أخبار عربية وعالمية :مجلس الأمن برئاسة الدنمارك يعقد جلسات بشأن غزة وسوريا واليمن الأسبوع الجاري
تشكيل أول جسم أمني مشترك بين قوات شرق وغرب ليبيا ... محاكمة معارضين بتهمة 'التآمر على أمن الدولة' تختبر القضاء في تونس ... تبون يقدم مبررات 'واهية' لعدم المشاركة في قمة القاهرة ... شركات أوروبية كبرى تتنافس على صفقة بيع غواصتين للمغرب

أخبارعربية وعالمية :مجلس الأمن برئاسة الدنمارك يعقد جلسات بشأن غزة وسوريا واليمن الأسبوع الجاري

كتب : وكالات الانباء
يعقد مجلس الأمن برئاسة الدنمارك – التي تتولى الرئاسة الدورية الشهرية عن مارس الجاري – جلسات إحاطة عن إعادة إعمار قطاع غزة وحركة الشباب في الصومال واليمن وسوريا خلال الأسبوع الجاري..
وذكر بيان صادر عن مجلس الأمن، اليوم الاثنين أن أعضائه سيعقدون مشاورات اليوم؛ لمناقشة برنامج العمل المؤقت لشهر مارس، كما يشهد المجلس التصويت على مشروع قرار يمدد بموجبه نظام الجزاءات المفروضة على حركة الشباب، وتجديد ولاية فريق الخبراء الذي يساعد لجنة الجزاءات المفروضة على حركة الشباب.
وأضاف البيان أن المجلس سيشهد – يوم الأربعاء المقبل – جلسة إحاطة من منسق الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار لغزة سيجريد كاج.
كما سيعقد يوم الخميس جلسة إحاطة شهرية عن اليمن، ومن المتوقع أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز جروندبيرج ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر إحاطة، ومن المقرر أن تعقب جلسة الإحاطة المفتوحة مشاورات مغلقة.
كما سيعقد مجلس الأمن – يوم الجمعة القادم – جلسة إحاطة عن مسار الأسلحة الكيميائية في سوريا، ويقدم الممثل السامي لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو موجزا في هذا الشأن، ومن المقرر أن تعقب جلسة الإحاطة المفتوحة مشاورات مغلقة.
تشكيل أول جسم أمني مشترك بين قوات شرق وغرب ليبيا
فى الشأن الليبى :تأسيس مركز دراسات مشترك متخصص في مجالات أمن الحدود خطوة جديدة لتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية ويفتح الباب أمام توحيد المؤسسة العسكرية.
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، الأحد، عن اتفاق على تشكيل مركز دراسات متخصص في مجالات أمن الحدود مشترك بين القوات العسكرية في شرق ليبيا وغربها وهو أول جسم أمني مشترك يفتح الباب نحو توحيد المؤسسة العسكرية في بلد يعانى من انقسام حاد.
وقالت البعثة الأممية، في بيان، إن “أعضاء فريق التنسيق الفني المشترك لأمن الحدود المكون من ممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية في شرق وغرب ليبيا، المسؤولة عن أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، شاركوا في اجتماع تنسيقي ليومين نظمته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتونس”.
وقد صاغ فريق التنسيق الفني المشترك “مقترحًا لتشكيل مركز للدراسات يقدم تحليلاً للمخاطر المتعلقة بأمن الحدود وحلولاً عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وحدد واجبات ومهام المركز وبنيته التنظيمية”. ويمثل هذا القرار نجاحا للمبعوثة الأممية الجديدة هانا تيتيه ويبشر بمزيد من التقدم.
وتعد هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها رسميًا عن تشكيل جسم أمني مشترك بين القوات الليبية المنقسمة بين شرق البلاد وغربها. ومنذ سنوات، تقود البعثة الأممية حوارًا بين الجانبين لتوحيد المؤسسة العسكرية، وذلك ضمن لجنة “5+5″، التي تضم 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا و5 من قوات الشرق.
ويأتي هذا الحوار تطبيقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف بسويسرا، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بين أطراف النزاع الليبي المتحاربة آنذاك.
كما تقود البعثة الأممية حوارًا آخر يهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما معترف بها دوليًا، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، وتدير منها كامل غرب البلاد أما الثانية فهي حكومة عيّنها مجلس النواب مطلع 2022، ويترأسها حاليًا أسامة حماد، ومقرها بنغازي (شرق)، وتدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.
وتواجه ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 صراعات سياسية ومسلحة مستمرة، مما أدى إلى انقسام البلاد بين حكومتين متنافستين فيما تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا من خلال دعم الحوار السياسي وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وتعتبر قضية أمن الحدود من القضايا الحساسة في ليبيا، حيث تعاني البلاد من تدفق المهاجرين غير النظاميين وانتشار التنظيمات الإرهابية وهو ما يثير قلق القوى الغربية وخاصة دول شمال المتوسط.
ويهدف تشكيل مركز الدراسات الجديد إلى تقديم تحليلات دقيقة للمخاطر المتعلقة بأمن الحدود وتقديم حلول عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع. ومن المتوقع أن يسهم هذا المركز في تعزيز التعاون بين المؤسسات العسكرية في شرق وغرب ليبيا وتحقيق استقرار أكبر في البلاد وهو ما يعتبره الليبيون أمرا مبشرا لانهاء حالة الانقسام في البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي هذه الجهود إلى تحقيق استقرار دائم وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام القذافي. ومن المتوقع أن يسهم المركز في تقديم حلول عملية للمشكلات الأمنية التي تواجه البلاد وتحقيق استقرار أكبر في المنطقة.
محاكمة معارضين بتهمة ‘التآمر على أمن الدولة’ تختبر القضاء في تونس
تستعد المحكمة الابتدائية في تونس لعقد أولى جلسات محاكمة المعتقلين في القضية المعروفة إعلاميا بـ”التآمر على أمن الدولة”، وسط انتقادات واسعة بعد قرار السلطات إجراء المحاكمة عن بعد بدلاً من أن تكون علنية، ما أثار مخاوف حول شفافيتها.
وتشمل المحاكمة التي تنطلق الثلاثاء، مسؤولين حزبيين ومحامين وشخصيات إعلامية من بين نحو أربعين شخصا، بينما يشتبه في أن الكثير منهم أقاموا اتصالات مع جهات أجنبية، بما في ذلك دبلوماسيون.
ووفقا لهيئة الدفاع عن المتهمين، وجهت إليهم تهم “التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي” و”الانتماء إلى تنظيم إرهابي”. وتُعد هذه الاتهامات خطرة جدا وتصل عقوبتها حد الإعدام.
وفي 2023، أوقف السلطات التونسية خلال حملة أمنية عدد من المتهمين داخل صفوف المعارضة ومن بينهم رئيس الحزب الجمهوري عصام الشابي والمحامي جوهر بن مبارك والمسؤول السابق في حزب النهضة الإسلامي عبدالحميد الجلاصي.
وتلاحق في القضية كذلك الناشطة شيماء عيسى ورجل الأعمال كمال الطيف والنائبة السابقة بشرى بلحاج حميدة، الرئيسة السابقة “للجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات”، والمتواجدة في فرنسا. ومن بين المتهمين أيضا الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي.
ومن داخل سجنه، ندد جوهر بن مبارك في رسالة قُرأت في مؤتمر صحافي بمحاولة الدولة “إجهاض التجربة الديمقراطية التونسية الفتية وكان القضاء احد أهدافها الرئيسية، فسعت جاهدة إلى تدجينه وحشره في زاوية المظالم لتنفيذ أهواء السلطة وتصفية منهجية لكل الأصوات الرافضة أو المقاومة أو حتى الناقدة”.
وكانت هيئة الدفاع، قد أعلنت أن السلطات القضائية قرّرت أن تُجرى المحاكمة عن بُعد عبر الفيديو، وأن المتهمين لن يُنقلوا إلى المحكمة، إلا أن هذا القرار قوبل برفض شديد من قبل الدفاع وذوي المتهمين الذين يطالبون بمحاكمة علنية وبحضور المتهمين، فيما تندد المعارضة ومنظمات غير حكومية تونسية ودولية بتراجع حقوق الإنسان والحريات في البلاد.
وقال المعارض أحمد نجيب الشابي رئيس “جبهة الخلاص الوطني الواجهة السياسية لحركة النهضة الإسلامية “إنها إحدى شروط المحاكمة العادلة”، مضيفا “لقد انتقلنا من العبث القانوني ووصلنا إلى الجنون القانوني”.
وقال عزالدين الحزقي، والد جوهر بن مبارك، إنه يشعر بـ”المرارة” لأنه صوّت للرئيس قيس سعيّد في 2019.
وبين المتهمين الأربعين تقريبا في هذه القضية، يحاكم البعض وهم موقوفون والجزء الآخر وهم طليقون، بينما فرّ الباقون إلى الخارج. كما صدرت في الفترة الأخيرة أحكام سجن وصفت بـ”القاسية” في حق معارضين وشخصيات سياسية، في قضايا أخرى.
وفي مطلع فبراير/شباط حُكم على راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة والرئيس السابق للبرلمان بالسجن 22 عاما.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السلطات التونسية إلى “وقف جميع أشكال اضطهاد المعارضين السياسيين، وإلى احترام الحق في حرية الرأي والتعبير” داعية إلى “الإفراج الفوري لأسباب إنسانية عمن هم في سن متقدمة وعن الذين يعانون مشاكل صحية”.
ورفضت تونس هذه الانتقادات، مؤكدة أن الأشخاص الذين أشارت إليهم الأمم المتحدة قد أُحيلوا على المحاكم “من أجل جرائم حقّ عامّ لا علاقة لها بنشاطهم الحزبي والسياسي أو الإعلامي أو بممارسة حريّة الرأي والتعبير”.
وأكدت وزارة الخارجية التونسية أن “تونس يمكن في هذا الإطار أن تُعطي دروسا لمن يعتقد أنّه في موقع يُتيح توجيه بيانات أو دروس”.

تبون يقدم مبررات ‘واهية’ لعدم المشاركة في قمة القاهرة
الجزائر – أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الأحد وفق مصدر مطلع أن الرئيس عبدالمجيد تبون، لن يحضر القمة العربية الطارئة المرتقبة الثلاثاء بمصر بشأن القضية الفلسطينية وأنه كلف وزير الخارجية أحمد عطّاف، لتمثيل بلاده بسبب ما وصفها “باستئثار دول دون أخرى بإعداد مخرجات الاجتماع”، فيما يرى متابعون أن مثل هذه المبررات محاولة للفت الأنظار عبر اتهام دول بعينها بمصادرة قرار القمة، حيث وصفت الخطوة بأنها استمرار في سياسة التناقضات التي تعكس ازدواجية مواقف النظام الجزائري الذي طالب مرارا بتعزيز التحرك العربي لنصرة الفلسطينيين، ليرفض رئيسه المشاركة في حدث هام للشعب الفلسطيني.
وعزت الوكالة الرسمية هذا القرار إلى ما قالت إنها “الاختلالات والنقائص” التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة مضيفة أنه “تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة، دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية”.
وينظر لقرار الرئيس الجزائري على أنه ليس إلا مزايدة سياسية وأن تكرار مثل هذه الدعاوي قبل كل قمة عربية هو لتبرير الغياب فقط وبالتالي سيؤدي ذلك لتكريس حالة من الانقسام العربي. بينما اعتبر متابعون تلك المبررات الجزائرية واهية أمام خطورة الوضع الحالي ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وسيغيب تبون عن قمة طارئة ستتناول ملف مستقبل غزة والقضية الفلسطينية برمتها في ظل الاخطار التي تهددها وخاصة دعوات تهجير سكان القطاع والتهديد الاسرائيلي بالعودة الى الحرب وانهاء الهدنة.
ونقلت الوكالة عن المصدر ذاته أن “رئيس الجمهورية قد حزت في نفسه طريقة العمل هذه، التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، وكأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت اليوم حكراً على البعض دون سواهم” مضيفة “في حين أن منطق الأمور كان ولا يزال يحتم تعزيز وحدة الصف العربي وتقوية التفاف جميع الدول العربية حول قضيتهم المركزية، القضية الفلسطينية، لاسيما وهي تواجه ما تواجهه من تحديات وجودية تستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم”.
وفي كل مرة يقدم تبون مبررات لعدم الحضور ففي القمة التي عقدت في جدة سنة 2023 رفض المشاركة وعوضه حينها الوزير الأول السابق ايمن عبدالرحمان فيما اُعتبر القرار حينها ردّا على غياب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن قمة الجزائر لأسباب شرحتها الرياض حينها بانه بنصيحة من الأطباء ولأسباب صحية ملحة.
وهاجمت الصحف الجزائرية حينها القمة بسبب استضافة الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي وخالفت الدعوى لمبدأ الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية.
كما غاب تبون عن القمة العربية الإسلامية غير العادية في الرياض لمناقشة القضية الفلسطينية واكتفى بإرسال رسالة عبر وزير خارجيته أحمد عطاف فيما مثل ذلك بحسب الرافضين لمبررات الغياب بأنه استمرار في سياسة التناقضات والتمسك بالشعارات الفارغة والسجالات التي تزيد من حالة الانقسام. كما تزيد تلك السياسات من عزلة الجزائر عن محيطه العربي.
وكانت مصر قد أعلنت قبل نحو أسبوعين تحديد 4 مارس/اذار موعداً جديداً للقمة العربية الطارئة بشأن التطورات في فلسطين، بدلاً من 27 فبراير/ شباط، وذلك لأسباب “تحضيرية ولوجيستية”. ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث شنت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الاول 2025، حربا في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. وبدعم أميركي، تسعى إسرائيل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
وتعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المركزية في السياسة العربية، وتسعى الدول العربية إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الوجودية التي تستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني. ومع ذلك، تواجه الدول العربية تحديات كبيرة في تحقيق وحدة الصف العربي وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات حيث تكرس المواقف الجزائرية من حالة الانقسام العربي.
تأتي القمة العربية الطارئة في مصر في وقت حساس يشهد تصاعد التوترات في المنطقة، وتسعى الدول العربية إلى تحقيق توافق حول القضايا الإقليمية والدولية. ومع ذلك، تعكس الانتقادات الجزائرية للتحضيرات للقمة التحديات التي تواجهها الدول العربية في تحقيق التنسيق والتعاون المشترك.
المغرب يحقق تقدما على مؤشر الديمقراطية لعام 2024
حقق المغرب تقدما في مؤشر الديمقراطية لعام 2024، متصدرا قائمة الدول الأعضاء في الجامعة العربية على هذا المستوى، إذ كان مع تونس البلدان العربيان الوحيدان ضمن خانة “الديمقراطيات الهجينة” الذي نشرته وحدة الاستخبارات الاقتصادية في صحيفة “ذي إكونوميست” البريطانية.
ويعتبر المغرب نموذجاً متفرّدا بين دول المنطقة فالديمقراطية في المملكة تطرح إيجابيات مهمة فيما يتعلق استتباب الاستقرار السياسيّ، وقدرة الفاعلين السياسيين على التّفاوض والتوافق حولَ أهمّ خيوط اللّعبة الديمقراطية في المغرب.
وتعهدت المملكة بالاستمرارية في بناء الدولة الديمقراطية. انطلاقا من أن نظام الحكم بالمغرب نظام ملكية، دستورية، ديمقراطية، برلمانية واجتماعية. ومن مكونات هذا النظام المواطنة والتشاركية.
ومكنت مخرجات التعديلات الدستورية، من تحقيق انتظامية الانتخابات واحترام نتائجها من خلال تراجع الإدارة في التّأثير في النتيجة النّهائية للانتخابات وتشكيل الحكومة، حيث يعينُ رئيسها من الحزب الفائز الأول.
ويرى محللون أن واضحاً أنّ الديمقراطية عموما، ليست حلاّ سحرياً أو خلطة جاهزة للتطبيق والتغلب على كل الإشكالات البنيوية في دولة معينة، فالمهم هو ما تتضمنه الديمقراطية من قوّة، لصنع بيئة منظومة دستورية وقانونية للدفع نحو العدالة بين كافة المواطنين وخلق علاقة تعاقدية بين الحاكم والمحكومين على أساس المحاسبة، ومن هذا المنطلق حقق المغرب هذه النتيجة وهو في طور تطويرها.
وحصل المغرب على مجموع 4.97 من أصل عشر نقاط، لتتقدم المملكة بمركزين مقارنة بمؤشر سنة 2023، في المركز 91 عالميا من أصل 167 بلدا.
وصنف التقرير الذي تصدره وحدة “ذي إيكونوميست إنتليجانس للأبحاث والتحليل” التابعة لمجموعة “ذي إيكونوميست” 60 بلدًا على أنها “أنظمة استبدادية”، بزيادة بلد واحد مقارنة بمؤشر 2023، وبزيادة ثمانية بلدان مقارنة بعام 2014.
وسلط المؤشر الضوء على تزايد الأنظمة الاستبدادية في العالم، إذ بات أكثر من ثلث سكان العالم، أي حوالي 39 في المئة، يعيشون تحت حكم استبدادي.
ويقسم التقرير الدول لأربعة أقسام هي قسم الديمقراطيات الكاملة، وقسم الديمقراطيات المعيبة، وقسم الأنظمة الهجينة، إضافة إلى قسم الأنظمة السلطوية.
والديمقراطيات الكاملة هي التي درجاتها أعلى من 8، حيث يتم احترام الحريات السياسية والحريات المدنية، وبها ثقافة سياسية عامة تؤدي إلى ازدهار الديمقراطية.
أما الديمقراطيات المنقوصة فدرجاتها أعلى من 6 حتى 8، وتتميز بانتخابات حرة ونزيهة وحريات مدنية أساسية، ولكن مع وجود نقاط ضعف كبيرة في جوانب الديمقراطية.بينما الأنظمة الهجينة فدرجاتها أعلى من 4 حتى 6.
وأخيرا الأنظمة الاستبدادية بدرجات 4 أو أقل، حيث تغيب التعددية السياسية أو تكون مقيدة بشدة، ويتم تجاهل الحريات المدنية.
وفي الشرق الأوسط انخفضت النتيجة الإقليمية في كل عام تقريبًا منذ عام 2012 ، عندما بدأ التقدم الذي أعقب “الربيع العربي” ينقلب عكسا، وفق التقرير الذي حذر من أن الديمقراطية التمثيلية نادرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أما على المستوى العالمي، فقد تصدرت النرويج القائمة، متبوعة بنيوزيلندا و فنلندا، وكانت المرتبة الأخيرة من نصيب كوريا الشمالية وميانمار وأفغانستان على التوالي.
في السياق ذاته حلت تونس في المركز الثاني عربيًا والـ 93 عالميًا ضمن خانة الأنظمة الهجينة أيضًا، برصيد 4.71 نقطة، متراجعة بذلك بأحد عشر مركزًا مقارنة بالنتائج التي كشف عنها تقرير مؤشر الديمقراطية لسنة 2023، متبوعة بدول موريتانيا والجزائر وليبيا، التي حلت في المراكز الـ 108 والـ 110 والـ 140 على التوالي، وضمن خانة “الأنظمة الاستبدادية”.
وفي سياق مماثل جاءت كل من فلسطين والأردن في المركزين الـ 112 والـ 115 على التوالي، فيما حلت جمهورية مصر العربية في المركز الـ 128 برصيد 2.79 نقطة، متراجعة بمركز واحد مقارنة بالتصنيف ما قبل الأخير، في وقت تذيّلت كل من سوريا والسودان الترتيب العربي بعدما حلّتا في الرتبتين الـ 163 والـ 162 في التصنيف العام.
وعلى الصعيد العالمي تصدرت النرويج القائمة برصيد 9.81 نقطة، متبوعة بدولة نيوزيلندا التي حلت ثانية، إذ تمكن البلدان من الحفاظ على ترتيبهما السابق، فيما آل المركز الثالث إلى السويد التي أزاحت آيسلندا إلى المركز الرابع، بينما كانت المراكز الثلاثة الأخيرة في التصنيف من نصيب كل من أفغانستان وميانمار وكوريا الشمالية.
وسجل تقرير مؤشر الديمقراطية لسنة 2024 أن أكثر من ثلث سكان العالم، أي أكثر من 39 في المائة، يعيشون في ظل أنظمة حكم استبدادية، أي بزيادة دولة واحدة مقارنة بمؤشر العام الذي قبله، وبزيادة ثماني دول مقارنة بتقرير سنة 2014، مشيرًا إلى ترقية كل من إستونيا والتشيك لأول مرة إلى خانة الديمقراطيات الكاملة، باعتبارهما الدولتين الوحيدتين في أوروبا الشرقية اللتين حصلتا على هذا التصنيف.
وأكد التقرير أن الانخفاضات التي شهدتها النتائج الإجمالية للمؤشر كانت مدفوعة بعدد من الأحداث والانعكاسات التي شهدتها مجموعة من الفضاءات الجغرافية في العالم، باستثناء أوروبا الغربية، التي تحسن متوسط نتيجتها، وأميركا الشمالية، التي ظلت نتيجتها كما هي، فيما سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأستراليا أكبر التراجعات.
كما خفّض المؤشر تصنيف فرنسا من خانة “الديمقراطيات الكاملة” إلى خانة “الديمقراطيات المعيبة” فيما وضع الولايات المتحدة الأميركية ضمن هذه الخانة أيضًا، بعد حصولها على المركز الـ 28 عالميًا، في وقت هيمنت الدول الإسكندنافية على المراكز الأولى.

شركات أوروبية كبرى تتنافس على صفقة بيع غواصتين للمغرب
أعلنت البحرية الملكية المغربية عن عملية اقتناء غواصتين عسكريتين ضمن جهود تعزيز قدراتها الدفاعية وتطوير أسطولاها بأحدث الأسلحة، وفق مجلة ‘ميلتاري افريكا’ التي قالت إن شركات أوروبية كبرى بدأت بالفعل في التنافس للظفر بهذه الصفقة.
ووفق المصدر ذاته، تتصدر كل من فرنسا وألمانيا السباق للظفر بهذه الصفقة بينما يرتبط البلدان بعلاقات وثيقة مع المملكة وتعملان على استكشاف فرص تعاون أوسع، فيما يعمل المغرب على تنويع مصادر تسلحه من أكثر من دولة بينها الصين والولايات المتحدة.
ويراهن الفرنسيون على التقارب الأخير مع الرباط وعلى استثمار المناخ العام الذي يعكس تناغما في المواقف، للفوز بالصفقة التي من شأنها أن تعزز الروابط بين البلدين وتوسع مجالات التعاون الثنائي بما يشمل قطاع التسليح.
وقدمت مجموعة ‘نافال’ الفرنسية وشركة ‘تي ك ام اس’ الألمانية عروضهما لتزويد البحرية الملكية المغربية بأحدث الطرازات من الغواصات. وتضمن عرض الشركة الفرنسية طراز سكوربين وهي طرازات تتمتع بقدرات عالية على التخفي. كما تتميز بمدى عملياتي واسع.
وبحسب تقرير نشره موقع تلكسبريس المغربي، تتيح هذه الطرازات من الغواصات “إمكانية تعديل تصميمها وفقا للاحتياجات التشغيلية للمغرب، حيث تضم تقنيات متطورة مثل بطاريات الليثيوم-أيون التي تعزز الكفاءة التشغيلية وقدرة التحمل تحت الماء. إضافة إلى ذلك، تم تجهيز الغواصة بمنظومة قتال فرنسية الصنع ونظام تحكم مركزي آلي يعزز الأمن أثناء الغوص”.
أما العرض الألماني فأتاح للمملكة خيارين أولهما طراز اتش دي دولفين وهو طراز مزود بنظام دفع مستقل عن الهواء، ما يتيح للغواصة المذكورة قدرة تشغيلية طويلة تحت الماء، فيما تعلق الخيار الثاني بطراز ‘اتش دي 209/1400 وهو طراز أثبت من خلال التجربة فعالية مع العديد من القوات البحرية حول العالم.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه إلى جانب فرنسا وألمانيا، دخلت روسيا على خط المنافسة بعرض يشمل طراز Amur 1650 وهو طراز سبق لموسكو أن عرضته على المملكة في العام 2013، لكن لم يتم حينها التوصل لاتفاق حول الصفقة.
ومن ضمن الدول الأخرى التي دخلت على خط المنافسة، كل من اليونان والبرتغال، لكن عروضهما اقتصرت على طرازات مستعملة كخيار اقتصادي.
ولم تقتصر المنافسة على فرنسا وألمانيا، حيث دخلت روسيا على الخط مجددًا بعرض بيع غواصات، التي سبق أن اقترحتها على المغرب عام 2013 دون التوصل إلى اتفاق حينها. كما قدمت كل من اليونان والبرتغال عروضًا لبيع غواصات مستعملة كخيار اقتصادي.
ويشهد المغرب تحولات ضخمة في جميع القطاعات بما فيها القطاع العسكري مع اتجاه المملكة لتوطين الصناعات الدفاعية ومع حركة دؤوبة لتطوير قدرات الجيش المغربي وتعزيز تسلحه بأحدث الطرازات من الأسلحة والمعدات العسكرية في منطقة تشهد اضطرابات وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية لأفرع تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في افريقيا.
وتعمل القوات البحرية الملكية المغربية كذلك على مواكبة أحدث التكنولوجيات العسكرية، في مواجهة لأي تهديدات محتملة من الإرهاب العابر للحدود إلى عمليات الاتجار بالبشر وأشكال الجريمة المنظمة.
وتتجه الأنظار إلى مجموعة ‘نافال’ الفرنسية التي سبق لها أن زودت المغرب في العام في العام 2014 بفرقاطة محمد السادس، في ظل التقارب بين البلدين والمسار الجديد الذي طبع العلاقات الثنائية وإرادة الرباط وباريس على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
لكن يبقى قرار الاختيار مفتوحا على بقية الشركاء والفاعلين الدوليين الذين تقدموا بعروض منافسة، خاصة مع اتجاه المملكة إلى تنويع مصادر تسلحها ضمن جهود تعزيز قدرات قواتها وتطويرها بما يساعد في حماية الأمن القومي والمصالح البحرية.

موريتانيا تبدأ حملة لترحيل المهاجرين غير نظاميين
شرعت السلطات الموريتانية في تنفيذ إجراءات ترحيل عشرات المقيمين غير النظاميين إلى دول إفريقية مجاورة، في ظل جدل واسع داخل الأوساط المحلية بشأن وضعية المهاجرين غير النظاميين في البلاد.
وقالت وسائل اعلام محلية إن الشرطة الموريتانية قد أطلقت حملة تفتيش واسعة استهدفت المهاجرين غير النظاميين، ما أسفر عن توقيف المئات منهم، حيث تم احتجازهم في مركز بمقاطعة الميناء تمهيدًا لترحيلهم الى بلدانهم مع منع عودتهم إلى موريتانيا لمدة عامين من تاريخ الترحيل.
وكانت السلطات الموريتانية رحلت 12 ألف مهاجر غير نظامي في العام 2024، وفق بيانات رسمية عن وزارة الدفاع الموريتانية، بينما حذر وزير الدفاع حننه ولد سيدي من تدفق المهاجرين الأفارقة قائلا إن الظاهرة وصلت إلى “عتبة حرجة”.
وتعتبر موريتانيا موضوع الهجرة غير النظامية أحد أولوياتها لعام 2025، حيث أعلن رئيس الوزراء الموريتاني المختار ولد أجاي عن إعداد خطة متكاملة تجمع بين الإطار القانوني الملائم والآليات الفنية الفعالة والموارد البشرية واللوجستية الضرورية، لمكافحة ظاهرة الهجرة.
ولمواجهة هذه الأزمة، أقر البرلمان الموريتاني في سبتمبر/أيلول الماضي قانونا جديدا لتحديث الأحكام الجنائية المتعلقة بنظام الهجرة، والذي ينص على فرض غرامات مالية تتراوح بين 50 ألفا (1252دولار) و500 ألف أوقية (12526دولار) على الأفراد الذين يدخلون البلاد بطرق غير قانونية أو يساعدون على ذلك. كما ينص على عقوبات بالسجن تصل إلى سنتين لمن يثبت تورطهم في تزوير وثائق الهجرة، بالإضافة إلى إبعاد المخالفين وحظر دخولهم لمدة تصل إلى عشر سنوات.
وتعتزم موريتانيا بناء “حزام أمني إلكتروني” حول نواكشوط لضبط الدخول المنظم لها والتصدي للمهاجرين، في ظل تسجيل أرقام غير مسبوقة للهجرة غير النظامية والتي انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
ولم تعد نواكشوط مجرد بلد عبور للمهاجرين نحو وجهات أخرى بل أصبحت وجهة نهائية لهم، حيث أكد وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك في تصريح سابق أن بلاده تستضيف حاليا 400 ألف شاب مهاجر من بلدان الساحل الأفريقي وحدها، وهو ما يمثل 10 بالمئة من سكان موريتانيا البالغ نحو 5 ملايين نسمة، مشيرا الى أن مخيم “أمبره” الذي أقامته السلطات بمدينة باسكو (جنوب شرق) لاستضافة اللاجئين بلغ أقصى طاقته الاستيعابية.
وتعمل السلطات الموريتانية بالتنسيق مع إسبانيا على تقليص هذه التدفقات وتجفيف منابعها، خصوصاً عبر الإنترنت، الذي تستخدمه شبكات لاستدراج المهاجرين من خلال إغرائهم بوعود كاذبة عن سهولة العبور إلى أوروبا، بينما أطلقت في منتصف فبراير/شباط الماضي محكمة جديدة مختصة بقضايا الهجرة والاتجار بالبشر، في إطار استراتيجية وطنية لمحاربة الهجرة غير الشرعية، يجري تنفيذها بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، بينما تشير بيانات وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن أكثر من 41 ألف مهاجر وصلوا بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2024.

الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
يثير هجوم إرهابي تبنته نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال نيجيريا قرب الحدود مع الجزائر وقُتل فيه 11 جنديا نيجريا الجمعة، قلقا متزايدا من تأثير تنامي الهجمات الإرهابية على مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يعتبر مشروعا ضخما ومعقدا يتطلب تعاونا أكبر بين الدول المعنية به (الجزائر ونيجيريا والنيجر)، وسط مخاوف أيضا من اقتراب التنظيم المتشدد من الأراضي الجزائرية واحتمال فتحه منافذ للتمدد رغم الإجراءات الأمنية التي يتخذها الجانب الجزائري مع نظيريه النيجيري والنيجري ضمن اتفاقيات تعاون.
ولا يوجد حدود مباشرة بين نيجيريا والجزائر، لكن توجد حدود مشتركة بين الأخيرة والنيجر ومن ثم حدود بين النيجر ونيجيريا. وتكتسب هذه الحدود أهمية متزايدة بسبب مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر النيجر إلى الجزائر ومن ثمة إلى أوروبا. وتعتبر منطقة الحدود هذه أيضا معبرا للتجارة غير المشروعة والتهريب، مما يشكل تحديات أمنية للبلدين.
وبسبب الوضع الأمني المتأزم في منطقة الساحل عموما وتوترات أثارتها الجزائر مع بعض دول المنطقة، تواجه السلطات الجزائرية تحديات أمنية كبيرة، بما في ذلك نشاط الجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات.
كما تشكل العمليات الإرهابية القريبة من الحدود مع الجزائر خطرا متناميا يرخي بظلاله على المشروع الطاقي الواعد الذي يحتاج النظام الجزائري بشدة في مناكفة ومنافسة مع المغرب الذي قطع خطوات مهمة في تهيئة الظروف المناسبة للبدء في مشروع بناء خط الغاز مع نيجريا وهو مشروع طموح من المتوقع أن يحدث نقلة نوعية في التعاون بين المملكة والدول الافريقية التي انخرطت فيه.
وتعمل الجزائر ونيجيريا والنيجر على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي لمواجهة التحديات المشتركة. وتوجد لجان ثنائية بين الجانبين الجزائري والنيجري للتعاون في تأمين الحدود، بينما تكابد الدول الثلاث لإنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
ويعتبر هذا المشروع ذو أهمية جيوسياسية كبرى بالنسبة للجزائر التي تواجه وضعا معقدا في محيطها ومع شركائها الأوروبيين بسبب توترات مع فرنسا من المحتمل أن تتوسع وتتحول إلى أزمة مع الاتحاد الأوروبي.
ولا يزال الوضع الأمني على الحدود الجزائرية متوترا، فيما تشكل الجماعات الإرهابية تهديدا مستمرا على حدودها سواء تلك التي تربطها بمالي أو المشتركة بين نيجيريا والنيجر. وقد حققت قوات الأمن الجزائرية بعضا من النجاحات الأمنية في مواجهة إرهاب عابر للحدود من خلال تفكيك خلايا نائمة أو احباط اعتداءات إرهابية على أراضيها وقرب حدودها المترامية مع أكثر من دولة تعيش وضعا أمنيا منفلتا.
لكن تبقى المخاوف الكبرى من أن تؤثر الهجمات الإرهابية التي تنفذها أو تخطط لها أفرع موالية لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية على مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء قائمة، ما يتطلب جهودا أكبر من الجزائر والنيجر ونيجيريا خاصة مع تراجع الوجود العسكري لعدد من الدول الأوروبية في المنطقة وفي مقدمتها فرنسا.
وتحتاج الجزائر إلى إعادة ترتيب أوراقها وتصحيح مسار علاقاتها مع التحالف الجديد لدول الساحل (مالي وبوركينافاسو والنيجر) الذي تأسس في سبتمبر/أيلول 2023 ودشن قطيعة مع الوجود العسكري الأجنبي. ووجود النيجر ضمن هذا التحالف يعتبر مفصليا في تحديد العلاقة مع الجانب الجزائري الذي يواجه أزمة علاقات مع شريك ثالث في التحالف هو مالي حماية لمصالحها ومن ضمنها مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
ولا يشير الوضع الراهن إلى أي مصالحة في الأفق بين مالي والجزائر التي تتهمها باماكو بالعمل سرا وعلانية على الاضرار بمصالحها وبالتدخل في شؤونها وهو موقف لم يعلنه رسميا الشريكين في التحالف (بوركينافاسو والنيجر)، لكن الاتفاق الثلاثي ينص على التضامن بين أضلاع التحالف الجديد.
وإلى جانب أزمة توفير تمويل لمشروع خط الغاز العابر للصحراء، تعقد الهجمات الإرهابية المتنامية والاضطرابات الجيوسياسية جهود تنفيذ المشروع الذي تطمح الجزائر أن يقوي علاقاتها الاقتصادية مع الدول الافريقية ومع الشركاء الأوروبيين.
والمشهد بتجلياته الراهنة يشير إلى تعقيدات كثيرة ترخي في مجملها على جهود الجزائر للعودة للعمق الافريقي ولتعزيز روابط الشراكة مع الأوروبيين في ظل دبلوماسية يصفها كثيرون بـ”المربكة والانفعالية” في التعاطي مع الأزمات المتناثرة في محيطها، بينما يؤكد هؤلاء أن تلك الأزمات تعود في جانب كبير منها لسياسات نظام قائم على المناكفة والتعطيل أكثر منها سياسات تدفع لتعزيز التنمية وتوسيع الشراكات مع الجوار الإقليمي على وجه الدقة.
وبالعودة إلى الاضطرابات الأمنية الأخيرة على مقربة من الحدود الجزائرية، قال موقع “إير إنفو” ومقره مدينة أغاديز الواقعة في صحراء شمال النيجر، إنه “تم دفن جثث 11 عنصرا من قوات الدفاع والأمن النيجرية يوم السبت في المقبرة الإسلامية ببلدية أغاديز”. وتم الدفن بحضور عدد من المسؤولين العسكريين، من بينهم الجنرال موسى صلاح برمو رئيس أركان القوات المسلحة، وفق الموقع الذي نشر صورا للمراسم.
وأكدت الإذاعة الوطنية مساء السبت هذه المعلومات والحصيلة وتحدثت عن “كمين نصبه قطاع طرق مسلحون أثناء قيامهم بدورية”، مضيفة أن الجنرال برمو “توجه بعد ذلك إلى مستشفى أغاديز للاطمئنان عن صحة العسكريين المصابين في الهجوم نفسه”.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تُعتبر من بين أقوى الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، مسؤوليتها عن الهجوم وهي جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتتمتع بقدرة عالية على التكيف والتوسع وتُشكل تهديدا مستمرا للأمن والاستقرار في المنطقة وتنشط في مناطق شاسعة يصعب مراقبتها، ما يعزز من قدرتها على تنفيذ الهجمات.
وتتعرض قوات الدفاع والأمن النيجرية المتمركزة في هذه المنطقة أحيانا لهجمات يشنها مسلحون، لكنها لا تُنسب عادة إلى الجهاديين الذين ينشطون بشكل أكبر في الجزء الغربي والجنوبي الغربي للبلاد، قرب مالي وبوركينا فاسو.
وتُعتبر الصحراء الشاسعة الواقعة شمال النيجر والقريبة أيضا من ليبيا، ممرا معروفا بمختلف أشكال الاتجار بالبشر ونقطة عبور لآلاف المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

تحالف انتخابي واسع يلوح في الأفق بقيادة السوداني والحكيم
وأفادت المصادر لموقع شفق نيوز العراقي الكردي بأن “القوى الفاعلة في الإطار التنسيقي بدأت حراكها الانتخابي مبكراً بهدف تشكيل تحالف استراتيجي يضم أغلب القوى الشيعية، بعيداً عن التي تريد خوض الانتخابات بقوائم منفردة”. مضيفة أن “هذه القوى بدأت تؤسس لتحالف كبير، سيعلن عنه خلال الشهرين المقبلين، بعد استكمال التفاهمات مع القوى الأخرى، ومن المقرر أن يضم 14 كياناً”، مبينة أن “أبرز المشكلين لهذا التحالف هما السوداني وعمار الحكيم وبعض الكيانات والقوى المستقلة”.
ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود المستمرة لتوحيد الصفوف السياسية في العراق وتعزيز التعاون بين القوى المختلفة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد. ويسعى الإطار التنسيقي إلى تشكيل تحالف استراتيجي يضم قوى شيعية وكوردية وسنية بهدف تحقيق استقرار سياسي أكبر وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف.
ومنذ سنوات، تشهد الساحة السياسية العراقية تحولات كبيرة، حيث تسعى القوى السياسية إلى تشكيل تحالفات جديدة لتحقيق أهدافها الانتخابية والسياسية. يعتبر هذا التحالف الجديد خطوة مهمة نحو تحقيق استقرار سياسي أكبر في العراق وتعزيز التعاون بين القوى المختلفة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس يشهد تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية في العراق ومن المتوقع أن يسهم هذا التحالف في تحقيق استقرار سياسي أكبر وتعزيز التعاون بين القوى المختلفة لتحقيق أهدافها المشتركة.
ويواجه البيت السني في العراق تحديّ تسوية الخلافات بين مكوناته ورأب التصدعات قبل الانتخابات البرلمانية بينما تكثف إيران، على الجانب الآخر، جهودها من أجل الحفاظ على وحدة الإطار التنسيقي العقد الجامع للقوى الشيعية الموالية لها.
وأعلنت قيادات سنية الشهر الماضي عن تشكيل ائتلاف “القيادة السنية الموحدة”، الذي يجمع عددا من أبرز القوى في الساحة السياسية من بغداد وصلاح الدين والأنبار، في محاولة للملمة البيت السني، بينما أثار غياب زعيم حزب “تقدم” رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي جدلا واسعا فيما يعتقد أن التحالف الجديد بين الحكيم والسوداني سيدفع بعض القوى السنية للتفكير في الانخراط فيها.
وتتزايد التكهنات كذلك حول إمكانية مشاركة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في الانتخابات التشريعية المقبلة. على الرغم من أن الصدر أعلن في يونيو/تموز 2022 انسحابه من العملية السياسية في العراق وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة، إلا أن تحركاته الأخيرة تشير إلى احتمال عودته للمشاركة.
وقد حث الصدر أتباعه على تحديث سجلات الناخبين، مؤكداً أن “ذلك أمر لا بد منه” بينما فسر ذلك بأنه تمهيد للمشاركة قيما يعتقد ان التحالف الجديدة يمكن أن يستوعب التيار الصدر، بينما استبعد كثيرون ذلك بسبب الانتقادات التي وجهت من قبل الصدر لسياسيين سعوا وراء ذلك التحالف.
في المقابل ستدفع المصالح السياسية لتجاوز العقبات حيث يسعى التيار الصدري للعودة للساحة بطريقةو مختلفة بينما سيستفيد التحالف الجديد من قواعد الصدريين.
وعن مدى مشاركة التيار الصدري في الانتخابات البرلمانية المقبلة، قال مناف الموسوي، رئيس مركز “بغداد” للدراسات الإستراتيجية، إن “الصدر ترك الباب مفتوحاً على النصف وليس كاملاً عندما حث الجمهور على تحديث السجلات”. ومع ذلك، لم يصدر تصريح مباشر من الصدر حول المشاركة في الانتخابات، وإنما طلب التحديث سواء شارك التيار فيها أو قاطعها.
وتناقش القوى السياسية العراقية دعوة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لتعديل القانون الانتخابي في ظل رفض العديد من القوى السياسية لهذا الخيار.

الفساد يستنزف العراق في غياب وزارة الاقتصاد
لا يزال العراق البلد الغني بموارده الطبيعية الكبيرة، يواجه تحديات الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة، حيث تقف الحكومات المتعاقبة عاجزة عن معالجة هذه الملفات، في ظل تآكل مؤسسات الدولة وتعطيل عملها أوتغييبها، مما يهدد استقرار العملية السياسية ويفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية على حد السواء.
ويصنّف العراق ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم، حيث يحتل المرتبة 140 عالميا، فيما يأتي في المرتبة الثامنة عربيا حسب مؤشر مدركات الفساد لعام 2024 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية.
وتشير تقارير دولية الى أن الفساد أصبح سمة أساسية تميز الاقتصاد السياسي في العراق وجزء من المعاملات اليومية، حيث عرقلت المصالح الحزبية والخاصة الاستثمارات الكبرى في البلاد، بينما فشلت الطبقة السياسية والنظام العراقي في وضع المصلحة الوطنية ضمن أولوياتها.
ويكافح العراق منذ عقود من أجل البحث عن حلول تساعد في تحفيز القطاع المالي للخروج من أزمة اقتصادية يمر بها، فيما يطرح غياب وزارة الاقتصاد في بغداد حجم التحديات التي تقف عائقا أمام تفاقم الفساد المالي والادراي منذ عقود.
ونقلت وكالة شفق نيوز المحلية عن رئيس كتلة الآمال النيابية ياسر الحسيني تأكيده أن سبب عدم وجود وزارة الاقتصاد في العراق كحال أغلب الدول في المنطقة والعالم، يرتبط بصفقات الفساد التي يقودها سياسيون.
وبحسب الحسيني لا يمكن استحداث هذه الوزارة “لأنها ستطالب بالنهوض بالواقع الاقتصادي وتحسين المستوى المعيشي بالشكل الصحيح والملحوظ”، مضيفا أن “أغلب الطبقة السياسية الحالية مرتكزة على سرقة البلاد من خلال عقود واجراءات قانونية”.
وتابع “لذلك من غير الممكن ان يؤسسوا لما ينغص عليهم ربيع عيشهم التعيس”، موضحا “لكن في حال أزيحت هذه الطبقة يمكن التوجه نحو وجود وزارة تكون مشرفة وبشكل حقيقي على كافة المشاريع، ما سيمنع الفساد وسيمنع تلكئ المشاريع أيضا”.
ويرجع محللون الفساد الاقتصادي السياسي في العراق إلى تركيبة النظام فيه والتي تعتمد المحاصصة الحزبية في تشكيل الحكومات، حيث تحولت الوزارات ومؤسسات الدولة الى مصادر ريعية لها.
ومنذ الغزو الأميركي في 2003 الذي أدى الى انهيار الدولة ومؤسساتها، وجد النظام مناخا مهيئا لسلك ممارسات فاسدة، مستغلا غياب الرقابة الفاعلة لترسيخ نفسه في السلطة، إذ تشير عديد التقارير الى تورّط شخصيات سياسية ومسؤولين في الدولة في عمليات اختلاس ورشوة.
وفي عام 2023، حجزت السلطات العراقية الأملاك المنقولة وغير المنقولة لوزير النفط السابق إحسان عبدالجبار، على خلفية قضية تتعلق باستغلال منصبه وتلقي رشى من عدد من المستثمرين الذين يرتبطون بعقود مع وزارة النفط”.
واتسعت قائمة الملاحقين في قضية الفساد التي هزت العراق في عام 2022 والمعروفة إعلاميا باسم “سرقة القرن” والمتعلقة بنهب 2.5 مليار دولار من الأمانات الضريبية بمصرف الرافدين الحكومي، إذ أصدر القضاء العراقي بالقبض على مسؤولين سابقين بينهم وزير مال سابق ومقربون من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي (2020-2022).
وفشلت مؤسسات كثيرة تم احداثها في مبادرات لمكافحة الفساد، بل إنها تسببت بتضارب مهامها في طمس الحقائق، بعد أن تم استخدامها في الكثير من الأحيان لاستهداف المعارضين السياسيين. كما أثبتت هذه المبادرات عجزها على الصمود أمام مسؤولي الحكومة والوزارات الذين يقومون بحماية الأفراد من المساءلة على أساس الانتماء الطائفي والحزبي.
بعد ضياع سوريا ..السلطة السورية أمام تحدي احتواء أزمة جرمانا أو التدخل الاسرائيلي الخطيرلحرب اقليمية أوسع
تعيش مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية والمسيحية، والملاصقة للعاصمة دمشق، توترا أمنيا ومخاوف من تدخل اسرائيلي بعد توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع في حكومته يسرائيل كاتس مساء السبت، الجيش بـ”التحضير لحماية” المدينة إثر اشتباكات بين اللجان الشعبية المسلحة وقوى الأمن العام.
وذكرت مصادر من داخل المدينة أن الليلة الماضية شهدت إطلاق نار مكثف في المدينة وتوافد لوجهاء من محافظة السويداء الدرزية في جنوب سوريا إلى مدينة جرمانا لاحتواء التوتر وإنهاء الأزمة مع الأمن العام، إذ تجري محاولات للتهدئة في ظل الاستغلال الاسرائيلي للتوتر الأمني والتدخل.
وأصدر مشايخ جرمانا بيانا أكدوا فيه رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون، وتعهدوا بتسليم كل من تثبت مسؤوليته إلى الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل.
وطلبوا من عناصر الشرطة العودة إلى مخفر المدينة والتحقيق بالحادثة وإلقاء القبض على الفاعلين، مؤكدين على أنهم ملتزمون بحماية عناصر المخفر.
وأضافت المصادر أنه بالرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها إلا أن الكثير من سكان المنطقة يلتزمون بيوتهم دون الخروج إلى المدارس أو العمل بسبب وجود مكثف للجان المسلحة على مداخل المدينة ومخارج المدينة والخوف من تجدد الاشتباكات.
وتعتبر جرمانا جيبا جغرافيا وديمغرافيا لدمشق تضم خليطًا متنوعًا من السكان، لكنها تجمع رئيسي للدروز والمسيحيين خصوصا، وهو ما يمنحها خصوصية لاسيما مع حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد من جهة، والتصريحات الغربية والاسرائيلية المتخوفة من التضييقات والتهديدات التي تطالهم أو قد تطالهم.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية التزامها بحماية الدروز داخل سوريا، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها “تطور دراماتيكي”، وهي في إطار سلسلة تصريحات أطلقها نتنياهو أكد فيها بقاء الجيش الإسرائيلي في الجولان والمنطقة العازلة، مع مطالبته بترتيب أمني يشمل محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، ورفضه السماح بدخول أي قوات جديدة جنوب دمشق، ملوحاً بعدم التسامح مع تهديد للطائفة الدرزية.
وفي حال نفذت إسرائيل تهديدها بالتدخل، فسيكون ذلك أول تورط مباشر للجيش الإسرائيلي في نزاع داخلي سوري في ضواحي دمشق ما يقود البلاد الى مصير مجهول، ويفتح الباب أمام تصعيد إقليمي أوسع.
وتشغل هذه التهديدات الشارع السوري بجميع أطيافه، خصوصا أنها تغذي التجييش الطائفي واتهامات بالتخوين والعمالة لإسرائيل، في حين يؤكد رجال الدين الدروز أنهم يرفضون الحماية الاسرائيلية المزعومة.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” نقلت عن مسؤولين أمنيين أن التوتر تفاقم بعد حادثة استهدفت عناصر تابعة لوزارة الدفاع السورية عند أحد حواجز فصيل “درع جرمانا”. حيث اندلعت اشتباكات، بين عناصر أمن سوريين ومسلحين دروز، أدت إلى مقتل شخص وإصابة 9 آخرين.
وقال مدير مديرية أمن ريف دمشق حسام الطحان، إن الحاجز أوقف الجمعة، عناصر تابعين لوزارة الدفاع أثناء دخولهم المنطقة لزيارة أقاربهم. وبعدما سلموا أسلحتهم، تعرضوا للضرب “قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر”، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة آخر، ما أدى لاندلاع الاشتباكات، ومهاجمة قسم الشرطة في المدينة، وطرد عناصره، وسلب أسلحتهم.
غير أن مصادر محلية قالت أن الطرفين دخلوا في مناوشات لفظية بعد الطلب من عناصر الأمن تسليم السلاح وتطور الأمن إلى اشتباك.
ويستنكر الكثير من السوريون غياب الدور الرسمي في ايجاد حل للأزمات والاشتباكات وانتهاكات البعض من عناصر الأمن في عدة مناطق سورية منذ سقوط النظام بذريعة الأخطاء الفردية، الا أن تطورها الخطير في جرمانا بات يستوجب من السلطة القيام بدور فاعل لمعالجة هذه المشكلات.
وعبر الكاتب والباحث التاريخي جورج كدر في تدوينة على صفحته الرسمية عن الاستياء من الدور السلبي للسلطة التي تطالب الدروز ببيانات رفض للتصريحات الرسمية دون أن تتحمل مسؤوليتها.
وعبرت الإعلامية نهى سلوم في تدوينة على فيسبوك عن رفض التصعيد من جميع الجهات مؤكدة أن سوريا بأمس الحاجة الى الوحدة الوطنية:
وكشف قائد حركة “رجال الكرامة” في السويداء ليث البلعوس الأحد، عن تطورات الأحداث في مدينة جرمانا بريف دمشق، عقب التوترات الأمنية التي شهدتها المنطقة. وأوضح أن ما جرى في جرمانا لم يكن اشتباكا بين قوى الأمن والمسلحين، بل شجار شخصي تطور بشكل غير متوقع، مؤكدا رفض الحركة وأهالي جرمانا لهذه الأحداث.
وأكد أن الجهود الحالية تتجه نحو التهدئة عبر التنسيق مع القيادات الأمنية والمشايخ لضمان استقرار الأوضاع.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد أن الهدوء عاد لمدينة جرمانا عقب الأحداث التي شهدتها أمس واليوم، وتم الاتفاق على انسحاب كامل الفصائل المحلية في جرمانا بعد دعوة من وجهاء المنطقة للتهدئة.
وكان قد جرى صباح الأحد اشتباك بين عناصر من الأمن العام مع مسلحين من جرمانا في ساحة السيوف بمدينة جرمانا، مما أدى إلى إصابة مسلح من جرمانا بحالة قطع وريد، تم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، وتوقيف عنصرين من الأمن العام.
وكان قد قتل شخص على الأقل وأصيب نحو 9 آخرين بجروح من أبناء مدينة جرمانا إثر اندلاع اشتباكات بينهم وبين عناصر من الأمن الداخلي في جرمانا بسبب هجوم من طرف بلدة المليحة المجاورة على أشخاص من جرمانا، ومقاتلين هجموا من طرف المليحة ما دفع اللجان الشعبية في المدينة والعقلاء للتدخل لتهدئة الوضع وحل النزاع، إلا أنه عقب الحادثة، تم قتل الشاب من المليحة من قبل أهالي جرمانا.
ووفقاً للمعلومات، تعهدت اللجان الشعبية في جرمانا بتسليم القاتل والجثة للهيئات المختصة ليتحمل المسؤولية، إلا أن أهالي المليحة رفضوا التوصل إلى صلح وهددوا بشن هجوم على مدينة جرمانا.

تعيين لجنة لصياغة مسودة الدستور السوري بلا جدول زمني لعملها
كلف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الأحد لجنة من سبعة أعضاء، بينهم سيدة، بصياغة مسودة الإعلان الدستوري، في إطار تنظيم مرحلة الانتقال السياسي في سوريا عقب الإطاحة بحكم بشار الأسد، من دون تحديد مهلة زمنية لإنجاز عملها.
وأفاد بيان صادر عن الرئاسة السورية بأنه “انطلاقا من تطلعات الشعب السوري في بناء دولته على أسس القانون وبناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، قرر الرئيس تشكيل لجنة من الخبراء تتولى مهمة صياغة مسودة الإعلان الدستوري الذي ينظم المرحلة الانتقالية”.
وغداة إعلانه في 29 يناير/كانون الثاني رئيسا انتقاليا للبلاد، تعهّد الشرع بإصدار “إعلان دستوري” للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل “لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر” وحلّ مجلس الشعب. وقال إن بلاده ستحتاج من أربع إلى خمس سنوات لتنظيم انتخابات.
وتضم اللجنة عبدالحميد عواك وهو أكاديمي يحمل دكتوراه في القانون الدستوري وأستاذ محاضر في جامعة ماردين آرتوكلو في تركيا. كما تضم الصحافية بهية مارديني التي تحمل دكتوراه في الحقوق وهي باحثة في القانون الدولي وكانت تقيم في بريطانيا.
ومن بين أعضاء اللجنة أيضا محمّد رضا جلخي يحمل دكتوراه في الحقوق، اختصاص قانون دولي من كلية الشريعة والحقوق في جامعة إدلب التي تخرج منها عام 2023 والدكتور ياسر الحويش الذي عُين مطلع العام عميدا لكلية الحقوق في جامعة دمشق ويحمل دكتوراه في القانون الدولي العام.
ووضع البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني الثلاثاء الخطوط العريضة لبناء دولة جديدة في سوريا عقب إطاحة الأسد، مشددا على أهمية تحقيق العدالة الانتقالية وترسيخ قيم الحرية وحصر السلاح بيد الدولة. كما دعا السلطات إلى “تشكيل لجنة دستورية لإعداد مسودة دستور دائم للبلاد، يحقق التوازن بين السلطات ويرسخ قيم العدالة والحرية والمساواة ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات”.
وبعث الشرع برسائل طمأنة منذ توليه منصبه حول ضمان وحماية الحريات وحماية الأقليات وبسلطة تمثل جميع السوريين. كما نأى بسوريا عن الانخراط في نزاعات إقليمية بما في ذلك مع إسرائيل التي لا تزال تتواجد في مناطق سورية وتهدد بالتدخل بعد اشتباكات في منطقة جرمانا بين منتمين للأقلية الدرزية وقوات تابعة للسلطة السورية الجديدة.
وعلى الرغم من رسائل الطمأنة لا تزال بعض الأقليات ومن ضمنها العلوية التي ينحدر منها الرئيس المخلوع بشار الأسد، تشكو من مضايقات وتتوجس من عمليات انتقامية، لكن إدارة الشرع تعهدت بمحاسبة أي عناصر أمنية تتورط في أعمال انتقام أو تنتهك القانون.
ويثير عدم تحديد مهلة زمنية لإنجاز اللجنة المستحدثة لصياغة مسودة اعلان دستوري، عملها أسئلة حول الجدول الزمني المفتوح وحول طبيعة المسودة وما إذا كانت ستشمل مقترحاتها متطلبات المرحلة التي تطالب بها دول عربية وغربية لتأمين انتقال ديمقراطي بعد عقود من حكم الحزب الواحد.
ومن بين الأسئلة أيضا ما يتعلق بمدنية الدولة التي يطالب بها كثير من السوريين من النخب والأقليات وأيضا المجتمع الدولي الذي لا يزال متوجسا من خلفية القيادة السورية الجديدة التي تضم في أغلبها شخصيات إسلامية متشددة بما فيها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المعروف سابقا باسم أبومحمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام المصنفة كتنظيم إرهابي رغم اتجاه دول عربية وغربية للتعاطي بانفتاح مع تلك الإدارة.
وأطاحت فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بنظام الأسد مع دخولها دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول إثر هجوم بدأته من معقلها في شمال غرب البلاد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني. وأعلنت السلطات الجديدة حينها تعيين حكومة مؤقتة تدير المرحلة الانتقالية للبلاد التي يفترض أن تمتدّ لثلاثة أشهر تنتهي مطلع مارس/آذار وتعهّدت بإعداد دستور جديد.
زيلينسكي يدفع ثمن تحدي ترامب
على صعيد الحرب الاوكرانية الروسية :حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاهدا كسب ود دونالد ترامب، بينما سلمه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعوة ملكية لزيارة دولة، لكن عندما اضطر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمخالفة الرئيس الأميركي لجأ إلى الصراحة ودفع ثمن ذلك.
نسف المشهد الصادم الذي جرى الجمعة في المكتب البيضوي تحالف قائما منذ سنوات بين أوكرانيا المؤيدة للغرب والولايات المتحدة.
وصرخ كل من ترامب ونائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في وجه الرئيس الأوكراني الذي كان يُشبَّه سابقا في واشنطن بونستون تشرشل، قبل أن يُطلب منه مغادرة البيت الأبيض من دون تناول الغداء حتى.
وخرج زيلينسكي من دون التوقيع على اتفاقية لتشارك المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي اعتُبرت أساسية للدعم الأميركي لهدنة مع روسيا.
وتمثّلت الخطيئة التي ارتكبها زيلينسكي في مناقضة ترامب بشأن حقائق مرتبطة بالحرب في أوكرانيا، ورفضه التراجع عن مواقفه.
وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إن زيلينسكي “قلل من احترام الولايات المتحدة الأميركية في مكتبها البيضوي المقدّر”.
ومنذ عودته إلى السلطة لولاية ثانية تجاوز ترامب المعايير المعتادة وحتى الضوابط القانونية في ما يتعلّق بسلطة الرئيس الأميركي داخليا؛ وفي السياسة الخارجية بات يؤكد أن أيام السعي إلى التوافق ولّت، وما يقوله هو الذي يسري.
ويبدو هذا التحوّل جليا جدا في ملف أوكرانيا.
ودفع تحوّل ترامب، الذي اعتبر أن روسيا شريك وليست دولة منبوذة، وأن أوكرانيا مجرّد زبون أكثر من كونها حليفا، ماكرون وستارمر إلى المسارعة إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع.
وعلى غرار زيلينسكي يساور ستارمر وماكرون قلق من أن ترامب يريد إرغام كييف على إبرام صفقة سلام تعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يطمح إليه، فيما تخرج أوكرانيا مهزومة ومن دون ضمانات أمنية؛ لكنهما أدركا أنه كان عليهما مراعاة مطلب ترامب التعامل معه كزعيم لا يمكن التشكيك في صحة مواقفه.
وصافح ماكرون الرئيس الأميركي عدة مرات وقام بالربت على ظهره بشكل بدا واضحا أنه أكسبه رضا ترامب.
وساعد ذلك في التخفيف من حدة التوتر عندما صحح الرئيس الفرنسي علنا لترامب بعدما كرر الأخير إحدى مزاعمه الأكثر تكرارا بأن أوروبا تقدّم تمويلا أقل بكثير لأوكرانيا من واشنطن، وستستعيد كل الأموال.
وبعد أيام سمع ستارمر المعلومات المغلوطة ذاتها وصحح لترامب أيضا. لكن ستارمر أسعد ترامب بتسليمه دعوة موقعة من الملك تشارلز الثالث لزيارة بريطانيا.
– جدل –
الوضع كان مختلفا في حالة زيلينسكي، فبدلا من التصحيح لترامب بشأن قضية صغيرة على غرار من يدفع ماذا حاول مواجهة تبني البيت الأبيض بأكمله الرواية المؤيدة لموسكو بشكل متزايد.
وحتى قبل هذه الزيارة وصف ترامب وحلفاؤه الجمهوريون زيلينسكي بالدكتاتور، وكرروا مزاعم الكرملين الزائفة بأن روسيا ليست من بدأ الحرب.
ومن ثم أصر ترامب أمام الصحافيين الذين تمّت دعوتهم لتغطية الحدث على أنه سيتعيّن على زيلينسكي تقديم تنازلات لبوتين، وانتقد ما اعتبرها عدائية الرئيس الأوكراني لوصفه نظيره الروسي بأنه “قاتل”.
وعندما تدخل فانس ووصف زيلينسكي بأنه ناكر للجميل وعقبة في طريق الدبلوماسية قرر الرئيس الأوكراني الخوض في الجدل.
وسأل فانس: “أي نوع من الدبلوماسية التي تتحدث عنها جاي دي؟”، معددا مبادرات دبلوماسية فشلت عبر السنوات في وقف الهجمات العسكرية الروسية.
ووصف فانس الذي بدا غاضبا زيلينسكي بـ”عديم الاحترام” قبل أن يتناوب وترامب على مهاجمته.
نفع المجاملات
سارع أنصار ترامب لتحميل زيلينسكي المسؤولية، وكتب مؤيد يميني متطرف لترامب يحظى بـ1,3 مليون متابع على “إكس”، حيث يكتب تحت اسم @GuntherEagleman، علما أن اسمه الحقيقي ديفيد فريمان: “أي دكتاتور هذا الذي يواجّه إهانات للرئيس ترامب ونائب الرئيس فانس بينما يتوسل للحصول على الأموال من أجل حرب لا يمكنه إطلاقا تحقيق النصر فيها؟”.
ووصفت مارجوري تايلر غرين المؤيدة بشدة لترامب في الكونغرس زيلينسكي بأنه “متعجرف”.
وسأل صديقها براين غلين، الذي كان في المكتب البيضوي كمراسل لتلفزيون “صوت أميركا الحقيقي” Real America’s Voice اليميني المتشدد، الرئيس الأوكراني بشكل ساخر عن سبب عدم ارتدائه بزة رسمية.
ورد زيلينسكي الذي يرتدي عادة ملابس عسكرية: “سأرتدي بزة رسمية بعد انتهاء هذه الحرب”.
ورأى بعض المحللين أنه كان على زيلينسكي أن يكون إستراتيجيا أكثر.
وقال المعلق في “فوكس نيوز” والجنرال المتقاعد جاك كين: “الأمر الوحيد الذي كان عليك قوله علنا يا زيلينسكي، بغض النظر عن الأسئلة، هو +شكرا سيدي الرئيس. شكرا أميركا+. مع تكرار ذلك مرة تلو الأخرى”.
من جانبه قال خبير السياسة الخارجية لدى “سي إن إن” فريد زكريا إن كلمات زيلينسكي الأولى كان يجب أن تشير إلى “عبقرية” ترامب.
لكن بالنسبة للسناتور الديمقراطي كريس مورفي ما كانت أي مهارات دبلوماسية أو مجاملات لتنقذ زيلينسكي، لأن ترامب كان يحاول الدفع باتّجاه تسوية “تسلّم أوكرانيا إلى بوتين”، وكان زيلينسكي يعرف ذلك.
وكتب مورفي على “إكس” إن المكتب البيضوي كان “كمينا”.
السبب الحقيقي لمشادة ترامب وزيلينسكي
سلط الكاتب الصحفي جوناثان تشايت الضوء على الاجتماع المتوتر الذي عُقد في المكتب البيضاوي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسيناتور الجمهوري جيه دي فانس.
وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة “أتلانتك” إن ثمة إعداداً متعمداً من قبل ترامب للانفصال علناً عن أوكرانيا، مما يكشف عن إعجابه طويل الأمد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهوده لمواءمة السياسة الأمريكية مع المصالح الروسية.
وخلال الاجتماع المشار إليه، سأل أحد المراسلين ترامب عن العواقب المحتملة في حال انتهاك روسيا وقف إطلاق النار الذي سعى إليه، لكن الرئيس الأمريكي رفض فكرة الانتهاك الروسي، مما يكشف عن سوء فهم عميق للصراع.
الانحياز الروسي:
وأكد ترامب بحماس أن بوتين يحترمه، مستشهداً بتجربتهما المشتركة في كونهما هدفاً لتحقيقات الحزب الديمقراطي، خاصة روسيا.
ويسلط هذا البيان الضوء على عنصر حاسم في نظرة ترامب للعالم، ألا وهو: الرابطة الشخصية والعاطفية التي تربطه ببوتين، والتي تشكلت من خلال ما يعتبره ترامب اضطهاداً مشتركاً.
وقال الكاتب: “في حين يوصف ترامب غالباً بأنه زعيم لاستراتيجية الصفقات مع القليل من الاهتمام بالقيم الأمريكية التقليدية في السياسة الخارجية، فإن تقاربه مع بوتين يتجاوز مجرد البراغماتية”.
وتجلى هذا التعاطف في العديد من الأفعال على مر السنين، من الدفاع عن استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم إلى التقليل من أهمية دور روسيا في الصراعات الدولية.
وحتى قبل تولي زيلينسكي منصبه، بدا ترامب متعاطفاً بشكل علني مع المصالح الجيوسياسية لروسيا، مما أدى إلى تقويض مواقف السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية.
وأشار الكاتب إلى أن هذا النمط من المشاعر المؤيدة لروسيا بات أكثر وضوحاً خلال رئاسة ترامب، وكان ترامب يردد باستمرار وجهة النظر الروسية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.
وفي الأسابيع الأخيرة، نأى ترامب بنفسه عن أوكرانيا، واصفاً زيلينسكي بالديكتاتور، وألمح إلى وقوع أوكرانيا بأكملها في نهاية المطاف تحت السيطرة الروسية.
ويشير هذا الخطاب إلى تحول واضح يبتعد عن دعم سيادة أوكرانيا.
ورأى الكاتب أن توبيخ ترامب العلني الأخير لزيلينسكي ليس مجرد نتاج لإحباط أو خلاف حول السياسة، بل هو تتويج لإعجابه الطويل ببوتين.
وقال إن قرار ترامب بتقويض جهود الحرب في أوكرانيا يمثل تحولاً يحاول حلفاء ترامب ربطه بسلوك زيلينسكي، زاعمين بأن الرئيس الأمريكي شعر بعدم الاحترام من لغة جسد زيلينسكي ونبرته الجدلية.
لكن الكاتب يرفض هذا التفسير ويرى أنه محاولة لإخفاء الحقيقة، وهي أن ترامب قرر بالفعل إدارة ظهره لأوكرانيا.
ووافق الكاتب السرد الجمهوري القائل بأن موقف ترامب المؤيد لروسيا كان مجرد مناورة تكتيكية، تهدف إلى إجبار حلفاء الناتو على إنفاق المزيد على الدفاع، مشيراً إلى أنه عندما وافقت الدول الأوروبية على طلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، زاد من مطالبه، وأيد أيضاً حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المؤيد لروسيا.
ووفق الكاتب، فإن هذا السلوك يُظهِر أن أهداف ترامب لم تكن تعزيز حلف شمال الأطلسي بل إضعاف التحالف الغربي ضد روسيا.
وأوضح الكاتب أن فكرة عاطفة ترامب تجاه بوتين تحفزها دوافع معاملاتية بحتة، وهو ما بدا جلياً من خلال تخلي ترامب عن صفقة المعادن المحتملة مع أوكرانيا، والتي تم تقديمها كوسيلة للتوفيق بين مصالحه التجارية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ويشير رفض ترامب لهذه الصفقة إلى أن دوافعه لا تتعلق بالمكاسب الاقتصادية فحسب، بل إنها متجذرة في توافق مع الأهداف الروسية.
خطوة محسوبة لتقويض زيلينسكي
وتناول الكاتب ديناميكيات الاجتماع نفسه قائلاً إن ترامب كان يضمر أمراً، مشيراً إلى استقباله ضيفه بسخرية، حتى قبل أن يتحدث زيلينسكي، مع التركيز على الزي العسكري للرئيس الأوكراني.
ومهدت هذه النغمة الساخرة الطريق للمواجهة اللاحقة، والتي يقول الكاتب أنها كانت من تدبير ترامب وحلفائه كذريعة لقطع العلاقات مع أوكرانيا.
ولم يكن سلوك ترامب مجرد نتيجة لنهج زيلينسكي، بل كان خطوة محسوبة لتقويض الزعيم الأوكراني
مشادة البيت الأبيض تكشفت حدود نفوذ الحلفاء على ترامب
وكتب زكي ميلر في وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، أن ما جرى في البيت الأبيض، أظهر أيضاً الجرأة التي يشعر بها ترامب لإعادة توجيه أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، نحو أجندة “أمريكا أولاً” بطرق تمتد إلى ما هو أبعد بكثير، من تلك التي اتبعها في ولايته الأولى.
وهذا الانفجار المفاجئ، كان الأكثر حدة لتبادل للكلمات بين زعماء العالم في المكتب البيضاوي، حيث انحدر العمل الدبلوماسي إلى توجيه أصابع الاتهام والصراخ.
وترك اللقاء مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وقدرة كييف على الدفاع عن نفسها في الصراع مع روسيا، في خطر شديد.
وخاطب ترامب زيلينسكي محذراً من أنه “إما أن تبرم اتفاقاً أو ننسحب”، مما يؤكد خططه لإنهاء الحرب سريعاً بأي ثمن.
وأتت هذه الحادثة المذهلة بمثابة تتويج لأسبوع من جهود غير مجدية بذلها حلفاء أمريكا لردم الخلافات بين واشنطن وكييف.
والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي مع ترامب لوضع الأساس لقوة حفظ السلام بقيادة أوروبا في نهاية المطاف في أوكرانيا، بهدف ردع روسيا في المستقبل، وتشجيع الرئيس الأمريكي على أن يكون أكثر تشككاً في فلاديمير بوتين.
ولكن رغم الاستقبال الحار لماكرون في البيت الأبيض، خالفت الولايات المتحدة الأوروبيين في الأمم المتحدة، من خلال رفض إلقاء اللوم على روسيا في غزوها لأوكرانيا عبر سلسلة من القرارات في الذكرى السنوية الثالثة للحرب.
والخميس، زار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واشنطن وناشد ترامب تقديم “دعم” أمريكي للدول الأوروبية التي ستتولى تأمين الخطوط الأمامية لأوكرانيا. ورافق ستارمر طلبه بالإطراء، إضافة إلى دعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث لزيارة دولة، في محاولة لجعل الأمر أكثر استساغة.
وبدا هذا النهج ناجحاً، حيث استخدم ترامب لهجة أكثر تصالحية إزاء أوكرانيا، واصفاً الدعم الأمريكي للبلاد ضد الغزو الروسي، بأنه “أمر يستحق”، وقال إنه لا يتذكر أنه وصف الزعيم الأوكراني بـ”الديكتاتور”.
وطوال الوقت، كان ترامب يركز على تأمين حصة مالية من المعادن الحيوية في أوكرانيا لاسترداد عشرات المليارات التي منحتها الولايات المتحدة لكييف للدفاع عن نفسها.
وقال المسؤولون الأمريكيون مراراً وتكراراً، إن زيلينسكي لن يكون موضع ترحيب للقاء الرئيس لمناقشة سعي ترامب لإجراء مفاوضات مع روسيا، إلى أن يتم التوقيع على اتفاق المعادن، وبعد أسابيع من الترهيب، وافقت حكومة زيلينسكي الأربعاء رسمياً على الاتفاق، مما مهد الطريق أمام اجتماع الجمعة.
وقال السناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام، حليف ترامب، إنه حذر زيلينسكي قبل الاجتماع مع الرئيس.
وشكلت هذه الحادثة أحدث مثال على تحركات ترامب الجريئة لتغيير مواقف السياسة الأمريكية، مما ينذر بمزيد من عدم اليقين في المستقبل بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها منذ فترة طويلة، والذين شعروا فعلاً بالضغط لتبرير مكانتهم في عيون ترامب.
ويأتي ذلك بعد أسابيع فقط من طرح ترامب نقلاً دائماً للفلسطينيين من غزة والسيطرة الأمريكية على المنطقة، ومع مضاعفة خططه لفرض رسوم جمركية صارمة على البضائع الآتية من المكسيك وكندا بدءاً من هذا الأسبوع.
أين أخطأ زيلينسكي في مواجهته مع ترامب؟
وأشار ماجيروفسكي في مقاله بموقع مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إلى بعض الاستنتاجات من هذا الاجتماع المحبط، مشيراً إلى أن تجربة الرئيس الأوكراني كانت سيئة خاصة بالمقارنة مع كل من إيمانويل ماكرون وكير ستارمر، اللذين قاما بزيارة إلى البيت الأبيض قبله مباشرة، وإلى حد ما، “سحرا” الرئيس الأمريكي.
وتابع الكاتب: “من الواضح أن زيلينسكي لم يفهم تماماً القواعد الجديدة للعبة في أمريكا، يمكنك أن تضايق دونالد ترامب بمهارة في العلن، كما فعل ماكرون وستارمر، لكن عليك حساب متى وكيف؟”
ترامب يتوقع الخضوع لا التعاون
وضيف الكاتب “أن ترامب يحتاج دوماً التكريم، وكان يتوقع من زيلينسكي، تحديداً، الخضوع والتقدير، لكن بدلاً من ذلك، اعتقد زيلينسكي أنه من الجيد الدخول في مشاجرة صاخبة مع ترامب في المكتب البيضاوي، وهو رجل لديه خبرة لا حصر لها في المشادات التي تنطوي على الإهانة والإذلال.
وتابع الكاتب “في هذا التبادل الساخن للكمات اللفظية، ربما نسي الرئيس الأوكراني أن أمريكا لم تعد حليفاً غير مشروط لبلاده، وأنها تطلب اليوم من أوكرانيا أكثر مما تعد به، وأن الحفاظ على أي دعم إضافي من واشنطن يتطلب منه الارتقاء إلى مستويات الإتقان الدبلوماسي. وبصراحة، فإن النبرة والأسلوب اللذين قد يكونان فعالين سياسياً في أوروبا لا يجب أن ينجحا بالضرورة على الجانب الآخر من المحيط”.
من ناحية أخرى، كان ترامب في أروع حالاته، وكان يعلم المشهد سيعجب أنصاره الذين يبحثون عن رئيس يدمر خصومه، حتى لو كان هذا الخصم زعيم دولة ضحية لعدوان.
بوتين أم زيليتسكي..تفضيل واضح
ويقول الكاتب: “قد نشعر بالانزعاج من هذا الافتقار المذهل لتعاطف ترامب مع دولة تعاني، فيما يتحدث بكلمات دافئة عن التضحيات التي قدمها الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، أو عن آفاق الأعمال الرائعة للولايات المتحدة وروسيا، أو عن القِلة الروسية الحاكمة الطيبة، كما يصف زيلينسكي بأنه ديكتاتور لكنه يرفض بشدة استخدام المصطلح نفسه مع بوتين”.
ويختم الكاتب “هذا هو النوع من العجائب هو العالم الذي نعيش فيه اليوم، ولا يسعنا إلا أن نأمل في صحوة سريعة”.

ترامب وحلم جائزة نوبل للسلام والآداب
قضينا مع ترامب في ولايته الحالية ستة أسابيع، تبدو وكأنها ست سنوات، من فرط ما صرَّح وأعلن من مواقف جذرية، داخلياً وخارجياً.
هذه الأسابيع السنوات، بالإضافة إلى ما كتبه عن نفسه في كتاب «فن الصفقات»، تمكننا من استنباط طريقة تعاطي ترامب مع «أصحاب الأعمال» الآخرين، حيث إن ترامب ينظر إلى الجميع كما ينظر صاحب بزنس إلى دائرة أصحاب البزنس من حوله. الجميع في منافسة، وكل منهم يحمل صفة من ثلاث: خصوم، شركاء، وأصحاب مصلحة يصنَّفون لاحقاً حسب موقعهم من خططه. مع ملاحظة أن لا خصومة دائمة ولا شراكة دائمة. وكل معاملة، ومن ثم صفقة يديرها ترامب، لها غرض واحد: المكسب المباشر. الكلمة المفتاحية هنا ليست المكسب، كلنا نسعى إلى المكسب، الكلمة المفتاحية هي المباشر، الآني، الوقتي.
يَعتبر ترامبُ نفسَه أستاذ الصفقات، ومنتقدوه يقولون إنه استخدم كتابه لتحسين صورته وتضخيم قدراته. حتى لو كانوا على صواب لا نملك إلا قبول ما ورد فيه، فتلك صورة ترامب عن نفسه، والأنا المثالية لديه. ولا بد أنه وقد صار أقوى شخص في العالم سيستغل الفرصة ليثبت للجميع جدارته بما رواه عن نفسه.
ويحظى ترامب في وضعه الحالي بفرصة ذهبية في مجال السياسة، لم يوفرها له مجال البزنس، إذ لا تعود قوانين السياسة لتلاحق أصحاب الصفقات إن لم يوفوا بما وعدوا. كما لا تلاحق قوانين السياسة الدولة إن قررت القفز على تعهدات سابقة. كم من سياسي دمَّر أمماً ومضى دون عقاب، باستثناء الذكر السيئ في كتب التاريخ. وكم من سياسي دمَّر أمماً لكنه انتصر فكتب التاريخ. منشأ الفرادة في مجال السياسة أن قاعدته الأولى تمنح المنتصرين حق كتابة القواعد التالية. لكن انتظر. لا يعني هذا أن الموضوع محسوم. النصف الثاني من القاعدة الأولى يُقِرُّ بأن المهزومين عادة يتحدون تلك القواعد. فإن زاد عدد هؤلاء حتى تكتلوا في وزن راجح، أو مؤلم، أو قادر على إحداث نكاية باهظة، تغيَّرت القواعد. لولا هذا التدافع الدرامي لكان مسلسل الحياة مملاً.
ويقال إن المفكرين الأكاديميين أسوأ الناس في الحُكم، لأنهم يُضَيِّقُون سَعَة حياتنا إلى حيِّز المعلوم منها. فيجعلون ما تَخْلُصُ إليه عقولُهم بمقتضى المعلوم حَكَماً على المجهول. ويجعلون ما نستطيع تفسيره نظرياً حَكَماً على ما نلمسه بالتجربة ونعجز عن تفسيره. هذا ضد الطبيعة وضد التاريخ. لو أحطنا بكل شيء علماً لتوقف الزمان قبل زماننا بزمان. لكنه لم يفعل، حتى والأرض تقول إنها تسير على نهج أملته السماء.
ينطبق الأمر نفسه، ولكن في مرآة معكوسة، على بعض أهل البزنس في السياسة. هؤلاء يتجاهلون قيمة المشاعر البشرية ويضخمون قيمة الأرقام، إلى حد مُهلِك. فارق كبير بين أن تكون بعيداً عن المسؤولية، في مجتمع محكوم بالمشاعر، فتصرخ فيه أن أعمل عقلك، واحسبها، وأن تكون في موقع المسؤولية فتحوّل كل حساباتك إلى أرقام وأوزان مجردة. «مكانش حد غلب»، كما نقول في مصر.
بعقلية رجل الأعمال، يسعى ترامب إلى وضع أثقاله كلها في كفة، ثم يضخم هذه الأثقال بالدعاية، وبإرباك الخصم، ويخلق سياقاً يجعلك تستشعر خسارة فادحة على الأبواب، وأنك تغرق، فلا تجد من خيار سوى إنقاذ حياتك ولو بقَشَّة يقدمها إليك. هي نفسها على الأرجح القشة التي ستقصم ظهر البعير.
وربما ينجح ترامب بهذه الاستراتيجية في الحصول على مكسب مباشر. لكن هنا بالتحديد يتجلى عملياً الاختلاف بين عالمي البزنس والسياسة. العرف في الأول أن يحصل صاحب العطاء الأقوى على الصفقة كلها، وأن يخرج المنافسون بصفر، ويُعَزُّون أنفسَهم بالصفقة القادمة. أما في عالم السياسة، فالصفر غير مطروح، إلا بالاستسلام التام المفروض إلى أجل غير مسمى. هذه معضلة إدارة ترامب حتى الآن، يَعِد الرئيس بتحقيق السلام في قضية معقدة، فيرد منتقدوه: ولكن ما تعرضه ليس سلاماً، بل استسلام. ولو كان الأمر كذلك لحققه سابقوك ولاحقوك بسهولة.
خطتا ترامب لـ«السلام» في أوكرانيا وفي غزة مثالان على هذا. في كلتا الحالتين يكتب ترامب مشهداً أوَّل متفجراً على طريقة أفلام الأكشن، ويعد بمشهد نهاية سعيد، دون أن يتحمل عبء تحويل الرواية إلى دراما قابلة للتصديق بملء ما بينهما. يوكل ذلك إلى الآخرين، لكي يُسَلِّموه نسخة الكتاب النهائية، فيضع اسمه عليه، لينال جائزة نوبل للسلام، وربما للأدب أيضاً.
وعلى ذكر الأدب، كاتبُ الإثارة والرعب الأمريكي ستيفن كنغ يكتب المشهد الأول بلا تخطيط لما بعده. تبريره «إن كنتُ لا أعلم المشهد التالي فكيف للقارئ أن يتوقعه!».
وصفة تصلح تماماً لأفلام الرعب التي اشتهر بها.

زيلينسكي وحلفاؤه يسعون لإقناع ترامب بمواصلة دعهم ضد روسيا
فى المقابل :أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على “مواقف مشتركة” لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار بمواجهة روسيا فيما يأتي يذلك بعد أيام من مشادة كلامية بينه وبين نظيره الأميركي في البيت الأبيض.
وقال على تلغرام بعد لقاء مع حلفائه الأحد في لندن “سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض، وستُعرض هذه المواقف على شركائنا الأميركيين”.
وشدد على أن الأولوية تتمثل في التوصل إلى “سلام متين ودائم وإلى اتفاق جيد يتعلق بنهاية الحرب”.
وحاول حلفاء كييف الأحد توحيد صفوفهم بعدما هزّهم التقارب بين واشنطن وموسكو، وإثر شعورهم بالذهول من الهجوم العنيف الذي تعرض له زيلينسكي الجمعة في البيت الأبيض.
وبدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تعهد خمسة عشر زعيما أوروبيا، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بدعم كييف وإعادة التسلح ضد روسيا.
واتهم ترامب الجمعة في البيت الأبيض أمام الكاميرات، زيلينسكي بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ جدا” وطالبه بتحقيق السلام مع روسيا.
وردا على ذلك، قطع الرئيس الاوكراني زيارته واشنطن، ولم يتم في نهاية المطاف توقيع اتفاقية استغلال المعادن الأوكرانية التي كان مقررا توقيعها في هذه المناسبة.
واتفق الزعماء الأوروبيون الذين انضم إليهم في لندن كل من تركيا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأحد على ضرورة محاولة إبقاء الولايات المتحدة إلى جانبهم.
وكرر الرئيس الاوكراني استعداده لتوقيع الاتفاقية المتعلقة بالمعادن “إذا كان جميع الأطراف مستعدين”. وقال للصحافة “أنا مستعد لجميع الأشكال البنّاءة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأعتقد أن لدينا كل ما نحتاجه”، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة “فهم بعض الخطوط الحُمر الأوكرانية”.
وحاول حلفاء أوكرانيا الأوروبيون استعادة زمام المبادرة الأحد. واقترحت باريس ولندن هدنة جزئية لمدة شهر في أوكرانيا.
وأوضح ماكرون في تصريحات لصحيفة لو فيغارو أن هذه الهدنة تشمل “الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة”.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الاثنين إن من شأن هدنة بين روسيا وأوكرانيا حول البنية التحتية الجوية والبحرية والمرتبطة بالطاقة، إذا جرى قبولها، أن تتيح لأوكرانيا وحلفائها تحديد ما إذا كان بوتين يتصرف بحسن نية ومدى استعداده لبدء مفاوضات جادة بشأن اتفاق سلام طويل الأجل.
وأضاف بارو أنه يعتقد أن زيلينسكي وترامب قد يكونان على استعداد لإعادة الانخراط في محادثات بعد مشادة كلامية حادة بينهما في المكتب البيضاوي.
وكان مسؤولون أميركيون ألمحوا الأحد إلى ضرورة رحيل الرئيس الأوكراني بعد المشادة الكلامية غير المسبوقة مع ترامب ف استمرار للانتقادات لزيلنسكي.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز “نحتاج إلى زعيم قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب”، في إشارة الى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل ثلاثة أعوام.
وأضاف في مقابلة مع محطة سي إن إن التلفزيونية “إذا اتضح أن الرئيس زيلينسكي لم يعد يرغب، سواء لدوافع شخصية أو سياسية، في إنهاء الحرب في بلاده، أعتقد أننا سنواجه مشكلة حقيقية”.
وكان الرئيس الأميركي كتب الأحد منشورا على منصته “تروث سوشال” قال فيه إنه “من الآن فصاعدا، لن يكون أمام زيلينسكي من خيار سوى التراجع وقبول الشروط التي وضعها ترامب”. ووصف ترامب نظيره الأوكراني الأسبوع الماضي بأنه “دكتاتور” مشككا بذلك في شرعيته الديمقراطية.
وأكد رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الأحد أن “شيئا يجب أن يتغير” قائلا لمحطة إن بي سي “إما أن يعود (زيلينسكي) إلى رشده وإلى طاولة المفاوضات مع الامتنان، أو على شخص آخر تولي رئاسة البلاد للقيام بذلك”.

وعقب المشادة الكلامية، قال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب بدوره من ترامب، إن “على الرئيس الاوكراني أن يغير موقفه بشكل جذري أو أن يرحل”.
وتحدث والتز عن “فرصة كبيرة ضائعة” مؤكدا أنه “صدم” لوقوع المشادة ولسلوك زيلينسكي.
وأوضح أن ذلك أثار لديه شكوكا حول رغبة الرئيس الاوكراني “في أن يكون يوما مستعدا للتفاوض مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين” أو “لإنهاء هذه الحرب”.
ورفض والتز أي حديث عن نصب “كمين” للرئيس الأوكراني من قبل ترامب ونائبه جاي دي فانس، وأكد مجددا أن على أوكرانيا أن تقدم “تنازلات حول الأراضي” لإنهاء الحرب مع روسيا.
وأضاف أنه سيكون على “أوروبا إعطاء ضمانات أمنية”، في وقت اجتمع حلفاء كييف في لندن الأحد بحضور الرئيس الاوكراني.
ورد زيلينسكي ساخرا ومقترحا منح السناتور ليندساي غراهام “الجنسية الأوكرانية”.
وقال خلال مقابلة مع وسائل إعلام بريطانية الاثنين “سيكون لصوته وقع أكبر وسأبدأ بالإصغاء إليه بصفته مواطنا أوكرانيا لمعرفة من ينبغي ان يكون رئيسا”.
وأكد “نظرا إلى ما يحدث، ونظرا إلى الدعم، فإن استبدالي ببساطة لن يكون بهذه السهولة” مضيفا “لن تكون المسألة مجرد تنظيم انتخابات. بل سيتعين أيضا منعي من الترشح، وهو الأمر الذي سيكون أكثر تعقيدا بعض الشيء”..
وأقترح الرئيس الأوكراني الذي جعل من حصول بلده على ضمانات أمنية أولية مطلقة، مرة جديدة التخلي عن منصبه في مقابل انضمام اوكرانيا غلى حلف شمال الأطلسي. وقال “إذا حصلنا على حلف شمال الأطلسي وانتهت الحرب، فهذا يعني أنني أنجزت مهمتي”.
وفي الولايات المتحدة، أعربت شخصيات أخرى بينهم نواب جمهوريون عن استيائهم للدعوات إلى استقالة زيلينسكي. وقال السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد لمحطة إن بي سي “بصراحة، سيؤدي ذلك إلى اغراق أوكرانيا في حال من الفوضى”.
في استطلاع للرأي أجرته محطة سي بي إس الأحد، أيد 52في المائة من الأميركيين دعم أوكرانيا في مقابل 4 في المائة لروسيا، فيما بقي 44 في المائة على الحياد.
وذكرت صحف عدة أن إدارة ترامب تنوي وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي أقرت في عهد الرئيس الديموقراطي السابق جو بايدن.
وأحدث توجه الرئيس الأميركي الحالي نحو روسيا بعدما أجرى مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين في 12شباط/فبراير، صدمة في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
ووصف الخبير ماكس برغمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ما حدث الجمعة بأنه “يوم حزين” في العلاقات عبر الأطلسي، ورأى أنه “من الواضح أن هذا يثير تساؤلات حول مستقبل أوكرانيا ولكن أيضا مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
من جهته أكد إيلون ماسك مستشار ترامب ، في منشور على منصة اكس مساء السبت، أنه “يؤيد” ما نشره أحد المؤثرين وقال إن “الوقت قد حان للانسحاب من الناتو والأمم المتحدة”.