ترامب يضغط قبل ساعات الحسم في صفقة الرهائن
حماس ترد على زوجة رهينة إسرائيلي .. دراسة صادمة عن "العدد الحقيقي" للقتلى في غزة

ترامب يضغط قبل ساعات الحسم في صفقة الرهائن

كتب : وكالات الانباء
وصل مبعوث الرئيس المنتخب ترامب، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل، السبت، لدفع اتفاق بشأن الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار، في خطوة تهدف إلى الضغط على جميع الأطراف، لإتمام الاتفاق قبل 20 يناير (كانون الأول) الجاري.
وسافر ويتكوف إلى إسرائيل من قطر، ضمن مسعى اللحظة الأخيرة من ترامب، الذي هدد بأنه سيكون “هناك جحيم في الشرق الأوسط” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل موعد تنصيبه.
وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع أن ويتكوف نقل رسالة إلى أمير قطر خلال اجتماعهما في الدوحة، الجمعة، مفادها أن ترامب يريد إتمام الاتفاق خلال أيام.
والتقى ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السبت، وأكد له على أهمية الوصول إلى اتفاق قبل 20 يناير (كانون الأول).
وأشار موقع “أكسيوس” إلى أن أعضاء فريق المفاوضات الإسرائيلي ومستشار الشرق الأوسط للرئيس بايدن، بريت مكغورك، الذي يتواجد في الدوحة، انضموا إلى مكالمة هاتفية لمناقشة آخر مستجدات المفاوضات.
في ختام الاجتماع، وجه نتانياهو تعليماته إلى مدير الموساد ديفيد بارنيا، ومدير الشين بيت رونين بار، إضافة إلى الجنرال نيتزان ألّون من الجيش الإسرائيلي للسفر إلى الدوحة على الفور، لدفع عجلة الاتفاق.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن ويتكوف شدد على ضرورة إتمام الاتفاق قبل يوم التنصيب عدة مرات، مشيراً إلى أن دوره حاسم في المفاوضات، حيث يمارس الضغط من جانب ترامب.
وأوضح أن الفجوات بين إسرائيل وحماس قد تضاقت في الأيام الأخيرة، لكن ما زالت بعض الفجوات قائمة، موضحاً أن الأطراف قريبة جداً من “منطقة الاتفاق”.
وأضاف المسؤول: “هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، ولكن التحدي كبير. لن يكون رؤساء الفريق الإسرائيلي في قطر لو لم يعتقدوا أن الاتفاق ممكن. سيكون الأمر صعباً، لكن الفريق سيبذل قصارى جهده.”
وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، لا يزال حوالي 98 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة، منهم 7 أمريكيين، ويُعتقد أن نصفهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة، بما في ذلك 3 أمريكيين.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة، بعضهم على قيد الحياة وبعضهم توفي. كما يتوقع أن يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار في غزة لمدة بين 6 إلى 7 أسابيع، بالإضافة إلى الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بما فيهم أولئك الذين قتلوا إسرائيليين.
مصدر إسرائيلي: ترامب يتدخل “شخصيا” في مفاوضات الرهائن
فى السياق ذاته كشف مصدر إسرائيلي، السبت، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بدأ يتدخل شخصيا في ملف إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وبينت أن المقترح الذي تتم مناقشته حاليا يشمل انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا ومن معبر نيتساريم في اليوم الأخير من مراحل الاتفاق.
وأضافت أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن انسحابا جزئيا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بينما تتضمن المرحلة الثانية بقاء نقاط مراقبة إسرائيلية، وفي اليوم الأخير من المرحلة الثالثة سيكون هناك انسحاب كامل للجيش.
وقال مسؤول في حماس لوسائل إعلام إنه: “تم الانتهاء من الرؤية النهائية للاتفاق، هناك ترتيبات بين الوسطاء بشأن إعلان الاتفاق”.
ووفقا لمصادر، فقد وافق الجانبان على الخطوط العريضة العامة للمرحلة الثانية، وتم تأجيل النقاط الخلافية للنقاش أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.
وأضافت أن المساعدات وعدد الشاحنات سيزداد تدريجيا عبر بوابة صلاح الدين ومعبر كرم أبو سالم مع بدء تنفيذ الاتفاق.
كما سيتم فتح معبر رفح تدريجيا للأفراد، بدءا من الحالات الطارئة مثل المرضى والجرحى، ومن ثم سيتم زيادة العدد والفئات.
في غضون ذلك، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي وصل إسرائيل في زيارة مفاجئة وسط تطورات في مفاوضات الإفراج عن الرهائن
وقالت مصادر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن المسؤولين الإسرائيليين يجرون مناقشات منذ، صباح السبت، حول الصفقة المحتملة، حيث كان نتنياهو مشاركا بشكل مباشر.
ومساء السبت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو قرر إرسال رئيس الموساد إلى قطر لإجراء محادثات بشأن الرهائن.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي التقدم في المفاوضات، حيث قال مكتب نتنياهو إن المفاوضات تجري “بسرية تامة”.
طلبت توضيح وضع زوجها.. حماس ترد على زوجة رهينة إسرائيلي
من جانبها ردت حماس على طلب امرأة إسرائيلية توضيح وضع زوجها المحتجز رهينة في قطاع غزة، وقالت الحركة في مقطع فيديو السبت إن مصيره يعتمد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكانت شارون كونيو قد طلبت في رسالة فيديو باللغة العربية الجمعة من حماس تقديم إشارة على أن زوجها ديفيد حيّ، وحثّت محتجزيه على معاملته بشكل لائق.
وقد اختطفت هي نفسها أثناء الهجوم الذي شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأُطلق سراحها مع ابنتيها التوأم البالغتين ثلاث سنوات خلال الهدنة الوحيدة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023.
فيما استقبل رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في الدوحة أمس الجمعة، حيث ناقشا محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت قطر أكدت بداية الأسبوع الحالي أن المحادثات للتوصل إلى هدنة في غزة تتواصل “على المستوى الفني”.
وتلعب قطر، مع الولايات المتحدة، ومصر، دور الوسيط في محادثات متواصلة منذ أشهر للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن.
لكن باستثناء أسبوع توقف فيه القتال في أواخر 2023 وأطلق فيه سراح عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس في مقابل فلسطينيين كانوا في السجون الإسرائيلية، فشلت جولات التفاوض المتتالية خلال الحرب.
وانتهت جولة سابقة من الوساطة في ديسمبر (كانون الأول) باتهام طرف للآخر بالتسبب في الفشل، إذ اتهمت حماس إسرائيل بوضع “شروط جديدة” فيما اتهمت تل أبيب الحركة الفلسطينية بوضع “عقبات جديدة” أمام أي اتفاق.
وتحدث الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن الخميس عن “تقدم حقيقي” في المفاوضات.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض،:”نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم”.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، أعربت قطر عن تفاؤلها بعودة “الزخم” إلى المحادثات بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
فتح: لن نسمح بـ”مغامرة” حماس في الضفة
من ناحية اخرى قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، إنه لا يحق لحركة حماس أن “تعيد إنتاج مغامراتها في الضفة”، متهمة إياها بأنها “رهنت نفسها لصالح إيران وغيرها من المحاور الإقليمية، ووفرت الذرائع المجانية للاحتلال، كي ينفذ أكبر حرب إبادة بحق شعبنا في قطاع غزة”، حسبما ذكرت وكالة معاً الإخبارية الفلسطينية، اليوم السبت.
وأضافت حركة فتح أن “الحرب أدت إلى دمار قطاع غزة، ومقتل وفقدان وإصابة وأسر أكثر من 200 ألف من الأطفال والنساء والرجال، التي احتمت بهم حماس، بدلاً من أن تحميهم وتحمي بيوتهم، وتسببت كذلك في ما وصلت إليه الأوضاع الكارثية”.
وذكرت فتح، أن “إصرار حماس على خطاب المزايدة والتخوين المؤسس على افتراءات وتلفيقات لا تتصل بالواقع، ضمن تساوق علني مع مخططات الاحتلال، عبر محاولات تأجيج الفلتان الأمني والفوضى في الضفة الغربية، من خلال الدعم الصريح لمجموعات الخارجين على القانون، يؤكد أن حماس ما زالت ماضية في سياستها، التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الكوارث”.
وشددت فتح على أن “ما ورد في بيان حماس الأخير من تناقضات وافتراءات لن ينطلي على شعبنا بوعيه، وهذه الخطابات التضليلية تلتقي أهدافها مع أهداف الاحتلال، لتنفيذ مخططاته ضد شعبنا”.
وبينت فتح “أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية بوصفها الامتداد الطبيعي والتاريخي للثورة الفلسطينية المعاصرة، تقدم صفوة أبنائها؛ للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني من العبث أو المصادرة لصالح جهات إقليمية”.
فتح: لن نسمح لـ”حماس” أن تعيد إنتاج مغامراتها في الضفة
فى حين قالت حركة فتح، السبت، إنها لن تسمح لحماس أن تعيد إنتاج “مغامراتها” في الضفة الغربية.
وأضافت “فتح”، أن “إصرار حماس على خطاب المزايدة والتخوين المؤسّس على افتراءات وتلفيقات لا تتصل بالواقع والوقائع ضمن تساوق علني مع مخططات الاحتلال؛ عبر محاولات تأجيج الفلتان الأمني والفوضى في الضفة الغربية؛ من خلال الدعم الصريح لمجموعات الخارجين على القانون، يؤكد أن حماس ما زالت ماضية في سياستها التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الكوارث والموت والدمار”.
وشددت “فتح” على أن ما ورد في بيان حماس الأخير من “تناقضات وافتراءات سعت من خلالها لحرف الأنظار عن ممارساتها في غزة منذ انقلابها الدموي عام 2007، لغاية يومنا هذا، سواء كانت الإعدامات الميدانية أو الخطف أو سياسة تكسير العظام والترهيب باسم الدين والمقاومة، وصولا إلى سرقة المساعدات الإنسانية، وشرعنة الجريمة المنظمة.. إلخ، لن ينطلي على شعبنا بوعيه، وهذه الخطابات التضليلية تلتقي أهدافها مع أهداف الاحتلال لتنفيذ مخططاته ضد شعبنا”.
وبيّنت أن “الأجهزة الأمنية الفلسطينية بوصفها الامتداد الطبيعي والتاريخي للثورة الفلسطينية المعاصرة، تقدّم صفوة أبنائها شهداء؛ للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني من العبث أو المصادرة لصالح جهات إقليمية لا تريد سوى تحقيق مصالحها واستخدام القضيّة الفلسطينية العادلة لمآربها، وعلى وجه الخصوص؛ المآرب الإيرانية التوسعية الرامية إلى تحويل فلسطين لمنطقة نفوذ لها ولو على حساب دم آخر طفل فلسطيني”، مضيفة أن “شعبنا (..) لن يسمح بأية محاولات لاستلاب هذا القرار من أي جهة كانت ومهما كان الثمن”.
حملة إسرائيل في منطقة الحدود السورية تثير مخاوف من نيتها البقاء
على صعيد اخرأدى أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للقوات الإسرائيلية “بالسيطرة” على منطقة عازلة مع سوريا إلى قلب عقود من الهدوء النسبي على طول الحدود الفعلية بين البلدين، وفق ما يذكره تقرير آرون بوكسرمان في صحيفة “نيويورك تايمز”.
فقد أغار جنود إسرائيليون على قرى سورية حدودية، مما دفع السكان المتوترين إلى التجمع في منازلهم.
كما استولوا على أعلى قمة في البلاد، وأقاموا حواجز على الطرق بين البلدات السورية، والآن يطلون على القرى المحلية من مواقع عسكرية سورية سابقة.
وبحسب التقرير، فأدى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد إلى إغلاق فصل من فصول الحرب الأهلية التي استمرت لعقد من الزمان في البلاد. ولكنه كان بمثابة بداية لتوغل إسرائيلي في منطقة الحدود، والذي وصفته إسرائيل بأنه خطوة دفاعية مؤقتة لضمان أمنها.
شعور بالقلق
يعيش آلاف السوريين الآن في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية جزئيا على الأقل، مما يجعل الكثيرين يشعرون بالقلق بشأن المدة التي ستستغرقها الحملة. وقد احتجزت القوات الإسرائيلية بعض السكان وفتحت النار خلال احتجاجين على الأقل ضد الغارات، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويقول بعض السوريين على الأقل الآن إنهم يخشون أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد.
“نحن الجزء الوحيد من البلاد الذي لم يتمكن حقاً من الاحتفال بسقوط نظام الأسد – لأنه حتى عندما سقط الطاغية، جاء الجيش الإسرائيلي”، هذا ما قاله شاهر النعيمي، الذي يعيش في قرية خان أرنبة الحدودية التي داهمها الجيش الإسرائيلي.
خاضت إسرائيل وسوريا صراعات متعددة، ولكن على مدى عقود من الزمن، ظلت الحدود الفاصلة بين البلدين هادئة إلى حد كبير.
وكانت آخر حرب بينهما في عام 1973، عندما دخلت سوريا ومصر حربا ضد إسرائيل في “يوم الغفران”، وهو أقدس يوم في اليهودية.
وبعد ذلك، اتفق الجانبان على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي كانت بمثابة حدود بحكم الأمر الواقع.
ولكن عندما أطاح المتمردون السوريون بالأسد من السلطة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوات بلاده “بالسيطرة” على المنطقة العازلة، التي تضم عدداً من القرى السورية.
ووصفها بأنها خطوة مؤقتة “لضمان عدم تمركز أي قوة معادية بجوار الحدود مع إسرائيل” وسط الاضطرابات الداخلية في سوريا وبعد الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس من غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل.
وسرعان ما استولت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، أعلى جبل في سوريا، وتقدمت على طول المنطقة العازلة وما وراءها.
وفي نفس الوقت تقريباً، قالت إسرائيل إنها نفذت مئات الغارات الجوية في مختلف أنحاء البلاد مستهدفة طائرات مقاتلة ودبابات وصواريخ وأسلحة أخرى تابعة لحكومة الأسد.
اتهامات دولية
أثارت الحملة العسكرية المستمرة، وخاصة العملية البرية في منطقة الحدود الفعلية، اتهامات دولية بأن إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار المستمر منذ عقود.
وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مقابلة هاتفية، إن الجيش الإسرائيلي يعمل في منطقة الحدود “الآن على نحو مماثل للضفة الغربية، بمعنى أنه يستطيع الدخول والخروج من أي مكان يريده واعتقال من يريد”.
ضرار البشير، وهو زعيم محلي في منطقة القنيطرة الحدودية يقول إن تحول العملية الإسرائيلية إلى احتلال طويل الأمد من شأنه أن يشعل فتيل المزيد من العنف في بلد منهك من سنوات الحرب الأهلية.
تسيطر إسرائيل بالفعل على جزء كبير من مرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي كانت تحت سيطرة سوريا في السابق والتي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.
“نحن نريد السلام، ولكن صناع القرار في إسرائيل يعتقدون أنهم سيحققون كل شيء بالقوة”، هكذا يقول أرسان أرسان، أحد سكان قرية سورية خارج المنطقة العازلة والذي ساعد في التنسيق بين مسؤولي الأمم المتحدة والسكان المحليين.
ويضيف: “إذا دفعوا الناس إلى الزاوية، فإن الأمور سوف تنفجر، تماماً كما حدث في غزة”.
كما دخل ضباط إسرائيليون إلى القرى للقاء الزعماء المحليين والمطالبة بجمع كل الأسلحة الموجودة في بلداتهم وتسليمها للجيش الإسرائيلي، وفقاً لسبعة من السكان.
وقالوا إن البلدات امتثلت في الغالب للأمر، مما دفع الجنود الإسرائيليين إلى إخراج البنادق بالشاحنات.
ولم ترد إسرائيل على طلبات التعليق على اتهامات محددة من جانب السكان المحليين.
لكن الجيش الإسرائيلي قال يوم الأربعاء إن قواته صادرت ودمرت أسلحة كانت مملوكة في السابق للجيش السوري، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وأجهزة متفجرة.
توغل إسرائيلي
وقال سكان سوريون وزعماء محليون في منطقة الحدود إن المركبات العسكرية الإسرائيلية ألحقت أضراراً بأنابيب المياه وكابلات الكهرباء في بعض القرى، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والمياه.
وقال تركي المصطفى (62 عاماً) إنه لم تكن هناك مياه جارية في بلدته الحميدية منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة.
وأضاف أن القوات سمحت بنقل بعض المياه بالشاحنات، لكنها أقامت حواجز على الطرق حول البلدة، وأمرت السكان بالدخول والخروج في ساعات محددة فقط.
وقال أحمد خريوش (37 عاماً) وهو من سكان بلدة رافيد إن استقبال شبكات الهاتف المحمول أصبح متقطعاً أيضاً في المنطقة العازلة منذ التوغل الإسرائيلي، مما يجعل الاتصالات صعبة.
وقال “الآن يعيش الجميع في خوف من الجيش الإسرائيلي، لا نريد أن تتفاقم الأمور بيننا، نريد فقط السلامة والأمن”.
احتج بعض السوريين على الوجود العسكري الإسرائيلي، فنظموا مظاهرات في أربع قرى على الأقل.
وقال اثنان من سكان بلدة سويسا إن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار وأصابوا عدة أشخاص خلال احتجاج هناك في 25 ديسمبر (كانون الأول).
وقال أحد السكان، زياد الفحيلي (43 عاماً)، عن المتظاهرين: “كانوا غير مسلحين ويرددون شعارات ضد الانتشار الإسرائيلي في المنطقة، في البداية، أطلق الجنود النار في الهواء، ولكن عندما استمر الحشد في السير نحوهم، أطلقوا النار على المتظاهرين”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت “طلقات تحذيرية” في قرية سويسة، وإنه ينظر في تقارير تفيد بإصابة مدنيين.
حتى قبل سقوط الأسد، كانت إسرائيل تشعر بالقلق من اكتساب الميليشيات المدعومة من إيران موطئ قدم على طول الحدود السورية.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تضرب بانتظام مسؤولين إيرانيين وحلفائهم في سوريا كجزء من حرب الظل التي استمرت لسنوات بين الجانبين.
ويعكس قرار إرسال القوات مخاوف بشأن احتمال وقوع هجمات مفاجئة على إسرائيل، مثل تلك التي أدت إلى اندلاع حرب عام 1973، وكذلك الهجوم من غزة عام 2023.
وقد أدى ذلك إلى حروب إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، إلى جانب الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا قبل فترة طويلة من الإطاحة بالأسد.
دراسة صادمة عن “العدد الحقيقي” للقتلى في غزة
بدورها أظهرت دراسة نشرت، الخميس، أن الإحصاء الفلسطيني الرسمي لقتلى الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، ربما يكون أقل من العدد الحقيقي بنحو 41 بالمئة حتى منتصف عام 2024، في ظل انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية بالقطاع.
وباستخدام منهجية إحصائية تسمى تحليل الالتقاط وإعادة الالتقاط، سعى الباحثون لتقييم عدد القتلى جراء الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب، من أكتوبر 2023 وحتى نهاية يونيو 2024.
وقدرت الدراسة عدد القتلى نتيجة التعرض لإصابات مفاجئة خطيرة خلال هذه الفترة بنحو 64260 قتيلا، وهو ما يزيد بنحو 41 بالمئة عن العدد الرسمي لوزارة الصحة الفلسطينية في هذه الفترة.
وقالت الدراسة إن 59.1 بالمئة من القتلى كانوا من الأطفال والنساء ومن تزيد أعمارهم على 65 عاما، بينما لم تقدم الدراسة تقديرا لعدد المقاتلين الفلسطينيين بين القتلى.
وتشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن مسؤولي الصحة الفلسطينيين إلى مقتل أكثر من 46 ألفا في حرب غزة.
وقالت المشاركة الرئيسية في الدراسة زينة جمال الدين لـ”رويترز”: “كشف بحثنا عن حقيقة صارخة وهي أن النطاق الحقيقي للقتلى من جراء الإصابات المفاجئة الخطيرة في غزة أعلى مما يرد في التقارير”.
وذكرت الدراسة المنشورة في “لانسيت”، أن قدرة وزارة الصحة الفلسطينية على الاحتفاظ بسجلات إلكترونية للوفيات أثبتت في السابق أنها موثوقة، لكنها تدهورت في ظل الحرب الإسرائيلية التي شملت مداهمات للمستشفيات وغيرها من مرافق الرعاية الصحية، وانقطاع الاتصالات.
وتشير تقارير إلى أن عددا كبيرا من القتلى لا يزالون مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة، وبالتالي لم يتم تضمينهم في بعض الإحصاءات.
ولتقييم هذه الفجوات بشكل أفضل، استخدمت دراسة “لانسيت” أسلوبا استخدم في تقييم القتلى بمناطق صراعات أخرى، بما في ذلك كوسوفو والسودان.
وباستخدام بيانات من مصدرين مستقلين اثنين على الأقل، يبحث معدو الدراسة عن الأفراد الذين يظهرون في قوائم متعددة للقتلى.
وتشير قلة التداخل بين القوائم إلى وجود عدد أكبر من الوفيات التي لم يتم تسجيلها، وهي معلومات يمكن استخدامها لتقدير العدد الكامل للقتلى.
وبالنسبة للدراسة الخاصة بغزة، قارن الباحثون بين العدد الرسمي للقتلى الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية الذي كان في الأشهر الأولى من الحرب يعتمد بالكامل على الجثث التي وصلت إلى المستشفيات، لكنه أصبح في وقت لاحق يشمل وسائل أخرى، وتدقيقا عبر الإنترنت وزعته وزارة الصحة على الفلسطينيين داخل قطاع غزة وخارجه وطُلب منهم فيه تقديم بيانات عن أرقام الهوية الفلسطينية والأسماء والعمر عند الوفاة والجنس ومكان الوفاة وجهة الإعلان، ونعي الأشخاص المنشور على منصات التواصل الاجتماعي.