وأضاف سعد (خلال برنامج أزهر وأئمة) أن الشيخ طنطاوي ولد بقرية سُلَيم الشرقية مركز طما بمحافظة سوهاج في 1928، وتلقى تعليمه الأساسي بقريته، وبعد أن أتم حفظ القرآن الكريم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1944، ثم كلية أصول الدين، وتخرج فيها ليحصل على الدكتوراه في التفسير والحديث.

وذكر رامي سعد أن الشيخ طنطاوي عُين في عام 1960 إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف ثم تنقل بين المناصب الأكاديمية مدرسًا للتفسير والحديث داخل مصر وخارجها حتى عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين ، وتم تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية في سنة 1986 لمدة عشر سنوات حتى تم تنصيبه لمشيخة الأزهر ، وقد أصدر خلال تلك الفترة حوالي (7557) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.

وأشار سعد إلى أن الشيخ محمد سيد طنطاوي تميز بأنه مثال يُحتذى به فى الاعتدال والوسطية، وكانت حياته فصولًا متتالية من الصراع مع المتشددين والمتطرفين والمدعين على الإسلام،ووقف بجرأة ضد عادات اجتماعية سيئة تعامل المجتمع معها على أنها من الدين ومن أهمها ختان الإناث والنقاب،كما أفتى بجواز نقل الأعضاء البشرية وفوائد البنوك وحق المرأة فى الخُلع وتنظيم الأسرة وجواز إلتحاق الفتيات بالكليات العسكرية والجيش ورأى أن المرأة تصلح لمنصب رئاسة الجمهورية، لافتًا إلى أنه ترك ثروة علمية ضخمة وضعها فى 19 كتابًا ومرجعًا ،ومن أهمها التفسير الوسيط للقرآن الكريم الذى طُبع فى 15 مجلدًا .

يُذكر أن الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم 10 / 3 / 2010 بعد أدائه لصلاة الفجر وذلك إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته وهو ينوي الصعود إلى سلم الطائرة التي ستقله من العاصمة السعودية الرياض إلى القاهرة ،وكان فضيلته بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية بالرياض، ثم نُقل جثمانه الطاهر إلى المدينة المنورة حيث صُلي عليه صلاة الجنازة بالمسجد النبوي الشريف بعد صلاة العشاء في اليوم نفسه، ثم دفن –رحمه الله- ببقيع الغرقد بالمدينة المنورة حيث وُورِي جثمانه بتلك البقاع المطهرة بجانب صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

برنامج”أزهر وأئمة” يُذاع فى الخامسة إلا الربع فبل الإفطار على موجات إذاعة راديو مصر طوال أيام شهر رمضان المبارك ، تقديم : رامي سعد .