نتانياهو يرحب باستعداد مصر لدعم اتفاق الرهائن
إسرائيل تضع شرطاً لنهاية الحرب في لبنان

نتانياهو يرحب باستعداد مصر لدعم اتفاق الرهائن

كتب : وكالات الانباء
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، إنه يرحب باستعداد مصر لدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.
وأضاف أنه قرر إرسال رئيس الموساد إلى قطر “لحشد الدعم لسلسلة من المبادرات على جدول الأعمال”، بعد اجتماعات في القاهرة، التي تقوم بدور الوساطة في محادثات وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن.
وذكرت قطر والولايات المتحدة أن مفاوضين أمريكيين وإسرائيليين سيجتمعون في الدوحة لتمهيد الطريق لاستئناف المحادثات بشأن اتفاق، من شأنه أيضا أن يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقالت إسرائيل إن رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) سيتوجه إلى الدوحة، يوم الأحد، لمحاولة استئناف المحادثات، وسيلتقي رئيس الموساد دافيد برنياع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر.
ويقوم وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بأول جولة في المنطقة، منذ أن قتلت إسرائيل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، وعبرت الولايات المتحدة عن أملها في أن يمنح مقتله فرصة لإنهاء القتال.
إسرائيل تضع شرطاً لنهاية الحرب في لبنان
بدوره قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الخميس، إن هناك احتمالاً لبلوغ “نهاية قاطعة” للصراع مع تنظيم حزب الله، المدعوم من إيران في لبنان.
وقال هاليفي، في بيان مصور من عملية تقييم أمني في قطاع غزة،: “في الشمال، هناك احتمال للتوصل إلى نهاية قاطعة، وذلك بعد القضاء على التسلسل القيادي الكامل لحزب الله.
وتشن إسرائيل حملة العسكرية على لبنان بهدف معلن وهو السماح بعودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى شمال إسرائيل بعد أن اضطروا لمغادرة المنطقة، بسبب تبادل إطلاق النار المستمر عبر الحدود مع حزب الله منذ أكثر من عام.
وتقصف إسرائيل منذ شهر جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، وأرسلت قوات برية بالقرب من الحدود.
وتقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 2500 قتلوا في الضربات الإسرائيلية على البلاد، كما اضطر أكثر من مليون للنزوح.
وبدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل في الـ8 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 دعماً لحركة حماس المتحالفة معها في غزة، مما أدى إلى اندلاع مواجهة، كانت تدور إلى حد كبير في بدايتها بالمناطق الواقعة عند الحدود أو القريبة منها، حتى كثفت إسرائيل حملتها.
بلينكن: ندرس “خيارات مختلفة” لإنهاء الحرب في غزة
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن المفاوضين سيجتمعون في الأيام المقبلة لبحث التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مجدداً دعوة إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق.
وقال بلينكن للصحافيين، بعد محادثات في قطر، الوسيط الرئيسي بالمفاوضات،: “تحدثنا عن خيارات للاستفادة من هذه اللحظة، والخطوات التالية لدفع العملية إلى الأمام، وأتوقع أن يجتمع مفاوضونا في الأيام المقبلة”.
وتأتي زيارة بلينكن في إطار جولة إقليمية بدأها الثلاثاء في إسرائيل، حيث التقى مسؤولين، أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قبل أن يتوجه الأربعاء الى الرياض التي غادرها الخميس متوجها إلى العاصمة القطرية، للحصول على تقييم لموقف حماس من الهدنة.
وهي الجولة الحادية عشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، عقب شنّ الأخيرة هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتأتي بعد فشل كافة مساعيه السابقة لإنهاء الحرب المدمرة في القطاع.
لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، وجد الرئيس الأمريكي جو بايدن نافذة جديدة لامكان إبرام اتفاق هدنة، بعدما قتلت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في غزة.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة منفتحة على “خيارات مختلفة” لإنهاء الحرب في غزة.
وأوضح “نحن ندرس خيارات مختلفة. لم نحدد بعد ما إذا كانت حماس مستعدة للمشاركة، لكن الخطوة التالية هي جمع المفاوضين، سنعرف أكثر بالتأكيد في الأيام المقبلة”.
إسرائيل تواجه مرحلة جديدة في غزة ولبنان
من جهته تناول المحلل السياسي سيث فرانتزمان الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مقدماً نظرة متعمقة للصراع المتطور والاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية في كل منطقة، ومسلطاً الضوء على التحديات التي لا تزال قائمة، وتداعيات هذه المعارك المستمرة.
وقال فرانتزمان إن مقتل السنوار يمثل لحظة حرجة، حيث فقدت حماس بالفعل أكثر من 17000 مقاتل ومعظم قادتها العسكريين.
ومع ذلك، لا تزال حماس متمسكة بعدة مناطق، ولم تسفر العمليات البرية الإسرائيلية عاجزة عن القضاء على الجماعة المسلحة.
عمليات إسرائيل في شمال غزة
ولفت الكاتب النظر إلى أن جهود إسرائيل في غزة كانت صعبة، حيث انتقلت فرقة من الجيش الإسرائيلي من رفح إلى حي جباليا الشمالي، وهو مهم تاريخياً للنشاط المسلح الفلسطيني.
وتربط جباليا مدينة غزة بمناطق مثل بيت حانون، بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل.
ورغم أن إسرائيل نفذت عمليات متعددة في جباليا، فإن حماس لا تزال صامدة، وتعود باستمرار إلى المنطقة.
وأشار الكاتب في مقاله بموقع “ناشونال إنترست” إلى أن إسرائيل تواجه معضلة في صياغة استراتيجية طويلة الأجل، حيث تبدو مترددة في احتلال غزة بالكامل أو تفكيك حماس تماماً.
ويتضمن التكتيك الإسرائيلي الحالي الغارات وتطهير المناطق واستهداف الإرهابيين قبل الانسحاب، وهي استراتيجية تخاطر بالسماح لحماس بإعادة تشكيل نفسها في فراغ السلطة.
المرحلة الجديدة في غزة
وأوضح فرانتزمان أن وفاة السنوار قد تقدم لإسرائيل فرصة لتغيير استراتيجيتها في غزة، وقال إن قيادة حماس في غزة في حالة من الفوضى، لكن الشخصيات الرئيسة في الخارج، خاصة في قطر، لا تزال تتمتع بنفوذ على الجماعة.
ويثير افتقار إسرائيل إلى خطة واضحة لغزة ما بعد حماس تساؤلات حول مستقبل المنطقة واحتمال عودة المنظمة المسلحة.
الحملة ضد حزب الله في لبنان
وتشن إسرائيل بالتزامن حملة أكثر حسماً في لبنان، في منتصف سبتمبر (أيلول)، استهدفت القوات الإسرائيلية هيكل القيادة والسيطرة لحزب الله، فقتلت أمينه العام حسن نصرالله. وشنت حملة جوية استمرت أسبوعاً، تضمنت 2000 غارة جوية على مواقع حزب الله، قبل أن تبدأ الغزو البري في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).
ويتلخص هدف إسرائيل في دفع حزب الله إلى الشمال من نهر الليطاني، على بعد عشرة أميال من الحدود الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن القوات الإسرائيلية تتقدم ببطء، حيث تعمل 4 فرق بشكل منهجي لتأمين المنطقة.
نهج متعدد الجوانب في لبنان
ووفق الكاتب، تتضمن استراتيجية إسرائيل في لبنان ثلاثة جوانب رئيسة: العمليات البرية لتفكيك ذخائر حزب الله والقضاء على فرقه، والضربات الجوية التي تستهدف البنية التحتية المالية لحزب الله، والهجمات المستمرة على مواقع القيادة والسيطرة.
وتزعم القوات الإسرائيلية أنها نجحت في تقليص قيادات حزب الله، حيث قضت على عشرين قائد سرية، والعديد من قادة الكتائب، و7 قادة ألوية.
ورغم هذه الجهود، يحتفظ حزب الله بالقدرة على إطلاق مئات الصواريخ يومياً على إسرائيل، بما في ذلك على المدن الكبرى مثل حيفا وتل أبيب.
تهديد طائرات حزب الله دون طيار
وقال الكاتب إن استخدام حزب الله للطائرات دون طيار قد زاد بشكل كبير أيضاً، مشيراً إلى عدة حوادث منها دخول طائرة دون طيار تابعة لحزب الله المجال الجوي الإسرائيلي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) قبل إسقاطها.
وفي حادثة أخرى، أسفر هجوم بطائرة دون طيار عن مقتل أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي وإصابة 58 آخرين في قاعدة تدريب.
واستهدفت ضربة ثالثة بطائرة دون طيار مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الساحل في 19 أكتوبر (تشرين الأول).
وتؤكد هذه الحوادث التهديد المستمر الذي يشكله حزب الله، حتى مع تكثيف إسرائيل لحملتها.
معضلة إسرائيل
وأكد الكاتب أن النجاحات العسكرية الإسرائيلية في كل من غزة ولبنان تأتي مع مجموعة من التحديات الخاصة بها.
وفي حين فاز الجيش الإسرائيلي بعدة معارك تكتيكية، يبدو أن هناك مشكلة في العائدات المتناقصة.
ويبدو أن كلاً من حماس وحزب الله عازمتان على البقاء على قيد الحياة في هذه الحملات، حيث تحسبان أن مجرد الصمود سيمكنهما من إعلان النصر على إسرائيل في الأمد البعيد.
وأوضح الكاتب أن دعم إيران للمجموعتين يلعب دوراً حاسماً في هذه الحسابات، حيث تحث طهران الجماعتين على الصمود في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
وقال فرانتزمان إن إسرائيل ربما تفكر في توجيه ضربة مباشرة لإيران مع تفاقم الوضع، مشيراً إلى أن المخاطر عالية، وستشكل نتيجة هذه الصراعات المشهد الأمني لإسرائيل وموقفها الإقليمي الأوسع لسنوات قادمة.
هل ترد إسرائيل على استهداف منزل نتانياهو بـ”اغتيال خامنئي”؟
دعت الكاتبة الإسرائيلية، روث كابيسا، بلادها إلى القضاء على المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، مؤكدة أن إسرائيل تحتاج إلى تسوية الحساب مع إيران، وهنا الأمر ينقسم إلى شقين، الأول، على إسرائيل الرد بقوة على الهجوم الإيراني، وثانياً “تدمير خامنئي”.
وقالت في مقال بصحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية، إنه مر أكثر من 3 أسابيع على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، والذي استهدف عدة أماكن، ومنذ ذلك الحين أصبح هناك ضغط دولي على إسرائيل لعدم الرد، أو الرد بطريقة محدودة يُمكن احتواؤه من قبل الإيرانيين وعدم الرد مجدداً.
استهداف منزل نتانياهو
ووفقاً للكاتبة، ذهب “الباحثون عن الاستقرار” إلى أبعد من ذلك، حتى أن الرئيس السابق دونالد ترامب، اتهم هذا الأسبوع مسؤولين أمريكيين بتسريب وثائق الهجوم الإسرائيلي من أجل وقفه، وبينما تمارس الضغوط على إسرائيل، اتخذت إيران إجراء جريئاً آخر، عندما حاولت هذا الأسبوع اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو وعائلته، باستخدام طائرة بدون طيار مُفخخة.
وضع جديد
وقالت الكاتبة إن الوضع أصبح جديداً تماماً تهاجم فيه إيران هدفاً إسرائيلياً بمبادرة منها، دون محاولة ربط الهجوم بالعمل الإسرائيلي، مشيرة إلى أن إحدى الطائرات الثلاث التي تم إرسالها واخترقت طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي نجحت في الوصول واصطدمت بنافذة غرفة النوم بمنزل رئيس الوزراء، وألحقت أضراراً كبيرة، ولحسن الحظ، رئيس الوزراء أو أي من أفراد عائلته، أو أي من سكان المنطقة، لم يصب بأذى.
اغتيال خامنئي
وأوضحت، أنه إذا كانت هناك أي إصابة في الأرواح، فستكون إسرائيل أمام سيناريو جديد تماماً، وعليها أن ترد على ذلك الحادث، وقد تضطر إلى القضاء على خامنئي الذي وصفته بـ”رأس الثعبان”، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن يخرج كل “الباحثين عن الاستقرار” بانتقاد حاد لما فعلته إيران، أو بالرد بعقوبات تهدف إلى منع تلك الدولة من الهجوم مُجدداً.
وذكرت الكاتبة، أنه في ذلك الوقت كان الرئيس الأمريكي جو بايدن منشغلاً، وكانت كامالا هاريس منشغلة أيضاً بحملتها الانتخابية، فيما أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل بسبب أفعالها في لبنان، وبطريقة ما، حتى في إسرائيل، تجاهل غالبية السياسيين، وبالتأكيد قادة المعارضة، الهجوم الإيراني، واصفة ذلك بالسلوك بأنه يتراوح بين السياسة الرخيصة وإهمال المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وشددت على ضرورة التعلم من تجارب الماضي، وعلى أن إسرائيل تحتاج إلى النظر في نوايا وقدرات أعدائها، وليس فقط في نتائج أفعالهم، ولذلك يجب التعامل مع الهجوم الإيراني الذي استهدف منزل رئيس الوزراء على أنه نجح بالفعل.
تصفية الحسابات
كما أكدت أن إسرائيل تحتاج إلى تصفية حساباتها مع إيران، والآن أصبح الأمر مزدوجاً، أولاً “يجب أن ترد بقوة على الهجوم الإيراني، وكما كنا سنفعل حال نجاح الهجوم، علينا تدمير خامنئي“، وثانياً “ربما يكون تسريب الوثائق من قبل الأمريكيين قد أخر الخطة الإسرائيلية، لكن يجب أن نلحق بها سريعاً، إن الفرصة المتاحة أمام إسرائيل لإحداث تغيير حقيقي في الشرق الأوسط آخذة في التقلص”.