مصطفى الفقي: السفيرة الأمريكية أخبرتني أن مصر في عهد الإخوان كان يحكمها 6 أشخاص ليس من بينهم مرسي
السفير عهدي خيرت: لم نكن توقع انهيار نظام الأسد بتلك السهولة

مصطفى الفقي: السفيرة الأمريكية أخبرتني أن مصر في عهد الإخوان كان يحكمها 6 أشخاص ليس من بينهم مرسي

كتب: اللواء
نظمت لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، ندوة تحت عنوان «سوريا ومستقبل المنطقة»، برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل النقابة، كشف من خلالها المفكر السياسي مصطفى الفقي، إن السفيرة الأمريكية خلال عهد الإخوان أخبرته أن مصر يحكمها 6 أشخاص ليس من بينهم محمد مرسي، وأن الأمريكان كانوا يعلمون أن مصر في عهد الإخوان كانت تحكم من المقطم حيث مقر مكتب الإرشاد، مشيرًا إلى أن واشنطن كانت ترغب في نشر النظام الباكستاني في مصر وهي أن يكون هناك قوتان متنازعتان في البلاد وهما الجيش والإسلاميين.
وفي مفتتح اللقاء أكد حسين الزناتى، أن هذا اللقاء جاء في إطار سلسلة من الفعاليات التي تنظمها اللجنة لمناقشة القضايا العربية الراهنة، بها على أن منطقتنا العربية أصبحت وكأنها قدر مكتوب عليها أن تبقى ومعها حياة شعوبها على صفيح ساخن طوال الوقت، فلا يمضى عام تلو الآخر إلا ونرى المزيد من التحديات في مواجهتها، والكثير من الصراعات مستمرة عليها، والمزيد من التوترات والانتهاكات التي وصلت إلى حد سفك الدماء من دولة الاحتلال ضد الأبرياء العرب،في فلسطين ولبنان وغيرها تحولت أمام العالم وكأنه أمرعادى ومعتاد دون.

وتابع: «كل هذا يأتى في ظل مجتمع دولى يعيش وكأنه لايسمع ولايرى، أوأنه يسمع ويرى الحقيقة بعينيه، لكن المشهد أصبح رائقا له، بل ورُبما يحث عليه لتحقيق مصالحه في المنطقة، التي تسعى دولها أن تعيش في هذا الأمان الذي يكفله لها المواثيق وأهداف المنظمات الدولية، لكنهاعلى المحك تجد وجهًا آخر ليتحول هذا الأمان إلى خوف، والسلام إلى حرب، والمستقبل إلى ماض بممارساته المستمرة من الظلم والواقع المرير على دول بسبب دول أخرى لاتترك لها سوى فُتات العيش وأدنى مقوماته».
وأشار إلى أنه في هذا السياق تأتى ندوة لجنة الشؤون العربية عن مستقبل المنطقة العربية، بعد عام مرير من الأحداث عليها، أنهت أيامها الأخيرة بما جرى في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، وصعود قوة جديدة، الكثيرون يبحثون في ماهية وجودها وتداعيات ذلك ليس على سوريا فقط، ولكن على المنطقة كلها، بعد هذا الصعود السريع والمفاجئ لها. فكان هذا اللقاء الذي دعونا فيه قامات كبيرة لتقدم رؤاها وتحليلها، فيما حدث خلال العام التي انتهت بماجرى في سوريا، وكيف ترى المستقبل في المنطقة فيما هو قادم، وفى مقدمة هذه القامات المفكر والسياسى البارع د. مصطفى الفقى الأستاذ الذي تعلم على يديه أجيال وأجيال علوم السياسة، مابين النظريات والتطبيق، وصاحبتها التجربة العملية، التي جعلته دائما قريبًا من الأحداث، ودائرة صناعة القرارات وبخبرته وحنكته ووطنيته بقى عطائه إلى الآن فينتظره الكثيرون للاستماع إلى رؤيته في هذا اللقاء الهام، وهو السياسي المصري، الذي شغل سابقا منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة وكان سفيراً لمصر في النمسا، وسلوفانيا وكرواتيا، ومستشار السفارة المصرية في «الهند» وأستاذ العلوم السياسية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية، ورئيس الجامعة البريطانية في مصر وعضو لجنة الشرق الأوسط في اتحاد البرلمان الدولي اللجنة الاستشارية لاتحاد البرلمان الدولي الخاصة بالأمم المتحدة ومدير مكتبة الإسكندرية.
وأضاف «الزناتي» كذلك حرصنا على استضافة اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، لخبرته العسكرية والعلمية، ورؤاه الاستراتيجية التي نستعين بها في التحليلات الموضوعية للجانب العسكرى، والمرتبطة بعناصر الأمن القومى، ونحن في أشد الاحتياج للإستماع إليها الآن، في ظل هذه التوترات العصيبة سياسياً وعسكرياً في المنطقة.

وأيضاً اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن عضو مجلس الشيوخ، المتخصص في الشأن العسكرى والاستراتيجى بخبرته العلمية والعملية والسياسية على الأرض، لنرى معه تحليله لواقع الأمن القومى العربى في ظل هذه التوترات في سياقه العسكرى.
وأيضاً في هذا اللقاء تم توجيه الدعوة للسفير حازم عهدى خيرت سفير مصرالأسبق بدمشق، فهو صاحب التجربة العملية هناك على مدار أربعة سنوات هناك في الفترة من 2003 إلى 2007 وكان سفيرا لمصر في تشيلى ودولة الاحتلال الإسرائيلى غير عمله في سفارات مصر في هولندا وواشنطن، ودوره الدبلوماسى على مدار تاريخه بالخارجية المصرية، وهو الآن مستشار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للتعاون الدولى .
وأضاف حسين الزناتي، إن الشعب السوري العظيم مر بمحنة كبيرة خلال حكم حافظ الأسد ونجله بشار، معربًا عن أمله ألا تتكرر هذه المعاناة مرة أخرى، ومؤكدًا أن سوريا ستظل «قلب العروبة النابض».
وفي كلمته أشار السفير عهدي خيرت، إلى أن عمله الدبلوماسي في سوريا، الذي بدأ بعد استئناف العلاقات بين البلدين عام 1977 إثر زيارة الرئيس السادات للقدس، وقد أتاح له موقعه كسفير الفرصة للتعرف على تركيبة المجتمع السوري بكل أطيافه وطبيعته الطائفية، مشيرًا إلى دوره في تعزيز العلاقات الثنائية خلال الفترة الأولى من خدمته بالسفارة، ثم عودته مجددًا إلى دمشق عام من 2003 إلى 2007.وأشار إلى أن حكم الأسد الأب والابن كان ديكتاتوريًا واستبداديًا، حيث فرض النظام قبضة حديدية على الطائفة السنية، وقمع بشدة كل من خرج عن سياقه، سواء بالاعتقال أو القتل. ورغم هذه القبضة الأمنية، كانت هناك أجواء من المحبة بين مكونات الشعب السوري المختلفة.
وعن سقوط نظام بشار الأسد، قال «خيرت» إنه لم يكن يتوقع انهياره بتلك السهولة على يد الميليشيات المسلحة بقيادة أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، الذي قدم خطابًا جديدًا ونهجًا مختلفًا عن الفكر الجهادي التقليدي، مما مكّنه من التفاوض مع الأطياف العلوية وتقريب وجهات النظر بينها.وأبدى خيرت قلقه من مرحلة ما بعد الأسد، متسائلًا عن قدرة الجولاني على توحيد الفصائل المسلحة تحت مظلة واحدة وتطبيق نظام مدني دون التعرض لانقلاب داخلي. كما أعرب عن تخوفاته من صعود الإسلام السياسي المرتبط بتنظيمات مثل القاعدة وداعش، وهو ما يثير قلق الشارع المصري من تداعيات الوضع في سوريا.وأوضح أن هناك استياء لدى بعض السوريين من موقف مصرالذي لم يعكس حماسة كبيرة تجاه سقوط نظام بشار الأسد، رغم فرحة الشعب السوري العارمة بهذا الحدث. لكنه أشار إلى أن أبعاد المرحلة القادمة لا تزال غير واضحة، متسائلًا عن الدور التركي والروسي المتوقع، وما إذا كانت روسيا ستحتفظ بوجودها العسكري في سوريا أو ستفقد نفوذها، وكذلك مدى استمرار الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأكد أن فرحة الشعب السوري بسقوط النظام مبررة، لكنها تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل البلاد واستقرارها السياسي.

وفي كلمته أكد اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار بمركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر للدراسات العليا، أن مشهد انسحاب الجيش السوري أمام الفصائل المسلحة دون طلقة واحدة يدل أن ما حدث كان بالاتفاق، مشيرا إلى أن الجيش السوري لم يحارب منذ 1973، وأن ما استعملته إسرائيل بضرب جميع المقرات العسكرية السورية البحرية والجوية وغيرها، للقضاء على الجيش السوري بالكامل بخطة ممنهجة لتأتي الحكومة السورية بلا جيش، كما أشار إلى إن إسرائيل لا تحترم القانون الدولي أو المعاهدات ونقضت اتفاق الهدنة مع سوريا، واحتلت جبل الشيخ في سوريا، حيث له أهمية عسكرية شديدة بارتفاعه عن سطح البحر، لما له مميزات تستطيع القوات العسكرية منه السيطرة على 3 عواصم بيروت ودمشق وتل أبيب.
فيما أكد الدكتور مصطفى الفقي، أن الأوضاع الحالية في سوريا ليست بجديدة، مشيرًا إلى أن «ما حدث شاهدناه جميعًا كفصل متكرر في تراجع الروح العربية». وأضاف خلال حديثه عن تطورات المنطقة أن «العرب صامتون بينما الروح العربية تعاني من سكتة قلبية»، معربًا عن قلقه إزاء التدخلات الخارجية التي تهدد استقرار المنطقة.
وقال: «مصر هي الهدف المنتظر، لكنها دولة عصية على السقوط بحكم تاريخها ومكانتها. مصر دائمًا تنظر بقلق شديد إلى دولة كانت يومًا جزءًا منها، مما يعكس مكانة سوريا الخاصة في الوجدان المصري والعربي».
وأشار إلى أهمية استعادة التضامن العربي في مواجهة التحديات الراهنة، مؤكدًا أن «الوضع السوري يختبر الإرادة العربية وقدرتنا على الحفاظ على ما تبقى من روح العمل المشترك».
وتابع «الفقي» في وقت تشهد فيه سوريا تطورات سياسية وعسكرية معقدة، ما يعكس حجم الضغوط الإقليمية والدولية التي تواجهها، وسط صمت عربي وصفه الفقي بأنه «استمرار لحالة من التراجع عن أدوارنا التاريخية».
ورأى «الفقي» أن «ما يحدث في المنطقة هو محاولة لتطويق الدولة المصرية العصية على السقوط، مضيفًا أن «مصر تنظر بقلق بالغ لما يحدث في سوريا«، مشيرًا إلى أن»الشعب السورى من أكثر الشعوب ارتباطا بالمصريين، والعلاقة بين القاهرة ودمشق كانت مقربة جدا لكن لايبدو أنها ستعود«.
وأردف أن «الشرع وأعوانه تجنبوا ملفات من بينها القضية الفلسطينية التي لم يتحدثوا عنها حرفا منذ سيطرتهم على الحكم».
ولفت إلى أن «الإرهاب يأخذ صورا مختلفة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وعندما وصل الرئيس أوباما للحكم، اعتقدنا أننا أمام مرحلة جديدة في نهج الولايات المتحدة ولكن ما حدث كان عكس ذلك فأوباما كان أسوأ رئيس أمريكي معادي للإسلام».
وعن القضية الفلسطينية، قال «الفقي»: «نحن في وضع صعب للغاية في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل بشكل مطلق، ونضال الفلسطينيين أمر خارق في التاريخ الإنساني والعسكري، وكان لابد أن يكون هناك صوت تفاوضي، ولا بد أن يكون هناك شكل من أشكال المقاومة وإن كانت سلبية ولن يكون هناك قدرة على الوقوف في وجه أمريكا ولكن يمكن التعامل معها بتبادل المصالح في المنطقة.
