وزير الخارجية السوداني: هذا السبب الرئيسي لإنشاء سد النهضة
وزير خارجية السودان: الميليشيات تتبع سياسة تجويع الشعب كمدخل للتدخل الأجنبي ويؤكد : لن يكون هناك «جنيف 2» وأوضحنا للرعاة ضرورة الالتزام بمخرجات جدة وشدد ليس أمامنا سوى العودة إلى السلام أو الاستمرار في الحرب واكد مصر وجهتنا الأساسية للاحتماء

وزير الخارجية السوداني: هذا السبب الرئيسي لإنشاء سد النهضة

كتب : اللواء
قال السفير على يوسف أحمد الشريف، وزير الخارجية السوداني، إن السودان قادر على العيش بدون المياه القادمة من سد النهضة، ولكن مصر غير قادرة على هذا الأمر، وهذا يعني أن مصر المستهدفة من هذا السد، معقبا: «القاهرة والخرطوم في خندق واحد في كافة القضايا»
ولفت «الشريف»، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج «بالورقة والقلم»، المذاع على القناة العاشرة المصرية «ten»، مساء الأحد، إلى ان الوفاق السياسي في السودان انتهى بحدوث مواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وانقسمت القوى السياسية بين الفريقين بعد ذلك، مشيرًا إلى أن الشعب السوداني للأسف هو من دفع ثمن الحرب والدمار الذي حدث خلال الفترة الاخيرة.
وتابع أن أي حرب تنتهي بالجلوس على مائدة المفاوضات، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية تدعم الحل التفاوضي الذي يؤدي إلى إزالة أثر مليشيا الدعم السريع من الحياة السياسية والعسكرية السودانية.
وأشار إلى أن أي شخص ارتكب جرائم سواء كان سياسيا أو عسكريا سيُقدم للمحاكمة العادلة، وأي شخص لم يتورط في العنف من الممكن دمجه داخل الدولة السودانية، خاصة وأن هناك عددًا كبيرًا من القوات في «الدعم السريع»، ومن الممكن دمج بعضهم داخل الجيش السوداني.
وقال الدكتور على يوسف، وزير خارجية السودان المكلف، فى حواره لمصرى اليوم إن هناك ظروفًا إنسانية وظروفًا في الوضع السياسي العام بالنسبة للسودان تؤثر على حياة ملايين من السودانيين.
وأضاف الدكتور على يوسف: «نعول على أن تأتي الولايات المتحدة الأمريكية بفهم جديد وسياسة وأسلوب جديد للتعامل مع القضية السودانية، وأن يكون هذا مبنيًّا على المصالح والتفاهم المشترك، وألا تكون هناك إملاءات».
وتابع: «وجهنا التهنئة إلى الشعب الأمريكي على إعادة انتخاب الرئيس ترامب، ولكن نعتقد أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، ولن يكون هناك فرق كبير جدًّا في السياسات الأمريكية بين الحزبين الحاكمين «الديمقراطيين والجمهوريين»، مؤكدًا أن يحدث تغيير في فترة حكم الرئيس ترامب بدءًا من يناير العام المقبل 2025، وإلى ذلك الوقت فالأشهر الثلاثة المقبلة لها أهمية خاصة، ولها خطورة في تطورات الوضع العسكري في السودان، ولا أعتقد أن الوقت سيسمح بالانتظار طويلًا».
واستطرد: «لذلك نحن نتمنى من الإدارة الأمريكية الحالية والإدارة الجديدة أن تَعِى خطورة الأوضاع في السودان وخطورة ما يتعرض له الشعب السوداني، وأن تكون لها سياسات ليست قائمة فقط على المصالح الجيوسياسية والصراع القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين في إفريقيا، وإنما تنظر للأمر الآن، حيث تجري ظروف إنسانية وظروف في الوضع السياسى العام بالنسبة للسودان تؤثر على حياة ملايين من السودانيين».
وفيما يتعلق بتوجيه المبعوث الأمريكي للسودان، مؤخرًا، اتهامات إلى مفوضية العون الإنساني بالسودان بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، أكد الدكتور على يوسف أن السودان ملتزم التزامًا كاملًا بتقديم العون وتوصيله وكل الاتفاقيات التي توصل إليها المجتمع الدولي مع السودان حول المسائل المرتبطة بالإغاثة لسببين: السبب الأول هو أن مَن يحتاج للإغاثة هو الشعب السودانى، والسبب الثانى هو أن السودان ملتزم بالقوانين والقواعد الدولية ذات الشأن.
وتابع: «بالنسبة لنا نقول إن هذه الأزمات الغذائية وما يُشار إليه بالمجاعة في السودان هي اتهامات باطلة، لكن السبب الرئيسي فيها تصرفات الميليشيا واعتداؤها على المزارع ومخازن الأغذية والمنتجات الزراعية، حيث تتبع تلك الميليشيا المتمردة سياسة تجويع الشعب السوداني حتى يكون هذا مدخلًا لتدخل أجنبي».
وأكد أن السودان لديه استعداد كبير جدًّا لمواصلة التعاون، قائلًا: «قمنا بفتح عدد من المعابر لإدخال المساعدات، من ضمنها إدخال المساعدات عن طريق الطيران إلى منطقة كادوقلى بجنوب كردفان، وفتحنا معبر أدرى، وهو معبر خطير جدًّا، فالمساعدات العسكرية التي تصل إلى الميليشيا المتمردة عن طريق تشاد، وفى مطار مشهور اسمه أم جرس، هي مسألة معروفة ومرصودة من قِبَل أطراف دولية عديدة، والعملية كلها في النهاية مبنية على التوازن بين المسائل المرتبطة بأمن السودان ودعم القوات المسلحة، ودعم التمرد بالأسلحة من قِبَل بعض الجهات، والسودان على استعداد للمساعدة في توصيل المساعدات، لكن لابد من التأكد من أن المساعدات التي تدخل السودان لا تحتوى على أسلحة وذخائر وأشياء تساعد التمرد في الاستمرار في عمليات القتل والتنكيل بالشعب السوداني».
واشار الدكتور علي يوسف، وزير خارجية السودان المكلف، إن الجهود السلمية لحل الأزمة السودانية وصلت إلى منطقة عدم الاستجابة من قِبَل حركة التمرد لمتطلبات السلم التي تم التوصل إليها في جدة، والتى كان من المفترض أن يتم تطبيقها عقب انتهاء مفاوضات جدة في مايو 2023.
وأضاف الدكتور علي يوسف »: «حدثت محاولة للالتفاف حول مسار جدة بالدعوة إلى مؤتمر في جنيف ودعوة بعض الدول إلى المشاركة في هذه المفاوضات»، مستطردًا: «هذه المشاركة لم تُقبل من جانب السودان، وانتهت المسألة بأن الاجتماع عُقد، وتمت بعض الأشياء التي ليس لها أي أثر بعد ذلك، ونحن الآن ليس أمامنا سوى العودة إلى مسار السلام أو الاستمرار في الحرب».
وحول انتهاء مفاوضات جنيف، قال وزير خارجية السودان: «يمكن أن نطلق جدة من جديد، لكن جنيف هناك استحالة لأسباب متعددة، ورغم أنهم ذكروا أن هذه الاجتماعات التي عُقدت في جنيف استمرار لمسار جدة، لكننا غير مقتنعين بأنها استمرار لمسار جدة، وقد أوضحنا للرعاة، بالذات الولايات المتحدة الأمريكية، ضرورة الالتزام بمخرجات جدة، والأمر الآخر عدم مشاركة دولة تُعد طرفًا في النزاع كمراقب أو وسيط، ولذلك من المؤكد أنه لن يكون هناك «جنيف 2»، ولكن يمكن أن يكون هناك «جدة 3» أو «جدة 4».
وفيما يتعلق بوجود خطة تحرك من جانب الخارجية السودانية في المحافل الدولية لفضح الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أكد أن هذا يتم بصورة مستمرة، قائلًا: «هناك بالفعل خطة قوية جدًّا وتحركات واسعة، ومن اليوم بدأنا تحركات موثقة، وأعتقد أن الحركة الإعلامية والدبلوماسية والسياسية في الفترة المقبلة سيكون لها تأثير كبير جدًّا على مسار المعركة العسكرية، فالمعركة الدبلوماسية لخدمة المعركة العسكرية».
واكد الدكتور على يوسف، وزير خارجية السودان المكلف، إن دور مصر أساسي في محاولات التصدى لمحاولات استهداف السودان وما يتعرض له الشعب السوداني من انتهاكات وغيرها.
وأكد الدكتور على يوسف، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أن مصر لها دور كبير جدًّا في كل الجهود والمحاولات التي تُبذل لوقف الحرب وإنهائها لصالح الدولة السودانية والشعب السوداني وإنهاء التمرد بصورة نهائية وإزاحته من المسرح السياسي السوداني، والدخول في معركة البناء والإعمار.
وأضاف: «من الطبيعى جدًّا أن يكون أول تحرك بأهداف دبلوماسية وسياسية واستراتيجية واضحة من السودان على رأسها المحافظة على سيادة السودان ووحدة أراضيه والمحافظة على مؤسسات الدولة السودانية من مصر ومع مصر، والمؤكد أن الأمن القومى للسودان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومى لمصر، وكل التحديات التي يواجهها السودان في ظل المتغيرات الدولية الجارية تؤثر على مصر والسودان معًا».
ولفت إلى أن هناك تهديدًا كبيرًا يؤثر على الدولة السودانية والشعب السوداني، قائلًا: «كما هو ظاهر من نتائج هذا التهديد وهذه المؤامرة أن مصر كانت الوجهة الرئيسية والأساسية التي قدم إليها السودانيون للاحتماء بالشعب المصري وبالدولة المصرية ومصر أم الدنيا».
وتابع: «مصر والسودان شعب واحد في بلدين».
واستطرد: «اللقاء الآخر المهم جدًّا الذي أجريته في القاهرة كان مع الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية المصري، وتم خلال اللقاء بحث القضايا الأساسية المرتبطة بتطورات القضية السودانية وما هو مطلوب من القاهرة لدعم السودان».
وأضاف وزير خارجية السودان: «بصراحة، استطيع القول إننا لم نتقدم بأى طلبات، حيث استمعنا من الوزير بدر عبدالعاطي للموقف المصري الذي يحوي كل ما نستطيع أن نتحدث حوله من دعم للسودان والوقوف إلى جواره، ولذلك اكتفينا بالنقاش حول القضايا المبدئية والرئيسية والاستراتيجية، ثم تحولنا إلى بعض القضايا التي تؤثر على أبناء السودان الذين لجأوا إلى مصر بعد فترة الحرب، ووجدنا من وزير الخارجية المصري دعمًا كاملًا لمطالبنا، بدءًا من تأشيرات الدخول انتقالًا إلى مسألة الإقامات ومسألة التعليم والمدارس السودانية، وفرص العمل لعدد ضخم جدًّا من الأطباء السودانيين المتواجدين في مصر، ولقد وجدنا تجاوبًا غير عادى من الوزير عبدالعاطى واستعدادًا كبيرًا جدًّا بالاتصال بزملائه في الحكومة المصرية للخروج بموقف متفق عليه من جانب كل المؤسسات».
ولفت الدكتور على يوسف، وزير خارجية السودان المكلف، إن مصر لها دور كبير جدًّا في كل الجهود والمحاولات التي تُبذل لوقف الحرب، وإنهائها لصالح الدولة السودانية والشعب السوداني.
وأوضح الدكتور على يوسف، أن الاتهامات الأخيرة التي وجهتها ميليشيا الدعم السريع إلى مصر كاذبة ولا أساس لها من الصحة.
وشدد على أن دور مصر أساسي في محاولات التصدى لمحاولات استهداف السودان وما يتعرض له الشعب السوداني من انتهاكات وغيرها، ومصر لها دور كبير جدًّا في كل الجهود والمحاولات التي تُبذل لوقف الحرب وإنهائها لصالح الدولة السودانية والشعب السوداني وإنهاء التمرد بصورة نهائية وإزاحته من المسرح السياسي السوداني، والدخول في معركة البناء والإعمار.
وأضاف: «مصر موقفها إيجابي جدًّا جدًّا، وستكون واحدًا من الشركاء، بل هي الآن شريك رئيسي للسودان، وستكون شريكًا في المرحلة المقبلة».
وتابع وزير خارجية السودان: «بالطبع الاتهامات التي وجهتها الميليشيا إلى مصر هي اتهامات كاذبة وادعاءات لا أساس لها من الصحة، والجيش السوداني هو الذي يحقق هذه الانتصارات على ميليشيا الدعم السريع في مختلف المواقع، والأمور تسير بصورة إيجابية نحو تحقيق نصر عسكري، وفى الوقت ذاته جهود تحقيق السلام مستمرة، ولا يوجد ما يؤثر عليها، وذلك من خلال مبادرة جدة أو مسار جدة أو من خلال الجهود التي تقوم بها أيضًا مصر مع عدد من الدول الأخرى، فقد علمنا أنه سيُعقد اجتماع رباعى في السعودية، بمشاركة مصر في المرحلة القادمة لبحث كيفية تنفيذ اتفاق جدة وتحريك الجهود السلمية».