أخبار عربية وعالمية :المشري وتكالة يقترحان مبادرة سداسية لانهاء انقسام مجلس الدولة
صعوبات لوجستية وتكتيكية عرقلت تقدم قوات الدعم السريع ... الشرع يُشرّع أبواب سوريا الجديدة للنفوذ التركي

أخبار عربية وعالمية:المشري وتكالة يقترحان مبادرة سداسية لانهاء انقسام مجلس الدولة

كتب : وكالات الانباء
مراقبون يقولون إن الصراع داخل المجلس الأعلى للدولة لن يُحسم عبر لجنة، بل يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية.
طرح الطرفان المتنازعان على رئاسة المجلس الاعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري ومحمد تكالة مبادرة جديدة في محاولة منهما لانهاء الصراع داخل المجلس على أسس توافقية.
وتنص هذه المبادرة على تشكيل لجنة سداسية مكونة من ستة أعضاء يتوزعون بالتساوي بين الجانبين، بهدف وضع آليات لتوحيد مجلس الدولة وإنهاء حالة الازدواجية. وتضم كل من أحمد يعقوب وبلقاسم اقزيط وفوزي العقاب ممثلين عن المشري، بينما يمثل تكالة كل من إبراهيم صهد ومحمد الهادي ومحمد بوسنينة.
ورغم أن تشكيل اللجنة يبدو للبعض على أنه خطوة إيجابية نحو إعادة بناء المجلس، إلا أن المخاوف من التدخلات الخارجية لا تزال قائمة لدى اخرين خشية أن تشكل عقبة أمام نجاح هذه المحاولة.
وفي ظل هذه التطورات، تتابع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الوضع عن كثب، داعية إلى ضرورة توحيد المؤسسات السياسية في البلاد، كما تؤكد على أن الانقسام لا يخدم سوى مصالح القوى المتناحرة.
ونقل موقع أخبار شمال افريقيا عن عضو اللجنة أحمد يعقوب تأكيده أن محاولات سابقة لتوحيد المجلس فشلت بسبب ضغوط خارجية، مشيرا إلى أن بعض الأطراف تخشى فقدان نفوذها في حال تحقق التوافق.
ويقول يعقوب إن نجاح الاجتماع المقبل، الذي سيُعقد برعاية البعثة الأممية، يعتمد على قدرة ممثلي تكالة على التحرر من التأثيرات الخارجية، مشددا على ضرورة أن يكون الأعضاء “نواباً عن الشعب لا عن جهات خارجية”.
وتحدث ممثل المشري عن السيناريوهات المطروحة للخروج من الأزمة قائلا إنها محددة في ثلاثة مسارات وهي استمرار الانقسام مع بقاء كل طرف في موقعه، رغم حكم المحكمة، أو انتظار قرار المحكمة العليا الذي سيحسم قانونية رئاسة تكالة أو يدعو إلى إعادة الانتخابات، أو إجراء انتخابات فورية دون انتظار الحكم القضائي، بحيث يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سنا.
ويبقى نجاح المبادرة المطروحة وفق محللين مرهونا بمدى التزام جميع الأطراف بها واحترامهم لقرارات القضاء والبعثة الأممية وابتعادها عن الحسابات السياسية والتدخلات الخارجية.
وقال عضو اللجنة محمد بوسنينة إن “القضاء هو السلطة الأعلى في البلاد، ويجب على الجميع الامتثال لأحكامه، بغض النظر عن التفاهمات السياسية الأخرى”، في إشارة إلى قرار المحكمة الأخير الذي أكّد أحقية تكالة في رئاسة المجلس.
وبينما يرى البعض أن هذه المبادرة قد تكون خطوة أولى نحو الحل، يعتقد آخرون أن الصراع داخل المجلس لن يُحسم عبر لجنة، بل يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الأزمة.
وكان التجمع الوطني للأحزاب الليبية قد أطلق بداية يناير/كانون الثاني الماضي، مبادرة تهدف إلى تحقيق التوافق بين أطراف المجلس الأعلى للدولة، وحل الخلافات المتعلقة بالصراع على رئاسته.
ورأى أن الوقت الحالي “لا يسمح بالانشغال بقضايا ثانوية أو جانبية، بل يتطلب التركيز الكامل على القضايا المفصلية التي تمس وحدة المجلس الأعلى للدولة، ودوره في قيادة البلاد نحو الاستقرار”.
ودخلت تعقيدات الصراع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا منطقة تبادل الاتهامات بين المشري وتكالة، وهوما اعتبره متابعون تكريسا لانقسامه في حال لم يتم التوصل إلى حل. وأضاف مراقبون أن هذا الصراع يحتاج إلى تقديم تنازلات وتفهّم لأوضاع البلاد من طرفي النزاع وأنصارهما.
وكان المشري قد اتهم غريمه تكالة باغتصاب السلطة وانتحال صفة رئيس المجلس، وذلك عقب حكم سابق أصدرته محكمة استئناف في جنوب طرابلس يقضي ببطلان وعدم صحة جلسة انتخابات رئاسة مجلس الدولة وقبول الطعن.
تقرير أممي يحذر من تحكم الميليشيات في مؤسسات رسمية ليبية
طرابلس – حذر تقرير أممي من أن الجماعات المسلحة في ليبيا باتت تسيطر على مؤسسات الدولة مشيرا الى انها تعمل على تهريب الوقود لتمويل أنشطتها وسط حالة من الانقسام والتدخلات الخارجية.
وشدد تقرير صادر عن فريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة على أن الميليشيات وصلت إلى مستوى غير مسبوق من النفوذ داخل مؤسسات الدولة، خاصة في المنطقة الغربية.
وحذر من أن المجموعات المسلحة باتت تعرقل قدرة المؤسسات على أداء مهامها باستقلالي وهو ما حذرت منه العديد من الجهات.
كما اتهم التقرير “القوات في المنطقة الشرقية” في إشارة للجيش الوطني الليبي بانها تستخدم “حكومة الاستقرار الوطني” كغطاء لفرض سيطرتها الكاملة على مهام الحكم.
وتحدث عن احكام صدام حفتر نجل قائد الجيش خليفة حفتر قبضته على القوات البرية واستراتيجياتها الخارجية ومصالحها الاقتصادية.
وكشف التقرير عن تفاصيل عمليات التهريب قائلة “تهريب الديزل بات يشكل مصدر دخل رئيسيا للجماعات المسلحة، حيث تستغل الشركة العامة للكهرباء في طرابلس ومرافق الميناء القديم في بنغازي لتحويل وجهة كميات كبيرة من الوقود، مما يؤثر سلبا على المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط”.
وأشار “لقيام أول شركة نفط ليبية خاصة، بموجب اتفاق مع حكومة الوحدة الوطنية، بتصدير نفط خام بقيمة 460 مليون دولار منذ مايو/أيار 2024”.
وركز على 5 جماعات مسلحة حيث اتهمها “بارتكاب انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والقتل والتعذيب، إضافة إلى تعرض الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان للاختطاف والإخفاء القسري والترهيب”.
وخلص “لتحول ليبيا إلى مركز عبور رئيسي للاتجار بالبشر، حيث يتم استغلال المهاجرين وطالبي اللجوء، بمن فيهم الأطفال، على نطاق واسع”.
وربط بين تفشي الفساد في عدد من المؤسسات وبين نفوذ المجموعات المسلحة داخل الدولة حيث قال التقرير “الفساد تفشى في الشركة العامة للكهرباء وسط سيطرة الجماعات المسلحة على إدارتها ومنع الرقابة الوطنية من التدقيق في حساباتها”.
الفساد تفشى في الشركة العامة للكهرباء وسط سيطرة الجماعات المسلحة على إدارتها
وكشف عن التهديدات التي تواجهها لجان المراقبة ومكافحة الفساد حيث أكدت “أن لجنة مكافحة الفساد في قطاع الكهرباء، التي شُكلت عام 2024، واجهت تهديدات بالقتل ورفضا للتعاون من إدارة الشركة في أثناء تحقيقها في قضايا تهريب الوقود والفساد المالي”.
وتحدث فريق الخبراء عن “دور عبدالغني الككلي، قائد جهاز دعم الاستقرار، في تعيين محمد المشاي رئيسا لمجلس إدارة الشركة منذ يوليو/تموز 2022، كجزء من صفقة دعم سياسي مع رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة خلال صراعه مع فتحي باشاغا”.
وأكد أن “الشركة أبرمت عقودا مشبوهة مع “شركة شمال إفريقيا القابضة” التي يديرها فتحي الككلي، شقيق عبدالغني، دون إخضاعها للرقابة”.
وشدد التقرير على أن “حظر الأسلحة في ليبيا لا يزال غير فعال، وأن قوات حفتر عززت قدراتها العسكرية البحرية، بينما يفاقم النزاع في السودان عدم استقرار ليبيا بسبب تدفق المقاتلين الأجانب والشركات العسكرية الخاصة” داعيا إلى “اتخاذ تدابير فورية لوقف الانتهاكات، ومكافحة الجريمة المنظمة، وتعزيز سيادة القانون”، كما شدد على “ضرورة مراجعة نظام تجميد الأصول التابع للمؤسسة الليبية للاستثمار لتمكينها من إعادة استثمار الأصول السائلة المجمدة”.
وكانت البعثة الأممية في ليبيا حذرت مرارا من سطوة الميليشيات وتسببها في ادامة حالة الانقسام الداخلي ومنع اجراء انتخابات نزيهة وتوحيد مؤسسات الدولة.
صعوبات لوجستية وتكتيكية عرقلت تقدم قوات الدعم السريع
فى الشأن السودانى :محللون يرون أن التطورات الأخيرة لا تعني أن قوات الدعم السريع هُزمت، مشيرين إلى أنها تعمل على تكييف استراتيجيتها وتحويلها الى حرب عصابات .
تتراجع قوات الدعم السريع في حربها المستمرة منذ قرابة عامين مع الجيش السوداني بسبب الأخطاء الاستراتيجية والانقسامات وصعوبة توفير الإمدادات، وفق ما يرى محللون، بينما لعب الدعم العسكري الذي تحصل عليه الجيش السوداني من العديد من الدول الحليفة دورا بارزا في استعادته السيطرة على العديد من المناطق.
وحقق الجيش أخيرا مكاسب كبيرة عكست مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في أبريل/نيسان 2023. ففي يناير/كانون الثاني استعاد في وسط السودان مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن يستهدف العاصمة الخرطوم.
وفي غضون أسبوعين، استعادت قواته مقرها الرئيسي في العاصمة وسيطرت على مصفاة الجيلي النفطية، وهي الأكبر في البلاد، شمال الخرطوم.
وأدى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان العام الماضي زيارات إلى عدد من الدول من بينها تركيا كما أجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بحثا عن دعم عسكري بعد تفاقم خسائره وفقدان قواته السيطرة على العديد من المقار الحيوية والمناطق الإستراتيجية.
وأفادت تقارير سابقة بأن الجيش السوداني تمكن من تدمير 50 بالمئة من مدفعية قوات الدعم السريع بفضل اعتماده على طائرات البيرقدار التركية.
وقال كاميرون هدسون، الباحث في برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لوكالة فرانس برس “سجلت قوات الدعم السريع نجاحا أكبر في بداية الحرب لأنها كانت مستعدة بشكل أفضل، فقد حصلت على الكثير من الأسلحة ونشرت قواتها بشكل جيد، في حين فوجئ الجيش بذلك”، مستدركا “لكنها تواجه اليوم صعوبات أكبر في الحصول على الأسلحة، وضعُفت جهودها في التجنيد”.
وأضاف هدسون أن “الافتقار إلى التدريب لدى العديد من المقاتلين يجعلهم غير قادرين على خوض المواجهات طويلة الأمد، أما الجيش فقد كان لديه الوقت الكافي لجمع صفوفه وإعادة بناء قواته وإعادة تسليحها”.
وقال ضابط سوداني سابق إن الجيش السوداني وسَّع قاعدته، وحشد المتطوعين والمجموعات والحركات المتحالفة معه والفروع الأخرى من أجهزة الأمن، بينما أعاد تشكيل قوات العمليات الخاصة، وهي جزء من أجهزة الاستخبارات، تم حلها في عام 2019.
وأكد الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هذه الوحدات “مدربة على حرب المدن وتضطلع بدور أساسي في القتال”.
وقال إيريك ريفز، الباحث في معهد ريفت فالي، إن هذه القوات ساهمت في تغيير استراتيجية الجيش الذي كان يعتمد حتى ذلك الحين على الضربات الجوية والمدفعية فقط.
قوات الدعم السريع سجلت نجاحا أكبر في بداية الحرب لأنها كانت مستعدة بشكل أفضل
وتابع أن “قوات الدعم السريع أنهكها توسيع خطوط الجبهة على نحو كبير، حتى باتت مسافة تزيد على 1200 كيلومتر تفصل معاقلها في دارفور، وهو إقليم شاسع في غرب السودان، عن الخرطوم التي يسعى الجانبان للسيطرة عليها”، موضحا “أنها في محاولتها للتوسع في وسط السودان وشرقه، وسَّعت رقعة انتشار قواتها على نحو كبير”.
وأوضح حامد خلف الله، وهو باحث سوداني مقيم في المملكة المتحدة، أن الهجمات المتكررة التي يشنها الجيش، خصوصا في شمال كردفان، جعلت إعادة إمداد قوات الدعم السريع “صعبة وخطيرة”.
ولكن إلى جانب الأمور اللوجستية، قال ماغنوس تايلور، نائب مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية إن “قدرتها على قيادة قواتها بطريقة متماسكة ومنظمة في مختلف أنحاء البلاد واجهت ضغوطا شديدة”.
وفي ود مدني، أدى انشقاق أبوعاقلة كيكل، القائد السابق لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وانضمامه إلى الجيش نهاية العام الماضي، إلى إضعافها.
لكنّ هذه التطورات لا تعني أن قوات الدعم السريع هُزمت، ولا أن نهاية النزاع باتت وشيكة، بينما يقول المحللون إن هذه القوات تعمل على تكييف استراتيجيتها فتقوم باستهداف البنية التحتية المدنية في وسط السودان في حين تطبق قبضتها على دارفور.
وفي الأسابيع الأخيرة، ضربت محطات توليد الكهرباء وأكبر مصفاة للنفط في السودان والمستشفى الوحيد العامل في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وسوق أم درمان.
ويظل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” عازما على مواصلة القتال. وفي خطاب عبر الفيديو الجمعة، تعهد بإخراج الجيش من الخرطوم.
ولكن الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع يقع على مسافة ألف كيلومتر غرب الخرطوم، وهو السيطرة على الفاشر، المدينة الكبرى الوحيدة في دارفور التي ما زالت خارج سيطرتهم.
والفاشر المحاصرة منذ مايو/أيار 2024، قد تصبح اليوم الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع التي يُرجح أن تجند كل قواتها للسيطرة عليها.
وقال هدسون “إذا نجحوا، فإن الانقسام الفعلي للبلاد سوف يترسخ بشكل أكبر”، في ظل سيطرة الجيش على وسط السودان وشرقه وشماله، مضيفا أن “قوات الدعم السريع ستكون في موقع جيد في المفاوضات، لأنها ستسيطر بذلك على ثلث البلاد”.
‘مبادرة الفرسان اللبنانية’ تدعو لإنهاء المحاصصة الطائفية لإنقاذ لبنان
يحدو اللبنانيين آمال بعد تجاوز عقدة الشغور الرئاسي، بأن يدخل لبنان عهدا جديدا يخرج معه من أسوأ ازمة سياسية واقتصادية في تاريخه، إلا أن المسار الراهن لتشكيل الحكومة الجديدة يثير مخاوف الأوساط الشعبية والمنظمات المدنية التي سئمت من التعطيل والمناورات الحزبية والطائفية، من استنساخ منظومة الحكم السابقة وبالتالي إبقاء البلد في دوامة المحاصصات الطائفية والحزبية.
وانطلاقا من شعور متزايدة بالإحباط لدى اللبنانيين، وجهت ‘مبادرة الفرسان اللبنانية’ رسالة إلى رئيس الوزراء المكلف نواف سلام، دعته فيها إلى القطع مع نهج المحاصصة الطائفية والحزبية باعتبار أن قادة الطوائف والأحزاب يركزون على خدمة مصالحهم ومصالح طوائفهم وأحزابهم أكثر من تركيزهم على المصلحة الوطنية.
وشددت الرسالة التي صدرت عن مكتب رئيس المبادرة الدكتور مصطفى قراعلي، على ضرورة إنهاء الطائفية السياسية في الممارسة اللبنانية وأن هذا الأمر لم يعد خيارا وإنما حتمية لابد منها لإنقاذ لبنان، محذرة في الوقت ذاته من أن تكرار التجارب السابقة القائمة على المحاصصة لم يعد أمرا مقبولا.
ومنذ اتفاق الطائف، يعتمد لبنان نظاما سياسيا قائما على المحاصصة الطائفية ورغم أن هذا النظام أدخل البلاد في مآزق سياسية وأزمات متعددة الرؤوس، لا تزال النخب السياسية تصر على اتباعه.
ولسنوات طويلة هيمن حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه على قرار الدولة اللبنانية وتسبب ذلك في اغراق البلاد في أزمات محلية وإقليمية وأثر على علاقات لبنان مع محيطه العربي ومع دول الخليجية التي كانت أكبر الجهات المانحة والداعمة له.
وعلى ضوء المتغيرات الأخيرة ومنها نهاية أزمة الشغور الرئاسي وتراجع نفوذ حزب الله وإيران في الساحة اللبنانية، بدا أنه بإمكان لبنان التعافي من عقود من الأزمات والمشاكل، لكن العودة لنموذج الحكم على أساس المحاصصة الطائفية والنزاع على الحقائب الوزارية مع تمسك الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) بوزارة المالية وهي حقيبة شديدة الحساسية، زاد من مخاوف اللبنانيين من تكرار تجارب الماضي واهدار فرصة التغيير.
وأكدت ‘مبادرة الفرسان اللبنانية’ في رسالتها على أن الواجب الوطني يقتضي السعي نحو “بناء دولة تقوم على أسس بعيدة عن انقسامات الأحزاب الطائفية، باعتبارها خطوة ضرورية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة لهذا الوطن الجريح. فقط من خلال هذا النهج يمكن تأسيس دولة حديثة ومتقدمة وعادلة تكون عابرة للطوائف”.

ودعت إلى “تشكيل حكومة قادرة على توحيد الصفوف وتجاوز الانقسامات الطائفية على صعيد الدولة. ويتطلب ذلك من الحكومة اللبنانية الجديدة”، مطالبة بـ”تفكيك الارتباط بين مؤسسات الدولة والأحزاب الطائفية لكلّ الطوائف، بحيث تتجنب الدولة أن تكون اشتراكية طوائف أو أن تتبنى أي طابعا طائفيا في ممارسة سلطتها”.
وشددت كذلك على أهمية ترسيخ الفصلٍ وبشكل واضح بين السلطة التنفيذية والأحزاب والكتل الطائفية داخل البرلمان.
ونبهت إلى تعالي أصوات عدد من الأحزاب من بينها حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، منادية بالحفاظ على حصصها الوزارية بذريعة أنها “الأكثر نزاهة وشفافية”، موضحة أنه لا يمكن تشبيه هذا النموذج بالممارسة الحزبية في الدول الغربية بالواقع اللبناني حيث أن الأحزاب (في لبنان) “تمثّل الأحزاب مصالح طائفية أكثر من كونها تيارات سياسية ذات برامج واضحة تُنتخب على أساسها”.
وقالت ‘مبادرة الفرسان اللبنانية’ إن “اختزال المواطن في طائفته ثم حصر التمثيل السياسي ضمن الأحزاب الطائفية، يشكّل خللا هيكليا يعرقل عملية صنع القرار الحكومي ويدفع البلاد نحو مزيد من التعطيل والتراجع”.
وحذرت في هذا السياق من أنه حين تتحول الطائفية إلى جزء من القرار الوزاري، “يتحوّل التعطيل إلى وسيلة ضغط لاقتسام النفوذ والمغانم باسم عصب طائفة زعيم ذلك الحزب أو تلك الكتلة، ما يفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية ويقوّض الثقة العربية والدولية بلبنان”.
وتعكس رسالة المبادرة بالفعل، ما يمكن وصفه بجرح لبنان الدائم على مدار عقود من نظام الحكم القائم على المحاصصة الحزبية والطائفية التي عمقت أزمة البلاد السياسية والاقتصادية ولم توفر مخرجا لتركة من المشاكل من ارث اتفاق الطائف الذي كان في وقتها حلا أنهى الحرب الأهلية، لكن بمنطق التحولات والمتغيرات الجيوسياسية كان يفترض أن تلائم النخب السياسية الاتفاق مع تلك المتغيرات، لكن استثمار الاتفاق لجهة ترسيخ الطائفية والمصالح الحزبية، وفر أرضية خصبة لهيمنة منطق الطائفة على منطق الدولة وشكل الثنائي الشيعي نموذجا صارخا لهذا المنطق.
وأشارت الى أن الأحزاب منطق ما يسمى بـ”التوافقية” – وهي الإشتراكية المتسترة – “لمنح نفسها سلاح الثلث المعطل، ما أدى إلى تعطيل الوطن نفسه، فيما دفع المواطنون الثمن الأكبر من أزماته”.
وكانت ورقة التعطيل حاضرة بقوة على مدار سنوات الأزمة التي أنهكت لبنان وأصابت شعبه بالإحباط واليأس، بينما تتضاءل الفرص حاليا لاستثمار المتغيرات الناجمة عن اضعاف نفوذ حزب الله بعد تلقيه ضربات إسرائيلية قاصمة في الحرب الأخيرة.

وشددت على أن تنفيذ الإصلاح الإداري في لبنان يتطلب الغاء المحاصصة الحكومية وأن تكون الحكومة الجديدة المرتقب تشكيلها تستند لمعايير الكفاءة والشفافية بعيدا عن الاعتبارات الحزبية والطائفية.
وتحدثت المبادرة عن شروط السعودية للعودة الى المساهمة في دعم وبناء لبنان، مؤكدة على مشروعية تلك الشروط التي تتضمن عدم خضوع الدولة لهيمنة حزب الله الذي انخرط في صراعات إقليمية أثرت سلبيا على علاقات لبنان العربية والخارجية عموما.
وقالت “تطمح السعودية إلى رؤية لبنان يستعيد دوره التاريخي، حيث يشكّل الدور الوطني للطائفة السنية، بعلاقاتها العربية المتينة، ركيزة أساسية للمرحلة المقبلة، ما يمهّد لانطلاقة العهد الجديد على أسس وطنية متينة”.
وخلصت إلى التأكيد على أن ما حمله خطاب القسم الجديد الذي أداه الرئيس جوزيف عون من توجه سيادي واضح وأنه “لا مجال اليوم لمراعاة الأحزاب التي خاضت حروبًا لم تحقق من خلالها مكاسبها المرجوة، فالتعاطف الحقيقي مع أبناء الطوائف يكون في صون كرامتهم، وليس في التماهي مع سياسات الأحزاب الطائفية التي أوصلتهم إلى القهر والعوز”.
وحذرت من أن “محاولة إرضاء الأحزاب والكتل الطائفية لن تؤدي إلا إلى تشكيل حكومة تفقد الزخم والدعم العربي والدولي المنتظر، بينما المطلوب هو نهج جديد يواكب تطلعات الشعب، بعيدًا عن الحسابات الطائفية الضيقة التي تعيق التقدم والازدهار”.
ودعت الرسالة إلى إعادة الاعتبار للدور الوطني لأبناء الطائفة السنية في ترسيخ العلاقات اللبنانية-العربية المستقرة، بما يعيد الثقة إلى الجوار العربي أولا، ثم إلى المجتمع الدولي”، مشددة على ضرورة تخلص الحكومة اللبنانية الجديدة من فكرة “حلف الأقليات” البائدة.
وطالبت رئيس الوزراء المكلف باستثمار فرصة وصفتها بـ”الذهبية” متاحة اليوم للبنان لتشكيل حكومة انقاذ وطني، “حكومة غير طائفية المعالم، تبقى خارج إطار الأحزاب الطائفية، وتكون ضمانتها فخامة الرئيس ودولة الرئيس القادم.”
قطر تتعهد بدعم لبنان في مواجهة الأزمات
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الثلاثاء إن بلاده ستدعم المؤسسات اللبنانية وستعمل على مشروعات مشتركة بعد تشكيل حكومة لبنانية.
وتقدم قطر للجيش اللبناني منحا لتغطية شراء الوقود ودفع رواتب الموظفين. ويحتاج لبنان إلى أموال من الخارج للمساعدة في تغطية الكلفة الضخمة لإعادة الإعمار بعد حرب العام الماضي بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية دمرت فيها الضربات الجوية الإسرائيلية مساحات واسعة من البلاد.
وأضاف رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي في بيروت عقب اجتماع مع الرئيس اللبناني جوزيف عون أن قطر ستواصل دعم الجيش اللبناني.
وقال “تؤكد دولة قطر استمرار دعمها للشعب اللبناني ونتطلع بعد تشكيل الحكومة إلى تقديم الدعم لمؤسسات الدولة وأيضا العمل على المشاريع المشتركة بين البلدين”.
وأضاف “المؤشرات الحمد لله رب العالمين من بداية هذا العام مؤشرات تسير في طريق إيجابي سواء في سد الشغور الرئاسي في لبنان … أو ما حدث من تغيير في سوريا”.
وبالإضافة إلى الاجتماع مع عون الذي انتخب رئيسا في أوائل يناير/كانون الثاني، اجتمع رئيس الوزراء القطري مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء المنتخب نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ورُشح سلام الذي كان يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية في 13 يناير/كانون الثاني لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وتضغط الولايات المتحدة على مسؤولين لبنانيين، بمن فيهم سلام، لمنع حزب الله أو حليفته حركة أمل التي يتزعمها بري، من ترشيح وزير المالية المقبل للبلاد. ودأب الحزب المدعوم من إيران منذ فترة طويلة على ترشيح وزراء في الحكومة بالتنسيق مع “أمل”.
وبدأت الجماعة الشيعية تبادل إطلاق النار مع إسرائيل بعد أن هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.
وقالت إسرائيل إن هجومها على حزب الله يستهدف تأمين عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم عند الحدود بسبب نيران صواريخ الجماعة اللبنانية، فيما توصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني.
الشرع يُشرّع أبواب سوريا الجديدة للنفوذ التركي
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء أنه ناقش خلال محادثات في أنقرة مع الرئيس السوري أحمد الشرع الخطوات التي يتعين اتخاذها ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا، فيما يبدو أن الشرع يُشرع أبواب سوريا للنفوذ التركي لمكافأة أنقرة على دورها في دعم هيئة تحرير الشام وحلفائها من الفصائل السورية التي قادت الإطاحة بنظام الأسد.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقده مع الشرع في أنقرة إن تركيا مستعدة لمساعدة القيادة السورية الجديدة في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد، مضيفا أنه يرى أن العودة الطوعية للمهاجرين السوريين ستتسارع مع استقرار البلاد.
وأوضح أن أنقرة ستواصل جهودها لرفع العقوبات المفروضة على سوريا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد وأن الدول العربية والإسلامية من المهم أن تدعم الحكومة الجديدة من الناحية المالية وغيرها خلال الفترة الانتقالية.
وقال الشرع إن الحكومة السورية تسعى إلى “بناء استراتيجية مشتركة” مع تركيا، موجها الدعوة إلى أردوغان لزيارة سوريا قريبا مع استمرار تحسن العلاقات بين البلدين.
وتلقي تركيا بثقلها في دعم سلطة الشرع وسبق أن حشدت دوليا لاعطاء الادارة الجديدة فرصة للحكم ودعت لرفع العقوبات الدولية عنها، بينما يتوقع أن تظفر بمعظم عقود اعادة الاعمار وبتسليح الجيش السوري والجديد وتدريبه كمكافأة لها على ما وفرته للفصائل السورية الموالية لهيئة تحرير الشام من دعم خلال السنوات الماضية وخلال الهجوم المباغت الذي شنته تلك الفصائل وانتهى بسقوط دمشق وحكم بشار الأسد الذي فر إلى روسيا.
ويبحث الشرع الذي زار السعودية قبل مغادرته لتركيا، عن أحزمة دعم إقليمية اسنادا لسلطته ولجهود اعادة الاعمار والمساعدة في تجاوز الأزمة الاقتصادية وهي ملفات ان نجح في ترتيبها ومعالجتها ستمكنه من تعزيز حكمه، لكن التقارب مع أنقرة يثير مخاوف من هيمنة تركيا على القرار السوري وجعلها سلطة تابعة تخدم أجندة ومصالح أنقرة.
وتأتي هذه الزيارة مباشرة بعد مغادرة الشرع للسعودية في أول محطة خارجية له منذ أن أطاحت فصائل سورية بقيادة هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي. وباتت السلطات الجديدة في سوريا التي تتشارك حدودا طولها 900 كيلومتر مع تركيا، أمام مرحلة انتقالية تواجه تحديات عدة بما في ذلك استعادة السيطرة على كامل التراب السوري.
وتستعد أنقرة للقيام بدور رئيسي في سوريا الجديدة وملء الفراغ الذي خلفته إيران، التي كانت داعما رئيسيا للأسد، توسيعا للنفوذ التركي ربما يثير منافسة مع دول الخليج العربية ويقلق إسرائيل.
وأفاد مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين بأن الزيارة تأتي “بدعوة من أردوغان الذي سيستضيف رئيس الحكومة الانتقالية السورية في القصر الرئاسي.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون في منشور سابق على منصة “إكس” إن المحادثات بين إردوغان والشرع ستركز على “الخطوات المشتركة التي يتعين القيام بها من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدامين” في سوريا.
ورغم معاناتها هي نفسها أزمة اقتصادية، تعرض تركيا مساعدة دمشق على التعافي بعد الحرب المدمرة التي تواصلت 13 عاما.
وفي المقابل، تسعى أنقرة لضمان الحصول على دعم دمشق ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا، حيث تخوض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة معارك ضد فصائل مدعومة تركيًا.
وتتّهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقسد بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينات. وتصنّف تركيا وبلدان غربية حزب العمال “منظمة إرهابية”.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على معظم مناطق شمال شرق سوريا الغنية بالنفط حيث أقامت إدارة ذاتية بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عقد، بينما هددت تركيا بالتحرك عسكريا لإبعاد القوات الكردية عن حدودها رغم الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق هدنة.
وكانت أنقرة حاضرة بقوة في إدلب في شمال غرب سوريا التي أدارها منذ العام 2017 تحالف فصائل بقيادة الشرع، وما زالت تملك قواعد عسكرية في شمال سوريا.
ويقول مصدر دبلوماسي غربي إن هيئة تحرير الشام التي كان يقودها الشرع “لطالما تصرفت بحذر عبر تجنب الدخول في معارك مع قوات سوريا الديموقراطية، رغم الضغوط التركية”.
وبينما أبقت الضغط على المقاتلين الأكراد في سوريا، مدت أنقرة في الوقت ذاته يدها للسلام إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوغلان، ما زاد احتمالات صدور دعوة منه قريبا إلى أتباعه لإلقاء السلاح. ويرجّح بأن هذه الدعوة ستكون موجهة خصوصا إلى قادة الحركة العسكريين في سوريا والعراق.
وقال الباحث المتخصص في الشؤون الكردية في باريس حميد بوز أرسلان إن “إردوغان لا يريد كيانا كرديا على عتبته” في سوريا، مضيفا أنه رغم ذلك، فإن الشرع “يعرف أنه مدين للأكراد الذين بقوا محايدين أثناء تقدّم قواته وهو بحاجة للعمل مع هذه الحركات”.
وترى مديرة برنامج الدراسات التركية لدى معهد الشرق الأوسط ومقره في واشنطن غونول تول أن الخيار الأول للرئيس السوري الجديد هو “حل هذه المسألة عبر السبل الدبلوماسية والمحادثات”، مضيفة أنه سيضطر وإدارته للتحرك في مرحلة ما “إذ لا يمكنهم تحمل تداعيات وجود منطقة خارجة عن سيطرتهم”.
ولفتت إلى أن سير الأمور سيعتمد على موقف الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب رغم أن سياستها حاليا “غامضة” في ما يتعلق بهذا الملف.
وقالت أربعة مصادر مطلعة في وقت سابق إن من المتوقع أن يجري الشرع محادثات مع أردوغان بشأن اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد.
وتحدثت المصادر، وهي مسؤول أمني سوري ومصدران أمنيان أجنبيان موجودان في دمشق ومسؤول مخابراتي إقليمي كبير، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام حول اجتماع أردوغان والشرع. وهذه هي المرة الأولى التي يُكشف فيها عن ترتيب دفاعي استراتيجي لقادة سوريا الجدد.
وتوقعت أن يؤدي الاتفاق إلى إنشاء تركيا قواعد جوية جديدة في سوريا واستخدام المجال الجوي السوري لأغراض عسكرية والاضطلاع بدور قيادي في تدريب قوات الجيش السوري الجديد.
وكانت القيادة السورية الجديدة اتخذت قرارا بحل الجيش ومختلف الفصائل المسلحة وتعمل حاليا على دمجها في قيادة عسكرية جديدة.

تركيا ترسخ وجودها في العراق باستحداث قواعد عسكرية جديدة
على صعيد اخر يثير التوغل العسكري التركي في إقليم كردستان العراق جدلا واسعا، وسط انتقادات للحكومة الاتحادية لغضها الطرف عن التهديدات التركية، بينما دعا عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسين العامري البرلمان العراقي إلى عقد جلسة اسثنائية لبحث هذا الملف، محذرا مما وصفه بـ”احتلال تركي” لأراضي البلاد.
ونقل موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي عن العامري قوله إن تطورات وأحداثا أمنية كبيرة وقعت خلال الآونة الأخيرة، منبّها إلى تداعياتها على البلاد والمنطقة عموما.
وتوعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة الأخيرة بإنهاء التمرد الكردي، بينما كثفت القوات التركية ضرباتها على معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في وقت تضغط فيه أنقرة على بغداد لجرها إلى حرب ضد الحزب الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
ووصف النائب العراقي التوسع التركي في الأراضي العراقية بـ”غير مسبوق” من خلال التوغل وإنشاء القواعد، بالإضافة إلى الدفع بتعزيزات عسكرية إلى الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، مشيرا إلى أن الضربات التركية التي استهدفت عددا من المناطق بشمال العراق “أسفرت عن العديد من القتلى واحتلال أراض واسعة”.
وتابع أن “عدد القواعد العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية وصل إلى نحو 20 قاعدة بالإضافة إلى عشرات المواقع دون الحصول على موافقة من الحكومة الاتحادية”، مضيفا أن أنقرة عززت تمركزها العسكري في محاظتي دهوك وأربيل والعديد من الأقضية بذريعة مكافحة الإرهاب.
وحذر المصدر نفسه مما وصفه بـ”تهديد خطير” لأمن العراق وسيادته واستقراره، معتبرا أن التوغل التركي يشكل انتهاكا صريحا لجميع المواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار.
وأكد أن أنقرة تسعى إلى توسيع نفوذها في المناطق الشمالية، مستغلة التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، مطالبا بتحرك دبلوماسي على أعلى مستوى لمواجهة هذه التحديات بما يضمن الحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضية.
وكشف أن تركيا تستعد لإرسال قوة عسكرية لتعزيز قاعدة بعشيقة شمال نينوى، في وقت تتهيأ فيه أنقرة لمواجهة واسعة مع المقاتلين الأكراد.
وأقامت تركيا على مدى السنوات الـ25 الماضية عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق لمحاربة التنظيم الذي لديه أيضا قواعد خلفية في الإقليم.
ووقعت أنقرة وبغداد العام الماضي اتفاقية للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، بينما صنفت السلطات العراقية حزب العمال الكردستاني “منظمة محظورة”.
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته إلى بغداد أواخر الشهر الماضي أنه “نقل توقعات أنقرة من بغداد بأن تصنف العمال الكردستاني منظمة إرهابية”.
وتوترت العلاقات بين البلدين خلال الأعوام الماضية بسبب الضربات التركية التي استهدفت العديد من المناطق في كردستان العراق، فيما اشتكب بغداد من انتهاك سيادة أراضيها، بينما ضغطت تركيا لكبح متمردي حزب العمال الكردستاني.
وكشفت مصادر عراقية في وقت سابق أن أنقرة تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة تتوزع فيها القواعد العسكرية التركية في إقليم كردستان، ضمن مساعيها لتوسيع الحزام الأمني ليشمل كافة المناطق التي ينشط فيها حزب العمال.

بارزاني يدعو بغداد إلى الاعتراف بقوات البيشمركة
فى حين جدد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اليوم الثلاثاء دعوته للحكومة الاتحادية إلى الاعتراف بقوات البيشمركة كجزء من منظومة الدفاع العراقية، حاثا الحزبين الرئيسيين في الإقليم “الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني” إلى التعاون من أجل توحيد القوات وضمان حيادها.
وأتت دعوة بارزاني خلال حفل بمناسبة بدء مهام الفرقة المشاة الثالثة والرابعة في قوات البيشمركة، احتضنته وزارة شؤون البيشمركة بالعاصمة أربيل.
وقال رئيس الإقليم المتمتع بحكم ذاتي إن “هاتين الفرقتين تشكلتا بعد إصدارنا أمرا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي”، معبرا عن تفاؤله بالخطوة، مؤكدا أنها “تندرج ضمن عملية الإصلاح، وبرنامج توحيد قوات البيشمركة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة”، وفق موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي.
وتابع أن “هذا المكسب ليس تنظيميا وفعالا وحسب، بل دليل على إرادتنا الراسخة، ونتاج تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها شعب كردستان والبيشمركة خلال عقود من الزمن”.
وأضاف أن “البيشمركة ليست قوات قانونية وحسب، بل كانت رمزا للفداء والبطولة، وحامية لأمن كردستان، وجزء مهما من هوية وطننا ومنذ اليوم الأول من تأسيسها كانت قوات ثورية لشعب الإقليم”.
وذكر بالدور الذي لعبته قوات البيشمركة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الإقليم، قائلا إنها “خاضت ببسالة حربا ضروسا إلى جانب التحالف الدولي المناهض له وأثبتت للعالم أنها ليست قوات للدفاع عن كردستان والحفاظ على التعايش السلمي لجميع المكونات فيه فقط، بل هي درع حصين لحماية الإنسانية من الإرهاب”.
وأكد أن “قوات البيشمركة تمكنت من كسر أسطورة داعش، تحت قيادة الزعيم الكردي مسعود بارزاني”، الذي قاد المعركة ضد التنظيم المتطرف.
ولطالما أكد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني أن “البيشمركة قوات رسمية وليست طائفية”، مشددا على أنها “دستورية تدافع عن حقوق شعبها وعن حقوق المكونات جميعا بلا تمييز”.
وأكد نيجيرفان بارزاني خلال الحفل أن “قوات البيشمركة أصبحت رمزا للشجاعة والبسالة في العالم ومحل فخر لشعب كردستان”، مشيرا إلى أن “تشكيل الفرقتين لم يكن ليتحقق لولا لو مساندة ودعم التحالف الدولي من ناحية التدريب العسكري والمساندة اللوجستية”.
وتوجه بالشكر إلى الدول المشاركة في التحالف المناهض لداعش وتتصدرها الولايات المتحدة على الدعم الذي قدمته بهدف إصلاح وتوحيد قوات البيشمركة، ما عزز قدرتها على الحفاظ على التعايش المشترك في الإقليم.
وأوضح أن “الهدف يتمثل في تشكيل قوات وطنية مشتركة تكون أكثر تطورا وتنظيما يمكنها الحفاظ على الوطن والدفاع عنه أمام أي خطر وتهديد يحيط به، وأن تكون دائما على أهبة الاستعداد تحت قيادة وزارة شؤون البيشمركة”، داعيا إلى العمل المشترك بعيد عن أي صراع أو خلاف من شأنه أن يعرقل هذا المشروع.
وشدد على أن “تكون البيشمركة قوات وطنية بعيدة عن التدخلات الحزبية في شؤونها”. ولطالما أثارت الخلافات السياسية مخاوف من أن تكون لها تداعيات سلبية على الدور الهام الذي تلعبه في الدفاع عن أمن إقليم كردستان.
وأكد على “ضرورة التنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة والجيش العراقي”، داعيا الحكومة الاتحادية الى “التعامل مع البيشمركة في إطار الدستور والقانون، وأن تقوم بالواجبات المناطة بها إزاء البيشمركة كجزء من منظومة الدفاع العراقية”.

سيناتور أميركي يحذر قيس سعيد من مصير مشابه لمصير الأسد
فى الشأن التونسى : دعا السيناتور الأميركي جو ويلسون إلى قطع المساعدات الأميركية عن تونس، محذرا الرئيس التونسي قيس سعيد من “مصير مشابه” لنظيره السوري المخلوع بشار الأسد.
ووجه ويلسون النائب عن الحزب الجمهوري وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، في تغريدة على حسابه على منصة إكس دعوته على خلفية سياسات ومواقف الرئيس قيس سعيد التي وصفها بـ”الديكتاتورية والمناهضة للولايات المتحدة”، مضيفا “لا يوجد سبب يجعل دافعي الضرائب يمولون هذا البلد”.
كما نشر في تغريدة ثانية صورة قديمة للرئيس التونسي تجمعه بالمرشد الإيراني علي خامنئي معلقا “لماذا تقوم الولايات المتحدة بتمويل تونس في حين أن رئيسها يلعن أميركا بانتظام وتعمل مع ارهابيي النظام الإيراني. وأضاف يجب قطع كل الدولارات وفرض العقوبات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها ويلسون إلى قطع المساعدات عن تونس، حيث دعا منذ سنتين الى فرض عقوبات على المسؤولين التونسيين الذين يشاركون في الحملات القمعية.
وتمارس بعض الشخصيات السياسية الأميركية ضغوطا على الدول الأوروبية بذريعة الدفاع عن الديمقراطية في تونس وحمايتها، في الوقت الذي يؤكّد سعيد تمسكه بعدم الرضوخ للاملاءات الخارجية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد منذ سنوات.
ويعتبر الرئيس التونسي أن شروط صندوق النقد الدولي لا سيما في علاقة برفع الدعم “لم تأت إلا بالوبال والمزيد من التفقير” وتهدد السلم الأهلي، مشددا على اعتماد سياسة التعويل على الذات كخيار وطني تسعى من خلاله تونس الى تكريس السيادة الوطنية والحد من عجز الميزانية والتقليص من حجم التداين العمومي الخارجي.
ويتولى الرئيس سعيّد معظم السلطات في البلاد منذ يوليو/تموز 2021 واقراره حل البرلمان ثم إقرار دستور جديد ليحل مكان الدستور لعام 2014، الذي فصلته حركة النهضة الإسلامية وحلفائها على مقاسهم، وكان مصدرا لنزاعات متكرّرة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وفي العام 2023، اقترحت حكومة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن خفض المساعدات الاقتصادية لتونس، الا أنه ورغم هذه الدعوات شهدت المساعدة الأميركية زخما خلال السنوات الثلاث الماضية لا سيما الأمنية والعسكرية منها، حيث سعت الإدارة الأميركية للحصول على 45 مليون دولار من خطة الإنفاق العام للعام المالي 2024 لوزارة الخارجية الأميركية، لتغطية مشتريات تونس من الأسلحة الأميركية. وتم التخفيض في الاعتمادات الاقتصادية بحوالي 50 في المائة بسبب ” مخاوف كبيرة بشأن استمرار التراجع الديمقراطي.
ولا تزال تونس شريكا وثيقا للجيش الأميركي في مكافحة الإرهاب حيث يواصل البنتاغون ومسؤولو المخابرات الأميركية أيضًا محاولة احتواء انتشار مرتزقة فاغنر الروس في أفريقيا.
مسؤولون أميركيون يدافعون عن اقتراح ترامب بتهجير الغزيين
دافع مسؤولون أميركيون عن اقتراح الرئيس دونالد ترامب نقل المزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة الذي دمرته الحرب إلى دول مجاورة، مؤكدين أنه يحاول النظر إلى المشكلة بشكل واقعي دون فرض حل بعينه.
وفي نظرة مسبقة بشأن محادثات في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم الثلاثاء بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سعى المسؤولون الكبار إلى تبسيط ما تم اعتباره على نطاق واسع دعوة من ترامب لتهجير جماعي لسكان غزة من القطاع، والتي رفضتها بشدة دول عربية ومسؤولون فلسطينيون.
وأكد المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن الولايات المتحدة تريد العمل مع شركائها العرب وإسرائيل للتوصل إلى حلول مبتكرة للمشكلة.
ويعكس الاقتراح الذي أطلقه ترامب الشهر الماضي رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل، لكنه يتناقض مع تعهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بعدم التهجير الجماعي للفلسطينيين.
ولم يصل المسؤولون إلى حد تكرار دعوة ترامب بشكل صريح للأردن ومصر لاستقبال المزيد من سكان غزة، لكنهم أيضا لم يتراجعوا عن الاقتراح.
وقال أحد المسؤولين الكبار للصحفيين “ينظر الرئيس ترامب إلى قطاع غزة ويعتبره موقع هدم، ويرى أنه ليس ممكنا من الناحية العملية إعادة بنائه في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، إذ يعتقد أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 10 إلى 15 عاما، ويرى أنه ليس من الإنسانية إجبار الناس على العيش في قطعة أرض غير صالحة للسكن بين ذخائر غير منفجرة وأنقاض”.
وأضاف أن ترامب “يبحث عن حلول لمساعدة سكان غزة على العيش حياة طبيعية في أثناء إعادة إعمار قطاع غزة، ويحاول النظر إلى الأمر بطريقة واقعية”.
وبعث خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني كبير رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الاثنين يعارضون فيها خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، وحملت توقيعات وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن بالإضافة إلى حسين الشيخ مستشار رئيس السلطة الفلسطينية.
وكان ترامب قد طرح لأول مرة الاقتراح باستقبال الأردن ومصر للفلسطينيين من غزة بعد فترة وجيزة من تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني. وردا على سؤال حول ما إذا كان يقترح ذلك باعتباره حلا طويل الأمد أم قصير الأمد، قال الرئيس الأميركي “قد يكون أيا منهما”.
وأججت تصريحات ترامب المخاوف التي تساور الفلسطينيين منذ فترة طويلة بشأن إجبارهم على الرحيل من ديارهم بشكل دائم.

سلطة ماسك تثير مخاوف الأميركيين من دولة داخل الدولة
فى الشأن الداخلى لامريكا تثير السلطة غير المسبوقة الممنوحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحليفه الأغنى في العالم إيلون ماسك القلق بشكل متزايد إذ بدأ الأخير يدخل تغييرات كبيرة على الحكومة الأميركية.
وسيطر الملياردير المولود في جنوب إفريقيا على نظام مدفوعات وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تريليونات الدولارات. وأعلن بمفرده تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو إس إيد” الإنسانية فيما ساهم في إزاحة كبار المسؤولين.
وبالنسبة إلى شخص يهاجم عادة الموظفين الرسميين غير المنتخبين، لا يخضع الرئيس التنفيذي غير المنتخب لشركتي “تيسلا” و”سبايس إكس” لأي إجراءات محاسبة تذكر في وقت يقود حملة ترامب لخفض عدد الموظفين في الحكومة الأميركية.
وسعى ترامب للتقليل من أهمية المسألة الاثنين لدى سؤاله عنها في المكتب البيضوي، مشيرا إلى أن “إيلون لا يمكنه القيام بشيء، ولن يقوم بشيء، من دون موافقتنا”.
وأكد “سنعطيه الموافقة عندما يكون ذلك مناسبا وعندما لا يكون كذلك، فلن نفعل. لكنه يبلغنا” بكل الأمور، مضيفا أنه أمر يشعر بحماسة كبيرة حياله وأنه معجب بما يقوم به.
وبدت سلطات ماسك غير محدودة تقريبا، ما دفع الديموقراطيين إلى اتهامه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري.
وما زال الملياردير حتى اللحظة غير مسجل لا كموظف فدرالي ولا كمسؤول حكومي، رغم أن الإعلام الأميركي ذكر الاثنين أنه بات الآن مسجّلا كـ”موظف حكومي خاص”.
ويشير معارضوه إلى أن ماسك كان أكبر متبرع لحملة ترامب الانتخابية الناجحة، إذ قدّم له مبلغا وصل إلى ربع مليار دولار، كما أن شركاته ترتبط بعقود ضخمة مع الحكومة الأميركية.
وبينما وضع رسم كاريكاتوري لكلب في البداية على موقع “إدارة الكفاءة الحكومية” التابعة لماسك، إلا أنه استُبدل لاحقا بشعار الدولار يحيطه إطار دائري ذهبي اللون، في انعكاس لما ستركّز عليه الهيئة الجديدة.
وسيطر فريق الإدارة المكوّن من شباب تم اختيارهم من شركاته الخاصة على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأميركية واحتلوا مناصب حكومية بارزة.
الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمني الأفضل
وساهم هؤلاء في التحرك الرامي إلى دفع الموظفين الفدراليين لأخذ مدفوعات نهاية الخدمة والمغادرة عبر رسائل وصلت بالبريد الإلكتروني تشبه إلى حد كبير تلك التي أُرسلت إلى موظفي تويتر عندما استحوذ ماسك على الشبكة الاجتماعية وغير اسمها إلى “إكس”.
وأعلن ماسك شخصيا أنه سيتم “إغلاق” وكالة “يو إس إيد” الضخمة أثناء دردشة حية على “إكس” واصفا إياها بـ”المنظمة الإجرامية”، بينما أثار تحرّكه ومساعديه من دون أي قيود الدهشة على نطاق واسع.
وأفادت تقارير عن مواجهة لافتة بعد ذلك عندما طلب مساعدو ماسك الوصول إلى غرفة محصّنة في “يو إس إيد” حيث توجد معلومات “سريّة”.
ووقعت حادثة مشابهة عندما أُعطي مسؤول في وزارة الخزانة إجازة إدارية، بحسب تقارير، بعدما رفض السماح لمساعدي ماسك بالوصول إلى هذا النوع من المعلومات.
وتنحى رئيس إدارة الطيران الفدرالي يوم تنصيب ترامب عندما انتقد ماسك إشراف الوكالة على عمليات إطلاق الصواريخ. وبعد أيام، اضطُر ترامب للمسارعة لتعيين بديل له عقب حادث تحطم الطائرة الدموي في واشنطن.
وفاقم قيام ماسك بما يشبه التحية النازية يوم تنصيب ترامب الجدل، فيما شدد الرئيس الأميركي الاثنين على أنه “في حال اندلاع نزاع، فلن نسمح له بالاقتراب منه”، في تصريحات لم تنجح في تهدئة المعارضين.
وبدأ الديموقراطيون الذين التزموا الصمت إلى حد واسع خلال أول أسبوعين لترامب في السلطة، التحرّك ضد خطوات ماسك.
وقالت السناتورة إليزابيث وارن “لم ينتخب أي أحد ماسك”. ويجري الديموقراطيون في “لجنة الطرق والوسائل” التابعة لمجلس النواب اتصالا طارئا مكرس في جزء منه لهذه المسألة.
وانتقد هؤلاء “إدارة الكفاءة الحكومية” على اعتبارها محاولة غير دستورية لممارسة سلطات رئاسية على أموال أقرها الكونغرس.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الاثنين إن “الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمني الأفضل”.
وفي تصريحات أدلى بها أثناء تظاهرة لموظفي “يو إس إيد”، قال السناتور كريس فان هولن إن “محاولة إيلون ماسك هذه للسيطرة… لن تصمد”.
وفي الأثناء، تجري مراقبة الوضع عن كثب في واشنطن بانتظار النهاية المحتملة لشهر العسل في البيت الأبيض بين شخصيتين استعراضيتين ومغرورتين مثل ماسك وترامب.
وتفيد تقارير بأن ماسك لا يؤدي عمله في المبنى نفسه بعدما منع من الحصول على مكتب في الجناح الغربي لموظفيه ووضع بدلا من ذلك في “مبنى أيزنهاور”، وهو قسم منفصل ضمن مجمع البيت الأبيض.