وفاة رجل السلام جيمي كارتر عن 100 عام سيذكره التاريخ .. لم يتعلم بايدين وترامب منه
جيمى كارتر .. «١٠٠ عام من توحيد الناس»

وفاة رجل السلام جيمي كارتر عن 100 عام سيذكره التاريخ .. لم يتعلم بايدين وترامب منه

كتب: اللواء
توفي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الحائز جائزة نوبل للسلام، عن عمر يناهز 100 عام، حسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية الأحد.
كان كارتر مزارعا في حقول الفول السوداني في ولاية جورجيا، وواجه خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة مشكلات منها سوء الأوضاع الاقتصادية، وأزمة الرهائن في إيران، لكنه توسط في السلام بين إسرائيل ومصر، وحصل فيما بعد على جائزة نوبل للسلام عن عمله الإنساني.
كان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أدلى بصوته، في الانتخابات الأمريكية 2024، بعد تجاوز عمر المائة عام.
وأكد مركز كارتر، في بيان له، أن الرئيس السابق أدلى بصوته عبر البريد.
وأدلى «كارتر» بصوته، بعد أسبوعين فقط من احتفاله بعيد ميلاده المائة في أول أكتوبر في منزله في بلاينز، بولاية جورجيا، حيث يقيم في دار لرعاية المسنين.
وقال ابنه تشيب كارتر لوكالة الأسوشييتد برس متحدثا عن والده: «إنه متابع جيد».
وأضاف: «سألت والدي قبل شهرين إذا كان يحاول العيش حتى يبلغ 100 عام، فقال: لا أنا أحاول العيش للتصويت لكامالا هاريس».
وشهدت أعداد الناخبين المسجلين في جورجيا إقبالا قياسيا منذ بدء التصويت المبكر يوم الاثنين.
«جيمى كارتر.. ١٠٠ عام من توحيد الناس»، هذا هو عنوان المعرض الذى أقامته السفارة الأمريكية بالقاهرة، بمناسبة ذكرى مرور مائة عام على ميلاد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، الذى يوافق الأول من أكتوبر، حيث أقيمت احتفالية بمسرح الفلكى فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تقديرًا لإسهامات كارتر بعد فترة رئاسته، والتى تعتبر نموذجية فى الدفاع عن العديد من القضايا الإنسانية والمبادئ الديمقراطية على مستوى العالم.
الاحتفالية جاءت فرصة لتسليط الضوء على العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة ومصر، خاصةً من خلال صداقته الوثيقة مع الرئيس الراحل أنور السادات. حيث تعتبر محادثات كامب ديفيد التى تمت فى عام ١٩٧٨ بداية لعلاقة عميقة وطويلة الأمد بين البلدين، والتى لا تزال تؤثر على الأوضاع السياسية فى الشرق الأوسط حتى يومنا هذا.
ونظمت السفارة الأمريكية بالقاهرة معرضًا خاصًا بعنوان «جيمى كارتر: ١٠٠ سنة من توحيد الشعوب»، حيث كان الهدف الرئيسى من هذا المعرض هو تسليط الضوء على جهود الرئيس كارتر فى العمل الجاد لبناء جسور التواصل بين الشعوب. كما ركز المعرض على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر، وقدم لمحة عن جهود البلدين المشتركة فى عمليات السلام.

شمل المعرض عرض فيلم وثائقى يتناول حياة الرئيس كارتر بعد فترة رئاسته، مع التركيز على مساهماته فى مجالات العدالة وحقوق الإنسان. من خلال الفيلم الوثائقى «جيمى كارتر: رئيس الروك آند رول»، تم تقديم رؤية فريدة عمّا يجعل الرئيس كارتر شخصية مميزة فى المشهد السياسى الأمريكى. كما تم التأكيد على دوره فى تجاوز الانقسامات وتوحيد الناس.
احتوى المعرض على صور مميزة للرئيس الأمريكى السابق، تغطى مراحل مختلفة من حياته، بما فى ذلك لحظات بارزة من مسيرته السياسية والشخصية. تضمن المعرض تابلوه يحتوى على صور متنوعة تُظهر تطور حياة جيمى كارتر، بما فى ذلك صور من متحف ومكتبة جيمى كارتر، بالإضافة إلى مركز كارتر الذى تم افتتاحه فى أتلانتا بعد سنوات من التخطيط. يعتبر هذا المركز مهمًا فى تعزيز السلام وحقوق الإنسان ومبادرات الصحة العالمية فى جميع أنحاء العالم.

من بين الصور المعروضة، كانت صورة توثق حصول الرئيس كارتر على جائزة نوبل للسلام فى ١١ أكتوبر ٢٠٠٢، وذلك «لعقود من الجهود الدؤوبة لإيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان». هذا الإرث يبرز التزامه المستمر بقيم العدالة والإنسانية.
وتضمن المعرض أيضًا صورة تتعلق بفترة رئاسته من ٢٠ يناير ١٩٧٧ إلى ٢٠ يناير ١٩٨١، حيث كان يُطلق على هذه الفترة «رئاسة التغيير والتحدى» وكتب على الصورة أن عهد الرئيس كارتر كان يتسم بالالتزام الكامل بالسلام والدبلوماسية، وقد ساهمت صداقته مع أنور السادات فى تسليط الضوء على أهمية مصر فى المنطقة. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التى واجهته، مثل أزمة الطاقة وأزمة الرهائن فى إيران، إلا أن كارتر حقق إنجازات ملحوظة، منها التأكيد على حقوق الإنسان فى السياسة الخارجية.

وقال الوزير المستشار للشؤون الدبلوماسية، روبن هاروتونيان، للمصرى اليوم عند سؤاله ما إذا كان يعتقد أن يستمر إرث الرئيس كارتر، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والدبلوماسية، فى التأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة اليوم، أكد أن السفارة الأمريكية تهدف من خلال هذا المعرض إلى تقديم جيمى كارتر كرمز للأمل والتغيير. حيث يمثل أفضل ما فى أمريكا، وترك إرثًا دائمًا من خلال جهوده لتعزيز السلام والعدالة.
وأشار إلى أن المجلس الوزارى للدبلوماسية الجمهورية فى السفارة الأمريكية بالقاهرة سيقدم جيمى كارتر للشعب المصرى ليس فقط كسياسى أو دبلوماسى أمريكى، ولكن أيضًا كشخص كان ملتزمًا حقًا بجعل العالم مكانًا أفضل.
وأشار نائب السفيرة الأمريكية، إيفانيا سيداريس، إلى أن سنوات ما بعد الرئاسة للرئيس كارتر كانت رائعة بكل المقاييس. فقد كان مدافعًا بلا كلل عن القضايا الإنسانية، وترك بصمة فى العديد من المجتمعات حول العالم، وذكرت أنه من المهم أن كارتر كان قد ركّز اهتمامه أيضًا على التحديات والعيوب داخل الولايات المتحدة. لقد حارب العنصرية والفقر فى ولايته جورجيا من خلال جهوده مثل بناء المنازل للفقراء بالتعاون مع منظمة تدعى «هابتات من أجل الإنسانية»، كما ساهم فى محاربة العنصرية الهيكلية والفصل العنصرى الذى كان منتشرًا فى العديد من أنحاء الولايات المتحدة خلال الخمسينيات والستينيات.
وسلطت الضوء على أهمية جهوده فى محاربة العنصرية والفقر، وكيف ساهمت تلك الجهود فى تحسين حياة الكثيرين. خلال محادثات كامب ديفيد فى عام ١٩٧٨، كان الرئيس كارتر والرئيس أنور السادات شخصين لهما الكثير من القواسم المشتركة. كلاهما جاء من خلفيات ريفية، ومن جنوب بلديهما، وكانا يشتركان فى إيمان كبير بالإنسانية. لقد أسسا علاقة عميقة جدًا بين مصر والولايات المتحدة. وبصفته دبلوماسيًا، تذكر هاروتونيان أن الرئيس السادات اتخذ خطوة جريئة نحو السلام بدعم من الرئيس كارتر، موضحًا أن ذلك لم يكن سهلًا فى ذلك الوقت، مما يبرز أهمية تكريم إرثهما وجهودهما، خصوصًا فى محاولة إنشاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
كما أضافت، أنه منذ بداية الشراكة بين كارتر والسادات، عملت مصر على خلق منطقة تتمتع بالازدهار الاقتصادى والاستقرار والكرامة لشعبها. ما نراه من جهود كارتر هو أن مهما كانت المهمة صعبة، فهى تستحق القيام بها. وقالت «نحن ملزمون بالمحاولة، ليس فقط كدبلوماسيين، بل كمعلمين وطلاب ومواطنين، من خلال تثقيف أنفسنا بما يحدث فى العالم والنضال من أجل السلام أينما كان».
وأشارت، إلى أن واحدة من قمم إرث الرئيس جيمى كارتر كانت دوره فى التوسط فى النزاعات الدولية، مثلما حدث خلال محادثات كامب ديفيد فى عام ١٩٧٨ مع الرئيس أنور السادات.
وفى ختام الحفل، تم عرض الفيلم الوثائقى، الذى قدم لمحة شاملة عن مسيرة الرئيس كارتر وتأثيره المستمر على السياسة العالمية. حيث قدم الفيلم نظرة داخلية على كيفية تجاوز الانقسامات والعمل من أجل مصلحة الإنسانية.