قادة دول عربية وإسلامية يتوافدون على السعودية لحضور القمة العربية
نص كلمته أمام فالداي.. بوتين يحدد 6 أسس للنظام العالمي الجديد ويكشف عن "ابتسامة السبع الماكرة"

قادة دول عربية وإسلامية يتوافدون على السعودية لحضور القمة العربية

كتب : وكالات الانباء
بدأ قادة الدول العربية والإسلامية يصلون إلى السعودية استعدادا لقمّة تعقد الاثنين لمناقشة الحرب في غزة ولبنان والمستجدات في المنطقة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
وفي أواخر أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتعقد القمة بهدف “بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الأحد.
وتأتي “امتدادا للقمة العربية – الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023” بمبادرة من الجامعة العربية (القاهرة) ومنظمة التعاون الإسلامي (جدّة).
وبثّت قناة “الإخبارية” السعودية مشاهد لوصول الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
ومن المرتقب أن يشارك في القّمة أيضا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى “إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة” و”الوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة”.
وبين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي السبعة والخمسين والجامعة العربية الإثنين والعشرين، دول تعترف بإسرائيل وأخرى تعارض اندماجها الإقليمي.
وشهدت القّمة التي عقدت العام الماضي في الرياض تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل وزعزعة إمداداتها النفطية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 43603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وامتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 دعما لحماس.
ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.
الأنظار تتجه إلى قمة الرياض حول غزة ولبنان وحل الدولتين
وتتجه الأنظار إلى الرياض التي تحتضن الاثنين قمّة عربية إسلامية لمناقشة الحرب في غزة ولبنان والمستجدات في المنطقة، بينما تلقي الرياض بثقلها الإقليمي للتوصل إلى وقف حربي غزة ولبنان.
وبدأ قادة الدول العربية والإسلامية يصلون إلى السعودية استعدادا للقمّة التي تعقد بهدف “بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
وتأتي هذه القمة بعد أسبوع من استضافة الرياض لأول اجتماع رفيع المستوى لـ”التحالف العالمي لحل الدولتين” بهدف الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وحثت المملكة كافة الدول إلى الانضمام لهذه المبادرة، بينما دعت إلى إجبار إسرائيل على وقف حربها على غزة ولبنان.
ويعد الاجتماع “امتدادا للقمة العربية – الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر تشرين الثاني 2023” بمبادرة من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وبحث اجتماع وزاري عربي إسلامي تحضيري اليوم الأحد الاستعدادات للقمة المقررة الاثنين وقال بيان لوزارة الخارجية السعودية إن “وزير الأمير فيصل بن فرحان ترأس الاجتماع الذي شهد مناقشة جدول أعمال القمة وبحث أبرز القضايا المطروحة للنقاش”.
ووفق البيان، “تأتي القمة امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بناء على توجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستكمالا للجهود المبذولة من ولي العهد الأمير محمد وبالتنسيق مع قادة الدول العربية والإسلامية”.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة ضغطت الرياض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، كما لعبت دورا بارزا في الجهود الهادفة إلى التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية عبر إرسال عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية إلى القطاع الفلسطيني.
وتعوّل السعودية على ثقلها الإقليمي لتجنيب المنطقة تداعيات توسع الصراع، في إطار دبلوماسيتها التي تقوم على تصفير المشاكل وإنهاء النزاعات الإقليمية.
وبثّت قناة “الإخبارية” السعودية مشاهد لوصول الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. ومن المرتقب أن يشارك في القّمة أيضا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى “إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة” و”الوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة”.
وبين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي السبعة والخمسين والجامعة العربية الإثنين والعشرين، دول تعترف بإسرائيل وأخرى تعارض اندماجها الإقليمي.
وشهدت القّمة التي عقدت العام الماضي في الرياض تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل وزعزعة إمداداتها النفطية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا. وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وامتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دعما لحماس.
ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع الحزب المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.
“زيارة نادرة”.. رئيس أركان الجيش السعودي إلى إيران
على صعيد اخرأعلنت طهران، الأحد، أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، الفريق الركن فيّاض بن حامد الرويلي، يزور إيران اليوم الأحد، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، إن الرويلي سيلتقي بنظيره محمد باقري، للبحث في العلاقات الثنائية والدفاعية للبلدين، بحسب ما نقلت عن العلاقات العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
تأتي هذه الزيارة بعد انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفترة رئاسية جديدة تبدأ في يناير 2025، وعد بأن يحقق خلالها السلام في الشرق الأوسط.
ووصفت وكالات أنباء الزيارة بـ”النادرة”.
وكان باقري أجرى في ديسمبر 2023 مباحثات هاتفية مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان تناولا خلالها التطورات الإقليمية، ورفع مستوى التعاون الدفاعي بين القوات المسلحة في البلدين، والقضايا المهمة في العالم الإسلامي.
وفي مارس من العام نفسه، اتفقت طهران والرياض بوساطة صينية، على عودة العلاقات بينهما بعد سبع سنوات من العداء الذي هدد الاستقرار والأمن في منطقة الخليج وساعد في تأجيج صراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.
والشهر الماضي، اعلنت السعودية أنها أجرت مؤخرا في بحر العرب مناورات عسكرية مشتركة مع دول عدة، من بينها إيران.
مصادر: معاهدة دفاعية بين أميركا والسعودية قبل نهاية العام
وكشفت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن الولايات المتحدة والسعودية تعملان على إتمام معاهدة دفاعية قبل نهاية العام.
وأوضحت مصادر أن “واشنطن تعمل على تمرير الاتفاق الدفاعي مع السعودية في مجلس الشيوخ قبل نهاية العام لتأمين 60 صوتا في مجلس الشيوخ”.
وأضاف: “هناك مخاوف أميركية من أن تأجيل الاتفاق لبعد تولي ترامب قد يؤدي لعدم تصويت الديمقراطيين لصالحه في مجلس الشيوخ وعدم تأمين الـ60 صوتا”
تقرير وول ستريت جورنال
ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرا في يونيو 2024 كشفت فيه تفاصيل اللمسات النهائية على الاتفاقية الدفاعية غير المسبوقة بين الولايات المتحدة والسعودية.
وذكرت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى لصياغة اتفاقية تلتزم واشنطن بموجبها بالمساعدة في الدفاع عن المملكة في إطار صفقة تهدف إلى دفع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وإسرائيل.
والاتفاق المحتمل، الذي ظل محل مراسلات على نطاق واسع بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين آخرين لأسابيع، يأتي ضمن حزمة أوسع ستتضمن إبرام اتفاق نووي مدني بين واشنطن والرياض واتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية وإنهاء الحرب في غزة.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن مسودة المعاهدة صيغت على غرار الاتفاقية الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان.
وذكرت الصحيفة، أن مسودة المعاهدة تنص على منح واشنطن إمكانية استخدام الأراضي السعودية والمجال الجوي للمملكة من أجل حماية المصالح الأميركية وشركائها في المنطقة مقابل التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في الدفاع عن السعودية في حالة تعرضها لهجوم.
ونقلت عن مسؤولين قولهم إن المعاهدة تهدف أيضا إلى توثيق الروابط بين الرياض وواشنطن من خلال منع الصين من بناء قواعد في المملكة أو مواصلة التعاون الأمني مع الرياض.
وستتطلب الموافقة على هذه المعاهدة، التي قالت “وول ستريت جورنال” إنها ستحمل اسم اتفاقية “التحالف الاستراتيجي”، تصويت أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأميركي لصالحها، وهو أمر سيكون من الصعب تحقيقه ما لم ينص الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة
وزير تركي: إردوغان سيزور السعودية هذا الأسبوع
فى اتجاه اخر وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، السبت، في مقابلة مع قناة “سي.إن.إن ترك”، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيزور السعودية، الاثنين.
وأضاف الوزير أن إردوغان سيبحث العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية خلال حضوره قمة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض.
وينطلق، الأحد، الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية التي تُعقد في الرياض بدعوة من السعودية، لبحث استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء.
وبعد قطيعة استمرت أكثر من ثلاث سنوات على خلفية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، استأنفت الرياض وأنقرة علاقتهما في إبريل 2022 حين زار إردوغان السعودية والتقى ولي العهد السعودي.
ومذاك، زار إردوغان السعودية مرتين إحداهما للمشاركة في القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة في نوفمبر 2023.
وسبقتها زيارة في يوليو من العام المذكور شهدت توقيع اتفاقات استثمارية ودفاعية أبرزها شراء المملكة طائرات مسيّرة تركية من إنتاج شركة بايكار.
وتندد السعودية وتركيا باستمرار بممارسات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال إردوغان، الجمعة، إنه يأمل في أن يطلب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من إسرائيل “وقف” الحرب، وأشار إلى أن تعليق الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل قد يكون بداية جيدة.
وقال أردوغان للصحفيين على متن رحلة عودته إلى تركيا من بودابست، وفقا لنص رسمي لتصريحاته “قطع ترامب وعودا بإنهاء الصراعات… نريد الوفاء بهذا الوعد وأن يُطلب من إسرائيل التوقف”.
كما نُقل عن أردوغان القول “قد يكون قطع ترامب دعم الأسلحة عن إسرائيل بداية جيدة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية”.
وتنتقد تركيا بشدة الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان، وأوقفت التجارة مع إسرائيل، كما تقدمت بطلب للانضمام إلى دعوى إبادة جماعية مرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وتنفي إسرائيل بشدة اتهامات الإبادة الجماعية.
وقال أردوغان إن رئاسة ترامب ستؤثر بشكل جدي على التوازنات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن المضي في السياسات الأميركية الحالية من شأنه أن يفاقم الوضع في المنطقة ويوسع نطاق الصراع.
واتّهمت إسرائيل، الاثنين، تركيا بـ”الخبث” بسبب رسالة بعثت بها أنقرة إلى الأمم المتحدة ووقّعتها أكثر من 50 دولة ومنظمة تطالب بحظر صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في بيان “ماذا يمكن أن نتوقّع غير ذلك من دولة دافعُ تحركاتها هو الخبث الهادف إلى خلق نزاعات، مدعومة من دول محور الشرّ”، في إشارة إلى الدول التي دعمت المبادرة التركية.
وأضاف “هذا تحرّك جديد مثير للسخرية من قبل محور الشرّ ضدّ إسرائيل على الساحة الدولية”.
وجدّد السفير الإسرائيلي هجومه على الأمم المتّحدة “التي تقودها دول شريرة وليس دول ليبرالية تدعم قيم العدل والأخلاق”.
وتعهّد دانون “مواصلة النضال للدفاع عن مصالح دولة إسرائيل في مواجهة أيّ هجوم سياسي أو عسكري”.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أعلن، الأحد، أنّه بعث برسالة مشتركة إلى الأمم المتحدة تطالب بوقف توريد وتسليم الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال الوزير التركي إنّ الرسالة وقّعت عليها 52 دولة، من بينها السعودية والجزائر وإيران وروسيا والصين والبرازيل، ومنظمتان هما الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وتدعو الرسالة التي اطّلعت عليها وكالة “فرانس برس”، الاثنين، إلى “اتّخاذ إجراءات فورية لوقف توريد أو نقل الأسلحة والذخائر والأعتدة المرتبطة بإسرائيل، قوة الاحتلال، في كلّ الحالات التي تكون هناك أسباب معقولة للاشتباه في أنّها يمكن أن تُستخدم في الأراضي الفلسطينية”.
وكان أردوغان دعا، في منتصف أكتوبر، الأمم المتحدة إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل، معتبرا أنه “حلّ فعّال” لإنهاء النزاع في قطاع غزة.
ودعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في سبتمبر الماضي، في اتصال هاتفي مع أردوغان الى “توحيد الجهود العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني” مع استمرار الحرب في غزة.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ الأمير محمد أكّد “حرص المملكة على توحيد الجهود العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة ما يتعرض له من عدوان غاشم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وعلى ضرورة تكثيف الجهود لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني”.
“قطر للطاقة” توسع نشاطها في مجال الاستكشاف والتنقيب في مصر
على الصعيد الاقتصادى وقعت شركة “قطر للطاقة” اتفاقية مع شركة “شيفرون”، استحوذت بموجبها على حصة تبلغ 23 بالمئة في اتفاقية الامتياز الخاصة بمنطقة شمال الضبعة البحرية (H4) في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل المصرية.
وبموجب الاتفاقية، ستحتفظ شركة “شيفرون“، وهي الشركة المشغلة بحصة 40 بالمئة، بينما ستمتلك كل من شركة “وودسايد” حصة تبلغ 27 بالمائة، وشركة ثروة للبترول، وهي شركة حكومية مصرية، حصة تبلغ 10 بالمئة.
وفي هذا الصدد قال سعد بن شريدة الكعبي، وزير دولة قطر لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ”قطر للطاقة“: “تؤكد هذه الاتفاقية التزامنا تجاه قطاع النفط والغاز في جمهورية مصر العربية، كما تعزز علاقتنا مع شريكنا الاستراتيجي شيفرون”.
وأضاف: “نتطلع إلى بدء أعمال حفر أول بئر استكشافية في هذه المنطقة، وإلى نتائج ناجحة وواعدة. أود أن اغتنم هذه الفرصة لأشكر السلطات المصرية، وشركاءنا شيفرون، و”وودسايد”، وثروة للبترول على دعمهم وتعاونهم”.
وتقع منطقة شمال الضبعة البحرية (H4) على بعد حوالي 10 كيلومترات قبالة السواحل المصرية على البحر الأبيض المتوسط في أعماق مياه تتراوح بين 100 و3,000 متر.
تايوان تغلق قضية “تفجيرات البيجر”تفاصيل مثيرة
حول اشهر عملية استخباراتية ضد حزب الله أفاد مكتب التحقيقات التابع لوزارة العدل التايوانية، الإثنين، بأن البيانات الجمركية أظهرت عدم وجود سجلات لتصدير شركة “غولد أبوللو “التايوانية لأجهزة بيجر طراز “إيه.آر-924” إلى لبنان.
وأكد الادعاء العام في تايبيه عدم ضلوع أفراد أو شركات تايوانيين في تفجير أجهزة الاتصال العائدة لحزب الله.
وقُتل 12 شخصاً وأصيب ما يقرب من 3 آلاف آخرين عندما انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها أعضاء حزب الله بشكل متزامن في أنحاء لبنان.
ووفقاً لمصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، فإن المتفجرات التي كانت موجودة داخل الأجهزة زرعها جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن أجهزة النداء اللاسلكية “بيجر” التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بشكل متزامن يوم الثلاثاء، تم تصنيعها في تايوان وقامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان.
وعقب الحادث، صرّح هسو تشينج كوانغ، مؤسس شركة غولد أبولو التايوانية بأن أجهزة المناداة (البيجر) التي انفجرت في لبنان ليست من تصنيع شركته.
وأضاف: “المنتج ليس تابعا لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية”
تقرير أميركي يحذر من تعاظم دور الميليشيات العراقية في محور المقاومة
توقع موقع رابطة الأخبار اليهودية الأميركي أن تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في العراق وسوريا، ردّا على الضربات التي تلقاها حليفاها حزب الله وحماس في لبنان وغزة، مشيرا إلى أن احتمال استخدامها للأراضي العراقية لشن هجمات على إسرائيل يهزّ صورتها لدى أذرعها ويفضح ضعفها، لا سيما وأنها لم تشن أي غارات على الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من أراضيها، بينما سلط التقرير الضوء على القدرات العسكرية للمقاومة الإسلامية في العراق وهو التشكيل الذي يضم ميليشيات موالية لإيران، معتبرا أنها تمثل مصدر قلق للدولة العبرية.
ولفت التقرير إلى أن “طهران عبرت عن استعدادها لمهاجمة إسرائيل لتحطيم أسنانها، بعد الانتخابات الأميركية التي أفضت إلى فوز دونالد ترامب كرد على الهجمات الإسرائيلية في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي نفذتها الدولة العبرية ردّا على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وسلط الموقع الضوء على تقارير أميركية أشارت إلى “استعداد إيران لمهاجمة إسرائيل عبر وكلائها الإقليميين وأنها من أجل ذلك تقوم بنقل طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إلى قواتها الوكيلة في العراق”.
ونقل التقرير عن الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ميري آيسن قولها إن “هذا القرار من جانب إيران يعكس الضعف”، مضيفة أن “طهران تشعر حاليا بأنها معرضة للخطر بسبب الافتقار إلى الدفاع الجو، ولهذا فإن الهجوم من الأراضي العراقية يمثل وسيلة لحماية نفسها”.
وتوقعت أن يؤدي هذا القرار إلى إضعاف علاقة إيران بوكلائها الذين سيلاحظون تجنبها شنّ هجمات على إسرائيل انطلاقا من أراضيها.
وتابعت “عندما هاجمت طهران إسرائيل في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول الماضي كان يتحتم عليها أن تظهر استعدادها للهجوم من الأراضي الإيرانية نفسها”.
ولفت التقرير إلى أن “الحكومة العراقية أكدت رفضها السماح باستخدام أراضي البلاد لاستهداف إسرائيل”، بينما وصفت التقارير التي تحدث عن ذلك بأنها “ذرائع واهية” لتبرير الهجمات على العراق، مستدركا أن “سيطرة بغداد محدودة للغاية على المناطق التي تنشط فيها الميليشيات الموالية لإيران”.
وحذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في وقت سابق الميليشات الموالية لإيران من مغبة إقحام البلاد في حرب مدمّرة وشدد على أن الوضع لا يحتمل أي مغامرات.
وأشار التقرير إلى أن ما يجري يعكس “الأهمية المتزايدة للعراق في إطار الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط”، لافتا إلى أن “الجيش الإسرائيلي قام بإضعاف حماس وحزب الله اللبناني”، مضيفا أنه “من الممكن أن تقوم إيران بالتركيز بشكل أكبر على بناء قوتها في العراق وسوريا لتعويض الخسائر في قطاع غزة ولبنان”.
وتابع أن “قرب إيران من العراق وتطوير الميليشيات الموالية لطهران طيلة العقدين الماضيين، يجعل من البلد قاعدة عمليات غير إيرانية جذابة لمحور المقاومة” الذي تأسس بدعم إيراني ويضم حماس وجماعة حزب الله اللبنانية والحوثيين في اليمن وميليشيات شيعية مختلفة.
وأضاف أن احتمال نقل مكتب حركة حماس من الدوحة إلى العراق يشير إلى الدور المتزايد للميليشيات العراقية في محور إيران في المنطقة.
ولفت إلى تنامي التعاون بين الميليشيات العراقية الموالية لإيران منذ بداية الحرب على غزة، مشيرا إلى أنها باتت تعمل تحت مظلة “المقاومة الإسلامية في العراق”.
وشنّ هذا التشكيل العشرات من الهجمات على المصالح والقوات الأميركية وردت عليها الولايات المتحدة بضربات أسفرت عن مقتل عدد من قيادات الميليشيات الموالية لإيران كما أعلن استهداف الأراضي الإسرائيلية بصواريخ ومسيرات أكدت إسرائيل اعتراض أغلبها.
وأوضح التقرير أن المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت مسؤوليتها عن 242 هجوما ضد 285 هدفا في إسرائيل منذ تشكيلها، مشيرا إلى تصاعد دورها في محور المقاومة من خلال تكثيف هجماتها منذ مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وزعيم حركة حماس الفلسطينية يحيى السنوار.
وأوضحت آيسن أن “المال والإيديولوجية والقدرات تأتي من إيران وغالبية المدربين يأتون من حزب الله اللبناني”، مشيرة أن “الميليشيات العراقية ليست قادرة على البقاء من دون إيران”.
وأوضح التقرير أن “إيران قسمت اهتمامها، منذ اندلاع الحرب، بين أهداف في إسرائيل وأخرى أميركية في سوريا والعراق”، مشيرا إلى أن “أحد الأهداف الرئيسية للميليشيات العراقية كان يتمثل في إعطاء إيران العمق من أجل شن هجمات ضد المصالح الأميركية، إلا أنه في الفترة الأخيرة تحولت المقاومة الإسلامية إلى استهداف الأصول الإسرائيلية بشكل شبه حصري”.
وأشار إلى أن الهيكل الدقيق لـ”المقاومة الإسلامية” ليس واضحا تماما، لافتا إلى أن واشنطن تقول إن “الميليشيات المركزية الأربع التي تتألف منها هي حركة أنصار الله الأوفياء وكتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء”، مرجحا انخراط ميليشيات أخرى أصغر حجما فيه بما في ذلك منظمة بدر وكتائب الإمام علي.
وبين التقرير أن الخبراء يعتقدون أن قدرات “المقاومة الإسلامية” يمكن أن تشكل تهديدا خطيرا لأمن إسرائيل، مشيرا إلى أن عدد مقاتليها يتراوح بين 40 و80 ألف مقاتل، بالإضافة إلى امتلاكها لترسانة هامة من أسلحة.
وأشارت الباحثة إلى أن القدرات العسكرية للميليشيات العراقية تشبه قدرات الحوثيين، لافتة إلى أنها “تتضمن بالأساس طائرات مسيرة وصواريخ مصدرها من إيران لمهاجمة إسرائيل”، مشيرة إلى عدم قدرتها على استهداف الأراضي الإسرائيلية بأعداد كبيرة من المسيرات.
نص كلمته أمام فالداي.. بوتين يحدد 6 أسس للنظام العالمي الجديد ويكشف عن “ابتسامة السبع الماكرة”
فى الشأن الروسى ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الخميس 7 نوفمبر خطابا في منتدى “فالداي” عرض فيه الأسس التي يجب أن يقوم عليها النظام العالمي الجديد.
يوما طيبا السيدات والسادة الأعزاء، أيها الأصدقاء الأعزاء!
يسعدني أن أرحب بكم جميعا في اجتماعنا التقليدي، وأشكركم على مشاركتكم في النقاشات الساخنة والهادفة التي يجريها منتدى”فالداي”.
نجتمع اليوم في السابع من نوفمبر، وهو تاريخ مهم في بلادنا، بل في العالم أجمع. ففي هذا اليوم قامت الثورة الروسية عام 1917، وهي ثورة، شأنها في ذلك شأن الثورات الهولندية والإنجليزية والفرنسية الكبرى في عصرها، كانت إحدى العلامات البارزة في تطور البشرية، والتي حددت بشكل كبير مسار التاريخ وطبيعة السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والسياسة والنظام الاجتماعي.
وقد قدر لنا ولكم أن نعيش نحن أيضا في عصر من عصور التغييرات الجذرية والثورية من حيث الجوهر، ليس فقط من أجل أن نفهم، بل كي نكون مشاركين مباشرين في إحدى أعقد العمليات في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، فيما يبلغ عمر منتدى”فالداي” بالتوازي العقد الثاني، نفس عمر قرننا تقريبا. في مثل هذه الحالات غالبا ما يقولون بالمناسبة أن الوقت يمر بسرعة دون أن يلاحظه أحد، إلا أننا في هذه الحالة لا نستطيع أن نقول ذلك. فلم يكن هذان العقدان مليئين فقط بالأحداث الأكثر أهمية، وأحيانا الدرامية ذات البعد التاريخي الحقيقي، بل إنه، وأمام أعيننا، يتم تشكيل نظام عالمي جديد تماما، عكس كل ما كنا نعرفه عن الماضي، مثل نظامي ويستفاليا أو يالطا على سبيل المثال.
فالقوى الجديدة آخذة في الصعود، وأصبحت الشعوب أكثر وعيا بمصالحها وقيمها الذاتية وأصالتها وهويتها، بينما يتزايد إصرارها على تحقيق أهداف التنمية والعدالة. في الوقت نفسه، تواجه المجتمعات عددا متزايدا من التحديات الجديدة: من التغيرات التكنولوجية المثيرة إلى الكوارث الطبيعية المأساوية، ومن التقسيم الطبقي الاجتماعي الصارخ إلى مواجهات الهجرة الضخمة والأزمات الاقتصادية الحادة.
ويتحدث الخبراء عن تهديدات الصراعات الإقليمية الجديدة، والأوبئة العالمية، والقضايا الأخلاقية المعقدة والغامضة في مجال التفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي، وكيفية المزج بين التقاليد الأصيلة والتقدم المتسارع.
وقد توقعنا بعضا من هذه المشكلات عندما التقينا سابقا، بل إننا ناقشناها بالتفصيل عندما التقينا هنا في “فالداي”، وبعضها كان حدسنا سبيلا لتوقعها، على أمل أن تفضي نحو الأفضل، لكننا لم نستبعد السيناريوهات الأسوأ.
وبعكس كل ذلك، وما أصبح مفاجأة تامة للجميع، جاءت الديناميكيات أقوى كثيرا مما نتوقع، وأصبح من المؤكد أننا عاجزون عن التنبؤ بالعالم الحديث. وإذا نظرنا إلى العشرين عاما الماضية، وتقييم حجم التغيير، وتوقع هذه التغييرات في السنوات المقبلة، فإن هذا يشير إلى السنوات العشرين المقبلة ستكون بنفس القدر من التحدي، إن لم تكن أكثر صعوبة، وهو أمر يعتمد على كثير من العوامل، وها هنا نحن اليوم في منتدى”فالداي” تحديدا من أجل تحليلها ومحاولة التنبؤ بشيء ما بقدر ما نحوز الآن من فهم.
الصراع اليوم صراع على المبادئ لا على السلطة و النفوذ
إن لحظة الحقيقة، بمعنى ما، قادمة لا محالة. قد يقول المرء إن الهيكل القديم للعالم قد اختفى إلى غير رجعة، وأن صراعا جديا لا يمكن تجنبه يتكشف من أجل تشكيل هيكل جديد، إلا أن هذا الصراع، أولا وقبل كل شيء، ليس صراعا على السلطة أو النفوذ الجيوسياسي، وإنما هو صراع على المبادئ ذاتها، المبادئ التي ستبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب في المرحلة التاريخية القادمة. وهو الصراع، الذي ستحدد نتائجه ما إذا كان بوسعنا جميعا أن نعمل سويا من خلال الجهود المشتركة، لبناء عالم يسمح للجميع بتنمية وحل التناقضات الناشئة على أساس الاحترام المتبادل للثقافات والحضارات، دون إكراه أو استخدام للقوة. وأخيرا يطرح هذا الصراع سؤالا بشأن ما إذا كان بإمكان المجتمع الإنساني أن يظل مجتمعا بمبادئه الأخلاقية الإنساني، وهل يبقى الإنسان إنسانا؟
وقد يبدو للوهلة الأولى أنه لا بديل لذلك، إلا أنه، ومع الأسف الشديد يوجد هذا البديل: أن تغرق الإنسانية في هاوية الفوضى العدوانية، والانقسامات الداخلية والخارجية، وفقدان القيم التقليدية، وأشكال جديدة من الاستبداد، والرفض الفعلي للمبادئ الكلاسيكية للديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية. ويتم تفسير الديمقراطية، على نحو متزايد، بأنها سلطة لا الأغلبية، وإنما الأقلية. بل إنهم يقارنون بين الديمقراطية التقليدية والديمقراطية مع بعض الحريات المجردة، التي من أجلها يمكن إهمال والتغاضي عن والتضحية ببعض الإجراءات الديمقراطية والانتخابات ورأي الأغلبية وحرية التعبير وذات الديمقراطية.
إن التهديد هنا هو الإملاء، والتحول إلى قاعدة الأيديولوجيات الشمولية في الأساس، وهو ما نراه في مثال الليبرالية الغربية، التي انحطت اليوم، فيما أعتقد، نحو التعصب الشديد والعدوان تجاه أي بديل آخر، وتجاه أي دولة ذات سيادة وقوة واستقلال فكري، وهو ما يقف اليوم مبررا للنازية الجديدة والإرهاب والعنصرية وحتى الإبادة الجماعية للمدنيين.
وأخيرا، فإن هذه صراعات واشتباكات دولية محفوفة بالتدمير المتبادل، وأضحت الأسلحة القادرة على القيام بذلك، في نهاية المطاف، موجودة ويتم تطويرها باستمرار، وتتخذ أشكالا جديدة مع تطور التكنولوجيا. وأصبح منتدى أصحاب هذه الأسلحة آخذ في التوسع، ولم يعد أحد يضمن عدم استخدامها في حالة تزايد التهديدات الشبيهة بالانهيار الجليدي والتدمير النهائي للمعايير القانونية والأخلاقية.
وقد قلنا بالفعل سابق أننا وصلنا إلى نقطة خطيرة، والدعوات الصادرة عن الغرب لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تكشف عن نزعة مغامرة شديدة لدى الساسة الغربيين. حسنا، لنقل البعض منهم على أي حال. إنها مثل هذا الإيمان الأعمى بإفلاتهم من المحاسبة والعقاب، وإحساسهم بالتفوق والاستثنائية والذي يمكن أن يتحول إلى مأساة عالمية. في الوقت نفسه، فإن القوى المهيمنة السابقة، التي اعتادت، من حقبة الاستعمار، على حكم العالم، تفاجأ بشكل متزايد حينما تجد أنها لا تطاع. ومحاولات التشبث بالسلطة والمراوغة بالقوة لا تؤدي سوى إلى عدم الاستقرار بشكل عام وزيادة التوترات والضحايا والدمار، بينما لا تسفر هذه المحاولات عن النتيجة التي يسعى إلها من يريدون الحفاظ على سلطتهم المطلقة غير المقسمة، فمسار التاريخ حتمي يستحيل أن يتوقف.
وبدلا من إدراك عدم جدوى تطلعات هؤلاء والطبيعة الموضوعية للتغييرات، يبدو أن بعض النخب الغربية على استعداد لفعل أي شيء لمنع ظهور نظام دولي جديد يلبي مصالح الأغلبية العالمية. وفي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، أصبحت مبادئ مثل “ألا ينتهي الأمر إلى من سوانا”، و”من ليس معنا فهو ضدنا” ملحوظة على نحو متزايد. حسنا، لأنه هنا، وفي أماكن متعددة من بلدان العالم هناك مقولة أن ما تزرعه ستحصده.
والفوضى وأزمة النظم تتزايد بالفعل في ذات البلدان التي تحاول اتباع مثل هذه السياسات، كما أن ادعاءاتها بالحصرية والاستثنائية، والتبشيرية الليبرالية العولمية، والاحتكار الأيديولوجي والعسكري السياسي، تستنزف بشكل متزايد تلك البلدان التي تحاول اتباع هذا النهج. ومثل هذه السياسات، التي تدفع العالم نحو التدهور، تتعارض بشكل واضح مع المصالح الحقيقية لشعوب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية نفسها.
وأنا على يقين من أن الغرب سوف يفهم ذلك عاجلا أم آجلا. فقد كان أساس الإنجازات الغربية العظيمة الماضية دائما، وعلى وجه التحديد، النهج العملي والرصين، القائم على تقييم صارم للغاية، ساخر في بعض الأحيان، لكنه عقلاني يرصد ويحلل ما يحدث ويدرك إمكانياته الذاتية.
وفي هذا الصدد، أود التأكيد مرة أخرى على أن روسيا، بعكس خصومنا، لا ترى الحضارة الغربية عدوا، ولا تطرح سؤال “نحن أم هم”، أو “من ليس معنا فهو ضدنا”، نحن لا نقول ذلك أبدا. ونحن لا نريد أن نعلّم أي أحد أي شيء، أو نفرض نظرتنا للعالم على أي أحد. موقفنا منفتح وهو على النحو التالي:
لقد جمع الغرب موارد بشرية وفكرية وثقافية ومادية هائلة حقا، وبفضلها يمكنه أن يتطور بنجاح، ويظل أحد أهم عناصر النظام العالمي. لكنه وعلى وجه التحديد “أحد تلك العناصر” إلى جانب الدول ومجموعات الدول النامية الأخرى. ولا يمكن الحديث في البيئة الدولية الجديدة عن أي هيمنة. وعندما يفهمون ويعترفون بهذه الحقيقة التي لا يمكن دحضها أو تغييرها، في واشنطن وغيرها من العواصم الغربية الأخرى، فإن عملية بناء النظام العالمي الذي يلبي تحديات المستقبل سوف تدخل أخيرا مرحلة البناء الحقيقي. وآمل أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن، لأنه يصب في المصلحة المشتركة، بما في ذلك مصلحة الغرب نفسه في المقام الأول.
وفي غضون ذلك، يتعين علينا، نحن المهتمين بخلق عالم عادل ودائم، ان ننفق الكثير من الطاقة والجهد للتغلب على الأعمال التدميرية التي يقوم بها خصومنا، ممن لا زالوا يتشبثون باحتكارهم. إنه أمر واضح يراه الجميع في الغرب نفسه، وفي الشرق، وفي الجنوب، واضح في كل مكان. يحاولون الحفاظ على السلطة والاحتكار، وهي أمور واضحة.
كان من الممكن أن توجه هذه الجهود بشكل أكثر فائدة لمعالجة المشكلات المشتركة حقا التي تؤثر على الجميع: من التركيبة السكانية والتفاوت الاجتماعي إلى تغير المناخ، والأمن الغذائي، والطب، والتكنولوجيات الجديدة. إنه ما نحتاج جميعا إلى التفكير فيه، وما يحتاج الجميع حقا إلى العمل عليه والقيام به.
ولتسمحوا لي بتقديم بعض الاستطرادات الفلسفية اليوم، فمنتدى”فالداي” مخصص للمناقشة، لذا آمل أن يكون ما أقوله متماشيا مع المناقشات التي جرت هنا حتى الآن.
لقد أسلفت أن العالم يتغير على نحو جذري، ولا رجعة في تحوله. وهو يختلف عن أي نسخ أخرى لبنية النظام العالمي من خلال الجمع والوجود المتوازي لظاهرتين متنافيتين على ما يبدو: الصراع المتنامي بسرعة، وتجزئة المجال السياسي والاقتصادي والقانوني من ناحية، والترابط الوثيق المستمر بين العالم أجمع من ناحية أخرى. قد ينظر إلى هذا بوصفه نوعا من التناقض. فنحن معتادون في نهاية المطاف على حقيقة أن المسارات المحددة عادة ما تتبع بعضها البعض، وتحل محل بعضها البعض. وقرنا بعد قرن، تتناوب فترات الصراع وانهيار العلاقات مع فترات أكثر ملاءمة من التفاعل، وتلك ديناميكيات التطور التاريخي.
يتضح لنا أن ذلك لم يعد يعمل اليوم. دعونا نحاول التبحر قليلا في هذا الشأن: إن الصراعات الحادة والأساسية التي تحمل عواطف جياشة، تشكل بطبيعة الحال تعقيدا للتنمية العالمية، لكنها لا تقاطعها. فبدلا من سلاسل التفاعل التي دمرتها القرارات السياسية وحتى الوسائل العسكرية، تظهر سلاسل أخرى. نعم، إن الأمر أكثر تعقيدا ومربكا في بعض الأحيان، إلا أنه يحافظ على الروابط الاقتصادية والاجتماعية.
وقد رأينا من خبرة السنوات الأخيرة كيف قام ما يسمى بالغرب الجماعي بمحاولة غير مسبوقة لإبعاد روسيا عن النظام العالمي اقتصاديا وسياسيا، حيث أصبح حجم العقوبات والتدابير العقابية المطبقة ضد بلادنا لا مثيل له في التاريخ. وافترض خصومنا أنهم بذلك سيوجهون لروسيا ضربة قاضية ساحقة، لن تتعافى منها البلاد ببساطة، وستجبرها أن تكون أحد العناصر الأساسية للحياة الدولية.
وأعتقد أنه لا حاجة هنا للتذكير بما حدث على أرض الواقع. وتبدو لي حقيقة أن الذكرى السنوية التي جمع فيها منتدى”فالداي” هذا الحشد التمثيلي تتحدث عن نفسها. إلا أن النقطة بالطبع ليست في “فالداي”، وإنما النقطة الهامة هي الحقائق التي نعيش فيها والتي توجد روسيا في وسطها. فالعالم يحتاج إلى روسيا، ولا يمكن لأي قرارات تتخذها واشنطن أو بروكسل، اللتان تفترضان أنهما فوق الجميع، أن تغيّر من هذا الوضع.
والأمر نفسه ينطبق على الحلول الأخرى. فحتى السبّاح المتمرس لا يستطيع السباحة ضد تيار قوي، مهما كانت الحيل، وحتى المنشطات التي يستخدمها. وتيار السياسة العالمية، التيار السائد، يتجه في الاتجاه الآخر، المعاكس لتطلعات الغرب، من أفول عالم الهيمنة وصعود عالم التنوع. وهو أمر واضح، وكما يقول أهلنا: لا حاجة للذهاب إلى عرافة. هو أمر جليّ.
دعونا نعود إلى جدلية التاريخ، والعصور المتغيرة للصراع والتعاون. فهل أصبح العالم حقا بحيث لم تعد هذه النظرية وهذه الممارسة صالحة؟ دعونا نحاول أن ننظر إلى ما يحدث من زاوية مختلفة قليلا: ما هو هذا الصراع بالضبط، ومن يشارك فيه اليوم؟
منذ منتصف القرن الماضي، عندما تمكنت الجهود الحديثة، على حساب خسائر فادحة، من هزيمة النازية، الأيديولوجية الأكثر خبثا وعدوانية والتي أصبحت نتاجا لأشد التناقضات حدة في النصف الأول من القرن العشرين، كانت الإنسانية تواجه مهمة تجنب إحياء مثل هذه الظاهرة، وتكرار الحروب العالمية. وبرغم كل التعرجات والمناوشات المحلية، تم تحديد المسار العام بعد ذلك. كان ذلك بمثابة رفض جذري لجميع أشكال العنصرية، وتدمير النظام الاستعماري الكلاسيكي، وتوسيع عدد المشاركين الكاملين في السياسة الدولية، وكان الطلب على الانفتاح والديمقراطية في النظام الدولي صريحا وواضحا، ويعني التطور السريع لمختلف البلدان والمناطق، وظهور مناهج تكنولوجية واجتماعية واقتصادية جديدة تهدف إلى توسيع فرص التنمية وتحسين فرص الرفاهية. وبطبيعة الحال، وشأنها في ذلك شأن أي عملية تاريخية، أدى ذلك إلى تضارب في المصالح. ولكنني أكرر أن الرغبة العامة في المواءمة والتطوير في كافة جوانب هذا المفهوم كانت واضحة.
وقد ساهمت بلادنا، الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، مساهمة كبيرة في تعزيز هذه التوجهات، فقد ساعد الاتحاد السوفيتي الدول التي حررت نفسها من التبعية الاستعمارية أو الاستعمارية الجديدة، سواء كانت في إفريقيا أو جنوب شرق آسيا أو الشرق الأوسط أو أمريكا اللاتينية. واسمحوا لي أن أذكركم بشكل منفصل أن الاتحاد السوفيتي، منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، هو الذي بادر بإنهاء المواجهة الأيديولوجية، والتخلص من إرث الحرب الباردة، أو أنه في الواقع قام نفسه بإنهاء الحرب الباردة، والتغلب على إرثها، وتحطيم الحواجز التي طالما حالت دون وحدة العالم وتنميته الشاملة.
نعم، لدينا علاقة معقدة مع تلك الفترة، بالنظر إلى ما انتهى إليه مسار القيادة السياسية للبلاد آنذاك. لكن، علينا أن نتعامل مع بعض العواقب المأساوية، ولا زلنا نكافح بشأنها. لكن الدافع نفسه هو ما وددت التأكيد عليه، كان الدافع مثاليا على نحو غير مبرر من جانب قادتنا وشعبنا، وأحيانا كان منشأ النهج الساذج، كما أصبحنا نراه اليوم، الرغبات الصادقة في السلام والأمن، كان الدافع هو الصالح العام، الذي هو في واقع الأمر أمر متأصل تاريخيا في شخصية شعبنا وتقاليده ونظامه القيمي وإحداثياته الروحية والأخلاقية.
فلماذا إذن أدت هذه التطلعات إلى نتائج عكسية؟ يطرح السؤال نفسه. نحن نعرف الإجابة، وقد سبق وذكرت ذلك أكثر من مرة بشكل أو بآخر. لأن الطرف المقابل من المواجهة الأيديولوجية لم ينظر إلى الأحداث التاريخية حينها بوصفها فرصة لإعادة بناء العالم على مبادئ وقوانين جديدة وعادلة، بل اعتبرها فوزا وانتصارا له، واستسلام لبلادنا أمام الغرب، بالتالي اعتبر ذلك نصرا مبينا. اعتبرها فرصة، ومن حق الفائز أن يبسط هيمنته الكاملة.
تحدثت عن هذا الأمر مرة واحدة، ولكن بشكل عابر، ولن أذكر أسماء. في منتصف التسعينيات، ربما نهايتها، قال أحد الشخصيات السياسية الأمريكية آنذاك: الآن سنتعامل مع روسيا لا كعدو مهزوم، ولكن كأداة جامدة عاطلة في أيدينا. وهذا ما استرشدوا به، ولم يكن هناك اتساع كاف في الرؤية، لا ثقافة عامة، ولا ثقافة سياسية. كان هناك عدم فهم لما يحدث، وجهل مطبق بروسيا في الطريقة التي أساء بها الغرب تفسير ما اعتبره نتائج الحرب الباردة، وفي الطريقة التي بدأ بها إعادة تشكيل العالم لنفسه، وفي جشعه الجيوسياسي المخزي وغير المسبوق. تلك هي المصادر الحقيقية لصراع العصر التاريخي الراهن، بدءا من مآسي يوغوسلافيا ومرورا بالعراق وليبيا وانتهاء بأوكرانيا والشرق الأوسط.
لقد بدا لبعض النخب الغربية أن الاحتكار الناشئ ولحظة الأحادية القطبية بالمعنى الأيديولوجي والاقتصادي والسياسي وحتى العسكري الاستراتيجي جزئيا، هي بيت القصيد، هي كل شيء، وقد وصلنا. “توقفي أيتها اللحظة، كم أنت رائعة!”، تم الإعلان عن ذلك حينها بغطرسة بوصفها تقريبا نهاية التاريخ.
ولا أظن أنني بحاجة لهذا الجمهور المجتمع هنا مدى قصر نظر هذه الرواية وضلالها. إلا أن التاريخ لم ينته عند هذه النقطة، بل على العكس من ذلك، فقد دخل إلى مرحلة جديدة. والنقطة لم تكن في أن بعض أعداء الغرب من الخبثاء والمنافسين والعناصر التخريبية منعوه من إنشاء سلطته العالمية المهيمنة.
ولنكن صادقين، فقد اعتقد كثيرون في هذا العالم في البداية أنه، وبعد اختفاء الاتحاد السوفيتي، نموذج البديل الاشتراكي السوفيتي، فقد جاء نظام الاحتكار لفترة طويلة، ربما إلى الأبد، وكانت الحاجة فقط للتكيف معه. إلا أن هذا النظام ترنح من تلقاء نفسه، تحت وطأة طموحات وجشع هذه النخب الغربية، وعندما رأوا أنه في إطار النظام الذي أنشأوه لأنفسهم (بعد الحرب العالمية الثانية، يجب الاعتراف أن المنتصرين أنشأوا نظام يالطا لأنفسهم، ثم بعد الحرب الباردة، بدأ المنتصرون المفترضون أيضا في تعديل نظام يالطا، وهنا كانت المشكلة)، حينما رأوا أن أشخاصا أخرى في إطار نفس هذا النظام يصلون إلى النجاح والقيادة، بالطبع بدأوا في انتهاك نفس القواعد التي كانوا يتحدثون عنها في الأمس القريب، وبدأوا في تغيير القواعد التي كانوا هم أنفسهم قد فرضوها.
فما هو نوع الصراع الذي نشهده اليوم؟ لدي قناعة أنه ليس صراعا بين الجميع وبعضهم، والناجم عن انحراف بعض القواعد التي كثيرا ما يحاول بيعها لنا الغرب، كلا على الأطلاق، ليس هذا. إنما نرى صراعا بين الغالبية العظمى من سكان الكوكب، التي تريد العيش والتطور في عالم مترابط مليء بعدد هائل من الفرص، والأقلية العالمية، التي لا يهمها سوى شيء واحد فقط، وكما قلت سابق، الحفاظ على هيمنتها. ومن أجل هذا، فهي على استعداد لتدمير الإنجازات التي نتجت عن التنمية الطويلة الأجل نحو نظام عالمي شامل. ولكن، وكما نرى، فلا طائل يأتي أو سيأتي من وراء ذلك.
في الوقت نفسه، يحاول الغرب نفسه نفاقا إقناعنا جميعا بأن ما حققته البشرية بعد الحرب العالمية الثانية أصبح مهددا. ولا شيء من هذا القبيل صحيح، فقد ذكرت للتو، ان روسيا والأغلبية العظمى من الدول تسعى جاهدة على وجه التحديد إلى تعزيز روح التقدم الدولي والرغبة في السلام الدائم، الذي كان جوهر التنمية منذ منتصف القرن الماضي.
ولكن، ما يقع تحت التهديد في واقع الأمر هو الاحتكار الغربي، الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والذي حصل عليه الغرب لبعض الوقت في نهاية القرن العشرين. وأريد القول هنا مرة أخرى، والحاضرون في هذه القاعة يدركون أن أي احتكار، وكما يعلمنا التاريخ، سينتهي عاجلا أم آجلا، ولا يمكن أن يكون هناك أي أوهام بهذا الصدد، والاحتكار هو دائما شيء ضار، حتى بالنسبة للمحتكرين أنفسهم.
إن السياسة التي تنتهجها نخب الغرب الجماعي مؤثرة، لكنها، واستنادا إلى عدد المشاركين في ناد محدود للغاية، لا تمضي قدما إلى الأمام، إلى الإبداع، بل تجذب إلى الخلف، إلى الاحتفاظ بالهيمنة. ويعرف أي مشجع رياضي، ناهيك عن المحترفين، في كرة القدم والهوكي وأي لون من ألوان فنون الدفاع عن النفس: اللعب من أجل مجرد الصمود يؤدي دائما إلى الهزيمة.
وبالعودة إلى جدلية التاريخ، يمكننا القول إن الوجود الموازي للصراع والرغبة في الانسجام هو، بطبيعة الحال، أمر غير مستقر. ويجب حل تناقضات العصر عاجلا أم آجلا عن طريق الموائمة، والانتقال إلى نوعية مختلفة. وعند الدخول في هذه المرحلة الجديدة من التنمية، مرحلة إنشاء بنية عالمية جديدة، فمن المهم بالنسبة لنا جميعا ألا نكرر أخطاء نهاية القرن الماضي، عندما حاول الغرب، كما قلت من قبل، فرض إملاءاته على الجميع، وهو نموذج محفوف بصراعات جديدة.
لا ينبغي، في العالم الناشئ متعدد الأقطاب، أن تكون هناك بلدان وشعوب خاسرة. ولا ينبغي أن يشعر أي أحد بالحرمان أو الإذلال. عندها فقط سنتمكن من ضمان الظروف المناسبة طويلة الأجل للتنمية الشاملة والعادلة والآمنة. إن الرغبة في التعاون والتفاعل، بلا شك، هي التي تسيطر على المواقف الأكثر حدة وتتغلب عليها، ويمكننا القول بثقة أن هذا هو التيار الدولي السائد، المسار الرئيسي للأحداث. وبرغم أنه من الصعب التنبؤ بالمستقبل، في خضم التحولات التكتونية الناجمة عن التغيرات العميقة في النظام العالمي، إلا أن بإمكاننا، من خلال معرفتنا باتجاه مسار العالم نحو التغيير، من الهيمنة إلى عالم معقد من التعاون المتعدد الأطراف، أن نحدد بعض الخطوط العريضة للمستقبل على أقل تقدير.
بوتين يذكر بـ 6 مبادئ طرحها أمام “فالداي” العام الماضي كأسس العالم الجديد
في حديثي بمنتدى “فالداي” العام الماضي، سمحت لنفسي بطرح ستة مبادئ ينبغي لنا، في رأيي، أن تشكل الأساس للعلاقات في مرحلة تاريخية جديدة من التطور. ولم تؤد الأحداث والزمن الذي مر، في رأيي، سوى إلى تأكيد عدالة وصحة المقترحات المطروحة آنذاك، والتي سأحاول تطويرها.
- أولا، الانفتاح على التفاعل هو القيمة الأكثر أهمية بالنسبة للغالبية العظمى من البلدان والشعوب. ومحاولات إقامة حواجز مصطنعة معيبة ليس فقط لأنها تعيق التنمية الاقتصادية الطبيعية التي تعود بالنفع على الجميع، بل إن انقطاع العلاقات أمر خطير بشكل خاص في ظروف الكوارث الطبيعية والاضطرابات الاجتماعية والسياسية، التي للأسف لا يمكن تجنبها في الممارسة الدولية. من ذلك ما حدث على سبيل المثال العام الماضي بعد الزلزال الكارثي في آسيا الصغرى، ولأسباب سياسية بحتة، تم حظر وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري، فيما تعرضت بعض المناطق لأضرار بالغة بسبب الكارثة. ومثل ذلك أمثلة كثيرة، عندما تعيق المصالح الأنانية والانتهازية لتحقيق الصالح العام. إن البيئة الخالية من العوائق التي تحدثت عنها في العام الماضي هي المفتاح ليس فقط لتحقيق الرخاء الاقتصادي، بل وأيضا لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة. وفي مواجهة التحديات الجديدة، بما في ذلك عواقب التطور السريع للتكنولوجيا، من الضروري للبشرية أن توحد الجهود الفكرية. ومن الجدير بالملاحظة هنا أن المعارضين الرئيسيين للانفتاح اليوم، هم أولئك الذين رفعوه شعارا لهم بالأمس القريب.اليوم، تحاول نفس القوى والأشخاص استخدام القيود كأداة للضغط على المعارضين. ولن يتم تحقيق أي شيء من هذا لنفس السبب: فالأغلبية العالمية الضخمة تؤيد الانفتاح دون تسييس.
- ثانيا، تحدثنا دائما عن تنوع العالم كشرط أساسي لاستدامته. وربما قد يبدو الأمر كمفارقة، لأنه كلما زاد التنوع، كلما كان من الصعب رسم صورة واحدة. لكنه، وبطبيعة الحال، ينبغي للمعايير العالمية أن تساعد هنا. هل يمكن تحقيق ذلك؟ لا شك أن الأمر صعب، وليس من السهولة بمكان القيام به، إلا أنه وأولا، لا ينبغي أن يكون هناك موقف حيث يعتبر نموذج دولة واحدة أو جزء صغير نسبيا من الإنسانية نموذجا عالميا يفرض على الجميع. وثانيا، لا يمكن قبول أي قانون تقليدي، أو حتى مطور ديمقراطيا بالكامل، ونسبه إلى الأبد كتوجيه وإملاء، كحقيقة لا جدال فيها، على الآخرين. إن المجتمع الدولي كائن حي، تكمن قيمته وتفرده في تنوعه الحضاري. والقانون الدولي هو الآخر نتاج اتفاقيات لا بين الدول، بل بين الشعوب، لأن الوعي القانوني جزء لا يتجزأ وأصيل في الثقافات والحضارات. وأزمة القانون الدولي التي يتحدث عنها الناس الآن هي، على نحو ما، أزمة نمو. فصعود الشعوب والثقافات التي ظلت في السابق، لسبب أو لآخر، على الهامش السياسي، يعني أن أفكارها الأصيلة حول القانون والعدالة تلعب دورا متزايد الأهمية. هم مختلفون، وربما يعطي هذا انطباعا بوجود نوع من الخلاف والنشاز، لكن ذلك ليس سوى المرحلة الأولى من التطور. وأنا مقتنع بأن النظام الجديد ممكن فقط على مبادئ تعدد الأصوات، الصوت المتآلف لجميع الأصوات الموسيقية. فنحن، إذا شئتم، نتحرك نحو نظام عالمي لا متعدد المراكز بقدر ما هو متعدد الأصوات، بحيث يسمع كل صوت على انفراد، لكن الأهم هو سماع كل الأصوات بالتزامن في تآلف. وأولئك الذين تعودوا على العزف المنفرد، ويريدون التفرد سيكون عليهم التعود على المدونة الموسيقية الجديدة لجميع الأصوات بالتزامن. شرحت ما هو القانون الدولي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي كتبته الدول المنتصرة. إلا أن العالم لم يتغير، وبطبيعة الحال، تظهر مراكز قوى جديدة، وتنمو اقتصادات قوية وتتصدر القمة، لذلك يحتاج التنظيم القانوني هو الآخر إلى التغيير، وبالطبع يجب أن يتم ذلك بعناية، لكنه أمر لا مفر منه. فالقانون هو ما يجب أن يعكس الواقع لا العكس.
- ثالثا، قلت أكثر من مرة أن العالم الجديد لا يمكن أن يتطور بنجاح إلا على مبادئ التمثيل الأقصى. وقد أظهرت تجربة العقدين الأخيرين بوضوح ما يؤدي إليه اغتصاب السلطة، ورغبة البعض في انتحال الحق في التحدث والتصرف نيابة عن الآخرين. وأولئك الذين يطلق عليهم عادة القوى العظمى، اعتادوا على الاعتقاد بأن لديهم الحق في تحديد اهتمامات الآخرين، أمر مثير حقا، أن تملي على الآخرين مصالحهم الوطنية على أساس مصالحك الخاصة. إن هذا لا ينتهك مبادئ الديمقراطية والعدالة فحسب، بل إن أسوأ ما في الأمر، أنه، في الواقع، لا يسمح لنا بحل المشكل الملحة حقا. والعالم القادم لن يكون بسيطا بسبب تنوعه على وجه التحديد، وكلما زاد عدد المشاركين الكاملين في العملية، كلما كان من الصعب بالطبع العثور على الخيارات المثلى التي تناسب الجميع. ولكن، عندما يتم العثور عليها، فهناك أمل في أن يكون الحل مستداما وطويل الأجل، وهو ما يسمح أيضا بالتخلص من الاستبداد والتذبذب المندفع، وعلى العكس من ذلك، يجعل العمليات السياسية هادفة وعقلانية ومسترشدة بمبدأ الاكتفاء العقلاني. وبشكل عام، فهذا المبدأ منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وهو مبدأ موجود في مجلس الأمن الدولي التابع للمنظمة. ما هو حق النقض “الفيتو”، ولماذا اخترع؟ حتى لا يتم اتخاذ قرارات لا تناسب اللاعبين على الساحة الدولية. هل هو أمر جيد أم سيء؟ ربما يكون أمرا سيئا بالنسبة لأحدهم أن يضع العراقيل أمام قرارات معينة، لكنه، في الوقت نفسه، أمر جيد بمعنى أن القرارات التي لا تناسب أحد الأطراف لا يتم اتخاذها. وماذا يعني هذا؟ ما الذي يقوله هذا المعيار؟ يقول إنه يتعين الذهاب إلى غرفة الاجتماعات والتفاوض، وهذا هو بيت القصيد. ولكن مع تحول العالم إلى متعدد الأقطاب، من الضروري إيجاد الأدوات التي من شأنها توسيع نطاق استخدام آليات من هذا النوع. وفي كل حاجة محددة، لا ينبغي أن يكون القرار جماعيا فحسب، بل يجب أن يشمل كل المشاركين القادرين على تقديم مساهمة هادفة وهامة في حل المشكلات. فهؤلاء، وقبل كل شيء، هم المشاركون الذين يهتمون بشكل مباشر في إيجاد طريقة إيجابية للخروج من الوضع، لأن أمنهم في المستقبل، وبالتالي رخاؤهم، يعتمد واقعيا على ذلك. هناك أمثلة لا حصر لها على مدى تحول التناقضات المعقدة، ولكن القابلة فعليا للحل للبلدان والشعوب المجاورة إلى صراعات مزمنة لا حل لها بسبب المؤامرات والتدخل الجسيم للقوى الخارجية، والتي من حيث المبدأ، لا تهتم فيما بعد بما يحدث للمشاركين في هذه الصراعات، وكم الدماء التي سيتم سفكها، وعدد الضحايا الذين سيعانون. فالمتدخلين من الخارج ينقادون لمصالحهم الأنانية البحتة دون أن يتحملوا أي مسؤولية. أعتقد أيضا أن المنظمات الإقليمية ستلعب دورا خاصا في المستقبل، لأن الدول المتجاورة، مهما كانت العلاقات بينها صعبة، تجمعها دائما مصلحة مشتركة في الاستقرار والأمن. والحلو الوسط أمر حيوي بالنسبة لهم لتحقيق الظروف المثلى لتنميتهم.
- رابعا، المبدأ الأساسي هو الأمن للجميع بلا استثناء. ولا يمكن ضمان أمن البعض على حساب أمن الآخرين. ولا أخترع هنا شيئا جديدا، وإنما هو أمر منصوص عليه في وثائق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كل ما هنالك أنه يجب تنفيذه. إن نهج الكتل هو إرث الحقبة الاستعمارية للحرب الباردة، ويتعارض مع طبيعة النظام الدولي الجديد، الذي يتسم بالانفتاح والمرونة. لم يتبق في العالم اليوم سوى كتلة واحدة، ملتحمة بما يسمى “الالتزام”، والعقائد الأيديولوجية الصارمة والكليشيهات، هو حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي أصبح الآن، يحاول دون توقف عند حدود شرق أوروبا، التوسع إلى مساحات أخرى من العالم، في انتهاك لوثائقه القانونية الخاصة، إنها مفارقة تاريخية صريحة. لقد تحدثنا أكثر من مرة عن الدور المدمر الذي استمر حلف “الناتو” في لعبه، لا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحلف “وارسو”، عندما بدأ الحلف في فقدان السبب والمعنى الرسمي المعلن لوجوده. ويبدو لي أن الولايات المتحدة أدركت أن هذه الأداة قد أصبحت غير جذابة وغير ضرورية، لكنها كانت بحاجة إليها وتحتاج إليها اليوم لتتولى القيادة في منطقة نفوذها. ولهذا السبب هناك حاجة للصراعات. وكما تعلمون، وحتى قبل كل الصراعات الحادة التي نشهدها اليوم، أخبرني عدد من الزعماء الأوروبيين بأنهم في الولايات المتحدة، يخيفونهم بروسيا، في الوقت الذي لا يرون في أوروبا أي تهديدات من قبل روسيا. إنه كلام مباشر، أعتقد أنهم في الولايات المتحدة فهموا ذلك جيدا، وشعروا به، وتعاملوا بالفعل مع حلف “الناتو” باعتباره منظمة ثانوية، تحافظ على قيمتها وجاذبيتها من إخافة أوروبا بشكل صحيح. ولهذا تبرز الحاجة إلى تمزيق العلاقة بين روسيا وأوروبا، وخاصة روسيا وألمانيا، وروسيا وفرنسا، من خلال الصراعات. هذا ما أدى إلى انقلاب أوكرانيا والعملية العسكرية في الجنوب الشرقي من إقليم دونباس. لقد أجبرونا ببساطة على الرد، وبهذا المعنى حققوا ما يريدون. يبدو لي أن الشيء نفسه يحدث في آسيا، وفي شبه الجزيرة الكورية. إننا نرى في الواقع أن الأقلية العالمية، من خلال الحفاظ على كتلتها العسكرية وتعزيزها، تأمل في الاحتفاظ بالسلطة بهذه الطريقة. ومع ذلك، وحتى داخل هذه الكتلة نفسها، من الممكن بالفعل أن نفهم ونرى أن الإملاءات القاسية من جانب “الأخ الأكبر” لا تساهم بأي شكل من الأشكال في حل المشكلات التي تواجه الجميع. علاوة على ذلك، فإن مثل هذه التطلعات تتعارض بشكل واضح مع مصالح بقية العالم، الذي يرى أن التعاون مع الأطراف المفيدة، وإقامة شراكات مع المهتمين هو الأولوية الواضحة لمعظم دول العالم. ومن الواضح أن الكتل العسكرية والسياسية والأيديولوجية هي نوع آخر من العراقيل التي أقيمت في طريق التطور الطبيعي لمثل هذا النظام الدولي. وفي الوقت نفسه، أشير إلى مفهوم “اللعبة الصفرية”، التي تؤدي إلى فوز طرف واحد، وخسارة البقية، وهو نتاج الفكر السياسي الغربي، وهو المفهوم الذي فُرض على الجميع باعتباره مفهوما عالميا، في فترة هيمنة الغرب، إلا أنه أبعد ما يكون عن العالمية، ولا ينجح دائما. على سبيل المثال، فإن الفلسفة الشرقية، وكثيرون هنا في هذه الغرفة يعرفون ذلك حق المعرفة، وربما أفضل مني، مبنية على نهج مختلف تماما. حيث تعتمد هذه الفلسفة على البحث عن انسجام المصالح حتى يمكن للجميع تحقيق ما هو أكثر أهمية لهم، ولكن ليس على حساب مصالح الآخرين. “أفوز أنا وتفوز أنت أيضا”. وكان الشعب الروسي وسائر الشعوب التي تعيش داخل روسيا تنطلق دائما، قدر المستطاع، من حقيقة أن الشيء الرئيسي ليس محاولة فرض الرأي بأي وسيلة وطريقة، ولكن محاولة إقناع الآخرين والاهتمام بالشراكة الصادقة والتفاعل الندي. لقد أثبت تاريخنا، بما في ذلك تاريخ الدبلوماسية الداخلية، مرارا وتكرارا ما تعنيه قيم الشرف والنبل وصنع السلام والتنازل. ويكفي أن نتذكر دور روسيا في هيكل أوروبا بعد عصر الحروب النابليونية. أعلم أنه يُنظر إلى هذا، إلى حد ما، بوصفه عودة لمحاولة الحفاظ على الملكية هناك وما إلى ذلك، لكن ما يدور الحديث عنه هنا في هذه النقطة هو النهج المتبع في كيفية حل هذه القضايا. إن النموذج الأولي للطبيعة الجديدة والحرة وغير المتكتلة للعلاقات بين الدول والشعوب هو المجتمع الذي يتم تشكيله الآن في إطار مجموعة “بريكس”. وهذا، من بين أمور أخرى، يؤكد بوضوح حقيقة أنه حتى من بين أعضاء “الناتو” هناك من يهتمون بالعمل الوثيق مع مجموعة “بريكس”، ولا أستبعد أن تفكر دول أخرى في المستقبل بالعمل المشترك الوثيق مع مجموعة “بريكس”. لقد ترأست بلادنا “بريكس” هذا العام، وقد عقدت قمة مؤخرا في قازان، ولا أخفي أن تطوير نهج منسق بين العديد من البلدان، التي لا تتطابق مصالحها دائما في كل شيء، ليس بالمهمة السهلة. وكان على الدبلوماسيين وغيرهم من المسؤولين الحكوميين بذل أقصى قدر من الجهد واللباقة وإظهار القدرة على الاستماع والإنصات لبعضهم البعض من أجل تحقيق النتيجة المرجوة. وبذل الجميع كثيرا من الجهد في ذلك. إلا أنها الطريقة التي تولد بها روح التعاون الفريدة، التي لا تقوم على الإكراه والإملاءات، وإنما على التفاهم المتبادل.ونحن على ثقة من أن مجموعة “بريكس” تقدم نموذجا جيدا للتعاون الحقيقي البناء في البيئة الدولية الجديدة. وأضيف أن منصات “بريكس” واجتماعات رجال الأعمال والعلماء والمثقفين في بلداننا يمكن أن تصبح مساحة لفهم فلسفي عميق وأساسي للعمليات الحديثة للتنمية العالمية، مع الأخذ في الاعتبار خصائص كل حضارة بثقافتها وتاريخها وقيمها وهويتها وتقاليدها. إن روح الاحترام ومراعات المصالح هي الأساس للنظام المستقبلي للأمن الأوراسي الذي بدأ يتشكل في قارتنا الضخمة، وهو ليس نهجا متعدد الأطراف بحق فحسب، وإنما هو نهج متعدد الأوجه أيضا. ففي نهاية المطاف، يشكل الأمن اليوم مفهوما معقدا لا يشمل فقط الجوانب العسكرية والسياسية، فالأمن مستحيل من دون ضمانات التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضمان استقرار الدول في مواجهة أي تحديات، تحديات الطبيعة والتحديات من صنع الإنسان، سواء كان الحديث يدور عن العالم المادي أو الرقمي أو الفضاء الإلكتروني وما إلى ذلك.
- خامسا، العدالة للجميع. فإن عدم المساواة هو الآفة الحقيقة التي يواجهها العالم الحديث. وداخل البلدان، يؤدي عدم المساواة إلى التوتر الاجتماعي وعدم الاستقرار السياسي. أما على الساحة العالمية، فإن الفجوة في مستوى التنمية بين “المليار الذهبي” وبقية البشرية محفوفة ليس فقط بالتناقضات السياسية المتزايدة، بل وأيضا بمشكلات الهجرة المتفاقمة. وتواجه جميع البلدان المتقدمة تقريبا على هذا الكوكب تدفقا غير منضبط بشكل متزايد لأولئك الذين يأملون بهذه الطريقة في تحسين وضعهم المالي ورفع وضعهم الاجتماعي والبحث عن أفق للمستقبل، وفي بعض الأحيان مجرد الهروب من أجل البقاء على قيد الحياة. في المقابل، فإن ظاهرة الهجرة تلك تؤدي إلى زيادة كراهية الأجانب والتعصب تجاه الوافدين الجدد إلى المجتمعات الأكثر ثراء، ما يؤدي إلى دوامة من سوء الحالة الاجتماعية والسياسية وزيادة مستوى العدوانية. كما ان تأخر العديد من البلدان والمجتمعات من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية هو ظاهرة معقدة. وبطبيعة الحال، لا يوجد علاج سحري لهذا المرض، بل إننا بحاجة إلى عمل منهجي طويل الأجل. وفي كل الأحوال، من الضروري تهيئة الظروف التي يمكن في ظلها إزالة العقبات المصطنعة ذات الدوافع السياسية التي تعترض التنمية. ومحاولات استخدام الاقتصاد كسلاح، بغض النظر عمن يتم توجيهه ضده، تضرب الجميع بلا استثناء، لا سيما الأكثر ضعفا وهشاشة، الأشخاص والبلدان التي تحتاج إلى الدعم. ونحن على قناعة بأن مشكلات الأمن الغذائي وأمن الطاقة، والحصول على الخدمات في مجال الصحة والتعليم وأخيرا إمكانية الانتقال القانوني ودون عوائق للأشخاص ينبغي وضعها خارج أقواس أي صراعات أو تناقضات، فتلك هي حقوق الإنسان الأساسية.
- سادسا، نحن لا نكلّ أبدا من التأكيد على أن أي هيكل دولي مستدام لا يمكن أن يقوم سوى على مبادئ المساواة في السيادة. نعم، كل الدول لديها إمكانيات مختلفة، وهو أمر واضح، كذلك فإن الفرص المتاحة لها بعيدة كل البعد عن التكافؤ. ونسمع الكثير بهذا الصدد من أن المساواة الكاملة مستحيلة وطوباوية ووهمية، إلا أن خصوصية العالم الحديث، المترابط والمتكامل بشكل وثيق، تكمن على وجه التحديد في حقيقة أن الدول التي ليست الأقوى أو الأكبر، غالبا ما تلعب دورا أكبر من العمالقة، وذلك فقط لأنها قادرة على استخدام أكثر عقلانية واستهدافا لإمكانياتها البشرية والفكرية والطبيعية والبيئية، وهي أكثر قدرة في التعامل مع القضايا المعقدة بمرونة وذكاء، ووضع معايير عالية في نوعية الحياة والأخلاق وكفاءة الإدارة، وهي الدول الأقدر على خلق فرص لتحقيق الذات للجميع، ولتهيئة الظروف والمناخ النفسي المناسب في المجتمع لنهضة العلم وريادة الأعمال والفن والإبداع واكتشاف المواهب لدى الشباب. وكل تلك أصبحت اليوم من عوامل النفوذ العالمي، ولإعادة صياغة قوانين الفيزياء: فحتى لو فقدت المضمون لا زال بإمكانك الفوز في النتائج. إن الشيء الأكثر ضررا وتدميرا والذي يتجلى في عالم اليوم هو الغطرسة، والنظرة الفوقية لأحد، بل والرغبة اللانهائية في الأستاذية وإملاء الإرادة، وهو ما لم تفعله روسيا قط، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لها. ونحن نرى أن نهجنا مثمر، وتُظهر التجربة التاريخية بما لا يدع مجالا للشك أن التفاوت بين الناس، سواء على مستوى المجتمع أو على مستوى الدولة أو على الساحة الدولية يؤدي بالضرورة إلى عواقب وخيمة. أود الإضافة هنا إلى أنه وعلى مدار عدة قرون، وهو أمر ربما لم أذكره كثيرا، طوّر العالم المتمركز حول الغرب بعض الكليشيهات والصور النمطية ونوعا من التسلسل الهرمي. ثمة عالم متقدم، وإنسانية متقدمة، ونوع من الحضارة العالمية التي يجب على الجميع أن يسعى نحوها، وهناك شعوب وحشية متخلفة وغير متحضرة، وهؤلاء يجب أن يستمعوا دون شك إلى ما يقال لهم من الخارج، والتصرف بناء على تعليمات أولئك الذين يفترض أنهم يقفون فوق هذه الشعوب في التسلسل الهرمي الحضاري. من الواضح طبعا أن مثل هذا الشعار يعود لنهج استعماري فج لاستغلال الأغلبية العالمية. إلا أن المشكلة تكمن في أن هذه الأيديولوجية العنصرية في أساسها قد ترسخت في أذهان الكثيرين، وهي عقبة عقلية خطيرة أمام التنمية العالمية المتناغمة. إن العالم الحديث لا ينبذ الغطرسة فحسب، بل ينبذ كذلك الصمم تجاه خصوصيات الآخرين، وأصالتهم. ولبناء علاقات طبيعية عليك أولا أن تستمع إلى محاولك، وأن تفهم منطقه وأساسه الثقافي، ولا تنسب إليه ما تعتقده أنت عنه. وإلا سيتحول التواصل إلى تبادل للكليشيهات وتعليق المسميات، وتتحول السياسة إلى حوار الطرشان. وكما ترون بالطبع، فإن الناس يظهرون اهتماما ببعض الثقافة الأصلية لمختلف الشعوب، ويبدو هذا ظاهريا أمر جميل، وتبدو الموسيقى والفولكلور في صعود، لكن يظل جوهر السياسات في مجالات الاقتصاد والأمن كما هو: سياسة استعمارية جديدة. انظروا إلى كيفية عمل منظمة التجارة العالمية، لا تحل أي شيء، لأن جميع الدول الغربية والاقتصادات الكبرى تمنع كل شيء، تمنع كل ما يتعارض مع مصلحتهم الخاصة، ويتم استعادة وتكرار نفس ما كان يحدث قبل عقود وقرون، لإبقاء الجميع في طابور واحد، هذا كل ما في الأمر. يجب علينا ألا ننسى أن الجميع متساوون بمعنى أن لكل طرف الحق في رؤيته الخاصة، والتي هي ليست أفضل أو أسوأ من الآخرين، هي ببساطة رؤية خاصة، يجب احترامها. وعلى هذا الأساس يتم صياغة الفهم المتبادل للمصالح والاحترام والتعاطف، أي القدرة على التعاطف والشعور بمشكلات الآخرين والقدرة على إدراك وجهة نظر شخص آخر وحججه. ولا يجب فقط إدراك ذلك، وإنما التصرف وفقا له، وبناء سياساتك الخاصة وفقا لذلك. فالإدراك لا يعني القبول والموافقة على كل شيء، هذا غير صحيح، وإنما يعني في المقام الأول الاعتراف بحق المحاور في رؤيته للعالم. في الواقع، هذه هي الخطوة الأولى الضرورية للبدء في إيجاد الانسجام بين وجهات النظر العالمية، وعلينا أن نتعلم كيف ننظر إلى الاختلاف والتنوع باعتبارهما ثروة وفرصا، وليس باعتبارهما سببا للصراع، وهذه أيضا هي جدلية التاريخ. إننا ندرك أن عصر التحولات الأساسية هو وقت الاضطرابات الحتمية، لسوء الحظ، وهو وقت تصادم المصالح، ونوع من الطحن الجديد لبعضنا البعض. لكن، وفي الوقت نفسه، فإن ترابط العالم لا يؤدي بالضرورة إلى تخفيف التناقضات، وهذا أيضا صحيح. بل، وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يتفاقم الأمر في بعض الأحيان، ما يجعل العلاقات أكثر إرباكا، ويجعل إيجاد المخرج أكثر صعوبة. وعلى مدى قرون من التاريخ، اعتادت البشرية على حقيقة أن الطريقة النهائية لحل التناقضات هي حل الأمور باستخدام القوة. نعم، يحدث هذا أيضا، والقوة تغلب الحق. وهذا مبدأ يعمل هو الآخر. نعم، يحدث هذا في كثير من الأحيان، ويتعين على الدول أن تدافع عن مصالحها بقوة السلاح، وتدافع عنها بكل الوسائل المتاحة. لكن العالم الحديث معقد وصعب، ويزداد تعقيدا وصعوبة. وبحل مشكلة واحدة، يؤدي استخدام القوة، بطبيعة الحال، إلى خلق مشكلات أخرى، غالبا ما تكون أكثر صعوبة. ونحن نتفهم ذلك أيضا. بهذا الصدد فإن بلادنا لم تبادر قط، ولا تبادر إلى استخدام القوة. ونفعل ذلك فقط عندما يصبح من الواضح أن الخصم يتصرف بعدوانية تمنعه من قبول أي حجج على الإطلاق. وعند الضرورة فقط، نتخذ بالطبع جميع التدابير لحماية روسيا ومواطنيها وسنحقق أهدافنا دائما.
إن العالم ليس خطيا وغير متجانس داخليا على الإطلاق، وهو ما فهمناه دائما وندركه. ولا أود الخوض في الذكريات اليوم، لكني أتذكر جيدا ما واجهناه عام 1999، عندما كنت رئيسا للحكومة، وأصبحت رئيسا للدولة، وأعتقد أن المواطنين الروس، والمتخصصين الموجودين في هذه القاعة، يتذكرون جيدا أيضا القوى التي كانت تقف وراء الإرهابيين في شمال القوقاز، وأين وبأي كميات حصلوا على الأسلحة والأموال والدعم المعنوي والسياسي والأيديولوجي والمعلوماتي.
بل إنه من المضحك أن نتذكر، هو أمر حزين ومضحك في آن، كيف قالوا: هذه هي “القاعدة”، تنظيم “القاعدة” سيء بشكل عام، لكنه عندما يقاتل ضدك فلا بأس. ما هذا؟ إنه يؤدي إلى الصراع. ومن ثم وضعنا لأنفسنا هدفا باستغلال كل الوقت المتاح لدينا واستخدام كل قوتنا للحفاظ على الوطن. وبطبيعة الحال، كان هذا في مصلحة جميع شعوب روسيا. وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب بعد أزمة 1998، والدمار الذي أصاب الجيش، يجب أن نقولها بصراحة، فنحن جميعا، كدولة بأكملها، قمنا بصد هجوم الإرهابيين، وهزمناهم.
لماذا أتذكر هذا الآن؟ لأنه، ومرة أخرى، كان لدى البعض فكرة أن العالم سيكون أفضل بدون روسيا، وحاولوا القضاء عليها، لاستكمال انهيار كل ما تبقى من انهيار الاتحاد السوفيتي. الآن، يبدو أن هناك من لا زال يحلم بذلك أيضا. ويعتقدون أن العالم سيكون أكثر طاعة وأفضل انصياعا للحكم. لكن روسيا أوقفت أولئك الذين يسعون إلى الهيمنة على العالم أكثر من مرة، بغض النظر عمن فعل ذلك. وسوف يحدث ذلك دائما، والعالم لن يتحسن طالما بقي أولئك الذين يحاولون القيام بذلك. يجب عليهم أن يفهموا في النهاية أن الأمر سيصبح أكثر صعوبة.
وجود روسيا في حد ذاته هو ضمانة لاحتفاظ العالم بتعدد ألوانه وتنوعه وتعقيده
يجد خصومنا طرقا وأدوات جديدة لمحاولة التخلص منّا. والآن يتم استخدام أوكرانيا والأوكرانيين الذين يدربونهم كأدوات خصيصا لمواجهة الروس، فيحولونهم بدلا من ذلك لعلف للمدافع. وكل هذا يرافقه حديث معسول حول الخيار الأوروبي. خيار رائع! خيار لا نحتاجه بكل تأكيد، سنحمي أنفسنا وشعبنا، ولا ينبغي لأحد أن يكون لديه أي أوهام بهذا الشأن.
لكن دور روسيا، بطبيعة الحال، لا ينتهي عند هذا الحد، بل يقتصر على الدفاع عن نفسها والحفاظ على وجودها. قد تبدو الكلمات جليلة بعض الشيء، إلا أنها حقيقة، فوجود روسيا في حد ذاته هو ضمانة لاحتفاظ العالم بتعدد ألوانه وتنوعه وتعقيده، وهذا هو مفتاح التنمية الناجحة. إنها ليست كلماتي، وإنما كلمات أصدقائنا من جميع مناطق العالم، ولا أبالغ في ذلك، وأكرر: نحن لا نفرض شيئا على أحد ولن نفعل ذلك أبدا. نحن أنفسنا لا نحتاج إليه، نحن نسترشد بقيمنا واهتماماتنا وتوقعاتنا المتجذرة في هويتنا وتاريخنا وثقافتنا. وبالطبع نحن دائما على استعداد للحوار البناء مع الجميع.
ليس من حق أي أحد يحترم ثقافته وتقاليده ألا يعامل الآخرين بنفس الاحترام. وأولئك الذين يحاولون إجبار الآخرين على التصرف بشكل غير لائق يلقون دائما بجذورهم وحضارتهم وثقافتهم في الوحل، وهو ما نلاحظه جزئيا.
إن روسيا اليوم تناضل من أجل حريتها وحقوقها وسيادتها. أقولها دون مبالغة، لأن كل شيء بدا خلال العقود الماضية مواتيا ولائقا شكليا: تحولت مجموعة الدول السبع إلى مجموعة الدول الثمانية، شكرا على الدعوة.
ابتسامة مجموعة السبع الماكرة
لكن هل تعرفون ما كان يحدث؟ رأيت بأم عيني أنه عندما تأتي إلى نفس تلك المجموعة، مجموعة الثمانية، يصبح من الواضح على الفور أنه قبل الاجتماع داخل مجموعة الدول الثمانية، كان هناك سبعة قد اجتمعوا بالفعل وناقشوا شيئا ما فيما بينهم، بما في ذلك ما يتعلق بروسيا، ثم قاموا بدعوة روسيا. فتنظر إليهم بابتسامة، كنت أفعل ذلك دائما، ثم يعانقونك بشكل جميل ويربتون على كتفك. في الممارسة العملية، يفعلون عكس كل هذا. ويستمرون في المناورة والمراوغة، وهو ما تجلى في سياق توسع حلف “الناتو” شرقا. لقد وعدوا بأنهم لن يفعلوا ذلك، لكنهم استمروا فيه. وتجلى ذلك في القوقاز، وفي نظام الدفاع الصاروخي، في كل شيء. في أي قضية رئيسية كان من الواضح أنهم لم يهتموا ببساطة برأينا. في نهاية المطاف بدا كل هذا وكأنه تدخل زاحف، والذي يهدف، دون أي مبالغة، إلى نوع من الإذلال، بل، ومحاولة لتدمير البلاد: إما من الداخل أو من الخارج.
ووصلوا أخيرا إلى أوكرانيا، ودخلوا هناك بقواعدهم العسكرية وبـ “الناتو” في 2008: اتخذ قرار في بوخارست بفتح الأبواب أمام أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف. ممن تخافون، وضد أي تهديدا؟ هل كانت هناك أية صعوبات، ربما في الشؤون الدولية؟ نعم، تجادلنا مع أوكرانيا بشأن أسعار الغاز، لكننا توصلنا إلى اتفاق على أية حال. فما المشكلة إذن؟ وكان من الواضح إلى ماذا سيؤدي ذلك. إلا أنهم تمادوا وتمادوا، وبدأوا في الاستيلاء على أراضينا التاريخية، ودعم النظام ذو التحيز الواضح للنازيين الجدد.
لذلك يمكننا القول وأكرر بكل ثقة: نحن نناضل ليس فقط من أجل حريتنا، وليس فقط من أجل حقوقنا، ولا فقط من أجل سيادتنا، وإنما ندافع عن الحقوق والحريات العالمية، وفرص وجود وتطور الأغلبية المطلقة من الدول. وتلك هي المهمة الملقاة على عاتقنا. وينبغي أن يكون واضحا للجميع أنه من غير المجدي ممارسة الضغط علينا، لكننا دائما على استعداد للتفاوض مع المراعاة الكاملة للمصالح المشروعة المتبادلة. لهذا أدعو جميع المشاركين في الاتصالات الدولية على القيام بذلك. ومن ثم، فليس هناك شك في أن الضيوف المستقبليين لاجتماع منتدى”فالداي”، ربما لا يزالون اليوم من أطفال المدارس أو الطلاب أو طلاب الدراسات العليا أو شباب العلماء أو الخبراء الطموحين، سيناقشون خلال عقدين من اليوم، عشية الذكرى المئوية للأمم المتحدة، قضايا أكثر تفاؤلا وتأكيدا على الحق في الحياة من تلك التي يتعين علينا أن نناقشها اليوم.
شكرا جزيلا على اهتمامكم.
بوتين يرسم ملامح النظام العالمي الجديد وعلاقته مع زعمائه
من جانبه عرض بوتين في كلمة وحوار مطول أمام منتدى “فالداي” في سوتشي أمس رؤيته للنظام العالمي الجديد ومستقبل علاقات روسيا مع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، وسبل حل الملفات الساخنة.
عرض بوتين في كلمة وحوار مطول أمام منتدى “فالداي” في سوتشي أمس رؤيته للنظام العالمي الجديد ومستقبل علاقات روسيا مع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، وسبل حل الملفات الساخنة.
بوتين: لدينا أفكارنا الخاصة بشأن الصراع في الشرق الأوسط وقد يلوح الضوء في نهاية النفق
كما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة منتدى “فالداي” الدولي للحوار، بأن روسيا لديها أفكارها الخاصة بشأن حل النزاع في الشرق الأوسط، مؤكدا أن ضوءا في نهاية النفق قد يلوح.
وقال بوتين في اجتماع لنادي فالداي الدولي للمناقشة: “لدينا أفكارنا الخاصة بشأن هذا الأمر… بشكل عام، قد يكون هناك ضوء يلوح في نهاية النفق”.
وشدد الرئيس الروسي على أن الوضع في الشرق الأوسط صعب، وقال: “ترى روسيا أن من الضروري تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إسرائيل وفلسطين، وهذه ليست سياسة انتهازية إزاء الوضع، فهذا هو الموقف التقليدي منذ زمن الاتحاد السوفييتي، وقد واصلت روسيا السير في هذا المسار”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن جميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط لا يريدون المواجهة ويفكرون في التوصل إلى نوع من الاتفاق.
وقال: “لدي شعور بأن جميع المشاركين تقريبا اليوم في هذه العملية الصعبة، جميعهم.. على الأقل لا يريدون مزيدا من التطور نحو المواجهة، ولكن على العكس من ذلك، يفكرون في كيفية التوصل إلى بعض الاتفاقات.. ونحن نعمل على ذلك”.
منتدى “فالداي” الدولي للحوار هو عبارة عن جمعية تضم كبار الخبراء الأجانب والروس في مجال العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والعلاقات الدولية.
تم إنشاء المنتدى في سبتمبر 2004 بمبادرة من وكالة “ريا نوفوستي”، ومجلس السياسة الخارجية والدفاع، ومجلتي “روسيا في الشؤون العالمية” و”ملف روسيا”، ويعود اسم النادي إلى موقع المؤتمر الأول الذي انعقد في مدينة فيليكي نوفغورود بالقرب من بحيرة فالداي.
ويعتبر منتدى “فالداي” واحدة من منصات التفاعل الرائدة في العالم بين اهل النخبة الفكرية والسياسية الروسية والدولية.