوله تعالى فى سورة النجم{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} وهذه الآية تشير إلى استكمال أدوات الرؤية والتلقى المباشر ولا يكون ذلك إلا بمجموع الروح والجسد فى حال اليقظة لا المنام ولو كانت رؤية منامية لما كانت هناك آية أو معجزة.
، ولمَّا قالت أم هانئ رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما أخبرها به: لا تحدث الناس فيكذبوك، ولا فضل أبو بكر بالتصديق حين قال : إن كان قال فقد صدق.
وبين أن المعراج هو العروج والصعود إلى السماوات إلى مستوى سمع فيه الرسول تصاريف الأقلام أى أقلام القدروالدليل على ذلك قوله تعالى فى سورة النجم “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىمَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى”
وقيل إن هذه الآية نزلت فى المعراج وإذا كانت العبارات لم تصرح بالعروج إلى السماوات العلا إلا أن الإشارات واضحة تكاد تكون تصريحاَ وتكون كالألفاظ الصريحة.
ليلة الإسراء والمعراج هى إحدى الليالى المباركة التى تذكرنا بعظمة قدرة الله ورحمته الواسعة، فهى ليلة ارتقى فيها النبى محمد صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى السماوات العلى، فى رحلة حملت الكثير من المعجزات والدروس الإيمانية العظيمة.
وفى ليلة الإسراء والمعراج المباركة، يُستحب للمسلمين أن يكثروا من الدعاء والتضرع إلى الله، فهى فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة والبركة، والدعاء فى هذه الليلة يعكس حاجة العبد لربه، ويعزز من الإيمان واليقين برحمة الله وقدرته على تحقيق الأمنيات وقضاء الحوائج.
إن أدعية ليلة الإسراء والمعراج ليست مقيدة بنصوص محددة، بل يُستحب فيها أن يكون الدعاء شاملاً للنفس والأهل والمسلمين، جامعًا لخيرى الدنيا والآخرة، مع الإلحاح على الله فى الطلب واليقين بالإجابة، وفى ليلة الإسراء والمعراج، يُستحب الإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله، فهى من الليالى العظيمة التى يستحضر فيها المسلمون ذكرى رحلة النبى محمد ﷺ المباركة.