وثائق بريطانية: أمريكا درست الاستيلاء على حقول نفط الخليج خلال حرب أكتوبر
وثائق إسرائيلية: تل أبيب لم تتوقع تنفيذ الهجوم يوم 6 أكتوبر 1973

وثائق بريطانية: أمريكا درست الاستيلاء على حقول نفط الخليج خلال حرب أكتوبر

كتب : اللواء
فى الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر 1973، كشفت وثائق بريطانية، أفرجت عنها الحكومة البريطانية عام 2004، عن أن الولايات المتحدة “فكرت فى الاستيلاء على حقول النفط” فى الخليج بعد فرض الحظر من دول الخليج خلال حرب أكتوبر 1973.
كشفت الوثائق أن المملكة المتحدة وأمريكا قللتا من إرادة العرب وقدرتهم على وقف ضخ النفط للغرب خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وأشارت الوثائق، التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بالتزامن مع ذكرى انتصارات 6 أكتوبرالـ51 ، إلى أن البريطانيين فوجئوا بإعلان الدول العربية المنتجة للنفط الحد من الإمدادات للغرب بعد عشرة أيام من العمليات العسكرية.
وبحسب الوثائق ففي 11 يونيو عام 1973، أي قبل الحرب بأربعة أشهر، حضر ويليام روجرز، وزير الخارجية الأمريكي، اجتماع مجلس وزراء منظمة معاهدة الشرق الأوسط (حلف بغداد).
ويروى انتوني بارسونز، الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية آنذاك، أن روجرز قلل من شأن تهديدات العرب باستخدام النفط سلاحا للضغط على الغرب لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة في حرب عام 1967.
وأضاف بارسونز، في تقرير سري عن حوار جرى بينه وبين الوزير الأمريكي ، أن روجرز “تحدث ببعض القوة عن موقف العرب تجاه النفط”، ونقل عنه قوله إن “كل الكلام عن استخدام العرب نفطهم سلاحا سياسيا فارغ حسب رؤية الولايات المتحدة”.
وكشف الوزير للمسؤول الدبلوماسي البريطاني عن أنه “كلما تحدث إلى العرب، أبلغهم بلغة صارمة أنه لا مجال على الإطلاق لأن تؤخذ الولايات المتحدة رهينة”.
وجاء الحوار بين روجرز وبارسونز بعد أسابيع قليلة من تحذير الرئيس أنور السادات للغرب من أن العرب مستعدون للجوء إلى حظر نفطى لمساعدة مصر فى الصراع العسكرى مع إسرائيل.
أصبحت حرب أكتوبر عام 1973 مثالا للتنسيق العسكرى والذكاء الاستراتيجى، حيث شكلت الحرب ملحمة وطنية فى تكاتف الشعب والقيادة السياسية والقوات المسلحة.
ونشرت إسرائيل بالتزامن مع الذكرى الـ51 لحرب أكتوبر، آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو التى سلطت الضوء على فترة الحرب والمفاجأة التى تعرض لها الجيش الإسرائيلى فيما أطلقت عليه صحيفة إسرائيل تايمز بالفشل الاستخباراتى الكبير.
ويعرض حاليا موقع ويب مخصص باللغة العبرية فقط – حوالى 3500 ملف أرشيف تحتوى على مئات الآلاف من الصفحات، و1400 وثيقة ورقة أصلية، و1000 صورة، و750 تسجيلاً، و150 دقيقة من المداولات الحكومية، وثمانية مقاطع فيديو.
توفر بعض الوثائق سجلات للمداولات التى جرت بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير وقادة الأمن فى الأيام والساعات التى سبقت شن مصر وسوريا الحرب المنسقة فى 6 أكتوبر 1973، بينما كانت إسرائيل تحتفل بيوم الغفران.
وكشفت وثائق إسرائيلية أن تل أبيب لم تتوقع تنفيذ الهجوم على الرغم من الإشارات الصارخة التى تشير إلى أن الجيوش كانت تستعد للغزو، معتقدة أنه بعد هزيمة مصر قبل ست سنوات فى حرب الأيام الستة، فإن القاهرة لن تهاجم إلا إذا اكتسبت أولاً القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي“.
قبل يوم واحد من بدء الحرب، قال رئيس المخابرات العسكرية إيلى زيرا لمئير أن التقييم السائد هو أن “استعداد إسرائيل ينبع بشكل أساسى من الخوف”، مضيفًا: “أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا دليل. من الناحية الفنية، فهى قادرة على التصرف. أفترض أنهم إذا كانوا على وشك الهجوم، فسنحصل على مؤشرات أفضل” وبعد ساعات كرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلى ديفيد إليعازر رؤية زيرا القائل بأن سوريا ومصر من المرجح أن تخططا لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية.
ثم ركزت المناقشة على ما إذا كان ينبغى شن ضربة استباقية، لكن وزير الدفاع موشيه ديان قال: “لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بتوجيه ضربة استباقية هذه المرة، من منظور دبلوماسى. فى الوضع الحالى، حتى قبل خمس دقائق أمر مستحيل”
والسؤال الآخر هو ما إذا كان ينبغى تسريب معلومات إسرائيل علناً عن الهجوم الوشيك من أجل منع حدوثه.
ودعا الوزير يجال ألون إلى تسريب المعلومات عن خطة الهجوم إلى وسائل الإعلام قبل جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها ظهر ذلك اليوم. ومع ذلك، أيدت مائير فقط تسريب المعلومات إلى الدبلوماسيين الأجانب، وانتهى بها الأمر بنقل المعلومة للسفير الأمريكى كينيث كيتنج بعد أن قال ديان: “يجب أن نسير بحذر، لذلك لا داعى للذعر”.
وطلبت مائير من كيتنج خلال لقائهما نقل رسالة إلى مصر: “ليس لدينا شك فى أننا سننتصر، ولكننا نريد أن نعلن… أننا لا نخطط لهجوم، ولكننا بالطبع مستعدون لصد هجومهم”.
وعندما سأل كيتنج ما إذا كانت إسرائيل ستضرب بشكل استباقى، أجابت مائير بأنها لن تفعل ذلك، “على الرغم من أن ذلك كان سيجعل الأمر أسهل بكثير بالنسبة لنا”.
بعد يوم من وقوع الهجوم – وهو ما فاجأ إسرائيل مرة أخرى لأنه حدث فى وقت أبكر مما كان متوقعا – اعترف ديان لمائير وألون بأن تقييماته قد ثبت خطأها، وقال: “كان لدينا تقييم يستند إلى الحرب السابقة، وكان غير صحيح لقد كان لدينا ولآخرين تقييمات خاطئة حول ما سيحدث أثناء محاولة العبور قناة السويس”.
وفقًا للأرشيف المنشور حديثا، فإن المواد توثق الأحداث فى الوقت الفعلى فى جميع المجالات: السياسية والعسكرية والدولية والعامة والمدنية.
وتشمل مداولات الحكومة، والمشاورات العسكرية السياسية، واجتماعات لجان الكنيست، ومراسلات وزارة الخارجية وتقييمات الوضع فيما يتعلق بسير الحرب والدفاع المدنى وتنظيم الجبهة الداخلية خلالها
وقالت الصحيفة الاسرائيلية أن هذه المادة توفر لمحة رائعة عن عملية صنع القرار فى ظل ظروف عدم اليقين من قبل القادة
وانتهت حرب 1973 بوقف نهائى لإطلاق النار فى 24 أكتوبر، وقتل أكثر من 2500 جندى إسرائيلى وجرح آلاف آخرون فى القتال، إلى جانب آلاف القتلى والجرحى من القوات المصرية والسورية.