كينيا وأوغندا تتوسطان لتسوية النزاع بين إثيوبيا والصومال
جنرال أميركي يصل بيروت لبدء آلية مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار ... المخابرات البريطانية: روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا

كينيا وأوغندا تتوسطان لتسوية النزاع بين إثيوبيا والصومال

كتب : وكالات الانباء
الرئيس الكيني يؤكد أن أمن الصومال يساهم بشكل كبير في استقرار المنطقة وتوفير البيئة المناسبة للمستثمرين ورجال الأعمال.
قال الرئيس الكيني وليام روتو اليوم السبت إنه سيلعب دورا مع نظيره الأوغندي يوويري موسيفيني في التوسط لحل نزاع بين إثيوبيا والصومال يهدد استقرار المنطقة.
وتنشر إثيوبيا آلاف الجنود في الصومال لمحاربة مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة، لكن نشب خلاف بينها وبين حكومة مقديشو بسبب عزم أديس أبابا بناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية مقابل الاعتراف المحتمل بسيادتها.
وتكافح أرض الصومال من أجل أن تحظى باعتراف دولي بها على الرغم من أنها تنعم بالحكم الذاتي وتتمتع بسلام واستقرار نسبيين منذ إعلان استقلالها في عام 1991.
ودفع هذا الخلاف الصومال إلى توطيد علاقتها مع كل من إريتريا ومصر، التي تخوض خلافا مع إثيوبيا أيضا منذ سنوات بسبب بناء أديس أبابا سدا ضخما لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر النيل.
واتهمت إثيوبيا أواخر أغسطس/آب الماضي مصر بتقديم مساعدات عسكرية للصومال، معتبرة أن ذلك يرقى لمستوى تدخل خارجي قد يتسبب في زعزعة الاستقرار بالقرن الإفريقي وذلك بعد وصول معدات ووفود مصرية إلى مقديشو تمهيدا لمشاركتهم في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم”، التي من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية الحالية “أتميس” بحلول يناير/كانون الثاني 2025.
وذكر روتو في مؤتمر صحفي خلال قمة إقليمية لرؤساء الدول أن “أمن الصومال يساهم بشكل كبير في استقرار منطقتنا وتوفير البيئة المناسبة للمستثمرين ورجال الأعمال ورواد الأعمال”.
ولم تسفر المحادثات التي استضافتها العاصمة التركية أنقرة لحل هذا الخلاف عن أي تقدم يذكر، بينما أظهرت تركيا عند اندلاع الأزمة بين الصومال وإثيوبيا انحيازا إلى مقديشو واستثمرت الملف لمزيد تعزيز نفوذها في البلد الذي عانى ويلات حرب أهلية امتدت على أكثر من 20 عاما.
وذكر مكتب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في بيان أن الرئيس التقى بروتو وموسيفيني على هامش القمة، لكنه لم يشر إلى وساطة محتملة.
وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي إن القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذانا صاغية في أديس أبابا، لكنه واثق من أن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة.
جنرال أميركي يصل بيروت لبدء آلية مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار
أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) السبت وصول الجنرال جاسبر جيفرز إلى لبنان، لتولي مهمة الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله بارتكاب خروقات.
وأوضحت سنتكوم في بيان عبر منصة “إكس” أن جيفرز وصل العاصمة بيروت، الأربعاء الماضي ليشغل منصب الرئيس المشارك للآلية برفقة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين.
وأشار الى أن الولايات المتحدة “ستترأس آلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار، التي ستضم أيضا الجيش اللبناني، والجيش الإسرائيلي، وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل)، وفرنسا”.
ومن المقرر أن يشغل هوكشتيان منصب الرئيس المدني المشارك بشكل مؤقت لغاية تعيين مسؤول آخر دائم.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية، قالت إن جيفرز بحث مع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتطورات في جنوب لبنان وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية.
ويطلق مسؤولون إسرائيليون وفي حزب الله اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم قوي على لبنان في حال لم يحترم حزب الله الهدنة.
وبرعاية أميركية فرنسية، بدأ في الرابعة من فجر الأربعاء بتوقيت بيروت سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أنهى 14 شهرا من معارك هي الأعنف منذ حرب يوليو/تموز 2006.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان تنفيذه، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوما، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما “لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس”.
ورغم الاتفاق، ارتكب الجيش الإسرائيلي، منذ بدء سريانه، 35 خرقا في لبنان، حتى مساء الجمعة، 17، وفق أخبار متفرقة نشرتها الوكالة الرسمية اللبنانية وبيانات للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف بنى تحتية قرب الحدود اللبنانية السورية بعدما رصد نقل أسلحة إلى حزب الله، فيما اعتبره “خرقا” لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان نشره السبت بحسابه على منصة “إكس”، اضاف “هاجمت طائرات مقاتلة من سلاح الجو في وقت سابق اليوم، بنى تحتية عسكرية بالقرب من معابر حدودية بين سوريا ولبنان، والتي يستخدمها حزب الله بشكل فعال لنقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان”.
وأكد أنه نفذ الهجوم “بعدما رصد نقل أسلحة إلى حزب الله من سوريا إلى لبنان، حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار” قائلا إن نقل حزب الله أسلحة من سوريا “يشكل تهديدا لإسرائيل، وخرقا لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وتابع “يستخدم حزب الله، بدعم من النظام السوري، البنية التحتية المدنية لتنفيذ أعمال إرهابية ونقل الأسلحة المعدة للاستخدام ضد مواطني إسرائيل”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي، أنه “سيواصل العمل من أجل إزالة أي تهديد لإسرائيل ينتهك شروط اتفاق وقف إطلاق النار”.
حراك روسي إيراني تركي بشأن سوريا
https://rutube.ru/video/e2e54e82d97bb570ac526a5420100bf5/?r=plemwd
https://rutube.ru/video/e2e54e82d97bb570ac526a5420100bf5/?t=4&r=plemwd
على ضوء التطورات الميدانية الأخيرة بالشمال السوري، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشاورات هاتفية مع نظيره الإيراني عباس عراقجي،
حيث أعرب الجانبان عن دعمهما لسيادة ووحدة الأراضي السورية والحاجة لتكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق استقرار الوضع في سوريا ومعالجته بشكل عاجل وشامل في إطار صيغة أستانا” بالتنسيق مع الجانب التركي.
بهذا الصدد أجرى وزير الخارجية الروسي اتصالا آخر مع نظيره التركي هاكان فيدان تناول الأوضاع على الساحة السورية واتفاقات أستانا.
وضمن الجهود التي تجريها الدول الضامنة لاتفاقات أستانا لوقف التصعيد أعلنت طهران توجه وزير خارجيتها يوم غد في زيارة إلى دمشق قبل الانتقال إلى أنقرة.
الكويت تواصل حملة سحب الجنسيات المكتسبة بطرق غير مشروعة وتجرد 1758 شخصا
فى الشأن الكويتى أعلنت الكويت سحب الجنسية من دفعة جديدة، وذلك في إطار حملة صارمة تشنها الحكومة على الجنسيات المزورة والمزدوجة، والمكتسبة بطرق غير مشروعة.
وقررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية، اليوم الخميس، سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1758 حالة، بعد اجتماعها اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع والداخلية الشيخ فهد اليوسف.
وياتي قرار اللجنة بسحب الجنسية، تمهيدا لعرضه على مجلس الوزراء لاعتماده.
ومع بدء الحكومة الكويتية حملتها منذ قرابة 3 أشهر تجاوز عدد الأشخاص المسحوبة جنسياتهم نحو 8 آلاف شخص.
وتقول الحكومة الكويتية إن سحب الجنسية من المزورين ومزدوجي الجنسية، هدفها الحفاظ على “الهوية الوطنية وتحقيق الاستقرار وحماية النسيج الوطني”، وتنقية السجلات ممن اكتسبوا الجنسية بطرق غير مشروعة.
وأدخلت الكويت تعديلات على قانون الجنسية في سبتمبر الماضي، في إطار حملتها، وألغت بعض الحالات التي يتم فيها اكتساب الجنسية بالتبعية.
واليوم، صرح رئيس اللجنة الشيخ فهد اليوسف بأن جميع من سحبت جنسياتهن من زوجات الكويتيين والمطلقات والأرامل المقيمات في الكويت بناء على المادة الثامنة من قانون الجنسية، سيبقين في وظائفهن وسيتقاضين رواتبهن ذاتها.
وأوضح في تصريحات للوكالة الرسمية “كونا” أن المتقاعدات من زوجات الكويتيين والمطلقات والأرامل المقيمات في الكويت المسحوبة جنسياتهن وفق المادة ذاتها سيتم صرف رواتبهن التقاعدية.
الكويت تسترد ملايين الدولارات من حسابات مصرفية لعملاء سحبت جنسيتهم
كما سحبت الكويت حتى الآن ما يقارب 12 مليون دينار كويتي (39 مليون دولار) من قروض العملاء الذين سُحبت جنسياتهم في البلاد وتنوع تصنيفهم كعملاء للمصارف بين عميل VIP ومتميز وآخر عادي.
أفادت مصادر مصرفية لصحيفة “الراي” الكويتية بأن قيمة قروض المذكورة موزعة بين تمويلات شخصية واستهلاكية ومقسطة، مشيرة إلى أن القيمة الإجمالية لقروض هذه الشريحة غير موزعة مصرفيا بالتساوي حيث إن حصة كل بنك تعكس حصته السوقية من قروض الأفراد
ولفتت المصادر إلى أن قيمة القروض المرصودة مصرفيا في هذا الخصوص لا تشمل نتائج فرز آخر دفعتين معلنتين من المسحوبة جنسياتهم بإجمالي يقارب 3200 شخص، حيث يرجح زيادة القيمة في الفترة المقبلة.
وأضافت المصادر: “يحق للبنك المقرض تجميد ودائع وأصول العملاء إن وجدت، والاقتطاع من الأقساط جزئيا، فيما يستمر في حجز بقية رصيده إن توافر تطبيقا لتعليمات حظر حسابات ومعاملات المسحوبة جنسياتهم”.
وذكرت المصادر أن الغالبية العظمى من العملاء المسحوبة جنسياتهم لا تملك سوى رواتبها، مشيرة إلى أن قوائم المسحوبة جنسياتهم لدى البنوك لم تخل من عملاء مطلقات، وآخرين يحصلون على مكافآت وزارة الشؤون، لكن حسب المصادر نسبة هذه الشريحة محدودة جدا، ولا تتجاوز 1% من إجمالي العملاء المقترضين المسحوبة جنسياتهم.
الجدير بالذكر أن قيمة المبالغ المسحوبة تعادل بالدولار حوالي 39 مليون دولار أمريكي.
المخابرات البريطانية: روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا
على صعيد اخر اتهم رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم آي 6) روسيا، الجمعة، بإطلاق «حملة متهورة للغاية» للتخريب في أوروبا بالإضافة إلى تكثيف تهديداتها النووية لتخويف دول أخرى، وثنيها عن دعم أوكرانيا.
وقال ريتشارد مور رئيس الجهاز إن أي تراخٍ في دعم أوكرانيا أمام الغزو الروسي الشامل الذي بدأ منذ 2022 سيمنح الجرأة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفائه، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وذكر مور أن أوروبا وشركاءها على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي لا بد أن يصمدوا في مواجهة ما قال إنه عدوان متزايد، وذلك فيما يبدو أنها رسالة إلى إدارة الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترمب وبعض الحلفاء الأوروبيين الذين يشككون في الدعم المتواصل لأوكرانيا في الحرب الضارية.
زيادة الضغط على الغرب
قال مور في خطاب في باريس: «كشفنا في الآونة الأخيرة حملة متهورة للغاية للتخريب الروسي في أوروبا، حتى مع لجوء بوتين ومساعديه إلى التهديد النووي لنشر الخوف من تبعات مساعدة أوكرانيا».
وأضاف: «تكلفة دعم أوكرانيا معلومة جيداً، لكن تكلفة عدم دعمها ستكون أعلى بشكل أكبر بكثير. إذا نجح بوتين، فستقيّم الصين التداعيات، وستكتسب كوريا الشمالية الجرأة، وستصبح إيران أخطر».
وقال مور في سبتمبر (أيلول) إن أجهزة المخابرات الروسية أصبحت «جامحة بعض الشيء» في أحدث تحذير من حلف شمال الأطلسي ومن رؤساء آخرين لأجهزة مخابرات غربية مما يصفونها بأنها أفعال روسية عدائية تتنوع من هجمات متكررة عبر الإنترنت إلى إحراق ممتلكات عمداً.
وتنفي موسكو مسؤوليتها عن جميع الحوادث على هذا النحو. ولم ترد السفارة الروسية في لندن بعد على طلب من وكالة «رويترز» للتعليق على تصريحات مور.
وقال رئيس جهاز المخابرات الداخلية (إم آي 5) في بريطانيا، الشهر الماضي، إن جهاز المخابرات العسكرية الروسي يسعى إلى إحداث «فوضى». وقالت مصادر مطلعة على معلومات مخابراتية أميركية لـ«رويترز» إن موسكو على الأرجح ستكثف حملتها على أهداف أوروبية لزيادة الضغط على الغرب بسبب دعمه كييف.
انتظار رئاسة ترمب
ركز مور في معظم حديثه على أهمية تضامن الغرب، قائلاً إن القوة الجماعية لحلفاء بريطانيا ستفوق بوتين الذي ذكر مور أن ديونه للصين وكوريا الشمالية وإيران تزداد.
وعبّر ترمب وجمهوريون آخرون في الولايات المتحدة عن تحفظاتهم بشأن دعم واشنطن الاستراتيجي القوي وإمداداتها بالأسلحة الثقيلة لكييف. وتعهد ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعاً، إلا أنه لم يوضح الكيفية.
وقال مور: «إذا سُمح لبوتين بالنجاح في تحويل أوكرانيا إلى دولة تابعة لها، فلن يتوقف عند ذلك. سيتعرض أمننا للخطر في بريطانيا وفرنسا وأوروبا والجانب الآخر من المحيط الأطلسي».
وأضاف مور أن العالم يشهد بصورة عامة أخطر أوضاعه خلال 37 عاماً من عمله في المخابرات، إذ يعود تنظيم «داعش» إلى الظهور، وتظل طموحات إيران النووية تهديداً متواصلاً، بالإضافة إلى عدم التيقن بشكل تام حتى الآن من الأثر المترتب على هجمات حركة «حماس» الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل على صعيد النزعة للتطرف.
وقال نيكولا ليرنر رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية إن أجهزة المخابرات الفرنسية والبريطانية تعمل جنباً إلى جنب «لمواجهة ما يمثل دون شك أحد أكثر التهديدات خطورة، ما لم يكن الأخطر على الإطلاق، في الشهور المقبلة وهو الانتشار النووي الإيراني المحتمل». ودأبت طهران على نفي سعيها إلى تصنيع أسلحة نووية.
البيت الأبيض: فقدان السيطرة على حلب سببه «الاعتماد» على روسيا وإيران
من جانبها قالت الولايات المتحدة السبت إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد السيطرة على حلب بسبب اعتماده على روسيا وإيران.

سُجّلت في الساعات الماضية حركة عودة لأهالي جنوب لبنان إلى قراهم التي طغى عليها مشهد الدمار. فقد تبدلت معالم الأمكنة بفعل القصف الإسرائيلي، بينما تحولت مبانٍ ومتاجرُ إلى كتلة ركام. ورغم ذلك، اختار مواطنون العودة إلى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم والاطمئنان على من تبقى من أقاربهم.
وشوهد عدد من الأهالي وهم يفترشون جوانب الطرقات، لا حول لهم ولا قوة، يواسي بعضهم بعضاً في خساراتهم، ويتبادلون التهنئة بالعودة، أو بالنجاة من الحرب. في المقابل، وقف أصحاب متاجر ومصالح أمام أرزاقهم المدمرة، وهم يخافون نشوب الحرب مرة جديدة على وقع استمرار تحليق الطيران الإسرائيلي الذي لا يفارق الأجواء.
في غضون ذلك، تتواصل الخروق الإسرائيلية لوقف النار. فبينما يستمر جيش الاحتلال في منع أهالي عشرات القرى اللبنانية الحدودية من العودة إليها، أعلن السبت، عن تنفيذ ضربة على «مواقع لبنى تحتية عسكرية» قريبة من الحدود بين سوريا ولبنان «يستخدمها (حزب الله) لتهريب أسلحة»، وذلك في اليوم الرابع من سريان وقف النار بين الحزب والدولة العبرية.
أبناء جنوب لبنان يعودون إلى قراهم: لا مقومات للحياة لكننا متمسكون بالبقاء
يعيشون الحزن على غياب الأحبة وفرح العودة إلى ديارهم
في اليوم الرابع لوقف إطلاق النار، تبدو شوارع جنوب لبنان أقل زحمة من الأيام الأولى لوقف إطلاق النار، باستثناء مداخل المدن الرئيسيّة كصيدا وصور، وداخل البلدات الجنوبيّة.
وعلى طول الخط الجنوبي، من صيدا وحتّى القرى الحدوديّة، يطغى مشهد الدمار. يخفت قليلاً في الساحل ليعود ويرتفع كلما اقتربنا من القرى الحدودية. هناك، تبدلت معالم المكان من هول الدمار؛ مبان ومتاجر أصبحت على هيئة ركام، ورغم ذلك اختار الناس العودة إلى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم والاطمئنان على أقاربهم.
سنبقى في قرانا حتّى لو نصبنا خيمة
تقول زينب بكري، من بلدة صديقين الجنوبيّة (قضاء صور): «ما زلنا غير قادرين على تصديق أننا عدنا إلى هنا، رغم الدمار والخسارات الكبرى؛ إذ خسرنا أحباباً كثيرين».
وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «وصلنا إلى قريتنا يوم أمس، قدِمنا من بيروت، حيث كنا نازحين، أنا وكل أفراد عائلتي، المكونة من 6 أشخاص. ووجدت أن منزلي قد دمرته إسرائيل، بكيت حينها، لكنني عشت الحزن ونقيضه، فأنا هنا موجودة في قريتي وقد انتهت الحرب؛ أتمنى ألّا تتكرر مرة أخرى، حتّى لو نصبنا خيمة وسكنا فيها أفضل من العيش في غير مكان».

ليست مجرد أماكن نملكها
ومثل بكري، عائلات كثيرة، خسرت منازل نشأت وترعرعت فيها، وشكّلت ذكرياتها الأولى وتفاصيل حياتها، تقول إحدى سكان البلدة، التي صودف مرورها في المكان: «هي ليست مجرد أماكن نملكها؛ بل تسكن فينا وليس العكس، لنا فيها ذكريات طفولتنا، وملامح وجه أبي الذي فقدناه قبل أعوام قليلة، وصبر أمي، وأشياء كثيرة لا ندركها إلّا بعد خسارات كهذه».
في هذه البلدة (صديقين)، لا يمكن وصف حجم الدمار، غالبية المباني تحولت إلى ركام. ينتشر أهالي البلدة على جوانب الطرقات، لا حول لهم ولا قوة، يواسون بعضهم بعضاً في خساراتهم، ويتبادلون التهنئة بالعودة، أو بالنجاة من الحرب، كما يحلو للبعض تسميتها. أصحاب المتاجر والمصالح أيضاً، يقفون أمام أرزاقهم المدمرة، قلة قليلة من تلك التي لم تبعثرها الغارات الإسرائيلية، اختار أصحابها ترتيبها، تحضيراً لإعادة افتتاحها في وقت قريب.
خساراتنا كبيرة
في بلدة كفرا الجنوبيّة، المحاذية لها، يبدو مشهد الدمار أقل وطأة، تقول عبير: «عدنا أخيراً بعد نزوح دام 66 يوماً، إلى حيث نشأنا وترعرعنا، لا مقومات الآن للحياة، لكننا متمسكون بالبقاء».
تروي عبير لـ«الشرق الأوسط» كيف قضت أكثر من 9 ساعات وهي في طريقها من زغرتا (حيث نزحت في شمال لبنان)، إلى بلدتها كفرا، وتقول: «وصلنا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في نفس اليوم الذي أعلن فيه قرار وقف إطلاق النار، كنا قد انتظرناه طويلاً، لا سيّما منذ زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان».
وتضيف: «فرحت بالخبر حينها، لكنني بكيت بشدة حين وصلت إلى الجنوب، وتحديداً إلى مدينة صور، إذ شاهدت حجم الدمار الهائل، بعض القرى التي مررنا بها، أضعت فيها الطريق؛ فلا معالم واضحة ولا أسماء أماكن اعتدنا زيارتها قبل نشوب العدوان، ولا كلمات تصف مشاعرنا، ما نعرفه أننا كنا في كابوس والآن باتت لحظة الحقيقة، خساراتنا كبيرة».
وعن تفاصيل الليلة الأولى، تقول: «يومها لم أتمكن من النوم، قضيناها في منزل شقيقتي، أنا ووالديّ وشقيقي، فمنزلنا غير صالح للسكن، عُدنا في اليوم التالي، لا كهرباء ولا مياه ولا إنترنت ولا متاجر مفتوحة في المكان، ولا حتّى تغطية للشبكة في هواتفنا تمكننا من الاتصال والتواصل مع من نحتاج، لكننا رتبنا أمورنا ومكثنا في الطابق السفلي، كونه الأقل تضرراً بين الطوابق».
المسيرات الإسرائيلية لا تفارقنا
تُكمل حديثها، فتُخبرنا عن صوت المسيرات الذي أعاد إلى ذاكرتها حال الحرب التي عاشها الناس منذ ما قبل العدوان، أيّ منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، «عادت الزنانة فوق رؤوسنا، لم تفارقنا طوال اليوم الأول لعودتنا، لكننا اعتدنا سماعها» إضافة إلى صوت الطائرات الحربيّة التي تخرق الأجواء بين الحين والآخر.
أما عن المخاوف، فتقول: «في اليوم الأول للعودة، سمعنا صوت الغارات الإسرائيلية، لم ترعبنا، لكننا نخاف من نشوب الحرب مع إسرائيل مرة أخرى، لنخوض تجربة النزوح البشعة التي لا نريدها أبداً». وتختم: «اليوم نشعر بالامتنان من عودتنا، أكثر من أيّ وقت مضى، لا نريد الحرب، ولا نريد أن يموت لنا عزيز، هي خسارات لا تعوض».
على مقربة منها، بلدة ياطر الحدوديّة، التي حذّر الجيش الإسرائيليّ أهلها من العودة إليها، لكن رغم ذلك، يأتي الناس إليها لتفقد منازلهم المتضررة بمعظمها، وكذلك فعل غالبية أبناء القرى العشر التي شملها التحذير.
ولم تتمكن عائلات كثيرة، من أبناء القرى الأمامية، من العودة إلى منازلهم، تقول منى ابنة بلدة حولا التي تبرز فيها مشاهد الحرب الطاحنة، لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بالأسى والحزن. بالأمس كنت في حال يرثى لها، لقد حُرق منزلي في حولا، فقدت ذكريات عائلتي وأطفالي، ولا شيء يمكن أن يعيدها لنا».
وتضيف: «منزلي في كفررمان (النبطية) متضرر أيضاً، سنبقى الآن حيث نزحنا منذ بدء العدوان في عرمون إلى أن نتمكن من العودة إلى منزلنا».