مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجانات المزاريطة ٢/٢ بقلم محمد نبيل

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجانات المزاريطة ٢/٢ بقلم محمد نبيل

كتب : اللواء
ونعود لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي…
ولأن القاعدة الذهبية فى الفن تقول: “يجب أن يستمر العرض”.
ونعود إلى ثانى الملاحظات؛
وهنا كانت المعادلة التى حققتها ثقافة مصر من خلال وزيرها الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذى أقدم على إقامة المهرجان المؤجل منذ العام الماضى، ويكون أيضًا فى العرض ذات أهداف وأسباب الإرجاء؛ وهى المسؤولية، مسؤولية الثقافة المصرية تجاه قضايا عروبتها، فأصرت وزارة الثقافة على أن يتصدر -بداية- شعار يمثل علم فلسطين على صدر المهرجان وجميع الحضور، وهذه سابقة لم يقدمها مهرجان أو فاعلية فنية أو أدبية من المحيط إلى الخليج سوى ثقافة مصر، وجاءت فى كلمة وزير الثقافة بما هو متطابق مع موقف السياسة المصرية- الرسمى، وأيضًا متناغم مع حالة الوجدان العام الشعبى.
كذلك كان الافتتاح اللافت للاهتمام والمثير للانتباه من تقديم فرقة فنون الغزاوية الشعبية بأنغام وكلمات (أنا دمى فلسطينى).
وثالثًا: كان فيلم الافتتاح فيلم «أحلام عابرة»، الذى شاهده حشد من الكبار والشباب ما بين الجمهور المتذوق لجمال الفن وعذوبة العروبة، وأيضًا زمرة من النقاد والإعلاميين وطلبة أكاديمية الفنون وعدد من المهتمين بصناعة السينما، وتدور الأحداث حول «سامى» وهو صبى فى الثانية عشرة من عمره، يبحث عن حمامته الزاجلة، وينطلق فى رحلة عبر مدن وقرى فلسطين، مؤمنًا بأن طائره قد عاد إلى صاحبه الأصلى، وعبر الخط الأخضر الفاصل بين فلسطين والعدو الصهيونى يلتقى سامى بفلسطينيين آخرين، ويبدأ كل منهم فى سرد حلمه وحكاياته.
ورابعًا: كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للمخرج الفلسطينى يسرى نصر الله بجائزة «الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر».
وخامسًا: كان لإعلان رئيس المهرجان أن رعاة المهرجان هم من أصحاب رأس المال الوطنى -منفردين- ما أعادنا إلى الخالد الرائع طلعت حرب، ذاك المستثمر المؤمن بقضايا وطنه وعروبته وصاحب استوديو مصر، إلى جانب الكثير من المؤسسات البنكية والسياحية والاقتصادية، ومقاطعة تلك العلامات التجارية التى تدعم الاحتلال الصهيونى فى قتله لشهداء فلسطين ولبنان، وربما فى دعاية من خلال المهرجان للمنح المصرى وتدعيم أبنائنا من العاملين فى مداراته، وتوجهًا من وزارة الثقافة بالدعاية الإنتاجية الوطنية وليست الاستهلاكية الوافدة.
وسادسًا: كان المشهد الجديد على الواقع الثقافى واللافت للانتباه -بحق- هو حضور وزير سابق بجوار وزير حالى، فجاورت الدكتورة نيفين الكيلانى الدكتور أحمد فؤاد هنو فى مشهد تعودناه من رئيسنا المشير عبد الفتاح السيسى، الذى دائمًا ما يصحب ويقدم فى كثير من الفعاليات القومية والدينية الرئيس السابق المستشار عدلى منصور، وأيضًا كان الراحل المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (رحمه الله ورحم والدينا). وهذا ما تعلمناه فى قواتنا المسلحة المدرسة العليا للوطنية؛ إذ دائمًا ما يكرم القائد الحالى سابقه مجسدًا مبادئ وقيم الوفاء وأسس إكمال المسيرة فى رقى وتحضر بالغين، لكن أن تنتقل تلك الروح الإيجابية فى وزارة الثقافة لهو أمر يستحق التقدير بعد الملاحظة(!) ويستوجب المداومة والاستمرار لتعلن الثقافة رسالة جديدة أخرى فى قيم الوفاء واستكمال الخطى، كما أعلنت من خلال مهرجان القاهرة الدولى السينمائى رسائلها الوطنية والعروبية.
ملاحظة؛ كما أفرد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته (٥٥) يومًا كاملًا للثقافة الفلسطينية، نعتقد أنه تنتظرنا مفاجأة أكبر فى المعرض القادم (٥٦).
وسابعًا: غاب عن الحضور نجمات كبيرات وشابات، وقد أفلت نجماتهن بحجة تزامن مشاركتهن بمهرجان كما مهرجان المزاريطة (مع الاعتذار) بلا لون ورائحة وطعم(!).
تحيا مصر الجمهورية الجديدة، مرحبًا بالثقافة الوطنية الجديدة، مصر عادت شمسك الذهب.