إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة
رسالة جالانت حول "بوصلة الحرب" تثير حيرة نتانياهو ...واشنطن وحلفاؤها يطالبون نتانياهو بعدم تدمير الاقتصاد الفلسطيني ... الضربة الإسرائيلية لإيران قد تكون مقدمة لما هو أخطر

إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة

كتب : وكالات الانباء
أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الإثنين، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يرفضون الاقتراح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت القناة 12، إنه جرى طرح الاقتراح المصري للمناقشة في المجلس الوزاري المصغّر “الكابينيت”، وقد حظي بتأييد غالبية الوزراء باستثناء نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.
واقترحت القاهرة وقفا لإطلاق النار لمدة يومين في غزة لتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين، حسبما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد.
وأضاف السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون خلال زيارته لمصر، أن “مصر في خلال الأيام القليلة الماضية قامت بجهد في إطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين يتم خلالهما تبادل 4 رهائن مع أسرى”.
وتابع السيسي: “ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا إلى إيقاف كامل لإطلاق النار”.
ووفق القناة 12، فإن معارضة نتنياهو جاءت من أن وقف إطلاق النار ليومين سيكون قبل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وبأنه شدد على أنه “لا ينبغي إجراء المفاوضات إلا تحت النار”.
وجاء الإعلان عن المقترح المصري في الوقت الذي شهدت فيه قطر الأحد استئناف جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في غزة بمشاركة مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.
ولم يصدر حتى الآن تعليق من حماس على المقترح المصري، لكن مسؤولا فلسطينيا قريبا من جهود الوساطة قال لرويترز “أتوقع أن تستمع حماس إلى العروض الجديدة، لكنها لا تزال مصممة على أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب وخروج القوات الإسرائيلية من غزة”.
وتقول إسرائيل إن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس العسكرية والإدارية في غزة.
وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر مفاوضات لإنهاء الحرب التي اندلعت بعد أن شن مقاتلو حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة في غزة.
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة تسببت حتى الآن في مقتل ما يقرب من 43 ألف شخص وتدمير القطاع المكتظ بالسكان.
رسالة جالانت حول “بوصلة الحرب” تثير حيرة نتانياهو
فى الشأن العسكرى الاسرائيلى كشفت تقارير إسرائيلية، الأحد، أن وزير الدفاع يوآف غالانت، سلّم رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزراء المجلس الوزاري الأمني المصغر، حذر فيها من أن الحرب تُشن “بدون بوصلة واضحة”.
وقال غالانت في رسالته: “التطورات المهمة، وعلى رأسها تبادل الضربات المباشرة مع إيران، تزيد من الحاجة إلى إجراء نقاش وتحديث أهداف الحرب”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت“.
وأضاف غالانت: “الوضع الذي نسير فيه، دون تحديث أهداف الحرب، يضر بإدارتها وقرارات مجلس الوزراء”.
وتابع غالانت: “النقاشات حول أهداف الحرب ليست مستمرة، ويجب تحديثها مع نظرة شاملة لجميع الساحات، والارتباط فيما بينها”.
وأوضح أنه في غزة، يجب أن تكون الأهداف إلغاء أي تهديد عسكري، ومنع تعزيز القدرات للتنظيمات الفلسطينية، وإعادة جميع المختطفين، والترويج لبديل لحكم حماس .
وبالنسبة لغالانت، فإن الأهداف في لبنان هي خلق واقع أمني، يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، بأسرع وقت ممكن.
وقال مكتب نتانياهو رداً على الرسالة، إن “رسالة الوزير غالانت كانت محيرة للغاية، وإن هناك بوصلة واحدة، وهي أهداف الحرب كما حددها مجلس الوزراء. والأهداف تتم مراجعتها باستمرار، وقد تم توسيعها مؤخراً”.
وأوضح أنه في غزة، يجب أن تكون الأهداف إلغاء أي تهديد عسكري، ومنع تعزيز القدرات للتنظيمات الفلسطينية، وإعادة جميع المختطفين، والترويج لبديل لحكم حماس .
وبالنسبة لغالانت، فإن الأهداف في لبنان هي خلق واقع أمني، يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، بأسرع وقت ممكن.
وقال مكتب نتانياهو رداً على الرسالة، إن “رسالة الوزير غالانت كانت محيرة للغاية، وإن هناك بوصلة واحدة، وهي أهداف الحرب كما حددها مجلس الوزراء. والأهداف تتم مراجعتها باستمرار، وقد تم توسيعها مؤخراً”.
واشنطن وحلفاؤها يطالبون نتانياهو بعدم تدمير الاقتصاد الفلسطيني
على صعيد اخرأرسلت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، و7 من نظرائها في دول حليفة، رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حصل عليها موقع أكسيوس، تحذر من أن وزير ماليته اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش ربما يكون على وشك التسبب في انهيار الاقتصاد الفلسطيني.
ولدى سموتريتش مهلة حتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) للموافقة على تمديد المراسلات المالية بين البنوك في إسرائيل والضفة الغربية، والتي بدونها قد ينهار النظام المصرفي الفلسطيني.
وتشعر الولايات المتحدة والعديد من حلفائها بالقلق من أن يرفض سموتريتش الموافقة على تمديد المراسلات، وأن من شأن انهيار النظام المصرفي الفلسطيني أن يسبب آثاراً مدمرة – تشمل إمكانية سقوط السلطة الفلسطينية وحدوث أزمة أمنية في الضفة الغربية.
وكان سموتريتش، وهو أحد أكثر السياسيين تطرفاً الذين خدموا في حكومة إسرائيلية على الإطلاق، قد قدم عدداً من المطالب للبنوك الفلسطينية لمنع التمويل غير المشروع للإرهاب.
ونقل موقع إكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على معالجة هذه المطالب، وإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها توصلت إلى أن البنوك الفلسطينية استوفت الشروط التي حددها سموتريتش.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سموتريتش سيعطي البنوك الإسرائيلية التصريح اللازم لمواصلة العمل مع البنوك الفلسطينية.
وكانت يلين ونظراؤها في كل من اليابان وكندا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وهولندا وأستراليا وفرنسا قد كتبوا رسالة إلى نتانياهو “بروح الشراكة” في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
وجاء في رسالتهم: “نكتب هذه الرسالة للتأكيد على مخاوفنا من أن الإجراءات التي اتخذها بعض أعضاء حكومتكم لحرمان الضفة الغربية من الوصول إلى الموارد المالية تشكل خطراً على أمن إسرائيل وتهدد بمزيد من زعزعة استقرار المنطقة بأسرها في لحظة خطيرة بالفعل”.
وقال وزراء المالية في رسالتهم أنه إذا لم يتم تمديد التفويض، فإن التجارة التي تبلغ قيمتها أكثر من 13 مليار دولار التي تيسرها العلاقات بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية سوف تتوقف، “مما سيضر بالاقتصاد الإسرائيلي ويؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل في الضفة الغربية.” وأضاف الوزراء في رسالتهم أنه في مثل هذا السيناريو، ستصبح التدفقات المالية أقل شفافية، وبالتالي أكثر خطورة، وقد تتعطل أموال المانحين اللازمة لاستقرار الاقتصاد الفلسطيني، وبالتالي سيتم زعزعة استقرار الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية”.
واختتم وزراء المالية رسالتهم بالقول، إن “طلبنا هو أن تتخذوا الخطوات اللازمة لتقليل خطر الانهيار الاقتصادي في الضفة الغربية من خلال تمديد علاقة المراسلة المصرفية للبنوك في الضفة الغربية لمدة عام واحد على الأقل”.
الضربة الإسرائيلية لإيران قد تكون مقدمة لما هو أخطر
على صعيد الضربة لاسرائيلية لايران بعد عقود من الحرب الخفية بينهما، نفذت إسرائيل في الساعات الأولى من صباح 26 أكتوبر (تشرين الأول) أول هجوم على إيران.
أطلقت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي قطعت 1300 كيلومتر من قواعدها، صواريخ على منشآت للدفاع الجوي، ومصانع صواريخ، في ثلاث محافظات إيرانية، من ضمنها ضواحي العاصمة طهران.
وكتبت مجلة “إيكونوميست” أن من المؤشرات على الارتفاع الكبير في مستويات التوتر في الشرق الأوسط، أن الأهداف التي اختارتها إسرائيل والتي كانت عسكرية بحتة، كانت حسب التصورات من بين الخيارات الأكثر محدودية. فمنذ أن أطلقت إيران 181 صاروخاً باليستياً ضد إسرائيل في 1 أكتوبر(تشرين الأول)، كان المسؤولون المقربون من بنيامين نتانياهو يتحدثون عن وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي القائلة إن “فرصة تاريخية” أتيحت لتوجيه ضربة استراتيجية إلى إيران.
مفتاح الفهم
ولكن بدل كل ذلك، ضربت إسرائيل بشكل رئيسي رادارات الدفاع الجوي روسية الصنع من طراز إس-300، وقاذفات الصواريخ الإيرانية، متجنبة مواقعها النووية. ولم يدمر الإسرائيليون أهدافاً اقتصادية حيوية مثل محطات تصدير النفط، ما يشير إلى أن إسرائيل، للمرة الأولى، تأخذ في الاعتبار ضغوط حليفتها الأمريكية. وقد يشير أيضاً إلى أن إسرائيل تعد الأرض لضربة لاحقة أكثر تدميراً.
إن المفتاح لفهم قرار إسرائيل هو التقويم السياسي الأمريكي. فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كان أمام إسرائيل خيار الرد على أهداف عسكرية، بمباركة أمريكية ضمنية، أو تحدي تحذيرات الرئيس جو بايدن الصريحة من مهاجمة المنشآت النووية أو مصادر الطاقة عشية التصويت. أمكن للخيار الأخير أن يعرض التعاون في المستقبل مع إدارة ديمقراطية للخطر، إذا فازت كامالا هاريس في 5 نوفمبر (تشرين الثاني). وإذا فاز دونالد ترامب الذي أعرب بالفعل عن دعمه لضربة إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني، فهناك دائما فرصة لضربات مقبلة.
فاعلية الضربات
حتى الآن لا يوجد سوى القليل من الأدلة للتأكد وفق المجلة نفسها. يزعم الضباط الإسرائيليون أنهم دمروا معظم قدرات الدفاع الجوي الإيرانية المتقدمة، ونتيجة لذلك، يمكن لقواتهم الجوية العمل بحرية في المجال الجوي الإيراني. إذا كان هذا صحيحاً فإنه يعني أن الضربة الإسرائيلية في المستقبل قد تكون أكثر شمولاً. ووفق مصادر أمنية إسرائيلية، فإن معظم الأهداف هذه المرة أصيبت بصواريخ باليستية تطلق من الجو من طائرات بعيدة عن مدى دفاعات إيران.
إن مخزون إسرائيل من الصواريخ الباليستية محدود، وستتطلب حملة ضربات جوية أكثر كثافة ضد إيران عدداً كبيراً من المقاتلات النفاثة التي تستخدم ذخائر على مدى أقصر. وإذا كانت مزاعم إسرائيل عن هذه الضربة صحيحة، فهذا ممكن الآن. سيستغرق الأمر أشهراً قبل أن تتمكن إيران من إعادة بناء دفاعاتها الجوية، خاصة عندما يحتاج موردوها الروس إلى بطارياتهم لحربهم ضد أوكرانيا.
ضربة ثالثة؟
لا تزال إيران تملك أعداداً كبيرة من الصواريخ، والطائرات دون طيار ويمكنها شن ضربة ثالثة لإسرائيل. لكن لا يرجح أن تتسرع في مثل هذه الخطوة. لن يؤدي ذلك إلى خطر استفزاز ضربة مضادة إسرائيلية أكثر ضرراً وحسب، بل إن قادة إيران يراقبون أيضاً الانتخابات الأمريكية بعناية، والقلق الأكبر لدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، هو على استقرار نظامه. إن أي مسار للعمل، مهاجمة إسرائيل مرة أخرى أو الامتناع عن إطلاق النار، يحمل خطراً. للمرة الأولى منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن العشرين، شهد سكان طهران تعرض مدينتهم لهجوم عسكري. وسيعتبر غياب الرد علامة على الضعف.
لكن الرد قد يجلب عواقب وخيمة. ربما دمرت إسرائيل أحد أهم دفاعات إيران في هذه الضربة، أي بطاريات إس-300، وقلصت بشكل كبير الحماية التي توفرها ترسانة الصواريخ التي زودت بها إيران حزب الله، الميليشيا الشيعية في لبنان، باعتبارها تهديداً لإسرائيل. ودمرت معظم الصواريخ الإيرانية الموجهة بدقة في الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة للبنان.
في الوقت الحالي على الأقل، تسعى إيران إلى تقليل أهمية الضربة الإسرائيلية، ووصفت وكالة أنبائها شبه الرسمية تسنيم مزاعم إسرائيل بـ “أكاذيب كاملة” وقالت إن “ضرراً محدوداً” لحق بها. ومن المؤكد أن طهران ستنتظر الوقت المناسب قبل أن تقرر إذا كانت سترد وكيف.
نتانياهو ليس بمنأى
ثمة تداعيات محلية على نتانياهو أيضاً. بعد أن عزز التوقعات، بدأ خصومه السياسيون بالفعل في لومه على إهدار الفرصة. فقبل الضربة حث نفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق والمنافس اليميني المقبل، الحكومة على “تدمير البرنامج النووي الإيراني”. وقال يائير لابيد، زعيم المعارضة الوسطي إن “قرار تجنب مهاجمة الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية، كان خاطئاً”. هذه المرة اختار نتانياهو الصبر الاستراتيجي، على الأقل في الوقت الحالي.
لكن إذا كان مستعداً لدفع ثمن سياسي لاختيار مسار عمل أكثر تحفظاً ضد إيران، فهذا يعني على الأرجح أنه على الجبهات الأخرى التي تخوض فيها إسرائيل حرباً، أي غزة ولبنان ، سيكون أقل تقبلاً للضغوط لوقف إطلاق النار. يضاف إلى ذلك ضغوط حلفائه اليمينيين المتطرفين الذين يملكون القوة للإطاحة بحكومته خلال الدورة القادمة للكنيست والتي تبدأ في 27 أكتوبر(تشرين الأول)، ويبدو أن أي نوع من وقف الحروب الإسرائيلية الأخرى أقل احتمالاً.
الخطر
يبدو أن طبيعة هذه الضربة لإيران تُظهر أنه عندما تهتم أمريكا بالضغوط الجدية، لا يزال بإمكانها تشكيل السياسة الإسرائيلية. صعدت إسرائيل القتال في غزة ولبنان مراراً وتكراراً هذا العام، في تحدٍ لمناشدات إدارة بايدن. ولكنها هذه المرة تصرفت بتنسيق كامل، وتجنبت حتى الآن خطوة كان يمكن أن تتسبب في اندلاع حرب إقليمية وارتفاع أسعار الطاقة العالمية. ومع ذلك، ووفق إيكونوميست، فإن الخطر يتمثل في أن هذا الهجوم لم يكن سوى مقدمة لهجوم أكثر خطورة يليه.
بعد الضربة الإسرائيلية على إيران.. هل يصل الصراع إلى حرب شاملة؟
ويقول محللون لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على إيران صباح السبت يمثل بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة في الصراع المستمر منذ سنوات بين البلدين، لكن يبدو أنه حتى الآن على الأقل لم يصل إلى حد إثارة “حرب شاملة”.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل علناً بإجراء عملية عسكرية داخل إيران، بعد سنوات من الحفاظ على الصمت الاستراتيجي حول اغتيالاتها وأعمال التخريب على الأراضي الإيرانية. كما أنه كان بحسب الصحيفة، هجوماً نادراً من قبل أي سلاح جو أجنبي على إيران، منذ حربها مع العراق في 1980، بحسب الصحيفة.
صراع مفتوح
وعلى الرغم من أنها كانت لحظة مهمة، إلا أن الهجوم لم ينتج عنه على الفور تهديداً إيرانياً بالرد، مما خفف المخاوف من أن اثنين من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط كانتا على وشك صراع لا يمكن السيطرة عليه.
وقالت إيلي غيرانمايه، الخبيرة الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهي مجموعة بحثية مقرها برلين: “لقد دخلت سنوات حرب الظل صراعاً مفتوحاً بالكامل، حتى وإن كان صراعاً مُداراً ومتداركاً، في الوقت الحالي”. وأضافت: “يمكن لطهران أن تبتلع هذه الضربات ضد المنشآت العسكرية، من دون أن تنتقم بطريقة تدعو إلى مزيد من العمل الإسرائيلي”.
وبعد أسابيع من الضغوط من الولايات المتحدة لتقليص نطاق هجومها، تجنبت إسرائيل ضرب مواقع تخصيب نووية حساسة ومنشآت لإنتاج النفط رداً على وابل كبير من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
ويوم السبت، ركزت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بدلاً من ذلك على ما يقرب من 20 منشأة عسكرية، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي ومحطات الرادار ومواقع إنتاج الصواريخ، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
التقليل من أهمية الهجوم
وقد سمح تركيز الضربات الإسرائيلية نسبياً للمؤسسات الإيرانية بالتظاهر بالحياة الطبيعية صباح يوم السبت. حيث أعادت هيئة الطيران فتح المجال الجوي الإيراني، وبثت وكالات الأنباء الحكومية صوراً ولقطات للحياة تعود إلى طبيعتها.
كل الدلائل، كما يقول المحللون، تدل على أن القيادة الإيرانية تحاول التقليل من أهمية الهجوم الإسرائيلي وتقليل التوقعات المحلية برد إيراني كبير.
وقال يوئيل جوزانسكي، الخبير الإسرائيلي في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي، وهو فريق بحثي مقره تل أبيب: “هذه بداية مرحلة جديدة، مرحلة خطيرة، مع العديد من الحساسيات… لكن ما يُقال في إيران وما يتم تداوله الآن بأن الضربات لا تعني شيئاً”.
ونتيجة لذلك، أضاف: “من الممكن أن يغلق الجانبان هذه الجولة على الأقل، ولن نرى رداً إيرانياً، أو إذا رأينا ذلك، فسيكون صغيراً في الحجم وضعيفاً في القوة”.
ومع ذلك، حذر محللون من أنه حتى لو انحسر التصعيد الأخير، فقد دفع إيران وإسرائيل أكثر على طريق نحو صراع لا يمكن السيطرة عليه.
ضربة أكبر
لسنوات، خاض البلدان حرباً سريةً قوض فيها كل جانب مصالح الآخر وقدم الدعم لخصوم الآخر، بينما نادراً ما يتحملون المسؤولية عن هجماتهم. وتحول هذا الصراع السري إلى مواجهة مفتوحة عندما اندلعت الحرب العام الماضي بين إسرائيل وحركة حماس، حليف إيران في قطاع غزة.
بعد أن أطلق الهجوم الذي قادته حماس في إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي العنان لحرب إسرائيل المدمرة في غزة، بدأ وكلاء إيران الآخرون في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله بلبنان، بضرب إسرائيل تضامناً مع حليفهم الفلسطيني. في المقابل، كثفت إسرائيل هجماتها على المصالح الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تبادلات مباشرة بين البلدين، أولا في أبريل (نيسان) والآن في أكتوبر (تشرين الأول).
ويخشى بعض المحللين من أن إسرائيل، على الرغم من تقييدها نسبياً للضربات يوم السبت، كانت تمهد الطريق لضربة أكبر بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني). وسيؤدي التصويت إلى انتقال للسلطة يتضاءل خلاله نفوذ واشنطن وتركيزها على الصراع بين إيران وإسرائيل.
ومن خلال إلحاق الضرر بالدفاعات الجوية الإيرانية ونظام الرادار، سهلت إسرائيل على طائراتها المقاتلة مهاجمة إيران في المستقبل، وهي خطوة قد تردع طهران عن الرد بقوة، أو تشجع إسرائيل على محاولة المزيد من الهجمات، أو كليهما.
وقالت غيرانمايه، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: “سيتنفسون الصعداء في جميع أنحاء إيران والمنطقة لأن الولايات المتحدة تمكنت من كبح جماح نتانياهو في الوقت الحالي… لكن الخوف هو أن يكون هذا ضبطاً مؤقتاً إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية. إذ يمكن أن تكون مرحلة البطة العرجاء المقبلة لحظة نرى فيها تجدد الهجمات الإسرائيلية داخل إيران، كنافذة ذهبية متصورة لزيادة استنفاد القدرات الإيرانية”.
رئيس الأركان الإسرائيلي: ضربنا منظومات استراتيجية في إيران
بينما أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، أن إسرائيل ضربت منظومات استراتيجية إيرانية، خلال الهجوم الذي نفذته، فجر السبت، ضد أهداف داخل إيران.
وقال هاليفي: “أصبنا منظومات استراتيجية في إيران، واستخدمنا جزءاً فقط من قدراتنا”.
وأضاف: “كل تهديد في كل مكان، وفي كل وقت، سنعرف كيفية الرد عليه، وسنقوم باستهدافه”.
وتابع هاليفي: “استخدمنا فقط جزءاً من قدراتنا، ومستعدون لكل التهديدات، وفي كل الساحات”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، إن الهجوم على إيران كان “دقيقاً وقوياً”، و”حقق أهدافه”.
وأضاف نتانياهو، في الذكرى السنوية، وفق التقويم العبري، لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)،: “وعدنا بالرد على الهجوم الإيراني وفي يوم السبت ضربنا، كان الهجوم على إيران دقيقاً وقوياً وحقق كل أهدافه”.
وقال نتانياهو أيضاً: “هاجمت إيران إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية وفشل هذا الهجوم”. وأضاف “أوفينا بوعدنا، هاجمت القوات الجوية إيران وضربت قدرات إيران الدفاعية، وإنتاج الصواريخ”.
كيف تغيرت قواعد اللعبة بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
فى حين اعتبرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أن قواعد اللعبة بين إسرائيل وإيران، تغيرت بعد هجوم تل أبيب دون الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة، خاصةً بعد أن تمكنت القوات الجوية الإسرائيلية من التفوق في سماء طهران.
وقالت “يسرائيل هيوم” في تحليل تحت عنوان “قواعد اللعبة تغيرت بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران”، إن أهداف الهجوم كانت محدودة، حيث اختارت إسرائيل تجنب الإضرار بالمواقع النووية أو البنية التحتية، ولكنها استهدفت فقط أهدافاً عسكرية، للحفاظ على معادلة واضحة مع إيران، ولتقليل دوافعها للرد مُجدداً، ولهذا السبب نفذت الهجوم في الليل مع تجنب استهداف المدنيين.
أهداف الهجوم
وحسب الصحيفة، تمثلت الأهداف في بطاريات الدفاع الجوي الأكثر تقدماً في إيران إس 300، ومصانع إنتاج الصواريخ التي أنتجت النماذج المستخدمة في الهجمات التي شنتها إيران على إسرائيل في 14 أبريل (نيسان)، و1 أكتوبر (تشرين الأول).
وأضافت يسرائيل هيوم، أن التركيز على الوجهتين سببه واضح، فدون بطاريات الدفاع الجوي تظل إيران مكشوفة، كما أن ضعف إنتاج الصواريخ سيجعل من الصعب على إيران الحفاظ على وتيرة عالية من المخزون، ما يُمثل ضغطاً على اقتصاد الأسلحة.
عملية مُعقدة
وأشارت الصحيفة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي تمكن من أداء أكثر العمليات تعقيداً في تاريخه، ويجب تشجيعه لعدة أسباب، أولاً لأن العملية شملت مشاركة حوالي 140 نوعاً مُختلفاً من الطائرات، لاستهداف حوالي 20 وجهة، مضيفة أنه على عكس الادعاءات الإيرانية فإن الطائرات الإسرائيلية أثبتت تفوقاً كاملاً في سماء إيران.
إس 300
أما عن السبب الثاني، فهو الضرر العميق لأنظمة الدفاع الجوي الإيراني، الذي لن يتمكن من استعادة البطاريات التالفة مُجدداً، لأن روسيا تحتفظ الآن بكل بطاريات إس 300، لنفسها بسبب حربها ضد أوكرانيا.
تعاون أمريكي إسرائيلي
وثالثاً، أشارت الصحيفة إلى التعاون الناجح بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على الجانب الهجومي، بغض النظر عن نشر بطارية الدفاع الأمريكية “ثاد” في إسرائيل، ورابعاً، الدعم الدولي لإسرائيل، والذي يُمكن لإسرائيل استخدامه في تحركات واسعة ضد إيران، وخامساً، تسبب الهجوم الإسرائيلي في وضع شروط لفك التقارب المباشر بين إيران والقتال في لبنان وغزة.
تفكيك بنية حزب الله
ورغم تلك النجاحات، شددت الصحيفة على تجنب الوقوع في وهم “الإنجاز” والتذكر بأن المهمة هي إكمال تفكيك البنية التحتية لحزب الله للسماح لسكان الشمال الإسرائيلي بالعودة مُجدداً إلى منازلهم.
وتشير إلى أنه في الوقت نفسه، فإن الطلعات الاسرائيلية الجوية في بيروت تضغط على حكومة لبنان، بالإضافة إلى عوامل أخرى، لتعزيز اتفاق جديد يسمح بإنهاء الحرب، وأوضحت تل أبيب ذلك بالفعل عندما أكدت أنها ستحتفظ بحرية العمل الكامل لتؤكد أن حزب الله لن يعود لإنتاج أسلحة ووسائل قتالية مُجدداً.
وأشارت “يسرائيل هيوم” إلى أن المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق في لبنان، منفصلة عن محاولة استئناف المفاوضات على صفقة الرهائن في قطاع غزة.
تقديرات أميركية: ضربة إسرائيل قد تقيّد صواريخ إيران وردها
بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الجمعة، إن تقديرات في الولايات المتحدة، ترجح أن تؤثر الضربات الإسرائيلية الأخيرة، على قدرة طهران لإنتاج الصواريخ، وبالتالي على طبيعة الرد.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية وفق مصدرين مطلعين على التفاصيل، أنه ليس من الواضح ما إذا كان الإيرانيون سيردون على الهجوم الإسرائيلي الأخير، حيث تجري الحكومة الإيرانية مناقشات حول هذا الموضوع.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد قال يوم الأحد، إن بلاده تلقت “إشارات” على وقوع هجوم قبل الضربات الإسرائيلية السبت.
وأكد عراقجي لصحافيين أن إيران ” تلقت إشارات عصر الجمعة بأنه من المحتمل أن يشن الكيان الصهيوني هجوما على إيران”، دون أن يوضح طبيعة تلك الإشارات.
وأشار عراقجي إلى أن “الإجراءات اللازمة” اتخذت عندما وقع الهجوم، مضيفا أنه كان على اتصال بمسؤولين عسكريين وأنه تم “تبادل الرسائل مع عدة جهات” لم يسمها.
وشدد وزير الخارجية الإيراني في تصريحاته على أن إيران لها “الحق في الرد”.
ونفذ الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، هجوما ضد مواقع عسكرية إيرانية في عدة مناطق، ردا على سلسلة من الهجمات التي شنتها إيران ضد إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.
وعن إمكانية رد طهران على إسرائيل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الأحد، أن إيران “لا تسعى إلى الحرب” لكنه تعهد “برد مناسب” على الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وأفاد بزشكيان خلال اجتماع للحكومة بأن بلاده لا تسعى إلى الحرب “لكننا سندافع عن حقوق شعبنا وبلادنا”، مضيفا “سنقوم برد مناسب على عدوان النظام الصهيوني”.
وحمّل بزيشكيان مسؤولية تصاعد التوترات الإقليمية إلى “عدوان” إسرائيل و”الدعم الأميركي” لها، قائلا “إذا استمرت اعتداءات النظام الصهيوني وجرائمه فإن التوترات ستتزايد”.
وأصدر الجيش الإيراني بيانا يوم السبت، يتضمن اقتراحا مفاده أن وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان له الأولوية على أي رد انتقامي من طهران على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
إسرائيل تدرس توسيع هجومها على جنوب لبنان
القدس/بيروت – قالت وسائل إعلام إسرائيلية الأحد إن الجيش الإسرائيلي يدرس توسيع عملياته في جنوب لبنان إلى الخط الثاني من البلدات والقرى على بعد حوالي 5 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، بعد العثور على مخازن ضخمة من الأسلحة وذخائر إيرانية وروسية الصنع في كل منزل، مقرا في الوقت ذاته بأن أربعة من جنوده قتلوا في مواجهات مع مقاتلين من حزب الله.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أبلغت في السابق واشنطن بأنها هجماتها ستقتصر على إزالة خطر غزو الجليل من قبل قوة الرضوان التابعة لحزب الله، في منطقة تضم ما يصل إلى 20 قرية شيعية، منتشرة على امتداد الحدود الممتدة على نحو 130 كيلومترا.
والقرار بمواصلة توسيع الهجوم ليشمل ما يصل إلى سبعين قرية وبلدة سوف يعتمد على الحكومة وارتفاع عدد الضحايا. وحثت القادة العسكريين على الأرض، بالسماح لهم بمواصلة القتال.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن هناك ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف قطعة سلاح في حالة جيدة في كل قرية، تم وضعها هناك في انتظار الاجتياح المخطط له من قبل حزب الله.
وترى قيادة الجيش أنه من الأسهل على قوات المشاة العاملة في جنوب لبنان أسر أفراد قوة رضوان وذلك بسبب قدرتهم على المناورة بهدوء في التضاريس. كما أن الدبابات وناقلات الجنود المدرعة أكثر عرضة لهجمات الحزب.
كما بدأت القوات الاسرائيلية في استخدام الأسلحة والذخائر التي عثر عليها في القرى والتي يتعين تدميرها في نهاية المطاف. وأمس السبت، أدى تفجير محكم لنحو 400 طن من المتفجرات إلى إطلاق تحذيرات من حدوث زلزال.
وفي تطور ميداني آخر أصيب اسرائيليان الأحد، في انفجار طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان فوق مصنع لإنتاج مكونات الطيران قرب عكا في الجليل الغربي، وفق الإعلام الإسرائيلي، بينما أعلن حزب الله أنه أطلق عددا من المسيرات الانقضاضية على عدة أهداف في الجليل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب نشره على حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) “إلحاقا للإنذارات التي تم تفعيلها في الجليل الغربي، تم رصد طائرة مسيرة انطلقت من لبنان وسقطت في المنطقة الصناعية بارليف وجاري التحقيق في الحادث”. وتقع منطقة “بارليف” الصناعية قرب عكا وكرميئيل بالجليل الغربي (شمال).
وقالت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة، إن الطائرة المسيرة التي أُطلقت من لبنان انفجرت فوق مصنع “باز” لإنتاج مكونات الطيران قرب عكا بالجليل الغربي، فيما أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المصنع المستهدف ينتج مكونات الطيران للصناعات الدفاعية والمدنية.
وعقب إعلان إسرائيل انفجار الطائرة، أعلن حزب الله شن مقاتليه “هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على شركة للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا”.
والسبت أعلن الحزب أنه استهدف بالصواريخ 5 قواعد وثكنتين وموقعين عسكريين و6 مستوطنات شمالي ووسط إسرائيل.
تدمير معابر حدودية بين لبنان وسوريا يخلق صعوبات كبيرة
بينما عبرت مجموعة من اللاجئين الفارين من لبنان إلى سوريا جسراً مؤقتاً ضيقاً سيراً على الأقدام، الأحد، في منطقة القصير بمحافظة حمص السورية، وذلك بعدما خرج المعبر الحدودي الرسمي من الخدمة، بسبب غارة إسرائيلية قبل يومين.
ولم يعد هناك سوى 3 معابر عاملة بين البلدين، اللذين يشتركان في حدود يبلغ طولها 375 كيلومتراً (233 ميلاً).
وفي أواخر سبتمبر (أيلول)، استهدفت غارة جوية إسرائيلية معبر مطربا الحدودي في شمال شرق لبنان، مما أجبره على الإغلاق. وبعد أسابيع قليلة، تعرض معبر المصنع، المعبر الرئيسي بين البلدين، لغارة جوية، مما أدى إلى توقفه عن العمل. وقصفت إسرائيل معبر جوسية، يوم الجمعة.
واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله باستخدام المعابر لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية من سوريا إلى لبنان، إلا أن مسؤولي الإغاثة الإنسانية يقولون إن إغلاق المعابر أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة بالفعل، حيث تسبب في إغلاق الطرق الرئيسية للإمدادات، وإعاقة وصول الفارين إلى أماكن آمنة.
من جانبه أوصى الكاتب والبروفسور الإسرائيلي، إيال زيسر، تل أبيب بأن تزيد الضغوط على تنظيم “حزب الله”، ولبنان نفسه، حتى يفهما أن حرباً طويلة الأمد لن تكون لصالحهما، وقد تنتهي بتحول لبنان كله إلى “غزة ثانية”.
وقال زيسر في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” إن إسرائيل أحدثت خلال الشهر الماضي انفجاراً استراتيجياً، قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بعد انهيار محاولة إيران تطويقها بحلقة نار خانقة وصواريخ من الشمال والشرق والجنوب، مُحدثة ضجة كبيرة سُمعت أصداؤها في كل عواصم المنطقة، وكذلك طهران.
إزالة التهديدات
وأوضح أن حماس لم تعد جيشاً نظامياً منذ فترة طويلة، ولم يتبق منها سوى عناصر مسلحة تحاول إلحاق الضرر بالقوات الإسرائيلية، إلا أنها لا تشكل تهديداً لإسرائيل، كما كانت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وفي الوقت نفسه، أصبح حزب الله في أزمة بعد القضاء على القيادة العليا في التنظيم بالكامل، وتدمير جزء كبير من ترسانته الصاروخية، ومن بقي من عناصره، إما يهربون للنجاة بحياتهم، أو يقاتلون في معارك ضد الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.
أسباب انهيار حزب الله
وقال الكاتب، إن اغتيال السنوار تم عن طريق الصدفة، بينما ينتقل العمل في لبنان من نجاح إلى نجاح دون تخطيط مسبق، وبعد سلسلة من ضربات تلقاها التنظيم انهار بشكل مفاجئ، موضحاً أن تلك النجاحات تعود إلى جذور عميقة، تتمثل في التفوق الاستخباراتي والعملياتي، وقوة العناصر البرية.
تحذير من تكرار سيناريو 2006
ولكن الكاتب الإسرائيلي حذر من هذا الوضع، لأن حرب لبنان الثانية في يوليو (تموز) 2006، بدأت بنجاح عسكري، من خلال هجوم جوي استمر 34 دقيقة في الليلة الأولى من الحرب، حيث تم تدمير جزء كبير من منظومة الصواريخ بعيدة المدى لحزب الله، إلا إذا كانت هناك مفاجأة، وتبين أن حزب الله يواصل إطلاق مئات الصواريخ كل يوم على شمال إسرائيل بالقرب من حيفا، دون أن تتمكن إسرائيل من وقف إطلاقها.
وأوضح أن إسرائيل اضطرت إلى إنهاء الحرب بنوع من “التعادل السيئ”، والقبول بالقرار 1701، الذي وصفته بأنه قرار أجوف، كان من الواضح مسبقاً أن حزب الله لن يلتزم به، مستطرداً: “الآن يتعين على إسرائيل أن تتأكد من أن قصة حرب لبنان الثانية لن تتكرر في حرب لبنان الثالثة”.
هل يرفع حزب الله الراية البيضاء؟
وأشار إلى أن حزب الله هُزم بالفعل، وتم إزالة التهديد الاستراتيجي الذي كان يشكله على إسرائيل، ولكنه يواصل إطلاق مئات الصواريخ القاتلة والطائرات بدون طيار كل يوم على شمال إسرائيل، وحتى في وسطها، موضحة أن الجيش الإسرائيلي يواجه مناورات على طول الخط الحدودي، والتي تهدف إلى إنهاك إسرائيل، كما حدث في صيف 2006.
وأضاف أنه في هذه الأثناء، يُعلن حزب الله عن استعداده لوقف إطلاق نار يسمح له باستعادة قوته، لكن من الصعب الافتراض أنه سيرفع “الراية البيضاء”، ويوافق على تقييد تسليحه وانتشار قواته جنوب الليطاني، ولهذا السبب “من المهم أن نفهم أن المعركة في لبنان لا تزال أمامنا، وأن الأنشطة الحالية للجيش الإسرائيلي في الجو وعلى الأرض ليست كافية لوضع حد لها في ظل ظروف مقبولة لإسرائيل”.
الضغط على لبنان وحزب الله
ودعا الكاتب لزيادة الضغط بشكل كبير على حزب الله، وأيضاً على الدولة اللبنانية، حتى ينشأ خوف في لبنان من أن تطول حرب الاستنزاف التي ستأتي ضد مصلحتهم، والتي قد تمتد إلى لبنان كله، ليتحول إلى “غزة ثانية”.
كما دعا إلى محاولة ترجمة الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية في المنطقة، حتى تتمكن تل أبيب من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وإلا ستجد نفسها مستمرة في التنقل بين غزة ولبنان لسنوات قادمة.
هل تتحرك إيران نحو السلاح النووي بعد الضربة الإسرائيلية؟
حذر تقرير أمريكي من أن تقود الضربة الإسرائيلية لإيران إلى نتائج غير مضمونة، فيما يتعلق بسلوك النظام الإيراني، وتفكيره في المفهوم الشامل لأمنه وحماية نفسه، بما في ذلك الحصول على السلاح النووي.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن “إسرائيل استهدفت الدفاعات الجوية التي تحمي طهران، بما في ذلك مقار القيادة الإيرانية، وخلاطات الوقود العملاقة، التي تصنع الوقود للصواريخ الباليستية الإيرانية، وخلص المسؤولون الإسرائيلون إلى أن تدمير الدفاعات الجوية من شأنه أن يجعل قادة إيران يخشون أن طهران نفسها لن تتمكن من الدفاع عن نفسها، إذا مست بإسرائيل”.
وأضافت “دون القدرة على خلط الوقود، لن تتمكن إيران من إنتاج المزيد من الصواريخ الباليستية من النوع الذي أطلقته قواتها على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وقد يستغرق الأمر أكثر من عام لاستبدالها من الموردين الصينيين وغيرهم”.
مكاسب تكتيكية
وتابعت “كان المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون يزعمون تحقيق نجاح كبير، ولكن وراء الرضا عن المكاسب التكتيكية يكمن قلق أبعد مدى. ففي ظل انهيار الدفاعات الجوية الإيرانية التي تنتجها روسيا، يخشى كثيرون أن يتوصل القادة الإيرانيون إلى استنتاج مفاده أنهم لم يعد لديهم سوى وسيلة دفاع واحدة، هي السباق إلى امتلاك سلاح نووي”.
وقالت الصحيفة: “هذا هو بالضبط ما كان المسؤولون عن التخطيط الاستراتيجي في أمريكا يحاولون تجنبه لمدة ربع قرن، باستخدام التخريب والهجمات الإلكترونية والدبلوماسية لمنع طهران من عبور العتبة، لتصبح قوة مسلحة نووياً”.
وأضافت “يبدو أن الرئيس بايدن، الذي حذر إسرائيل علناً قبل 3 أسابيع من ضرورة تجنب ضرب المواقع النووية والطاقة الإيرانية خوفاً من تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية، بدا راضياً، للمرة الأولى، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمع إليه، وتمنى أن تكون نهاية الضربات المتبادلة بين الجانبين، لكن هذا غير مرجح”.
السلاح النووي
وقالت الصحيفة “حتى لو قررت إيران عدم شن هجوم صاروخي آخر على إسرائيل، فإن قادتها لديهم خيار آخر. فقد يتراجعون علناً أو سراً عن الحظر الظاهري الذي فرضه المرشد الإيراني على بناء الأسلحة النووية”.
وبحسب الصحيفة “لم تكن إيران قط أقرب إلى العتبة النووية منها اليوم. فقد أصبحت لديها الآن مخزونات من اليورانيوم الذي يقترب من درجة صنع القنبلة النووية أكبر من أي وقت مضى منذ بدأت تجريب المفاعلات النووية الصغيرة، بما في ذلك المفاعل الذي قدمته الولايات المتحدة إلى الشاه قبل الثورة الإسلامية في عام 1979”.
وبناء على تقارير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة تفتيش أنشأتها الأمم المتحدة، تمتلك إيران الآن ما يكفي من اليورانيوم متوسط التخصيب لإنتاج ثلاثة إلى أربعة أسلحة. وذلك بفضل زيادة الإنتاج التي بدأت بعد وقت قصير من انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018.
وتابعت “إيران أمضت السنوات الأربع الماضية في الانخراط في تحديث تقني واسع، حيث تخلت النخبة الحاكمة في البلاد عن إصرارها المستمر منذ عقود على أن البرنامج النووي للبلاد سلمي بالكامل، والآن أصبحت إيران قوة على أعتاب أن تصبح نووية، وقادرة على تخصيب وقودها بشكل أكبر لإنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع القنابل في غضون أيام أو أسابيع”.
وقالت إن “تحويل هذا الوقود إلى رأس حربي سوف يستغرق ما يصل إلى 18 شهراً، وذلك على افتراض أن إيران لن تحصل على مساعدة من قوة نووية مثل روسيا، أكبر عملائها للطائرات بدون طيار، أو كوريا الشمالية، التي عملت معها عن كثب على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكين لا يرون أي دليل على وجود قرار سياسي من جانب الإيرانيين للحصول على السلاح النووي. ولكن كما قال أحد كبار المسؤولين، فإن “الدول تبني الأسلحة النووية عندما تشعر بالضعف. واليوم، هذا هو بالضبط الشعور الوطني السائد في إيران”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أنطونيو غوتيريش يشعر “بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة” في شمال قطاع غزة، حيث تشن القوات الإسرائيلية هجمات تقول إنها تهدف إلى منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
وأضاف المتحدث باسم غوتيريش إن “معاناة المدنيين الفلسطينيين العالقين في شمال غزة لا تحتمل”.
واضاف “يشعر الأمين العام بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة في شمال غزة، حيث أصبح المدنيون عالقين تحت الأنقاض والمرضى والجرحى محرومين من الرعاية الصحية المنقذة للأرواح والأسر دون غذاء ومأوى”.
وكانت تقارير أفادت بأن ما يصل إلى 1000 شخص قتلوا في شمال غزة خلال 23 يوما من الحصار والقصف الإسرائيلي، بينهم نحو 40 شخصا قتلوا منذ أمس حتى ظهر اليوم الأحد، عندما قصف الجيش الإسرائيلي منازل في بيت لاهيا، شمالي غزة.
فقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، نقلا عن مصادر طبية، بارتفاع “حصيلة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قصف مربع سكني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الليلة الماضية، إلى 40 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و80 جريحا”.
وأضافت المصادر ذاتها، أن “حصيلة الشهداء منذ بدء حصار الاحتلال شمال القطاع ارتفعت إلى نحو 1000 شهيد، مع اخراج المنظومة الصحة عن العمل”، بحسب ما ذكرت وكالة “وفا”.