الفريق أشرف عطوة فى الاحتفال بعيد القوات البحرية السابع والخمسين: قادرون على تأمين سواحلنا وفرض السيادة على المياه الإقليمية والاقتصادية
قائد القوات البحرية : استكمال خطة التطوير لتعزيز القدرات القتالية للقوات البحرية لتنفيذ مهامها للحفاظ على الثروات القومية البحرية وتأمين الحدود البحرية والمياه الإقليمية والاقتصادية

الفريق أشرف عطوة فى الاحتفال بعيد القوات البحرية السابع والخمسين: قادرون على تأمين سواحلنا وفرض السيادة على المياه الإقليمية والاقتصادية
كتبت : منا أحمد
أكد الفريق أشرف إبراهيم عطوة، قائد القوات البحرية، أن المجد الذى تحقق يوم ٢١ أكتوبر ١٩٦٧، ذكرى إغراق المدمرة إيلات، والذى يوافق عيد «القوات البحرية» كان أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال القوات البحرية، لافتًا إلى أن القوات البحرية المصرية تقوم بمهامها على أكمل وجه، وتتمثل تلك المهام فى حفظ مقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية والاقتصادية على مدار الـ٢٤ ساعة.
وأضاف قائد القوات البحرية، خلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد بمقر قيادة القوات البحرية برأس التين بالإسكندرية، بمناسبة الاحتفال بعيد القوات البحرية رقم ٥٧، أن ما حدث كان مقدمة للانتصار العظيم الذى تحقـق فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣.
وقال ردًا حول وجه الاستفادة من المشاركة فى المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية: «نظرًا لثقل مصر السياسى والعسكرى وتصدرها المشهد السياسى بالمنطقة الناتج عن التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية وقدرتها على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل الأطراف الدولية، فإن الدول الكبرى تهتم بدعوتها للمشاركة فى كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبرى التى تُعنى بصناع القرار وقادة القوات البحرية للدول العظمى، كما تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول فى المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون، كما تعتبر أيضًا فرصة للاطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها وأحدث ما توصلت إليه تلك الدول من تقنيات حديثة فى مجال التسليح والتدريب، وتعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا، مما يفسح المجال للقرار المصرى بأن يمثل ضمن أى ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية».
وردًا على تساؤل بشأن توجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الحثيثة بشأن ضرورة وأهمية مواكبة التقدم الفكرى والعلمى للفرد المقاتل وتحديد الدرجات العلمية التى سيتم منحها لخريجى كليات الأكاديمية العسكرية المصرية، أوضح قائد القوات البحرية أن القيادة العامة للقوات المسلحة تحرص على تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة، فى مجال البحث العلمى والعلوم البحرية لتظل القوات البحرية دائمًا قادرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة واقتدار، حيث وقعت القوات البحرية بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية يحصل فيه طالب الكلية البحرية على بكالوريوس العلوم السياسية من قبل جامعة الإسكندرية.
ويهدف البروتوكول إلى رفع كفاءة الطلاب علميًا وعمليًا من خلال التعاون العلمى والبحثى فيما بينهما، مما يسهم فى تبادل الخبرات والإمكانيات العلمية بمختلف التخصصات لتحقيق أقصى استفادة بمنظومة العملية التعليمية، وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلًا على درجة البكالوريوس فى العلوم البحرية، ودرجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية، ودرجة البكالوريوس فى العلوم السياسية، ما يؤهل خريجى الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التى تحتمها طبيعة العمل.
وتابع: «تولت القوات البحرية المصرية قيادة قوة المهام المشتركة (CMF) «١٥٣» وهى شراكة بحرية متعددة الجنسيات وليست عسكرية بمعناه المعروف، حيث إن المبادئ الرئيسية لهذه الشراكة هى الالتزام بالقانون البحرى الدولى ودعم الحفاظ على الأمن البحرى الإقليمى من خلال التعاون المشترك بين الدول الأعضاء لمجابهة الأنشطة المشبوهة بالبحر والتى توثر على أمن وسلامة المجال البحرى والحفاظ على حرية الملاحة والتجارة العالمية مثل أعمال التهريب للأسلحة والمخدرات والبضائع المهربة، ومكافحة القرصنة البحرية، والهجرة غير الشرعية، ويتم ذلك داخل المياه الدولية فقط ودون التعدى على سيادة الدول ومياهها الإقليمية».
ومنذ أن انضمت مصر للقوات البحرية المشتركة فقد تولت القوات البحرية المصرية قيادة قوة المهام المشتركة رقم (١٥٣) التى تم إنشاؤها مؤخرًا كأول دولة إقليمية تقوم بتولى قيادة تلك القوة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأهمية تلك القوة التى تعمل على الحفاظ على أمن وسلامة المجال البحرى فى منطقة لها أهمية وتأثير مباشر على الأمن القومى المصرى، وهى منطقة البحر الأحمر- باب المندب، مما ينعكس إيجابًا على الحفاظ على حركة السفن التجارية من وإلى قناة السويس، والتى تعد أهم الممرات الملاحية العالمية، والتى تزداد معدلات عبور السفن الجارية من خلالها بمعدلات غير مسبوقة نظرًا لما تم بها من أعمال تطوير وإنشاء لقناة السويس الجديدة التى تمثل أحد أهم المشروعات القومية ضمن الخطة الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠.
وحول آخر التطورات التى تطرأ على الساحة العالمية الناجمة عن الحرب القائمة بين «روسيا وأوكرانيا» والتحديات والتهديدات التى من الممكن أن تواجه القوات البحرية المصرية فى حال المساس بالأمن البحرى الإقليمى المصرى قال قائد القوات البحرية: «منذ اليوم الأول للحرب الروسية- الأوكرانية دعت مصر إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على الصعيد العالمى، وتشير كل الخطوات التى انتهجتها مصر تجاه الأزمة إلى أن الدبلوماسية المصرية لا تقف أمام أى من طرفى الصراع فهى على الحياد، والدليل على ذلك نفى هيئة قناة السويس إمكانية أن يغلق ممر القناة أمام أى سفن، موضحة أن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب، وتقوم القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه، وتتمثل تلك المهام فى حفظ مقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية والاقتصادية على مدار الـ٢٤ ساعة مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين قناة السويس، ويواجه العالم حاليًا تداعيات هذا الصراع والتى تسببت فى مشكلة اقتصادية على مستوى العالم أجمع، فالعالم يعانى من مشكلة نقص السلع الاستراتيجية والمنتجات البترولية، وطبقًا لتوجيهات القيادة السياسية فقد تم تفعيل حزمة من الإجراءات لترشيد الاستهلاك ودعم الصناعات والمنتجات المحلية لتقليل الاعتماد على الواردات الخارجية كرد فعل إيجابى تجاه تلك الأزمة».
وبشأن ما شهدته بعض الدول العربية الصديقة من العديد من الكوارث الطبيعية فى الفترة الأخيرة من زلازل وأعاصير أدت إلى انهيار عدد كبير من المنازل وتدمير للبنية التحتية لهذه الدول، ودور القوات البحرية المصرية فى مساعدة هذه الدول الشقيقة أوضح الفريق أشرف إبراهيم عطوة أن مصر فى طليعة الدول على مستوى العالم فى تقديم العون للأشقاء فى هذه الدول، ففى أعقاب الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا وجهت القيادة السياسية بسرعة إرسال مئات من أطنان المساعدات الإغاثية من مستلزمات طبية ومواد الغذائية بحرًا لكلتا الدولتين، فمصر ملتزمة بدورها الإقليمى وبما تفتضيه من مسؤوليات وواجبات تجاه مساعدة دول المنطقة تحت مظلة القانون الدولى والإنسانى، أما عن السودان فقد قامت القوات البحرية المصرية بإرسال وحدات بحرية محملة بمساعدات إنسانية تحتوى على مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى المناطق الأكثر احتياجًا بعد الأحداث السياسية الراهنة، وكانت مصر فى طليعة الدول التى أجلت مواطنيها ورعايا الدول الصديقة والشقيقة من مناطق الصراع المسلح، فقد تم إجلاء العديد منهم بحرًا على متن الوحدات البحرية المصرية من ميناء بورتسودان بالتنسيق مع الجهات الحكومية السودانية، كما أرسلت القوات البحرية مؤخرًا حاملة المروحيات طراز «ميسترال» إلى ليبيا محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية وعربات الإسعاف والمعدات الفنية لإزالة آثار الكوارث الطبيعية الناتجة عن العاصفة (دانيال) التى ضربت سواحل مدينة درنة وأدت إلى خسائر هائلة فى الأرواح والبنية التحتية، واستغلالًا لقدرات حاملات المروحيات طراز ميسترال فقد تم فتح مستشفى ميدانى داخل الحاملة لاستقبال الحالات الطبية والمرضى من أشقائنا فى دولة ليبيا.
وأضاف أنه فى إطار استكمال مراحل خطة التطوير لتعزيز القدرات القتالية للقوات البحرية لتنفيذ مهامها للحفاظ على الثروات القومية البحرية وتأمين الحدود البحرية والمياه الإقليمية والاقتصادية وبتوجيهات من القيادة السياسية ودعم القيادة العامة للقوات المسلحة، مع الجانب الألمانى متمثلًا فى شركة (TKMS) للحصول على ٤ فرقاطات من طراز (MEKO–A٢٠٠)، بحيث يتم تصنيع ٣ فرقاطات فى ألمانيا، والأخيرة جارٍ تصنيعها بشركة ترسانة الإسكندرية، وفى ظل سياسة التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا التى تنتهجها القوات البحرية عند التعاقد على وحدات بحرية جديدة، وهو ما نجحت فى تحقيقه سابقًا عندما تم التعاقد على الفرقاطات طراز «جوويند» من الجانب الفرنسى، حيث تم تصنيع آخر فرقاطتين بشركة ترسانة الإسكندرية بواسطة الكوادر المصرية المؤهلة، وبالفعل تم استلام ٣ فرقاطات من طراز (MEKO–A٢٠٠) وهى الفرقاطة العزيز، والفرقاطة القهار، والفرقاطة القدير، مما سيزيد من قدرات القوات البحرية المصرية فى تنفيذ مهامها بمسرحى العمليات بالبحرين المتوسط والأحمر، ونحن نسعى دائمًا لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.
وعن الدور الذى تقوم به القوات البحرية فى حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على المهربين، قال الفريق أشرف إبراهيم عطوة: «وجهت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كل الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية والشرطة المدنية ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على العديد من العائمات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلى أوروبا، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها فى إطار القانون الدولى البحرى تم القبض على العديد من العائمات التى تقوم بأعمال تهريب (مخدرات- سلاح- بضائع غير خالصة الجمارك)، ويتم تسليم المقبوض عليهم إلى الجهات المختصة بالدولة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وهى رسالة واضحة وقوية للدولة المصرية، متمثلة فى دور القوات البحرية فى تأمين المصالح القومية والحفاظ على أمن واستقرار مصر. حيث برزت جهودها الإقليمية فى مجابهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال منع وإيقاف جميع المحاولات غير القانونية لتنفيذ عمليات الهجرة غير الشرعية من السواحل والمياه الإقليمية المصرية، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية فى تعزيز التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبى ودول جنوب قارة أوروبا التى تعانى آثار تلك الظاهرة ارتباطًا بحالة عدم الاستقرار الأمنى والسياسى ببعض الدول الإقليمية».
وفيما يخص الرؤية المستقبلية التى يراها قائد القوات البحرية الأنسب لتقدم القوات البحرية على المستويين الإقليمى والعالمى، قال: «نظرًا لسرعة وتيرة التقدم والتطور العلمى المحيط بنا من العالم ككل فيجب السعى الدائم لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى جوانب المجالات المختلفة لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالى باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى حتى يكون قادرًا على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وأوصى بالاستمرار فى المحافظة على كل عناصر الكفاءة القتالية واليقظة التامة والإدراك والوعى بالمستجدات الحالية العالمية والإقليمية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى (سياسيًا- اقتصاديًا- أمنيًا)، وأيضًا الظروف الراهنة التى تمر بها مصر من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العالى والدائم للقوات البحرية لتكون جاهزة لتنفيذ المهام والتوجيهات الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة بأسلوب احترافى وراقٍ، يدعمه العزيمة والإصرار».