أخبار عاجلةعبري

إسرائيل ترد على مقترح مصر.. وحديث أميركي عن “إنهاء حرب غزة”

وفد من حماس في القاهرة أملا في عقد هدنة جديدة في غزة .. المخططات الاسرائيلية لاختراق الجغرافيا العراقية

إسرائيل ترد على مقترح مصر.. وحديث أميركي عن “إنهاء حرب غزة”

إسرائيل ترد على مقترح مصر.. وحديث أميركي عن "إنهاء حرب غزة"
إسرائيل ترد على مقترح مصر.. وحديث أميركي عن “إنهاء حرب غزة”

كتب : وكالات الانباء

كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن آخر التطورات في المفاوضات بشأن غزة، الرامية إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدامية على القطاع والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز لموقع “والا” الإخباري، إن إسرائيل قدمت مساء الخميس آخر رد لها على مقترح الوساطة المصري، بشأن صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وتضمن المقترح المصري الذي نقل إلى إسرائيل قبل أيام قليلة، إطلاق سراح 8 رهائن أحياء، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و50 يوما والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، فضلا عن استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل عودة الحرب في 17 مارس الماضي.

وأشار المسؤول الإسرائيلي الذي لم يكشف “والا” هويته، إلى أن “رد إسرائيل يتضمن طلبا بالإفراج عن أكثر من 8 رهائن أحياء، لكن أقل من 11، وهو ما كانت تطلبه إسرائيل في البداية”.

كما يحمل الرد الإسرائيلي “استعدادا لإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وخطوات رئيسية للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه “رغم وجود فجوات بين إسرائيل وحماس بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة إسرائيلي، فإن هذه الفجوة قابلة للحل من خلال المفاوضات”.

وتابع: “نحن الآن بحاجة إلى الدخول في مفاوضات جادة حول تفاصيل الصفقة. لن يكون الأمر سهلا وسيتطلب المزيد من التنازلات من إسرائيل، لكن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا مع فريق التفاوض الإسرائيلي، الخميس، واعتمد الرد الإسرائيلي على اقتراح الوساطة المصرية، الذي نُقل بالفعل إلى القاهرة وفق “والا”.

وتحاول مصر والولايات المتحدة صياغة مقترح مقبول لدى كل من إسرائيل وحركة حماس.

وفي إطار المفاوضات التي جرت خلال الأيام الأخيرة، نقل مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف رسالة إلى حماس عبر وسطاء مصريين، مفادها أنه إذا وافقت الحركة على المضي قدما في صفقة تؤدي إلى تجديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فإن الولايات المتحدة ستضمن دخول إسرائيل في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب، حسبما أكد موقع “والا”.

كما “تعهد الأميركيون بإصدار بيان علني بهذا الشأن في حال إتمام الصفقة”، وفق المصدر ذاته.

ويصل وفد من حماس بقيادة مسؤول المفاوضات في الحركة خليل الحية، إلى القاهرة، السبت، للتفاوض بشأن مقترح الوساطة المصرية، ونقل “والا” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل تنتظر الآن رد حماس.

الجيش الاسرائيلي يعلن انشاء محور موراغ جنوب غزة

وفد من حماس في القاهرة أملا في عقد هدنة جديدة في غزة والاحتلال بواصل تعطيل الاتفاق وتضليل عائلا الاسرى 

الجيش الإسرائيلي يعلن تطويق مدينة رفح جنوب القطاع في إصرار على الحل العسكري.

على الجانب الاخر قال مصدر مطلع في حماس السبت أن وفدا مؤلفا من قادة كبار في الحركة الفلسطينية من المقرر أن يصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول الهدنة في غزة فيما يأتي ذلك في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي والتوغل البري على أكثر من محور.
وقال المصدر مشترطا عدم الكشف عن اسمه “نأمل أن يحقق اللقاء تقدما حقيقيا للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة” مشيرا إلى أن الوفد سيكون بقيادة رئيس الوفد المفاوض في الحركة خليل الحية.
وأوضح أن الحركة ” لم تتلق أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى” مشيرة إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية مضيفا “الاحتلال يواصل العدوان ويواصل تعطيل الاتفاق وتضليل عائلات أسرى العدو لدى المقاومة”. 

يواصل الجيش الإسرائيلي التعويل على الخيار العسكري رغم الحديث عن استئناف جهود الوساطة حيث قال اليوم السبت إنه أكمل تطويق مدينة رفح في قطاع غزة ضمن خطة معلنة للسيطرة على مزيد من مساحات الجيب الفلسطيني، تزامنا مع عمليات إجلاء واسعة النطاق للسكان.
وأصدر تحذيرات إخلاء متكررة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في مختلف أنحاء رفح منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس/آذار، مما أجبرهم على التواجد في مناطق تتناقص مساحاتها ويحدها البحر.
وقالت إسرائيل في الثاني من أبريل/نيسان إن قواتها بدأت في السيطرة على منطقة أطلقت عليها اسم محور موراغ، في إشارة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة كانت تقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، فرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من رفح، وهي منطقة تبلغ مساحتها 60 كيلومترا مربعا وتحدها مصر من الجنوب.
كما قال الجيش الإسرائيلي السبت إنه “خلال اليوم الأخير، أكملت قوات الفرقة 36 تطويق رفح وأسست محور موراج… الذي يقسم جنوب قطاع غزة بين لواء رفح وخان يونس”.
لكن رغم التقدم لا تزال حماس قادرة على الحاق أضرار بالجيش الإسرائيلي حيث يب عسكري إسرائيلي ثان، الجمعة، بجروح متوسطة، برصاص مسلحين فلسطينيين في معارك جنوب قطاع غزة.
وجاء في بيان مقتضب صدر عن الجيش الإسرائيلي “في وقت سابق الجمعة أطلقت خلية مسلحة النار على قوات في جنوب قطاع غزة، حيث أصيب ضابط بجروح متوسطة، تم نقله على إثرها للعلاج في المستشفى”.
وأضاف بيان الجيش “ردت القوات بإطلاق النار نحو الخلية وقضت على مسلحين”، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش إصابة جندي من لواء غولاني بـ”جروح خطيرة” جنوبي قطاع غزة.
من جانب اخر اكدت القوات الاسرائيلية أنها اعترضت 3 صواريخ أطلقت من غزة تجاه مستوطنات متاخمة للقطاع، دون وقوع إصابات في إشارة لقدرة الفلسطينيين على اطلاق الصواريخ.
وذكرت في بيان نشره على منصة إكس، أنه عقب الإنذارات التي تم تفعيلها بمناطق مفتوحة في محيط غزة، “اعترض سلاح الجو ثلاث صواريخ أطلقت من القطاع دون وقوع إصابات”.
من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن الصواريخ الثلاثة أطلقت من خان يونس جنوبي القطاع تجاه مستوطنات “نير يتسحاق” و”صوفا” و”حوليت” المحاذية لغزة.

تظاهرة عراقية في بغداد ضد إسرائيل والولايات المتحدة

المخططات الاسرائيلية لاختراق الجغرافيا العراقية

فى سياق متصل يعتبر”ممر داود” أو “الشرق الأوسط الكبير” أو”صفقة القرن”، او عموم ما يسمى بـ”السلام الابراهيمي”، كلها مشاريع لتفكيك المنطقة وأهمها اختراق العراق إسرائيليا.

نشغلت اوساط ومحافل سياسية وامنية وإعلامية عراقية وغير عراقية في الآونة الأخيرة، بالحديث عن مخططات إسرائيلية لتحقيق اختراقات في الجغرافيا العراقية، وتوسيع نفوذ ووجود الكيان الصهيوني في المنطقة، عبر استغلال متغيرات الأوضاع في سوريا، بعد رحيل نظام الرئيس السابق بشار الأسد، واستحواذ “جبهة تحرير الشام” على مقاليد الحكم هناك.

لم يأت الحديث عن المخططات الإسرائيلية من فراغ، وانما ارتبط بترويج سياسي واعلامي كبير، ربما يكون مقصودا من حيث التوقيت، من قبل الكيان الصهيوني، لما يطلق عليه مشروع “ممر داود”، الذي يراد من ورائه الوصول برا الى العراق عبر سوريا.

واذا لم يكن ذلك المشروع في سياقاته النظرية، وليد لحظة “الانقلاب” السوري الدراماتيكي والسريع، فإن ما حصل في دمشق فجر الثامن من كانون الأول-ديسمبر الماضي وما بعده، هيأ الارضيات والمناخات المناسبة لمراكز القرار الإسرائيلي، وحفزها للعمل بوتيرة متصاعدة للانتقال من مرحلة  التنظير للمشروع الى التطبيقات العملية له على الأرض.

وتجلت الملامح والمؤشرات الأولية للتطبيقات والممارسات العملية لمشروع “ممر داود” بدخول الجيش الصهيوني الى عمق الأراضي السورية، ووصوله الى تخوم العاصمة دمشق، وقيام سلاح الجو الصهيوني بتدمير العديد من المنشآت العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية في سوريا، من مخازن أسلحة وقواعد عسكرية ومصانع ومعامل، ناهيك عن دخول جهاز المخابرات (الموساد) بقوة الى سوريا بالتنسيق مع أجهزة مخابرات إقليمية ودولية.

وتتمثل خلاصة مشروع “ممر داود”، الذي يعد جزءا من التشويهات الدينية التأريخية للكيان الصهيوني، في جانب منها، بالامتداد من النيل الى الفرات، وهذا يقتضي تدمير وتخريب وتقسيم وإخضاع ثلاث دول عربية كبيرة ومؤثرة، هي مصر وسوريا والعراق. ويرى ساسة الكيان الغاصب انهم نجحوا نسبيا بإخضاع مصر وسلبها زمام المبادرة من خلال ابرام معاهدة كامب ديفيد سيئة الصيت عام 1978، لتصبح الطريق سالكة امامهم لإنهاء الدولة السورية، وتحويلها الى دويلات متناحرة ومتصارعة فيما بينها، ليؤسس له الكيان الصهيوني وجودا هناك، يتيح له الوصول الى العراق، بمساعدة ومباركة اطراف وقوى دولية وإقليمية مختلفة، قد تكون في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.

ولعل مشاريع ومخططات اغراق العراق بالفوضى والعنف والإرهاب بواسطة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التكفيرية، كـ”القاعدة” و”داعش” قد باءت بالفشل، وهو ما دفع بعض الدوائر الغربية والصهيونية الى ان  تجرب وتحاول تنفيذ مشاريع ومخططات اخرى، مثلما جربت وحاولت في السابق. وقد لا يختلف “ممر داود” كثيرا من حيث الجوهر والمضمون عن مشاريع من قبيل “الشرق الأوسط الكبير”، و”صفقة القرن”، او عموم ما يسمى بـ”السلام الابراهيمي”، تلك المشاريع التي تحركت بوتيرة سريعة نوعا ما قبل خمسة أعوام، بيد ان معركة “طوفان الأقصى”، التي اندلعت في السابع من تشرين الأول-أكتوبر 2023، عرقلتها وخلطت وبعثرت اوراقها.

ولاشك ان المخططات والمشاريع الصهيونية التي استهدفت، ومازالت تستهدف، وحدة العراق، والسعي المحموم لتقسيمه وتشظيته جغرافيا، وبث الفتن والصراعات بين مكوناته، تعود الى المراحل الأولى لتأسيس الكيان الغاصب قبل حوالي ثمانية عقود من الزمن، وقد تصاعدت وتائر تلك المخططات والمشاريع بعد خضوع العراق للاحتلال الأميركي عام 2003، الا ان عوامل وظروف عديدة ساهمت بإحباط وافشال كل ما سعت اليه تل ابيب ومعها واشنطن وعواصم إقليمية ودولية أخرى. ومن تلك العوامل والظروف، وجود المرجعيات الدينية، وتنامي الوعي المجتمعي، ووجود الغالبية الضامنة، وطبيعة العلاقات الرصينة مع جهات صديقة.

وبينما تواجه سوريا اليوم تحديات وتهديدات كبيرة للغاية، وتبدو الصورة ضبابية ومشوشة فيها الى حد كبير، لاسيما في ظل تقاطع وتصادم الارادات والاجندات والمشاريع الخارجية فيها، فأن العراق نجح الى حد كبير سابقا في التغلب على ذات التحديات والتهديدات، وتحويلها الى فرص وافاق واعدة. بيد ان ذلك لا يعني ان الأمور باتت على ما يرام بالكامل، انطلاقا من جملة حقائق لابد من اخذها بعين الاعتبار، لعل من بينها:

– ان الامن القومي العراقي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي لجيرانه ولعموم محيطه الإقليمي، لذا فأن أي اضطراب وفوضى سواء في سوريا او غيرها من دول الجوار والامتداد الجغرافي، لابد ان تنعكس سلبا على امن العراق، والمؤشرات والمعطيات والدلائل على ذلك ليست قليلة، ولا عابرة، ولا غامضة.

– وبما ان مخططات ومشاريع الكيان الصهيوني التوسعي، تكاد تكون واحدة حيال كل دول وشعوب المنطقة، فإن نجاحها في دولة ما لا يعني انتهاء الامر عند ذلك الحد، وانما على العكس، يعني التحفز والاندفاع بوتيرة اسرع وايقاع اكبر نحو الامام. ووصول الكيان الصهيوني الى سوريا، لابد ان تجعله يضع العراق في سلم أولوياته خلال المراحل اللاحقة.

– وجود نقاط التقاء وتقارب وتماثل في المصالح والاهداف بين الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي عاثت في الأرض فسادا في العراق على امتداد عقد ونصف العقد من الزمن، والتي أصبح البعض  منها يمسك بزمام الحكم في سوريا  اليوم. وهذا التلاقي والتوافق في المصالح والاهداف بين تل ابيب والتنظيمات الإرهابية، يعني فيما يعنيه، ان العراق واقع في بؤرة الاستهداف ضمن مشروع تفتيت المنطقة وتوسيع مساحات نفوذ وهيمنة الكيان الصهيوني، وهذا ما ينبغي التنبه اليه والحذر منه، رغم ان مجمل الحقائق على الأرض، تؤكد ان اوضاع العراق الأمنية والسياسية والمجتمعية تختلف اليوم كثيرا عما كانت عليه خلال الفترة المحصورة بين سقوط نظام صدام، ربيع 2003، وهزيمة تنظيم داعش، نهاية 2017. كذلك تؤكد الحقائق، ان متغيرات وتفاعلات المشهد الإقليمي، لابد ان تلقي بظلالها وانعكاساتها على العراق، بالسلب والايجاب على السواء، وهي بلا شك، متغيرات وتفاعلات على قدر كبير من الأهمية والحساسية والخطورة.

رجب طيب أردوغان

أردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة “نسف الثورة” في سوريا

على الصعيد احداث سوريا اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة إسرائيل بالسعي إلى “نسف الثورة” في سوريا من خلال تأجيج الانقسامات في البلاد بعد سقوط بشار الأسد.

وقال أردوغان في منتدى دبلوماسي في أنطاليا بجنوب تركيا إن إسرائيل “تحاول نسف ثورة الثامن ديسمبر من خلال تأجيج الخلافات العرقية والدينية في سوريا وتحريض الأقليات في البلاد على معارضة الحكومة”.

وأضاف: “لن نسمح بجر سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار”، مشيرا إلى أن “الشعب السوري سئم المعاناة والقمع والحرب”.

كذلك، اعتبر أردوغان أن الضربات الإسرائيلية تؤثر سلبا على الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم داعش.

واتهم الرئيس التركي الداعم للحكومة الجديدة في دمشق، إسرائيل أيضا “بتهديد استقرار المنطقة بشكل مباشر (…) بهجماتها على لبنان وسوريا”.

وكثفت إسرائيل ضرباتها على سوريا ونفذت توغلا بريا في جنوب البلاد مستهدفة قواعد ومطارا عسكريا.

وأتت تصريحات أردوغان بعد يومين من محادثات تقنية في أذربيجان بين تركيا وإسرائيل بهدف منع خطر التصعيد بينهما في سوريا.

تظاهرة عراقية في بغداد ضد إسرائيل والولايات المتحدة

أنقرة وتل أبيب.. خطوط تماس مؤجلة وصراع نفوذ صامت

وفي مشهد سياسي إقليمي بالغ التعقيد، احتلت العلاقات التركية الإسرائيلية موقعاً متقدماً على خريطة التفاعلات الإقليمية، لا بسبب التصريحات المتبادلة أو التحركات العسكرية المتقطعة فحسب، بل لأن الطرفين يبدوان كمن يسير على خيط رفيع بين التعاون التكتيكي والصدام الاستراتيجي، لا سيما في الجبهة السورية.

ورغم التصعيد اللفظي والتوترات المتكررة، فقد ساد إدراك متبادل وإن كان غير معلن بضرورة تأجيل الاشتباك المباشر، مع اعتماد قنوات تنسيق خلفية لإدارة هذا الاشتباك المؤجل.

تـفاهمات غير مكتوبة… وتأجيل الاشتعال

تجنّب تركيا وإسرائيل لأي صدام عسكري مباشر لم يأتِ من باب التهدئة بقدر ما انبثق من توافق اضطراري على تقاسم النفوذ في سوريا.

ففي حين تتحرك إسرائيل من الجو، عبر غارات دقيقة تستهدف الوجود الإيراني ومواقع النظام، تتوسع تركيا على الأرض، بتواجد عسكري مكثّف في شمال البلاد، وهو ما حتّم، بحسب مصادر دبلوماسية، إنشاء “آلية فنية لتفادي التصادم”، بين قوتين تعتبران نفسيهما الأكثر فاعلية على الأرض السورية.

وقد صرّحت وزارة الدفاع التركية سابقاً بأن أنقرة طالبت تل أبيب بوقف “الهجمات الاستفزازية التي تمس وحدة الأراضي السورية“، مطالِبة إسرائيل بالتخلي عن سياساتها التوسعية.

في المقابل، أكّد مصدر أمني إسرائيلي لقناة “سكاي نيوز عربية” أن بلاده “لن تتهاون مع أي قوة عسكرية في سوريا قد تشكل تهديداً لأمن إسرائيل”، مشيراً ضمناً إلى تركيا كقوة مقلقة ضمنياً، رغم غياب المواجهة المباشرة.

إسرائيل تسعى لرسم خرائط جديدة في المنطقة

الخبير السياسي والمستشار السابق في رئاسة الحكومة التركية جاهد توز كشف في تصريحاته لبرنامج التاسعة عبر سكاي نيوز عربية عن أبعاد مقلقة في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا والمنطقة ككل، معتبراً أن هناك “أجندة واضحة تسعى إسرائيل لتنفيذها”.

وقال توز: “نتنياهو صرّح مراراً خلال العام الماضي بأن إسرائيل ستُعيد رسم خرائط المنطقة، وهو ما يشكل تهديداً للأمن القومي ليس فقط التركي أو السوري، بل للمنطقة برمّتها”.

وذهب توز إلى اعتبار أن “تحركات إسرائيل داخل العمق السوري استفزاز خطير”، مضيفاً أن “تركيا كقوة إقليمية لا يمكنها القبول بتلك الأجندة، لا سيما وأن طموحات إسرائيل تتجاوز الأراضي السورية، وتمتد بشكل غير مباشر إلى الأراضي التركية نفسها”.

تصريحات توز عبّرت عن موقف تركي رسمي تم التعبير عنه عبر قنوات متعددة، خاصة مع تصاعد القلق من أن تشكل التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري رافعة لتحجيم النفوذ التركي في الشمال، أو حتى لإعادة توازنات ما بعد الحرب السورية بشكل لا يخدم المصالح التركية.

ترامب بين الحليفين: وساطة على إيقاع التوازنات

في قلب هذا المشهد، تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحتواء التوتر المتصاعد بين الحليفين المتناقضين أنقرة وتل أبيب. وكشفت تقارير إعلامية أن ترامب عرض خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، التوسط لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإزالة المخاوف الإسرائيلية بشأن التعاون التركي – السوري.

وأبدى ترامب، وفق ما نقله توز، إدراكاً حقيقياً لحجم الدور التركي في المنطقة، قائلاً إن مواقفه “لم تكن مجاملة بل تعبيراً عن الواقع”، مشيراً إلى أن “تركيا باتت رقماً صعباً في معادلات الأمن الإقليمي، وأي مواجهة بينها وبين إسرائيل قد تتحول إلى صراع إقليمي شامل”.

قلق إسرائيلي متزايد من التمدد التركي

وفق تصريحات توز، فإن إسرائيل “تخشى من الوجود التركي العسكري في سوريا”، معتبراً أن تفعيل قواعد عسكرية تركية داخل الأراضي السورية “يقيّد حرية التحرك الإسرائيلي في الأجواء السورية”، وهو ما يجعل تل أبيب “ترى في تركيا خصماً مرناً قد يتحول إلى تهديد مباشر في أي لحظة”.

وأشار إلى أن “الخشية الإسرائيلية من القواعد التركية لم تأتِ من فراغ، فالقوة العسكرية التركية معروفة، وقد أثبتت حضورها في ليبيا، وفي ناغورنو قره باغ، وفي عمليات شمال العراق وسوريا”، مضيفاً أن “أي مواجهة بين الجانبين لن تكون محدودة، بل ستكون لها تداعيات إقليمية ودولية عميقة”.

الرؤية التركية… سوريا بحاجة إلى إعادة بناء لا إلى إعادة تقاسم

في موقف يعكس البعد الاستراتيجي للرؤية التركية، اعتبر توز أن “القضية لم تعد ترتبط بالأجندة التركية في سوريا فقط، بل باتت ترتبط بمحاولة إعادة تأسيس دولة جديدة في سوريا، دولة بحاجة إلى بنى تحتية ومؤسسات حقيقية”.

وشدد على أن “تركيا منذ البداية دعمت المعارضة السورية، واحتضنت ملايين اللاجئين كإخوة، وساهمت في محاولة صياغة نظام سياسي بديل”، مشيراً إلى أن بلاده “لن تقبل أن يُعاد تشكيل سوريا بخرائط إسرائيلية، أو تحت رعاية أجندات توسعية تتناقض مع مصالح السوريين أولاً”.

على حافة النار… ولكن دون احتراق

رغم كل ما سبق، أكّد توز أن تركيا “ليست في وارد الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل”، لكنه شدد في المقابل على أن بلاده “لن تتردد في الرد إذا تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء”.

ولفت إلى أن أنقرة “أرسلت تحذيرات قوية إلى تل أبيب خلال الأسابيع الماضية، على خلفية محاولات إسرائيل التوغل في العمق السوري، والوصول إلى مشارف دمشق”، مضيفاً أن “المواجهة لم تقع، لكن تم أخذ كل السيناريوهات بعين الاعتبار”.

حذّر توز من أن “إسرائيل تسعى للبقاء في سوريا كقوة أمر واقع”، مستدركاً: “لكن تركيا لن تسمح بأن تُفرض وقائع جديدة دون مشاورتها أو على حساب أمنها القومي”.

اشتباك مؤجل أم توازن رعب؟

يتضح من خلال هذا المشهد المعقّد، أن العلاقات التركية الإسرائيلية باتت تخضع لمعادلة دقيقة من التوازن الحذر. وبينما يتحدث الطرفان عن تهدئة وتفاهمات فنية، فإن الواقع يكشف عن سباق نفوذ محموم في الأراضي السورية، قد يُترجم في أي لحظة إلى اشتباك مباشر ما لم تُضبط إيقاعاته سياسياً.

فهل تنجح القنوات الخلفية والوساطات الأمريكية في تثبيت هذا “الهدوء المتوتر”؟ أم أن البركان الكامن سينفجر مع أول تحرك خارج المعادلات المحسوبة؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى