من صفحات تاريخ حرب أكتوبر.. اكتئاب قائد المظلات الإسرائيلي بعد فقد جنوده أمام كتيبة «16 مشاة»
ذكرى نصر أكتوبر.. تحقيق سري يكشف خداع مصر للموساد الإسرائيلي

من صفحات تاريخ حرب أكتوبر.. اكتئاب قائد المظلات الإسرائيلي بعد فقد جنوده أمام كتيبة «16 مشاة»

كتبت : منا احمد
قال الرئيس الراحل محمد انور السادات بطل الحرب والسلام فى خطاب نصر اكتوبر 1973 لست أظنكم تتوقعون منى أن أقف أمامكم لكى نتفاخر معا ونتباهى بما حققناه فى أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء
تُعد حرب أكتوبر عام 1973 واحدة من أبرز المعارك في التاريخ العسكري الحديث، فقد خاضت مصر معركة مصيرية لاستعادة سيناء التي كانت محتلة من قِبل إسرائيل بعد حرب يونيو 1967. وانتهت حرب العبور بتحقيق نصر عسكري مهم لمصر على جبهة سيناء.
في أعقاب حرب ونصر أكتوبر خرج الجنرال ديفي اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي في الحرب ليقول للإسرائيليين إن كل حرب تحمل معها مفاجآتها وكبرى هذه المفاجآت أن الجنود المصريين أظهروا من الكفاءة والتضحية بالنفس وتوفر الدافع ما يفوق بكثير ما أبدوه في الحروب السابقة.
فلأول مرة نرى الضباط المصريين قادة المجموعات والفصائل والسرايا والكتائب والألوية يتقدمون جنودهم في الهجوم ويساندونهم لآخر لحظة في الدفاع .. حقيقي الجندي المصري كان مفاجأة الحرب.
ووصف موش ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في مذكراته قصة لقائه مع العقيد عوزي مائيري قائد قوة المظلات يوم 21 أكتوبر بعد انتهاء معركته مع الكتيبة 16 مشاة المصرية التي يتولى قيادتها «المقدم محمد حسين طنطاوي» فقال: كنت أعرف عوزي جيدا منذ كان مديرا لمكتب رئيس الأركان في عهد بارليف وكنت أعرفه إنه فقد كثيرا من رجاله في المعركة مع طنطاوي ولكني لم أكن أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب.
كان وجهه يحمل سمات حزن يفوق الوصف.. تحدثنا عن معركته لفتح مدخل الطريق إلى القناة إلا أنه أصر على أنه لم يفتح الطريق وإنما فتحته الدبابات فقد خسرنا 70 رجلا ولم أتصور أن يكون موقف المصريين هكذا.
وتبدأ قصة المشير طنطاوي مع حرب أكتوبر حينما كان قائدا برتبة مقدم للكتيبة 16 مشاة من اللواء 16 من الفرقة 16 الذي امتدت مسؤوليتها بعد عبور قناة السويس من القطاع المواجه الممتد من الدفرسوار إلى الاسماعيلية بين الفرقتين 2 و 18 بالجيش الثاني و19 و7 بالجيش الثالث.
بعد العبور بـ 18 ساعة نجحت فرق المشاة الخمس المصرية في عبور قناة السويس ومعها حوالي 800 دبابة بعد أن دحرت القوات الاسرائيلية التي كانت مصرة على صد الهجوم المصري وضمت اللواء 116 مشاة – القدس – وثلاثة ألوية مدرعة.
واستطاعت الفرق المصرية إقامة رؤوس كباري داخل سيناء ممتدة من القنطرة شمالا إلى الدفرسوار جنوبا ومن البحيرات المرة شمالا حتى بور توفيق جنوبا بعمق بين 8 – 10 كيلو مترات بخسائر لم تزد على 280 شهيدا و 20 دبابة بعد أن كان مقدرا أن العملية ستكلف قواتنا 30 ألف ضابط وجندي منهم عشرة آلاف قتيل.
وبداية من الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 9 أكتوبر بدأ العدو شن هجمات مضادة قوية على مقدمة الفرقة 16 مشاة بقوة كتيبة مدرعة على اللواء الأيسر وبكتيبتين مدرعة على لواء المنتصف لاختبار دفاعات الفرقة واكتشاف أضعف أجزائها تمهيدا لتوجيه هجوم المضاد الرئيسي بهدف اختراق رأس كوبري الفرقة وإحداث خلخلة في الدفاع المصري في القطاع الشمالي.
وفي العاشرة صباحا بدأ العميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة 16 يدفع كتيبة دبابات لاتخاذ خط صد على يسار الرفقة لتمنع أي اختراق وأمر القائد اللواء الأيمن للفرقة بدفع كتيبة النسق الثاني للواء التي كانت تحتل موقعها في منطقة قرية الجلاء – المزرعة الصينية وكان يتولى قيادتها حسين طنطاوي لإغلاق الثغرة التي كانت موجودة بين لواء المنتصف ولواء اليمين واضطرت الدبابات الاسرائيلية إلى الارتداد شرقا بعد أن بلغت خسائرها 20 دبابة وتم إغلاق الثغرة بعد معركة عنيفة.
وصدرت الأوامر لفرق الجيش الثاني بتطوير الهجوم شرقا وتوسيع رؤوس الكباري مع تدمير وتصفية جميع النقط القوية في قطاع هذه الفرق ومعركة المقدم طنطاوي للاستيلاء على النقطة القوية الموجودة على الطرف الشمالي الشرقي من البحيرة المرة الكبرى على بعد 6 كيلو مترات جنوب شرق الدفرسوار بدأت من يوم 12 أكتوبر حينما دفعت الكتيبة 16 مشاة بقيادة طنطاوي.
وبمجرد أن وصلت الكتيبة من النقطة دفع المقدم طنطاوي دورية استطلاع مساء يوم 12 أكتوبر إلى النقطة فركب جميع أفراد النقطة عربة نصف مجنزرة وهربوا وقام طنطاوي بتفتيش النقطة وأنزل علم إسرائيل وعاد به بعد أن رفع علم مصر عليها
ولم تقف الكتيبة 16 بقيادة المقدم حسين طنطاوي عند صد أخطر الهجمات الإسرائيلية عند العبور أو الاستيلاء على النقطة القوية في تل سلام بل امتدت لمواجهة ثغرة الدفرسوار وكانت تلك المعارك أن تفسد الثغرة بعد أن حاصر طنطاوي قوة المظليين الإسرائيليين التي كانت قد وصلت لمنطقة قرية الجلاء – المزرعة الصينية لمدة 40 ساعة لدرجة أن الجنرال حاييم بارليف الممثل الشخصي لرئيس الأركان العامة أصدر أمرا بعد ظهر يوم 16 أكتوبر بعدم عبور أية قوات إسرائيلية أو دبابات إلى الضفة الغربية في قوارب أو على معديات حتى لا يزداد حجم القوات الإسرائيلية المعرضة لخطة الإبادة.
ذكرى نصر أكتوبر.. تحقيق سري يكشف خداع مصر للموساد الإسرائيلي
بنبرة حزن وصوت متحشرج يملوه الالم والحسرة وتجرع مرارة الهزيمة تحدث مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية “الموساد” فى حرب أكتوبر “ايلي زعير” يصفونه فى إسرائيل بأنه «مهندس الهزيمة» والسبب فيما لحق بالجيش الإسرائيلي، وكان زعيرا اعترف بأن المخابرات المصرية دست معلومات مضللة إلى جولدا مائير.
وأشار إلى أن السبب الرئيسى فى الهزيمة هو وصول معلومات تم نقلها إلى رئيسة الوزراء وبدون تحليل من الموساد على أساس أنها موثوق بها، وكانت هذه المعلومات هى السبب الأساسى وراء التقديرات الخاطئة التى اتخذتها الحكومة الإسرائيلية.
ويقول «زعيرا» إنه يعتقد أن تلك المعلومات المضللة هى من تخطيط المخابرات المصرية وأنها كانت جزءا من خطة الخداع والتمويه المصرية التى تم تنفيذها استعدادًا للحرب.. أسرار كثيرة كشف عنها رئيس المخابرات الاسرائيلية عن حرب اكتوبر في مذكراته “حرب يوم الغفران”: الواقع يحطم الأسطورة.
وكتاب «الأسطورة أمام الواقع ” لزعيرا هز الأوساط الأمنية والاجتماعية فى إسرائيل، مما حدا بالحكومة إلى مصادرته قبل طبعه من قبل جهاز الرقابة العسكرية التابع رأسا للمخابرات الحربية الإسرائيلية وللموساد أكثر من مرة، وحتى بعد أن اعترض مؤلفه اللواء رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية وقت حرب أكتوبر 1973 على منع الكتاب، وبعد تكوين لجنة من الوزراء الإسرائيليين لأول مرة فى تاريخ النشر بإسرائيل للتصديق على طبعة كتاب، ظل الكتاب محظورًا
وكانت حرب أكتوبر الأكثر مرارًا وألمًا على رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، فبعد حرب 6 أكتوبر 1973، اهتزت أشياء كثيرة في إسرائيل، لقد كان شهر الحرب «أكتوبر» طويلا جدًا للغاية على المجتمع الإسرائيلي كله، لكنه كان أكثر مرارة وألما وطولا وثقلا على القائد العسكري الإسرائيلي «إيلي زاعيرا».
أما زاعيرا هذا فقد كان رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، خلال حرب أكتوبر، حيث كان رأسه هو الرأس الأولى الذي تم التخلص منه ثمنًا لهزيمة الجيش الإسرائيلي على يد القوات المصرية في 1973.
أقيل زاعيرا من منصبه، وحققت معه لجنة «أجرانت»، تلك اللجنة التي شكلتها أيامها الحكومة الإسرائيلية لبحث أسباب الهزيمة، وبعد تحقيق مطول وتفصيلي أطيح به من فوق مقعده.
وبعد عشرين عاما من هزيمة إسرائيل في أكتوبر 1973، نشرت صحيفة «معاريف» نص هذا التحقيق السري مع رئيس المخابرات الإسرائيلية بعد السماح من المحكمة العسكرية العليا للنشر، وأعيد نشره عام 1993 وبدأت الأسئلة تتوالى:
لماذا فشلت المخابرات الحربية الإسرائيلية في تقدير استعداد المصريين والسوريين لحرب يوم الغفران؟
مثلما لم ننجح في الماضي ولن ننجح في المستقبل في قراءة أفكار أي زعيم عربي.
لكن المخابرات أكدت ضرورة إمداد الجيش بمعلومات مؤكدة عن حرب قريبة قبل 48 ساعة من حدوثها.. فماذا حدث؟ ذلك أمر صعب الجزم فيه، فالعرب لهم جيش نظامي كبير ولا يحتاجون لإعلان عن تعبئة لكي يبدأو حربًا.
لواء ايلي زاعيرا: هل يفهم من حديثك أنه كلما وجدت مناورات وجب الإعلان عن التعبئة في إسرائيل؟
نعم فإن يوم عيد الغفران لم تكن لدينا فكرة استعداد الإعلان عن تعبئة عامة ولكن بعد الحرب حدثت التعبئة عدة مرات كلما بدأ العرب في مناورة.
“ايلي زعيرا”.. مهندس الهزيمة في حرب أكتوبر المجيدة
” ايلي زعيرا” هو مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية فى حرب أكتوبر الذى يصفونه فى إسرائيل بأنه «مهندس الهزيمة» في حرب اكتوبر والسبب فيما لحق بالجيش الإسرائيلي، وكان زعيرا اعترف بأن المخابرات المصرية دست معلومات مضللة إلى جولدا مائير، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسى فى الهزيمة هو وصول معلومات تم نقلها إلى رئيسة الوزراء وبدون تحليل من الموساد على أساس أنها موثوق بها، وكانت هذه المعلومات هى السبب الأساسى وراء التقديرات الخاطئة التى اتخذتها الحكومة الإسرائيلية.
ويقول «زعيرا» إنه يعتقد أن تلك المعلومات المضللة هى من تخطيط المخابرات المصرية وأنها كانت جزءا من خطة الخداع والتمويه المصرية التى تم تنفيذها استعدادًا للحرب.. أسرار كثيرة كشف عنها رئيس المخابرات الاسرائيلية عن حرب اكتوبر في مذكراته ” حرب يوم الغفران”: الواقع يحطم الأسطورة.
الأسطورة أمام الواقع
وكتاب «الأسطورة أمام الواقع ” لزعيرا هز الأوساط الأمنية والاجتماعية فى إسرائيل، مما حدا بالحكومة إلى مصادرته قبل طبعه من قبل جهاز الرقابة العسكرية التابع رأسا للمخابرات الحربية الإسرائيلية وللموساد أكثر من مرة، وحتى بعد أن اعترض مؤلفه اللواء رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية وقت حرب أكتوبر 1973 على منع الكتاب، وبعد تكوين لجنة من الوزراء الإسرائيليين لأول مرة فى تاريخ النشر بإسرائيل للتصديق على طبعة كتاب، ظل الكتاب محظورًا
وكانت حرب أكتوبر الأكثر مرارًا وألمًا على رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، فبعد حرب 6 أكتوبر 1973، اهتزت أشياء كثيرة في إسرائيل، لقد كان شهر الحرب «أكتوبر» طويلا جدًا للغاية على المجتمع الإسرائيلي كله، لكنه كان أكثر مرارة وألما وطولا وثقلا على القائد العسكري الإسرائيلي «إيلي زاعيرا».
أما زاعيرا هذا فقد كان رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، خلال حرب أكتوبر، حيث كان رأسه هو الرأس الأولى الذي تم التخلص منه ثمنًا لهزيمة الجيش الإسرائيلي على يد القوات المصرية في 1973.
أقيل زاعيرا من منصبه، وحققت معه لجنة «أجرانت»، تلك اللجنة التي شكلتها أيامها الحكومة الإسرائيلية لبحث أسباب الهزيمة، وبعد تحقيق مطول وتفصيلي أطيح به من فوق مقعده.
وبعد عشرين عاما من هزيمة إسرائيل في أكتوبر 1973، نشرت صحيفة «معاريف» نص هذا التحقيق السري مع رئيس المخابرات الإسرائيلية بعد السماح من المحكمة العسكرية العليا للنشر، وأعادت روزاليوسف نشره عام 1993 وبدأت الأسئلة تتوالى:
لماذا فشلت المخابرات الحربية الإسرائيلية في تقدير استعداد المصريين والسوريين لحرب يوم الغفران؟
مثلما لم ننجح في الماضي ولن ننجح في المستقبل في قراءة أفكار أي زعيم عربي.
لكن المخابرات أكدت ضرورة إمداد الجيش بمعلومات مؤكدة عن حرب قريبة قبل 48 ساعة من حدوثها.. فماذا حدث؟ ذلك أمر صعب الجزم فيه، فالعرب لهم جيش نظامي كبير ولا يحتاجون لإعلان عن تعبئة لكي يبدأو حربًا.
لواء ايلي زاعيرا: هل يفهم من حديثك أنه كلما وجدت مناورات وجب الإعلان عن التعبئة في إسرائيل؟
نعم فإن يوم عيد الغفران لم تكن لدينا فكرة استعداد الإعلان عن تعبئة عامة ولكن بعد الحرب حدثت التعبئة عدة مرات كلما بدأ العرب في مناورة.