أخبار عاجلةاخبار عربية وعالمية

انتخاب جوزيف عون “نكسة جديدة” لحزب الله ونقطة تحول في لبنان

جوتيريش: انتخاب عون خطوة حاسمة للخروج من المأزق

انتخاب جوزيف عون “نكسة جديدة” لحزب الله ونقطة تحول في لبنان

انتخاب جوزيف عون "نكسة جديدة" لحزب الله ونقطة تحول في لبنان
انتخاب جوزيف عون “نكسة جديدة” لحزب الله ونقطة تحول في لبنان

كتب : وكالات الانباء

طوى انتخاب جوزيف عون رئيساً جديداً للبنان، صفحة سياسية صعبة في تاريخ البلاد، وشكّل نقطة تحول مهمة في مسار السياسة اللبنانية، تؤثر بشكل مباشر على مواقف القوى السياسية الفاعلة في لبنان، وفي مقدمتها تنظيم حزب الله.

ويُعد انتخاب العماد عون بمثابة نكسة لحزب الله، الأمر الذي قد يضع التنظيم المدعوم من إيران أمام تحديات كبيرة في التعامل مع هذا الواقع الجديد، بعدما كان مقرباً ومؤثراً على القرارات الرئاسية في الوقت السابق.
وكان حزب الله وحركة أمل (الثنائي الشيعي)، على مدار عامين، بمثابة عقبة أساسية أمام انتخاب رئيس للبلاد بعد انتهاء ولاية ميشال عون، في نهاية أكتوبر (تشرين أول) 2022.

وأبدى التنظيم معارضته الشديدة لترشيح العماد عون، حيث كان يدعم في البداية ترشيح سليمان فرنجية، الذي يُعتبر حليفاً قوياً للنظام السوري المخلوع وإيران.
لكن مع سقوط بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، تغيرت موازين القوى في المنطقة بشكل جذري، ما دفع حزب الله إلى إعادة تقييم موقفه السياسي.
يضاف إلى ذلك الانتكاسات العسكرية التي تعرض لها حزب الله في الحرب مع إسرائيل، والتي كان لها دوراً كبيراً في التأثير على قدرات الحزب، وزعزعت الثقة في استراتيجيته.

كما أن “الخسائر التي تكبدها الحزب على جبهات متعددة أضعفت قدراته العسكرية، وشككت في فعالية سياسته الإقليمية، مما دفعه إلى إعادة حساباته بشأن المستقبل السياسي في بيروت، وجعلته يرضخ أمام القرار الدولي الرامي إلى إخراج لبنان من عباءة إيران، كما يقول المحلل السياسي حسن الخالدي.
ويرى الخالدي أن “انتخاب العماد عون، الذي يمثل تيارًا معتدلًا أكثر في السياسة اللبنانية، قد يضع حزب الله في موقف صعب، خاصة أنه كان يراهن على مرشح يشترك في رؤى إقليمية حليفـة له”.

وعلى الرغم من أن حزب الله لا يزال يمتلك قوة عسكرية وتأثيرًا في لبنان، إلا أن الواقع الجديد قد يفرض عليه تحديات كبيرة في التأقلم مع متغيرات الساحة السياسية، خاصة بعد أن اشترطت الهدنة مع إسرائيل انسحاب مقاتلي التنظيم من الجنوب، وتطبيق القرارات الأممية الداعية لسحب السلاح غير الشرعي في البلاد.

وفور إعلان فوزه تعهد الرئيس الجديد جوزيف عون، بالعمل على تأكيد حق الدولة في “احتكار حمل السلاح”، في إشارة إلى سلاح حزب الله.

وقال الخالدي إن متغيرات موازين القوى في المنطقة، بما في ذلك تراجع النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا، وكذلك تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران، ستؤثر على الحزب الذي يعتمد على طهران بشكل كبير في دعمه المالي والعسكري، ما قد يجعل مهمة الرئيس الجديد أسهل، مقارنة بالفترة قبل الحرب.
في سياق متصل، قال المحلل السياسي عامر ملحم، إن “حزب الله وحركة أمل حاولا حتى الرمق الأخير الحصول على مكاسب سياسية من جوزيف عون، عبر محاولة ضمان السيطرة على وزارة المالية”.

وأضاف ملحم أن “ما حدث يثبت أن القادم صعب على حزب الله، بعد فشله في تعطيل الانتخابات، وفوز عون في النهاية”.
لكن المحلل السياسي أكد أن “مستقبل لبنان مرهون الآن بالضغط على إيران، للكف عن التدخل بشؤون بيروت، ووقف الدعم لحزب الله، وهو ما قد يحدث مع مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.

عون يعلن بدء مرحلة جديدة في تاريخ لبنان

رئيس لبنان الجديد يتعهد بالعمل على حصر السلاح بيد الدولة

بدوره تعهد جوزيف عون بحصر السلاح بيد الدولة وبتنفيذ القرارات الدولة رسالة مضمونة الوصول لحزب الله، لكن تنفيذ تعهده قد يضعه في صدام مع الجماعة الشيعية الأكثر تسلحا.

أعلن الرئيس اللبناني المنتخب جوزاف عون اليوم الخميس بدء مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، متعهدا بالعمل على تأكيد “حق” الدولة في احتكار حمل السلاح وبناء وطن يكون الجميع فيه “تحت سقف القانون والقضاء”.

وفي خطاب القسم الذي تلى أداءه اليمين الدستورية في مقر البرلمان، قال عون “عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان”.

ووجّه عون الذي يحظى بدعم خارجي خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية، ونال تأييد 99 نائبا من إجمالي 128 هم أعضاء البرلمان، في خطابه رسائل الى الداخل والخارج. وقوطع مرارا بتصفيق حار من النواب، باستثناء نواب حزب الله.

وقال عون “إذا أردنا أن نبني وطنا فعلينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء”، متعهدا العمل على منع التدخل في عمل القضاء، مضيفا “لا صيف ولا شتاء تحت سقف واحد بعد الآن. ولا مافيات أو بؤر أمنية ولا تهريب أو تبييض أموال أو تجارة مخدرات..ولا حمايات أو محسوبيات ولا حصانات لفاسد أو مجرم أو مرتكب”.

وتابع عون الوافد الى عالم السياسة من قيادة الجيش “عهدي أن أدعو الى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة.. على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه”.

وأضاف “عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، بحيث أعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح”.

وتعهّد كذلك ببناء دولة “تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا وبحرا ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب.. ويطبّق القرارات الدولية ويحترم اتفاق الهدنة” الموقّع بين لبنان وإسرائيل عام 1949 و”يمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الاراضي اللبنانية”.

وجاء انتخاب عون بعد أكثر من شهر على سريان وقف لإطلاق النار أعقب حربا بين إسرائيل حزب الله استمرت أكثر من عام. وأضعفت الحرب الحزب الذي كان يعتبر أبرز قوة عسكرية وسياسية في لبنان، والذي خسر أيضا حليفه بشار الأسد الذي سقط حكمه في سوريا المجاورة.

وتشرف الولايات المتحدة مع فرنسا والأمم المتحدة على آلية تطبيق وقف إطلاق النار الذي يتضمن انتشار الجيش اللبناني قرب الحدود وسحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني، أي على بعد ثلاثين كيلومترا من الحدود، وتفكيك أيّ بنية تحتية عسكرية فيها. ويفترض أن يتأكد الجيش اللبناني من تفكيك هذه المواقع.

وعلى صعيد العلاقات الخارجية، قال عون “آن الآوان أن نراهن على لبنان في استثمارنا وبعلاقاتنا الخارجية، لا أن نراهن على الخارج في الاستقواء على بعضنا البعض”، متعهدا بإقامة “أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة انطلاقا من أن لبنان عربي الانتماء والهوية”.

واعتبر أن ثمة “فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها”، بعد شهر من وصول سلطة جديدة الى دمشق.

وبعد الانتهاء من إلقاء كلمته في مجلس النواب، تلقى عون ورئيس البرلمان نبيه بري التهاني من النواب والسفراء الذين حضروا جلسة الانتخاب، قبل أن يتوجه برفقة الحرس الجمهوري الى القصر الرئاسي في منطقة بعبدا قرب بيروت.

ولدى وصوله الى القصر، أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا به، في وقت أطلقت البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها احتفاء.

ومن شأن انتخاب رئيس بعد الأزمات المتتالية التي مرّ بها لبنان منذ العام 2019، أن يؤشر إلى بداية مرحلة من الاستقرار.

ووفقًا للدستور اللبناني، تنص المادة 49 على أنه يُمنع انتخاب موظفي الفئة الأولى، مثل قائد الجيش، خلال مدة قيامهم بوظيفتهم، بالإضافة إلى السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعليًا عن وظيفتهم. 

وعارض حزب الله وحلفاؤه بشدة ترشيح عون، لكن جلسة انتخابه أتت بعد حرب مدمّرة أضعفت الحزب الذي كان يعتبر أبرز قوة عسكرية وسياسية في لبنان، وبعد سقوط حليفه حكم بشار الأسد في سوريا المجاورة.

وكان عدد من النواب تحدّثوا في مستهل الجلسة الأولى عن سبب معارضتهم لانتخاب عون، مشيرين الى أنهم لا يعترضون على شخصه، إنما على خرق الدستور الذي يحظّر انتخاب أي موظف من الفئة الأولى للرئاسة وهو في الخدمة. كما انتقدوا “إملاء” اسم عون من جانب دول أجنبية، وفق قولهم.

ورأت النائبة المستقلة حليمة قعقور أنه “لا يمكن أن نبرّر تعديل الدستور”. وأضافت “لا أحد يملي علينا، لا ننتقل من وصاية الى وصاية، لا سورية ولا إيرانية ولا أميركية…”.

ووصف النائب المستقل الياس الجرادي الجلسة بأنها “جلسة تجرّع الكأس الدستورية المرّة”، معتبرا أن التصويت لعون سيكون “على حطام الدستور”، لكنه ضروري لحماية لبنان والعودة لبناء الدولة.

وأعلنت كتل نيابية عدة دعمها لعون خلال الساعات الماضية، فيما أكدت كتلة التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، صهر الرئيس السابق، رفضها التصويت له. وكان بري رفع الجلسة لمدة ساعتين لإفساح المجال أمام إجراء مشاورات، وفق ما قال عدد من النواب.

وقالت النائبة المستقلة نجاة صليبا “ثمة مشاورات تجري حاليا انطلاقا من أهمية اللحظة ووجود إرادة جامعة لوصول قائد الجيش الى الرئاسة”، مضيفة ” نأمل أن يعيدوا النظر في خيارهم ويعودوا لانتخابه في الجلسة المقبلة”.

وهنأت دول ومنظمات وحركات عربية بانتخاب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد فراغ رئاسي دام 800 يوم.

وعلى صعيد الدول، بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برقية تهنئة لعون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدائه اليمين الدستورية.
وأعرب الملك سلمان في البرقية “عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد للرئيس اللبناني، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار”، كما بعث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برقية تهنئة مماثلة.

وفي الدوحة، هنأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بانتخاب عون رئيسا وقال في منشور عبر حسابه على منصة “إكس” “أُبارك للرئيس اللبناني العماد جوزيف عون انتخابه رئيسا جديدا للجمهورية، وللشعب اللبناني الشقيق”.
وأعرب الأمير تميم عن أمله أن “تمثل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار” للبنان.
وتعهد بأن “قطر ستظل دائما داعمة للبنان وشعبه في مسيرتهم نحو مستقبل مشرق”.
وعلى النحو ذاته، قالت الخارجية القطرية في بيان، إن بلادها “ترحب بانتخاب مجلس النواب اللبناني” عون رئيسا.
وأعربت عن تمنيات قطر للرئيس اللبناني الجديد “التوفيق في مهام منصبه وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطوير”. كما تطلعت إلى أن “يسهم إنهاء الشغور الرئاسي في إرساء الأمن والاستقرار في لبنان وتحقيق تطلعات شعبه في التقدم والتنمية والازدهار”.
وفي الأردن قدم الملك عبدالله الثاني التهنئة لعون، قائلا في منشور عبر منصة “إكس” “مبارك للبنان الشقيق وشعبه العزيز انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا”.
وأضاف “أجدد التأكيد على دعم الأردن للبنان في تعزيز أمنه واستقراره وازدهاره ودوره في محيطه العربي”، متمنيا “التوفيق للرئيس عون في خدمة بلده وشعبه”.

وفي رام الله، هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر برقية عون بانتخابه رئيسا للبنان، متمنيا “التوفيق والسداد له بقيادة لبنان”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
بدورها أعربت وزارة الخارجية العراقية عن ترحيب بلادها بانتخاب عون رئيسا للجمهورية اللبنانية مشيدة “بهذه الخطوة المهمة نحو تعزيز الاستقرار السياسي في لبنان”.
وأضافت “نبارك هذا الإنجاز ونأمل أن تسهم قيادة الرئيس عون في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق نحو مستقبل مشرق يسوده التقدم والازدهار”.

بدوره تمنّى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كل النجاح للرئيس اللبناني واتفق معه خلال مكالمة هاتفية على أن يزور لبنان قريبا جدا، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن “رئيس الدولة أبلغ الرئيس عون بأنّ فرنسا ستواصل جهودها الرامية للتوصل سريعا إلى تشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم وإجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان”.

وهنّأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عون، معتبرة أنّ انتخابه يمثل “فرصة لإجراء إصلاحات” في هذا البلد المأزوم والخارج لتوّه من حرب مدمرة بين إسرائيل وحزب الله.

وهنأ الاتحاد الأوروبي عون بانتخابه رئيسا للبنان وذلك في منشور للممثلة السامية للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، على منصة “إكس”.
وقالت كالاس إن “هذه الخطوة المهمة في لبنان تمثل لحظة أمل” واختتمت بالقول “نتطلع إلى تشكيل سريع لحكومة لبنانية قادرة على المضي قدما في أجندة الإصلاح”.

ورحّب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بانتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان الخميس، معتبرا أنّ قائد الجيش هو “الزعيم المناسب لهذه الفترة”.

وقال بايدن في بيان إن “عون سيوفر قيادة حاسمة في الإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين إسرائيل وحزب الله.

وعلى مستوى المنظمات والحركات العربية، كتب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في منشور عبر منصة “إكس” مقدما “صادق التهنئة للبنان على انتخاب الرئيس عون رئيسا جديدا للبلاد بعد طول انتظار”.
وأضاف “كل التمنيات الطيبة للرئيس الجديد بالتوفيق في مهامه الجديدة ولشعب لبنان بالسلام والاستقرار والرفاه”.
من جانبه، بارك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي عبر بيان، للشعب اللبناني الشقيق على انتخاب البرلمان عون رئيسا للجمهورية اللبنانية.
وأعرب البديوي عن التطلع لأن تسهم هذه الخطوة في “استعادة الأمن والسلام في لبنان، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والرخاء والتنمية”. كما تمنى أن “يشهد عهد الرئيس عون تعزيز العلاقات التاريخية بين مجلس التعاون الخليجي ولبنان”

جوتيريش: انتخاب عون خطوة حاسمة للخروج من المأزق

من جانبه رحّب مجلس الأمن الدولي، الخميس، بانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، في خطوة “أنهت أكثر من عامين من الشغور في هذا المنصب المهم”.

وفي بيان تلاه أمام الصحافيين السفير الجزائري عمار بن جامع، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر يناير (كانون الثاني)، قال أعضاء المجلس الـ15 إنّهم يؤكّدون على “أهمية انتخاب رئيس في لبنان، لضمان سير عمل مؤسسات الدولة بالكامل، ومواجهة التحدّيات الاقتصادية والأمنية الملحّة”

وأضاف البيان أنّ مجلس الأمن يجدّد التأكيد على أهمية “استقرار” لبنان، وكذلك أيضاً على “دعمه لوحدة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي”.
من جهته، هنّأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، الرئيس اللبناني الجديد، معتبراً انتخابه “خطوة حاسمة على طريق الخروج من المأزق السياسي والمؤسسي في لبنان”، وداعيا إلى “تشكيل حكومة جديدة بسرعة”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)

بعد انتخاب عون.. ماكرون يزور لبنان قريباً

من جهته تمنّى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، “كل النجاح” للرئيس اللبناني المنتخب العماد جوزيف عون، واتفق معه خلال مكالمة هاتفية على أن “يزور لبنان قريباً جداً”، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن “ماكرون أبلغ الرئيس عون بأنّ فرنسا ستواصل جهودها الرامية للتوصل سريعاً إلى تشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين، وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم، وإجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان“.

كما قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنّ “هذا الانتخاب ينبغي أن يعقبه تأليف حكومة قوية دعماً لرئيس الجمهورية، قادرة على جمع اللبنانيين، وتلبية تطلعاتهم وحاجاتهم”.

ودعت أيضاً “بإلحاح جميع المسؤولين السياسيين اللبنانيين والسلطات اللبنانية إلى العمل من أجل نهوض دائم للبلاد”.
وأعلن الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون، بدء “مرحلة جديدة” في تاريخ البلاد، داعياً إلى “تغيير الأداء السياسي”، وبناء وطن، يكون الجميع فيه “تحت سقف القانون والقضاء”.
وذكّرت الخارجية الفرنسية بأن “هذا الانتخاب ينهي عامين من الشغور الرئاسي أضعفا لبنان، ويفتح صفحة جديدة بالنسبة إلى اللبنانيين”.
وأكدت الدبلوماسية الفرنسية أنّ انتخاب رئيس جديد سيساهم في “استقرار” البلاد و”في شكل فوري، سيؤدي إلى تنفيذ سليم لوقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024″، مذكرة أيضاً بأنّ “التزام فرنسا حازم في هذا الاتجاه، إلى جانب الولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)

أردوغان يطالب ميلوني برفع العقوبات عن سوريا

على صعيد اخر أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، لرئيسة وزراء إيطاليا، جيورجيا ميلوني، عن ثقته بأن روما يمكن أن تقود رفع العقوبات على سوريا، والإسهام بذلك في إعادة إعمار البلاد.

وكشفت الرئاسة التركية في بيان عن محادثة هاتفية بين ميلوني وأردوغان، الخميس، قبل يوم من زيارة وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إلى سوريا.
وبجانب بحث القضايا الثنائية، أكد أردوغان أيضاً لميلوني الحاجة في بدء عملية إعادة إعمار سوريا دون تأخير.
وأعرب عن ثقته بأن رفع العقوبات على سوريا في جهود ستتقدمها إيطاليا، سيساهم إيجابياً في العملية، وفقاً للبيان.

وشدد الرئيس التركي على أهمية اتخاذ إجراءات فورية لإعادة إعمار سوريا، عقب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد منذ شهر، والذي هرب إلى روسيا نتيجة تقدم هجوم فصائل مسلحة.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنه سيجتمع مع السلطات الجديدة في البلاد، بقيادة هيئة تحرير الشام، والإعلان عن حزمة مساعدات اقتصادية لسوريا.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيطالي بعد زيارة نظيريه من فرنسا وألمانيا سوريا الأسبوع الماضي لإبداء الدعم للحكومة المؤقتة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، الذي يطالب برفع العقوبات لإعادة إعمار البلاد.
وأعلنت واشنطن، الأربعاء، تخفيف القيود على تسليم المساعدات الإنسانية في سوريا، في تعبير محدود لدعم الحكومة الجديدة، لكن دون رفع العقوبات على هذا البلد.

الادارة الكردية تريد حماية أميركية فرنسية

مبادرة كردية لتأمين حدود شمال سوريا بقوات أميركية وفرنسية

من غير الواضح مدى تقبل تركيا للمبادرة الكردية نظرا لأن أنقرة عملت لسنوات على تأمين حدودها في مواجهة التهديدات القادمة من سوريا، وتعهدت بتدمير وحدات حماية الشعب.
قائد قسد يؤكد الاتفاق مع دمشق على رفض أي مشاريع انقسام لسوريا

باريس – أفادت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة الشؤون الخارجية في الإدارة الكردية أن محادثات جارية لتأمين حدود شمال سوريا من قوات أميركية وفرنسية. مشيرة إلى أنها تطلب من فرنسا مساعدتها على إقامة علاقة جيدة مع تركيا في إطار جهود رامية تهدف إلى نزع فتيل صراع بين تركيا وقوات كردية سورية مدعومة من الغرب.

وأوضحت أحمد أن الإدارة الذاتية مستعدة لتولي التحالف الأميركي الفرنسي مسؤولية تأمين حدود سوريا الشمالية، وفق ما نقلت قناة “تي.في 5 موند”.

وتهدد أنقرة بتنفيذ هجوم عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تستجب الجماعة لمطالب تركيا.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، جماعة إرهابية مرتبطة بمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يخوضون تمردا ضد الدولة التركية منذ 40 عاما.

نقلت قناة “تي.في5 موند” عن إلهام أحمد، قولها “الولايات المتحدة وفرنسا يمكنهما بالفعل تأمين الحدود بالكامل. نحن مستعدون لأن يتولى هذا التحالف العسكري هذه المسؤولية”.

وأضافت “نطلب من الفرنسيين إرسال قوات إلى هذه الحدود لتأمين المنطقة منزوعة السلاح، لمساعدتنا في حماية المنطقة وإقامة علاقات جيدة مع تركيا”.

ومن غير الواضح مدى تقبل تركيا لمثل هذه المبادرة نظرا لأن أنقرة عملت لسنوات على تأمين حدودها في مواجهة التهديدات القادمة من سوريا، وتعهدت بتدمير وحدات حماية الشعب.

وقالت المسؤولة “بمجرد أن تتمكن فرنسا من إقناع تركيا بقبول وجودها على الحدود، عندها يمكننا أن نبدأ عملية السلام… نأمل أن يتم تسوية كل شيء في الأسابيع المقبلة”.

وقال مصدر مطلع على الأمر إن المحادثات جارية بالفعل غير أنه أحجم عن كشف المدى الذي وصلت إليه هذه المحادثات أو مدى واقعيتها.

ولعبت قوات سوريا الديمقراطية دورا مهما في إلحاق الهزيمة بمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في الفترة من 2014 إلى 2017. ولا تزال المجموعة تحرس مقاتلي التنظيم في معسكرات اعتقال هناك لكن نفوذها تراجع بعد أن أطاح مسلحون من المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام إن باريس لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت واحدة من بين عدد كبير من جماعات المعارضة المسلحة خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما.

وبالتوازي مع تصريحات أحمد، أكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض “أي مشاريع انقسام” تهدد وحدة البلاد.

وأوضح عبدي الأربعاء أن لقاء “إيجابيا” جمع قيادتي الطرفين نهاية الشهر الماضي في دمشق، مضيفا “نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد”، وذلك في تصريح مكتوب لوكالة فرانس برس.

وأضاف “ناقشنا معا المرحلة المستقبلية بعد سقوط نظام الأسد وكيفية النهوض مجددا بسوريا مبنية على ركائز متينة”.

ورفعت قسد عقب هروب الأسد علم الاستقلال، على مؤسساتها، فيما وصف كـ”بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة”،  في خطوة رحّبت بها واشنطن.

وأكد مظلوم “دعم مساعي الإدارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار في سوريا من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين”، معتبرا أنه “يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سوريا”.

وكان وفد من قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، التقى قائد الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع في 30 كانون الاول/ديسمبر، في أول محادثات بين الطرفين منذ إطاحة بشار الأسد في وقت سابق من الشهر ذاته.
وعلى وقع الهجوم المباغت الذي شنّته هيئة تحرير الشام بقيادة الشرع، وتمكنت بموجبه من الوصول الى دمشق خلال 11 يوما، تعرض المقاتلون الأكراد لهجمات شنتها فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا وأدت الى انسحابهم من مناطق عدة.

وقتل خمسة مدنيين وأصيب 15 آخرون الأربعاء جراء قصف تركي استهدف قوافل مدنية كانت في طريقها الى سد تشرين في ريف حلب الشرقي، بحسب الإدارة الذاتية، وذلك استجابة لدعوة وجهتها تنديدا بالقصف المستمر على المرفق الحيوي.

كذلك أسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف منبج (شمال) رغم اعلان هدنة بوساطة أميركية، عن مقتل أكثر من مئة شخص خلال يومين حتى فجر الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

منذ عام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.

والثلاثاء الماضي، صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بأن تركيا قد تلجأ إلى عملية عسكرية في سوريا إذا لم تنسحب عناصر وحدات حماية الشعب العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وبي كي كي من الأراضي السورية.

جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “سي إن إن تورك” ضمن برنامج “منطقة محايدة”، حيث أكد فيدان أن “شروط تركيا واضحة إذا كان المطلوب تجنب عملية عسكرية: انسحاب قيادة وكوادر تنظيم بي.كي.كي بالكامل من سوريا. ومع ذلك، لا نرى أي نوايا أو استعدادات لتحقيق هذا الأمر”.

وأضاف فيدان أن “الإرهابيين القادمين من دول أخرى يجب أن يغادروا سوريا أيضاً”، مشيراً إلى أن بلاده تراقب الوضع من كثب.

وفي كانون الأول الماضي، قال فيدان، إن أنقرة ستتخذ “كل ما يلزم” لضمان أمنها إذا فشلت الإدارة الجديدة في دمشق بمعالجة مخاوف تركيا بشأن “وحدات حماية الشعب الكردية”.

وحينها أفاد فيدان في مقابلة مع قناة “فرانس 24” بأن بلاده تطالب بحلّ “وحدات حماية الشعب” فوراً، مشيراً إلى أن الخيار الأفضل هو معالجة هذه القضية بما يتماشى مع سيادة ووحدة الأراضي السورية. وأكد أن تركيا “ستتصرف لحماية أمنها القومي في حال عدم تحقيق ذلك”.

وبنى الأكراد الذين تصدّوا لتنظيم داعش، مؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية. وحاولوا طيلة سنوات النزاع الحفاظ على مكتسباتهم، في وقت حملت عليهم السلطة السابقة نزعتهم “الانفصالية”.

أكدت وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس، أن قواتها المسلحة عازمة على مواصلة العمليات عبر الحدود، ما لم تلق المجموعات الإرهابية السلاح مع مراعاة احترام وحدة أراضي سوريا.

 قوات كردية تسيطر على مناطق شاسعة شرقي نهر الفرات في سوريا منذ سنوات

قسد تنفي التوصل لاتفاق مع دمشق لتسليم أسرى ‘داعش’

وهناك تحركات إقليمية ودولية لحل أزمة الأسرى المنتمين لداعش، والذين يُحتجزون في مراكز تديرها قسد في شمال شرق سوريا.

نفى قيادي بارز في قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، يوم الخميس، وجود أي اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة بشأن تسليم أسرى تنظيم “داعش”، في الوقت الذي تجري فيه محادثات بشأن ما إذا كان بإمكان قوات أميركية وفرنسية تأمين حدود شمال سوريا.

ووفق وكالة شفق نيوز، أشار القيادي إلى أن أي مفاوضات بشأن ملفات حساسة، تحتاج إلى دراسات معمقة ومداولات شاملة لضمان توافقها مع مصالح الأطراف المعنية وسلامة الأوضاع الأمنية في المنطقة.

وتأتي هذه الأنباء وسط تقارير متزايدة عن تحركات إقليمية ودولية لحل أزمة الأسرى المنتمين لتنظيم “داعش”، والذين يُحتجزون في مراكز احتجاز تديرها “قسد” في شمال شرق سوريا، فيما يخيم الغموض على مصير هؤلاء الأسرى وإمكانية ترحيلهم إلى بلدانهم أو تسليمهم إلى أطراف أخرى.

وأكد المصدر ذاته أن قوات سوريا الديمقراطية تلتزم بمعايير القانون الدولي الإنساني في التعامل مع ملف أسرى “داعش”، مشددًا على أن أي قرارات مستقبلية ستكون مدروسة بعناية وتستند إلى ضمان استقرار المنطقة وحمايتها من أي تهديدات.

وتسيطر قوات كردية على مناطق شاسعة شرقي نهر الفرات في سوريا منذ سنوات طويلة، تضم عدة سجون تابعة لقسد، الذراع العسكري للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا، آلاف المعتقلين المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الاسلامية، بينهم مئات الأجانب من جنسيات متعددة.

ووفق احصائيات نشرتها قبل نحو 5 أعوام وكالة الصحافة الفرنسية، يقبع في سجون قسد نحو 12 ألف عنصر من التنظيم، بينهم 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة يتوزعون على سبعة سجون في عدة مدن وبلدات تخضع لحراسة مشددة، وكان الآلاف منهم قد اعتقلوا خلال معركة في بلدة الباغوز بشرق سوريا قبل نحو 6 سنوات.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو قد دعا الجمعة الماضي من دمشق، الإدارة الجديدة في سوريا إلى التوصل لـ”حلّ سياسي” مع الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال شرق البلاد وإتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية السورية.

وفي نفس السياق، تباحث بارو الأسبوع الماضي مع مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يشكّل الأكراد عمودها الفقري، بشأن “الانتقال الجاري في سوريا مذكّرين بأهمية حوكمة ديمقراطية تكون كلّ مكوّنات سوريا معترف فيها في إطارها، ويتم تمثيلها بالكامل، وفق وزارة الخارجية الفرنسية.

ورفع الأكراد السوريون، بعد سقوط نظام الأسد، علم الاستقلال الذي تعتمده فصائل المعارضة، على مؤسساتهم، في بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، في خطوة رحّبت بها واشنطن.

وتهدد تركيا بتنفيذ هجوم عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تستجب الجماعة لمطالب تركيا.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة “إرهابية” ويخوض تمردا ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، لجعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا على ضوء الأحداث الأخيرة.

وأكد عبدي الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض “أي مشاريع انقسام” تهدد وحدة البلاد، مشيرا الى أن اللقاء الذي جمعه مع القيادة السورية الجديدة نهاية الشهر الماضي في دمشق، كان إيجابيا. وأضاف “نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد”.

أوروبا تردّ على رغبة ترامب في ضم جرينلاند

وحول توسعات ترامب لنهب دول اوروبا شدّد رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الخميس، على أنّ الولايات المتحدة وأوروبا “هما أقوى معاً”، وذلك ردّاً على تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن غرينلاند، وأثارت “عدم فهم” في صفوف الأوروبيين.

وقال كوستا وفون دير لايين، في رسالتين منفصلتين لكن متطابقتين نشراهما على منصة إكس،: “نتطلّع إلى التعامل الإيجابي مع الإدارة الأمريكية الجديدة، استناداً إلى قيمنا المشتركة ومصالحنا المشتركة. في عالم مليء بالتحديات، أوروبا والولايات المتّحدة هما أقوى معاً”.

لكنّ الرسالة لم تتطرق إلى التصريحات الأخيرة المثيرة للجدل، التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).
وفي مؤتمر صحافي، عقده الثلاثاء، جدّد ترامب التأكيد على طموحه بضمّ غرينلاند إلى الولايات المتحدة، علماً بأنّ هذه الجزيرة الشاسعة هي إقليم تابع للدنمارك، الدولة العضو في كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
والأربعاء، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنّ هذه المطامع التوسّعية تثير “نوعاً من عدم الفهم” بين الزعماء الأوروبيين، وذلك بعد أن تحدث مع عدد منهم.

5 مشاكل كبيرة قد يواجهها ترامب مع شراء جرينلاند

فى حين سيواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب عدداً من العقبات إذا استمر في دعواته لشراء جرينلاند، بالإضافة إلى احتمال تسببه في أزمة دبلوماسية، وفقاً لخبراء تحدثوا لمجلة “نيوزويك”.

فقد صعّد ترامب دعواته للولايات المتحدة لشراء جرينلاند، حتى أنه رفض استبعاد التدخل العسكري هناك خلال مؤتمر صحافي، إذ يبدو أن أجندة “أمريكا أولا” قد اتخذت منعطفاً توسعياً، كما تقول المجلة، قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وأعاد ترامب إشعال طموحه لشراء جرينلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك، ووصفها بأنها “ضرورة مطلقة” للأمن القومي الأمريكي في ديسمبر (كانون الأول) المنصرم.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة بحاجة إلى جرينلاند وقناة بنما من أجل “الأمن الاقتصادي” خلال مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء في منتجعه في مار لاجو في فلوريدا.
وتوضح المجلة أن الاقتراح قد يواجه عقبات كبيرة، سياسياً وعملياً، ويمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى.

معارضة قوية من غرينلاند والدنمارك

وفي التفاصيل، رفض القادة السياسيون في غرينلاند والدنمارك بشدة فكرة نقل غرينلاند إلى الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن لمحطة التلفزيون الدنماركية تي في 2 يوم الثلاثاء إنها تتفق مع بيان رئيس وزراء غرينلاند إم أورتي بوروب إيجيد السابق بأن “غرينلاند ليست للبيع.”

وعندما أثار ترامب الفكرة لأول مرة في عام 2019، رفضها فريدريكسن ووصفها بأنها “سخيفة.”

رغبة غرينلاند في الاستقلال

لسنوات، ناقشت غرينلاند إجراء استفتاء لإعلان الاستقلال الكامل عن الدنمارك، والتي بموجبها تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1979.
وقد وجد استطلاع للرأي صدر في عام 2019 أجرته جامعة كوبنهاغن وإيليسيماتوسارفيك، بجامعة غرينلاند، أن 67 في المائة من سكان غرينلاند يؤيدون الاستقلال.
وقالت سمر ماريون، الأستاذة المساعدة للدراسات العالمية في جامعة بنتلي في ماساتشوستس، لنيوزويك، إنه سيكون من “التناقض أن تعلن غرينلاند استقلالها عن الدنمارك فقط من أجل أن تكون تحت سيادة للولايات المتحدة”.

وقال شين بارتر، وهو عالم سياسي دولي في جامعة سوكا الأمريكية في كاليفورنيا، إن سكان غرينلاند سيرفضون “الانتقال من قوة استعمارية إلى أخرى”.

خطر التداعيات الدولية

وقد يضر ترامب بعلاقات الولايات المتحدة مع أوروبا إذا استمر في الضغط من أجل الاستحواذ على غرينلاند.
الدنمارك عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. والإصرار على الاقتراح، ناهيك عن التهديد بالتدخل العسكري، للادعاء بأن غرينلاند ستوتر العلاقات مع الدنمارك وحلفاء أوروبيين آخرين بالإضافة إلى تعريض الناتو للخطر، قد يورط إدارة ترامب المقبلة.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان نوفيكل بارو من أن الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوف الأيدي إذا تعرضت “حدوده السيادية” للتهديد.

المخاطر الاستراتيجية بين روسيا والصين

من ناحية أخرى، فإن موقع غرينلاند بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي، فضلا عن موارد النفط والغاز، يجعلها ذات قيمة استراتيجية كبيرة.
الولايات المتحدة لديها بالفعل وجود عسكري دائم في قاعدة بيتوفيك الفضائية في شمال غرب غرينلاند. وقد تؤدي عملية الشراء إلى زيادة التوترات مع روسيا كما تؤدي إلى منافسة مباشرة مع الصين، التي زادت من وجودها في مجال التعدين في القطب الشمالي في السنوات الأخيرة.

وقال زيكون تشو، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باكنيل، لمجلة نيوزويك، إن الاستحواذ على غرينلاند يمكن أن ينشر التنافس بين الولايات المتحدة والصين في القطب الشمالي.

تكاليف غير واضحة

ولا تزال التكلفة المحتملة لشراء غرينلاند غير معروفة، لا سيما بالنظر إلى عدم وجود سابقة تاريخية حديثة لمثل هذا الاستحواذ.
وانتقدت ماريون الفكرة ووصفتها بأنها “نهج استعماري عفا عليه الزمن في السياسة الخارجية”، مضيفة أنه من الأفضل إنفاق الأموال لمعالجة القضايا الداخلية والخارجية الأكثر إلحاحاً.
وبحسب ماريون فإنه “من المؤكد أن اقتراح ترامب بشراء غرينلاند سيواجه عقبات كبيرة. الأول هو السؤال الذي ستتفاوض معه إدارة ترامب بشأن مثل هذا الاستحواذ. غرينلاند هي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك، مما يعني أن قضايا السياسة الخارجية هذه يجب التفاوض عليها حالياً من خلال الحكومة الدنماركية.
ومع ذلك، تم وضع غرينلاند لإعلان الاستقلال عن الدنمارك عن طريق الاستفتاء منذ عام 2009. وإذا أعلنت غرينلاند استقلالها، فإنها ستكون حرة في بيع أراضيها إلى الولايات المتحدة. سيكون من التناقض إعلان الاستقلال عن مستعمرها السابق، فقط للتخلي عن سيادتها المكتشفة حديثاً للولايات المتحدة.

وقال شين بارتر، عالم السياسة الدولي في جامعة سوكا الأمريكية، للمجلة الأمريكية: “شراء الأراضي لا يشبه ما تعمل به السياسة الإقليمية في القرن 21. فغرينلاند هي منطقة شبه سيادية للسكان الأصليين ترفض الارتباط بالولايات المتحدة. وهذا من شأنه أن ينطوي على الانتقال من قوة استعمارية إلى أخرى، تماماً كما تكتسب غرينلاند سيادة أكبر.
من جهته، قال جيكون تشو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باكنيل، قال إنه “لم يذكر ترامب الصين على وجه التحديد، ولكن يبدو أن الصين تلوح في الأفق في حساباته حول غرينلاند. من الناحية الاقتصادية، تعد غرينلاند غنية بالموارد، بما في ذلك النفط والغاز والمواد الأرضية النادرة الضرورية لصناعة الرقائق. من الناحية الجيوستراتيجية، يعد موقع غرينلاند بين الولايات المتحدة وروسيا أمرا بالغ الأهمية مع اشتداد المنافسة بين القوى العظمى.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

وبحسب المجلة، فقد يواصل ترامب الترويج لخططه لتوسيع الأراضي الأمريكية، بما في ذلك غرينلاند وقناة بنما وكندا باعتبارها “الولاية رقم 51″، بمجرد توليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وألمح رئيس الوزراء إيجيد إلى أنه يمكن إجراء استفتاء على استقلال غرينلاند إلى جانب الانتخابات البرلمانية في الجزيرة في أبريل.

الإقليم الذي يتمتع بسلام واستقرار يطمح إلى نيل الاستقلال

‘أرض الصومال’ يعلّق آمالا واسعة على إدارة ترامب للاعتراف باستقلاله

حول ازمة تقسيم الصومال رئيس ‘صوماليلاند’ يؤدي خلال الفترة المقبلة زيارة إلى واشنطن للقاء دونالد ترامب، وسط توقعات بأن يعلن الرئيس الأميركي الجديد عن القرار الذي سيغيّر المشهد في القرن الأفريقي.

يعقد إقليم أرض الصومال المعروف باسم “صوماليلاند” آمالا واسعا على إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لنيل اعتراف بالمنطقة الانفصالية ما من شأنه أن يعطي زخما دوليا لجهود الإقليم الهادفة إلى التعامل معه كدولة مستقلة.

وينتظر أن يؤدي رئيس أرض الصومال موسى بيحي عبدي زيارة إلى واشنطن خلال الفترة المقبلة، فيما يتوقع أن تتركز المباحثات التي سيجريها مع المسؤولين الأميركيين على سبل تعزيز التعاون بين الإقليم والولايات المتحدة في العديد من المجالات من بينها التنمية والاقتصاد، بالإضافة إلى الأمن بما يشمل مكافحة الإرهاب في المنطقة، وفق موقع “أخبار شمال أفريقيا”.

وتتمتع منطقة أرض الصومال بحكم ذاتي فعلي منذ عام 1991، لكن استقلالها لم يلق اعترافا من أي دولة، بينما تعتبرها مقديشو جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتنظر بقلق بالغ إلى الجهود التي تبذلها “صوماليلاند” لنيل الاعتراف باستقلالها، باعتبار أن هذا الأمر من شأنه أن يشجع الحركات الانفصالية الأخرى.

وكان إقليم بونتلاند في شمال شرق البلاد، الغني بالنفط، والذي يتمتع بالحكم الذاتي أعلن العام الماضي عزمه العمل كدولة مستقلة عن الصومال إلى حين الموافقة على التعديلات الدستورية، كما أعلن عن خطط لإصدار عملة خاصة به.

وكان وزير الدفاع البريطاني الأسبق غافين ويليامسون قد صرح في وقت سابق بأن ترامب يعتزم الاعتراف باستقلال صوماليلاند التي تتمتع بسلام واستقرار.

ويعتبر ويليامسون من داعمي الاعتراف باستقلال الإقليم، الذي يتمتع بموقع استراتيجي في منطقة القرن الإفريقي، وسبق أن زار المنطقة التي منحته “جنسية شرف”.

ولا تزال الروابط وثيقة بين المملكة المتحدة وصوماليلاند الذي كان مستعمرة بريطانية حتى عام 1960، عندما تم توحيد الإقليم مع باقي أراضي الصومال وإعلانها جمهورية مستقلة.

وفشل الصومال الذي مزقته حرب امتدت على نحو ربع قرن في توحيد أقاليمه المنفصلة، فيما تتمتع العشائر والميليشيات المحلية بنفوذ في مناطق شاسعة، بينما تشكل الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب تهديدات كبيرة لاستقرار المنطقة.

ويرى مراقبون أن إثيوبيا ستكون من أبرز المستفيدين من الاعتراف الدولي بأرض الصومال، ما من شأنه أن يزيح كافة العقبات أمام تنفيذ الاتفاقية التي أبرمتها في أوائل العام الماضي مع صوماليلاند لاستئجار مساحة من ساحل ميناء بربرة ما يمنحها منفذا بحريا.

ورفضت مقديشو الاتفاق وهددت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين، بينما أفضت وساطة تركية إلى تدشين مفاوضات بين البلدين لإنهاء الأزمة الدبلوماسية.

وتوقع “أخبار شمال أفريقيا” أن تلجأ مقديشو في حال الاعتراف باستقلال أرض الصومال إلى البحث عن تحالفات بديلة، وسط مخاوف من تنامي النفوذ الروسي في المنطقة، لا سيما وأن موسكو أرسلت إشارات واضحة على استعدادها لتعزيز تعاونها مع الصومال، فيما أشارت تقارير إلى أنها عرضت على الحكومة الصومالية الدعم العسكري.

ورغم أن الاعتراف الأميركي المحتمل باستقلال أرض الصومال يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة فإنه ينطوي على مخاطر كبيرة، ومن المرجح أن ينظر الاتحاد الإفريقي ودول إفريقية مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا إلى هذا الأمر باعتباره تقويضا للوحدة القارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى