3 مراحل على 5 سنوات.. خطة الحكومة الفلسطينية لإعادة إعمار غزة بـ67 مليار دولار
مصر تمارس ضغوطا على حماس لوقف "الإعدامات الميدانية" ..ترامب لـ حماس: إن لم تتوقفوا عن قتل الناس في غزة سنتدخل لقتلكم
3 مراحل على 5 سنوات.. خطة الحكومة الفلسطينية لإعادة إعمار غزة بـ67 مليار دولار

كتب : وكالات الانباء
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الخميس، في مؤتمر صحفي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، عن خطة لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأوضح «مصطفى» أن تكلفة إعادة الإعمار تقدر بـ67 مليار دولار، تنفذ خلال 5 سنوات، لافتًا إلى أن مصر ستستضيف مؤتمرًا للدول المانحة الشهر المقبل، لجمع الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام فلسطينية.
وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، الذي ستستضيفه مصر في نوفمبر المقبل، سيشكل خطوة محورية في حشد الدعم الدولي والإقليمي، مؤكدًا أن كل جهود الإعمار ستتم بقيادة فلسطينية وبأيد فلسطينية، بما يضمن عودة الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس شفافة ومستدامة.
ولفت إلى أن الأموال المخصصة لإعادة الإعمار ستوضع في صندوق خاص مستقل تحت إشراف دولي وتدقيق محاسبي مهني معتمد من قبل الدول المانحة.
وذكر رئيس الوزراء الفلسطيني أن خطة إعادة الإعمار والإنعاش تتألف من 3 مراحل، هي كالتالي:
– الأولى مدتها ستة شهور بتكلفة قدرها 3.5 مليار دولار.
– الثانية لمدة 3 سنوات بقيمة 30 مليار دولار.
– الأخيرة لمدة عام ونصف.
قمة شرم الشيخ للسلام
كانت مدينة شرم الشيخ استضافت قمة سلام بشأن غزة، وقَّع خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظراؤه الأمريكي دونالد ترامب، والتركي رجب طيب أردوغان، والقطري تميم بن حمد، على وثيقة شاملة بشأن اتفاق إنهاء الحرب في غزة.
وفي أواخر سبتمبر من العام الجاري، أصدر البيت الأبيض خطة ترامب الشاملة لحل الوضع في قطاع غزة، وتتألف الوثيقة من 20 بندًا، من أبرزها إنشاء إدارة خارجية مؤقتة في القطاع الفلسطيني ونشر قوات دولية لحفظ السلام.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أعلن ترامب أنه بعد مفاوضات مكثفة، وافقت حماس وإسرائيل على الخطوة الأولى من خطة السلام، إذ تضمّن الاتفاق إطلاق سراح جميع المحتجزين وانسحاب جيش الاحتلال إلى خط متفق عليه في غزة.

بينما وصل وفد رفيع المستوى من حركة حماس إلى القاهرة، مساء الخميس، لمناقشة عدد من الملفات الخاصة بإدارة غزة، في وقت تضغط فيه مصر على الحركة لوقف “الإعدامات الميدانية”.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن وفدا قياديا رفيع المستوى من حركة حماس وصل إلى القاهرة.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) نقلا عن مصادر مصرية مطلعة، أن الوفد بحث إدخال أفراد أمن تابعين للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وأن أفراد الأمن المقرر إدخالهم قد سبق تدريبهم في القاهرة وعمان.
وبينت المصادر، أن مصر “تمارس ضغوطا على حركة حماس لوقف الإعدامات الميدانية في غزة”.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن “القاهرة ستشهد خلال الساعات المقبلة لقاء فلسطينيا موسعا لبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة”.
كانت فرنسا قد كشفت، الخميس، أنها تعكف، بالتعاون مع بريطانيا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، على وضع اللمسات الأخيرة على قرار لمجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة، من شأنه أن يضع الأساس لنشر قوة دولية في غزة.
وفي وقت سابق، الأربعاء، قال مستشاران أميركيان كبيران إنه، مع صمود وقف إطلاق النار في غزة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بدأ التخطيط لإرسال قوة دولية لإرساء الأمن في القطاع الفلسطيني.
وفي حديثه للصحفيين في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باسكال كونفافرو، إن مثل هذه القوة تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة لتوفير أساس قوي في القانون الدولي وتسهيل الحصول على مساهمات محتملة من الدول.
وأضاف: “تعمل فرنسا بشكل وثيق مع شركائها على تأسيس مثل هذه البعثة الدولية، التي يجب أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال اعتماد قرار بمجلس الأمن”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن “المناقشات لا تزال جارية، لا سيما مع الأميركيين والبريطانيين، لطرح مشروع قرار في الأيام المقبلة”.

ترامب لـ حماس: إن لم تتوقفوا عن قتل الناس في غزة سنتدخل لقتلكم
من جانبه هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حركة حماس، مساء اليوم الخميس، مشيرًا إلى أنها تقوم بقتل الفلسطينيين في غزة.
وقال «ترامب» في منشور على «تروث سوشيال»: «إذا استمرت حماس في قتل الناس في غزة، فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم».
ومنذ وقف إطلاق النار في غزة، تنفذ «حماس» إعدامات ميدانيّة بحق عدد ممن تصفهم بـ«العملاء» مع الاحتلال والخارجين عن القانون في مدينة غزة.
ونقلت وسائل إعلام عالميّة عن قوة «رادع» التابعة لأمن حماس بغزة، أنها تواصل تنفيذ حملة أمنية شاملة في مختلف محافظات القطاع، أسفرت عن اعتقال عدد كبير من «العملاء والعناصر الخارجة عن القانون».
وأكدت القوة أنها تواصل التحقيقات وملاحقة المتورطين في مدينة غزة، مشيرة إلى أنها سيطرت على مواقع تابعة لمليشيا مسلّحة، ونفذت عمليات تمشيط واعتقال لعناصر تتهمها بالمشاركة في إطلاق النار وقتل نازحين ومهاجمة مدنيين.
وشددت قوة «رادع» على أن كل من يثبت تورطه في التعاون مع الاحتلال أو ارتكاب جرائم سيُحال إلى الجهات القضائية المختصة، مؤكدة تصميمها على «فرض النظام واجتثاث العصابات والمليشيات».

نتانياهو وترامب يناقشان أزمة “جثث الرهائن” مع حماس
فى حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط خلافات حول طريقة التعامل مع حركة حماس التي لم تسلّم حتى الآن غالبية جثث الـ28 رهينة الذين قتلوا، حسبما أفادت وسائل إعلام بالعبرية.
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن نتانياهو أطلع ترامب على الخطوات التي تخطط إسرائيل لاتخاذها بعد أن سلّمت حماس تسع جثث فقط حتى الآن.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب أعرب عن دعمه للقرار الإسرائيلي، في مؤشر على استمرار دعم الولايات المتحدة للأولويات الأمنية لإسرائيل في المنطقة.
أثناء هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خُطف 251 رهينة وتم نقلهم إلى غزة.
وبموجب الاتفاق الذي رعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إليه، كان مقرراً أن تسلّم حماس جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيّز التطبيق.
وأفرجت حماس بالفعل عن جميع الرهائن الأحياء في الوقت المحدد، لكنها لم تسلم إسرائيل بعد كل رفات الرهائن الباقين.
وتتهم إسرائيل حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ على إعادة كلّ الرهائن، الأحياء والأموات، في مهلة 72 ساعة منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، أي ظهر الاثنين.
وقالت حماس الأربعاء إنها بحاجة لمعدات متقدمة وجهود أكبر للوصول إلى جثث الرهائن، لك

ثلاثة “مُفسدين” يهددون اتفاق غزة
فيما قال أندرو لاثام، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “ماكالستر كوليدج” وزميل مركز Defense Priorities، إن خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تسير وفق خريطة طريق من ثلاث مراحل: الأولى تشمل تبادل الرهائن والأسرى ووقف القتال، والثانية تتعلق بنزع سلاح حماس والتحقق منه، والثالثة تخص إعادة الإعمار وتأسيس إدارة جديدة لقطاع غزة.
المرحلة الأولى: صفقة تبادلية ناجحة
أوضح لاثام في مقاله بموقع مجلة “ناشونال سيكيورتي جورنال”، أن المرحلة الأولى نجحت لأنها كانت صفقة واضحة وسهلة التنفيذ: فقد أُطلق سراح 20 إسرائيلياً مقابل نحو 2000 أسير فلسطيني، مع استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف أن العملية تمت بشفافية تحت إشراف الوسطاء، مما جعل تنفيذها سريعاً وسلساً.
لكن المرحلتين الثانية والثالثة، يقول لاثام، هما الاختبار الأصعب، إذ تنتقل العملية من التبادل المؤقت إلى الترتيبات السياسية والأمنية الدائمة. وحذر الكاتب من ثلاثة أطراف قادرة على عرقلة المسار، إذا لم ترافق الخطة آليات رقابة يومية صارمة وعقوبات فورية على من يخرقها.
التحدي الأكبر: نزع السلاح وإدارة الحكم
وأوضح الكاتب أن الصعوبات تبدأ مع مرحلة نزع سلاح حماس، التي تتطلب تدمير الأسلحة بشكل موثّق وتفتيش الأنفاق ومنع تهريب المواد التي يمكن استخدامها عسكرياً.
وأشار الكاتب إلى أن تجربة “آلية إعادة إعمار غزة” السابقة أظهرت كيف يمكن لهذه الإجراءات أن تعرقل الإعمار إذا لم يُراع فيها التوازن بين الأمن وسرعة التنفيذ.
وأكد الكاتب أن حماس أعلنت بوضوح أن نزع سلاحها “أمر غير مطروح للنقاش”، مما يجعل تطبيق الخطة دون عقوبات صارمة شبه مستحيل.
أما في ما يتعلق بالحكم، فتنص الخطة على إدارة انتقالية يقودها فريق تكنوقراطي بإشراف مجلس دولي للسلام، مع وعد مستقبلي بإقامة دولة فلسطينية. لكن لاثام يرى أن هذه الفكرة تواجه مشكلة شرعية: مَن يدير غزة فعلياً؟ وما دور السلطة الفلسطينية؟ وهل يمكن لأي إدارة أن تعمل بينما ترفض حماس التخلي عن سلاحها؟ وأضاف أن الشروط الصارمة التي يفرضها المانحون، مثل تجميد الأموال أو صرفها على دفعات، قد تؤدي إلى شلّ عملية الإعمار وتغذية الشعور بأن غزة تعيش تحت “وصاية أجنبية”.
مَن يعطل السلام؟
1- حماس.. الحفاظ على النفوذ بأي وسيلة
يقول الكاتب إن حماس تسعى إلى البقاء في المشهد السياسي عبر الحفاظ على شبكاتها المالية والأمنية السرية، حتى لو قبلت شكلياً بالإدارة المدنية.
ويضيف أن الحركة تستخدم وسائل متعددة: رواتب سرية، وضرائب غير رسمية في المعابر والأنفاق، واختبارات عسكرية صغيرة لقياس رد الفعل الإسرائيلي، إلى جانب أساليب ترهيب تمنع أي إدارة مدنية من الاستقلال عنها.
2- اليمين الإسرائيلي.. لا دولة فلسطينية
يرى لاثام أن اليمين الإسرائيلي يعمل على إجهاض أي احتمال لقيام دولة فلسطينية، مستخدماً أدوات سياسية وقانونية متنوعة: منها الضغط على الحكومة لعدم تقديم تنازلات، وسن قوانين تُعيق نقل الصلاحيات للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى توسيع المستوطنات وإشعال مواجهات مع الفلسطينيين لاستفزاز ردود أمنية، مع حملة إعلامية لتشويه المراقبين الدوليين ووصمهم بأنهم “حكم أجنبي”.
3- إيران.. حرب الوكلاء
أما إيران، فيقول الكاتب إنها تسعى لإبقاء إسرائيل مشغولة ومتوترة من خلال حلفائها الإقليميين: حزب الله في الشمال، والحوثيون في البحر الأحمر، والمليشيات في سوريا والعراق. كما تموّل وتسلّح هذه الأطراف لتبقي غزة في حالة عدم استقرار دائم، وتُضعف أي جهود لبناء حكم مستقر.
شروط النجاح
شدد لاثام على أن النجاح في المراحل المقبلة يتطلب رقابة دولية يومية حقيقية تشمل: مفتشين في المخازن، ومراقبة الأنفاق، وتدقيق في الحسابات الحكومية، وتجميد التمويل لأي طرف يخلّ بالاتفاق.
واقترح الكاتب إدخال أنظمة رواتب رقمية (بيومترية) وتدقيق من طرف ثالث لضمان الشفافية ومنع الفساد. ورأى أن هذه الخطوات هي ما يجعل النظام قوياً في مواجهة محاولات الالتفاف عليه، لا مجرد إجراءات شكلية.
سلام واقعي لا مثالي
يقول الكاتب إن مفهوم “السلام” يجب أن يكون واقعياً. فإذا كان المقصود وقف الحرب الكبرى بين إسرائيل وحماس، فقد تحقق ذلك بشكل مؤقت. أما إذا كان الهدف إنشاء غزة جديدة منزوعة السلاح تُدار بحكومة شفافة خاضعة للمساءلة، فذلك لن يتحقق إلا عبر التحقق الصارم والعقوبات الفورية لأي طرف يعرقل التنفيذ.
الطريق الضيق نحو الهدوء
اختتم لاثام بالقول إن طريق السلام في غزة ضيق ومعقد: فإما التزام يومي ومتابعة دقيقة وصبر طويل يمتد لسنوات، أو العودة إلى “هدنة بلا دولة” تعيد إنتاج العنف عند أول أزمة. وأكد أن التحقق هو ذراع السياسة: من دونه يبقى نجاح المرحلة الأولى حدثاً معزولاً، ومعه فقط يمكن بناء سلام مستدام قابل للحياة.




